اعتبر "حايد حايد" الباحث في مركز "تشاتام هاوس"، أن زيارة المبعوث الإيطالي الخاص بشأن سوريا "ستيفانو رافانيان"، إلى دمشق مؤخراً، تشير إلى وجود انقسامات محتملة داخل الاتحاد الأوروبي بشأن سوريا، وحدوث تحول في سياسة روما تجاه نظام الأسد.
وقال حايد في مقال نشرته "المجلة"، إن الزيارة "تطور عضوي لموقف إيطاليا تجاه نظام الأسد، أكثر منه انقلاباً جذرياً في السياسة"، ورجح سعي روما إلى التعاون مع دمشق في قضايا محددة، بما في ذلك الحد من تدفق "الكبتاغون" ومكافحة الاتجار بالبشر بعد اتهامات بضلوع "أجنحة الشام" بنقل مهاجرين، إضافة إلى تعزيز دورها كوسيط أوروبي في الملف السوري.
ولفت إلى أن روما "مترددة" في متابعة هذا الهدف على حساب شركائها الأوروبيين، رغم من رغبتها في جني هذه المكاسب، متوقعاً أن يكون ذلك بسبب عدم ثقتها بأن إعادة الاتصال مع دمشق كافية لإقناع الأسد بتقديم تنازلات، كما يتضح من جهود المصالحة الأردنية، التي فشلت حتى الآن في إحراز أي تقدم حقيقي مع دمشق.
وسبق أن كشفت وكالة "بلومبرغ" نقلاً عن مصادر مطلعة، عن أن "السعودية والإمارات" تضغطان على حلفائهما في أوروبا لإعادة العلاقات الدبلوماسية مع نظام الأسد وتخفيف العقوبات، موضحة أن "المسؤولين السعوديين والإماراتيين مارسوا ضغوطا على نظرائهم في الاتحاد الأوروبي وعلى مستويات مختلفة لعدة أشهر".
وقالت الوكالة، إن المسؤولين في البلدين "أشاروا إلى أن التحركات الدبلوماسية لإنهاء الصراع المستمر في سوريا منذ 12 عاما لم تعد مجدية ما لم يتم تخفيف العقوبات للمساعدة في إنعاش الاقتصاد السوري المنهار".
وأكد المسؤولون أيضا أن "التعافي الاقتصادي قد يجذب ملايين اللاجئين السوريين إلى وطنهم، مما يخفف الضغط على الدول المجاورة التي تستضيفهم مثل لبنان والأردن"، وذكرت أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان موجود حاليا في فرنسا ومن المقرر أن يلتقي بالرئيس إيمانويل ماكرون اليوم الجمعة.
ولفتت "بلومبرغ" إلى أن متحدثين رسميين باسم الحكومتين السعودية والإماراتية لم يردوا على الفور على طلبات التعليق، بالمقابل استبعدت دول الاتحاد الأوروبي الرئيسية بما في ذلك فرنسا وألمانيا إعادة العلاقات مع سوريا، قائلة إنها لن تكافئ نظاما متهما بقتل شعبه.
وكان قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في تصريحات له خلال مؤتمر للمانحين في سوريا عقد في بروكسل، إن "الظروف غير مواتية ليغيّر الاتحاد الأوروبي سياسته بشأن سوريا" في ظل غياب "إصلاحات سياسية حقيقية" في البلد.
أعلنت مؤسسة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء"، السيطرة على أكبر الحرائق الحراجية في منطقة دير عثمان برف إدلب الغربي، بعد سبع ساعات من العمل المتواصل لفرق الإطفاء والإنقاذ، لمنع امتداد الحريق والوصول للمناطق المأهولة بالسكان ومخيمات النازحين.
وقالت المؤسسة: "تمكنت فرقنا بعد أكثر من 7 ساعات متواصلة من العمل، إيقاف انتشار الحرائق الحراجية التي اندلعت مساء الخميس 27 تموز، في منطقة دير عثمان بريف جسر الشغور غربي إدلب، وتواصل أعمالها على تبريد المنطقة بالكامل".
ولفتت إلى أن "حريق دير عثمان في ريف إدلب الغربي أحد أكبر الحرائق الحراجية لهذا الموسم في شمال غربي سوريا، ورغم الصعوبات وارتفاع درجات الحرارة وشدة الرياح تمكنت فرقنا من السيطرة على الحريق بعد عمل استمر أكثر من 7 ساعات، وتواصل الآن فرقنا عمليات التبريد لمنع اشتعاله مجدداً".
وشاركت 8 فرق إطفاء، إضافة لفرق الإنقاذ والإسعاف لحالات الطوارئ، في إخماد الحريق الحراجي الكبير، وواجهت الفرق عدة صعوبات كبيرة بسبب ارتفاع درجات الحرارة وسرعة الرياح التي تزيد من تمدد الحريق و وعورة المنطقة التي تعيق دخول سيارات الإطفاء.
وأعلنت المؤسسة عن إصابة 3 متطوعين من فرقها، وشخص آخر بحالة اختناق وضيق تنفس جراء استنشاقهم أدخنة ناتجة عن الحريق الحراجي في قرية دير عثمان في ريف إدلب، رغم اتباع الفرق إجراءات السلامة أثناء العمل.
ومع ارتفاع درجات الحرارة لمستويات قياسية، تسببت باندلاع العديد من الحرائق في المناطق الحراجية ضمن مناطق سيطرة النظام بريف اللاذقية، وفي المناطق المحررة بريف إدلب الغربي، حيث تستنفر فرق الدفاع المدني فرقها على مدار الساعة لمواجهة أي مخاطر قد تسببها الحرائق في المنطقة.
كشفت مصادر في الخارجية الروسية، عن مناقشات تتم لعقد اجتماع جديد لوزراء خارجية (روسيا وسوريا وتركيا وإيران)، موضحة أن الأمر يتطلب تزامن جداول أعمالهم، وذلك بعد عقد الاجتماع الأول لوزراء خارجية الدول الأربع في موسكو في 10 مايو، أفضى لإعداد مسودة خارطة طريق لتطبيع العلاقات بين تركيا وسوريا.
وقال المصدر: "تجري مناقشة هذا الموضوع. لكن من أجل الوصول إلى النتيجة يجب أن تتوافق جداول عمل جميع الوزراء. العملية مستمرة"، وكان قال ألكسندر لافرنتييف الممثل الخاص للرئيس الروسي لسوريا، إن موسكو سلمت لأنقرة ودمشق مسودة خارطة الطريق لتطبيع العلاقات بين الجانبين، وأشار إلى أنهما يمكنهما إجراء تعديلات على الوثيقة.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد حدد في وقت سابق الموضوعات ذات الأولوية في خريطة الطريق. من بينها حل مشكلة استعادة سيطرة الحكومة السورية على جميع أنحاء البلاد، وضمان أمن الحدود السورية التركية، والقضاء على احتمال وقوع هجمات عبر الحدود ومنع تسلل إرهابيين.
وكان أعلن "ألكسندر لافرينتيف" المبعوث الخاص للرئيس الروسي للتسوية السورية، أن سوريا وتركيا وإيران اتفقت على صيغة "خارطة الطريق" التي أعدتها روسيا للتطبيع العاجل للعلاقات بين دمشق وأنقرة.
وقال لافرينتيف، إن "جميع الأطراف وافقت بشكل عام على صيغة خارطة الطريق لدفع عملية التطبيع، وعبرت عن وجهات نظرها ومقترحاتها، والآن يجب التنسيق لتطبيق هذه الخارطة"، ولفت إلى أن هذه العملية ستستغرق بعض الوقت، معتبراً أن "الشيء الأكثر أهمية هو أن عملية التطبيع تمضي قدما... نحو الأمام. لا يجب المماطلة، والجميع متفقون على ذلك".
وركزت "خارطة الطريق" التي اقترحتها موسكو، على تأمين الشريط الحدودي بين سوريا وتركيا، إضافة إلى مكافحة "الإرهاب"، وملفات عدة أخرى على رأسها توفير الظروف الملائمة لعودة اللاجئين السوريين، خصوصاً من تركيا.
وكان ذكر "لافرنتييف"، في معرض تعليقه، على نتائج الجولة الـ20، أن آراء روسيا وتركيا وإيران بشأن التسوية في سوريا تتوافق إلى حد كبير، ولفت إلى أنه يوافق تقييم الزملاء من كازاخستان الذين وصفوا الاجتماع في أستانا بالمثمر.
وأشار إلى أن المشاركين في الاجتماع أكدوا ضرورة مواصلة العمل الدؤوب على تعزيز الاستقرار في سوريا، واعتبر أن عودة سوريا إلى الجامعة العربية في غاية الأهمية وتساعد على تعزيز الاستقرار في المنطقة، معربا عن قلق أطراف صيغة أستانا إزاء ردود الفعل الأمريكية والأوروبية على عودة سوريا إلى الصف العربي.
قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، جاء خلال لقائه وزير الخارجية والتنمية البريطاني جيمس كليفرلي، في عمان، إن "مستقبل اللاجئين هو في بلدهم"، داعيا للعمل من أجل توفير الظروف التي تتيح العودة الطوعية لهم إلى سوريا.
ووفق وسائل إعلام أردنية، بحث الصفدي مع الوزير البريطاني "العبء الذي يتحمله الأردن نتيجة استضافة أعداد كبيرة من اللاجئين، وتراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين والمنظمات الأممية التي تعنى بهم" وفق ما قال الصفدي.
وأكد الصفدي، أن المملكة الأردنية تجاوزت طاقاتها الاستيعابية، ولن نستطيع أن تستمر في تقديم الخدمات الضرورية لتوفير العيش الكريم للاجئين، إلا إذا التزم المجتمع الدولي بمسؤولياته وقام بما عليه فعله.
وأضاف أن توفير العيش الكريم للاجئين هو مسؤولية جماعية، المجتمع الدولي، يقدم ما عليه والدول المستضيفة تقدم ما عليها، نحن في الأردن قمنا بكل ما هو ممكن لتوفير العيش الكريم لأشقائنا السوريين، حوالي مليون و300 ألف لاجئ منهم، لكن تراجع الدعم الدولي وإعلان منظمات أممية، مثل برنامج الغذاء العالمي، وقف مساعداته سيزيد من معاناة اللاجئين.
ولفت الصفدي إلى أن "مسؤولية هذه المعاناة هي مسؤولية هذه المنظمات، ومسؤولية من قصّر في توفير الدعم لهم، وليس مسؤولية الأردن"، وأكد أن مستقبل اللاجئين، هو في بلدهم وبالتالي يجب أن نعمل من أجل توفير الظروف التي تتيح العودة الطوعية لهم إلى بلدهم، وهذا جزء من الجهد الذي نقوم به في المملكة وبالتعاون مع الأشقاء في الدول العربية والمجتمع الدولي، مشيرا إلى "أن هذا كان محط جهودنا المكثفة في الفترة الماضية".
وقال الصفدي، إنه أطلع نظيره البريطاني على الجهد الذي يقوم به الأردن وبالتعاون مع الأشقاء في الدول العربية من أجل إيجاد مسار سياسي يأخذنا باتجاه حل الأزمة السورية، ومعالجة كل تبعاتها الأمنية والإنسانية والسياسية، وبما يتيح العودة الطوعية للاجئين.
بدوره، أكد كليفرلي أن أفضل طريقة لحل أزمة اللاجئين والتحديات التي تواجه الدول المضيفة، هي التأكد من أن تصبح الدول التي أتى منها اللاجئون آمنة، وأن يتمكن اللاجئون من العودة إلى بلادهم وموطنهم، وأضاف "هذا هو الحل فيما يخص سوريا بالذات"، وقال: "أنا أدرك رغبة الدول العربية في إيجاد السلام والاستقرار في سوريا، حتى يتمكن كل السورييالمشتتين في المنطقة من العودة إلى بيوتهم وإلى بلادهم".
اتهم المركز الروسي للمصالحة في سوريا، الولايات المتحدة الأمريكية بنشر معلومات مضللة حول تحليقات طائراتها المسيرة فوق سوريا، في وقت تتصاعد فيه الاتهامات المتبادلة بين الطرفين حول خرق آلية عدم التضارب بسوريا.
وقال نائب مدير المركز الروسي للمصالحة، اللواء البحري أوليغ غورينوف، إن "الولايات المتحدة تواصل تضليل المجتمع الدولي بشأن التحليقات غير الشرعية لطائراتها في أجواء سوريا، واتهام روسيا بحالات الاقتراب الخطيرة".
واعتبر أن "جميع الحالات الخطيرة يثيرها طيران التحالف بالذات، حيث ينفذ تحليقات بشكل مخالف لبروتوكولات تفادي النزاع وينتهك الأجواء السورية"، ولفت إلى أنه تم رصد 8 انتهاكات للأجواء السورية في منطقة التنف من قبل 3 أزواج من مقاتلات "إف 16" وزوج من مقاتلات "رافال" وزوج آخر من مقاتلات "تايفون" التابعة للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.
وسبق أن تحدث مركز المصالحة الروسي في سوريا، عن تسجيل تأثير لحق بطائرة لسلاح الجو الروسي مصدره أنظمة توجيه مقاتلة أمريكية من طراز "إف-16"، خلال رحلة مخطط لها على طول الحدود الجنوبية السورية.
وقال نائب رئيس المركز الروسي، أوليغ غورينوف، إن رحلة الطائرة الروسية كانت مجدولة على طول الحدود الجنوبية للجمهورية العربية السورية، حيث لفت إلى أن "التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب" بقيادة الولايات المتحدة، سجل 12 انتهاكا لبروتوكولات عدم التضارب في يوم واحد، وجميعها انتهاكات تتعلق برحلات الطائرات بدون طيار، التي لم يتم تنسيقها مع الجانب الروسي.
وقبل يومين، قال سلاح الجو التابع للقيادة العسكرية المركزية الأمريكية إن طائرات روسية استهدف طائرة مسيرة أميركية بدون طيار في سماء سوريا ما أدى لإصابتها بأضرار في مروحتها.
وقال "أليكسوس غرينكيفيتش" الجنرال في سلاح الجو الأميركي في بيان أمس الثلاثاء، إن طائرة مقاتلة روسية حلقت "على نحو خطير بالقرب من طائرة مسيرة أميركية من طراز MQ-9 كانت في مهمة ضد داعش، وضايقتها ونشرت قنابل مضيئة من موقع فوقها مباشرة"، وأن الحادث وقع يوم الأحد الماضي.
وأظهر مقطع فيديو نشر يوم أمس، والذي صورته الطائرة الأمريكية مواجهة بينها وبين الطائرة الروسية تقترب من الخلف. ويُظهر الفيديو بعد ذلك الطائرة وهي تسقط قنابل مضيئة بالقرب من الطائرة.
وأكد الجنرال أن أحد مقذوفات القنابل المضيئة التي أطلقتها الطائرة الروسية أصابت مروحة الطائرة المسيرة، و أن الطائرة حافظت على تحليقها وعادت بسلام إلى قاعدتها العسكرية، ودعا روسيا وقواتها في سوريا إلى وضع حد فوري لهذا السلوك المتهور وغير المبرر وغير المهني.
من جانبها، علقت روسيا وقال سفيرها في واشنطن "أناتولي أنطونوف"، إن اتهامات البنتاغون لروسيا بالسلوك غير المهني في سماء سوريا تتجاوز اللباقة.
والجدير ذكره أن المواجهات بين الطائرات المقاتلة الروسية والطائرات الأمريكية دون طيار العاملة فوق سوريا أصبحت شائعة بشكل متزايد، وفي الأسبوع الماضي، قال رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي، إن المحللين الأمريكيين يفحصون الأسباب المحتملة وراء تصاعد الأعمال العدوانية الروسية. وقال مسؤولون أمريكيون إن بعض الحوادث في سوريا استمرت لمدة ساعتين.
ومعظم الحوادث التي أبلغ عنها مؤخراً تضمنت مضايقة طائرات بدون طيار، قال أليكسوس غرينكيفيتش إن طائرة روسية "اقتربت كثيراً" من طائرة استطلاع مأهولة في 16 تموز ، مما أجبرها على التحليق ضمن منطقة اضطرابات الاستنفاد الخلفي للطائرة الحربية الروسية وقلل "قدرة الطاقم على تشغيل الطائرة بأمان".
حذر الخبير الاقتصادي والتنموي "سعد بساطة" في حديثه لوسائل إعلام تابعة لنظام الأسد، من استمرار هجرة الصناعيين، فيما تحدث خبراء اقتصاديين عن تأثير قرار رفع الدولار الجمركي إلى 8542 ليرة على الاقتصاد والأسعار، وسط توقعات بتضخم الأسعار وتفاقم عجز الموازنة.
وقال الخبير إن الصناعي الذي لم يغادر البلاد حتى الآن فذلك لأنه لم تتوفر الظروف المناسبة له وهذه الحقيقة مؤلمة ومفجعة وفي حال عدم وجود فريق عمل فوري ومرتبط باتخاذ القرار وحل المشكلات بما يسهل أمور الصناعيين والتجار فمن المستحيل الاستمرار.
مشيرا إلى أن الأمور لن تعود إلى ماكانت عليه، وقدر أن الحكومة لا تطبق 10% من قراراتها ونحن بحاجة لمسؤول يزور غرف الصناعة والتجارة ويرى الصعوبات بعينه ويقوم بحلها وليس تصريحات ووعود لا نرى منها شيء على المدى القريب والبعيد.
وأكد أن عملية التصدير في سوريا تعتبر بيع في بقعة جغرافية مختلفة ووهمية وفاقدة للتنافسية، وأشار إلى أنه في حلب وكل المدن الصناعية في سورية وضع الكهرباء غير مستقر مستغرباً التحدث عن حكومة الكترونية مع عدم وجود الكهرباء وهي العصب الأساسي، وانتقد تذبذب سعر صرف الليرة.
وذكر الخبير الاقتصادي "جورج خزام"، أنه يجب تحديد هوية الاقتصاد الوطني وطريقة عمله لحماية الأمن الغذائي في سوريا وتجنب التجارب الفاشلة، وأصبح من الضروري تأسيس ملحق إقتصادي للدستور يحدد فيه هوية الإقتصاد الوطني بأنه اقتصاد حر و يحارب الإحتكار و خاصة الإحتكار الذي يهدد الأمن الغذائي للبلد.
و اعتبر أن إصدار قرارات هدامة لسعر صرف الليرة السورية من خلال السياسات الاقتصادية الخاطئة هو سبب رئيسي بالانهيار المتواصل لليرة ولذلك هذا يجعل من الضروري تحديد هوية الاقتصاد الوطني وطريقة عمله لمنع بعض الأشخاص الهدامين الموجودين بمراكز القرار الاقتصادي بإصدار قرارات ضد المصلحة العامة والخاصة، بحسب قوله.
وقدر الخبير الاقتصادي الدكتور "شفيق عربش"، أن رفع سعر الصرف في نشرة المصارف إلى 8542 للدولار الواحد سيؤدي لارتفاع أسعار السلع والمواد الاستهلاكية وذلك بسبب ارتفاع الدولار الجمركي بنسبة 30 بالمئة.
كما سيؤدي هذا الأمر لفقدان بعض من المواد من الأسواق لاسيما كون الجميع يشكو من ندرة السلع في الأسواق، وذكر أن الحكومة تعود إلى التمويل بالعجز وبصورة أشد مشيراً إلى أن رفع سعر الصرف سيفاقم عجز الموازنة، ما سيزيد الضغط على الليرة ويفقدها من قدرتها الشرائية.
ولفت إلى أن القرار 970 "المتعلق بآلية تمويل المستوردات" والصادر مؤخراً هو وجه آخر للقرار 1070 القاضي بإحداث منصة لتمويل المستوردات ولم يغير شيئاً كما أنه لم يتم التطرق للقرار 1071 الخاص تنظيم تعهد إعادة قطع التصدير.
وحسب عضو غرفة تجارة دمشق "ياسر كريم"، فإن هناك حالة من الفوضى الاقتصادية تعيشها البلاد، ولا يتعلق الأمر بالسعر أو التاجر، خاصةً أن كمية الصرف أعلى من الدخل بكثير، وذلك نتيجة سلسلة من القوانين المترابطة التي أدت لهذا الواقع.
وأوضح أن بعض المحال في الأسواق أغلقت وتوقفت عن البيع لعدم قدرتها على التكيف مع التسعير المتغير، وخاصة أصحاب "البقاليات الصغيرة"، مشيراً إلى ضرورة تعديل قيمة الدخل وتحسينه بما يتناسب مع الاحتياجات والصرف، حيث يجب أن يكون راتب الموظف اليوم مليون ليرة على أقل تقدير.
وتجدر الإشارة إلى أن عدة محال تجارية عدة بمناطق سيطرة نظام الأسد أغلقت أبوابها لعدم قدرتها على مجاراة تغير الأسعار التي ترتفع لحظياً في الأسواق، وفق سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار، ويتوعد نظام الأسد عبر مدراء التموين إغلاق أي محل تحت طائلة الإغلاق بالشمع الأحمر، ومنعه منعاً باتاً من الفتح إلا بحضور دورية تموينية.
انفجرت دراجة نارية مفخخة في منطقة السيدة زينب بريف دمشق أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى، حيث شوهدت سيارات الإسعاف وهي تنقل الضحايا إلى مشافي دمشق.
وقالت وزارة الداخلية التابعة للنظام أن دراجة نارية مفخخة انفجرت بالقرب من مركبة تكسي عمومي نوع سابا، وادت لمقتل وجرح عدد من الأشخاص، وفي في شارع كوع السودان بمنطقة السيدة زينب بريف دمشق.
وأكدت وزارة صحة النظام أن عدد القتلى بلغ 6 أشخاص وإصابة أكثر من 50 شخصا بينهم حالات خطيرة وأخرين اصاباتهم بسيطة تم علاجهم في موقع التفجير.
وتحدثت وزارة صحة النظام أن 11 سيارة إسعاف توجهت إلى موقع التفجير وقاموا بنفل الضحايا إلى المشافي القريبة من موقع التفجير.
وكان يوم الثلاثاء الماضي قد شهدت السيدة زينب تفجير مماثل بدراجة مفخخة جانب حافلة عند مدخل الروضة في السيدة زينب، وقد أدت لسقوط جرحى فقط بينهم حالات خطيرة.
وتتزامن هذه التفجيرات مع تصاعد كبير في نشاط ميليشيات إيران في المنطقة التي شهدت الانفجار وذلك عبر عشرات الفعاليات المقامة في منطقة السيدة زينب، منها بدعوى مناسبات دينية وغيرها، خاصة مع إقتراب ذكرى عاشوراء ومقتل الحسين.
وحتى هذه اللحظة لم تتبنى أي جهة هذه التفجيرات، في حين شهدت مناطق جنوب دمشق نشاط ايراني واسع، وسيطرة واضحة على العديد من المناطق، كما أن السيطرة الإيرانية على أحياء كاملة في دمشق بات واضحا، حيث تعمل على التغيير الديمغرافي بالتهديد وشراء الذمم.
خرج الناشط الموالي لنظام الأسد "بشار برهوم"، اليوم الخميس في بث مباشر عبر صفحته الشخصية على فيسبوك، معلقاً على حادثة مداهمة منزل كاتبة موالية للنظام تدعى "لمى توفيق عباس"، معتبرا أن من داهم منزلها في ضاحية الأسد بحرستا قرب دمشق، دورية تابعة للاحتلال، واستنكر عدم توجيه الدوريات إلى "إسرائيل".
وسخر من عدم وجود مذكرة إحضار بحق الإعلامية لتفادي الدخول في إجراءات روتينية في "دولة البعث"، وتحدث عن محاولة اعتقالها بسبب الانتقادات للحكومة ومجلس الشعب والوضع المعيشي، مشيرا إلى أن الفساد موجود حتى في المداهمة حيث أن مسؤولي فروع الأمن لدى النظام يرسلون سيارة واحدة في الدورية ويحصلون على مخصصات وقود 4 سيارات.
ووجه كلامه إلى المسؤول عن هذه القرارات دون أن يسمه معتبرا أن زمن التشبيح انتهى، وتوعد بالتصعيد في حال اعتقال "لمى عباس" دون مذكرة توقيف، وذكر أن ذلك مؤشر خطير، في انتقادات مبطنة وجهها إلى العقيد لؤي نعيم الشاليش رئيس فرع مكافحة جرائم المعلوماتية بإدارة الأمن الجنائي لدى داخلية الأسد.
وقبل ساعات بثت الكاتبة الداعمة لنظام الأسد "لمى عباس"، مقطعا مصورا قالت إنه يظهر اقتحام منزلها من قبل دورية أمنية تابعة لقوات الأسد، وذلك بعد انتقادات وجهتها عبر صفحتها الشخصية على فيسبوك.
ويظهر التسجيل الذي نشرته "عباس"، سجال كلامي صوَّر على أساس أن أحد أطرافه دورية أمنية تتبع لنظام الأسد، وذكرت أنه تم "اقتحام منزلها ومحاولة اعتقالها الساعة الثانية بعد منتصف الليل دون إذن قضائي أو أي مذكرة إحضار"، وفق تعبيرها.
واختتمت المنشور بقولها "سنبقى صوت الشعب تحيا سوريا"، تحولت "عباس"، بنظر بعض الموالين للنظام إلى مناضلة وطنية وسط شكوك حول تبعية هذه الشخصيات التي باتت تتكاثر وتنتقد ممارسات النظام بشكل لاذع وبشكل غير معهود، رغم قبضة النظام الأمنية المشددة.
وظهرت "لما عباس"، التي تصف نفسها عبر صفحتها الشخصية بأنها "إعلامية وأديبة وشاعرة"، وترأس مجلس إدارة "جمعية استبرق الخيرية"، وهي كذلك مديرة موقع زنوبيا الإخباري، في بث مباشر وصف بأنه جريء حيث هاجمت تواجد حلفاء النظام على شكل استعمار في سوريا.
وكانت نشرت "عباس"، عدة انتقادات عبر صفحتها الشخصية على فيسبوك، وعدة بثوث مباشرة، تناولت التأكيد على أن حريق سوق ساروجة مفتعل كما حرائق الساحل، وأضافت، "فتّشوا عن من يشتري الأراضي ، لتعلموا هوية من يحرق الساحل"، في إشارة فسرت على أنها موجهة لميليشيات إيران.
وفي وقت سابق نشر الصحفي الموالي لنظام الأسد "محمود إبراهيم"، منشورا عبر صفحته الشخصية على فيسبوك، بتاريخ 8 شباط/ فبراير 2022، قال فيه إن دورية من عناصر الأمن "مخابرات النظام"، داهمت فجر اليوم بحثاً عن زميله الصحفي "كنان وقاف"، في طرطوس.
هذا ولم تجدي سنوات التطبيل والترويج للنظام نفعاً لعدد من إعلاميي النظام الذين جرى تضييق الخناق عليهم واعتقالهم وسحب تراخيص العمل التي بحوزتهم، بعد أن ظنّوا أنهم سيحظون بمكانة خاصة بعد ممارستهم التضليل والكذب لصالح ميليشيات النظام، حسث وتزايدت حالات اعتقال وتوقيف إعلاميي النظام عند حديث أحدهم عن الشؤون المحلية بمختلف نواحيها وقضايا الفساد في مناطق النظام.
قالت مصادر موالية لنظام الأسد إن محافظ النظام بطرطوس "عبد الحليم خليل"، تعرض للضرب والإهانة على يد محتجين بعد قراره بحل مجلس بلدة دوير رسلان، وسط اتهامات بمخالفة القانون في قرار حل المجلس وتسمية مكتب تنفيذي مؤقت لإدارة شؤون البلدة.
وتداولت صفحات إخبارية موالية تسجيلا مصورا يظهر سجال كلامي بين جمع محافظ النظام في طرطوس وأعضاء من مجلس البلدة المنحل ومجموعة من المواطنين الغاضبين، انتهى بحسب الصفحات تعرض المحافظ للضرب بعد نقاش حاد.
فيما طالبت مصادر إعلامية موالية الإفراج عن "مهند اسماعيل"، رئيس بلدة دوير رسلان بريف محافظة طرطوس غربي سوريا، المنتخب شعبياً والذي أقاله محافظ طرطوس تعسفياً وأمر باعتقاله من قبل الأمن الجنائي.
واعتبر رئيس المجلس البلدي المنحل قبل الكشف عن اعتقاله اليوم، أن القرار الصادر عن أمانة محافظة طرطوس بحل المجلس البلدي طبق بشكل سريع وتعسفي وخالف المادة 118 من قانون الإدارة المحلية 107، وفق تعبيره، وتساءل سبب تطبيق قرار المحكمة الإدارية في دوير رسلان” فقط.
بينما صدرت قرارات مماثلة عن المحكمة لعدة مجالس وبقيت دون تطبيق، معتبراً أن التطبيق السريع للقرار والمخالف للقانون مرتبط بعزله مختار إحدى القرى تلبيةً لمطالبات شعبية كذلك، كما ربط ما حدث بفوز قائمته التي ضمت مستقلين وحظيت بقبول شعبي على قائمة أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية، وفق تعبيره.
وقال مدير مكتب صحيفة تابعة لإعلام نظام الأسد بطرطوس "هيثم محمد"، إن ماحصل في بلدة دوير رسلان مع محافظ طرطوس على خلفية صدور قرار بحل مجلس البلدة يتطلب التحقيق الجاد والنزيه بكافة الأسباب والملابسات.
ووصف الحادثة بأنها "سابقة خطيرة"، وطالب بضرورة وضع النقاط على حروف الحقيقة حتى لايتكرر الأمر في أي مكان آخر، حيث أننا نرفض رفضاً قاطعاً طريقة الضرب التي وقعت مهما كانت الأسباب، وفق تعبيره.
وكشفت مصادر إعلامية موالية لنظام الأسد عن فضائح تزوير مجلس بلدية بطرطوس مع وجود مقترعين صوتوا بأكثر من مركز، واستحضار مقترعين أموات، وتصويت أناس خارج سوريا أثناء العملية الانتخابية، الأمر الذي يعتبر نسخة مصغرة ومكررة من مسرحية إعادة انتخاب رأس النظام الإرهابي "بشار الأسد" و"مجلس التصفيق" التابع له.
وكانت أعلنت المحكمة الإدارية في طرطوس إلغاء قرار وزير الإدارة المحلية مطلع العام الماضي، جزئياً فيما يخص تسمية الفائزين في انتخابات أعضاء مجلس بلدة مشتى الحلو الفئة (أ)، وإعلان بطلان الانتخابات في عدد من المراكز، وإعادة الانتخابات فيها، نتيجة عمليات التزوير.
ولفتت مصادر مقربة من النظام إلى وجود مخالفات كثيرة شابت العملية الانتخابية من وجود مقترعين من خارج المحافظة ومن خارج الدائرة الانتخابية، إلى عدم كتابة الاسم الثلاثي في السجلات التي تتشابه بها التواقيع، كما يوجد في السجل أسماء مقترعين من خارج المحافظة ومن خارج الدائرة الانتخابية.
واعتبر الصناعي الداعم للأسد "عاطف طيفور"، بوقت سابق بأن الانتخابات التي جرت في غرفة صناعة دمشق وريفها مزورة مطالبا بتشكيل لجنة وإعادة الانتخابات من جديد، لأن "هناك بعض الصناعيين لم يأخذوا حقهم بانتخاب من يمثلهم في غرفة الصناعة.
وخلال العام الماضي أعلنت وسائل إعلام تابعة لنظام الأسد انطلاق "انتخابات أعضاء مجالس الإدارة المحلية"، فيما تصدرت مواقع التواصل الاجتماعي قضايا ترشح أبواق النظام من الشخصيات الموالية ومنهم الإعلامي "وحيد يزبك"، ونظيره "رضا الباشا"، الذي أعلن تعرضه للتهجم وثم الانسحاب وسط فوضى عارمة تعتري فصول المسرحية الانتخابية.
وقدر مجلس الوزراء التابع للنظام وجود 59498 مرشح يتنافسون في انتخابات مجالس الإدارة المحلية على 19086 مقعداً، ونشر صورا للمراكز الانتخابية، زاعما تأمين وصول الناخبين إلى المراكز بسهولة ويسر، و تترافق انتخابات مجالس الإدارة المحلية مع مجالس المحافظات و"حزب البعث"، مع مسرحيات إعلامية متكررة على رأسها مسرحية "انتخاب بشار".
وكانت أصدرت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، تقريراً بعنوان "انتخابات الإدارة المحلية التي أجراها النظام السوري عديمة الشرعية ولا تمثل إرادة وحقوق الشعب السوري"، أكدت فيه عدم شرعية وقانونية انتخابات مجالس الإدارة المحلية التي أجراها النظام السوري في المناطق الخاضعة لسيطرته أيلول الماضي.
فرضت شركة Rcell للاتصالات بمناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) شمال شرقي سوريا، على مشتركيها تحميل تطبيق يدعى "ANA"، وسط تحذيرات من كونه تطبيق تجسس يلزم المستخدمين بتزويدها بكل البيانات الشخصية.
وحددت الشركة في بيان لها، أن على كافة مستخدمي خطوط Rcell التسجيل في تطبيق "أنا" وذلك من خلال اتباع خطوات نشرتها عبر تسجيل مصور، وذكرت أن التسجيل أون لاين متاح حتى نهاية شهر تموز الجاري.
وأضافت، أن بعد انتهاء المهلة المذكورة سيتوجب على مستخدمي خطوط Rcell زيادة مراكز خدمة العملاء، وفي حال عدم التسجيل في التطبيق قبل نهاية شهر آب/ أغسطس المقبل سيتم تعليق الخط بشكل تلقائي.
وقال ناشطون أن التطبيق يستحوذ على كامل البيانات الشخصية ويطلب بطاقات شخصية وصورة عن دفتر العسكرية فيما إذا المشترك قد قام بالخدمة العسكرية أم لا والوصول إلى قائمة جهات الإتصال في الهاتف.
يضاف إلى ذلك معرض الصور والموقع الجغرافي وعند التسجيل تعطي الحق للشركة على حفظ بياناتك والتصرف بها، وأثارت شروط التطبيق جدلا متصاعدا وردود فعل غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي.
ومع اقتراب مهلة شركة ارسيل تنشر معرفات مقربة من "قسد"، طريقة تفعيل حساب تطبيق "أنا"، التي تستوجب إدراج رقم الهاتف وكلمة المرور الخاصة بالرقم المقدمة عبر ارسيل، ضمن إجراءات مشبوهة تتضمن طلب "صورة سيلفي مع تحميل الموقع الجغرافي"، إضافة إلى صور مستندات شخصية، وحتى رقم الحارة والمنزل.
وكانت أطلقت شركة "جوجل" الأمريكية، تحذيراً عقب اكتشاف أدوات اختراق تابعة لشركة إيطالية، أكدت أنها استخدمت للتجسس على هواتف في عدة دول، تبين أن من بينها سوريا وتحديداً ضمن مناطق تخضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد".
وذكرت وكالة الأنباء "رويترز"، أنّ معملا متخصصا في خدمات الاتصالات بميلانو الإيطالية، يزعم على موقعه الإلكتروني أن أجهزة إنفاذ القانون الأوروبية من بين عملائه، طور أدوات للتجسس على الرسائل والاتصالات الخاصة بالأجهزة المستهدفة.
هذا ونقلت وسائل إعلام عالمية بيان الشركة "دون تحديد هوية الجهات التي قامت بالتجسس"، فيما أكدت أن برنامج التجسس يطال كلا من هواتف آبل وأندرويد وقالت "جوجل" إنها اتخذت خطوات لحماية المستخدمين وحذرتهم من البرنامج المشار إليه.
أفادت مصادر إعلاميّة محلية اليوم الخميس 27 تموز/ يوليو، بأن مجموعة من الشبان تعرضوا لإطلاق نار مصدره ميليشيات "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، خلال محاولتهم العبور باتجاه مناطق سيطرتها شمال شرقي سوريا.
وذكرت المصادر أن ميليشيات "قسد" اعتقلت 7 شبان، فيما أصيب 3 آخرين بعد إطلاق النار المباشر عليهم أثناء محاولتهم الخروج من منطقة "نبع السلام" الخاضعة لسيطرة الجيش الوطني السوري، باتجاه مناطق سيطرة "قسد".
وأضافت أن قوات الجيش الوطني تمكنت من سحب المصابين عند طريق أم فور، ونقلهم إلى مشفى تل أبيض، وأوضحت المصادر ذاتها أن الشبان مرحلون حديثاً من تركيا نحو منطقة نبع السلام وخرجوا عبر طرق التهريب نحو مناطقهم الأصلية.
وكانت أصدرت "وزارة الدفاع" في "الحكومة السورية المؤقتة"، تعميماً على تشكيلات ووحدات "الجيش الوطني السوري"، يتضمن إقامة منطقة عسكرية محظورة الدخول بعمق 300 متر بدءاً من الخط الحدودي وعلى امتداد جميع الأرياف الواقعة على طول الحدود في قاطع نبع السلام.
وتضمن التعميم عدة قرارات، منها إقامة منطقة عسكرية محظورة الدخول بعمق 300 متر بدءاً من الخط الحدودي وعلى امتداد جميع الأرياف الواقعة على طول الحدود في قاطع نبع السلام، ويستثنى منها القرى والأحياء السكنية التابعة لمدينتي تل أبيض ورأس العين والتي تقع داخل هذه المنطقة، بهدف تعزيز أمن واستقرار المناطق المحررة في قاطع نبع السلام، شمال شرقي سوريا.
وتشهد معابر التهريب بين مناطق سيطرة الجيش الوطني وقسد في شمال شرق سوريا، حركة نشطة، ويضطر العديد من الشبان في مناطق "قسد"، إلى مغادرتها إلى تركيا وأوروبا هربا من التجنيد الإجباري الذي تفرضه ميليشيات قسد، مروراً بمناطق الجيش الوطني، وكذلك تشهد "نبع السلام" حركة تهريب نحو مناطق سيطرة "قسد".
مضت سبعة أيام على اختفاء كلاً من المحامي "عصام الخطيب"، والشيخ "طلحة الميسر المعروف بلقب أبو شعبيب المصري"، بعد أن جرى اعتقالهما من قبل قوة عسكرية في مدينة إعزاز بعد صلاة الجمعة في 21/ تموز الجاري، دون أي توضيح رسمي من القوى المسيطرة، لكشف الجهة التي نفذت الاعتقال.
ورغم أن شبكة "شام" حصلت على معلومات سابقة من مصدر أمني في إعزاز، لأن الاستخبارات التركية هي التي نفذت عملية الاعتقال بمشاركة قوى من الجيش الوطني، إلا أن أي جهة أمنية أو عسكرية أو حتى تركية لم تؤكد تلك المعلومات أو تنفيها، ليبقى مصير المختفين مجهولاً.
ولم يصدر أي تعلق رسمي من الجهات العسكرية والأمنية في مدينة إعزاز على الحادثة حتى لحظة نشر التقرير، واكتفت بعض تلك القوى بالنفي عبر كروبات التواصل الاجتماعي علمها بالأمر، في حين بثت مقاطع مصدر تظهر لحظة اعتقال الشيخ "أبو شعيب المصري" من قبل قوة عسكرية تستقل سيارة لون أبيض، تم رصدها عبر كمرات المراقبة.
ووفق نشطاء، تمتلك القوى الأمنية في مدينة إعزاز الخاضعة لسيطرة الفيلق الثالث في الجيش الوطني السوري، إمكانية ملاحقة الجهة المنفذة للاعتقال، من خلال تتبع كمرات المراقبة، ومعرفة الوجهة التي سلكتها، لكن مع ذلك لم تتم متابعة القضية، التي رسمت علامات استفهام كبيرة، علماً أنها تعتبر خرق أمني كبير.
في الجهة المقابلة، تتعالى الأصوات التي تتهم "هيئة تحرير الشام" أو أطراف موالية لها في ريف حلب الشمالي، بالضلوع وراء عملية الاختطاف، مع انتقادات للقوى المسيطرة ممثلة بـ "الجبهة الشامية" المنضوية ضمن الفيلق الثالث، لهذا الخرق الأمني، وإن صحت تلك الرواية في تورط لهيئة، فإنه يدق ناقوس خطر جديد يهدد المنطقة أمنياً على يد "الجولاني" وأزلامه وفق تعبيرهم.
ويرى مراقبون، أن الاستخبارات التركية بدأت مؤخراً عمليات اعتقال لقادة سابقين في "هيئة تحرير الشام"، متورطين بقضايا شتى خلال مسيرتهم السابقة مع الهيئة، لكن في ذات الوقت هم اليوم من المخالفين لتوجهات الهيئة، عزز ذلك الرأي اعتقال "أبو العبد أشداء" خلال توجهه لأداء فريضة الحج منتصف شهر يونيو الماضي، ولايزال مصيره مجهولاً.
ويرى آخرون أن الاستخبارات التركية، وهيئة تحرير الشام، هم الطرفان الوحيدان المستفيدان من اعتقال وإخفاء المحامي عصام الخطيب، والشيخ أبو شعيب المصري، مع اختلاف أهداف كل طرف من وراء اعتقالهم، لكن من المستبعد أن تلجأ المخابرات التركية لاعتقالهم وتسليمهم للهيئة وفق أصحاب هذا الرأي.
ومع غياب التوضيح الرسمي والصمت المطبق للقوى الأمنية في إعزاز شمالي حلب، على حادثة الخطف المتزامنة التي تمت وسط النهار وفي شارع عام، بموقعين مختلفين في نفس الوقت والتاريخ، يجعل من تلك الحادثة سابقة خطيرة، لاعتقال شخصيات معروفة وملاحقة أمنياً من قبل "هيئة تحرير الشام" بسبب العداء بينهم بعد الشقاق، ويجعل قيادة الجيش الوطني أمام تحد كبير في ضبط مناطق سيطرتها ومنع مثل هذه الاختراقات الأمنية من أي طرف دون علمها.