نبه فريق "منسقو استجابة سوريا"، في بيان رسمي، إلى ظهور أزمة جديدة تضاف إلى العديد من الأزمات الموجودة شمال غربي سوريا، تتمثل بانقطاع الدعم عن عشرات المنشآت الطبية، إضافة إلى توقف الكلف التشغيلية لعدد من المنشآت الاخرى، تقدم خدماتها لأكثر من مليوني مدني مقيمين في المنطقة والمخيمات.
ولفت الفريق إلى أن الدعم سيتوقف حتى نهاية شهر أيار عن 9 منشآت طبية وخلال شهر حزيران القادم سيتوقف الدعم عن 19 منشأة اخرى وبذلك يرتفع عدد المنشآت التي يتوقف الدعم عنها منذ بداية العام الحالي وحتى نهاية حزيران إلى ما يزيد عن 85 منشأة، وسط تزايد المخاوف من توقف منشآت اخرى.
وحذر "منسقو استجابة سوريا" من توقف الدعم عن المنشآت الطبية المذكورة، وخاصةً مع ازدياد الضغوط على المنشآت الاخرى وعدم قدرتها على تقديم الخدمات لكافة المدنيين في المنطقة.
وطالب جميع الجهات المانحة للقطاع الطبي في الشمال السوري بعودة الدعم المقدم لتلك المشافي، وخاصة في ظل الضعف الكبير للاستجابة الإنسانية ضمن القطاع المذكور والتي لم تتجاوز 36 % خلال العام الماضي، وبقاء مئات الآلاف من المدنيين في المخيمات دون وجود أي بدائل أو حلول في المدى المنظور.
وحذر كافة الجهات من العواقب الكارثية المترتبة عن إيقاف الدعم المقدم للقطاع الطبي، وتزداد المخاوف من انتشار الأمراض والأوبئة في منطقة الشمال السوري، وأعلن تأييده لأي حملة مناصرة بغية عودة الدعم المقدم من قبل الجهات المانحة إلى المؤسسات والكوادر الطبية في كافة النقاط الطبية والمشافي، وإعادة تفعيل عدد من المراكز المتوقفة سابقاً.
وطلب فريق "استجابة سوريا" من جميع المنظمات والهيئات الانسانية المنتشرة في الشمال السوري التضامن الكامل مع الفعاليات الطبية، والمساعدة في إعادة الدعم إلى المنشآت الطبية في الشمال السوري.
وكانت دعت منظمة "أطباء بلا حدود" في بيان لها، المانحين الذين سيحضرون مؤتمر بروكسل إلى إعطاء الأولوية لتزويد القطاع الصحي في سوريا بالدعم المالي، لافتة إلى أن الاحتياجات الطبية الخدمات المتاحة في شمال سوريا تزايدت بفارق كبير في ظل خفض إضافي في التمويل للمنطقة.
وأكدت المنظمة، أن الدعم المالي الدولي للنظام الصحي في شمال سوريا يشهد تراجعًا مستمراً، وفي هذا السياق، تفوق الاحتياجات الطبية الخدمات المتاحة بفارق كبير، علمًا أن السوريين هم من يتحملون الوزر الأكبر من محدودية الدعم وإقفال المستشفيات والمرافق الصحية.
وأوضحت أن الأوضاع المزرية قوبلت بخفض التمويل، داعية المانحين في مؤتمر بروكسل إلى منح الأولوية لتزويد القطاع الصحي السوري بالدعم المالي، بعد أن أدت سنوات الحرب الطويلة إلى مفاقمة التحديات التي يواجهها ملايين الناس في شمال سوريا لتأمين الرعاية الصحية، في ظل تراجع الدعم المالي الدولي للنظام الصحي السوري حسبما أفادت أطباء بلا حدود.
اعتبر "شفيق ديوب" سفير نظام الأسد في طهران، أن "ظرفاً طارئاً" منع الإرهابي "بشار الأسد" من زيارة إيران، لتقديم تعازيه ومواساته، في مصرع الرئيس إبراهيم رئيسي، ووزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان، ومرافقيهما، الذين قضوا إثر تحطم مروحية قبل قرابة أسبوع.
وقال ديوب، إنه على ثقة بأن الأسد "سيزور طهران لتقديم العزاء في أقرب وقت ممكن، وفي ظل ظروف مناسبة"، ولفت إلى أن الأسد تحدث هاتفياً مع الرئيس الإيراني بالوكالة محمد مخبر، كما مثّل دمشق في مراسم العزاء، وفد برئاسة رئيس الوزراء حسين عرنوس.
ولم يوضح ديوب، طبيعة "الظرف الطارئ" الذي منع الأسد من زيارة طهران، وكانت أظهرت البيانات الرسمية الصادرة عن دمشق وطهران، تناقضاً حول الاتصال الهاتفي بين مخبر والأسد.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا)، أن الأسد وعد بزيارة طهران في "أقرب فرصة"، وشبّه رئيسي بالقائد السابق لـ"فيلق القدس" في "الحرس الثوري" قاسم سليماني، بينما خلا بيان "الرئاسة السورية" من أي إشارة إلى ذلك.
وقالت "الرئاسة السورية"، في بيان لها، إن الإرهابي "بشار الأسد"، أجرى اتصالاً هاتفياً بالرئيس الإيراني المكلّف "محمد مخبر"، وعبر فيه عن تضامن سوريا التام مع إيران في كل الظروف، وثقته بقدرة دولة وشعب إيران على تجاوز هذا المصاب.
وأضاف البيان إن "بشار"، "أجرى اتصالا هاتفيا بالرئيس الإيراني المكلّف محمد مخبر، جدّد فيه تعازيه القلبية للجمهورية الإسلامية الإيرانية قيادة وشعبا بوفاة الرئيس إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان ورفاقهما مؤكدا على نهج سورية الثابت في العلاقة مع إيران".
وعبر الأسد عن "تضامن سوريا التام مع إيران في كل الظروف، وثقته بقدرة الدولة والشعب الإيراني على تجاوز هذه الحادثة الأليمة"، ولفتت إلى أن الرئيس الإيراني المكلّف أكد على عمق العلاقات الإستراتيجية التي تجمع البلدين الصديقين، واستمرار التشاور والتنسيق بينهما على كل المستويات.
وكانت أقلت مروحية الرئيس الإيراني - التي قيل إنها هبطت اضطراريا في منطقة جلفا شمال غربي العاصمة الإيرانية طهران- قيادات بارزة في صنع القرار الإيراني، على رأسهم الرئيس الإيراني "إبراهيم رئيسي" و "وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان"، إضافة إلى "محمد علي آل هاشم"، وهو إمام في مدينة تبريز وممثل المرشد الإيراني في محافظة أذربيجان الشرقية، إضافة إلى مالك رحمتي الذي كان ضمن الفريق المرافق للرئيس وهو محافظ أذربيجان الشرقية.
وكان الهالك "رئيسي" أول رئيس إيراني يزور نظام الأسد في دمشق ويحاول إخراجه من عزلته التي فرضت عليه دولياً، فكانت زيارته إلى دمشق برفقة وفد وزاري، في زيارة هي الأولى من نوعها لرئيس إيراني منذ عام 2011 إلى سوريا، والتي مهدت لزيادة تحكم إيران في سوريا، وتمكين مشروعها في الهيمنة.
وسبق أن أشادت المستشارة الخاصة لرئاسة الجمهورية السورية "بثينة شعبان"، بما قدمته إيران من مساعدة للنظام في قتل الشعب السوري وتشريده وتغيير الديمغرافية السكانية المستمرة، علاوة عن تملك القرار في كثير من المجالات في سوريا، معتبرة أن إيران كانت الدولة الأولى التي ساعدت سوريا وأرسلت إليها مستشاريها، وأن السوريين لن ينسوا مساعدة الإيرانيين، وفق تعبيرها.
ومنذ تدخلهما في سوريا، تتنافس إيران وروسيا في سباق كبير للهيمنة على الموارد الاقتصادية في سوريا، كذلك الحصول على العقود طويلة الأمد، والتموضع العسكري والتغلغل دينياً وتعليمياً وسياسياً وأمنياً وعلى مستويات عدة، مستغلة حاجة النظام السوري لجهة تدعمه للبقاء، وساهمت إيران وروسيا بشكل فاعل في قتل الشعب السوري وتدمير المدن وعمليات التغيير الديموغرافي.
قالت وسائل إعلام تابعة لنظام الأسد إن أسعار مواد البناء ارتفعت بشكل كبير، حيث بلغ طن الأسمنت 2 مليون و450 ألف ليرة، وطن الحديد 9 مليون و900 ألف ليرة، في وقت قدر خبير عقاري أن أسعار المنازل بدمشق تساوي سعر المنزل في روما وباريس.
وذكر أن أسعار العقارات في بعض أحياء دمشق كالمالكي، أبو رمانة تصل لـ 20 مليار ليرة وهو ليس رقماً بعيداً عن منازل بمساحة كبيرة، إلى جانب التراجع ببعض المناطق والضواحي والأطراف نصف مليار ليرة سورية.
مشيراً إلى أن أسعار المنازل في دمشق تساوي سعر المنزل في روما، باعتبارها حالة خاصة، وحتى في باريس، ولكن هناك نوع من التجانس في الأسعار التي تقع ضمن مركز المدينة، ويرتفع سعرها وفقاً للخدمات والنقل في المنطقة، وبالتالي من غير العادل المقارنة بالأسعار بين هذه المدن.
وأضاف أن حركة بيع وشراء العقارات لا تتوقف ولكنها أقرب إلى الجمود، وخاصة أن العرض كثير والطلب قليل، نتيجة عدة أسباب منها طلب أرقام مرتفعة بسعر العقار عند عرضه للبيع بغية تحقيق أكبر قيمة ممكنة من الكلفة لصاحبه، في ظل انخفاض القدرة الشرائية بالتناسب مع الدخل.
وبين أنه بمقارنة أسعار العقارات بباقي الخدمات والسلع نجد أسعار العقارات بحالة تراجع وليس ارتفاع، حيث ارتفعت أسعار السلع 100 مرة، بالمقابل قيمة العقارات ارتفعت 40 مرة فقط، لافتاً إلى أن مشكلة مدينة دمشق أنها محدودة المساحة إذ تتراوح حدودها الإدارية بين 30 – 40 كم مربعاً فقط.
و يكلف إنشاء العقار في دمشق اليوم بالحد الأدنى لأسعار العقارات يقدر بسعر 700 مليون ليرة ويمكن للحد الأعلى أن يتجاوز مبلغ 20 مليار ليرة تعد هذه الأرقام بحسب الخبراء حقيقة وعادلة حتى أنها تعتبر أحياناً أقل من سعر التكلفة.
وتكلفة المتر على الهيكل تتراوح ما بين 1.5 إلى 2 مليون ليرة وتختلف كلف الإكساء بحسب جودة المواد ومن الممكن أن تصل 3 أضعاف تكلفة البناء، وبالمقارنة بين تضخم أسعار السلع والخدمات قبل 2011 نجد ان أسعار العقارات انخفضت عملياً لكن تكمن المشكلة بتدني الرواتب، وفق مصادر موالية.
هذا وقدر الخبير الاقتصادي محمد الجلالي، بأن الحد الأدنى لأسعار العقارات في دمشق بـ 500 مليون ليرة سورية وقد يتجاوز الحد الأعلى 20 مليار ليرة سورية، مع وصول أسعار المنازل إلى مستويات غير مسبوقة، وذكر أن ظاهرة "فقاعة العقارات" لا تنطبق على حالة العقارات في سوريا.
تواصل القوى الأمنية التابعة لـ "هيئة تحرير الشام"، عمليات الاعتقال وملاحقة المتظاهرين المناهضة لها في عدة مناطق في ريف إدلب، وسجل نشطاء عمليات اعتقال طالت عدد من منسقي الحراك، في سياق اتخاذ قيادة الهيئة قراراً بـ "قمع الاحتجاجات بالترهيب والقوة"، وسط اتهامات تسوقها وزارة داخلية الإنقاذ لتبرير حملات الاعتقال.
وتحدث نشطاء من إدلب، عن اعتقال أمنية الهيئة "الحاج إبراهيم دباس" من أحد مساجد بلدة حربنوش وقت صلاة الفجر، حيث تعرض الرجل المسن، لضرب مبرح بأخمص البنادق من قبل العناصر الأمنية، تسبب له بإصابات عديدة، وتم اعتقاله واقتياده إلى جهة مجهولة.
وتفيد المعلومات أن الرجل مبتور أحد الساقين، وتهمته المشاركة في الحراك الشعبي المناهض لهيئة تحرير الشام، سبق أن تعرض منزله لاستهداف بقنبلة يدوية قبل يومين، تؤكد حادثة الاعتقال أن منفذ تلك الواقعة هم أمنية الهيئة ذاتهم، في أسلوب تشبيحي بامتياز.
وكان سجل حملات اعتقال جديدة طالبت عدد من منسقي الحراك الشعبي بينهم ""زكريا صنو"، من أبناء قرية كللي، والمهندس "سمهر شرفلي"، من أعضاء "تجمع الحراك الثوري"، إضافة لاعتقالات في مدينة جسر الشغور طالت عدد من المتظاهرين ضد الهيئة، ومن منظمي الاحتجاجات.
وأعلن "محمد عبد الرحمن" وزير الداخلية في حكومة الإنقاذ (الذراع المدنية والأمنية لهيئة تحرير الشام)، بتوقيف عدد من الشخصيات في ريف إدلب، بتهمة ممارسة "إرهاب فكري على المتظاهرين وتشويه صورة من يسعى للإصلاح"، في سياق حملة اعتقالات طالت عدد من منسقي الحراك الشعبي المناهض لهيئة تحرير الشام.
وقال الوزير في بيان له، إنهم حصلوا على إذن من النائب العام، بتوقيف عدد من الشخصيات، وإحالتهم للقضاء المختص أصولاً، متحدثاً عن رفض هؤلاء للحوار والاستجابة لمبادرات الإصلاح، وأضاف أنهم "مارسوا إرهابا فكريا على المتظاهرين المحقين وعملوا على تشويه من يسعى بالإصلاح وجر المحرر إلى المجهول، وشق الصف والعودة إلى الاقتتال الداخلي وتضييع ما بذل من جهد لبناء هذه المؤسسات".
وأضاف الوزير: "كان لهذه الشخصيات دور كبير في التشجيع على حمل السلاح والأحزمة الناسفة، عدا السب والشتم والقذف والإساءة إلى المسؤولين والموظفين، والتسبب بتعطيل عمل المؤسسات في كثير من الأوقات، وقام عدد كبير من المطلوبين منهم إلى الجهات المختصة -بقضايا حق عام أو خاص- بالتهرب والتستر تحت ذريعة الحراك ومظلته".
وزعم الوزير أن حكومته "ما نزال مع أصحاب المطالب المحقة، ونؤكد أن جميع أبوابنا مفتوحة لمن يقصدها بالطرق الشرعية، وواجب علينا الاستماع لهم ومعالجة مشاكلهم" مؤكداً رفضهم تعطيل مصالح الأهالي والتشغيب بأي شكل كان، وقال: "لن نسمح بعودة المحرر للوراء وانتشار الفوضى، بسبب مغامرات أصحاب الغايات الشخصية الذين تسلقوا على مطالب الناس وينادون بالحلول الصفرية، فمصلحة المحرر وحمايته أمانة لدى الجميع وعلينا أن نقف كلٌ عند مسؤولياته".
وجاء تصريح الوزير بعد حملة اعتقالات واسعة شنتها قوى أمنية تابعة لـ "هيئة تحرير الشام" في عدة مدن وبلدات بريف إدلب، طالت عدد من منسقي الحراك الشعبي المناهض للهيئة، بينهم (الدكتور فاروق كشكش - الفنان التشكيلي رامي عبد الحق - الناشط أحمد أبو حمزة - الناشط آدم الساحلي - الناشط يحيى سيد يوسف ... إلخ).
وشكل استخدام القوة العسكرية والأمنية، في يوم الجمعة 17 أيار، واستخدام الرصاص الحي والمدرعات والغازات المسيلة للدموع ضد المحتجين في إدلب، تطور جديد في الحراك الشعبي المناهض للهيئة التي قررت استخدام القوة المفرطة في ضرب المدنيين العزل، مكررة سياسة النظام في قمع الاحتجاجات، لتكشف هذه الواقعة الوجه الحقيقي لقيادة "هيئة تحرير الشام" التي لم تترك مجالاً لقمع كل حراك ضدها طيلة سنوات مضت.
وتميزت التظاهرات الشعبية المناهضة لـ "هيئة تحرير الشام" في عموم مناطق إدلب يوم الجمعة 24 أيار، بوعي شعبي كبير، مع تجنب الصدام والمواجهة مع القوى الأمنية والعسكرية التابعة للهيئة، والتي قام "الجولاني" بنشرها في عموم المنطقة وتقطيع أوصال المدن والبلدات، ارتكبت انتهاكات عديدة بحق المدنيين وقيدت تحركاتهم.
وشهدت مدينة إدلب وبنش وكفرتخاريم وجسر الشغور وحزانو وجبل الزاوية ومناطق المخيمات في أطمة، طالبت بإسقاط "الجولاني" ونددت بالممارسات التي تقوم بها قواته الأمنية والعسكرية "قوات قمع الاحتجاجات" والتي انتشرت على مداخل المدن وقيدت تحركات المدنيين والنشطاء واعتدت على عدد منهم.
وأظهرت الفعاليات الشعبية في تظاهرات يوم الجمعة، وعياً في تجنب الصدام، إذ أعلنت الفعاليات المنظمة للاحتجاجات في مدينة بنش، تنظيم تظاهرتها ضمن المدينة، مع عدم نيتها التوجه لمدينة إدلب كما جرت العادة، لمنع الصدام مع القوى العسكرية والأمنية التي نشرها "الجولاني" في طريقهم، في رغبة واضحة لإراقة الدماء والسعي للتصعيد أكثر.
ويرى مراقبون، أن "الجولاني" يحاول دفع المحتجين لصدام مباشر مع "الجناح العسكري" في الهيئة تحديداً، بعد أن فقد الجناح الأمني ثقته شعبياً على خلفية قضية "العملاء" وتكشف الوجه الحقيقي لممارساته، وبالتالي يُرجح أن يرغب "الجولاني" الأخير باندلاع صدام "مسلح" بين الطرفين، من خلال دفع الحراك للدفاع عن نفسه في منطقة ينتشر فيها السلاح بشكل كبير بين العوام، وهذا مايحقق مخططه في تسويغ ضرب الحراك وإنهائه بالقبضة العسكرية.
هذا ويذكر أن "الجولاني" صعد مؤخرا من خطابه ضد الحراك الشعبي المتواصل ضده، زاعما بأنه "انحرف عن مساره" وتخطى الخطوط الحمراء، وكان توعد وزير الداخلية لدى حكومة الإنقاذ "محمد عبد الرحمن" بالضرب بيد من حديد، معتبرا أن الوزارة عملت في الفترة الأخيرة على جملة من الإصلاحات، إعادة دمج جهاز الأمن العام ضمن وزارة الداخلية، وإصلاح القوانين والإجراءات.
وتجدر الإشارة إلى أن قيادة الهيئة عولّت سابقا على امتصاص حالة الغضب في الشارع الثوري، وتقديم الوعود بالإصلاحات، لكسب وقت إضافي وعدم توسع المشهد الاحتجاجي في عموم المناطق المحررة، في وقت ألمحت مصادر "شام" حينها إلى أن "الجولاني" لن يقف مكتوف الأيدي في حال خرجت الأمور عن السيطرة، وأنه مستعد لإدخال المنطقة بحالة فوضى عارمة من عمليات تفجير واغتيال وتسلط اللصوص وقطاع الطرق، يجبر الحراك على خيارات ضيقة في الاستمرار أو الفوضى، قبل القمع غير المسبوق اليوم.
توقع "البنك الدولي"، في تقرير له، استمرار حالة الانكماش الاقتصادي في سوريا، بنسبة 1.5% خلال العام الحالي، لتضاف إلى التراجع البالغة نسبته 1.2% في العام السابق، ولفت إلى أن الاستهلاك، وهو عجلة النمو الرئيسية، سيبقى في تراجع، مع استمرار تآكل القوة الشرائية بسبب ارتفاع الأسعار.
وتوقع البنك أن يبقى التضخم مرتفعاً هذا العام في سوريا، بسبب الآثار الناجمة عن انخفاض قيمة العملة، فضلاً عن العجز المستمر في أرصدة العملات الأجنبية، واحتمال إجراء مزيد من الخفض في دعم الغذاء والوقود.
ورجح أن يستمر ضعف الاستثمار الخاص في ظل عدم استقرار الوضع الأمني، والضبابية في المشهد الاقتصادي وعلى مستوى السياسات، ولفت التقرير إلى أن الفقر طال 69% من السكان، أي نحو 14.5 مليون سوري في عام 2022.
وذكر "البنك الدولي" أن أكثر من 50% من الفئات الأشد فقراً يعيشون في ثلاث محافظات فقط (حلب وحماة ودير الزور)، وتسجل المحافظات في الجزء الشمالي الشرقي من سوريا أعلى معدل لانتشار الفقر.
وأشار إلى أن التحويلات المالية تمثل شريان حياة بالغ الأهمية للأسر السورية، لافتاً إلى أن إرسال التحويلات من الخارج يرتبط بانخفاض معدلات الفقر المدقع بنحو 12 نقطة مئوية، وانخفاض في معدلات الفقر يقدر بنحو ثماني نقاط مئوية.
انتقد عدد من المزارعين في مناطق شمال شرق تسعيرة القمح بـ 31 سنتاً أمريكياً التي حددتها الإدارة الذاتية يوم أمس الأحد، كما شهدت عدة مناطق احتجاجات على هذه التسعيرة التي تعتبر مجحفة وأقل من سعر العام الماضي.
وقالت وسائل إعلام محلية إن مزارعون من عامودا أقاموا وقفة وسط المدينة احتجاجاً على قرار الإدارة الذاتية بتحديد تسعيرة القمح بـ 31 سنتاً أمريكياً للكيلو الواحد، وقالوا بأنهم يرفضون هذه التسعيرة، وسيستمرون في اعتصامهم منتصف الطريق.
وتزامن ذلك مع استياء واسع من المزارعين في مركز 10 كم بدير الزور ، على خلفية تحديد سعر شراء القمح من الفلاحين بحوالي 310 دولار للطن، الأمر الذي لا يغطي مصاريف التكلفة الزراعية سيما بعد رفع أسعار المحروقات و مادة الخبر مؤخراً.
في حين خرجت مظاهرة بالقرب من دوار النعيم في مدينة الرقة احتجاجاً على تسعيرة شراء موسم القمح من الفلاحين، كما طالبت أحزاب سياسية بتعديل تسعيرة القمح التي حددتها الإدارة الذاتية.
وحسب نشطاء في المنطقة الشرقية فإن دورية لميليـشيات قسد أحرقت شاحنتين محملة بالقمح عند مركز استلام المحصول التابع للإدارة الذاتية في الرقة أثناء محاولة مزارعون سحب محصولهم من أمام المركز بعد اعتراضهم على تسعيرة القمح.
واشترت الإدارة الذاتية في الموسم الزراعي الفائت، حوالي مليون و300 ألف طن من محصول القمح بسعر 43 سنت أميركي للكيلو غرام الواحد، بينما حددت سعر الطن الواحد من القطن بـ 800 دولار دون شراء المحصول من المزارعين.
وقال الرئيس المشارك لهيئة الزراعة والري في الإدارة الذاتية، "محمد الدخيل"، إنهم سيتشرون كامل المحصول من القمح والقطن، وحسب نائبه "أحمد يونس"، أنه سيتم تحديد سعر المحصولين بحسب الأسعار العالمية خلال الفترة المقبلة.
وذكر وسائل إعلام تابعة للإدارة الذاتية أنه تم اعتماد الحراسة الذاتية لحماية المحاصيل الزراعية، ويتكاتف أهالي إقليم شمال وشرق سوريا، لحماية محاصيلهم الزراعية من خلال المشاركة لجانب لجان الطوارئ والفرق المختصة، وعبر التناوب في الانتشار على الطرق وضمن الأراضي الزراعية.
وكان حدد نظام الأسد في نيسان/ أبريل الفائت، سعر شراء مادة القمح للموسم الزراعي الحالي، بمبلغ 5500 ليرة سورية للكيلو غرام الواحد، في حين أنّها حددت العام الفائت التسعيرة بـ 2300 ليرة سوريا.
نقلت وسائل إعلام موالية لنظام الأسد، عن مصادر عاملة في مجال الصياغة بأن الضرائب والرسوم التي يفرضها نظام الأسد عبر الربط الإلكتروني يرفع أسعار الذهب ويهدد بإغلاق العديد من محال الصاغة في سوريا.
وقال صائغ إن أسعار الذهب في مناطق سيطرة النظام شهدت تقلبات كبيرة خلال الفترة الأخيرة، لكنها تتجه بشكل عام نحو الارتفاع، واعتبر أن هذا الارتفاع مرتبط بأسعار البورصات الأمريكية والأوروبية، وفق تعبيره.
وأشار إلى أن السعر يتغير عدة مرات يومياً تبعاً لسعر الأونصة العالمي. وأضاف أن هناك عوامل داخلية تؤثر على الأسعار، مثل الضرائب والأجور المفروضة على الصاغة، خاصة بعد تطبيق نظام الربط الإلكتروني.
وأكد أنه بحال طبق الربط الإلكتروني على دفع الرسوم والضرائب سيتوقف العديد من الصاغة عن العمل لأنه من الصعب عليهم تطبيق هذا الأمر، إلى جانب المخالفات الكبيرة التي تفرضها المالية وتصل لـ30 مليون ليرة.
وقدر أن سعر أقل محبس ذهب يصل لـ 1 مليون و500 ألف ليرة، في حين كان قبل 2011 يمكن شراء المصاغ الكامل للعروس حلق، خاتم، أسوارة بـ5000 ليرة، حيث كان سعر كيلو الذهب لا يتجاوز المليون ليرة.
وأضاف في حديثه لأحد المواقع الإعلامية أن في الوقت الحالي سعر الأسوارة الواحدة يصل لـ12 مليون ليرة سورية، لافتاً إلى أن الكثير من الشباب اليوم يلجؤون لشراء الذهب البرازيلي للأعراس بسبب ارتفاع الأسعار.
وشهدت أسعار الذهب في سورية استقرارًا نسبيًا مقارنة بالأيام السابقة، حيث سجل سعر غرام الذهب عيار 21 قيراط: 985,000 ليرة سورية، سعر غرام الذهب عيار 18 قيراط: 844,286 ليرة سورية.
وبلغ سعر الليرة الذهبية: 8,190,000 ليرة سورية، و سعر الأونصة الذهبية: 35,800,000 ليرة سورية، ويعتبر عيار 21 قيراط من الأنواع الأكثر شيوعا واستخداما في السوق السورية.
والليرة الذهبية هي قطعة نقدية ذهبية تاريخية لا تزال تحتفظ بمكانتها وقيمتها بين الأصول الاستثمارية في سوريا، وتحظى الليرة الذهبية بأهمية كبيرة لدى المستثمرين الراغبين في حفظ قيمة أموالهم في ظل الظروف الاقتصادية المتقلبة.
وحسب مصادر اقتصادية فإن من العوامل المؤثرة في أسعار الذهب، العوامل المحلية مثل التضخم وأسعار الصرف وتوافر السيولة النقدية والعوامل الدولية مثل أسعار الذهب في الأسواق العالمية، وسياسات الفائدة الأمريكية، والتوترات الجيوسياسية والطلب والعرض.
وفي كانون الأول/ ديسمبر 2023 أقر رأس النظام الإرهابي "بشار الأسد"، القانون 34 لعام 2023 المتضمن تنظيم حالات إدخال الذهب الخام إلى مناطق سيطرة النظام، والإعفاءات والرسوم المترتبة عليه، واعتبر وزير مالية النظام "كنان ياغي"، أن القانون يحقق قيمةً مضافةً للاقتصاد السوري.
هذا و قدرت مصادر إعلاميّة مقربة من النظام أن الصاغة يتقاضون أجوراً متباينة على صياغة الذهب، تختلف من قطعة لأخرى ومن صائغ لأخر، كما تختلف بحسب عيار الذهب المباع، وتجاوزت الأجور 300 ألف ليرة على الغرام الواحد، وعلى الليرة والأونصة، وأضافت، أي في معادلة بسيطة أن كل غرام ذهب يدخل إلى البلد سيشغل ورشة ويدر 300 ألف ليرة سورية.
قالت وكالة الانباء السعودية (واس)، إن المملكة العربية السعودية، عينت "الدكتور فيصل بن سعود المجفل"، سفيراً لها لدى نظام الأسد في دمشق، في سياق استكمال مراحل التطبيع بين الممكلة ونظام الأسد، بعد سنوات عديدة من القطيعة، قبل أن تعود الاتصالات والزيارات الرسمية حتى على مستوى رأس الهرم بشار الذي حضر قمة جدة العام الفائت.
وقدم السفير الجديد "الشكر والتقدير والامتنان إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، على "الثقة الملكية بتعيينه سفيرا لدى الجمهورية العربية السورية".
وأعرب المجفل عن بالغ اعتزازه بالثقة الملكية الكريمة، داعيا المولى عز وجل أن يمده بعونه وتوفيقه لأداء مهمات عمله بما يحقق تطلعات القيادة الرشيدة في خدمة مصالح السعودية وتوطيد أواصر العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وفق تعبيره.
وسبق أن نشرت وزارة خارجية المملكة العربية السعودية، تهنئة موجهة من خادم الحرمين وولي العهد، إلى الإرهابي "بشار الأسد"، بمناسبة ذكرى يوم الجلاء لبلاده الممزقة جراء الحرب والتي تتمركز فيها عدة جيوش دولية أبرزها "أمريكية - روسية - تركية - إيرانية" علاوة عن عشرات الميليشيات الأخرى.
وقالت الخارجية، إن خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، بعثا برقية تهنئة لـ "بشار الأسد"، بمناسبة ذكرى يوم الجلاء لبلاده، وأعرب الملك سلمان، عن أصدق التهاني وأطيب التمنيات بالصحة والسعادة لفخامته!، ولحكومة وشعب الجمهورية العربية السورية الشقيق اطراد التقدم والازدهار.
وكانت قطعت السعودية علاقاتها مع نظام الأسد بسبب جرائمه بحق الشعب السوري، ودعمت قوى المعارضة السياسية والعسكرية، قبل أن تتخذ قراراً بإعادة التطبيع مع عدد من الدول العربية الأخرى، وفق مقترح لدفع نظام الأسد للابتعاد عن إيران ووقف تهريب المخدرات باتجاه الدول المجاورة.
ففي شباط 2022، وفي أعقاب الزلزال المدمّر، الذي ضرب كلا من سوريا وتركيا، أرسلت الرياض مساعدات إنسانية إلى المناطق المتضررة التي تسيطر عليها المعارضة وتلك الخاضعة لسيطرة النظام على حدّ سواء. وكسرت هذه المساعدات إلى حدّ ما، حال العزلة التي كانت تمرّ بها سوريا.
وفي أواخر 2022 وخلال القمة الصينية السعودية، أعلن وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان عن رغبة بلاده في البحث عن طريقة للتواصل مع القيادة السورية، والملفت أنه تم رفع العلم السوري في القمة العربية الصينية، التي تلت القمة السعودية الصينية، حتى دون أي مشاركة سورية فيها.
في الشهر نفسه، وخلال مؤتمر ميونيخ للأمن، تحدث وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، عن بداية تشكيل إجماع عربي بشأن عدم جدوى عزل سوريا عن محيطها العربي، وشّدد على أهمية الحوار لمعالجة المسائل الإنسانية، بما في ذلك عودة اللاجئين السوريين إلى أراضيهم.
وفي شهر آذار 2023، أعلنت الرياض ودمشق إجراء محادثات لاستئناف عمل البعثات الدبلوماسية في البلدين كليهما. وبحسب بيان وقتذاك للخارجية السعودية، جاء القرار "انطلاقا من روابط الأخوة التي تجمع الشعبين، وحرصا على الإسهام في تطوير العمل العربي المشترك، وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة".
تلت هذا الإعلان المشترك، زيارة لوزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلى السعودية التقى خلالها نظيره السعودي في أبريل/نيسان 2023، ومن ثم مشاركة الإرهابي بشار الأسد في القمة العربية التي عقدت في جدة في مايو/أيار 2023، أعقبتها أيضا مشاركته في القمة العربية الطارئة في الرياض في نوفمبر/تشرين الثاني من العام نفسه، لبحث التطورات في غزة، بعد الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وسبق أن قال المبعوث الأمريكي السابق إلى سوريا جيمس جيفري، إن الدول التي أعادت نظام الأسد إلى جامعة الدول العربية وطبّعت معها، محبطة من عدم اتخاذ دمشق أي خطوات جدية من أجل الحل سياسي في سوريا، أو إعادة اللاجئين.
وبين جيفري، أن واشنطن حثّت الدول العربية على عدم التقارب مع حكومة دمشق وإعادتها إلى جامعة الدول العربية، ولفت إلى أن بلاده تعارض قيام عملية عسكرية تركية شمال شرقي سوريا، مع تأكيده على حق أنقرة في استهداف التنظيمات الإرهابية التي تهدد أمنها.
كشفت وسائل إعلام تابعة لنظام الأسد، عن بيانات جمركية مزورة نفذها أحد العاملين في التخليص الجمركي لدى أحد مكاتب التخليص في أمانة نصيب الحدودية لتغيير مقصد حمولة شاحنة كان تتجه إلى إحدى دول الخليج العربي.
ونقلت عن مصدر قوله إن تزوير البيانات كان الهدف منه التهرب من رسوم مالية تقدر بنحو 5 ملايين ليرة سورية، وذكرت أن اكتشاف واقعة التزوير تعتبر قضية تهريب وتم تقدير غراماتها المالية بأكثر من 1.5 مليار ليرة سورية.
ونوهت إلى وجود قضايا تزوير تمر من دون أن تكتشف، وخاصة أنه خلال العامين الماضيين تم اكتشاف الكثير من حالات التزوير التي تسببت في كف يد وملاحقة والتحقيق مع عشرات العاملين في جمارك معبر نصيب الحدودي، وعشرات التجار بتهمة مخالفات تجاوزات قيمتها ملايين الدولارات.
وتشير تقديرات بأن قيم البضائع التي تم التلاعب بها، والتي دخلت إلى مناطق سيطرة النظام بإشعارات بنكية مزورة، تجاوزت غراماتها 200 مليار ليرة سورية، ويذكر أنّ العاملين في قطاع الجمارك يشكلون شبكات فساد تعمل برعاية نظام الأسد.
وفي شباط/ فبراير الماضي كشفت مصادر تابعة لنظام الأسد، عن سرقة مستودع الواردات في أمانة جمارك "نصيب" الحدودية مع الأردن، وبالتأكيد أن عملية سرقة بهذا الحجم لم تكن لتحدث لولا ضلوع ضباط من النظام فيها سواء بالإشراف المباشر وتسهيل التنفيذ.
ونقلت جريدة تابعة لإعلام النظام عن مصدر جمركي لم تسمه قوله إن حوالي 400 إطار "عجلات سيارات سياحية ودراجات نارية" تم حجزها خلال الفترة الماضية ومواد أخرى بقيمة مليار ليرة سُرقت من المستودع المذكور.
وقدر بأن قيمة المسروقات تتجاوز مليار ليرة، على حين أوضح أن الإجراءات التحقيقية في الحادثة أسفرت حتى الآن عن توقيف عدة أشخاص من العاملين في الجمرك منهم 2 من أمناء المستودعات على حين تطال التحقيقات عدداً واسعاً من الإداريين.
ولفت إلى أن هذه الحادثة سرقة المستودع تحتاج إلى الدخول للمستودع ونقل وترحيل المسروقات خارج الحرم الجمركي وهو ما وضع الكثير من التساؤلات حول قدرة الفاعلين على الوصول للمستودع وتنفيذ عملية السرقة.
واعتبر أن حادثة السرقة لمستودع الواردات في الأمانة يضاف لملف التزوير والمخالفات في أمانة نصيب والذي تم التحقيق به مع العشرات من العاملين في الأمانة من مختلف المهام الجمركية وأسفر عن كف يد أكثر من 30 شخصاً من الذين تم التحقيق معهم.
وتشهد مناطق سيطرة نظام الأسد ارتفاعاً هائلاً بنسب الفساد في جميع المؤسسات والقطاعات، إلى جانب أزمة اقتصادية تتفاقم وسط فشل ذريع في حلها، ويقف النظام خلف عمليات تهريب مخدرات، ونقلها إلى دول الجوار وبالأخص الأردن والخليج العربي، بالتعاون مع جهات عديدة في لبنان وإيران، مما يتسبب في ضرب موثوقية البضائع السورية في مقتل، ويؤثر بشكل كبير على حركة التصدير.
وكانت قررت جمارك النظام إيقاف أكثر من عشر شركات تعمل التخليص الجمركي عن العمل بسبب قضايا فساد، وإدخال بضائع بقصد الترانزيت ثم تهريبها كلياً أو تهريب جزء منها للسوق المحلية أو إدخال بضائع للسوق المحلية ثم تهريبها عبر متابعة شحنها، بطرق غير نظامية.
وفي آذار/ مارس 2023 الماضي قالت مصادر إعلامية مقربة من نظام الأسد إن التحقيقات الأولية حول قضايا تزوير في أمانة جمارك اللاذقية، تفيد بتجاوز قيم حالات التزوير المنفذة 20 مليار ليرة، وتعود لأكثر من 20 قضية تم إثرها التحقيق وتوقيف عدد من التجار والمخلصين الجمركيين وعدد من العاملين في الأمانة.
هذا ويعد قطاع الجمارك من أكثر المديريات فساداً، والذين يوظفون في هذا السلك يدفعون الملايين للتعيين على المنافذ الحدودية على أن تربطهم صلات قربى بضباط في قوات الأسد ومدراء المؤسسات العامة، حيث يتشاركون في تهريب كل شيء بمبالغ طائلة خصوصاً السلاح والمخدرات.
كشفت مصادر موالية عن هوية الضابط المقرب من الميليشيات الإيرانية الذي اغتيل في حي المزة بدمشق يوم أمس، وتبين أنه برتبة عقيد ويدعى "لؤي محمد الحسين النايف" يبلغ من العمر 50 عاماً، وتم دفنه في مقبرة نجها بدمشق.
وذكرت مصادر أن القتيل يتحدر من بلدة صبيخان في ريف محافظة ديرالزور شمال شرق سوريا، ويعمل في إدارة التجنيد العامة في وزارة الدفاع لدى نظام الأسد، وأعلن الأخير مقتل شخص جراء انفجار عبوة ناسفة بسيارته دون كشف هويته.
وفي دمشق أيضاً، كشفت مصادر إعلاميّة عن مصرع
"زياد خوري" متزعم في مليشيا الدفاع الوطني في منطقة القلمون بريف دمشق، وهو أحد أعضاء المجلس المحلي لمدينة معلولا دون كشف ظروف مصرعه.
فيما أفادت وكالة الأنباء الفرنسية بأن ميليشيات حزب الله اللبناني تكبدت قتيلان على الأقل بقصف جوي إسرائيلي جنوب حمص يوم أمس السبت، وكان قتل 8 عناصر للحزب بقصف مماثل قبل أيام قليلة.
وكشف موالون عن مصرع عقيد متقاعد يدعى "أحمد علي حسن"، من طرطوس، فيما نعت صفحات محلية عسكري من مرتبات الفرقة 25 "محمد حداد"، قالت إنه قتل إثر كمين بريف حمص الشرقي، وقنص عدد من عناصر النظام على جبهات شمال غربي سوريا منهم "حسن محمود".
إلى ذلك قتل الملازم "جعفر شحادة" المتحدر من صلنفة بريف محافظة اللاذقية، وقتل الملازم "خضر الديك" في منطقة منبج بريف حلب وبثت صفحات موالية مشاهد من تشييعه في ريف محافظة طرطوس، فيما قتل "محمد إبراهيم" برصاص مجهولين بدرعا.
وحسب صفحات موالية لقي العميد الركن الطيار "حسن علي" مصرعه بأزمة قلبية، وكان يشغل قائد سرب حربي الرشاش L39 في مطار حماة وبعدها في كويرس ينحدر الهالك من ناحية عين الكروم ريف حماة وسط سوريا.
وتجدر الإشارة إلى أن ميليشيات النظام تتكبد قتلى وجرحى بينهم ضباط وقادة عسكريين بشكل متكرر، وتتوزع أبرزها على جبهات إدلب وحلب واللاذقية، علاوة على الهجمات والانفجارات التي تطال مواقع وأرتال عسكرية في عموم البادية السورية.
دعا وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك لدى نظام الأسد، إلى تحويل السورية للتجارة إلى شركة مساهمة عمومية ودمج وزارتي الاقتصاد والتجارة الداخلية، وتحويل الدعم من سلعي إلى نقدي وفق الدراسة المقدمة إلى مجلس الوزراء لدى النظام.
واعتبر أن هذا التحويل سوف يحرر "السورية للتجارة"، من القيود التي تمنع أداءها لمهماتها بشكل جيد وجعلها فعليا تقدم منتجات جيدة بأسعار أقل من السوق، وأكد أن السورية للتجارة سرعان ما أصبحت مستثمرة من قبل مدراء الصالات بشكل باطني.
وانتقد الوزير نقل مهام مديرية الشركات من وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك إلى الإدارة المركزيَة في وزارة الاقتصاد، وأكد أن القرار سيفاجأ الجميع بمشاكل لوجستية وقانوني، لم يحسب حسابها كالعادة.
وأكد أنه لا يوجد تسهيل للحصول على سجل تجاري لأن المشكلة ليست في المكان الذي تتواجد فيه مديرية الشركات، واستذكر أن إحداث هيئة المنافسة ومنع الاحتكار الذي تم منذ سنوات إلا أنها لم تقم بأي عمل على الإطلاق منذ تأسيسها.
وشدد على ضرورة تجميد قرار نقل مهام مديرية الشركات من وزارة التجارة الداخلية لعدم قانونيته و دون أية دراسة حقيقية، وأضاف: "لا أدري أين وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك وأين دراسته التي كان عليه أن يقدمها ويدافع عنها في اللجنة الاقتصادية التي هو عضو فيها".
وكان كتب وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك السابق عمرو سالم، منشوراً تطرق فيه إلى تزايد اكتشاف السرقات والفساد في دوائر النظام لا سيما التي تتعلق بالمحروقات، بتريليونات الليرات تستنزف الخزينة العامة وتتسبب بالتمويل بالعجز وبيع سندات الخزينة وغيرها، وهي تمنع زيادة الرواتب وتشل الاقتصاد.
واعتبر أن الأخطر من السرقات أنها موجودة ومستمرة منذ سنوات، وما تم اكتشافه لا يتعدى كونه قمة جبل الجليد ولا تمثل إلا نذرا يسيرا من الواقع، وانتقد تجاهل النظام مقترحات قدمها عندما كان وزيرا للتموين.
هذا ودعا في ختام منشوره لعدم السماح كـ"دولة" بالتراخي و استنزاف خزينة الدولة وتخفيض الدعم ليسرقه لصوص القمح والخبز والغاز والمازوت والبنزين والفيول والكهرباء وغيرها، وجاء منشور الوزير السابق في سياق الجدل المثار حول قضايا فساد جديدة.
حددت "لجنة الزراعة والري" التابعة لـ"الإدارة الذاتية" في شمال شرقي سوريا، اليوم الأحد 26 أيار/ مايو، سعر شراء مادة القمح من المزارعين بـ 0.31 دولار أمريكي للكيلوغرام الواحد ويخضع لنظام الدرجات العددية، التي تعتمد على جودة القمح.
وجاءت تسعيرة القمح رسمياً بواحد وثلاثون سنتاً من الدولار الأمريكي بما يعادل نحو 4,600 ليرة سورية، وذلك وفق صرف اليوم الأحد بالسوق الموازية المحدد بقيمة 14,850 ليرة للدولار بدمشق حسب موقع "الليرة اليوم".
وفي الموسم الزراعي الفائت اشترت الإدارة الذاتية حوالي مليون و300 ألف طن من محصول القمح بسعر 43 سنت أميركي للكيلو غرام الواحد، ما يشير إلى أن التسعيرة الرسمية الجديدة جاءت مخيبة للأمال.
وجاء ذلك رغم استياء المزارعين ورفض مقترحات تخفيض سعر طن القمح من قبل قسد إلى 330 دولار أمريكي بدلًا من 420 دولارًا تسعيرة العام الماضي، وخصوصا مع انخفاض الإنتاج إضافة لزيادة الحرائق في المحصول هذا الموسم.
وتوقعت هيئة الزراعة والري في شمال وشرق سوريا، استلام نحو مليون ونصف المليون طن من القمح خلال الموسم الزراعي الحالي، حسب "أحمد يونس"، نائب الرئاسة المشتركة لهيئة الزراعة والري.
وأصدرت الإدارة العامة للنقل في "الإدارة الذاتية" عدة قرارات تتعلق بتوريد محصول القمح إلى مراكز الاستلام في مناطق سـيطرة "قسد" حيث حددت أجور نقل المحاصيل بـ 50 دولاراً أمريكياً لأول 10 كم، ودولار واحد عن كل 1 كم إضافي يليها، و مبلغ 200 ألف ليرة كأجور بعد 24 ساعة من الانتظار على المزارع أو مركز الاستلام.
وأشارت إدارة النقل إلى تغريم كل سائق يخالف الدور بمبلغ مليون ليرة، إلى جانب عودته إلى آخر طابور الانتظار كما أوضح القرار قطع بطاقة مكتب الدور بموجب منشأ الزراعة، واعتماد تنظيم الدور من خلال مكاتبه المخصصة دون أي تدخل من المؤسسات الأخرى وفق القرار.
وكانت قالت الرئيسة المشاركة لشركة تطوير المجتمع الزراعي، "نبيلة محمد" إنّ تحديد السعر سيتم من خلال الاقتراحات التي سيتم رفعها من قبل المزارعين واللجان الزراعية حول التكلفة.
وقال مزراعون إنّهم رفعوا دراسة للإدارة الذاتية تتضمن تكلفة البذار والمحروقات والأدوية والحصادة والزيوت وأجور النقل وبلغت التكلفة الإجمالية نحو 1840 دولار أمريكي للهكتار الواحد.
وتوقع هيئة الزراعة والري في شمال وشرق سوريا، استلام نحو مليون ونصف المليون طن من القمح خلال الموسم الزراعي الحالي، في حين استلمت العام الفائت نحو مليون وثلاثمئة ألف طن من محصول القمح من المزارعين.
وكان حدد نظام الأسد في نيسان/ أبريل الفائت، سعر شراء مادة القمح للموسم الزراعي الحالي، بمبلغ 5500 ليرة سورية للكيلو غرام الواحد، في حين أنّها حددت العام الفائت التسعيرة بـ 2300 ليرة سوريا.