نقلت وسائل إعلام موالية لنظام الأسد عن مصادر في قطاع التربية والتعليم الخاضع للنظام، تمثلت بالترويج لرفع رسوم النشاط والتعاون من 150 ليرة إلى 15 ألف ليرة سورية في الحد الأدنى سنوياً، وزعمت بأن هذا حول الحل لدعم القطاع القائم على نفقة الأهالي وذوي الطلاب بشكل كبير.
واعتبرت المصادر نقلا عن مسؤولين في مدارس بمناطق سيطرة النظام بأن الحل لمشكلة عدم دعم القطاع التعليمي يكون بالعمل على ضبط صندوق الصرفيات بأسلوب محاسبي مركزي كون المدارس جميعها مربوطة مع وزارة التربية، والعمل على رفع رسوم التعاون والنشاط.
وأعربت معلمة ضمن مدارس تقع في مناطق سيطرة النظام عن حالة الاستياء المصاعد من طلبها المستمر من طلابها جلب ثمن أوراق المذاكرة كون المدرسة لا تحوي أوراقاً، والطابعة معطّلة، وكلفة طباعة أوراق المذاكرة على حسابها خارج المدرسة تفوق راتبها.
وتقدر المصادر أن ميزانية المدارس فقيرة جداً وتكاد لا تذكر وهي نسبة من التعاون والنشاط التي تحصّله من الطلاب بنسبة 100 ليرة للصفوف التعليم الأساسي، و250 ليرة للتعليم الثانوي مع حصة الشبيبة، وفق تقديراتها.
ولا تقتصر مشاكل المدارس على فقدان أوراق العمل الإداري، وانقطاع التيار الكهربائي، بل يصل إلى التقنين مازوت التدفئة كون الحصة المستلمة أقل من ربع الاحتياج، فيتم التقنين في استخدامها وتركها لأيام البرد القارس، والإزعاج الذي تتسبب به زيارة الوفود والتصوير الإعلامي الاستعراضي على أن المدارس في أفضل حالاتها وفي الواقع غير ذلك.
واعتبرت أن رفع رسم النشاط والتعاون من شأنه إتاحة الفرصة لإدارة المدرسة للتحرك بمبلغ شهري بحدود 700 ألف ليرة، وهنا يمكن لإدارة المدرسة شراء الورق والأحبار، والقيام بجميع المصاريف الأخرى من أجور تنقل لمن يكلف بمهام رسمية من المدرسة إلى مديرية التربية، وغيرها من المصاريف.
في حين وقعت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، مذكرة تفاهم مع منظمة الطلائع، بمزاعم تنظيم التعاون لتنفيذ المشروعات المتعلقة بالطفولة، وصرح رئيس منظمة الطلائع، "علينا المساهمة بإعادة إعمار ما تهدّم بنفوس أطفالنا"، فيما يستمر النظام في تدجين الأطفال وتنسيبهم منذ المراحل الابتدائية إلى "طلائع البعث".
وذكرت مصادر إعلامية تابعة لنظام الأسد أنها تلقّت شكاوى من أهالي الطلاب في إحدى مدارس منطقة أشرفية صحنايا، بأن مدرّس الرياضيات للصفين الثامن والتاسع يحمل الشهادة الثانوية من الفرع الأدبي، وأنه يقوم بتدريس المادة منذ بداية العام، فيما تردّ إدارة المدرسة على شكاوى الأهالي بعدم وجود بديل.
وأشارت إلى أن مدير المدرسة حاول بدايةً نفي الأمر، وقال أن المدرّس المذكور مكلف بتدريس المعلوماتية فقط لأن المدرّسة المعنية بالمادة في إجازة وقد أنهي تكليفه عند عودتها من إجازتها، لكنه عاد واعترف بالأمر لدى مواجهته بمطالبات الأهالي، إلا أنه حمّل المسؤولية للموجه المختص ودائرة المناهج.
وتنتشر الشهادات الدراسية المزورة في سوريا منذ عدة عقود، وازداد انتشارها خلال السنوات الماضية نتيجة حاجة الكثيرين للعمل وغياب الرقابة الأمنية التي أعطت مجالا أوسع للمزورين لتنمية نشاطاتهم، وكثيرون من حملة الشهادات الجامعية المزورة عملوا في مناصب حساسة ومهمة، بعضهم تمت إقالته تحت ضغوط الفضيحة، وسلط تقرير صحفي الضوء على هذه الظاهرة مؤخرا.
وقدر وزير التربية والتعليم في حكومة نظام الأسد بأن نسبة التسرب المدرسي تصل إلى 22 بالمئة من إجمالي عدد التلاميذ في مرحلة التعليم الإلزامي، في حين تحدث عن وجود خطة وإجراءات للحد من الظاهرة، تزامنا مع قوله في لقاء إعلامي "نحن نتبع دائما المقولة التي تقول بالعلم والتربية نرتقي".
وفي آب 2020 أثار تعيين الطبيب البيطري "دارم عزت طباع" في منصب وزير التربية والتعليم في حكومة النظام الجديدة خلفاً لنظيره السابق "عماد موفق العزب"، جدلاً واسعاً وردود فعل متباينة، وذلك عقب إعلان تغييرات شكلّية على بعض الحقائب الوزارية في حكومة النظام، وقتذاك.
هذا وتحولت الجامعات والمدارس والمراكز التعليمية التي نجت من تدمير آلة الحرب التي يقودها النظام وحلفائه إلى تربة خصبة لحلفاء النظام في نشر ثقافاتهم ومعتقداتهم عقب إتمام نظام الأسد في دوره بتجهيل الأجيال وتسليمه القطاع التربوي وصياغة المناهج الدراسية للاحتلالين الروسي والإيراني.
نقل موقع مقرب من نظام الأسد عن وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك "عمرو سالم"، حديثه عن عدم وصول توريدات نفطية منذ 57 يوما، ولا نية لرفع أسعار المحروقات، حسب وصفه.
وتزامن ذلك مع تصريحات وزير النفط والثروة المعدنية "بسام طعمة"، بأن ناقلة نفط بسعة مليون برميل تكفي حاجة مناطق سيطرة النظام لـ 5 ايام وناقلة واحدة لا تحل الأزمة، مشيرا إلى أن أزمة المحروقات مستمرة منذ 50 يوما.
في حين ذكر "سالم" أنه سيتم تحويل كتلة الدعم إلى مبالغ مالية توزع كرصيد يتم شحن البطاقة الذكية به، وقدر مبلغ الدعم الإجمالي هو 5000 مليار ليرة، سيوزع على 4 مليون بطاقة، بحساب نسبة كل فرد.
وأضاف، يمكن لأي شخص لا يعيش مع أسرته طلب بطاقة شخصية، واعتبر أن لم يتم تحديد المبلغ الذي سيخصص لكل فرد بشكل دقيق وتجري دراسة قيمته في اللجنة الاقتصادية، حسب تصريحات نقلتها إذاعة محلية موالية لنظام الأسد.
وذكر أن البطاقة الذكية المخصصة لشراء المواد المدعومة هي ذاتها التي سيتم شحنها بالبدل المادي كرصيد يسمح لحاملها شراء أي مادة موجودة في صالات السورية للتجارة والسداد عبر البطاقة، وستلغى المخصصات التموينية منها.
وتابع وزير تموين النظام قائلا: لا علاقة لتطبيق آلية استبدال الدعم بمبلغ مالي في زيادة الرواتب، لأن آلية زيادة الرواتب تعتمد على وفر مالي في الخزينة، ولا علاقة لكتلة الدعم بالأمر، وفق تعبيره.
وحسب مدير عام المؤسسة السورية للمخابز المهندس "مؤيد الرفاعي"، فإن مخابز المؤسسة تنتج يومياً حوالي 2.7 مليون ربطة خبز، وباقي الحاجة اليومية والبالغة بحدود 2 مليون ربطة تؤمنها مخابز القطاع الخاص وعددها حوالي 1460مخبزاً.
وقبل أيام أطلق وزير التجارة الداخلية عدة تصريحات خلال مؤتمر صحفي كان أبرزها حول كلفة ليتر المازوت ما اعتبر تمهيدا لرفع الأسعار، فيما نقلت مواقع موالية للنظام عن "سالم" تأكيده أن تحويل الدعم إلى نقدي مستحيل، وفق تعبيره.
هذا وصرح وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك لدى نظام الأسد "عمرو سالم"، بأن تحويل الدعم المقدم إلى مبلغ مالي عبر البطاقة الذكية لن يكون محصوراً بالسكر والرز، وقد يشمل لاحقاً المحروقات، وفق تعبيره
قالت وكالة "الأناضول"، إن الاستخبارات التركية بالتنسيق مع الجيش الوطني السوري، ألقت القبض على 5 إرهابيين من تنظيم "داعش"، بينهم ما يُعرف بمسؤول منطقة "نبع السلام".
وأوضحت المصادر، أن الاستخبارات قبضت على 5 إرهابيين بينهم محمد خالد علي الملقب بـ"أبو سيف تدمري" مسؤول منطقة "نبع السلام"، ومحمد صالح الملقب بـ"أبو عمر كوراني"، وخالد محمد عيسى الحلو الملقب بـ"أبو إسلام سالو"، وعلي حسين علي الملقب بـ"أبو حسن شامي"، وشادي العلي الملقب بـ"أبو حمزة".
وفي وقت سابق، نقلت وكالة "الأناضول" التركية، أن قوات الأمن التركية في مدينة إعزاز شمالي سوريا، ألقت القبض على عضو في تنظيم "بي كي كي/ بي واي دي" الإرهابي يلقب بـ"حسام" متورط في التفجير الذي وقع بشارع الاستقلال في إسطنبول.
ونقلت الوكالة عن مصادر "أمنية" أن "حسام" عضو في تنظيم "بي كي كي/ كا جي كا/ بي واي دي/ واي بي جي" الإرهابي، وقدم إلى إسطنبول قبل التفجير بعام، ولفتت أن المشتبه به "حسام" تحرك مع الإرهابية التي نفذت التفجير والمشتبهين الذين ساعدوها.
وقالت إن المشتبه به ساعد منفذة التفجير "أحلام البشير" والمشتبهين الذين تحركوا معها خلال إعدادهم للتفجير، مشيرًة أن "حسام" فر إلى سوريا قبل إلقاء القبض عليه في العملية التي انطلقت عقب التفجير.
وأكدت نقل المشتبه به إلى إسطنبول للتحقيق معه واتخاذ الإجراءات الرسمية بحقه، وأسفر التفجير الذي وقع الأحد وسط إسطنبول عن مقتل 6 أشخاص وإصابة 81 آخرين بينهم اثنان في حالة حرجة.
وسبق أن أعلنت مديرية الأمن العامة في إسطنبول أن منفذة التفجير اعترفت أثناء التحقيق بانتمائها إلى تنظيم "بي كي كي/ واي بي جي/ بي واي دي" الإرهابي، وذكر بيان مديرية الأمن أن الإرهابية تلقّت تعليمات بتنفيذ العملية من مركز التنظيم الإرهابي في مدينة عين العرب السورية.
قالت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" في تقريرها الصادر اليوم إنَّ 64 مدنياً قد قتلوا في سوريا في تشرين الثاني/ 2022 بينهم 14 طفلاً و2 سيدة، و6 ضحايا بسبب التعذيب، مشيرةً إلى استخدام النظام السوري للذخائر العنقودية مجدداً واستهدافه بها مخيمات النازحين، ما يشكل جريمة حرب.
وأوضح التقرير أنَّ شهر تشرين الثاني شهد زيادةً في حصيلة الضحايا مقارنةً بسابقه تشرين الأول، وقد وثق التقرير مقتل 64 مدنياً بينهم 14 طفلاً و2 سيدة، سجل التقرير هجوماً بذخائر عنقودية على يد قوات النظام السوري استهدف منطقةً مكتظةً بمخيماتٍ للنازحين في ريف إدلب، وهو الهجوم الأول بهذه الذخائر منذ 8/ حزيران/ 2020 آخر هجوم موثق لاستخدام الذخائر العنقودية.
وقد أسفر الهجوم الذي وقع يوم 6/ تشرين الثاني عن مجزرة قُتِل ضحيتها 9 مدنيين بينهم 5 أطفال و2 سيدة. كما سجل قصفاً لقوات سوريا الديمقراطية براجمات الصواريخ على مدينة إعزاز بريف حلب الشمالي تسبب في مجزرة قُتِل ضحيتها 5 مدنيين بينهم طفلان.
ووفقاً للتقرير فقد شهدَ تشرين الثاني استمراراً في وقوع ضحايا مدنيين بسبب الألغام في محافظات ومناطق متفرقة من سوريا، حيث وثق مقتل 6 مدنيين بينهم 1 طفل، لتصبح حصيلة الضحايا بسبب الألغام منذ بداية عام 2022، 122 مدنياً بينهم 62 طفلاً و9 سيدات. وأضافَ التقرير أنَّ 16 مدنياً بينهم 1 طفل تم توثيق مقتلهم في تشرين الثاني برصاص لم يتمكن التقرير من تحديد مصدره.
سجَّل التقرير مقتل 64 مدنياً بينهم 14 طفلاً و2 سيدة (أنثى بالغة) على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا في تشرين الثاني/ 2022، قتل منهم النظام السوري 21 مدنياً بينهم 7 طفل و2 سيدة. فيما قتلت قوات سوريا الديمقراطية 10 مدنيين بينهم 3 أطفال، وقتلت هيئة تحرير الشام 1 مدني. كما سجل التقرير مقتل 32 مدنياً بينهم 4 أطفال على يد جهات أخرى. ورصد التقرير مقتل 1 من الكوادر الإعلامية على يد جهات أخرى.
وبحسب التقرير فإنَّ تحليل البيانات أظهر أنَّ محافظة إدلب تصدرت بقية المحافظات بنسبة 25 % من حصيلة الضحايا الموثقة في تشرين الثاني جلهم قضوا على يد قوات النظام السوري، تلتها حلب بقرابة 22 %، ثمَّ محافظة درعا 20 % من حصيلة الضحايا في تشرين الثاني ومعظمهم قضوا على يد جهات أخرى.
ووفقَ التقرير فقد وثَّق فريق العمل في الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تشرين الثاني مقتل 6 أشخاص بسبب التعذيب، منهم 5 أشخاص على يد قوات النظام السوري و1 شخص على يد قوات سوريا الديمقراطية.
وأضاف التقرير أن نسبة الضحايا بسبب التعذيب على يد قوات النظام السوري بلغت ما يقارب 84 % مقارنةً بالمجموع الكلي لضحايا التعذيب على يد جميع أطراف النزاع والقوى المسيطرة في عام 2022 وكان شهر شباط قد شهد الحصيلة الأعلى للضحايا تحت التعذيب خلال عام 2022 حيث بلغت نسبة ضحاياه 50 % أي أنَّ نصف الضحايا بسبب التعذيب قد قضوا في شهر شباط المنصرم.
بحسب التقرير فإنَّ الأدلة التي جمعها تشير إلى أنَّ بعض الهجمات وُجّهت ضدَّ المدنيين وأعيان مدنية، كما تسبَّبت عمليات القصف العشوائي في تدمير المنشآت والأبنية، مشيراً إلى أنَّ هناك أسباباً معقولة تحمل على الاعتقاد بأنَّه تم ارتكاب جريمة الحرب المتمثلة في الهجوم على المدنيين في كثير من الحالات.
أكد التقرير أن استخدام التفجيرات عن بعد لاستهداف مناطق سكانية مكتظة يعبر عن عقلية إجرامية ونية مبيتة بهدف إيقاع أكبر قدر ممكن من القتلى، وهذا يخالف بشكل واضح القانون الدولي لحقوق الإنسان، وخرق صارخ لاتفاقية جنيف 4 المواد (27، 31، 32).
طالب التَّقرير مجلس الأمن باتخاذ إجراءات إضافية بعد صدور القرار رقم 2254، وشدَّد على ضرورة إحالة الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية ومحاسبة جميع المتورطين في الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب.
قالت "ماريا زاخاروفا" المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، إن الولايات المتحدة تدعم "المشاعر الانفصالية" لبعض قادة "أكراد سوريا" وتتبع علنا خطا لفصل هذه الأراضي عن بقية البلاد، لافتة إلى تنظيم "واي بي جي" الإرهابي، الفرع السوري من تنظيم "بي كا كا" المصنف عالميا على لائحة الإرهاب.
ووصفت زاخاروفا، خلال مؤتمر صحفي بموسكو، التواجد العسكري "غير القانوني" للولايات المتحدة في سوريا بأنه "العقبة الأساسية" أمام المصالحة بين "الإدارة التي نصبت نفسها في الجزء الشمال الشرقي" من سوريا وحكومتها، وفق "الأناضول".
وأضافت: "نبذل جهودا لتشجيع الحوار بين ممثلي الإدارة التي نصبت نفسها في شمال شرقي سوريا وحكومة الجمهورية العربية السورية لإعادة الفرات إلى حيز الدولة السورية"، معتبرة أن "العقبة الرئيسية لا تزال تتمثل في الوجود العسكري الأمريكي غير الشرعي. الأمريكيون يدعمون المشاعر الانفصالية لبعض قادة الأكراد السوريين ويتبعون بشكل علني خطا لفصل هذه الأراضي عن دمشق".
وأشارت زاخاروفا إلى أن الأراضي المحتلة "غنية بالنفط والموارد الطبيعية الأخرى"، وقالت: "تحدثنا مرارا عن هذا الأمر ونتواصل مع الممثلين الأكراد، ونؤكد باستمرار فكرة أن المراهنة على التحالف مع واشنطن بدلا من بناء تفاعل طبيعي مع الحكومة المركزية لسوريا تعكس قصر النظر ولا تأتي إلا بنتائج عكسية".
وعلقت المتحدثة على العملية التي أطلقتها تركيا ضد الإرهاب في سوريا، بالقول: إن موسكو تعمل عن كثب مع "الشركاء" الأتراك والسوريين لمنع تصعيد الوضع في شمالي سوريا في ضوء "خطط أنقرة المعلنة لإطلاق عملية عسكرية برية في الأراضي السورية".
وختمت بالقول: "نعتقد أن خطوة مثل هذه ستؤدي إلى مزيد من التدهور في الوضع الصعب أصلا في هذه المنطقة من سوريا وستؤثر سلبا على الوضع في المنطقة كلها"، مبينة أن موسكو تنطلق من حقيقة أن إنشاء تنسيق بين أنقرة ودمشق "يفي بمهام ضمان أمن موثوق في المنطقة الحدودية".
شء
أصدر "المصرف الزراعي التعاوني"، التابع لنظام الأسد قراراً برفع أسعار الأسمدة بمختلف أنواعها، إضافة لتعميم باستئناف بيعها للفلاحين، فيما قال مدير المصرف إن رفع سعر الأسمدة سيساهم بتأمين المادة بشكل أكبر، وفق تعبيره.
وحسب قرار مجلس إدارة المصرف فإن وسعر مبيع طن سماد سوبر فوسفات أصبح 2 مليون و50 ألف ليرة سورية، بينما تحدد سعر مبيع طن سماد نترات الأمونيوم 26% بمليون و650 ألف ليرة سورية.
وأما سماد يوريا فحدد قرار المصرف سعر مبيع الطن الواحد منه بـ3 مليون ليرة وفي آب الماضي كشفت زراعة النظام، عن رفع سعر سماد اليوريا بنسبة حوالي 85 %، بعد أن كان بحدود 1.3 مليون ليرة سورية.
وكان حدّد المصرف سعر مبيع طن سماد السوبر فوسفات بـ1.112 مليون ليرة سورية، وسعر مبيع الطن من سماد اليوريا بـ1.366 مليون ليرة، وسعر مبيع الطن الواحد من سماد نترات الأمونيوم بـ789,600 ليرة سورية.
وعمم المصرف التابعة للنظام باستئناف بيع الأسمدة للفلاحين اعتباراً من تاريخ 29 تشرين الثاني الفائت، وتوقف "المصرف الزراعي" في حزيران 2021 عن بيع الأسمدة للفلاحين بالسعر المدعوم، مدعيا أنه سيتم بيعها بسعر التكلفة دون تسجيل أي ربح للمصرف.
ونقلت مواقع إعلامية موالية للنظام عن مصادر في المصرف الزراعي، تأكيدها، استيراد كميات كبيرة من الأسمدة الأزوتية والفوسفاتية، لكنها أشارت إلى أنه لن يتم توزيعها، لأن هناك نية لرفع أسعارها، كون المصرف الزراعي كان سابقاً يبيع الأسمدة بسعر التكلفة.
وقالت المصادر ذاتها إن الأسمدة وصلت إلى مرفأ طرطوس، وتم توزيعها إلى فروع المصرف الزراعي استعداداً للخطة الزراعية الجديدة لكن قرار التوزيع لم يصدر لأن السعر لم يحدد بعد.
وأضافت أن سوريا تحتاج في الموسم الحالي إلى أكثر من 300 ألف طن من الأسمدة، منها 100 ألف طن لمحصول القمح من السماد الآزوتي، و200 ألف طن فوسفات، و10 آلاف طن بوتاس.
هذا ويوجد في سوريا ثلاثة معامل لتصنيع الأسمدة تتبع للشركة العامة للأسمدة، بمعدل إنتاج أكثر من نصف مليون طن سنوياً، لكن في عام 2019 استثمرت شركة ستروي ترانس غاز الروسية، المعامل الثلاثة لمدة 40 عاماً، وهو ما حرم سوريا من إنتاجها المحلي، لتضطر فيما بعد لاستيراد الأسمدة من الخارج وبالعملة الصعبة.
اتهم مركز المصالحة الروسي، "هيئة تحرير الشام"، بالتخطيط لتنفيذ هجمات ضد قاعدة حميميم والمواقع السورية في إدلب باستخدام الطائرات المسيّرة، في سياق الحملات الدعائية الروسية لتبرير عمليات التصعيد والقصف بمناطق شمال غرب سوريا.
وسبق أن أعلن نائب رئيس مركز "المصالحة الروسي" في سوريا أوليغ إيغوروف، أن سلاح الجو التابع للنظام ضرب مواقع لهيئة تحرير الشام، ردا على هجوم شنه عناصر الهيئة بطائرات مسيرة على مواقع للنظام وفق زعمه، مايخالف حقيقة أن القصف نفذته طائرات روسية.
وقال إيغوروف: "شنت القوات السورية هجوما عنيفا على مواقع "جبهة النصرة" ردا على هجوم نفذه إرهابيون باستخدام طائرات بدون طيار على مواقع القوات السورية في منطقة سلمى بمنطقة وقف التصعيد في إدلب أسفر عن مقتل خمسة جنود سوريين".
وزعم أن "الطيران السوري دمر معسكر تدريب للمسلحين وملاجئ تحت الأرض للجماعات المسلحة وتم تصفية 93 مسلحا، بينهم القائدان الميدانيان صدام الددالي وعبد الله الأحمد، وأصيب 135 من أفراد المجموعة"، وفق زعمه.
وأشار إلى أن "سلاح الجو السوري دمر أيضا ورشة لتجميع المسيرات، ومحطة إلكترونية متحركة وما يصل إلى أربعين طائرة مسيرة هجومية معدة للاستخدام مما جعل من الممكن منع حدوث أعمال تخريبية وإرهابية".
يأتي ذلك في وقت تواصل الماكينة الإعلامية الروسية وعبر مايسمى "مركز المصالحة الروسي في سوريا " التابع لوزارة الدفاع الروسية، تسويق التبريرات، لمواصلة قصف المدنيين ومخيمات النازحين في ريف إدلب، مروجة كل مرة عن مخططات لم تحصل أي منها، في كل وقبل كل تصعيد، ليس آخرها استهداف مخيمات النازحين غربي إدلب اليوم.
وقبل استهداف مخيمات النازحين غربي مدينة إدلب يوم الأحد 6 تشرين الثاني، روج نائب رئيس مركز "المصالحة الروسي"، أوليغ إيغوروف، عن تحضير تنظيمي جبهة "النصرة" و"الحزب الإسلامي التركستاني" لهجوم على قاعدة حميميم بطائرات مسيرة انتحارية، وفق قوله.
وأضاف أن مقاتلي التنظيمين جهزوا عددا كبيرا من المسيرات التي يصل مداها إلى 70 كم في ورش قرب ناحية خربة الجوز، وقال: "وفقا للخطة يمكن لعدد كبير من الطائرات إرباك أنظمة الدفاع الجوي الروسية وإلحاق ضرر بقاعدة حميميم".
ومع استهداف مخيمات النازحين غربي مدينة إدلب، وارتكاب مجزرة كبيرة ضحاياها جلهم من الأطفال، عاد نائب رئيس المركز الروسي للمصالحة في سوريا اللواء أوليغ إيغوروف، للحديث عن تحضير مسلحي تنظيم "جبهة النصرة" لعمل استفزازي في محافظة إدلب شمال غربي سوريا.
وقال إيغوروف: "وفقا للمعلومات التي تلقاها المركز الروسي للمصالحة، يخطط مسلحو "النصرة" (هيئة تحرير الشام) بالتعاون مع منظمة "الخوذ البيض" الإنسانية، لعمل استفزازي في محافظة إدلب"، وفق زعمه.
وتحدث عن "أن المسلحين يعدون مقاطع فيديو تمثيلية لنتائج ضربات مفبركة لمخيمات اللاجئين في بلدتي كفر ديان، وكفر جاليس بمحافظة إدلب، وقال إن الغرض من هذه الأعمال الاستفزازية اتهام القوات السورية والروسية بمهاجمة المدنيين والمواقع الإنسانية.
وسبق أن تحدث "مركز المصالحة الروسي في سوريا"، عما أسماه معلومات عن تحضيرات من قبل "هيئة تحرير الشام" لاستفزاز باستخدام قذائف تحوي مواد سامة ضد المدنيين، واتهام جيش الأسد، وفق مزاعمها.
وكثيراً ما نشر مركز المصلحة الروسية ووزارة الدفاع والخارجية، روايات خيالية عن تحضيرات لاستفزازات كيماوية تنفذها الفصائل العسكرية، واتهم مراراً "هيئة تحرير الشام" ومنظمة "الخوذ البيضاء"، ولكن لم تحصل تلك المعلومات ومع ذلك تواصل روسي رمي الاتهامات والمزاعم وتسويق الكذب بهذا الخصوص.
الرواية الروسية المستمرة من تلفيق الكذب باتت "مطروقة" لمرات عديدة وبذات الأسلوب من التسويق الإعلامي، فسبق أن حدد جنسية الخبراء المزعومين ومكان اللقاء ومادار في الاجتماع وكل التفاصيل، ليضفي شيئاً من المصداقية على مزاعمه، وسبق أن تحدث أيضاَ عن تصنيع 15 عبوة بالعدد.
ودائماً ماكانت تخرج التصريحات الدولية المؤكدة لعدم صحة الادعاءات الروسية، كما أثبتت المنظمات الدولية مراراً أن الأسد هو من يستخدم هذه الأسلحة وهو من يملكها، وأثبتت بالأدلة المنظمات الحقوقية مراراً تورط روسيا في التغطية على جرائمه تلك وكذلك الدفاع عنه أمام المحافل الدولية.
قال "تجمع أحرار حوران" في تقرير له، إن الجنوب السوري يضم ما لا يقل عن 11 مصنعاً ونحو 80 معملاً صغيراً لإنتاج حبوب "الكبتاغون"، ولفت إلى أن روسيا لا يمكن بأي حال أن تمنع تهريب أو تصنيع المخدرات في درعا والمنطقة الجنوبية، بعد سماحها بدخول الميليشيات الإيرانية إلى الجنوب.
ووفق التجمع، تتنوع أنواع المخدرات التي تقوم الميليشيات الإيرانية والفرقة الرابعة بتصنيعها وتهريبها إلى الأردن عبر وكلائهم، فهناك مواد يتم جلبها من إيران بشكل مباشر عبر العراق وهي مواد مصنعة وجاهزة للتهريب والاستعمال، أبرزها "الكريستال والكوكائين الحجري والهيروين".
أما بالنسبة للمواد المصنعة في درعا والسويداء، فهناك أنواع مختلفة، قسم كبير منها يتم تصنيعه من مواد رديئة وسامة ورخيصة الثمن ومتوفرة معظمها محليا، ويتم استخدام الحبوب والحشيش الناتج عنها للتمويه من أجل إدخال المواد المخدرة جيدة الصنع والمكونة من المواد “النظيفة” والتي تعد أقل خطرا ولكنها أكثر تأثيرا على متعاطيها من الناحية النفسية والعقلية.
وأوضح "تجمع أحرار حوران" أن معظم حبوب الكبتاجون المصنعة في المنطقة الجنوبية، تتكون من الحجارة البيضاء التي يتم طحنها على شكل بودرة، ثم يضاف إليها مواد مثل “الأسيتون” وهو متوفر بكثرة، إضافة لمادة الفلاش المنظفة وهي مادة كيميائية تستخدم لإزالة البقع وهي شديدة الخطورة والسميّة، كما يضاف كميات قليلة جداً من مادة الكريستال المخدرة بعد أن يتم طحنها.
ولفت إلى أن معظم هذه الحبوب ذات النوعية الرديئة لا تحمل شعارات إنما هي ذات لون أبيض، وعادة ما يتم تهريبها تجاه الحدود الأردنية بطريقة قابلة للكشف، من أجل التمويه في حين يتم تهريب الحبوب ذات النوعية الجيدة والتي تحمل شعارات “لكزس- الجمل – 0/10 – 0/11 ” بطرق أخرى خاصة بالقرب من منطقة الشعاب، وأحياناً قرب منطقة الركبان لكن طريق الأخيرة مغلق حالياً بحسب مصادر لـ”تجمع أحرار حوران”.
أما بالنسبة لمادة الحشيش المخدرة، فهناك أنواع رديئة ورخيصة منها يتم تصنيعها في محافظة درعا، وعادة ما تكون مكونة من خليط من “البابونج والحناء” مع إضافات بسيطة من مادة الحشيش، وعادة ما تكون أغلفتها لا تحمل أي شعارات أو أسماء، وتكون الأغلفة عبارة عن قماش بلون أبيض.
وبين "تجمع أحرار حوران" أن هناك ما لا يقل عن 11 مصنع لإنتاج حبوب الكبتاجون وهي مصانع تتمتع بإنتاجية كبيرة يصل إنتاج كل واحد منها إلى أكثر من 10 آلاف حبة شهرياً، وتتوزع في مناطق مختلفة من المحافظة.
بالإضافة لهذه المصانع، فهناك مكابس يتم العمل عليها داخل محال تجارية أو داخل بعض المنازل، ويصل عددها بحسب المعلومات إلى 80 معملاً صغيراً تم إنشاء معظمها في الآونة الأخيرة، وتشير المعلومات إلى أن عددها آخذ بالازدياد بدعم من ميليشيا حزب الله اللبناني والفرقة الرابعة.
وتحدث التجمع عن دخول عربات عسكرية روسية من محافظة درعا إلى السويداء ومنها إلى الجنوب من المحافظة لتسيير دوريات على الحدود السورية الأردنية في المناطق التي تكثر فيها عمليات نقل وتهريب المخدرات، حيث وصلت الدورية الروسية إلى قرية المغيّر، أقصى جنوب السويداء، ثم عادت إلى محافظة درعا مجددا.
وبين أن روسيا بدأت بتسيير دوريات مراقبة على الحدود السورية الأردنية، مرّة واحدة كل اسبوعين، منذ مطلع تشرين الأول/أكتوبر الفائت، وتتجول الدوريات في المناطق التي تشهد محاولات تسلل من عصابات تهريب المخدرات، جنوب محافظتي درعا والسويداء.
وبين التجمع أنه لا يوجد لهذه الدوريات الروسية أي تأثير على مجريات الأحداث، فقد شهدت المنطقة الحدودية جنوب السويداء، فجر يوم السبت، محاولات تسلل لعصابات تهريب المخدرات، عبر ثلاثة محاور، من سوريا إلى الأردن، قابلها الأخير باستهداف مكثف بالوسائط النارية.
وتعمل قوات حرس الحدود الأردني، على إقامة شريط شائك ارتفاعه يزيد عن أربعة أمتار، في المناطق التي تشهد محاولات تسلل من عصابات تهريب المخدرات، خلال الفترة الماضية، حيث أن التأهب الأردني في أعلى درجاته، ويومياً تحصل رمايات نارية عند أي اشتباه بمحاولات تسلل.
وخلص التجمع إلى أنه لا يمكن لروسيا بأي حال أن تمنع تهريب أو تصنيع المخدرات في درعا والمنطقة الجنوبية، فروسيا في الأصل هي من فتحت الباب على مصراعيه لدخول الميليشيات الإيرانية إلى الجنوب، وهي التي سمحت لها بالحلول مكانها في المناطق التي انسحبت منها بعد تورطها في غزو أوكرانيا وهذا ما يدعو للقول أن الدوريات الروسية هي لذر الرماد في العيون.
طالبت كلا من "هيومن رايتس ووتش" و"العفو الدولية"، في بيان، الدول الراعية لمسار أستانا "روسيا وإيران وتركيا"، بالضغط على النظام وفصائل المعارضة، للكشف عن مصير المعتقلين والسماح للهيئات الإنسانية بالوصول إلى مرافق الاحتجاز في سوريا.
ودعت المنظمتان، الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، إلى إنشاء هيئة دولية مستقلة لتتبع وتحديد هوية المفقودين والمخفيين قسراً منذ عام 2011، وقال نائب مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في "هيومن رايتس ووتش"، آدم كوغل، إن ممارسات الإخفاء القسري في سوريا خلفت إرثاً مدمراً طال حياة مئات الآلاف من الأشخاص.
وأضاف: "من شأن إنشاء هيئة دولية جديدة لمعالجة آثار هذا الإرث المدمر أن يوفر بصيص أمل للعائلات"، في حين قالت نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة "العفو الدولية"، ديانا سمعان، إن حكومة النظام وفصائل المعارضة تواصل إخفاء أو اختطاف أي شخص يعارضها، بينما لا يفعل حليفاها، روسيا وتركيا، شيئاً لوقف هذه الانتهاكات.
ووفقا لمنظمتي هيومان رايتس ووتش والعفو الدولية، فإن النظام السوري بقيادة بشار الأسد يتحمل المسؤولية عن الغالبية العظمى من حالات الاختفاء، والتي غالبًا ما تسفر عن وفيات في الحجز وعمليات إعدام خارج نطاق القضاء.
واقترح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في تقرير مفصلي نشر في أغسطس الماضي، إنشاء آلية جديدة حول كيفية تعزيز الجهود لمعالجة قضية آلاف المحتجزين والمخفيين وتقديم الدعم لعائلاتهم.
وستوفر مثل هذه الهيئة آلية موحدة لتسجيل الحالات الجديدة، وكذلك التنسيق مع الآليات القائمة الأخرى، للبناء على المعلومات الغزيرة المتاحة وتسهيل الإجراءات اللازمة لمعالجة هذه القضية، كما حدد الأمين العام التفويض والأولويات المقترحة لهيئة جديدة لهذا الغرض، بما في ذلك تقديم الدعم الكافي للضحايا والناجين وعائلاتهم.
وأشادت منظمتا هيومن رايتس ووتش والعفو الدولية، باقتراح غوتيريش، واعتبرتا أنه يمثل "مسارا واعدا" لحل الأزمة، وقالت المنظمتان، إنه "يتعين على الدول الأعضاء بذل كل ما في وسعها لضمان إنشاء هيئة دولية جديدة تتماشى مع توصيات الأمين العام بسرعة من خلال التحرك في الجمعية العامة. وعلى الدول صاحبة النفوذ في سوريا أيضًا الضغط على أطراف النزاع للتحرك بسرعة من أجل حل ما بات يُعتبر إحدى أكبر مآسي الصراع السوري".
وقالت منظمتا "هيومن رايتس ووتش" و"العفو الدولية"، إنه "يجب على روسيا وإيران، أبرز داعمي الحكومة السورية، الضغط على النظام لنشر أسماء المتوفين في المعتقلات السورية فورًا، وإبلاغ أسرهم، وإعادة الجثامين إلى أقربائهم. كما ينبغي عليهما الضغط على الحكومة لتقديم معلومات عن مكان ومصير جميع المخفيين قسرًا، ووضع حد لممارسة الاختفاء القسري، والسماح للهيئات الإنسانية المستقلة بالوصول إلى مراكز الاحتجاز".
وأضافت أنه "ينبغي على داعمي الجماعات المسلحة من غير الدول، بما في ذلك تركيا والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، إجبار تلك الجماعات على الكشف عما حدث للمعتقلين المحتجزين لديها والسماح للهيئات الإنسانية بالوصول إلى مرافق الاحتجاز التابعة لها".
اعتمدت "الجمعية العامة للأمم المتحدة" اليوم الخميس، قرار يطالب "إسرائيل" بالانسحاب من الجولان السوري المحتل حتى خط 4 حزيران 1967، وصوتت لمصلحة القرار 92 دولة مقابل رفض "إسرائيل" و 8 دول، في حين امتنعت 65 دولة عن التصويت.
وجاء في القرار، أن قرار "إسرائيل" في الـ14 من ديسمبر 1981 فرض قوانينها وولايتها على الجولان السوري المحتل ملغى وباطل وليست له أي شرعية على الإطلاق على نحو ما أكده مجلس الأمن في قراره رقم 497 لعام 1981.
ويطالب القرار كيان الاحتلال الإسرائيلي، بالانسحاب الكامل من الجولان السوري المحتل حتى خط الرابع من حزيران لعام 1967 تنفيذا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
في السياق، قال نائب مندوب نظام الأسد الدائم لدى الأمم المتحدة الحكم دندي، إن تصويت أغلبية الدول الأعضاء لمصلحة مشروع القرار المعنون "الجولان السوري" وأيضا لمصلحة القرارات المتعلقة بفلسطين يعبر عن التزام هذه الدول بمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وبشكل خاص المبدأ الأساسي المتمثل في عدم جواز اكتساب الأراضي بالقوة وحرص تلك الدول على رفع الظلم عن الشعوب الرازحة تحت الاحتلال ودعمها لنيل حقها في التحرر منه.
وسبق أن اعتبر القائد الجديد للمنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، أوري غوردين، أن "المنظر الذي يمكن مشاهدته من جبل كنعان، والهدوء في الجليل الأعلى والجولان السوري المحتل، يمكن أن يكون خادعا، ولا يعكس عدم الاستقرار والأرض المضطربة في كل من سوريا ولبنان.
وقال إن "إسرائيل لن ترتكب خطيئة التهاون، وستبقى أعيننا يقظة، وسنتصدى لكل محاولة لتهديد أو خلق واقع يهدد أمن مواطني إسرائيل بقبضة حديدية وجاهزة للعمل"، في ضوء محاولات وكلاء إيران، الرامية إلى التموضع في سوريا.
وكانت كشفت صحيفة "معاريف" العبرية، عن مساعي إسرائيلية لزيادة عدد المستوطنات في هضبة الجولان السورية المحتلة، لقطع الطريق أمام أي قرار مستقبلي بتسليمها إلى سوريا في حال توصل الجانبين إلى اتفاق سلام.
ولفتت الصحيفة إلى أن الحكومة الإسرائيلية قررت إنشاء جملة من المشاريع في الجولان، تتعلق ببناء "خطط دسمة" للاستثمار وإقرار مناقصة بناء 1560 وحدة سكنية في حي جديد سيتم بناؤه، لجعل منطقتي الجليل والجولان قطعة واحدة.
وأكدت الصحيفة أن هضبة الجولان تحتل حيزاً واسعاً من التفكير الاستراتيجي الإسرائيلي، وتكاد مختلف الأوساط العسكرية والأمنية تجمع على ضرورة الاحتفاظ بها، وعدم التفريط بها تحت أي ظرف.
وبينت أن "إسرائيل" تعمل على منح هضبة الجولان الطابع العسكري البحت، لاعتبارين هامين، أولهما الحصول على سيطرة نارية، والتمكن من التلال المرتفعة لمسافة تصل إلى عشرات الكيلومترات داخل سوريا، وثانيهما أن معظم المناطق المحتلة من هضبة الجولان لا تستطيع المدفعية السورية النيل منها.
وأشارت الصحيفة إلى أن المنطقة الجبلية المرتفعة لا تسمح بمرور المركبات المدرعة والدبابات القتالية وحاملات الجند، ما يحتم على أي قوات سورية مستقبلاً، أن تمر عبر طرق ضيقة، ومكتظة، ومسيطر عليها.
أدلى وزير النفط والثروة المعدنية لدى نظام الأسد "بسام طعمة"، بتصريحات خلال لقاء حلقة متلفزة أجراها مع وسائل إعلام النظام، قدر خلالها بأن "أزمة المحروقات مستمرة منذ أكثر من 50 يوما"، وزعم معالجة الأزمة من المخزون ولكن لم يكن متوقع تأخير التوريدات، وبرر تخفيض المخصصات لتوفير الخدمات الأساسية للمواطن، حسب كلامه.
وأضاف، وزير النفط في حكومة نظام الأسد بأن الأخير يتابع "الأمر مع الأصدقاء لمعالجة الأزمة وإعادة انتظام التوريدات كما كانت سابقاً، وإحدى نواقلنا كانت محتجزة من قبل البحرية الأمريكية في اليونان ولم يتم الإفراج عنها إلا منذ بضعة أيام"، وفق تعبيره.
واعتبر أن أزمة المحروقات التي تضرب مناطق سيطرة النظام اشتدت في مرحلة الطلب الأكبر سواء المحروقات اللازمة للتدفئة أو لتخديم المحاصيل الزراعية، وحول الفساد وسوء الإدارة قال: "معروف أن القطاع النفطي مرتبط بالفساد الذي يطور أساليبه، نتابع وكشفنا الكثير من الحالات في المحافظات وتم استرداد مبالغ كبيرة".
وذكر أنه لا يمكن رفد كل القطع الأجنبي لاستجرار المشتقات النفطية هناك قطاعات أخرى بحاجة، وتحدث عن عقود لتوريد الغاز المنزلي ومنها مع الجزائر، وصرح أنه القصف التركي تسبب مؤخراً بأضرار كبيرة بمنشآتنا في شمال وشرق سوريا وخسائر بالغاز والنفط، وفق ما جاء ضمن تصريحات إعلامية خلال لقاء حواري متلفز.
وتحدث "طعمة"، بأن "هناك تعاون مع القطاع الخاص للتقليل من وطأة الأزمة النفطية مثل تأمين احتياجات بعض المصافي مقابل مبالغ معينة"، في إشارة إلى ما يعرف باسم مافيا المحروقات التي تشارك نظام الأسد على طرح التوريدات النفطية في السوق السوداء.
ولفت إلى أن نسبة توزيع مازوت التدفئة وصلت إلى 40% وهي منخفضة، واضطررنا إلى أن نبطئ هذا التوزيع للحفاظ على الفعاليات الأساسية كالأفران وغيرها وفق زعمه، وقال: إن الحكومة تعمل على منحيين، أولهما ترشيدي، والآخر المتابعة والتنسيق من أجل إعادة انتظام التوريدات كما كانت.
وزعم أن الحكومة بدأت من نفسها بموضوع التقشف وهو أمر لا يرتبط بمؤسسات الدولة فقط بل يحتاج أيضاً تعاوناً من قبل المواطن علماً أن الحكومة تتعاون مع الأصدقاء والشركاء ومع القطاع الخاص في هذا الموضوع، مشيرا إلى إلزام القطاع الخاص بتأمين 30 بالمئة من المشتقات النفطية.
وصرح أن القطاع العالمي للطاقة يعاني بعد العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، "الغزو الروسي لأوكرانيا"، وما رافقها من عقوبات غربية وحظر على المشتقات الروسية ما أثر سلباً على التوريدات، وأضاف أن "هناك تطور بحالات الفساد مع تطور الأتمتة".
وكانت نقلت وسائل إعلام موالية لنظام الأسد تصريحات صادرة عن وزير الكهرباء في حكومة النظام "غسان الزامل"، ووزير النفط والثروة المعدنية "بسام طعمة"، تضمنت تبريرات جديدة حول أسباب سوء التغذية الكهربائية والمشتقات النفطية في سوريا.
وتشهد مناطق سيطرة ميليشيات النظام أزمات متلاحقة في مختلف المشتقات النفطية، حيث غلب مشهد طوابير المنتظرين للحصول على حصتهم سواء من البنزين أو الغاز وغيرها، في الوقت الذي يعزوا فيها المسؤولين قلة الكميات إلى ظروف الحصار الاقتصادي ونقص توريدات المشتقات النفطية.
قالت مؤسسة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء"، إن فرقها استجابت منذ بداية العام الحالي حتى 27 تشرين الثاني، لأكثر من 1800 حريق، أدت لوفاة 19 شخصاً بينهم 8 أطفال، مؤكدة أن الحرائق تشكل خطراً جديداً يخطف أرواح المدنيين ويتسبب بإصابات بالغة تترك في معظم الأحيان أثراً كبيراً في نفوسهم ويخلف أضراراً كبيرة في ممتلكاتهم.
وتحدثت المؤسسة عن تزداد الحرائق في المنازل وفي خيام المهجرين، مع بدء فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة، حيث توفيت امرأة وابنتها، يوم الأربعاء 30 تشرين الثاني، إثر حريق مجهول السبب، اندلع في قبوٍ أرضي ضمن بناء سكني في مدينة أريحا جنوبي إدلب، تقطن به عائلة مهجرة من مدينة دمشق.
وشهد شهر "تشرين الثاني" عدة حالات إصابات بالحرائق التي استجابت لها فرق الدفاع المدني السوري في مناطق متفرقة من ريف إدلب، إذ أصيب طفل ووالده بحروق إثر حريق اندلع بسبب انفجار موقد غاز صغير في مسكنٍ مؤقّت يقطنون به في مخيم "الأتساي" في مشهد روحين.
وأصيب 3 أطفال ووالدهم بحروق منها حرجة، جراء اندلاع حريق سببه المدفأة داخل خيمتهم بمخيم "بنيان" بمحيط قرية كوكنايا غربي إدلب، كما تعرض رجل وزوجته لحروق، إثر حريق مماثل في منزلهم بقرية سرجة جنوبي إدلب.
ومنذ بداية العام الحالي 2022 حتى يوم 27 تشرين الثاني، استجابت فرق الدفاع المدني لأكثر من 1800 حريق في مناطق شمال غربي سوريا، أدت لوفاة 19 شخصاً بينهم 8 أطفال، وإصابة 79 آخرين بينهم 28 طفلاً و 20 امرأة.
ويشكل تردي الأوضاع المعيشية عاملاً رئيسياً لزيادة نسبة الحرائق في شمال غربي سوريا، إذ يضطر المدنيون لاستخدام مواد خطرة في التدفئة (بلاستيك، وقود سريع الاشتعال، فيول)، كما أن ضعف تجهيز شبكات الكهرباء والطاقة الشمسية والبطاريات في المنازل والخيام المبنية من القماش والبلاستيك سريع الاشتعال يجعل من أي ماس كهربائي كارثة يصعب السيطرة عليه.
ولفتت المؤسسة إلى غياب إجراءات السلامة والوعي الذي يلعب دور كبير في أغلب الحرائق، لتتحول الحرائق إلى كابوس يومي، يضاف إلى أخطار أخرى تلاحق المدنيين من القصف والأمراض والسيول وغيرها من المخاطر في ظل أزمة إنسانية غير مسبوقة.
وأكدت "الدفاع المدني السوري" أنها تسعى عبر حملات التوعية وجلسات التدريب إلى الحد من اندلاع الحرائق وتقليل أضرارها على الأفراد والممتلكات، من خلال رفع الوعي وتمكين المدنيين من السيطرة على الحرائق قبل انتشارها.
وتستهدف التدريبات الأشخاص القادرين على التعامل مع الحرائق في بدايتها كالعمال والمعلمين ومسؤولي الحماية في المنشآت والمخيمات في مناطق ومخيمات شمال غربي سوريا، يقدم المتطوعون خلالها تدريبات نظرية عن الحرائق وأنواعها ومسبباتها وكيفية استخدام أجهزة الإطفاء اليدوية وكيفية الإخلاء السليم في حال حدوث الحرائق، وأخرى عملية عبر مناورات حية لحرائق أسطوانات الغاز وحرائق السوائل المشتعلة.