الأخبار أخبار سورية أخبار عربية أخبار دولية
٣٠ مايو ٢٠٢٥
دمشق ترحب بقرار طوكيو رفع العقوبات عن أربعة مصارف وطنية: خطوة نحو الانفتاح والتعافي

أعربت الجمهورية العربية السورية عن ترحيبها بالقرار الصادر عن الحكومة اليابانية برفع العقوبات وتجميد الأصول المفروضة على أربعة مصارف سورية وطنية، هي: المصرف الصناعي، ومصرف الائتمان الشعبي، ومصرف الادخار، والمصرف التعاوني الزراعي.

ووصفت وزارة الخارجية والمغتربين السورية هذا القرار بأنه يمثل "خطوة إيجابية" على طريق تعافي سوريا من آثار الحرب، معتبرة أنه يعكس اتجاهاً دولياً متنامياً لدعم الاستقرار، ويمهّد لتوسيع أفق التعاون مع الدول الصديقة في مرحلة إعادة الإعمار.

وأشارت الوزارة إلى أن إلغاء العقوبات المفروضة على هذه المصارف من شأنه أن يسهم في تحفيز التعاون الاقتصادي والمالي بين سوريا والجهات الدولية، ويتيح فرصاً أوسع لتنفيذ المشاريع التنموية في مختلف القطاعات الإنتاجية والخدمية، الأمر الذي من شأنه التخفيف من الأعباء الاقتصادية على المواطن السوري وتعزيز سبل العيش الكريم.

وأكدت الخارجية السورية أن هذه المبادرة اليابانية تشكل خطوة مشجعة باتجاه الانفتاح والتعاون البنّاء، معربة عن أملها في أن تمثّل نقطة انطلاق نحو علاقات متجددة تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة بين دمشق وطوكيو، وتُسهم في دعم مسار التنمية والسلام في سوريا.

اليابان تُعلن تخفيف العقوبات المفروضة على سوريا ودعمها للمرحلة الانتقالية
أعلنت الحكومة اليابانية، اليوم الجمعة، عن قرارها تخفيف جزء من العقوبات المفروضة على سوريا، في خطوة تأتي ضمن توجه دولي متزايد لدعم جهود إعادة الإعمار، وتعزيز الاستقرار في البلاد بعد سنوات من الحرب.

وشمل القرار الياباني إخراج أربعة بنوك سورية من قائمة تجميد الأصول، وفق ما أعلنه المتحدث الرسمي باسم الحكومة، هاياشي، خلال مؤتمر صحفي أعقب اجتماعاً وزارياً، مؤكداً أن الخطوة جاءت بعد "مراجعة شاملة انطلاقاً من ضرورة تحسين الأوضاع المعيشية للسوريين المنهكين بسبب الأزمة الممتدة، ودعماً للمسارات الإيجابية داخل سوريا بالتعاون مع المجتمع الدولي".

جاء القرار الياباني بعد اجتماع وزاري رسمي، حيث أعلن المتحدث باسم الحكومة، هاياشي، رفع التجميد عن أصول أربعة بنوك سورية، وهي( المصرف الصناعي، مصرف الائتمان الشعبي، مصرف الادخار، المصرف التعاوني الزراعي)، ورغم هذا التخفيف، أكدت طوكيو استمرار العقوبات المفروضة على 59 شخصية سورية و31 كياناً، معظمها على صلة بالنظام السابق، وتشمل العقوبات تجميد الأصول وحظر التعاملات المالية.

وشدد هاياشي على أن بلاده ستواصل تنسيقها مع شركائها، ولا سيما دول مجموعة السبع، بهدف الإسهام الفعّال في تحقيق السلام والاستقرار في سوريا.

من جانبه، أشاد وزير الخارجية الياباني تاكيشي إيوايا بما وصفه بـ"الجهود المشجعة" التي تبذلها الحكومة السورية الانتقالية نحو المصالحة الوطنية وانتقال السلطة بشكل سلمي، مؤكداً استعداد طوكيو للاستمرار في دعم الشعب السوري خلال هذه المرحلة المفصلية.

وتأتي هذه الخطوة بعد سلسلة تحركات مماثلة من جانب قوى غربية، حيث بدأ الاتحاد الأوروبي منذ أشهر بتخفيف تدريجي لإجراءاته التقييدية، فيما اتخذت الإدارة الأمريكية، برئاسة دونالد ترامب، قراراً جريئاً برفع العقوبات المفروضة على سوريا منتصف الشهر الجاري.

وفي مؤتمر صحفي عقده في طوكيو، يوم السبت، أكد إيوايا أن الحكومة اليابانية "تتابع عن كثب" تطورات الموقف الدولي حيال سوريا، وأنها ستتخذ خطوات إضافية بشأن ملف العقوبات بما ينسجم مع التوجهات الجديدة التي تقودها واشنطن وبروكسل.

وفي السياق ذاته، نقلت صحيفة "الاقتصاد اليابانية" أن الحكومة اليابانية تعتزم إلغاء المزيد من العقوبات على دمشق قبل نهاية شهر أيار/مايو، انسجاماً مع التحولات الإقليمية والدولية في التعامل مع الملف السوري.

اقرأ المزيد
٣٠ مايو ٢٠٢٥
تكريماً وتخليداً لمواقفهن .. نقابة الفنانين تتخذ خطوات لإعادة رفات "مي سكاف وفدوى سليمان" إلى الوطن

أعلنت نقابة الفنانين السوريين خلال مؤتمر صحفي أقيم في مقر النقابة بدمشق، نيتها نقل رفاة كل من الفنانتين السوريتين الراحلتين مي سكاف وفدوى سليمان من مكان الدفن في بلاد المهجر إلى الموطن، وذلك بعد التنسيق مع عائلتيهما، كإجراء تكريمي لذكراهما ولمساهمتهما في المشهد الفني والثقافي. 


وشددت النقابة على التزامها بمتابعة ملفات الفنانين الذين فقدوا حياتهم خلال الثورة، عبر العمل الجاد على توثيق مصائرهم والتواصل مع ذويهم، بما يضمن تكريمهم بالشكل اللائق ودعم أسرهم، كما أعلنت نيتها منح عضوية الشرف للمخرج الراحل باسل شحادة، الذي استشهد خلال تغطيته للأحداث في سوريا، تقديراً لمسيرته الفنية ومواقفه، وذلك بعد ترميم مجلسها المركزي قبل أربعة أيام.

لم يتردد كلاً من (باسل شحادة ومي سكاف وفدوى سليمان) وآخرون من أنصار الحرية، في الوقوف إلى جانب ثورة الشعب السوري والمشاركة فيها، خلدوا أسماهم في قوائم الشرف، عبر مواقفهم الجريئة التي عبرت عن صوت الناس ومعاناتهم. لم يترددوا في دفع أثمان باهظة من أجل مبادئهم، فكانوا رموزاً للفن الحر والموقف الإنساني. وتكريمهم اليوم هو اعتراف مستحق بتضحياتهم وبقيمة ما قدموه لوطنهم.

 الحرة مي سكاف
يصادف اليوم الثالث والعشرين من شهر تموز لعام 2018، الذكرى السنوية لرحيل الثائرة الحرَّة "مي سكاف" التي توفيت بعد صراع مع المرض، وذلك في منفاها الإجباري وبعيداً عن شوارع دمشق التي انضمت فيها إلى صفوف المتظاهرين السلميين فيها.

وكانت مي سكاف من الفنانين القلائل الذين دعموا الثورة السورية منذ بدايتها لغاية وفاتها ولم تتراجع عن مواقفها المعارضة لنظام الأسد وإجرامه بحق السوريين، حيث كانت أخر كلماتها في صفحتها على حسابها في الفيس بوك قبل يومين فقط "لن أفقد الأمل ... لن أفقد الأمل .. إنها سوريا العظيمة وليست سوريا الأسد".

واعتقلت "مي سكاف" عدة مرات عندما كانت في دمشق وتم وضعها في السجن إلى أن تم الإفراج عنها بعد قرابة 10 أيام من اعتقالها وانتقلت بعدها إلى الاردن ومنها إلى فرنسا حيث استقرت هناك، وسكاف من الطائفة المسيحية الدمشقية ولدت في دمشق عام 1969 في ال13 من شهر نيسان.

وسبق وقام مسؤول بنظام الأسد، بتهديد الفنانة سكاف، بعدما وقّعت على "إعلان دمشق" قائلا لها: "سأقطع لسانكِ"، إلا أن هذا لم يرهبها، فكانت من أوائل الفنانين السوريين الذين شاركوا في الثورة لإسقاط الأسد، عام 2011، فاعتقلها مرتين، ثم اضطرت للهرب واللجوء مع ابنها، إلى فرنسا التي كانت المكان الذي لفظت فيه أنفاسها الأخيرة.

دفنت الفنانة والمعارضة السورية "أيقونة الثورة" كما يسميها نشطاء الحراك الشعبي "مي سكاف"، في مثواها الأخير في ضاحية دوردان في العاصمة الفرنسية باريس في 3 تموز من عام 2018، بحضور كبير لأبناء الجالية السورية وشخصيات سياسية وثورية عديدة وذوي الراحلة.

 الثائرة "فدوى سليمان"
في يوم السابع عشر من شهر آب من عام 2017، الذكرى السنوية لوفاة الفنانة السورية الثائرة "فدوى سليمان"، التي توفيت في فرنسا بعد صراع مع المرض، مخلدة مسيرة ثورية في دعم الحراك الشعبي السوري ضد الأسد ونظامه، حولها لأيقونة الثورة السورية وأحد رموزها.

الفنانة الراحلة شاركت أيقونة الثورة، الشهيد "عبدالباسط الساروت"، في مظاهراته بحمص، متحدية وحشية النظام السوري وتهديداته المتكررة بـ "سحقها"، كما ذكرت في وثائقي "دولة الرعب، سورية السجن الكبير" الذي بثته قناة فرنسية.

و"سليمان" من مواليد عام 1970، بطلة من أبطال الثورة، فقد أقدمت على أمور يصعب على رجال عملها، بحسب ماوصفها الراحل "الساروت"، والذي اعتبر أن قدوم سليمان الى حمص في بداية الثورة كان في الوقت المناسب، حتى تغير نظرة العالم إلى السنة الذين اتهمهم نظام الأسد ب"الإرهابيين".

تخرجت سليمان، من المعهد العالي للفنون المسرحية، وظهرت في أعمال درامية كثيرة، منها مسلسل "أمل" و"الشقيقات" و"هوى بحري" و"نساء صغيرات" و"الطويبي" و"طيبون جداً"، كما كان لها ظهور في فيلم "نسيم الروح" وشاركت في مسرحيات كثيرة وأعمال إذاعية، وانتقلت الفنانة الراحلة إلى فرنسا، عام 2012، وشاركت في تظاهرات حاشدة مناهضة لنظام الأسد، لتصارع المرض وتوافيها المنية هناك.

ووظفت فدوى سليمان شهرتها كممثلة مسرحية وتلفزيونية في دعم الحراك الشعبي السوري، وعاشت متوارية عن أنظار السلطات بين دمشق وحمص، ثم عبرت الحدود سيرا على الأقدام إلى الأردن قبل أن تستقر في فرنسا، وهناك أجرت مقابلات صحفية عبرت فيها عن مراراتها من الوضع بسوريا.

وكانت نعت صحيفة "ليبراسيون" اليسارية الفرنسية، الممثلة السورية المعارضة، "فدوى سليمان"، ووصفت الصحيفة سليمان بـ "أيقونة الثورة السورية"، وركزت على مشاركتها في الانتفاضة الشعبية منذ يومها الأول "متحدية رجال وأسلحة طاغية دمشق" و"مجاهدة في سبيل تجنب التعبئة الطائفية في مظاهرات حمص التي حاول البعض صبغها بلون سنّي معادٍ لنظام علوي".

ونشرت "ليبراسيون" مقطعاً للممثلة السورية الراحلة خاطبت فيه المتظاهرين قائلة إنها "ليست علوية، بل سنية مثلهم، لأنها سورية بالدرجة الأولى، شأنها شأن الملايين الذين يعانون من بطش النظام".

واعتبرت الصحيفة أن فدوى سليمان تملك "جمالاً داكناً يشبه جمال آنا ماغناني (ممثلة إيطالية) ورونيت القباص (ممثلة إسرائيلية مغربية الأصل)"، وأضافت الصحيفة "في محاضرتها في جامعة أفينيون فور وصولها إلى باريس عام 2012، حمّلت أوباما (الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما) ورؤساء الدول الكبرى المسؤولية الكاملة عن استمرار المقتلة بحق السوريين.

وأشارت إلى أن فدوى سليمان "رفضت اختزال الشعب السوري بسنة وعلويين، وسخّرت أعوامها الستة الأخيرة لإقناع العالم أنّ هنالك شعباً انتفض ضد الظلم وطالب بكرامته وحريته. انطفأت في المنفى، وهذا حزن مزدوج، قبل أن ترى سقوط بشار الأسد".

واستعادت الصحيفة الفرنسية، مقاله لصحيفة "لوموند" نشرها الصحافي كريستوف عياد في ربيع عام 2012، رفضت فيها فدوى وصفها بـ"الناشطة العلوية"، معتبرة أن "الطائفية كانت لعبة النظام الأساسية في حمص لسحق الانتفاضة".

باسل شحادة القدوة
باسل شحادة كان نموذجاً نادراً للشجاعة والإيمان العميق بالعدالة والحرية، اختار أن يترك دراسته في واحدة من أهم الجامعات الأمريكية ليعود إلى بلده في لحظة فارقة، ويقف إلى جانب شعبه لا كمراقب، بل كواحد منهم. لم يحمل سلاحاً، بل حمل كاميرته، مؤمناً أن الصورة قادرة على فضح الجريمة وكسر الصمت الدولي، فراح يوثق المظاهرات السلمية والقصف والحصار، ويكشف للعالم وجوه الضحايا وأحلامهم المنهوبة.

لم يكن عمله محصوراً بالتوثيق فقط، بل كان أيضاً معلّماً وملهماً، درّب شباناً وشابات على استخدام الكاميرا كأداة مقاومة، وساهم في خلق جيل واعٍ بقوة الصورة ورسالة الفن. باسل لم يكن مجرد مخرج أو ناشط، بل كان ضميراً حياً، يعيش قضيته بكل تفاصيلها، واستشهد وهو يحاول إسعاف الجرحى تحت القصف في حمص، مؤمناً حتى اللحظة الأخيرة أن الإنسان لا يُقاس بما يملك، بل بما يقدّم.

استشهاد باسل شحادة لم يكن نهاية حكايته، بل بداية لتحوّله إلى رمز. أعماله ما زالت شاهدة على بشاعة الحرب وجمال الصمود، وعلى قدرة الإنسان على تحويل الفن إلى فعل مقاومة. باسل هو صوت كل من رفض أن يصمت، وكل من آمن أن الحقيقة تستحق أن تُروى، حتى لو كان الثمن حياته.

ففي النقيض لمن ارتهنوا كالعبيد لسيدهم "بشار"، هناك قامات سورية من مطربين وفنانين، رفضت الخنوع والتهديدات، والتحقت منذ البداية بركب أبناء الشعب الثائر، فكانوا في صفوفهم يصدحون بالحرية، واجهوا التضييق والملاحقة لما لهم من تأثير في الشارع السوري، كشخصيات فنية معروفة، ولعب هؤلاء "أنصار الحرية" دوراً فاعلاً وبارزاً في نصرة الحراك الشعبي، وكانوا سفراء للسلام والحرية في البلدان التي هاجروا إليها مجبرين.

وكان شن نظام الأسد حملات اعتقال واسعة طالت العديد من الفنانين السوريين، ممثلين ومخرجين وتشكيليين ومصورين، كما ارتكب جرائم التصفية الجسدية بحق العديد منهم، منذ اندلاع الثورة السورية في ربيع 2011، ليقينه التام من قدرتهم على التأثير الفعال في الشارع السوري.

وتجدر الإشارة إلى أنه على الضفة المقابلة تشبث عدد من الممثلين والشخصيات الإعلامية الداعمة لنظام الأسد الساقط حتى اللحظات الأخيرة بدعم هذا النظام ولم يكتفي هؤلاء المطبلين بذلك بل راحوا يهددون ويتوعودن المعارضين لنظام الأسد البائد، وتصل التهديدات والتشبيح إلى حرمانهم من زيارة سوريا وغيرها.

اقرأ المزيد
٣٠ مايو ٢٠٢٥
"إصبع في عين إسرائيل" ..إعلام عبري يُسلّط الضوء على رفع العلم الأميركي في دمشق

أبرزت صحف إسرائيلية تطورات الملف السوري بعد رفع العلم الأميركي فوق مقر إقامة السفير في العاصمة دمشق، في خطوة وُصفت بأنها تحمل دلالات سياسية عميقة، في ظل تقارب واضح بين الولايات المتحدة الأمريكية والسلطة الجديدة في سوريا الأمر الذي تعارضه إسرائيل.

"إصبع في عين إسرائيل"
صحيفة "معاريف" العبرية اعتبرت أن رفع العلم الأميركي في سوريا هو بمثابة "إصبع في عين إسرائيل"، مشيرة إلى أن التصريحات الأخيرة للمسؤولين الأميركيين عن فتح صفحة جديدة مع دمشق لم تبقَ مجرد كلام، بل تُرجمت إلى خطوة رسمية على الأرض، في دلالة على مسار مختلف في العلاقات بين واشنطن ودمشق.

وأشارت الصحيفة إلى أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تمضي قدماً في إجراءات رفع العقوبات عن سوريا، وتعمل على حذف اسمها من قائمة الدول الراعية للإرهاب، في سياق استراتيجية جديدة تنتهجها واشنطن تجاه الملف السوري.

أنقرة في الواجهة... لا تل أبيب
صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية رأت في تعيين باراك، وهو أيضاً السفير الأميركي في تركيا، مبعوثاً خاصاً إلى سوريا، مؤشراً على أن واشنطن باتت تنظر إلى أنقرة باعتبارها "اللاعب الإقليمي الرئيسي" في الملف السوري، متجاوزة بذلك الأدوار التقليدية لإسرائيل في هذا السياق.

ورأت الصحيفة أن هذا التوجه يثير قلقاً متزايداً لدى المسؤولين الإسرائيليين، الذين يخشون من تغيّر أولويات السياسة الخارجية لإدارة ترامب، والتي باتت تركز على استقرار سوريا ما بعد العقوبات، لا على مواجهة التمدد الإيراني أو الحليف الروسي هناك.

إعادة العلاقات بعد 13 عاماً
في تطور لافت، افتتح المبعوث الأميركي إلى سوريا، توماس باراك، يوم الخميس، مقر إقامة السفير الأميركي في دمشق لأول مرة منذ قطع العلاقات الدبلوماسية قبل 13 عاماً.

وفي تصريحات له، أكد باراك أن الرئيس ترامب اتخذ "قراراً جريئاً" تجاه سوريا دون فرض أي شروط مسبقة، مشيراً إلى أن السياسة الأميركية الجديدة ترتكز على منح الحكومة السورية الفرصة لإثبات التزامها بعدم التدخل وزعزعة الاستقرار، تمهيداً لرفعها من قائمة الدول الراعية للإرهاب.

وفي ظل هذه التطورات، تبرز مشاهد متعددة من التحول الإقليمي، سواء من خلال الانفتاح الأميركي على دمشق، أو اشتداد المعركة في غزة، أو تجاهل النزف السوداني. ويبقى المشهد مرهوناً بتوازنات دولية جديدة تُرسم ملامحها تدريجياً بين عواصم القرار.

اقرأ المزيد
٣٠ مايو ٢٠٢٥
"تنظيم داعـ ـش" يتبنى أول هجوم ضد الحكومة السورية الجديدة بالسويداء

أعلن "تنظيم الدولة الإسلامية" مسؤوليته عن أول هجوم له ضد القوات الحكومية السورية، منذ سقوط نظام المخلوع بشار الأسد، وفق ما نقله موقع "سايت إنتلجينس" المتخصص برصد نشاط التنظيمات الجهادية.

وجاء في بيان التنظيم أنه فجّر عبوة ناسفة "زرعها جنود الخلافة" على آلية تابعة لـ"النظام السوري المرتد" في محافظة السويداء، بحسب وصفه، مشيراً إلى أن العملية تأتي ضمن ما وصفها بـ"الحرب المستمرة ضد الطغاة والعملاء".

وكان قُتل عنصران من قوات الأمن العام وأُصيب آخرون بجروح متفاوتة، جرّاء انفجار لغم أرضي بآليتهم، يوم الخميس 22 أيار/ مايو، في منطقة قاع البنات قرب تلول الصفا، الواقعة في عمق بادية السويداء الشرقية، خلال عمليات تمشيط نفذتها القوات الأمنية في المنطقة.

وأكدت مصادر أن الآلية الأمنية كانت ضمن دورية تقوم بمسح ميداني للمنطقة، في إطار جهود تأمين خطوط التماس القديمة وتفكيك الألغام والمخلفات الحربية، إلا أن اللغم، الذي يُعتقد أنه من مخلفات المعارك السابقة، انفجر تحت إحدى العربات، ما أدى لسقوط شهيدين على الفور، وجرح اثنين آخرين تم نقلهم إلى مستشفى السويداء الوطني.

ويُعد هذا الإعلان المؤشر الأول على عودة "داعش" إلى الواجهة عبر عمليات مباشرة ضد أجهزة الدولة، في الوقت الذي أكدت فيه وزارة الداخلية السورية مؤخرًا أن التنظيم أعاد تنظيم صفوفه بعد انهيار النظام السابق، مستفيداً من السلاح المنتشر ومخلفات الحرب.

وسبق أن أعلن المتحدث باسم الوزارة، نور الدين البابا، أن قوات الأمن أحبطت عدة محاولات للتنظيم للتسلل إلى مواقع تابعة لوزارة الدفاع، مؤكداً أن بعض عناصر "داعش" يحاولون استقطاب أفراد من فلول النظام المخلوع إلى صفوفهم.

وأشار البابا إلى أن العملية الأمنية الأخيرة ضد التنظيم في حلب، والتي أسفرت عن مقتل عنصر من الأمن العام وثلاثة من مقاتلي التنظيم، نُفذت بالتنسيق بين عدة أجهزة أمنية، وهو ما وصفه بـ"تطوّر نوعي" في عمل الأجهزة التي باتت تعمل كجهاز موحد.

وفي وقت سابق، أعلنت السلطات الأمنية إلقاء القبض على خلية تابعة لـ"داعش" في محيط العاصمة دمشق، كانت بصدد التحضير لعمليات تفجير داخل المدن، ما أثار المخاوف من احتمال توسع نشاط التنظيم من مناطق البادية والحدود إلى المدن الرئيسية.

وكانت أعلنت وزارة الدفاع التركية، الخميس 29 أيار، بدء عمل وحدة التنسيق الثلاثية بين تركيا وسوريا والأردن، انطلاقًا من العاصمة دمشق، ضمن خطة إقليمية مشتركة لمكافحة تنظيم "الدولة الإسلامية" وتعزيز الاستقرار الأمني.

وقال المتحدث باسم الوزارة، زكي أكتورك، خلال مؤتمر صحفي، إن الوحدة بدأت مهامها الفعلية منذ 19 أيار الجاري، بمشاركة ممثلين من الدول الثلاث، مشددًا على أن تركيا ملتزمة بدعم هذا الإطار الأمني الذي انبثق عن تفاهمات إقليمية سابقة.

وأكد أكتورك أن بلاده ترفض "أي أجندات لا مركزية أو انفصالية في سوريا"، مشيراً إلى أن "الجيش السوري هو الجهة المسلحة الشرعية الوحيدة في البلاد"، في إشارة مباشرة إلى رفض أي دور مستقل لقوات سوريا الديمقراطية "قسد" خارج إطار الدولة السورية.

وأوضح المتحدث أن أنقرة تتابع بقلق المفاوضات الجارية بين دمشق و"قسد"، محذراً من أي تفاهمات قد تؤدي إلى تهديد الأمن الإقليمي أو المساس بوحدة الأراضي السورية.

وجاءت هذه التطورات عقب اجتماع أمني إقليمي عُقد في عمّان خلال شهر آذار الماضي، شارك فيه وزراء خارجية ودفاع ورؤساء أركان ومخابرات من سوريا وتركيا والأردن والعراق ولبنان، وأسفر عن الاتفاق على تأسيس هياكل تنسيقية لمحاربة الإرهاب وإدارة ملف الحدود والتسللات المسلحة.

اقرأ المزيد
٣٠ مايو ٢٠٢٥
وزارة الإدارة المحلية تبدأ إعادة الموظفين المفصولين في عهد النظام البائد إلى عملهم

أعلنت وزارة الإدارة المحلية والبيئة، يوم الجمعة، عن انطلاق عملية مقابلات تهدف إلى إعادة الموظفين المفصولين سابقاً بسبب مواقفهم السياسية والثورية إلى وظائفهم، في خطوة وصفت بأنها جزء من سياسة الإنصاف وإعادة تأهيل الكوادر التي تعرّضت للفصل التعسفي في ظل النظام المخلوع.

وأفاد المكتب الإعلامي للوزارة، عبر معرّفاته الرسمية، بأن هذه المبادرة تأتي "التزاماً برؤية الوزارة وخطتها القائمة على تصحيح الإجراءات المجحفة"، مؤكداً أن المقابلات تشمل موظفين فصلوا "بسبب مواقفهم المشرفة" أثناء فترة النزاع.

بحسب الإحصاءات الرسمية، بلغ عدد الموظفين المفصولين على مستوى المحافظات نحو 5 آلاف و622 موظفاً. وأوضح المكتب أن عمليات المقابلات تجري وفقاً لمعايير مهنية دقيقة، تهدف إلى تقييم الملفات الإدارية لكل موظف، تمهيداً لإعادة دمجهم في مؤسسات الدولة وفقاً للإجراءات القانونية.

وتتزامن هذه الخطوة مع توجه حكومي أوسع لإعادة من تم فصلهم أو إقصاؤهم قسرياً بسبب مواقفهم المعارضة للنظام السابق. وتشمل هذه المبادرات وزارات ومؤسسات حكومية عدّة، أبرزها "وزارة التنمية الإدارية، وزارة التربية والتعليم، وزارة الداخلية، وزارة الصحة، الهيئة العامة للطيران المدني والنقل الجوي"

وسبق أن أعلنت الهيئة العامة للطيران المدني عن فتح باب التسجيل أمام المنشقين والمفصولين الراغبين في العودة إلى العمل ضمن قطاع الطيران المدني السوري، بما يشمل الموظفين والعاملين الذين جرى فصلهم قسراً أو اضطروا للانشقاق خلال حكم النظام المخلوع.

من جانبها، أصدرت وزارة الداخلية تعميماً بتاريخ 5 أيار، دعت فيه المهندسين والفنيين والعاملين المدنيين الذين فُصلوا خلال السنوات السابقة، إلى مراجعة مديريات القوى البشرية في قيادات الشرطة في المحافظات المعنية، من أجل إعادة دراسة أوضاعهم وإمكانية إعادتهم إلى وظائفهم.

تمثل هذه الخطوات مؤشراً على رغبة الحكومة الحالية في طيّ صفحة الإقصاء السياسي، والعمل على استعادة الطاقات البشرية التي خسرتها البلاد خلال حقبة القمع والتمييز الإداري، بما يعزز مناخ العدالة الانتقالية، ويكرّس مبدأ المساواة في مؤسسات الدولة.

اقرأ المزيد
٣٠ مايو ٢٠٢٥
افتتاح مقر إقامة السفير الأميركي في دمشق: رسائل سياسية وتحولات دبلوماسية

أثار قرار الولايات المتحدة افتتاح مقر إقامة السفير الأميركي في العاصمة السورية دمشق، لأول مرة منذ أكثر من 13 عاماً من قطع العلاقات، موجة من التساؤلات والتحليلات حول دلالات الخطوة ورسائلها السياسية، خاصة في ظل التحولات الجارية في العلاقات الأميركية السورية بعد رفع العقوبات.

وكان المبعوث الأميركي إلى سوريا، توماس باراك، قد افتتح المقر رسمياً، في مشهد حمل رمزية عالية، عكست تحوّلاً في الموقف الأميركي تجاه دمشق، وأشّر إلى بدء مرحلة جديدة من التواصل السياسي والانخراط المباشر في ملفات المنطقة، بما فيها ملفات الأمن والاستقرار والتنمية الاقتصادية.

تحوّل دبلوماسي ورسائل اعتراف سياسي

يرى الكاتب والباحث السياسي مؤيد غزلان قبلاوي أن الخطوة تمثل "رسالة سياسية كبيرة"، وتؤسس لما سماه "مرحلة من التقدّم الدبلوماسي المتدرج"، معتبراً أن واشنطن، من خلال هذه الخطوة، أطلقت إشارة ضمنية تعكس استعدادها للسير نحو رفع شامل للعقوبات، وتعزيز مسار إعادة بناء الثقة مع الحكومة السورية الجديدة.

وفي حديثه لبرنامج "ما وراء الخبر" على قناة الجزيرة، اعتبر قبلاوي أن هذا التطور يضفي شرعية دولية على القيادة السورية الجديدة، ويُظهر تحوّلاً في المقاربة الأميركية من الحذر والترقّب، إلى الانخراط النشط ومباشرة المصالح الاستراتيجية في سوريا.

وأضاف أن الولايات المتحدة ترى في هذا التحوّل فرصة لتأسيس محور عربي جديد لمحاربة الإرهاب، مستشهداً بتصريحات بعض أعضاء الكونغرس الذين شددوا على ضرورة إبعاد النفوذ الإيراني، واستثمار الفرصة الحالية لتعزيز الأمن الإقليمي.

رهان أميركي على الاقتصاد لإبعاد التطرف

وأكد قبلاوي أن واشنطن تضع الثقل الاقتصادي في صلب رؤيتها الجديدة تجاه سوريا، إذ تراهن على تحسين الواقع المعيشي والبنى التحتية كوسيلة لمنع عودة تنظيم الدولة الإسلامية، مشيراً إلى تقارير أفادت بسقوط خلايا نائمة للتنظيم في حلب وريف دمشق.

لقاءات رئاسية ورسائل مباشرة من ترامب

في السياق نفسه، أكدت وزارة الخارجية السورية أن المبعوث الأميركي باراك التقى خلال زيارته بالرئيس السوري أحمد الشرع، ووزيري الخارجية والدفاع، أسعد الشيباني ومرهف أبو قصرة، بالإضافة إلى رئيس جهاز الاستخبارات حسين السلامة.

وكان باراك قد أشار إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اتخذ قرار افتتاح مقر السفير بجرأة وبدون شروط مسبقة، مشدداً على أن الرؤية الأميركية الجديدة تتمثل في إعطاء الحكومة السورية فرصة كاملة دون تدخلات خارجية.

دعم مشروط وتحوّطات قانونية في الكونغرس

من جهته، رأى ستيفن هايدمان، الباحث في مركز سياسات الشرق الأوسط في معهد بروكينغز، أن افتتاح مقر إقامة السفير يعكس اهتماماً شخصياً من ترامب، لكنه يأتي أيضاً في إطار اعتراف ضمني بوجود تغييرات ملموسة في دمشق، وتشجيع على مواصلة الإصلاحات كجزء من عملية انتقال سياسي شاملة تحترم حقوق الإنسان والأقليات.

وأشار هايدمان إلى أن الحديث عن رفع العقوبات الأميركية بشكل نهائي لا يزال مرهوناً بموافقة الكونغرس، وخاصة في ما يتعلق بقانون "قيصر"، مضيفاً أن الولايات المتحدة تشترط "تغييرات جوهرية" في بنية الدولة السورية، لا سيما في ما يخص استقلالية القضاء وتطبيق القوانين بعدالة.

تشجيع للاستثمار وبحث عن استقرار

ولفت هايدمان إلى أن ترامب يعمل على تشجيع الشركات ورجال الأعمال الأميركيين على دخول السوق السورية، مشدداً على أن واشنطن ترى في استقرار سوريا فرصة اقتصادية واستراتيجية، خاصة في ظل الحاجة إلى مشاريع إعادة الإعمار وتحديث البنى التحتية.

وأكد قبلاوي من جانبه أن أولوية سوريا الحالية تكمن في تحقيق الاستقرار الأمني، بما يتيح لها بناء جبهة داخلية متماسكة، مشيراً إلى أن الموقف الأميركي أوضح ضرورة احترام خط فك الاشتباك مع إسرائيل كجزء من الضمانات الإقليمية.

العلاقة مع قسد... والجدل التركي

وفي الشأن الداخلي السوري، قال قبلاوي إن تركيا لا تزال ترى تلكؤاً في دمج "قوات سوريا الديمقراطية" ضمن هيكل وزارة الدفاع السورية، مشدداً على أن "قسد" يجب أن تدرك أن الشرعية الدولية تتجه حالياً نحو دمشق وليس العكس.

إسرائيل: الحوار قبل التهدئة

وفيما يتعلق بالعلاقات السورية الإسرائيلية، رأى هايدمان أن إبرام معاهدة "عدم اعتداء" بين البلدين من شأنه أن يعزّز بيئة الاستقرار، بما يسمح بتحريك عجلة الاقتصاد، لافتاً إلى أن غياب الأمن هو أحد أبرز العوائق أمام أي استثمار خارجي.

وأوضح أن إسرائيل، منذ سقوط نظام بشار الأسد في أواخر 2024، كانت مسؤولة عن سلسلة من الاعتداءات على الأراضي السورية، في حين شددت الحكومة السورية الجديدة على تبني سياسة علاقات سلمية مع دول الجوار.

وفي هذا السياق، قال باراك: "نحن بحاجة إلى اتفاقية عدم اعتداء بين سوريا وإسرائيل، والبدء في نقاش حقيقي حول الحدود"، مؤكداً أن "الحل موجود، لكنه يبدأ بالحوار".

الخيار التركي: شريك مفصلي في صياغة مستقبل سوريا

وفي ختام مداخلته، رأى هايدمان أن اختيار توماس باراك، الذي يشغل أيضاً منصب السفير الأميركي في تركيا، كمبعوث خاص إلى سوريا، يعكس قناعة إدارة ترامب بأهمية أنقرة كفاعل محوري في صياغة مستقبل الحل السياسي في سوريا، واصفاً باراك بأنه "خيار ذكي" نظراً لمعرفته الدقيقة بتفاصيل المنطقة وتفاعلاتها.

اقرأ المزيد
٣٠ مايو ٢٠٢٥
فرنسا تحتضن المؤتمر الأول لفريق قيصر: دعوة لإعادة الاعتبار للضحايا والمنسيين من السوريين

عُقد المؤتمر الأول لفريق "قيصر" في العاصمة الفرنسية باريس، وجاء بمثابة إعلان رسمي عن الفريق وخطته المستقبلية، وسط حضور حقوقي وإعلامي واسع، وفي مؤتمرها الأول الذي عُقد في بلدية باريس تحت عنوان "شهود العدالة: السعي نحو المساءلة والعدالة في سوريا"، كشفت منظمة ملفات قيصر من أجل العدالة للمرة الأولى عن تاريخ تأسيسها في عام 2011، ومسار عملها السري الممتد لأكثر من عقد.

في السياق، كرّمت بلدية باريس الفريق بمنح الميدالية الكبرى، تقديراً لجهودهم في كشف جرائم الاعتقال والاختفاء القسري، وعلى رأسهم الشاهد الرئيسي فريد المذهان (قيصر)، ومؤسس الفريق أسامة عثمان، إلى جانب أعضاء الفريق: مشعل حمود، محمد حسن، أيمن، عمار، خولة، وعيسى. من جهتها، كرّمت إدارة ملفات قيصر عدداً من الشخصيات الفرنسية والسورية التي ساندت عملها في لحظات مفصلية، تقديراً لدورهم في دعم العدالة والمساءلة في سوريا.

أسباب عقد المؤتمر في فرنسا

وقال المدير التنفيذي للمنظمة أسامة عثمان، إن فرنسا كان لها دور كبير في تقديم الحماية للعائلات المرتبطة بالملف، وأن إقامة بعض أعضاء الفريق فيها، إلى جانب عدم قدرة البعض على مغادرة أراضيها، من الأسباب التي دفعت إلى اختيار باريس مكاناً لعقد المؤتمر الأول.

وأكد في مقابلة مع "تلفزيون سوريا" أن الفريق أراد من خلال هذا المؤتمر الإعلان بوضوح عن أعضائه وخطته للعمل المستقبلي، موضحاً أن المؤتمر كان من الممكن أن يُعقد في مكان آخر، لكن فرنسا، بحسب تعبيره، كانت أيضاً مكاناً احتضن كثيراً من الأصدقاء الذين ساعدوا في حماية أعضاء الفريق منذ البداية.

وأشار إلى دور شخصيات فرنسية مثل جرانس لوكين، التي ألّفت كتاباً حول عملية قيصر بعنوان "في قلب آلة الموت السورية"، والذي تُرجم إلى عدة لغات، كما شاركت في إنتاج وثائقي ألماني-فرنسي مشترك حول معاناة السوريين في ظل الانتهاكات التي ارتكبت في فترة حكم بشار الأسد.

وشدد عثمان في حديثه على أن المؤتمر يهدف للتذكير بقضية الضحايا الذين ماتوا تحت التعذيب، والتي اعتبرها أولوية قصوى، معبّراً عن حزنه لانشغال الفضاء العام ومواقع التواصل أحياناً بقضايا وصفها بأنها "تافهة جداً"، في وقت ما زال فيه ذوو المفقودين ينتظرون أي خبر عن أبنائهم.

وقال: "نحن في الأشهر الأولى لهروب بشار الأسد، ويجدر بنا أن نعمل أكثر على مراعاة ظروف الأهالي والأمهات الذين ينتظرون أي معلومة عن المفقودين، يجب ألا يتم تجاهل هؤلاء، حتى في الخطاب العام لم نعد نسمع أحداً يتكلم عن قضية المعتقلين أو الضحايا." وتابع: "اليوم انتقلنا وقفزنا لنتحدث عن إعادة الإعمار، يجب أن نفكر بإعادة الإنسان قبل إعادة إعمار البلاد".

وتطرق أيضاً إلى أوضاع المعاقين، قائلاً: "أين حقوق هؤلاء الضحايا، أين حقوق المعاقين؟ حتى موضوع المعاقين لا أحد يتكلم عنهم وكأنهم ليسوا ضحايا لهذه الفترة الطويلة من الانتهاكات. عندما تقول معاق، أنت تتكلم عن شخص هو سجين لإعاقته، ويعيق معه عائلته."

سبق هذا المؤتمر مسار طويل من العمل السري ارتبط فيه اسما "سامي" و"قيصر" بملفات التعذيب التي كشفت بشاعة ما جرى في سجون نظام الأسد. فمنذ عام 2014، ظهر ملف "قيصر" إلى العلن بعد أن تمكن هذا الفريق، الذي ظل متخفياً لسنوات، من تهريب عشرات آلاف الصور التي توثق جثث ضحايا التعذيب، إلى خارج سوريا.

في مقابلة نُشرت مؤخراً مع صحيفة الشرق الأوسط، كُشف أن "سامي"، الذي طالما ورد اسمه مرتبطاً بهذا الملف، هو المهندس المدني أسامة عثمان، رئيس مجلس إدارة منظمة "ملفات قيصر للعدالة" حالياً. كان "عثمان" يعمل مهندساً مدنياً في دمشق عند اندلاع الثورة السورية عام 2011، وله قريب يُعرف باسم "قيصر"، كان مكلفاً بتوثيق الوفيات داخل أقسام أجهزة الأمن السورية.

كان "قيصر" يوثّق وصول الجثث من الأفرع الأمنية، غالباً عراة ومشوّهة، وتحمل أرقاماً فقط. في بعض الأيام، وثّق ما لا يقل عن 70 ضحية. دفعت هذه الفظائع كلاً من "قيصر" و"سامي" إلى البدء في جمع وثائق وصور تثبت ما يحدث داخل مراكز الاعتقال، وبدأ ذلك عملياً في مايو/أيار 2011، حين كان "قيصر" يهرب الصور على أقراص USB ليسلمها لـ"سامي" في مناطق المعارضة.

في عام 2014، وبعد خروجهما من سوريا، كُشف لأول مرة عن تلك الصور التي أصبحت منذ ذلك الحين مادة رئيسية في ملفات التحقيق والمحاكمات المتعلقة بجرائم الحرب في سوريا. وقد استُخدمت فعلاً في محاكم غربية لإدانة ضباط في النظام بتهم التعذيب والانتهاكات الجسيمة، وأسهمت في فرض عقوبات دولية على النظام البائد.

اقرأ المزيد
٣٠ مايو ٢٠٢٥
وفد برلماني فرنسي يستعد لزيارة دمشق: نحو تقييم إنساني وسياسي للعلاقة مع سوريا

يستعد وفد من البرلمان الفرنسي للقيام بزيارة رسمية إلى سوريا خلال الأيام القليلة المقبلة، في خطوة تعبّر عن توجه أوروبي جديد لإعادة تقييم العلاقة مع الحكومة السورية، على ضوء المتغيرات السياسية والاقتصادية الأخيرة التي تشهدها البلاد والمنطقة.

ووفق ما أعلنه رئيس المجلس السوري الفرنسي، علي الزرقان، فإن الزيارة المرتقبة تندرج في إطار مبادرة دبلوماسية إنسانية تهدف إلى الاطلاع المباشر على الأوضاع داخل سوريا، ولا سيما في المناطق المتضررة من الحرب، وتقييم الاحتياجات الملحّة في المجالين الإنساني والخدمي.

أوضح الزرقان أن برنامج الزيارة سيشمل عقد لقاءات رسمية مع عدد من المسؤولين في الحكومة السورية، إلى جانب اجتماعات مع ممثلين عن المجتمع المدني السوري، بغرض تبادل الرؤى والاستماع إلى وجهات النظر المحلية حول سبل دعم التعافي والاستقرار.

كما يتضمن البرنامج تنظيم جولات ميدانية للوفد الفرنسي في عدة مدن ومناطق متضررة، بهدف الوقوف على حجم الدمار والاحتياجات الأساسية، ووضع تقارير مستقلة يمكن أن تسهم في صياغة سياسات دعم أوروبي موجهة لسوريا.

ووفق المجلس السوري الفرنسي، فإن هذه الزيارة تسعى إلى المساهمة في دفع جهود إعادة الإعمار، وتسليط الضوء على أهمية المصالحة الوطنية باعتبارها مدخلاً ضرورياً لتحقيق استقرار مستدام، إضافة إلى التشديد على ضرورة الوصول إلى حل سياسي شامل تشارك فيه جميع مكونات الشعب السوري، دون إقصاء.

ويأتي هذا التحرك الفرنسي في وقتٍ تشهد فيه الساحة الأوروبية نقاشات موسّعة حول سبل التعاطي مع سوريا بعد رفع العقوبات الأميركية، حيث تنظر بعض الدول الأوروبية إلى المرحلة الحالية كفرصة لإعادة تموضع دبلوماسي وإنساني، بعيداً عن سنوات العزلة والعقوبات.

يُشار إلى أن المجلس السوري الفرنسي يُعد من أبرز الأطر المعنية بتعزيز التواصل بين المجتمعين المدنيين في البلدين، ويعمل على تنظيم المبادرات الإنسانية والتشبيك البرلماني والدعم الفني لمشاريع التعافي، في إطار احترام السيادة السورية والانفتاح على الحلول الواقعية.

وتأتي هذه الزيارة في سياق متصل بجملة تحركات دبلوماسية أوروبية نحو دمشق، في ظل انفتاح سياسي إقليمي ودولي متسارع، يعيد ترتيب الأوراق في الشرق الأوسط، ويفتح الباب أمام مرحلة جديدة من العلاقات بين سوريا والدول الغربية.

اقرأ المزيد
٣٠ مايو ٢٠٢٥
"زراعة حمص" بالتعاون مع "الفاو" تطبق تقنيات حديثة لحصاد المياه في قرى ريفية

شرعت مديرية الزراعة في محافظة حمص، بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "فاو"، بتنفيذ مشروع متكامل لتقنيات حصاد مياه الأمطار، استهدف نحو 500 هكتار من الأراضي الزراعية في عدد من القرى الريفية، وذلك في إطار جهود تعزيز الأمن المائي ودعم الإنتاج الزراعي والثروة الحيوانية في المناطق المتأثرة بتغير المناخ.

وأوضحت المديرية في بيان نشرته عبر موقعها الإلكتروني أن القرى المشمولة بالمشروع هي "الثابتية، أبو دالي، تل الناقة، تل أحمر، سكرة، المظهرية، كفرعايا، غزالة، الفحيلة"، مشيرة إلى أن تنفيذ المشروع تم باستخدام مجموعة من الوسائل البيئية والهندسية التي تراعي طبيعة التضاريس وتوزيع الأمطار.

شملت تقنيات الحصاد المستخدمة إنشاء أقواس ترابية نصف دائرية، وأقواس حجرية مماثلة، إلى جانب سواتر منحنية متصلة تم وضعها على خطوط الكنتور، ما يتيح تقليل الفاقد من المياه وتعزيز تغذية التربة، كما تم اعتماد تقنية حصاد مياه الجريان السطحي المدعومة بالأخاديد، بما يعزز الاستفادة القصوى من مياه الأمطار الموسمية.

وبحسب البيان، فقد استفادت من المشروع الحقول المزروعة بأشجار اللوز والزيتون والعنب والفستق الحلبي، بمتوسط يتراوح بين 160 إلى 200 شجرة في الهكتار الواحد، وذلك في أراضٍ ذات انحدار يتراوح بين 6 و7 بالمئة، ما يجعلها مؤهلة للاستفادة من تقنيات الحصاد المائي دون تعرّضها لخطر الانجراف.

وفي خطوة نوعية تهدف إلى تقليل الاعتماد على المصادر المائية التقليدية، نفذت مديرية الزراعة ضمن المشروع ذاته منظومة لحصاد مياه الأمطار من أسطح المنازل في القرى المستهدفة، حيث شملت الخطة تجهيز 70 سطحاً بمنظومات لجمع المياه وتخزينها، لاستخدامها لاحقاً في سقاية المواشي والأغراض المنزلية، ما يمثل نقلة مهمة في دعم معيشة السكان المحليين.

ويأتي هذا المشروع ضمن إطار برامج التنمية الريفية التي تنفذها منظمة "الفاو" في سوريا، بالشراكة مع المؤسسات الوطنية، لدعم صمود المجتمعات المحلية وتحسين الموارد الطبيعية في مواجهة تحديات التغير المناخي والجفاف.

اقرأ المزيد
٣٠ مايو ٢٠٢٥
وزير الطوارئ في تغريدة مؤثرة: الصوت الذي تسمعونه نداء للحياة.. افسحوا الطريق

وجه وزير الطوارئ والكوارث رائد الصالح رسالة إنسانية مؤثرة إلى المواطنين السوريين، دعاهم فيها إلى التفاعل السريع والمسؤول عند سماع أصوات سيارات الإسعاف والطوارئ، مؤكدًا أن كل لحظة تأخير قد تُحدث فرقاً في إنقاذ الأرواح.

وجاءت رسالة الصالح عبر تغريدة نشرها على منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، قال فيها: "إلى أهلي في كل المحافظات السورية، الصوت الذي تسمعونه من سيارة الإسعاف أو الشرطة أو الإطفاء ليس مجرد صفارة، هو نداء للحياة يتطلب منا الاستجابة فوراً، كل ثانية لها ثمن، ولحظات بسيطة قد تغير حياة إنسان وتمنحه الأمل من جديد."

وأضاف الوزير:"أرجوكم عند سماعكم لأصوات هذه السيارات، افسحوا لها المجال بالعبور واتركوا مساراً فارغاً في الطريق لعبورها، من بداخلها أو من تذهب إليه لتقديم المساعدة له، هو إنسان يستحق الحياة ويجب أن نكون جميعاً شركاء بإنقاذ الأرواح."

لاقت هذه الكلمات صدى كبيراً بين السوريين، الذين عبروا عن دعمهم الكامل للرسالة، معتبرين أن هذه الدعوة الإنسانية تعكس مسؤولية جماعية في إنقاذ الأرواح. وتناقل الناشطون التغريدة على نطاق واسع، مؤكدين أهمية تعزيز ثقافة احترام مسارات سيارات الطوارئ، والتذكير بقيمة كل ثانية في حياة إنسان ينتظر النجدة.

وسبق أن أصدرت مؤسسة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء"، بياناً، بمناسبة مرور عقد على توقيع الميثاق الجامع للفرق التطوعية العاملة في سوريا في الخامس والعشرين من تشرين الأول عام 2014 معلناً انطلاق مؤسسة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) كمظلة وطنية لكل فرق الإنقاذ السورية تحمل على عاتقها القيام بمهام الحماية المدنية وإنقاذ الأرواح وتقديم المساعدة للسكان على امتداد الجغرافيا السورية.

وأوضحت المؤسسة أنه منذ تأسيس الدفاع المدني السوري كانت لدينا مهمة جوهرية وهي إنقاذ الأرواح، وجعلنا شعارنا الآية القرآنية "ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً"، وعلى مرِّ السنوات تمكنّا من إنقاذ أكثر من 128 ألف روح، وهو الإنجاز الأهم في عمل المؤسسة خلال السنوات العشر الماضية.

وأضافت أنه في ظل الواقع الذي فرضته الحرب على السوريين، لم يقتصر دورنا على الاستجابة الطارئة فقط، و شهدت المؤسسة تطورات كبيرة في الخدمات المقدمة وهيكليتها الإدارية وبرامجها وقدراتها بما يتناسب مع احتياجات المدنيين، مع بقاء إنقاذ الأرواح هو جوهر عملنا.

ووفق المؤسسة، فإنه خلال العقد الماضي، استجابت فرق الدفاع لعشرات الآلاف من الهجمات الجوية والأرضية والهجمات الكيميائية، إلى جانب الاستجابة للكوارث الطبيعية وعلى رأسها زلزال شباط 2023 المدمر، وإطفاء الحرائق وحوادث السير، وقدمنا الرعاية الصحية والإسعافات الأولية لمئات الآلاف من المدنيين، و قمنا بإزالة أكثر من 25 ألف ذخيرة غير منفجرة من مخلفات الحرب، وساعدنا في إعادة تأهيل البنية التحتية من خلال مشاريع نوعية مع التركيز على المنشآت التعليمية والطبية وشبكات الطرقات ومشاريع المياه والإصحاح.

وجددت المؤسسة التزمها بمبادئ العمل الإنساني، وأنها تؤمن بأن الوقوف إلى جانب الإنسان ومساعدته وتقديم يد العون له في ظروف الحرب والتهجير والكوارث الطبيعية وتمكين المجتمعات وبناء قدراتها وتحقيق الاستدامة في الاستجابة من أهم الأعمال لبناء سوريا، ولا يمكن تحقيق هذه الرؤية إلا من خلال جهودنا الجماعية، مدفوعين بإيماننا بأن كل عمل نقوم به اليوم هو بذرة في بناء سوريا المستقبل…سوريا العدالة والسلام، وفق نص البيان.

اقرأ المزيد
٣٠ مايو ٢٠٢٥
"المجلس الأطلسي": كيف تبدو الخطوة التالية بعد التخفيف الجزئي للعقوبات على سوريا..؟

نشر المجلس الأطلسي للأبحاث، ومقره العاصمة الأميركية واشنطن، تحليلاً للباحث والمسؤول السابق في وزارة الخزانة الأمريكية، أليكس زيردن، تناول فيه تداعيات القرار الأخير لإدارة الرئيس دونالد ترامب بتخفيف بعض العقوبات المفروضة على سوريا، وما يمكن أن تحمله المرحلة المقبلة من إجراءات تكميلية أو تحديات قانونية واقتصادية.

أوضح زيردن أن إدارة ترامب اتخذت خطوة "جريئة" من خلال التخفيف الجزئي للعقوبات، معتبراً أن هذا القرار يمثل بداية محتملة لمسار اقتصادي جديد، لكنه لا يرقى بعد إلى مستوى إعادة العلاقات الاقتصادية إلى طبيعتها بعد أكثر من أربعة عقود من الإجراءات العقابية، التي استهدفت بالأساس نظام بشار الأسد.

وأشار إلى أن واشنطن، من خلال ما أعلنته حتى الآن، فتحت باباً مهماً أمام إعادة الإعمار وإشراك القطاع الخاص، إلا أن مستقبل هذا الانفتاح مرتبط بشكل مباشر بالتقدم الفعلي داخل سوريا، وكذلك بالخطوات التي ستُتخذ لاحقاً لتوسيع أو تقنين الإعفاءات الحالية.

وبيّن التحليل أن الإجراءات الأخيرة، سواء من وزارة الخارجية أو الخزانة الأمريكية، تندرج ضمن فئتين: مؤقتة بطبيعتها، مثل إعفاء قانون قيصر لمدة 180 يوماً، أو قابلة للإلغاء في أي وقت، كحال بعض التراخيص الصادرة عن وزارة الخزانة.

في المقابل، أشار زيردن إلى وجود عدد من القيود القانونية والاقتصادية التي لا تزال سارية وتشكل عائقاً أمام انفتاح كامل، من بينها "استمرار تصنيف سوريا كـ"دولة راعية للإرهاب"، مما ينتج عنه رفع جزئي للحصانة السيادية أمام المحاكم الأمريكية، وإدراج كيانات سورية على لوائح "المنظمات الإرهابية الأجنبية"، وما يترتب عليه من تبعات جنائية ومدنية تجاه أي دعم مادي، وعقوبات أممية تستهدف شخصيات حكومية أساسية في الدولة السورية الجديدة، وضوابط تصدير تفرضها وزارة التجارة الأمريكية على سلع وخدمات محددة".

قدّم زيردن جملة من الخطوات المقترحة التي يمكن لإدارة ترامب أن تتخذها لتعزيز المسار الحالي، من أبرزها "توضيح الموقف الرسمي" من القيود الاقتصادية المتبقية، وتقديم مذكرة من وزارة العدل تفسر تأثير تصنيفي "الدولة الراعية للإرهاب" و"المنظمات الإرهابية الأجنبية"، خصوصاً بالنسبة للمنظمات الإنسانية.

وأكد على ضرورة العمل مع الكونغرس على مراجعة الأطر القانونية للعقوبات القديمة، بما يتناسب مع مرحلة ما بعد سقوط النظام السابق، والتنسيق مع الحلفاء لإعادة تقييم العقوبات الأممية، وضبطها بما يتماشى مع التحديات والمخاطر الراهنة، وإصدار إرشادات شاملة توضح تفاصيل الإعفاءات، مثل قانون قيصر والقسم 311 من شبكة مكافحة الجرائم المالية، وتوفير إجابات على الأسئلة الشائعة، مع تبني سياسة اقتصادية إيجابية تشمل تقديم مساعدات فنية لإعادة تأهيل النظام المالي، ومنح تراخيص جديدة، ورفع مزيد من القيود تدريجياً.

اختتم زيردن تحليله بالتنويه إلى أهمية التحرك السريع من قبل الحكومة الأمريكية لتحديث منظومة العقوبات، إلا أنه شدد في الوقت ذاته على أن كثيراً من العمل لا يزال ضرورياً لضبط هذه الإجراءات بطريقة مسؤولة، تضمن تحقيق الأهداف الاستراتيجية للسياسة الخارجية الأمريكية، وتتيح للشعب السوري الاستفادة من التحول التاريخي في موقف واشنطن.

وأكد الباحث أن اعتماد أدوات الاقتصاد الإيجابي، ودعم المؤسسات السورية الناشئة، يمثل السبيل الأمثل لترسيخ التحول السياسي والاستقرار في سوريا، بعيداً عن السياسات العقابية التي أرهقت الشعب لعقود.

اقرأ المزيد
٣٠ مايو ٢٠٢٥
"لا للعقوبات".. احتجاجات شعبية في حماة ترفض العقوبات على قادة الجيش السوري الجديد

شهدت مدينة حماة وقفة احتجاجية حاشدة نظّمها مئات المواطنين من الفعاليات الأهلية والعشائرية، رفضاً لاستمرار العقوبات الأمريكية والأوروبية المفروضة على قيادات عسكرية بارزة في الجيش السوري الجديد، في ظل ما اعتبروه محاولة لعرقلة مسار الاستقرار وتعافي الدولة.

ورفع المشاركون في التظاهرة لافتات وشعارات حملت عنوان "لا للعقوبات.. نعم لكرامة السوريين"، معبّرين عن رفضهم لاستمرار الإجراءات العقابية بحق شخصيات عسكرية وطنية ساهمت، وفق وصفهم، في حماية وحدة البلاد والدفاع عن المدنيين.

وأكد المحتجون أن العقوبات الغربية استُخدمت سابقاً كأداة للضغط على نظام بشار الأسد بسبب الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحق الشعب السوري، لكن جهات – وصفوها بأنها من بقايا النظام أو أطراف مرتبطة بأجندات خارجية – سعت إلى توسيع نطاق العقوبات لتشمل قادة في الجيش الوطني السوري ممن التحقوا مؤخراً بمؤسسات وزارة الدفاع، وفي مقدمتهم محمد حسين الجاسم المعروف بـ"أبو عمشة"، القائد السابق لفرقة "السلطان سليمان شاه"، وسيف بولاد الملقب بـ"أبو بكر"، القائد السابق لفرقة "الحمزة".

وفي ختام التظاهرة، طالب المشاركون المجتمع الدولي بمراجعة سياساته العقابية، مؤكدين أن استهداف شخصيات انخرطت في المؤسسات الوطنية الجديدة يُقوّض الجهود المبذولة لتحقيق الأمن والاستقرار، ويضعف الثقة في مسار المصالحة الوطنية وإعادة بناء الدولة على أسس جديدة.

وشهدت الأيام الماضية حملة إعلامية مكثفة استهدفت القياديين المذكورين، بالتزامن مع التوترات الأمنية في الساحل السوري، وهجمات نفذتها مجموعات موالية للنظام السابق، ما دفع جهات علوية وكردية للضغط على صانعي القرار الأوروبيين والأمريكيين لإبقاء العقوبات على هؤلاء، رغم قرارات رسمية برفع القيود الاقتصادية عن سوريا.

وكان الاتحاد الأوروبي قد أعلن، يوم الأربعاء 28 أيار/مايو 2025، إدراج شخصيتين عسكريتين بارزتين من وزارة الدفاع السورية على قائمة العقوبات، متّهماً إياهما بالضلوع في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في مناطق متعددة، منها الساحل السوري، وعفرين، وريف حلب.

وأوضح بيان الاتحاد أن الشخصيتين أصبحتا خاضعتين لتجميد أصولهما ومنع دخولهما إلى أراضي الدول الأوروبية، مع احتمال فرض عقوبات إضافية عليهما لاحقاً.

وشدد البيان الأوروبي على أن هذا الإجراء يأتي في إطار تحديث دوري للائحة العقوبات، ويعكس التزام الاتحاد بمساءلة المسؤولين عن الانتهاكات في سوريا، وتعزيز مسار العدالة والانتقال السياسي، بهدف حماية المدنيين ودعم حقوق الإنسان.

 

اقرأ المزيد

مقالات

عرض المزيد >
● مقالات رأي
٣٠ يونيو ٢٠٢٥
أبناء بلا وطن: متى تعترف سوريا بحق الأم في نقل الجنسية..؟
سيرين المصطفى
● مقالات رأي
٢٥ يونيو ٢٠٢٥
محاسبة مجرمي سوريا ودرس من فرانكفورت
فضل عبد الغني
● مقالات رأي
٢٥ يونيو ٢٠٢٥
استهداف دور العبادة في الحرب السورية: الأثر العميق في الذاكرة والوجدان
سيرين المصطفى
● مقالات رأي
١٧ يونيو ٢٠٢٥
فادي صقر وإفلات المجرمين من العقاب في سوريا
فضل عبد الغني
● مقالات رأي
١٣ يونيو ٢٠٢٥
موقع سوريا في مواجهة إقليمية محتملة بين إسرائيل وإيران: حسابات دمشق الجديدة
فريق العمل
● مقالات رأي
١٢ يونيو ٢٠٢٥
النقد البنّاء لا يعني انهياراً.. بل نضجاً لم يدركه أيتام الأسد
سيرين المصطفى
● مقالات رأي
٦ يونيو ٢٠٢٥
النائب العام بين المساءلة السياسية والاستقلال المهني
فضل عبد الغني مدير ومؤسس الشبكة السورية لحقوق الإنسان