سجلت الليرة السورية مقابل العملات الأجنبية الرئيسية اليوم الثلاثاء حالة من التحسن في السوق الموازية في المقابل استقر سعر الليرة أمام الدولار الأميركي في التعاملات الرسمية، وفق نشرة مصرف سوريا المركزي.
وبلغت الليرة السورية مقابل الدولار في دمشق سعر للشراء 10050، وسعر 10100 للمبيع، وسجلت مقابل اليورو سعر 11740 للشراء، 11804 للمبيع.
ووصل في محافظة حلب، سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي، سعر 10050 للشراء، و 10100 للمبيع، وسجلت أمام اليورو 11740 للشراء و 11804 للمبيع.
ووصل في محافظة إدلب، سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي، سعر 10050 للشراء، و 10100 للمبيع، وسجلت أمام اليورو 11744 للشراء و 11808 للمبيع.
بالمقابل تشهد الأسواق السورية تحولاً جذرياً في بيئة الاستيراد والتجارة مع تسهيل الإجراءات الجمركية وانخفاض الرسوم بنسبة تصل إلى 85%، مما يعزز تنافسية السوق ويدعم الاستقرار الاقتصادي.
و أكد رجل الأعمال السوري محمد زيدان أن الانفتاح الاقتصادي الأخير يُحدث نقلة نوعية في عمل الجمارك، حيث بات تخليص البضائع سريعاً لا يتجاوز نصف يوم، مما يضمن وصول المنتجات بشكل سلس إلى المستودعات، ويقلل من المخاطر التي كان يعاني منها التجار لسنوات.
وأشار "زيدان إلى أن البيئة التجارية الحالية أصبحت أكثر استقراراً من السابق، بعد سنوات من المعاناة مع الاستيراد والجمارك والمالية والخوف على البضاعة من لحظة دخولها الى البلد حتى بيعها وكان المستورد مهدد بأي لحظة تأتيه دورية جمارك والتهمة جاهزة.
وأوضح أن الحكومة بدأت تعتمد بشكل ملموس على التاجر كشريك في دفع عجلة الاقتصاد وأشاد بدور الجمارك في حماية السوق من دخول بضائع سيئة وفرض إجراءات مشددة على نوعية المستوردات مؤكدًا أهمية التشاركية بين الحكومة والتجار في بناء اقتصاد سليم.
وأوضح أن الرسوم الجمركية والمصاريف التي كانت تصل سابقًا إلى 70–100٪ من قيمة البضاعة، انخفضت حاليًا إلى ما بين 10 و13٪، ما أدى إلى تراجع الأسعار في السوق بشكل ملحوظ. واعتبر أن السوق اليوم يخضع لحكم المنافسة الحرة، حيث يسعى التاجر إلى تقليل هامش الربح وتقديم الأفضل لجذب الزبائن.
ونوّه إلى أن دورة وصول البضائع من الميناء إلى المستودعات باتت أكثر سلاسة والمدة أقل من نصف نهار ولا يوجد من يسألك على الطريق عن بضاعتك بعد تخلصيها بشكل نظامي ولست بحاجة لا إلى ترفيق ولا غيره. وأكد زيدان أنه خلال الأشهر الماضية لم نلحظ وجود للاحتكار لمادة معينة أو لصالح تاجر محدد.
وأشار إلى أن التجار النشطين في السوق – الصغار والكبار – يؤدون أدواراً متكاملة، ولا يلغي أحدهم الاخر مهما كبرت تجارته لكل تاجر له دور ولا يلغي الكبير دور الصغير ولا مبرر للخوف من دخول شركات كبيرة الى السوق السورية.
وفي ظل تصاعد الأزمات المعيشية والاقتصادية، حذّر خبير اقتصادي من سياسة "حبس السيولة" النقدية، التي انعكست سلبًا على حركة الأسواق وأدت إلى موجة ارتفاع جديدة للأسعار، رغم الأحاديث المتكررة عن تحسن مرتقب بعد قرار رفع العقوبات.
وفي قراءة لواقع الأسواق، أشار إلى أن التذبذب اليومي في سعر الصرف، وتحديداً للدولار، انعكس بشكل مباشر على حركة البيع والشراء، وجعل التجار يتعاملون بحذر شديد، لا سيما في قطاع المواد الغذائية الأساسية كالألبان والأجبان، حيث بات التاجر يطرح كميات محدودة خوفًا من الخسارة، في ظل تقلبات غير مفهومة في سوق الصرف.
وكان أصدر البنك الدولي تقريراً جديداً تضمن مراجعة إيجابية لتوقعات النمو الاقتصادي في ثماني دول عربية، من بينها سوريا، التي ظهرت مجدداً في بيانات البنك للمرة الأولى منذ أكثر من 12 عاماً.
يشار أن خلال الفترة الماضية أصدرت القيادة السورية الجديدة قرارات عدة لصالح الاقتصاد السوري، أبرزها السماح بتداول العملات الأجنبية، والدولار في التعاملات التجارية والبيع والشراء، وحتى الأمس القريب، وكان النظام البائد يجرّم التعامل بغير الليرة ويفرض غرامات وعقوبات قاسية تصل إلى السجن سبع سنوات.
تفاعل الأهالي ورواد مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واسع مع موقف أم سورية وقفت بثبات بين جموع المعزّين في الحي الجنوبي من مدينة أعزاز، حيث حضر العشرات لمواساتها بعد فقدانها نجلها الشاب صلاح كرز، الذي قُتل أثناء مشاركته في العمليات العسكرية ضد المجموعات الخارجة عن القانون في مدينة السويداء.
أصرَّ عشرات الشباب على الحضور لتقديم واجب العزاء لوالدي الشاب صلاح، تعبيراً عن تضامنهم ومواساتهم في هذا المصاب الجلل. وفي الوقت ذاته، أكدوا لهما أن ما قدمه ابنهما كان ثميناً وغالياً، فقد قدّم روحه فداءً لحماية الوطن وأهله.
وسطهم وقفت الأم المكلومة وسط تلك الجموع بملامح سيطر عليها الحزن والانكسار، لاسيما أن الجرح ما يزال طازجاً، وأكدَّ الشباب المجتمعون حولها أنهم كلّهم بمثابة أولادها، وصاروا يهتفون "أم الشهيد نحن ولادك".
عشرات الأمهات تجرّعن مرارة الفقد مؤخراً، إضافة إلى حكايا الألم التي عاشها الأهالي بفقدان أصدقائهم وأحبائهم، إثر الاشتباكات العسكرية التي شهدتها مدينة السويداء، والتي أسفرت عن استشهاد عشرات الشباب المتطوعين في قوات الأمن، الذين سارعوا إلى المدينة من أجل استعادة الأمن والاستقرار.
في ظل الأحداث والتوترات الأمنية التي شهدتها المنطقة، لم يكن مشهد أم الشاب صلاح استثناءً؛ فقد شهدت المنطقة العديد من المواقف المؤثرة التي ستظل محفورة في ذاكرة الأهالي مدى الحياة، لما تحمله من ألم عميق وجراح لا تمحى.
وهي هذا السياق يبزر مشهد وصول سيارات الإسعاف إلى مدينة إدلب حاملة جثامين الشباب إلى المشفى الوطني، بالتأكيد أولئك الشبان عندما شاهدوا عائلاتهم وأصدقائهم قبل ذهابهم إلى السويداء لم يكونوا يتوقعون أنها ستكون المرّة الأخيرة، وأنهم سيرجعون جثث مُحمّلة.
وتعرف ناشط سوري على ابن عمه من خلال فيديو نُشر لمجموعة من شباب الأمن العام وقعوا أسرى للمجموعات الخارجة عن القانون، وأعاد نشر المقطع المصور مرفقاً إياه بتعليق:
"هذا المقطع الذي ظهر فيه ابن عمنا الشهيد عبد الرحمن، وهو أسير قبل أن تُنفّذ فيه يد الغدر جريمة الإعدام، نحن لا نحزن لأننا خُلقنا لنكون شهداء في سبيل عقيدتنا، ودولتنا، وأرضنا.المجد والخلود لروحه الطاهرة، والعار لكل من تواطأ أو صمت".
وتضامنت أحد الناشطات مع أم سورية، كانت قد فقدت خلال الحرب في سوريا الممتدة لـ 14 عاماً، أربعة من أبنائها، وخسرت مؤخراً ابنها الخامس، ودعت لها بالصبر ولكل الأمهات والزوجات والأطفال الذين تيتموا في كل شبر من البلاد.
عشرات الحوادث المأساوية اصطدمت بها العائلات السورية مؤخراً بعد أحداث السويداء، شباب لم يكن هدفهم سوى حماية البلاد ومكافحة المجموعات الإرهابية ليعودوا إلى أهاليهم متوفيين، ويتركون جرحاً عميقاً في قلوب أهاليهم وأحبتهم.
شهد سعر الدولار الأميركي في سوريا ارتفاعاً طفيفاً أمام الليرة خلال تعاملات اليوم الاثنين 21 تموز 2025، في السوق الموازية "السوداء"، بينما حافظ على استقراره في النشرة الرسمية الصادرة عن مصرف سوريا المركزي.
وسجل الدولار في السوق السوداء بدمشق 10225 ليرة للشراء و10300 ليرة للبيع، بينما بلغ في حلب 10250 ليرة للشراء و10300 ليرة للبيع، وفي إدلب عند نفس المستويات.
أما في الحسكة، فقد ارتفع السعر إلى 10425 ليرة للشراء و10475 ليرة للبيع، ما يعكس تبايناً طفيفاً بين المناطق. وبناء على هذه الأسعار، تعادل قيمة 100 دولار في السوق السوداء نحو 1.02 مليون ليرة سورية.
من جانبه ثبت مصرف سوريا المركزي سعر صرف الدولار في النشرة الرسمية عند 11000 ليرة للشراء و11055 ليرة للبيع، دون تعديل عن النشرات السابقة، وذلك ضمن سياسة نقدية توصف بالحذرة والمستقرة نسبياً.
بالمقابل، أعلن وزير المالية محمد يسر برنية عن صدور تعميم يحدد الحد الأدنى المعفى من ضريبة الدخل على الرواتب والأجور، بعد الزيادة الأخيرة التي طرأت على الأجور، ليُصبح المبلغ المعفى 837 ألف ليرة سورية. وبذلك، تُعفى الرواتب التي تقل عن هذا المبلغ من أي ضريبة حتى نهاية العام الحالي، على أن يُطبّق القانون الضريبي الجديد مع بداية عام 2026، والمتوقع أن يحمل إعفاءات أوسع.
في سياق متصل، بحث وزير الطاقة محمد البشير مع شركة "نوفاتيرا" الأميركية خطوات التعاون في مجالات استكشاف وتطوير قطاع الطاقة في سوريا، معلنًا عن قرب توقيع مذكرة تفاهم مع الشركة خلال أيام، تمهيدًا لتنفيذها مطلع العام المقبل. وأوضح البشير أن "نوفاتيرا" ستؤسس شركة عامة مشتركة وتوظّف كوادر سورية، مع وجود رغبة في إشراك شركات دولية كبرى مثل "شل" و"توتال" ضمن مشاريع تطوير القطاع.
واعتبر الخبير الاقتصادي "عمار يوسف"، أن المرسوم التشريعي رقم 114 لعام 2025 يشكّل نقطة تحوّل حقيقية في مناخ الاستثمار السوري، عبر إزالة العوائق البيروقراطية وتحديد الجهات المعنية بالتراخيص، بما يضمن علاقة مباشرة وواضحة بين المستثمر والدولة دون تدخلات خارجية.
وقال إن التعديلات الأخيرة تفتح الباب أمام بيئة قانونية حديثة تتسم بالشفافية والمرونة، وتعيد الثقة للمستثمرين من خلال رسم مسار واضح لتجنّب الفوضى الإدارية، بما يعزز فرص الاستثمار المستدام والتوسع في المشاريع الإنتاجية على المدى البعيد.
فيما توقع الخبير الاقتصادي الدكتور "أحمد السليم"، حدوث انخفاض كبير في أسعار السيارات داخل سوريا خلال الفترة المقبلة. وأرجع السليم هذه التوقعات إلى تزايد العرض مقابل ضعف الطلب، مما أدى إلى تراكم السيارات دون حركة بيع فعلية.
وأضاف أن الكتل النقدية المجمدة في معارض السيارات تهدد بحدوث ركود سريع، الأمر الذي سيدفع المستوردين إلى تخفيض الأسعار بشكل ملحوظ تفاديًا لتجميد رؤوس أموالهم. كما أشار إلى أن السوق باتت شديدة الحساسية لأي تغييرات اقتصادية أو قانونية، ما يستدعي إعادة تقييم سياسات الاستيراد والتسعير لتفادي الخسائر.
من جهة أخرى، أعلنت الحكومة السورية عن موعد إقامة المعرض الدولي لإعادة إعمار سوريا، والمقرر انطلاقه في 29 تشرين الأول وحتى 1 تشرين الثاني 2025، خلال مؤتمر صحفي عُقد في فندق "البوابات السبع" بدمشق. وأكد وزير الاقتصاد خلال المؤتمر أن سوريا تعمل على بناء دولة حديثة قائمة على الكفاءة والشفافية، مشيرًا إلى عودة مئات المنشآت الصناعية إلى العمل.
كما لفت وزير الطاقة إلى أن إعادة تشغيل محطات الكهرباء وضخ المياه باتت من الأولويات، داعيًا الشركات الدولية للمساهمة في إعادة بناء هذا القطاع الحيوي. بدوره، أشار وزير الأشغال العامة إلى التوجه نحو إشراك القطاع الخاص ضمن مسارات مدروسة لمشاريع الإعمار.
وأعلن المصرف التجاري السوري عن تمديد صلاحية بطاقات VISA المصرفية من أربع سنوات إلى سبع سنوات، وذلك اعتبارًا من 1 تموز 2025، على أن يسري القرار على البطاقات التي تُجدد بعد هذا التاريخ. وتهدف هذه الخطوة إلى تخفيف الأعباء المالية والإدارية عن المتعاملين، وتقديم خدمات أكثر مرونة واستقرارًا.
أما على مستوى القطاع الصناعي، فقد أكد الخبير الاقتصادي الدكتور محمد كوسا أن الصناعة السورية تواجه تحديات كبيرة نتيجة ارتفاع تكاليف الطاقة وعدم انتظام التوريد، فضلًا عن الأضرار الواسعة التي لحقت بالبنية التحتية بسبب الحرب.
وأوضح أن نزيف الكفاءات وهجرة المهارات الفنية زادت من معاناة الصناعيين، داعيًا إلى اعتماد سياسات حماية ذكية عبر فرض رسوم جمركية مدروسة على المنتجات التي تتوافر صناعتها محليًا، دون التأثير على أسعار السلع أو استيراد المواد غير المتوفرة.
فيما شهد فندق الشام بدمشق انطلاق اجتماع فني مشترك بين محافظتي دمشق وريف دمشق، بحضور المحافظين ماهر مروان إدلبي وعامر الشيخ، وعدد من الخبراء والمختصين من الجهات العامة، وذلك لمناقشة الواقع التخطيطي لمدينة دمشق الكبرى، واستعراض الرؤية والمخطط العام للتوسع والتنظيم العمراني المستقبلي.
وكان أصدر البنك الدولي تقريراً جديداً تضمن مراجعة إيجابية لتوقعات النمو الاقتصادي في ثماني دول عربية، من بينها سوريا، التي ظهرت مجدداً في بيانات البنك للمرة الأولى منذ أكثر من 12 عاماً.
يشار أن خلال الفترة الماضية أصدرت القيادة السورية الجديدة قرارات عدة لصالح الاقتصاد السوري، أبرزها السماح بتداول العملات الأجنبية، والدولار في التعاملات التجارية والبيع والشراء، وحتى الأمس القريب، وكان النظام البائد يجرّم التعامل بغير الليرة ويفرض غرامات وعقوبات قاسية تصل إلى السجن سبع سنوات.
تقرير شام الاقتصادي | 20 تموز 2025
شهدت الليرة السورية تحسناً طفيفاً أمام الدولار الأمريكي مع افتتاح تعاملات صباح اليوم الأحد 20 تموز 2025، وذلك وفقاً لأسعار الصرف المسجلة في السوق السوداء بعدة محافظات سورية.
وسجّل سعر الدولار في دمشق، حلب، وإدلب مستوى شراء بلغ 10125 ليرة، فيما بلغ سعر المبيع 10200 ليرة، مع تراجع بسيط في السعر بنسبة 0.24%.
أما في محافظة الحسكة، فقد سجل الدولار سعر شراء عند 10350 ليرة وسعر مبيع عند 10400 ليرة، بانخفاض بلغ 0.95%.
ويأتي هذا التحرك المحدود في سعر الصرف وسط ترقب حذر في الأسواق، في ظل تذبذب مستمر للعملة المحلية أمام العملات الأجنبية، مع تفاوت الأسعار بين المحافظات.
بالمقابل أعلنت سوريا من جنيف عزمها البدء بإصلاحات اقتصادية شاملة تطال قوانين المنافسة وحماية المستهلك، وذلك خلال مشاركتها في مؤتمر الأمم المتحدة التاسع للمنافسة وحماية المستهلك، في خطوة تهدف لإعادة تأهيل اقتصادها بما يتماشى مع المعايير الدولية وتهيئة بيئة استثمارية جديدة.
وترأست الوفد السوري رشا كركوكي، معاون وزير الاقتصاد والتجارة الداخلية، حيث أجرت سلسلة لقاءات رفيعة المستوى على هامش المؤتمر الذي شاركت فيه وفود من أكثر من 80 دولة، في مؤشر على رغبة دمشق بالعودة إلى المحافل الاقتصادية العالمية.
وأكدت كركوكي في كلمتها أن الأولوية خلال المرحلة المقبلة هي تحديث الإطار القانوني المتعلق بالمنافسة ومنع الاحتكار وتعزيز الشفافية، بما يدعم جهود بناء الثقة مع المستثمرين، معتبرة أن هذه الإصلاحات ضرورية للانخراط مجدداً في الاقتصاد العالمي، وسط تزايد الحديث عن تخفيف العقوبات وإطلاق مشاريع إعادة الإعمار.
في السياق ذاته، صرّح وزير الاقتصاد السوري محمد نضال الشعار أن بلاده دخلت مرحلة جديدة من الانفتاح الاقتصادي، مشيراً إلى أن قانون الاستثمار الجديد يفتح آفاقاً واسعة وغير مسبوقة لجذب رؤوس الأموال، ويضاهي في مرونته التشريعية ما هو معمول به في الاقتصادات المتقدمة.
وخلال مؤتمر صحفي جمعه بوفد من رجال الأعمال السعوديين، أوضح الشعار أن القانون الجديد يُسهم في تعزيز دور القطاع الخاص ويُعد خطوة استراتيجية نحو تنمية شاملة من جهته، عبّر المتحدث باسم الوفد السعودي محمد السلمان عن رغبة حقيقية من شركات كبرى في استكشاف السوق السورية، خصوصاً في قطاعات حيوية كالمطارات وتحلية المياه والطاقة والسياحة، مؤكداً وجود مشاريع قيد الإعداد سيتم الإعلان عنها قريباً.
وشهد قصر الشعب لقاء رسمياً جمع الرئيس السوري أحمد الشرع بعدد من رجال الأعمال السعوديين، نوقشت خلاله آفاق الشراكة الاقتصادية والتكامل بين البلدين، في مؤشر واضح على تحولات جذرية في السياسة الاقتصادية السورية.
وفي تطور لافت، تستعد ثلاث شركات أميركية كبرى لإطلاق خطة استثمارية واسعة النطاق في قطاع الطاقة السوري، بعد رفع العقوبات الأميركية وتشمل الخطة، التي تقودها "بيكر هيوز" و"هانت إنرجي" و"أرجنت"، مشاريع في النفط والغاز والكهرباء.
وتهدف لإعادة تأهيل البنية التحتية المتضررة من الحرب، وتحريك عجلة الاقتصاد. وكشف الرئيس التنفيذي لشركة "أرجنت"، جوناثان باس، أن التحالف الثلاثي يخطط لتنفيذ مشاريع استكشافية وإنتاجية، دون الكشف عن حجم الاستثمارات.
ووفقاً لبلومبيرغ، فإن انطلاقة هذه الخطة ستكون من غرب نهر الفرات، حيث تسعى الحكومة لجذب مزيد من الاستثمارات الخليجية في البنية التحتية والطاقة والموانئ. وتشير البيانات إلى أن سوريا خسرت نحو 800 مليار دولار من ناتجها المحلي الإجمالي بسبب الحرب، فيما يظل قطاع الكهرباء الأكثر تضرراً، إذ تراجعت القدرة الإنتاجية من 9.5 إلى 1.6 غيغاواط، الأمر الذي يتطلب استثمارات ضخمة تسعى الحكومة لتأمينها عبر القطاع الخاص أو التمويل الدولي.
وقد وقعت مذكرات تفاهم بقيمة 7 مليارات دولار لإنشاء أربع محطات توليد كهرباء بالدورة المركبة، ومحطة شمسية باستطاعة ألف ميغاواط في الجنوب، بينما تجاوز عدد طلبات تأسيس الشركات الجديدة 500 طلب منذ بداية العام.
وكان أصدر البنك الدولي تقريراً جديداً تضمن مراجعة إيجابية لتوقعات النمو الاقتصادي في ثماني دول عربية، من بينها سوريا، التي ظهرت مجدداً في بيانات البنك للمرة الأولى منذ أكثر من 12 عاماً.
يشار أن خلال الفترة الماضية أصدرت القيادة السورية الجديدة قرارات عدة لصالح الاقتصاد السوري، أبرزها السماح بتداول العملات الأجنبية، والدولار في التعاملات التجارية والبيع والشراء، وحتى الأمس القريب، وكان النظام البائد يجرّم التعامل بغير الليرة ويفرض غرامات وعقوبات قاسية تصل إلى السجن سبع سنوات.
استقر سعر الدولار الأميركي أمام الليرة السورية مع افتتاح تعاملات السبت 19 تموز 2025 في السوق الموازية، بالتوازي مع استقرار السعر الرسمي بحسب نشرة مصرف سوريا المركزي، حيث ثبت المصرف سعر الصرف عند 11000 ليرة للشراء و11055 ليرة للبيع.
ووفق بيانات السوق السوداء، حافظ سعر الدولار في دمشق وحلب وإدلب على مستواه عند 10300 ليرة للشراء و10375 ليرة للبيع، فيما ارتفع في الحسكة إلى 10400 ليرة للشراء و10450 ليرة للبيع. وبناءً عليه، تعادل قيمة 100 دولار في السوق غير الرسمية نحو 1.03 مليون ليرة.
أما سعر اليورو، فسجّل 11943 ليرة للشراء و12035 ليرة للبيع، في حين بلغ سعر الليرة التركية 254 ليرة للشراء و258 ليرة للبيع، في السياق الاقتصادي، شهدت دمشق اجتماعًا للجنة المختصة بمراجعة القرار رقم 157 لعام 2025، لمناقشة تعديل أجور نقل البضائع عبر الشاحنات داخل البلاد، بما ينسجم مع الواقع التشغيلي والمتغيرات الاقتصادية.
وجرى استعراض التكاليف التشغيلية والآلية، إلى جانب التكاليف الثابتة والمتغيرة والحمولات المحورية، حيث شدد معاون مدير عام نقل البضائع عبد القادر شيخو على ضرورة إصدار نشرة عادلة تعتمد على دراسات ميدانية، تحقق توازنًا بين التكلفة وجودة الخدمة. ومن المنتظر أن يُرفع المشروع إلى وزارة التجارة الداخلية للمصادقة عليه رسميًا، وسط توقعات بانعكاس القرار على أسعار السلع وتكاليف النقل داخليًا.
في ملف مكافحة الفساد، كشف نائب رئيس الجهاز المركزي للرقابة المالية وسيم المنصور عن تورط عدد من المسؤولين السابقين في قضايا فساد تجاوزت قيمتها نصف مليار دولار، شملت استغلالًا للنفوذ وتلقي رشاوى أضرت بالمال العام، وذلك استنادًا إلى مراجعات واسعة للوثائق وجمع الأدلة، وسط بيئة إدارية وصفها المنصور بأنها تفتقر للشفافية وتخالف الأنظمة المالية.
وفي قراءة لأزمة القطاع المصرفي، اعتبر الخبير المصرفي الدكتور إبراهيم نافع قوشجي أن سياسة حبس السيولة داخل البنوك السورية تمثل إحدى أخطر مظاهر الاختلال النقدي، مشيرًا إلى عدم قدرة العاملين في القطاعات الحيوية على سحب رواتبهم، مع فرض سقف سحب يومي قدره 200 ألف ليرة حتى للأطباء وأساتذة الجامعات، ما أسفر عن تداعيات اقتصادية واجتماعية مباشرة، ومساس بكرامة المواطنين الذين لا يمكنهم الوصول إلى أموالهم رغم وجودها في حساباتهم.
ودعا قوشجي إلى إصلاحات نقدية جذرية تعيد الثقة إلى النظام المصرفي وتضمن عدالة توزيع السيولة ورغم هذه الأزمات، أظهر تقرير صادر عن مديرية الاستثمار الصناعي والحرفي تسجيل 1336 مشروعًا جديدًا مرخصًا ومنفذًا منذ مطلع العام وحتى نهاية حزيران، منها 936 مشروعًا مرخصًا موزعة على القطاعات الكيميائية والغذائية والهندسية والنسيجية.
وبلغ رأس المال المستثمر حوالي 2.2 تريليون ليرة سورية، ووفرت هذه المشاريع نحو 7670 فرصة عمل، ما يعكس نشاطًا استثماريًا متزايدًا في بعض القطاعات الصناعية.
من جهة أخرى، تسعى الحكومة السورية لتعزيز موقعها الاقتصادي الإقليمي من خلال توقيع اتفاق استثماري بقيمة 800 مليون دولار مع شركة "موانئ دبي العالمية"، يهدف إلى تطوير وتأهيل ميناء طرطوس وتحويله إلى مركز لوجستي بمعايير دولية.
العقد يمتد لـ30 عامًا ويمنح الشركة الإماراتية حقوق الإدارة والتشغيل الكامل، على أن تبدأ المرحلة الأولى باستثمار سنوي يبلغ 50 مليون دولار على مدى أربع سنوات الاتفاق يخضع لموافقة الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية، ومن المتوقع أن يسهم في تحسين البنية التحتية وتعزيز الربط التجاري.
أما في ملف الصناعة المحلية، فطرحت وزارة الاقتصاد والصناعة بالتنسيق مع القطاع الصناعي خيارين رئيسيين لحمايتها من المنافسة الخارجية إما تخفيض أسعار مدخلات الإنتاج وأبرزها حوامل الطاقة، أو رفع الرسوم الجمركية المفروضة على السلع المستوردة.
ويستند الطرح إلى دراسة تؤكد أن الفارق بين تكاليف الإنتاج المحلي والرسم الجمركي يعادل كلفة الفرق بين المنتجين المحلي والمستورد. ويُعد تخفيض أسعار الطاقة الحل الأكثر فعالية لدعم الإنتاج المحلي، وتشجيع التصدير وجذب الاستثمارات، في حين أن رفع الرسوم يحمي السوق لكنه قد يُضعف القدرة التنافسية ويؤثر على التصدير.
وشدد المسؤولون على أن حماية المنتج المحلي لا تعني الانعزال الاقتصادي، بل تستدعي مواءمة التكاليف مع دول الجوار وضمان عدالة المنافسة.
وتواصل الحكومة طرح حزمة من الإجراءات الاقتصادية والتنظيمية في محاولة لإعادة ضبط التوازن داخل السوق السورية، وسط تقلبات نقدية وضغوط معيشية تتطلب حلولاً متكاملة. وبينما تبرز بعض المؤشرات الإيجابية في مسارات الاستثمار والتعاون الإقليمي، تظل تحديات الفساد والسيولة وحماية الإنتاج الوطني على رأس الأولويات المطروحة للمرحلة المقبلة.
وكان أصدر البنك الدولي تقريراً جديداً تضمن مراجعة إيجابية لتوقعات النمو الاقتصادي في ثماني دول عربية، من بينها سوريا، التي ظهرت مجدداً في بيانات البنك للمرة الأولى منذ أكثر من 12 عاماً.
يشار أن خلال الفترة الماضية أصدرت القيادة السورية الجديدة قرارات عدة لصالح الاقتصاد السوري، أبرزها السماح بتداول العملات الأجنبية، والدولار في التعاملات التجارية والبيع والشراء، وحتى الأمس القريب، وكان النظام البائد يجرّم التعامل بغير الليرة ويفرض غرامات وعقوبات قاسية تصل إلى السجن سبع سنوات.
سجّلت الليرة السورية تراجعاً طفيفاً أمام الدولار الأميركي، خلال إغلاق الأسبوع اليوم الخميس 17 تموز 2025، في ظل أجواء من الحذر والترقب تسود الأسواق المحلية، وسط استقرار للنشرة الرسمية.
وأفادت مواقع متخصصة بتتبع حركة صرف العملات بلغ سعر صرف الدولار في كل من دمشق وحلب وإدلب 10,225 ليرة للشراء، و10,300 ليرة للمبيع، فيما سجّلت الحسكة سعراً أعلى عند 10,350 ليرة للشراء و10,450 ليرة للمبيع.
فيما حافظ السعر الرسمي الذي حدّده مصرف سوريا المركزي على مستوى 11,000 ليرة للشراء و11,110 ليرة للمبيع، مما يُظهر فجوة مستمرة بين السوقين الرسمية والموازية.
في حين حذّر مصرف سوريا المركزي من تصاعد في عمليات الاحتيال التي تستهدف عملاء المصارف، بالتزامن مع لجوء البعض لتسييل ودائعهم بطرق غير نظامية.
وأكد المصرف في بيان أن الأساليب المستخدمة تشمل إعلانات وهمية لاستلام حوالات مقابل عمولات، وروابط إلكترونية خبيثة لسرقة المعلومات، إضافة إلى تداول أوراق نقدية أو إشعارات مزورة، ووعود بإيداع مبالغ بسعر صرف غير رسمي.
وشدد البيان على ضرورة تجنّب التعامل مع جهات مجهولة أو فتح روابط مشبوهة، محذراً من مخاطر التعرض لخسائر مالية أو ملاحقة قانونية في حال وجود شبهة غسل أموال أو تمويل أنشطة محظورة.
بالمقابل عقدت اللجنة المكلفة بدراسة تعديل القرار رقم 157 تاريخ 12-3-2025 الخاص بتعديل أجور نقل البضائع والمواد في السيارات الشاحنة داخل سوريا، اجتماعاً اليوم في مبنى المؤسسة العامة للمواصلات الطرقية بدمشق، لمراجعة أجور نقل البضائع والمواد في السيارات الشاحنة داخل سوريا، بما ينسجم مع الواقع التشغيلي والتطورات الاقتصادية الأخيرة.
وتم خلال الاجتماع الذي ترأسه معاون المدير العام لنقل البضائع عبد القادر شيخو، مناقشة تفصيلية للتكاليف التشغيلية السنوية للشاحنات، بما يشمل القيم الآلية والتكاليف الثابتة والمتغيرة، والحمولات المحورية المسموح بها، إضافة إلى التكلفة الكيلو مترية.
وأكد شيخو أهمية التوصل إلى نشرة عادلة تراعي متطلبات جميع الأطراف المعنية بقطاع النقل البري، وتعتمد على دراسات ميدانية دقيقة تضمن استمرار العمل وتحقيق التوازن بين التكلفة والخدمة.
وتم الاتفاق على مشروع نشرة جديدة لأجور النقل، جرى توقيعها من قبل أعضاء اللجنة، تمهيداً لرفعها إلى الإدارة العامة للتجارة الداخلية وحماية المستهلك” التموين” للمصادقة عليها رسمياً.
حضر الاجتماع ممثلون عن عدد من الجهات الحكومية والجمعيات المهنية، منهم معاون مدير عام مؤسسة الحبوب المهندس حسان سليمان، ومدير النقل بالمؤسسة المهندس طلال النقلي، ومدير مكتب بضائع دمشق وريفها عمر خراطة، ورئيس شعبة تسعير الخدمات حسام حسن، وممثلون عن المؤسسة العامة للأعلاف وشركة عمران للإسمنت، وجمعيات مالكي السيارات في دمشق وحلب.
وكان أصدر البنك الدولي تقريراً جديداً تضمن مراجعة إيجابية لتوقعات النمو الاقتصادي في ثماني دول عربية، من بينها سوريا، التي ظهرت مجدداً في بيانات البنك للمرة الأولى منذ أكثر من 12 عاماً.
يشار أن خلال الفترة الماضية أصدرت القيادة السورية الجديدة قرارات عدة لصالح الاقتصاد السوري، أبرزها السماح بتداول العملات الأجنبية، والدولار في التعاملات التجارية والبيع والشراء، وحتى الأمس القريب، وكان النظام البائد يجرّم التعامل بغير الليرة ويفرض غرامات وعقوبات قاسية تصل إلى السجن سبع سنوات.
سجلت الليرة السورية مقابل العملات الأجنبية الرئيسية اليوم الثلاثاء حالة من التحسن في السوق الموازية في المقابل استقر سعر الليرة أمام الدولار الأميركي في التعاملات الرسمية، وفق نشرة مصرف سوريا المركزي.
وبلغت الليرة السورية مقابل الدولار في دمشق سعر للشراء 10050، وسعر 10100 للمبيع، وسجلت مقابل اليورو سعر 11740 للشراء، 11804 للمبيع.
ووصل في محافظة حلب، سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي، سعر 10050 للشراء، و 10100 للمبيع، وسجلت أمام اليورو 11740 للشراء و 11804 للمبيع.
ووصل في محافظة إدلب، سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي، سعر 10050 للشراء، و 10100 للمبيع، وسجلت أمام اليورو 11744 للشراء و 11808 للمبيع.
بالمقابل انطلقت في العاصمة الأردنية عمّان أعمال اللجنة الفنية الاقتصادية التجارية السورية–الأردنية، برئاسة نائب وزير الاقتصاد السوري باسل عبد الحنان، وأمين عام وزارة الصناعة والتجارة الأردنية دانا الزعبي. وشهدت الاجتماعات توافقًا على تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين، مع التركيز على إزالة العقبات التي تعيق التبادل التجاري والاستثماري.
من أبرز النتائج التي أُعلنت اعتماد رسم عبور موحد بنسبة 2% بدلاً من 5%، ما سيسهم في تسهيل حركة الشاحنات والركاب بين سوريا والأردن. كما اتفق الجانبان على إبقاء معبر نصيب–جابر مفتوحًا على مدار الساعة لتيسير حركة النقل، إضافة إلى توسيع مجالات الشراكة في قطاعات الصناعة والتجارة والخدمات.
ووفق بيانات رسمية، فقد دخلت من الأردن إلى سوريا 31,434 شاحنة بين كانون الأول 2024 وتموز 2025، تصدّرها القطاع الإنشائي، متبوعًا بالزراعي والصناعي ثم الغذائي، ما يعكس حيوية التبادل التجاري بين البلدين رغم التحديات السابقة.
شهدت أسواق محافظة درعا تراجعًا لافتًا في أسعار الخضراوات الصيفية، حيث وصلت أسعار بعض الأصناف إلى مستويات "خجولة" مقارنة بتكاليف الإنتاج، ما أثار استياء واسعًا بين المزارعين.
وقد أرجع تجار وتعاونيات زراعية هذا الانخفاض إلى وفرة الإنتاج وزيادة المعروض مقابل انخفاض الطلب المحلي، في ظل عدم وجود قنوات تصدير كافية. وذكر تاجر الخضراوات عبد الرحمن الزوكاني أن السوق المركزي بدمشق لم يعد قادرًا على استيعاب الكميات الواردة، مما اضطر بعض الشاحنات إلى المبيت أيامًا بانتظار التصريف.
من الأصناف التي تأثرت بشدة: البندورة، البطاطا، والخيار، حيث انخفضت أسعار الجملة في بعض الحالات إلى أقل من 1500 ليرة سورية للكيلو الواحد.
أعلن حاكم مصرف سوريا المركزي عبد القادر حصرية عن دراسة لإصدار عملة وطنية جديدة تحمل هوية بصرية حديثة، تعكس ما وصفه بمرحلة "التحول السياسي والاقتصادي".
وفي السياق ذاته، كشف حصرية عن جهود لإعادة تفعيل الحسابات المجمدة في مصارف عالمية، منها سويسرية وفرنسية، إضافة إلى حساب لدى البنك الاحتياطي الأميركي، وذلك في إطار سعي الحكومة لإعادة ربط الاقتصاد السوري بالنظام المالي الدولي.
وأكد أن الوضع النقدي مستقر وأن السيولة تسير ضمن مستويات مقبولة، مع استمرار الإجراءات الرامية إلى تعزيز الثقة بالمصارف وتشجيع الإيداع الداخلي.
وأثارت تقارير عن تحسّن مرتقب في التغذية الكهربائية تساؤلات حول كلفتها الفعلية على المواطنين. إذ قدّرت المؤسسة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء تكلفة إنتاج الكيلوواط الواحد بين 17 و18 سنتًا أميركيًا، أي ما يزيد عن 18,000 ليرة سورية.
وبحسب هذه التقديرات، فإن استهلاكًا منزليًا معتدلًا قد يؤدي إلى فاتورة تفوق 500 ألف ليرة شهريًا، ما يضع عبئًا كبيرًا على كاهل الأسر السورية.
ورغم الحديث عن دعم خارجي ومقترحات لتحسين الخدمة، إلا أن المؤسسة أكدت أن التعرفة الحالية شبه مجانية، في وقت تدرس فيه لجان مختصة رفعها بما "يتناسب مع دخل الأسرة وتكاليف الإنتاج".
وأعلنت الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية في سوريا عن قرار يقضي بمنع دخول الشاحنات القادمة من مصر والسعودية إلى داخل الأراضي السورية، مع الاكتفاء بإتمام عمليات المناقلة على الحدود.
مدير العلاقات العامة في الهيئة، مازن علوش، أشار إلى أن القرار جاء ردًا على استمرار منع دخول الشاحنات السورية إلى البلدين، بما يتعارض مع مبدأ التكافؤ في العلاقات التجارية والنقل البري. ومن المقرر تنفيذ القرار بدءًا من الأحد المقبل.
وكان أصدر البنك الدولي تقريراً جديداً تضمن مراجعة إيجابية لتوقعات النمو الاقتصادي في ثماني دول عربية، من بينها سوريا، التي ظهرت مجدداً في بيانات البنك للمرة الأولى منذ أكثر من 12 عاماً.
يشار أن خلال الفترة الماضية أصدرت القيادة السورية الجديدة قرارات عدة لصالح الاقتصاد السوري، أبرزها السماح بتداول العملات الأجنبية، والدولار في التعاملات التجارية والبيع والشراء، وحتى الأمس القريب، وكان النظام البائد يجرّم التعامل بغير الليرة ويفرض غرامات وعقوبات قاسية تصل إلى السجن سبع سنوات.
خلال سنوات الحرب في سوريا، برزت المرأة السورية كعنصر فاعل في مجالات عدة، بعضها محفوف بالمخاطر، مثل إزالة مخلفات الحرب والتوعية بمخاطرها. ورغم التهديدات الكبيرة التي يشكلها هذا العمل، أصرّت عشرات النساء على خوض هذه التجربة الإنسانية الصعبة حمايةً لأرواح المدنيين.
في هذا التقرير، نسلّط الضوء على ثلاث سوريات يعملن في الدفاع المدني السوري تركن بصمة واضحة في هذا المجال:
إسراء الجرو.. توعية لحماية الأرواح
إسراء الجرو، طالبة في مجال الإرشاد النفسي، بدأت عملها التطوعي في الدفاع المدني السوري في تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، بعد خضوعها لتدريبات مكثفة حول أنواع الذخائر وطرق التعامل الآمن معها، تقول في تصريح لـ"شبكة شام":
"نركّز على توعية الأهالي بخطر مخلفات الحرب وإزالتها نهائيًا لحماية المدنيين. قبل بدء أي مهمة، نجري استبيانًا مع شخصيات مفتاحية من المنطقة لنعرف تاريخها وما إذا كانت تحوي ألغامًا أو أجسامًا مشبوهة. بعدها نتبع إجراءات العمل المعيارية ونلتزم باللباس الميداني الكامل وقاعدة (رجل واحد.. خطر واحد)".
ولاء دياب.. المرأة عنصر أساسي في فرق المسح
ولاء دياب، قائد فريق مسح الذخائر غير المنفجرة في مركز صوران – حماة، تعمل منذ ثلاث سنوات في مسح المناطق قبل تنفيذ عمليات الإزالة. تؤكد ولاء أن وجود النساء داخل هذه الفرق "ضروري لضمان جمع معلومات دقيقة من المجتمعات المحلية، خاصة في المناطق المحافظة". وتضيف:
"وجودنا يسهل التواصل مع النساء، ويمنحنا فرصة الوصول إلى أكبر قدر ممكن من المعلومات المجتمعية. أشجع النساء على دخول هذا المجال، فهو يحتاج لشجاعة وصبر، لكنه ينقذ حياة كثيرين".
ديمة السعيد.. دافع إنساني وشخصي
أما ديمة السعيد، القادمة من إدلب، فتعمل منذ ثلاث سنوات في إزالة الذخائر غير المنفجرة والتوعية بمخاطرها. تقول إن دافعها كان إنسانيًا بعد أن شهدت كيف غيّرت قطعة معدنية مصير عائلات بأكملها. وتوضح مهامها:
"أشارك في الكشف عن الذخائر وإزالتها بأمان، وتطهير المناطق الملوثة. كما نقوم بجلسات توعية تستهدف النساء والأطفال لتعليمهم أشكال الذخائر وطرق الوقاية"، موجهة رسالة للأهالي: "لا تقتربوا من أي جسم غريب، والوعي هو سلاحنا الأقوى لحماية أنفسنا وأطفالنا".
شجاعة تحدث فرقًا
تجسد قصص إسراء الجرو، وولاء دياب، وديمة السعيد صورة المرأة السورية القوية التي لم تكتفِ بالتوعية فقط، بل تصدّرت الصفوف الأولى في مواجهة الخطر. ورغم التحديات، أثبتت هؤلاء النساء أن الشجاعة والوعي يمكن أن ينقذا أرواحًا ويغيّرا واقع مجتمعات بأكملها.
استقرت الليرة السورية في افتتاح تعاملات اليوم الإثنين 14 تموز 2025، وسط حالة من الترقب الحذر تسود الأوساط التجارية والمالية، مع استمرار الضغوط الاقتصادية والمعيشية التي تلقي بظلالها على السوق المحلية.
هذا الاستقرار النسبي يأتي في ظل تجاذبات مستمرة بين سعر الصرف في السوق السوداء والسعر الرسمي المعلن من قبل مصرف سوريا المركزي، ما يخلق فجوة سعرية تلقي بثقلها على مختلف القطاعات الإنتاجية والخدمية في البلاد.
وسجل الدولار الأميركي في السوق السوداء سعراً موحداً تقريباً في دمشق وحلب وإدلب عند 10,075 ليرة للشراء و10,125 ليرة للمبيع، في حين ارتفع بشكل ملحوظ في مدينة الحسكة حيث بلغ 10,275 ليرة للشراء و10,350 ليرة للمبيع، وفقاً لمنصة "الليرة اليوم".
ويعكس هذا التباين بين المناطق عوامل متعددة، أبرزها تفاوت حجم التداول، وطرق التهريب، ودرجة الاعتماد على الحوالات الخارجية، إضافة إلى الظروف الأمنية والإدارية المختلفة في المحافظات.
وأما السعر الرسمي الذي حدده مصرف سوريا المركزي، فقد بلغ 11,000 ليرة للشراء و11,110 ليرة للمبيع، وهو سعر لا يُعتمد عليه فعلياً في العمليات التجارية اليومية، لكنه يستخدم في بعض المعاملات الرسمية والحوالات الواردة عبر قنوات التحويل النظامية.
في موازاة ذلك، يستمر سوق الذهب السوري في التحرك بتأثير مباشر من سعر الصرف العالمي والمحلي، إلى جانب عوامل داخلية أبرزها تراجع ثقة المواطنين بالعملة المحلية، وارتفاع الطلب على الذهب كمخزن للقيمة.
وخلال النصف الأول من عام 2025، ارتفعت أسعار الذهب في سوريا بنسبة قاربت 8%، حيث بدأ غرام الذهب عيار 21 العام عند 860 ألف ليرة، ليغلق شهر حزيران عند 930 ألف ليرة، في مؤشر واضح على تصاعد الطلب المحلي على المعدن الأصفر.
هذا الارتفاع لم يكن مفاجئاً، إذ جاءت الأشهر الستة الأولى من العام محملة بتقلبات اقتصادية حادة. وسُجل ارتفاع تدريجي لأسعار الذهب خلال شهري كانون الثاني وشباط، متأثراً بصعود الأونصة عالمياً إلى مستويات تجاوزت أحياناً 3300 دولار، وبالإقبال الشعبي على شراء الذهب في الداخل السوري كوسيلة للتحوط من تدهور سعر صرف الليرة.
وقد تراوحت أسعار الأونصة المحلية بين 31 مليون و33.5 مليون ليرة، ما يعكس أيضاً الفروقات في التسعير بين الصاغة والمناطق المختلفة.
شهر نيسان شهد بعض التراجع النسبي بأسعار الذهب، قبل أن تعود إلى الارتفاع مع نهاية حزيران، ويُتوقع أن تستمر هذه التذبذبات خلال النصف الثاني من العام. عوامل التأثير الرئيسية على السوق تتمثل في ثلاثة محاور أساسية تقلبات سعر الأونصة العالمية، تدهور قيمة الليرة، وزيادة الطلب المحلي على الذهب.
وفي سياق اقتصادي متصل، شهدت العاصمة الأردنية عمّان انطلاق الجلسات التخصصية للاجتماعات الفنية الاقتصادية بين سوريا والأردن، بحضور وفود رسمية من كلا البلدين. ترأس الجانب السوري نائب وزير الاقتصاد والصناعة المهندس باسل عبد الحنان، فيما ترأست الجانب الأردني الأمين العام لوزارة الصناعة والتجارة والتموين، الدكتورة دانا الزعبي.
وتتمحور المباحثات حول تفعيل الاتفاقيات الاقتصادية السابقة، وتسهيل التبادل التجاري عبر المعابر الحدودية، بالإضافة إلى بحث معوقات العمل الجمركي واللوجستي. كما ناقش المشاركون فرص تطوير المناطق الحرة والمشاريع الزراعية والصناعية المشتركة، في ظل تطلعات لتحسين العلاقات الاقتصادية الثنائية وفتح آفاق جديدة للاستثمار، بما يعزز من التكامل بين القطاعين العام والخاص في البلدين.
وتأتي هذه الجلسات التحضيرية تمهيداً لاجتماع اللجنة العليا السورية الأردنية، والذي من المتوقع أن يتوَّج بتوقيع محضر مشترك يتضمن أبرز التفاهمات الاقتصادية، وآليات المتابعة المستقبلية، بهدف تطوير مسار التعاون الإقليمي وتعزيز المصالح المشتركة بين دمشق وعمّان.
وفي إطار القطاع الصناعي، أعلنت الشركة العامة للأسمدة في حمص عن حاجتها لتوريد كميات من مادة خامس أوكسيد الفاناديوم، في خطوة تستهدف تحسين الإنتاجية ومواكبة متطلبات التشغيل، فيما أجرى مدير الشركة مصطفى علي جولة ميدانية على أقسام ومعامل المنشأة لمتابعة واقع العمل والتأكد من جاهزية الكوادر الفنية والبشرية لمواجهة التحديات.
على صعيد آخر، نفذ فريق من مديرية التجارة الداخلية بمحافظة اللاذقية، برئاسة عبد الوهاب السفر، جولة تفقدية إلى عدد من القرى المتضررة من الحرائق، وذلك للاطلاع على واقع الأهالي وتقييم احتياجاتهم الخدمية والمعيشية. وشارك في الجولة مدير المنطقة الشمالية مصطفى جولحي، حيث تم الاستماع لشكاوى السكان، تمهيداً لمعالجتها بالتعاون مع الجهات المعنية.
وكان أصدر البنك الدولي تقريراً جديداً تضمن مراجعة إيجابية لتوقعات النمو الاقتصادي في ثماني دول عربية، من بينها سوريا، التي ظهرت مجدداً في بيانات البنك للمرة الأولى منذ أكثر من 12 عاماً.
يشار أن خلال الفترة الماضية أصدرت القيادة السورية الجديدة قرارات عدة لصالح الاقتصاد السوري، أبرزها السماح بتداول العملات الأجنبية، والدولار في التعاملات التجارية والبيع والشراء، وحتى الأمس القريب، وكان النظام البائد يجرّم التعامل بغير الليرة ويفرض غرامات وعقوبات قاسية تصل إلى السجن سبع سنوات.
أصبحت ظاهرة تدخين الأطفال في سوريا أمراً مألوفاً في الآونة الأخيرة، في ظلّ غياب الرادع القانوني أو الخوف من العقاب. والأخطر من ذلك، هو توجه عدد متزايد منهم نحو استخدام جهاز التدخين الإلكتروني المعروف بـ(الفايب - Vape)، رغم ما يحمله من أضرار صحية جسيمة.
هذا الانجراف نحو التدخين، سواء التقليدي أو الإلكتروني، يجعل الأطفال عرضة لعدة تداعيات أبرزها الإصابة بأمراض مزمنة وسلوكيات سلبية قد تتطور مع الوقت، مما يستدعي تدخلاً عاجلاً من الأسرة والمجتمع والجهات المعنية.
تعددت الأسباب التي دفعت الأطفال نحو التدخين، إلا أن أبرزها، بحسب القصص التي رُصدت خلال العمل على هذا الموضوع، يتمثل في غياب الرقابة الأسرية والمدرسية في آنٍ معاً. فالأطفال غالباً ما يجدون أنفسهم في بيئة محفزة على تبني سلوكيات ضارة، دون توجيه أو متابعة حقيقية من الأهل أو المدرسة.
كما يُعد غياب القدوة الحسنة عاملاً جوهرياً، حيث يتأثر الطفل بسلوك من حوله، سواء في الأسرة أو بين الأصدقاء. كثير من الأطفال تعلّموا التدخين مباشرة من الآباء المدخنين، فقلّدوهم دون وعي، معتقدين أن هذا السلوك طبيعي أو حتى "دليل على الرجولة".
إضافة إلى ذلك، يلعب رفاق السوء دوراً كبيراً في دفع الطفل نحو التجربة الأولى، في ظل غياب التوعية والمراقبة. وفي الوقت ذاته كان للعوامل الاقتصادية في تعزيز هذه الظاهرة، إذ أن سهولة حصول الأطفال على السجائر أو أجهزة التدخين الإلكتروني من المحلات التجارية، دون أي رقابة أو التزام بالقوانين التي تمنع بيعها للقاصرين، تُعد سبباً رئيسياً في استفحال المشكلة.
كما أن توفر المال في أيدي الأطفال، سواء من مصروفهم اليومي أو بطرق أخرى، يمنحهم القدرة على شراء منتجات التبغ دون صعوبة، خاصة في ظل غياب رقابة حقيقية من الأهل على كيفية إنفاق أبنائهم. هذه السهولة في الوصول والشراء تجعل التجربة الأولى أقرب مما يُتصوّر، وتمهّد الطريق للإدمان المبكر.
بحسب الدراسات الطبية، فإن التدخين يُعدّ شديد الضرر على صحة الأطفال، إذ يؤثر بشكل مباشر على الجهاز التنفسي، ويتسبب في ضعف نمو الرئتين. ولا يقتصر الخطر على ذلك، بل يمتد ليشمل ارتفاع احتمال الإصابة بأمراض مزمنة، مثل الربو، والتهاب الشعب الهوائية، وربما في المستقبل أمراض القلب والرئة.
كما يُظهر النيكوتين تأثيراً كبيراً على الجهاز العصبي للطفل، إذ يغيّر من كيمياء الدماغ ويؤثر على التركيز والانتباه. أما الإدمان المبكر، فهو من أخطر النتائج، لأن الطفل يصبح أسيراً للعادة في سن صغيرة، ما يصعّب عليه الإقلاع عنها لاحقاً، ويفتح المجال أمام سلوكيات أكثر خطورة.
وبحسب ما أوضحه أخصائيين نفسيين قابلناهم، فإن الأثر السلبي للتدخين لا يقتصر على الجانب الصحي فحسب، بل يمتد إلى السلوك النفسي والاجتماعي أيضاً. فالطفل المدمن على التدخين قد يلجأ إلى سلوكيات خاطئة وخطرة في حال لم يتمكن من تأمين المال اللازم لشراء السجائر أو جهاز الفايب.
من بين هذه السلوكيات: السرقة من الآخرين، أو إيذاء أصدقائه وسلبهم المال بالقوة، بل وقد يتطور الأمر إلى تبني سلوكيات عدوانية أو حتى التنمر على من حوله. هذا التدهور في السلوك يحدث نتيجة حاجة الطفل الشديدة للنيكوتين، في ظل غياب وعيه الكامل بمخاطر ما يقوم به، وافتقاره للتوجيه والدعم النفسي السليم.
اقترح ناشطون مجموعة من الحلول التي قد تسهم في مكافحة ظاهرة التدخين بين الأطفال، من بينها توعية الأهالي بأهمية مراقبة سلوكيات أبنائهم وتصرفاتهم، وضرورة فتح قنوات حوار صادقة معهم تساعدهم على الإقلاع عن هذه العادة السيئة.
كما شدد الناشطون على أهمية نشر التوعية حول أضرار التدخين في المدارس، من خلال برامج تستهدف الطلاب والمعلمين على حد سواء، لضمان وصول الرسالة لأكبر عدد ممكن من الأطفال. ومن جهة أخرى، دعوا إلى تدخل الحكومة بشكل فعال، عبر فرض قوانين تمنع بيع السجائر وأجهزة الفايب للأطفال، ومراقبة تطبيق هذه القوانين بدقة في المحلات التجارية.
تُعدّ ظاهرة انتشار التدخين بين الأطفال واحدة من أخطر الظواهر الاجتماعية، لما تشكله من تهديد مباشر لجيل كامل. فالأطفال الذين يبدأون بالتدخين معرضون ليس فقط لمخاطر صحية جسيمة، بل أيضاً لسلوكيات خاطئة قد تؤثر سلباً على أنفسهم، وعائلاتهم، والمجتمع بأسره.
لذلك، يتطلب الأمر تدخلاً عاجلاً وفعّالاً من جميع الجهات المعنية، بدءاً من الأسرة، مروراً بالحكومة، ووصولاً إلى المجتمع المدني، لضمان حماية أجيال المستقبل من هذه العادة الضارة.
تعرّض آلاف الأشخاص للإصابة بإعاقات مختلفة جراء القصف الذي طال قراهم ومدنهم خلال الحرب الممتدة لـ 14 عاماً، لتتغيّر حياتهم بشكل كلي، وتخلق أمامهم عقبات جديدة تُعيقهم من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي، وتترك في داخلهم جرحاً نفسياً عميقاً لخسارتهم جزءاً من جسدهم، ومرورهم بمواقف قاسية في حياتهم اليومية.
من بين أولئك الأشخاص، الشاب يونس الزعبي، الذي فقد في إحدى الليالي كافة أفراد عائلته وبُترت قدمه، جراء قصف طال حي جوبر الذي يعيش فيه، ليصطدم بعد الإصابة بواقع قاسٍ، ويصبح سقف أحلامه أن يحصل على طرف صناعي يُمكّنه من المشي بشكل طبيعي كبقية الناس.
وروى الشاب يونس تفاصيل الحادثة، الواقعة في اليوم الأول من كانون الأول عام 2012، لصحيفة زمان الوصل، فقال إنهم تعرّضوا للقصف بالهاون الساعة السادسة مساءً، فاستشهد والده ووالدته وأخته. قبل التعرض لتلك الكارثة، كانت الأم تُحضّر العشاء، وكان الوالد مريضاً، وكانوا ينتظرون قدوم الأخ الأصغر كي يتناولوا العشاء سوية.
تناول يونس عشاءه ثم نام، ليستيقظ على صوت شقيقه الذي أخبره بأنهم قُصفوا، فصار يزحف لأن بطنه أُصيب وقدمه أيضاً، ولم يشعر بشيء حينها، وكان وجهه مملوءاً بالتراب. نقله الأهالي بسيارة إلى الهلال الأحمر، ومنه أُسعف إلى مشفى ابن النفيس في مساكن برزة، وهناك أدخلوه إلى غرفة العمليات، وبعد أن استفاق وجد ساقه قد بُترت، ولديه تشوهات بسبب الإصابة.
والآن، جُلُّ ما يتمناه يونس هو تأمين طرف صناعي له، وأن يعتمد على نفسه دون أن يُثقل على أحد، فمن الصعب عليه أن يمشي بهذه الحالة، عدا عن كونه بكلية واحدة ولديه إصابة في بطنه وظهره. وأعرب ذلك الشاب عن أمنيته باستئجار منزل يعيش فيه، خاصةً أنه يقطن حالياً في غرفة بسيطة داخل معمل المنظفات الذي يعمل فيه.
آلاف المصابين في سوريا من الرجال والنساء يعيشون ظروفاً قاسية مشابهة إلى حدٍّ ما لوضع يونس، ولم تتوقف معاناتهم عند الإصابة فقط، بل خسروا أيضاً أفراداً من عائلاتهم، مما ساهم في تعميق المأساة في حياتهم.
ازدادت نسبة الإعاقات في ظل الحرب، وفرضت على أصحابها أعباء إضافية وعقبات يومية، وفي ظل هذا الوضع، فهم بحاجة ماسة إلى دعم من المجتمع المحيط والمؤسسات الحكومية لتلبية متطلباتهم، كي يتجاوزوا محنتهم ويواصلوا حياتهم بشكل طبيعي.
رغم سنوات الحرب والنزوح والخسارات المتتالية، لم يتخلّ آلاف الآباء السوريين عن إيمانهم بحق بناتهم في التعليم، فواجهوا التحديات بلا تردد، وضحّوا بالكثير من أجل أن يروا ابتسامة الفخر على وجوه بناتهم يوم تخرّجهن.
في مشهد بات يتكرر كل عام، تسير الفتيات السوريات في حفلات التخرّج وهنّ يرتدين قبعات العزّ، يحملن شهادات تعبهن، وفي أعينهن بريق الأمل والانتصار. لكن خلف هذه الصورة يقف آباء حملوا العبء، وواجهوا الفقد والفقر، ولم يبخلوا بالجهد أو المال.
تعليم الفتيات... أولوية رغم النزوح
آباء نزحوا من قراهم ومدنهم بعد قصف النظام المخلوع، خسروا منازلهم وأراضيهم، وتغيرت حياتهم من الاعتماد على الأرض إلى البحث عن عمل يومي في مناطق النزوح، لكنهم لم يترددوا في الاستمرار بدعم تعليم بناتهم، رغم الفقر والعوز.
بعضهم باع ممتلكاته، آخرون استدانوا، أو عملوا في مهن شاقة مقابل أجر زهيد، فقط ليضمنوا أن لا تقف الظروف في وجه مستقبل بناتهم. فقد كان همّهم الأول: أن يَرَين بناتهم على مقاعد الدراسة، لا خلف الجدران.
"قالوا لهم إن تعليم البنات لا يُجدي.. لكنهم لم يستسلموا"
روت العديد من الفتيات أن آباءهن سمعوا كثيراً من النصائح بالتخلّي عن فكرة التعليم في ظل الحرب، وأن الفتاة "لن تنفع أهلها"، بل "تتزوج ويذهب جهد تعليمها لبيت زوجها"، لكنّ أولئك الآباء تجاهلوا هذه الأصوات، وواصلوا رسالتهم بعزيمة لا تلين.
في عيونهم، كانت كل شهادة فوزًا شخصيًا، وكل نجاح انتصارًا على الحرب، وكل حلم يتحقق هو صفعة في وجه الدمار.
من قلب الحرب.. إلى قلب الحياة
لم تكن التضحيات مادية فقط. فقد عاش هؤلاء الآباء فواجع فقد الأبناء والأصدقاء والأهل، ومع ذلك ظلوا على موقفهم، يواجهون الحزن بالقوة، ويحثّون بناتهم على الاستمرار. لم يشأ أحدهم أن يرى ابنته تنكسر، فكان هو من يتماسك كي لا تنهار العائلة.
الفتيات اللواتي أنهين دراستهن، اليوم يعملن في المشافي كطبيبات وممرضات، أو في المدارس كمعلمات، أو في الصيدليات، ودوائر الهندسة، والمكاتب الإدارية، وكل ذلك ما كان ليتم لولا عزيمة الآباء ودعمهم المستمر.
شهادة حبّ وصبر
من الميدان، من الخيمة، من الغربة، خرج الآباء السوريون ليكتبوا درساً لا يُنسى في التربية والوفاء. هم لم ينتظروا مقابلاً من بناتهم، ولم يطلبوا عرفاناً، بل اعتبروا نجاح بناتهم هو النجاح الأكبر الذي يستحقه وطنهم الذي يحلمون بعودته من تحت الركام.
وفي بلد يعاني من الجراح والانقسامات، كانت هذه القصص الإنسانية خير دليل على أن الأمل لا يزال حيًا، وأن التضحية لا تموت، وأن من صبر اليوم على الحرب سيحصد غدًا ثمار السلام.