قالت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، في تقرير لها، إن إسرائيل نجحت في تنفيذ عمليات اغتيال دقيقة استهدفت قادة كبار في ميليشيات حزب الله اللبناني، "بفضل معلومات استخباراتية ذات جودة عالية".
ولفت التقرير، نقلا عن مصادر "مطلعة"، إلى أن إسرائيل حاولت خلال حرب عام 2006 مع الجماعة اللبنانية المسلحة، اغتيال زعيمها حسن نصر الله، "3 مرات دون أن تنجح في ذلك"، رغم أن إحدى الضربات كانت "قريبة" من تحقيق ذلك الهدف.
ورغم التفاخر للمؤسسة العسكرية والأمنية الإسرائيلية، التي وجهت في الأسابيع القليلة الماضية ضربات مدمرة إلى أحد أكبر منافسيها الإقليميين، فإن إسرائيل "لم تتمكن حقا خلال ما يقرب من 4 عقود شهدت قتالا ضد حزب الله، من تغيير مسار الأمور إلا مؤخرًا".
وما تغير، حسب مسؤولين حاليين وسابقين في إسرائيل، هو "عمق وجودة المعلومات الاستخباراتية" التي جرى الاعتماد عليها في الشهرين الماضيين، والتي أدت في البداية إلى قتل فؤاد شكر، ذراع نصر الله الأيمن، في 30 يوليو الماضي.
وبينت الصحيفة البريطانية، أنه على مدار عقدين، قامت "وحدة استخبارات الإشارات 8200" في الجيش الإسرائيلي، وجهاز الاستخبارات العسكرية المسماة "أمان"، باستخراج كميات هائلة من البيانات لرسم خريطة لـ"الميليشيات سريعة النمو" عند الجبهة الشمالية لإسرائيل.
وفي السياق، قالت ضابطة الاستخبارات الإسرائيلية السابقة، ميري إيسين، إن ذلك "تطلب تحولاً جذرياً في كيفية نظر إسرائيل إلى حزب الله، وحركة حرب العصابات اللبنانية التي استنزفت إرادة إسرائيل وقدرتها على التحمل، في مستنقع تواجدها الذي دام 18 عامًا في جنوب لبنان".
وأضافت: "بالنسبة لإسرائيل، انتهى ذلك في عام 2000 بانسحاب مخزٍ، كان مصحوبًا بخسارة كبيرة في جمع المعلومات الاستخبارية"، ولفتت إلى أن "الاستخبارات الإسرائيلية بدلاً من ذلك، وسعت نطاق رؤيتها لحزب الله بأكمله، ونظرت إلى ما هو أبعد من مجرد جناحه العسكري، إلى طموحاته السياسية واتصالاته المتنامية مع الحرس الثوري الإيراني، وعلاقة (الأمين العام للحزب حسن) نصر الله، برئيس النظام السوري بشار الأسد".
وبينت أن الاستخبارات الإسرائيلية كانت تشير منذ ما يقرب من عقد من الزمان إلى حزب الله باعتباره "جيشاً إرهابياً"، وليس جماعة إرهابية، معتبرة أن هذا "التحول المفاهيمي" كان سبباً في إجبار إسرائيل على دراسة حزب الله عن كثب وعلى نطاق واسع.
ونوه التقرير إلى أن انتشار عناصر "حزب الله" في سوريا خلال قتالها في صف قوات النظام، منذ نحو 13 عاما، ساعد في كشف الكثير من المعلومات عن الجماعة اللبنانية، وأوضحت مديرة البرامج في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، رندا سليم، أن توسع مليشيات حزب الله في سوريا "أضعف آليات الرقابة الداخلية لديهم، مما أدى إلى فتح الباب للتسلل الاستخباراتي على مستوى كبير".
ووفقا لتقرير الصحيفة البريطانية، فإن الصراع في سوريا وفر لجواسيس إسرائيل "نافورة من البيانات"، معظمها متاح للناس، مثل "ملصقات الشهداء" التي استخدمها حزب الله بانتظام لنعي قتلاه في سوريا، التي كانت مليئة بمعلومات صغيرة، بما في ذلك البلدة التي ينتمي إليها المقاتل، والمكان الذي قُتل فيه، ودائرة أصدقائه الذين نشروا الأخبار على وسائل التواصل الاجتماعي.
ولفت التقرير إلى أن جنازات قتلى حزب الله، كشفت أيضا الكثير من المعلومات، إذ أخرجت في بعض الأحيان كبار القادة من الظل، ولو لفترة وجيزة، وقال سياسي لبناني سابق رفيع المستوى، إن "اختراق حزب الله من قبل الاستخبارات الإسرائيلية أو الأميركية، كان ثمن دعمه للأسد"، وفق "فاينانشال تايمز".
وأضاف: "كان عليهم الكشف عن أنفسهم في سوريا، حيث اضطرت العناصر السرية فجأة إلى البقاء على اتصال وتبادل المعلومات مع جهاز المخابرات السوري الفاسد وسيئ السمعة، أو مع أجهزة المخابرات الروسية، التي كانت تخضع لمراقبة منتظمة من قبل الأميركيين".
وبدوره، أوضح الزميل البارز في مركز كارنيغي للشرق الأوسط، يزيد صايغ: "لقد تحولوا من كونهم منضبطين للغاية ومتشددين إلى كيان يسمح بدخول عدد كبير من الناس.. أكثر مما ينبغي.. وكان ذلك بداية ضعفهم".
وجمعت إسرائيل الكثير من البيانات، لدرجة أنه لديها مجموعة مخصصة (الوحدة 9900) التي تكتب خوارزميات وتغربل تيرابايتات من الصور المرئية، للعثور على أدنى التغييرات، وكان التركيز الموسع لإسرائيل على حزب الله في المنطقة مصحوبًا بميزة تقنية متنامية، متجسدة في أقمار التجسس، والطائرات بدون طيار المتطورة، وقدرات القرصنة الإلكترونية التي تحول الهواتف المحمولة إلى أجهزة تنصت.
وبمجرد تحديد هوية أحد عناصر حزب الله، يتم إدخال أنماط تحركاته اليومية في قاعدة بيانات ضخمة من المعلومات، التي يتم سحبها من أجهزة يمكن أن تشمل الهاتف المحمول لزوجته، أو عداد المسافات في سيارته الذكية، وفق مانقل "موقع الحرة".
ويمكن تحديد هذه المعلومات من مصادر متباينة، مثل طائرة بدون طيار تحلق فوق رأسه، أو من كاميرا مراقبة مخترقة يمر بجابنها، وحتى من صوته الملتقط من على ميكروفون موجود على جهاز التحكم عن بعد الخاص بأجهزة التلفزيون الحديثة، حسب مسؤولين إسرائيليين.
وأوضح أحد المسؤولين الإسرائيليين للصحيفة، أن "أي انقطاع عن هذا الروتين يصبح بمثابة تنبيه لضابط الاستخبارات لفحصه، وهي التقنية التي سمحت لإسرائيل بتحديد القادة متوسطي المستوى لفرق مكافحة الدبابات، المكونة من اثنين أو 3 مقاتلين والتي ضايقت الجيش الإسرائيلي عبر الحدود".
وتابع: "في مرحلة ما، راقبت إسرائيل جداول القادة لمعرفة ما إذا كان قد تم استدعاؤهم فجأة تحسباً لهجوم"،وعلى مدى سنوات، تمكنت الاستخبارات الإسرائيلية من ملء بنك أهداف ضخم، إلى الحد الذي جعل طائراتها الحربية تحاول في الأيام الثلاثة الأولى من حملتها الجوية على لبنان، تدمير ما لا يقل عن 3 آلاف هدف مشتبه به لحزب الله، وفقاً لتصريحات علنية صادرة عن الجيش الإسرائيلي.
ودفع استمرار تبادل إسرائيل وحزب الله" إطلاق النار عبر الحدود لأكثر من 10 أشهر، نصر الله إلى الاعتقاد بأن الجانبين في نوع جديد من المناورات، مع وجود خطوط حمراء واضحة المعالم يمكن إدارتها، حتى توافق إسرائيل على وقف إطلاق النار في غزة مع حركة حماس، مما يتيح لحزب الله "مخرجا" يسمح له بالموافقة على وقف إطلاق النار مع إسرائيل.
وأوضح صايغ أن حزب الله "شعر بأنه ملزم بالمشاركة في القتال، لكن في الوقت نفسه لم تكن هناك أية نية حقيقية له لاتخاذ مبادرة"، وأضاف أنه "يبدو أنهم أطلقوا بضعة صواريخ هنا وهناك، وتلقوا بضعة ضربات في المقابل، وخُدعوا بفكرة أن هذا هو الحد الأقصى".
لكن حتى احتمال أن يحاول حزب الله تنفيذ نفس النوع من الهجمات عبر الحدود على غرار ما فعلت حماس في السابع من أكتوبر، كان كافياً لإجلاء إسرائيل للتجمعات السكنية القريبة من حدودها مع لبنان، حيث أُجبِر نحو 60 ألف إسرائيلي على ترك منازلهم، مما أدى إلى تحول الحدود إلى منطقة حرب نشطة مع حزب الله.
وفي محاولة لخلق الظروف المناسبة لعودتهم، يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، أطلق العنان للقدرات الهجومية الأكثر تقدماً التي تمتلكها إسرائيل، وفقاً لمسؤولين مطلعين على العمليات، ونقلت مجلة "تايم" الأميركية ، الإثنين، عن مصدر مطلع أن إيران سوف تعمل على نقل آلاف المسلحين إلى المناطق الحدودية بين لبنان وسوريا.
وسبق أن قالت صحيفة "نيويورك تايمز"، في تقرير لها، إن الوحدة 8200 سبب رئيسي لنجاح العمليات الاستخبارية الإسرائيلية في لبنان، لافتة إلى أن الوحدة عملت منذ 2006 عملا مكثفا لاختراق حزب الله، بالتجسس على وسائل الاتصال، ولمراقبة انتشاره جغرافيا بشكل حثيث بالأقمار الاصطناعية والمسيرات، وتحليل أي تغيير على الأرض لرصد مخازن الأسلحة، وإرسال فرق تجسس نخبوية وراء الحدود، في عمل دؤوب استعدادا للمواجهة.
أعلنت جهات سياسية وحكومية تتبع لنظام الأسد، عن اتخاذ إجراءات جديدة تهدف إلى تسهيل قدوم اللبنانيين الفارين من الغارات الإسرائيلية من الجنوب اللبناني والبقاع إلى سوريا.
وحسب "حزب الاشتراكيين العرب" أحد مكونات ما يسمى بـ"الجبهة الوطنية التقدمية" التي يقودها حزب البعث، فإنه يطلب تهيئة المقرات الحزبية لاستقبال العائلات اللبنانية والسورية الفارة من لبنان على مدار اليوم.
وطلب الحزب اتخاذ الإجراءات اللازمة لتقديم الإغاثة بالتعاون مع منظمات منها الهلال الأحمر، وشدد على إرسال تقارير أسبوعية تتضمن مستوى التقدم والإنجاز والحالات التي يمكن استقبالها.
ويأتي ذلك مع تداول مشاهد تظهر زحمة سير خانقة نتيجة حركة النزوح الكبيرة من لبنان إلى سوريا هربا من الغارات الإسرائيلية، فيما قام محافظ النظام بريف دمشق "أحمد خليل" وعدد من الضابط بجولة في معبر جديدة يابوس الحدودي بريف دمشق.
وتحدث المحافظ عن أهمية تبسيط الإجراءات وانسياب حركة القدوم والمغادرة وانجاز المعاملات بالسرعة المطلوبة واستمرار العمل للارتقاء بمستوى الخدمات في المعبر وتأمين كل المستلزمات الضرورية لذلك، وفق تعبيره.
ويستثمر إعلام النظام موجات النزوح في وقت طالب موالون للنظام بإلغاء إجراءات تصريف 100 دولار أمريكي قبل الدخول إلى سوريا، ويأتي ذلك في ظل تحذيرات حقوقية من احتمالية توطين النازحين من جنوب لبنان في سوريا استكمالا لجرائم التغيير الديموغرافي التي ارتكبها نظام الأسد.
ونشرت عدة شخصيات من عائلة رأس النظام الإرهابي "بشار الأسد" منشورات تشير إلى الترحيب والاستعدادات لتقديم مسكن للنازحين اللبنانيين، في وقت أطلق حقوقي سوري تحذيرات من احتمالية توطين النازحين من جنوب لبنان في سوريا.
ونشر تاجر المخدرات "وسيم الأسد"، مقطعا مصورا ولفت إلى وضع رقم هاتف مخصص للعائلات اللبنانية التي لا تملك مسكن، كما نشرت عدة شخصيات أخرى مثل "حافظ منذر الأسد" منشورات مماثلة.
وشهدت الحدود السورية اللبنانية حركة نزوح كبيرة من لبنان إلى سوريا، بالتزامن مع تصاعد الغارات الإسرائيلي على مواقع تخضع لسيطرة ميليشيات حزب الله اللبناني، وتركزت على الجنوب وامتدت مؤخرًا إلى منطقة البقاع الحدودية مع سوريا.
هذا وتشير مصادر مطلعة بريف حمص، إلى أن العديد من عوائل عناصر ميليشيات حزب الله اللبناني، قامت بالاستيلاء على منازل ومزارع في قرى القصير بوقت سابق، علماً بأن هذه المنازل تم تهجير أصحابها منذ سنوات، أما من يستحوذ عليها الآن هم موالين للحزب في مناطق البقاع اللبناني مثل الهرمل وبعلبك.
وتجدر الإشارة إلى أن "حزب الله" شارك بقتل وتهجير السوريين وتناقل صور مشاركته بإلقاء البراميل المتفجرة عليهم وحصارهم وطالما نشر أنصاره صورهم وهم يستلذون بالطعام ويمنعونه عن المحاصرين، واليوم في نعيه للقيادات التي تغتالها إسرائيل، يذكر "الحزب" ويتباهى بدور هؤلاء في قتلهم للسوريين وتهجيرهم.
قالت الجمعية الحرفية للألبان والأجبان بدمشق، إن حركة الإقبال على شراء منتجات الألبان والأجبان أدنى مستوى منذ شهور، مع تدني القوة الشرائية، ماساهم في استقرار الأسعار بشكل كبير، فيما اشتكى العشرات من الحرفيين من عدم حصولهم على مخصصاتهم من المحروقات.
وصرح "أحمد السواس"، نائب رئيس الجمعية في تصريح لأحد المواقع الإعلامية الموالية لنظام الأسد أن شركة "تكامل" أوقفت عمليات تزويد الحرفيين بالغاز المدعوم دون ذكر أي مبررات لذلك، وترعى الشركة مشروع البطاقة الذكية، وتعود ملكية الشركة لمهند الدباغ، قريب "أسماء الأسد".
وذكر "السواس"، أنه لا نية حالياً لإصدار أي نشرة أسعار جديدة لتجنب الأسوأ في الحركة الشرائية، وأشار إلى أن معامل البوظة رفعت طاقتها الإنتاجية في موسم الصيف، ما ساهم في زيادة الطلب على مادة الحليب، وساهم نوعاً ما في تدفق المادة في الأسواق.
وقدر سجل سعر كيلو الحليب 7500 ليرة، واللبنة البلدية 29 ألف وكيلو اللبن 8500 وكيلو الجبنة البلدية 40 ألف والجبنة المشللة 65 ألف ليرة، وأكد أن الضغوط الكبيرة من نقص الغاز والمازوت وانقطاع الكهرباء دفعت عدداً من الحرفيين لمغادرة المهنة.
ويستهلك حرفيو دمشق يومياً ومعامل الأجبان والألبان بين 50و60 طناً من الحليب لإنتاج الألبان والأجبان وغيرهما من المنتجات، وتستمر المعامل الكبرى في عمليات التصدير منتجاتها إلى دول الجوار وخصوصاً إلى كل من الإمارات والسعودية والعراق، وتعد الجبنة بأنواعها الأكثر طلباً حالياً.
وسبق أن نقلت وسائل إعلام تابعة لنظام الأسد، عن عضو الجمعية الحرفية لصناعة الألبان والأجبان "أحمد السواس"، أن تشهد الأيام القادمة مزيداً من الارتفاع بأسعار الحليب ومشتقاته بسبب زيادة الطلب على المادة وذلك رغم أن أسعارها ارتفعت منذ شهر رمضان مبارك نحو 10 بالمئة.
وكانت نسبة التضخم في سوريا في ظل حكم نظام الأسد ارتفعت إلى أكثر من 130 في المئة، حيث احتلت مرتبة متقدمة ضمن قائمة أكثر اقتصادات العالم تضخماً، مع راتب موظف حكومي لا يشتري سوى بضع غرامات من إحدى المواد الأساسية، في وسط تجاهل نظام الأسد لأحوال المواطنين بشكل أثار استياءهم.
هذا وتشهد أسواق الأجبان والألبان ارتفاعاً كبيراً بأسعارها بنسبة وصلت إلى نحو 25 بالمئة مع توقعات كبيرة بارتفاع أسعارها أكثر وذكر عضو الجمعية الحرفية لصناعة الألبان والأجبان بدمشق بوقت سابق بأن جميع المحال تبيع الألبان والأجبان بشكل مخالف للتسعيرة التي حددتها حماية المستهلك، وسط انتشار غش هذه المواد بشكل ملحوظ.
علمت شبكة "شام" نقلاً عن مصادر مطلعة، أن خلافات وصل حد التصادم، بين قادة "غرفة عمليات الفتح المبين" في إدلب، بسبب ماآلت إليه الأوضاع الميدانية في إدلب، بعد إدراك عدد من قيادات الغرفة أن قائد "هيئة تحرير الشام" ورطهم في مواجهة الحاضنة الشعبية ورفع السلاح في وجه المتظاهرين.
ووفق مصادر "شام" فإن "الجولاني" أقنع قيادات الغرفة بضرورة التعاون عسكرياً في مواجهة خلايا أمنية زعم أنها تخطط لتنفيذ عمليات تزعزع المنطقة، مع تطمينات بأن القوة العسكرية لن تتدخل في التظاهرات الشعبية، بل ستكون لحمايتها، وهذا ماتثبت عكسه لدى قادة الغرفة اليوم، مع استخدام تلك القوة لقمع الاحتجاجات الشعبية.
وأكدت مصادر "شام" أن عدد من قادة الغرفة أدركوا أنهم وقعوا في فخ "الجولاني" الذي تقصد إشراكهم في قمع الاحتجاجات، دفع عدد منهم للتهديد بتعليق عمله في غرفة العمليات، مطالبين بسحق القوى العسكرية المنتشرة في المنطقة على الفور، وعدم تكرار التعرض للاحتجاجات الشعبية بهذه الطريقة التي تم العمل بها اليوم.
وكانت القوات العسكرية والأمنية التابعة لـ "هيئة تحرير الشام"، إلى جانب حضور بعض فصائل غرفة عمليات "الفتح المبين" واصلت استنفارها في عموم مناطق ريف إدلب، تسببت في تقطيع أوصال القرى والبلدات والمدن الرئيسية في عموم المحافظة، مع حديث عن تحضيرات لعملية أمنية ضد خلايا في المنطقة لم تبدأ بعد.
هذا الاستنفار الذي من المفترض أنه جاء لضرب خلايا أمنية، بعد حادثة استهداف مستودع للذخيرة في ريف جسر الشغور، كان منذ بدايته موضع شك من قبل فعاليات الحراك الشعبي المناهض للهيئة، والتي اعتبرتها في سياق تحجيم الحراك وتقطيع أوصال المدن، وأن الغاية تستهدف تقويض الحراك بالدرجة الأولى، وهذا ماثبت للجميع اليوم.
واعتبر هؤلاء أن الاستنفار جاء متمماً لقمع الاحتجاجات في خيمة الاعتصام بمدينة إدلب، مع إدخال فصائل "الفتح المبين" لإعطاء تنوع في القوى المسيطرة، من باب إظهار القوة أولاً، وإعطاء رسالة أن الأمر ليس منوطاً بهيئة تحرير الشام وحدها، وإنما إشراك لجميع الفصائل في مواجهة الحراك ضمنياً.
وكانت أبدت الفعاليات الشعبية تخوفها من أي حراك أمني للهيئة ضد منسقي الحراك الشعبي، في وقت شهدت مدينة إدلب ظهر اليوم تعدياً واضحاً من قبل أمنية الهيئة على المحتجين في خيمة الاعتصام وسط مدينة إدلب، وبررت الهيئة هذا التحرك بأنه منظم من قبل تيارات تنتمي لفصيل "حراس الدين وحزب التحرير".
ولا زالت الفعاليات الشعبية تواصل احتجاجاتها في عموم مناطق إدلب وريف حلب الغربي، رغم كل حملات التشويه التي سعت الهيئة لإلصاق الحراك بها، ورغم استمالة الكثير من الشخصيات عبر إرضائهم بما سمي بالإصلاحات، وحشد الموالين للهيئة، والمرقعين والمتماهين معها كلجان لتمثيل المناطق لتقويض الحراك ضدها وإنهائه.
وكان حذر ناشطون من خطورة تصدر وتسلق بعض التيارات والشخصيات التي ظهرت في ثوب الداعم للحراك ضد قيادة هيئة تحرير الشام، علما بأنها كانت جزء لا يتجزأ من مشروع الجولاني قبل استخدامها لصالح مشروعه الخاص والتخلص منها لاحقا بعد عملها لسنوات في تصدير مشروع الهيئة، وعلى سبيل المثال لا الحصر، (أبو مالك التلي - بسام صهيوني - عبد الرزاق المهدي) وغيرهم الكثير ممن تحولوا لخصوم لأسباب شخصية.
ناهيك عن وجود شخصيات وتيارات كانت قد خاضت صراعات معلنة مع الهيئة لأسباب لا تمس الحراك الشعبي بصلة بينهم قادة وشرعيين سابقين وتيارات منها "حزب التحرير"، ويعتبر ذلك خلافات واقصاءات داخلية قد تزول عند زوال الأسباب، ويشير نشطاء إلى أن تأييد مثل هذه الشخصيات للمظاهرات لا يعني أنها تستحق قيادة الحراك وجعلها جزء رئيس منه، كونها لا تختلف كثيرا عن بقية خصوم الهيئة الجدد مثل حزب التحرير الذي لا يتقاطع مع الثورة السورية، وفق تعبيرهم.
وشكل استخدام القوة العسكرية والأمنية، في يوم الجمعة 17 أيار، واستخدام الرصاص الحي والمدرعات والغازات المسيلة للدموع ضد المحتجين في إدلب، تطور جديد في الحراك الشعبي المناهض للهيئة التي قررت استخدام القوة المفرطة في ضرب المدنيين العزل، مكررة سياسة النظام في قمع الاحتجاجات، لتكشف هذه الواقعة الوجه الحقيقي لقيادة "هيئة تحرير الشام" التي لم تترك مجالاً لقمع كل حراك ضدها طيلة سنوات مضت.
قالت صحيفة "وول ستريت جورنال"، إن "إسماعيل قآاني"، يعمل على إتمام مشروع بدأه "قاسم سليماني" لتوسيع نفوذ إيران في العالم العربي، ضمن مهمة صعبة، لكن دون التسبب في انتقام أميركي مدمر.
وبينت الصحيفة أن سليماني نجح في وضع فيلق القدس على رأس شبكة من الميليشيات الإقليمية التي وسعت نفوذ إيران العسكري في جميع أنحاء العالم العربي قبل أن يقتل في بغداد بغارة أميركية بطائرة بدون طيار في 2020.
وبينت أن الرجل الذي خلفه مختلف تماما، وصفته بأنه "رجل الغرف الخلفية الغامض، الذي يواجه الآن مهمة جديدة صعبة: استخدام هذا الخليط من الجماعات المسلحة لتوسيع بصمة إيران دون إثارة انتقام مدمر من الولايات المتحدة.
ومنذ توليه قيادة فيلق القدس، عمل قاآني بهدوء على توحيد الميليشيات المختلفة التي تعمل تحت إشراف إيران من بغداد إلى البحر الأحمر، حيث خلقت ما تسميه الحكومة الأميركية الوضع الأكثر تقلبا في الشرق الأوسط منذ عقود، وفق الصحيفة.
من حركة التمرد الحوثية في اليمن إلى القوات شبه العسكرية الشيعية في سوريا والعراق، لدى عملاء ميليشيات قاآني القدرة على تأجيج سلسلة متتالية من الصراعات التي أثارها هجوم حماس في 7 أكتوبر، وجر الولايات المتحدة أكثر إلى المستنقع من خلال استهداف القواعد الأميركية، مثل الهجوم الذي قتل ثلاثة جنود أميركيين في الأردن قبل أكثر من أسبوع.
وعندما ردت الولايات المتحدة بضربات على الميليشيات المدعومة من إيران في جميع أنحاء سوريا والعراق خلال عطلة نهاية الأسبوع، كانت الرسالة موجهة مباشرة إلى قاآني: تراجع، وفق تقرير الصحيفة.
وبينت أن قتل الولايات المتحدة لسليماني كان محاولة لكسر سلسلة القيادة الممتدة من طهران إلى حلفائها المسلحين الذين يعملون من سوريا والعراق إلى اليمن ولبنان والأراضي الفلسطينية. لكنه لم يقلل من قدرتهم على قلب المنطقة. بل جعلهم أكثر حرية لتعطيل الشحن في البحر الأحمر، ومهاجمة إسرائيل وتشكيل تهديد متزايد للقوات الأميركية، وفق التقرير.
وقال حميد رضا عزيزي، الخبير في سياسات إيران الإقليمية في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية: "إذا كان الهدف هو تقليص سيطرة إيران على هذه الجماعات، فإن الولايات المتحدة حققت ذلك. ومن هنا تأتي المشكلة".
في الواقع، أمضى قائد فيلق القدس أسابيع منذ هجوم حماس على إسرائيل في رحلات مكوكية بين الميليشيات للتأكد من أن هجماتهم ضد إسرائيل والقواعد الأميركية لن تكون شديدة كي لا تشعل حربا إقليمية أوسع، وفقا لمسؤول أمني غربي ومسؤول لبناني كبير ومستشار للحرس الثوري الإيراني.
ووفق التقرير، كان لسليماني دور فعال في تسليح وتدريب حلفاء إيران من الجهات الفاعلة غير الحكومية. يمكن القول إنه كان القائد الأكثر شهرة في المنطقة، مع هالة أسطورية تقريبا بين أتباعه وصورة عامة زرعتها القيادة الإيرانية كدليل على نفوذها المتزايد في الشرق الأوسط.
يقول راي تاكيه، الخبير في الحرس الثوري الإيراني في مجلس العلاقات الخارجية، وهو مركز أبحاث أميركي "كان ينظر إلى سليماني على أنه شخصية لا تتكرر"،مضيفا "قاآني شخصية أقل من ذلك في الواقع".
ولد قاآني في أواخر خمسينيات القرن الماضي، بيروقراطي أمضى معظم حياته المهنية في الإشراف على مصالح إيران في أفغانستان ولا يتحدث العربية إلا قليلا، وعلى عكس الشخصيات البارزة الأخرى في طهران، لا يبدو أنه لعب دورا نشطا في الثورة الإسلامية عام 1979، حيث انضم إلى الحرس الثوري، الذي تشكل للدفاع عن الحكام الجدد، بعد عام كامل، في عام 1980.
وأصبح صديقا لسليماني في أوائل ثمانينيات القرن الماضي على الجبهة الجنوبية خلال حرب إيران مع العراق، وقال لاحقا إن القتال معا أقام صداقة عميقة بينهما، وفي التسعينيات، في أعقاب الحرب، ارتقى قاآني في الرتب وكنائب لرئيس القوات البرية للحرس حول انتباهه إلى أفغانستان، حيث حارب مهربي المخدرات ودعم لاحقا التحالف الشمالي المناهض لطالبان ، الذي عمل مع الولايات المتحدة للإطاحة بطالبان في عام 2001.
وعندما حشد سليماني عشرات الآلاف من المقاتلين للدفاع عن النظام السوري، ساعد قاآني في تجنيد الشيعة الأفغان للانضمام إلى صفوفهم، ومع تراجع الحروب في العراق وسوريا، تغير دور شبكة الميليشيات الإيرانية. وأصبح العديد منها جزءا من النسيج السياسي، في لبنان، حيث حزب الله حزب سياسي وينظر إليه على أنه رادع ضد الهجمات من إسرائيل، وفي اليمن، حيث استولى الحوثيون على العاصمة وينظر إليهم على أنهم حكومة الأمر الواقع.
وفي العراق، اندمجت الميليشيات بشكل أعمق في النظام السياسي والأمني في البلاد، واكتسبت القوة للتأثير على السياسة الوطنية، بينما بقيت خارج سيطرة الدولة، وقال تاكييه إنه في حين استخدم سليماني جاذبيته لتعبئة ما أسماه "محور المقاومة"، سعى قاآني إلى ربط حلفاء إيران المتباينين معا على المستوى العملياتي، وقال: "وهذا يتطلب محادثة خلف الكواليس أكثر من عبادة شخصية مثل سليماني".
وقال آرش عزيزي، المؤرخ في جامعة كليمسون ومؤلف السيرة الذاتية عن سليماني، إن هذا ينطبق بشكل خاص على الميليشيات العراقية، التي ربما تكون الأكثر تقلبا من بين جميع القطع في شبكة فيلق القدس.
وأضاف: "لقد بنى سليماني علاقة معهم على مر السنين وكان يحظى باحترام كبير من قبلهم". و"يفتقر قاآني إلى الكاريزما وتاريخ العلاقة مع هذه الجماعات العراقية والعربية الأخرى، ونتيجة لذلك، يكافح قاآني أكثر في إبقاء الجماعات العراقية تحت السيطرة وبما يتماشى مع المحور الأوسع. نفس المشكلة موجودة في ما يتعلق بالحوثيين الذين هم أكثر استقلالية".
ومع اقتراب الشرق الأوسط مما يمكن أن يكون صراعا أوسع، يعمل قاآني ومسؤولون إيرانيون آخرون على ضمان عدم إثارة ميليشياتهم لمزيد من الهجمات.
بعد الهجوم في الأردن، سافر المسؤولون الإيرانيون إلى العراق لإخبار حلفائهم هناك أن الهجوم قد تجاوز الخط بقتل القوات الأميركية، وفقا لأحد كبار مستشاري الحكومة الإيرانية الذين شاركوا في الاجتماعات، بحسب الصحيفة، ويقول المسؤولون الأميركيون إنهم لم يروا بعد أدلة على أن إيران أمرت بالهجوم، ولن تكسب إيران أي شيء من قتل القوات الأميركية، حسبما قال عزيزي.
وقال: "كان الهدف منذ 7 أكتوبر هو إبقاء الجبهات الأخرى مشغولة لتوفير بعض التنفس لحماس، ولكن دون الدعوة إلى صراع أوسع أو هجوم أميركي". إنه لا يتناسب مع نمط التصعيد الإيراني، ولن يخدم أيا من أهداف إيران الاستراتيجية في الوقت الحالي".
توعد "فالح الفياض" رئيس هيئة الحشد الشعبي في العراق، القوات الأمريكية بعد الضربات الأخيرة التي استهدفت مواقع للحشد في العراق، وقال إن "الغارات الأمريكية استهدفت مبان إدارية للحشد ولن تمر مرور الكرام".
وشدد الفياض، على ضرورة مغادرة القوات الأجنبية أرض العراق "لأنها تجاوزت الخطوط الحمراء باستهداف قواتنا المسلحة"، في وقت كانت أعلنت رئاسة الوزراء العراقية، الحداد العام في دوائر الدولة ومؤسساتها مدة 3 أيام، حدادا على أرواح العسكريين العراقيين والمدنيين الذين قتلوا نتيجة القصف الأمريكي.
وذكر المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي في بيان رسمي أن "رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وجه يوم السبت بإعلان الحداد العام لثلاثة أيام في دوائر الدولة ومؤسساتها كافة، ترحما على أرواح شهداء قواتنا المسلحة والمدنيين الذين ارتقوا نتيجة القصف الأمريكي على مناطق عكاشات والقائم غرب محافظة الأنبار".
وكانت أعلنت قيادة عمليات الأنبار للحشد الشعبي العراقي مقتل 16 شخصا وإصابة 25 آخرين جراء القصف الأمريكي الذي استهدف محافظة الأنبار الليلة الماضية.
وسبق أن قال وزير الدفاع الأمريكي "لويد أوستن " اليوم السبت، إن الضربات الجوية الأمريكية على أهداف فيلق القدس الإيراني والجماعات المرتبطة به "هي بداية الرد"، ولفت إلى أن القوات الأمريكية شنت اليوم ضربات على 7 منشآت تضمنت أكثر من 85 هدفا في العراق وسوريا.
وأوضح وزير الدفاع الأمريكي أن "الرئيس جو بايدن أصدر إجراءات إضافية لمحاسبة الحرس الثوري الإيراني والميليشيات التابعة له على هجماتهم على القوات الأمريكية وقوات التحالف. وسوف تتكشف هذه الإجراءات في الأوقات والأماكن التي نختارها".
وأضاف: "نحن لا نسعى إلى صراع في الشرق الأوسط أو في أي مكان آخر، لكن الرئيس وأنا لن نتسامح مع الهجمات على القوات الأمريكية. سنتخذ جميع الإجراءات اللازمة للدفاع عن الولايات المتحدة وقواتنا ومصالحنا".
في السياق، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن رد الولايات المتحدة على الهجوم على قاعدة "البرج 22" في الأردن ومقتل 3 جنود أمريكيين إثره، بدأ اليوم، وسوف يستمر في الأوقات والأماكن التي تختارها واشنطن.
وكانت أعلنت "القيادة الوسطى الأمريكية"، فجر يوم السبت، شن غارات جوية ضد أهداف لـ "فيلق القـ ـدس الإيراني" في العراق وسوريا، في أول رد أمريكي على استهداف ميليشيات إيران لقاعدة أمريكية على الحدود بين الأردن وسوريا، أسفر عن مقتل 3 عسكريين أمريكيين وسقوط إصابات.
توعد وزير إسرائيلي بتهجير أهل غزة في فلسطين أسوة بما فعل نظام الأسد بالسوريين وبما فعلت روسيا بالأوكرانيون، ولسان حله يقول أفعل ما يفعل المجرمون، وما حدا أحسن من حدا.
وكان وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، توعد مجددا بـ"العمل على تهجير" الفلسطينيين من غزة، أسوة بما حدث مع اللاجئين من سوريا وأوكرانيا، وذلك رغم الرفض الأمريكي لمثل هذه الدعوات.
وقال عبر منصة "إكس"، الثلاثاء: "سنعمل على تمكين فتح أبواب غزة أمام الهجرة الطوعية للاجئين، كما فعل المجتمع الدولي تجاه اللاجئين من سوريا وأوكرانيا".
وجاء تصريح سموتريتش، زعيم حزب "الصهيونية الدينية" اليميني المتطرف، ردا على الموقف المعارض للتهجير الذي أعلنه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في مؤتمر صحفي بمدينة تل أبيب أمس الثلاثاء.
وقال بلينكن بعد سلسلة لقاءات مع كبار القادة الإسرائيليين: "في اجتماعات اليوم كنت واضحا: يجب أن يتمكن المدنيون الفلسطينيون من العودة إلى ديارهم بمجرد أن تسمح الظروف بذلك، ويجب ألا يتم الضغط عليهم لمغادرة غزة".
وتابع: "كما أخبرت رئيس الوزراء (بنيامين نتنياهو)، فإن الولايات المتحدة ترفض بشكل لا لبس فيه أي مقترحات تدعو إلى إعادة توطين الفلسطينيين خارج غزة، وقد أكد لي رئيس الوزراء مجددا اليوم أن هذه ليست سياسة الحكومة الإسرائيلية".
وكان سموتريتش ووزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، والنائب في الكنيست (البرلمان) عن حزب "الليكود" داني دانون، أطلقوا مرات عدة خلال الأسابيع الماضية، دعوات علنية للـ"هجرة الطوعية" للفلسطينيين من قطاع غزة.
وقوبلت هذه الدعوات باستنكار ورفض فلسطينيا وإقليميا ودوليا ومن الأمم المتحدة، حيث اعُتبرت تهجيرا قسريا وليس "طوعيا" كما يروّج لها داعموها، كما وصفها مراقبون بأنها بمثابة "جريمة تطهير عرقي".
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.
وتجدر الإشارة أن عدد اللاجئين السوريين في العالم تجاوز 6.5 مليون موزعين على أكثر من دولة في العالم، حيث يتواجد معظمهم في تركيا والأردن ولبنان والعراق ومصر والدول الأوربية، حيث هجرهم نظام الأسد وأجبرهم على مغادرة البلاد بعد مجازر شنيعة نفذها جيشه والمليشيات الايرانية والعراقية واللبنانية والأفغانية بالإضافة للإحتلال الروسي.
تلقت ايران عرضا أمريكيا قبل عدة أيام لتسوية شاملة في المنطقة برمتها، وذلك في الوقت الذي يتعرض فيه قطاع غزة لغارات إسرائيلية أدت لمقتل وجرح الآلاف من المدنيين.
وقال سفير إيران لدى سوريا حسين أكبري إن بلاده تلقت قبل 10 أيام رسالة أميركية عبر دولة خليجية، تعرض تسوية بشأن المنطقة برمتها.
وأوضح أكبري أن دولة خليجية سلمت طهران رسالة من واشنطن، وأرسلت وفدا رفيعا لطهران لمناقشة تفاصيل الرسالة، التي تضمنت عرضا أميركيا يبدأ بعدم توسيع دائرة الحرب كأرضية لحل أزمات المنطقة.
وفيما يبدو أن تصريحات السفير، تهدف لخلط الأوراق وتصوير طهران على أنها لاعب أساسي في المنطقة، وفيما لو كان هذا العرض صحيحا، فلن يكون بالصياغة التي قالها السفير بالتأكيد، وهذا واضح من الردود الإيرانية على مقتل قادتها في الحرس الثوري وحزب الله بالغارات الاسرائيلية على سوريا ولبنان.
وقال السفير الإيراني لدى سوريا "ردنا على العرض الأميركي كان أن لحلفاء طهران حق تقرير مصيرهم ومصير شعوبهم، وقد أكدنا أن قرار حلفائنا السياسي مستقل ولا نقرر بدلا عنهم".
وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان قال في وقت سابق من الشهر الماضي (28-12-2023) إن الولايات المتحدة بعثت رسالة إلى بلاده مفادها أنهم "لا يريدون أن تتوسع الحرب في غزة، وعلى وكلاء إيران في المنطقة ألا يقوموا بأي إجراء".
وقال: "منذ بداية الحرب، ظلت الولايات المتحدة تبعث لنا رسالة مفادها "نحن لا نسعى إلى توسيع الحرب"، و"انصحوا وكلاءكم في المنطقة بعدم اتخاذ أي إجراء ضدنا".
وأوضح عبد اللهيان أن طهران أبلغت الولايات المتحدة مراراً أنها لا تسعى إلى توسيع الحرب.
واتهم عبد اللهيان واشنطن بالكذب، قائلا: "إذا كنتم لا تسعون إلى توسيع الحرب، فلماذا تخصصون قواعدكم ليلًا نهارًا لنقل الذخيرة من أجل منطقة محدودة مثل غزة؟".
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني قد حذّر في وقت سابق أمس الاثنين من أن الحرب في المنطقة ستتسع إذا لم تتوقف الجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة.
قال "محمود المسلط" الرئيس المشترك الجديد لمجلس سوريا الديمقراطي "مسد"، إن المجلس منفتح على الحوار مع جميع الأطراف بما "يلبي طموح ومتطلبات الشعب السوري"، واعتبر أن "الحل سوري- سوري ولا يمكن أن يأتي من الخارج، وهناك دعم عربي ودولي وإقليمي لأن يكون الحوار سورياً- سورياً".
وتحدث المسلط في مقابلة تلفزيونية، عن وجود "معارضة مرتهنة لتركيا وقرارها ليس بيدها"، لكنه لفت إلى أن "مسد" سيحاول إيجاد "تفاهمات على الأصعدة كافة"، من خلال "العلاقات مع الدول العربية الصديقة والشقيقة".
ووفق وكالة "هاوار"، أكد المسلط على ضرورة وجود دور عربي في سوريا، لافتاً إلى أن "مسد" سيطرق أبواب الدول العربية، وسيفعل علاقاته الإقليمية والدولية لإيقاف الحرب وحل الأزمة السورية.
وتطرق للعلاقة مع تركيا بالقول: "لن ندخر أي وسيلة لطرق جميع الأبواب من أجل حماية وأمن واستقرار منطقتنا على جميع الأصعدة.. لدينا علاقات ويجب أن نستثمرها من أجل حماية هذا البلد، لا يمكن التنمية ولا يمكن التطوير ولا يمكن الاستقرار، إلا إذا كان هناك استقرار أمني وعسكري في منطقتنا.. هذا الضرب المتكرر من الجيران لا يخدم مصلحتنا ولا يخدم مصلحتهم".
وسبق أن دعا مجلس سوريا الديمقراطي "مسد"، في بيان بمناسبة الذكرى الـ 8 لتأسيس المجلس، السوريين كافة إلى العمل على "بلورة مشروع وطني ديمقراطي، نواته سوريا الموحدة أرضاً وشعباً وهويته الوطنية الجامعة، وفق دستور عصري وحكم لامركزي بتوافق جميع السوريين".
وحذر المجلس، من أن سوريا تحولت إلى ساحة تصفية حسابات وحروب بالوكالة، ومشاريع عابرة للجغرافية ودخيلة على الهوية السورية، مشيداً بالذكرى السنوية الثامنة لتأسيسه، وماقامت به ميليشيا "قسد" من حرب لإنهاء تنظيم داعش.
وقال المجلس: "لم نشهد أي توافق لحل الأزمة من قبل القوى الدولية المعنية بالملف السوري، وتناحر السوريين فيما بينهم وتحوّل سوريا لساحة تصفية حسابات وحروب بالوكالة ومشاريع عابرة للجغرافية ودخيلة على الهوية السورية".
وأضاف: "في خضم هذه الوقائع أصبح مجلسُ سوريا الديمقراطية بتعاون الشركاء والأصدقاء والغيورين على وحدة سوريا ونسيجها الاجتماعي، المظلّة الوطنية للقوى والتيارات السورية الديمقراطية المؤمنة بالحل السوري عبر الحوار والتفاوض".
وختم بيان المجلس: "إنّنا إذ نبارك للسوريين هذه المناسبة، ندعو ونجدد دعوتنا للسوريين كافة للعمل من أجل بلورة مشروع وطني ديمقراطي نواته سوريا الموحّدة أرضا وشعبا وهويته الوطنية الجامعة وفق دستورٍ عصري وحكم لامركزي بتوافق جميع السوريين".
أحبطت الإمارات محاولة تهريب شحنة مخدرات من أقراص الكبتاغون المخدرة تعتبر الأكبر في العالم حتى الأن، بينما لم تذكر الإمارات مصدر هذه الشحنة، في حين بات من المعلوم أن النظام السوري الراعي الرسمي لمثل هذه الشحنات.
أعلن الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية في دولة الإمارات، أمس الخميس، عن إحباط تهريب أكثر من 13 طناً من أقراص الكبتاغون المخدرة موزعة في 5 حاويات، موضحاً أن قيمتها السوقية تجاوزت 3 مليارات درهم.
وأكد آل نهيان، في تغريدة عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"، أن العصابة الإجرامية حاولت تهريب المواد المخدرة عبر دسها في 651 بابا و432 لوح ديكور، مشيرًا إلى أنه تم إلقاء القبض على أفراد العصابة الإجرامية الستة متلبسين.
وتمكنت شرطة دبي في العملية التي أطلقت عليها إسم "ستورم" من إلقاء القبض على 6 من أفراد العصابة في حالة التلبس، وضبط 86 مليوناً و20 ألف قرص كبتاغون، تزن 13 طناً و763 ألفاً و200 كيلوغرام، وتبلغ قيمتها السوقية 3 مليارات و870 مليوناً و900 ألف درهم(1,053,908,355.80 مليار دولار) ، وذلك وحسبما ذكرت وكالة أنباء "وام".
وتعتبر هذه الشحنة ثاني أكبر شحنة مسجلة في العالم تم ضبطها، حيث كانت الأولى في إيطاليا التي صادرت في يوليو 2020 أكبر شحنة "كبتاغون" على مستوى العالم قادمة من سوريا قدرت بنحو 14 طنا وقيمتها تجاوزت المليار يورو.
وأوضحت القيادة العامة لشرطة دبي أن العصابة حاولت تهريب حبوب الكبتاغون بطريقة مُبتكرة بداخل 651 بابا مصنوعا بحرفية من الحديد السميك والخشب، وبداخل 432 لوح أثاث ديكور منزلي مصنوعة من مادتي الجراليك والخشب غالي الثمن.
ونجحت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في الكشف عن طريقة إخفاء المواد المخدرة، واستطاعت التعرف على مسار نقل الحاويات التي تحمل الأقراص وصولاً إلى ضبط المتورطين في محاولة التهريب الإجرامية.
وقال الفريق عبد الله خليفة المري القائد العام لشرطة دبي، إن عملية "ستورم" تعتبر واحدة من أهم العمليات، التي نفذتها القيادة العامة لشرطة دبي، وأثمرت عن ضبط هذه الكمية الضخمة من الأقراص المخدرة بعد جهود كبيرة لجميع عناصر الإدارة العامة لمكافحة المخدرات الذين عملوا بكل جد لإحباط مخططات العصابة الإجرامية.
وأضافت وزارة الداخلية الإماراتية، أن "أساليب تهريب مبتكرة"، اُستخدمت في عملية تهريب المخدرات، واستغرق استخراج الأقراص "أياما".
ويُظهر مقطع فيديو من كاميرا للمراقبة، نشرته وزارة الداخلية، المشتبه بهم وهم يحاولون جلب أقراص الكبتاغون عبر ميناء جبل علي بدبي.
ومن المعلوم أن النظام السوري باب المصدر الأول والراعي الرسمي لتجارة المخدرات وخاصة أقراص الكبتاغون، حيث أصبحت هذه التجارة دخل أساسي لعائلة الأسد ولدعم مليشياتهم في مواجهة الثورة السورية، في حين تحاول الأردن وحيدة مواجهة عشرات عمليات التهريب التي تتم يوميا، يقف العالم عاجزا أمام عصابة الأسد التي عاثت في الأرض والعالم فسادا و إفسادا.
دعت كلا من السفارتين السعودية والكويتية في لبنان رعاياهم بالإلتزام بالحيطة والحذر والابتعاد عن مواقع الاضطرابات الأمنية.
وقالت السفارة الكويتية في بيان " تهيب سفارة دولة الكويت لدى الجمهورية اللبنانية بمواطني دولة الكويت المتواجدين في الجمهورية اللبنانية، التزام الحيطة والحذر والابتعاد عن مواقع الاضطرابات الأمنية في بعض المناطق، والتقيد بالتعليمات الصادرة عن السلطات المحلية المختصة".
وأضاف أن "السفارة على أتم استعداد لتواصل المواطنين الكرام بخصوص أي استفسارات".
وكانت السفارة السعودية مساء أمس قد حذرت رعاياها من التواجد أو الاقتراب من المناطق التي تشهد نزاعات مسلحة، مطالبة رعاياها بمغادرة الأراضي اللبنانية فورا.
وقالت السفارة في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية "واس"، إنها "حذرت المواطنين من التواجد والاقتراب من المناطق التي تشهد نزاعات مسلحة، وطالبتهم بسرعة مغادرة الأراضي اللبنانية".
كما شددت على "أهمية التقيد بقرار منع سفر السعوديين إلى لبنان"، متمنية "الأمن والسلامة للجميع".
وشهد مخيم "عين الحلوة" الفلسطيني في لبنان اشتباكات مسلحة أسفرت عن سقوط ما لا يقل عن 12 قتيلا و60 جريحا، ونزوح عدد كبير من سكان المخيم.
واتهم عدد من الجهات السياسية والإعلامية حزب الله الارهابي بالوقوف بشكل أساسي وراء الاشتباكات الدائرة في مخيم عين الحلوة، إلا أن المجرم حسبن نصرالله أمين عام الحزب نفى هذا الإتهام، مدعيا العمل مع كل المرجعيات لوقف هذا الاقتتال.
وفي سياق منفصل نقلت صحيفة "المدن" عن مصادر في نظام الأسد، تأكيده توقف عمليات الترميم في السفارة السعودية في حي مزة فيلات شرقي بدمشق، في إشارة لتوتر العلاقات السياسية بين الطرفين، بعد أن كانت قد عادت مؤخراً إبان القمة العربية التي نظمتها السعودية ودعت فيها "بشار الأسد" للحضور، كأول قمة عربية منذ تجميد مقعد سوريا.
وأرجعت الصحيفة، إيقاف السعودية لعمليات ترميم سفارتها في دمشق إلى تعثر تطبيع العلاقات بين السعودية والنظام السوري، وهو المسار الذي يتداخل فيه شكل العلاقات السعودية - الإيرانية بشكل كبير، وفق تعبيرها.
قالت مصادر إعلام لبنانية، إن شبكة "شو تايم" تعرض مسلسلاً إسرائيلياً جديداً يستهدف المقاومة اللبنانية، باسم "أشباح بيروت" يتناول قصة اغتيال القيادي البارز في ميليشيا حزب الله اللبناني، "عماد مغنية"، الذي اغتيل أثناء تواجده في سوريا عام 2008.
وأوضحت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، أن مبلغ مالي كبير رصد للمسلسل المكون من أربع حلقات، بعد مرور 15 عاما، على اغتيال مغنية، في العاصمة السورية، فبراير/ شباط 2008، واتهم "حزب الله" إسرائيل بالوقوف وراء اغتياله حينها.
ويظهر المسلسل مغنية على أنه "إرهابي"، وشخصية "شريرة"، على غرار الشخصيات التي ظهر في المسلسل الإسرائيلي السابق "فوضى"، وتقول شبكة "شو تايم"، إن العمل هو نتاج "تحقيقات صحفية مكثفة" لأعوام، ويجسد الشخصية الرئيسية لمغنية الممثل هشام سليمان، ويؤديها عن فترة شبابه، أمير خوري.
وأضافت الصحيفة، أنه بغياب المعلومات الصحيحة عن حياة مغنية، فإن ما يصوره المسلسل الجديد عن الرجل هو "من بنات أفكار منتجي العمل وصنّاعه، ولا يرتبط بالحقيقة إلا في اختيار أماكن تواجده".
وكان ولد عماد مغنية يوم 7 ديسمبر/كانون الأول 1962 في صور بجنوب لبنان، لعائلة من أصل فلسطيني انتقلت فيما بعد إلى الضاحية الجنوبية في بيروت، وهو قيادي عسكري بارز في حزب الله اللبناني، كان متواريا عن الأنظار بل مجهول الاسم والصفة لدى الكثيرين، وُصف بـ"الثعلب" لما يملك من دهاء وخبرة جعلاه على قائمة الأهداف العسكرية المطلوبة لأميركا وإسرائيل.
ونتيجة لأدائه المتميز ترقى إلى أن أصبح من أهم الشخصيات القيادية في حزب الله، وكان يلقب في قيادة الحزب باسم الحاج رضوان، وتقول مصادر لبنانية إنه كان القائد العسكري والمخطط الأول في الحزب خلال حرب يوليو/تموز 2006.
نسبت لمغنية -الذي لقبته منابر صحفية غربية بـ"الثعلب"- عمليات كثيرة، من بينها تدمير السفارة الأميركية ومقر مشاة البحرية الأميركية في لبنان عام 1983، ومعسكر فرنسي وأهداف إسرائيلية بينها السفارة الإسرائيلية في بيونس آيرس عام 1992.
وظل الغموض يكتنفه حتى اغتياله، بل لم يكن بالإمكان الجزم إن كان حيا أو ميتا، فقد كان يختفي ثم يظهر، وأشيع أنه خضع لعمليات جراحية غيرت ملامحه تماما، وبعد هجمات 2001 ضاعفت الاستخبارات الأميركية خمس مرات جائزة من يدل عليه لتصبح 25 مليون دولار، حتى إن صحيفة إسرائيلية قالت إنه مطلوب أكثر من الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.
تعرض عماد مغنية -قبل أن يلقى مصرعه في دمشق- لمحاولات اغتيال عديدة أبرزها انفجار سيارة مفخخة في الضاحية الجنوبية في تسعينيات القرن الماضي، أودى بحياة شقيقه جهاد، ورغم أنه نجا من هذه المحاولات مرات عديدة، فإنه اغتيل في 12 فبراير/شباط 2008 بانفجار سيارة مفخخة في دمشق، وبعد الحادث مباشرة أكد حزب الله وفاة مغنية متهما إسرائيل بالوقوف وراء العملية متوعدا إياها بانتقام يكون على مستوى الجريمة.