فرنسا تحتضن المؤتمر الأول لفريق قيصر: دعوة لإعادة الاعتبار للضحايا والمنسيين من السوريين
فرنسا تحتضن المؤتمر الأول لفريق قيصر: دعوة لإعادة الاعتبار للضحايا والمنسيين من السوريين
● أخبار سورية ٣٠ مايو ٢٠٢٥

فرنسا تحتضن المؤتمر الأول لفريق قيصر: دعوة لإعادة الاعتبار للضحايا والمنسيين من السوريين

عُقد المؤتمر الأول لفريق "قيصر" في العاصمة الفرنسية باريس، وجاء بمثابة إعلان رسمي عن الفريق وخطته المستقبلية، وسط حضور حقوقي وإعلامي واسع، وفي مؤتمرها الأول الذي عُقد في بلدية باريس تحت عنوان "شهود العدالة: السعي نحو المساءلة والعدالة في سوريا"، كشفت منظمة ملفات قيصر من أجل العدالة للمرة الأولى عن تاريخ تأسيسها في عام 2011، ومسار عملها السري الممتد لأكثر من عقد.

في السياق، كرّمت بلدية باريس الفريق بمنح الميدالية الكبرى، تقديراً لجهودهم في كشف جرائم الاعتقال والاختفاء القسري، وعلى رأسهم الشاهد الرئيسي فريد المذهان (قيصر)، ومؤسس الفريق أسامة عثمان، إلى جانب أعضاء الفريق: مشعل حمود، محمد حسن، أيمن، عمار، خولة، وعيسى. من جهتها، كرّمت إدارة ملفات قيصر عدداً من الشخصيات الفرنسية والسورية التي ساندت عملها في لحظات مفصلية، تقديراً لدورهم في دعم العدالة والمساءلة في سوريا.

أسباب عقد المؤتمر في فرنسا

وقال المدير التنفيذي للمنظمة أسامة عثمان، إن فرنسا كان لها دور كبير في تقديم الحماية للعائلات المرتبطة بالملف، وأن إقامة بعض أعضاء الفريق فيها، إلى جانب عدم قدرة البعض على مغادرة أراضيها، من الأسباب التي دفعت إلى اختيار باريس مكاناً لعقد المؤتمر الأول.

وأكد في مقابلة مع "تلفزيون سوريا" أن الفريق أراد من خلال هذا المؤتمر الإعلان بوضوح عن أعضائه وخطته للعمل المستقبلي، موضحاً أن المؤتمر كان من الممكن أن يُعقد في مكان آخر، لكن فرنسا، بحسب تعبيره، كانت أيضاً مكاناً احتضن كثيراً من الأصدقاء الذين ساعدوا في حماية أعضاء الفريق منذ البداية.

وأشار إلى دور شخصيات فرنسية مثل جرانس لوكين، التي ألّفت كتاباً حول عملية قيصر بعنوان "في قلب آلة الموت السورية"، والذي تُرجم إلى عدة لغات، كما شاركت في إنتاج وثائقي ألماني-فرنسي مشترك حول معاناة السوريين في ظل الانتهاكات التي ارتكبت في فترة حكم بشار الأسد.

وشدد عثمان في حديثه على أن المؤتمر يهدف للتذكير بقضية الضحايا الذين ماتوا تحت التعذيب، والتي اعتبرها أولوية قصوى، معبّراً عن حزنه لانشغال الفضاء العام ومواقع التواصل أحياناً بقضايا وصفها بأنها "تافهة جداً"، في وقت ما زال فيه ذوو المفقودين ينتظرون أي خبر عن أبنائهم.

وقال: "نحن في الأشهر الأولى لهروب بشار الأسد، ويجدر بنا أن نعمل أكثر على مراعاة ظروف الأهالي والأمهات الذين ينتظرون أي معلومة عن المفقودين، يجب ألا يتم تجاهل هؤلاء، حتى في الخطاب العام لم نعد نسمع أحداً يتكلم عن قضية المعتقلين أو الضحايا." وتابع: "اليوم انتقلنا وقفزنا لنتحدث عن إعادة الإعمار، يجب أن نفكر بإعادة الإنسان قبل إعادة إعمار البلاد".

وتطرق أيضاً إلى أوضاع المعاقين، قائلاً: "أين حقوق هؤلاء الضحايا، أين حقوق المعاقين؟ حتى موضوع المعاقين لا أحد يتكلم عنهم وكأنهم ليسوا ضحايا لهذه الفترة الطويلة من الانتهاكات. عندما تقول معاق، أنت تتكلم عن شخص هو سجين لإعاقته، ويعيق معه عائلته."

سبق هذا المؤتمر مسار طويل من العمل السري ارتبط فيه اسما "سامي" و"قيصر" بملفات التعذيب التي كشفت بشاعة ما جرى في سجون نظام الأسد. فمنذ عام 2014، ظهر ملف "قيصر" إلى العلن بعد أن تمكن هذا الفريق، الذي ظل متخفياً لسنوات، من تهريب عشرات آلاف الصور التي توثق جثث ضحايا التعذيب، إلى خارج سوريا.

في مقابلة نُشرت مؤخراً مع صحيفة الشرق الأوسط، كُشف أن "سامي"، الذي طالما ورد اسمه مرتبطاً بهذا الملف، هو المهندس المدني أسامة عثمان، رئيس مجلس إدارة منظمة "ملفات قيصر للعدالة" حالياً. كان "عثمان" يعمل مهندساً مدنياً في دمشق عند اندلاع الثورة السورية عام 2011، وله قريب يُعرف باسم "قيصر"، كان مكلفاً بتوثيق الوفيات داخل أقسام أجهزة الأمن السورية.

كان "قيصر" يوثّق وصول الجثث من الأفرع الأمنية، غالباً عراة ومشوّهة، وتحمل أرقاماً فقط. في بعض الأيام، وثّق ما لا يقل عن 70 ضحية. دفعت هذه الفظائع كلاً من "قيصر" و"سامي" إلى البدء في جمع وثائق وصور تثبت ما يحدث داخل مراكز الاعتقال، وبدأ ذلك عملياً في مايو/أيار 2011، حين كان "قيصر" يهرب الصور على أقراص USB ليسلمها لـ"سامي" في مناطق المعارضة.

في عام 2014، وبعد خروجهما من سوريا، كُشف لأول مرة عن تلك الصور التي أصبحت منذ ذلك الحين مادة رئيسية في ملفات التحقيق والمحاكمات المتعلقة بجرائم الحرب في سوريا. وقد استُخدمت فعلاً في محاكم غربية لإدانة ضباط في النظام بتهم التعذيب والانتهاكات الجسيمة، وأسهمت في فرض عقوبات دولية على النظام البائد.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ