نبه نشطاء وفعاليات مدنية شمالي حلب، إلى الآثار السلبية المترتبة على "الحراك العشوائي"، لأبناء العشائر العربية، في نصرتهم للعشائر العربية في محافظة دير الزور ضد ميليشيا "قوات سوريا الديمقراطية"، محذرين من استمرار حالة "الاستعراض"، وعرض العضلات بالأرتال العسكرية ورفع الرايات دون العمل الحقيقي لدعم خطوط الجبهة.
ورصد نشطاء، عشرات الأرتال العسكرية المدججة بالسلاح والعناصر، باسم عشائر عدة في الشمال السوري "إدلب وشمالي حلب"، بثت مقاطع تظهر توجهها لخطوط التماس مع قوات سوريا الديمقراطية شرقي حلب، لكن جل هذه الأرتال سرعات ماعادت أدراجها، بعد تنفيذها "استعراضات" في تلك المناطق، وفق تأكيد النشطاء.
وقالت مصادر عدة، إن المعارك على خطوط التماس في "عرب حسن وتلة السيراتيل والمحسنلي"، تشهد اشتباكات متقطعة، بين مجموعات من أبناء العشائر، وقوات سوريا الديمقراطية والنظام في الطرف المقابل، وأن تلك المجموعات لم تتلق أي دعم عسكري حقيقي سواء من الأرتال التي أذيع أنها توجهت لخطوط الجبهة، أو من أي من مكونات الجيش الوطني السوري.
وفي تقرير سابق، نشرته شبكة "شام" الإخبارية بعنوان ""العشائر العربية" في تحدٍ مصيري أمام "قسد" فهل تثبت وجودها على خارطة السيطرة بعيداً عن الاستعراضات"، لفت لبروز دور العشائر العربية في مناطق شمال شرقي سوريا، بشكل رئيس من بداية الحراك الشعبي السوري عام 2011، ولعبت تلك العشائر بمختلف مسمياتها، دوراً فاعلاً في نصرة الحراك، في الطرف المقابل، عمل النظام ولاحقاً "قسد وداعش" على استمالة بعض المشايخ وتصديرهم لتمرير أجنداتهم على حساب أبناء تلك المنطقة، المعروفة بولائها للعشيرة وترابطها فيما بينهما.
وأوضح أنه مع تطورات الحراك الشعبي، ورغم تفكك موقف العشائر، بين من يساند النظام أو قسد، ومن يقف في صف الأحرار الثوار، عاد ذلك الدور المحوري ليتصدر المشهد خلال الأسبوع الفائت، مع تصاعد المواجهة بين مكونات "قسد"، لتجد العشائر العربية في مناطق "قسد" وحتى خارجها، أمام تحد مصيري في إثبات وجودها وإعادة توحيد صفوفها، في حرب فرضت عليهم بأن "نكون أو لانكون".
وبين أن السبب المباشر الذي حرك العشائر العربية في المنطقة الشرقية، كان اعتقال "قسد" لقادة مجلس دير الزور العسكري، الممثل للقوى العربية في المنطقة، لكن هناك أسباب كبيرة، تراكمية، غير معلنة، منها تفكيك "قسد" لكلمة العشائر العربية، وتصدير الموالين لها، والتضييق الممنهج وعمليات التغيير الديموغرافي والتنكيل بحق المكون والمناطق العربية طيلة سنوات مضت، لم يكن بمقدور أحد مواجهة تلك السطوة.
ومع انتقال الفزعة للمناطق المحررة نصرة لعشائر دير الزور، وإعلان النفير العام لجميع تلك العشائر، بدأت التحركات العسكرية تظهر جلياً في شمال وشرقي حلب، ولكن ليست بالحجم المطلوب، سريعاً لحسم الموقف وتشكيل ورقة ضغط قوية على "قسد" للتخفيف عن أبناء دير الزور من العشائر التي باتت تحقق تقدم على حساب "قسد" هناك، ينقصها الدعم والعون على جبهات تل أبيض ومنبج بشكل رئيس.
وتحدث عن عشرات الأرتال باتت تتحرك، وبدأ مقاتلو العشائر ينسلخون من فصائرهم، ويحملون سلاحهم للتكتل باسم العشائر وحدها دون الفصائل، للانتقال لمرحلة المواجهة مع "قسد"، وهذا يعطي دفع كبير في المعركة المصيرية المفروضة عليهم، ويشكل ورقة قوة كبيرة في حال حققت تلك الأرتال التأثير ودخلت المعركة بشكل حقيقي، دون الاستعراض والمشاركة الخجولة.
وأضح أن عموم "العشائر العربية" ومن خلفهم أبناء الثورة، أمام معركة مصيرهم مع "قوات سوريا الديمقراطية"، فنجاحهم في هذه المعركة يعطيهم موقف قوي تفاوضي مع التحالف الدولي في المنطقة ويجعلهم قوة تأثير وصاحب قرار، لكن الفشل، يعني كارثة حقيقية وكبيرة لكل أبناء العشائر ولكل المكونات التي تتشكل منها تلك العشائر.
وأشار تقرير "شام" إلى أن هذا يقف على جدية أبناء العشائر وشيوخها الممثلين لها، في التحرك ونصرة أبناء دير الزور، والزج بقوتهم وإثبات وجودهم ونفوذهم، وتقديم الدعم الكامل لكل المقاتلين للتقدم والتوسع وفرض خارجة سيطرة جديدة شرقي حلب وفي ريف تل أبيض وكذلك ريف الحسكة، ربما يكون ذلك تحولاً جديداً في المعركة، أو نهاية وتقويض وعودة "قسد" للبطش بيد من حديد بحق أهلنا في دير الزور وفي جميع مناطق سيطرتها.
قالت مصادر إعلام موالية للنظام، إن وزير خارجية الأسد "فصيل المقداد"، بحث مع مندوب روسيا لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بلاهاي السفير ألكسندر شولغين، التعاون بمواجهة ضغط وابتزاز الغرب عبر منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وفق تعبيره.
وذكرت المصادر، بأن الجانبين بحثا التعاون القائم بين بعثتي البلدين الدائمتين في المنظمة لمواجهة التحديات المشتركة والضغط والابتزاز الذي تمارسه الدول الغربية من خلال عمل المنظمة ضد الدول المستقلة وبلدان العالم النامي.
وأدان "فصيل المقداد والسفير ألكسندر شولغين" تسييس عمل المنظمة والنهج الغربي المعادي للدول التي تقف في وجه المخططات الغربية ومنها كيل الاتهامات غير الصحيحة وسوق حملات التضليل لتشويه صورة سورية وروسيا في المنظمة، وفق تعبيرهم.
وشدد المقداد على ما أسماه "موقف سوريا الراسخ" من رفض استخدام الأسلحة الكيميائية من قبل أي كان وفي أي مكان وتحت أي ظرف كان، وزعم التزام سورية باتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية وتقديمها كافة التسهيلات المطلوبة لعمل المنظمة، متوجها بالشكر إلى روسيا والسفير شولغين على دعم سوريا في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، مؤكدا عمق علاقات الصداقة التاريخية التي تجمع بين البلدين.
من جانبه، أكد السفير شولغين أن التعاون والتنسيق القائم بين البعثتين الدائمتين في لاهاي يساهم في التصدي لمحاولات فرض الدول الغربية لهيمنتها على عمل وقرار منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والتدخل في الشؤون الداخلية للدول وفي مواجهة حملات التضليل التي تقف خلفها الدوائر الغربية لتسييس عمل المنظمة، مشيدا بوفاء سوريا لالتزاماتها تجاه عمل المنظمة رغم الحرب الإرهابية التي تواجهها، وفق "سانا".
وسبق أن أدانت وزارة خارجية نظام الأسد، في بيان لها، بياني وزارة الخارجية الفرنسية، والمتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، حول اتهامات وجهت لدمشق، باستخدام أسلحة كيميائية عام 2013، في إشارة لهجمات الغوطة الكيميائية، معتبرة أنها حوادث مفبركة ومزورة.
وقالت خارجية النظام، إن "ما ساقته وزارتا الخارجية الفرنسية والأمريكية في البيانين لا ينفصل عن حملة التضليل والكذب السابقة التي تؤكد مشاركة البلدين ودول أخرى في تدبير هذه الجريمة البشعة في إطار شراكتهما الكاملة في الاعتداءات الإرهابية المباشرة وغير المباشرة على سوريا".
واعتبرت الوزارة إلى أن البيانين يهدفان إلى إخفاء المجرم الحقيقي والتغطية على تورط باريس وواشنطن ومسؤوليتهما في حادثة استخدام المجموعات الإرهابية أسلحة كيميائية في الغوطة الشرقية في أغسطس 2013 وغيرها من الحوادث الأخرى، وفق نص البيان.
وأضافت: "سوريا تستنكر مواقف فرنسا والولايات المتحدة التي تندرج في إطار التغطية على مسؤوليتهما مع دول أخرى في دعم المجموعات الإرهابية وتورطها بتزويد تلك المجموعات بمواد وأسلحة كيميائية استخدمتها في كل الحوادث التي وقعت في سوريا".
وقالت خارجية النظام إن "المسؤولين الأمريكيين والفرنسيين، ومن يدور في فلكهم هم من تجب محاسبتهم لأنهم تحالفوا مع التنظيمات الإرهابية وشاركوا بسفك الدم السوري ومارسوا ويمارسون سياسة تجويع الشعب السوري عبر الإرهاب وإجراءات قسرية انفرادية تخالف مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة".
وكانت أصدرت الخارجية الفرنسية بياناً، اتهمت فيه نظام الأسد باستخدام الأسلحة الكيميائية في الغوطة الشرقية بدمشق وأعلنت عن التزام فرنسا بضمان عدم إفلات مرتكبي هذه الجرائم من العقاب، في حين أشار دميتري بوليانسكي، نائب المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة، إلى أن المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية فرناندو أرياس، يخشى الظهور أمام مجلس الأمن الدولي.
وسبق أن عبر "أديديجي إيبو" نائب ممثلة الأمم المتحدة لشؤون نزع السلاح، عن أسفه لعدم تجاوب نظام الأسد مع طلبات الأمانة الفنية لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، ولفت إلى أن الأمانة الفنية لم تتلق بعد أي إعلانات أو وثائق مطلوبة من دمشق.
وقال إيبو، خلال إحاطة في مجلس الأمن الدولي حول إزالة برنامج الأسلحة الكيميائية لنظام الأسد، إن جهود الأمانة الفنية لعقد الجولة 25 من المشاورات بين فريق التقييم والسلطات السورية، لم تحرز أي تقدم بعد.
وبين أن الإعلان المقدم من دمشق حول إنهاء البرنامج الكيميائي عام 2014، لا يمكن اعتباره دقيقاً وكاملاً وفقاً لاتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، "بالنظر إلى الثغرات وأوجه عدم الاتساق التي تم تحديدها والتي لا تزال دون حل"، بما فيها العثور على مادة كيماوية في مرافق برزة عام 2018، والحركة غير المصرح بها لبقايا أسطوانتين مدمرتين المرتبطتين بهجوم دوما عام 2018.
ولفت المسؤول الأممي إلى أن الأمانة الفنية تواصل التخطيط للجولة القادمة من عمليات التفتيش المقرر إجراؤها خلال العام الحالي لمرفقي برزة وجمرايا التابعين لمركز الدراسات والبحوث العلمية.
وكانت قالت "ليندا توماس غرينفيلد" المندوبة الأمريكية لدى مجلس الأمن، خلال جلسة عقدها الثلاثاء، بشأن الأسلحة الكيماوية في سوريا، إن المجلس لن يسمح لنظام الأسد، أن يفر مع حلفائه من جرائمهم بحق الشعب السوري.
وأوضحت المبعوثة، أن العالم شهد كيف مات مئات الأشخاص معظمهم من الأطفال بجرائم النظام الكيماوية في الغوطة الشرقية، وشددت على أنهم سيواصلون الضغط حتى تتمكن منظمة حظر الأسلحة من القيام بالمطلوب منها.
في السياق، قالت المندوبة الفرنسية، إن استخدام نظام الأسد للأسلحة الكيماوية ضد شعبه هو جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، وأضافت أن نظام الأسد لم يحترم القانون الدولي ويواصل سياسة الكذب والتضليل.
أيضاً، قالت مندوبة بريطانيا في الأمم المتحدة، باربرا وودوارد، إن نظام الأسد استخدم الأسلحة الكيماوية في 9 مناسبات على الأقل، وأضافت: "نسعى لتحقيق العدالة للضحايا"، مؤكدة أن الإعلان عن مخزون الأسلحة الكيماوية في سوريا غير دقيق، وعلى النظام الكشف عن كافة جوانب برنامج أسلحته الكيماوية.
وكان أكد "الائتلاف الوطني السوري" بمناسبة انعقاد جلسة لمجلس الأمن الدولي، بشأن الأسلحة الكيماوية، أن ضحايا الأسلحة الكيماوية الذين استشهدوا خنقاً عبر قصف قوات النظام ما يزالون ينتظرون تحقيق العدالة ومحاسبة مجرم الحرب بشار الأسد على جرائم الحرب التي ارتكبها بحقهم بالتعاون مع حلفائه.
ولفت الائنلاف إلى أن استمرار إفلات نظام الأسد من المحاسبة والعقاب بعد أن أثبتت التقارير الحيادية مسؤوليته عن مئات جرائم الحرب، وبعد أن أكدت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية مسؤولية نظام الأسد عن جرائم باستخدام السلاح الكيماوي في مناطق سراقب واللطامنة ودوما، يمثل فشلاً ذريعاً في آلية تنفيذ القرارات الدولية تجاه مجرمي الحرب.
وبين أن التقارير تؤكد أن نظام الأسد قتل خنقاً بالغازات السامة 1510 أشخاص (حسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان) في هجمات خانقة على مناطق متفرقة بدءاً من 2012، إضافة إلى إصابة الآلاف بحالات اختناق تركت لدى المصابين مشكلات صحية مزمنة، ومع وجود كامل الأدلة وشهادات الناجين، فإن المسؤولية تقع بشكل كامل على عاتق المجتمع الدولي في تخليص العالم من مجرم حرب مستعد لاستخدام السلاح الكيماوي في أي وقت يحتاج إليه.
وطالب الائتلاف الوطني، بفرض تدابير ضد نظام الأسد وفق البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وذلك بعد عدم اكتراث نظام الأسد بالقرار 2118 واستخدامه السلاح الكيماوي ضد المدنيين 184 مرة بعد أن صادق على اتفاقية حظر استخدام وتصنيع الأسلحة الكيماوية في أيلول 2013.
كشفت مصادر إعلاميّة مقربة من نظام الأسد، عن اختراق قناة رسمية لوزارة الدفاع في حكومة النظام السوري، وذلك للمرة الثانية خلال هذا العام، حيث تعرضت القناة الرسمية للوزارة في تطبيق التواصل "تلغرام" للاختراق في شباط الفائت.
وذكر إعلام النظام الرسمي، أن قناة وزارة الدفاع السورية في تطبيق التواصل الاجتماعي "تلغرام" تعرضت لهجوم قرصنة أدى إلى اختراق أحد الحسابات، ويذكر أن الإعلان جرى حذفه من مواقع التواصل دون تبرير.
ونقلت وسائل إعلام رسمية عن إعلام النظام قوله إن وزارة الدفاع قامت بإلغاء الحساب المذكور وإيقاف الحسابات والقنوات الأخرى الخاصة بالوزارة على تطبيق تلغرام.
وحذرت الوزارة من أي حساب مزيف على تطبيق "تلغرام" أو أي تطبيق آخر ينتحل صفة الارتباط بها، وذكرت أن المصادر الإعلامية الرسمية لوزارة الدفاع على شبكة الانترنت موجودة على موقعها الإلكتروني.
وفي نيسان الماضي، أعلن مجلس الوزراء لدى نظام الأسد عن تعرض القناة الرسمية لحكومة النظام على التلغرام للتهكير، بعد اختراقها من قبل مجهولين، وفق بيان صادر عن المكتب الصحفي في رئاسة مجلس الوزراء التابع للنظام.
ودعا المكتب الصحفي المواطنين إلى متابعة الأخبار الصادرة عن مجلس الوزراء عبر الموقع الرسمي للمجلس والصفحة الرسمية على الفيسبوك، وذلك بعد تعرض قناة الحكومة على التلغرام للاختراق وسيطر عليها هكرز مجهولون.
وكشف مدير مكتب الإعلام في رئاسة الوزراء لدى نظام الأسد "باسل نيوف"، عبر صفحته الشخصية على فيسبوك، أنه تم اختراق حسابه على التلجرام، دعا أصدقاءه إلى "حذف أي محادثات جرت سابقاً معهم واختيار خيار الحذف لدى الطرفين".
وقالت مراسلة في إعلام النظام إنها تلقت رسالة من حساب "باسل نيوف"، المخترق دون تكشف عن محتواها وقالت إن الرسالة جرى حذفها لاحقا، فيما قال مراسل قناة الكوثر الإيرانية في حلب إن خبر اختراق قناة الحكومة صحيح وليس كذبة أبريل.
هذا وشهدت القناة عقب الاختراق حذف غالبية المحتوى الإعلامي، وسط نشر معلومات وعبارات موالية لتنظيم داعش، والمفارقة أن القناة ذاتها حذرت المواطنين مرارا وتكرارا من الضغط على ما قالت إنها روابط احتيالية، لكنها وقعت رغم تحذير المواطنين في فخ التهكير، الذي طال معرف رسمي يمثل حكومة نظام الأسد إعلامياً.
كثفت مدفعية النظام وراجماته، من قصفها على قرى وبلدات جبل الزاوية في القطاع الغربي، القريبة من خطوط التماس، ضمن سياسة باتت واضحة لحرق المنطقة، وتدمير ماسلم من قصفه السابق على المنطقة، علاوة عن تهجير سكانها لمرة جديدة.
ورصد نشطاء، خلال الأيام الماضية، حملة تصعيد هي الأكبر منذ أشهر على قرى وبلدات جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، أبرزها "الفطيرة - كفرعويد - سفوهن - كنصفرة - بليون - البارة"، حيث تنهال عليها القذائف كالمطر بشكل يومي، لاسيما "الفطيرة وكفرعويد".
وسجل نشطاء خلال اليومين الماضيين، سقوط أكثر من 500 قذيفة صارخية ومدفعية على قرى جبل الزاوية، ضمن سياسة "الأرض المحروقة" الني ينتهجها النظام للانتقام من القرى والبلدات المدنية، في كل خسارة يتعرض لها في الاشتباكات والمعارك التي تشهدها خطوط الجبهات، ليكون رده مركزاً على المدنيين.
وسبب القصف العنيف والمكثف على قرى جبل الزاوية، نزوح العائلات التي سبق أن عادت لتلك القرى، لمرة جديدة، في ظل وضع إنساني مأساوي تعيشه جل العائلات التي فقدت منازلها، علاوة عن فقط مواسمها التي عادت مؤخراً لجنيها، لكن قصف النظام منعها وحرمها من الاستفادة منه.
وفي السياق، تتعرض بلدات ريف إدلب الشرقي "آفس - سرمين"، لقصف مدفعي وصاروخي، خلفت ضحايا بين المدنيين، كما يطال القصف المكثف قرى وبلدات ريف حلب الغربي، في حملة ممنهجة تطال المنطقة عامة.
وسبق أن قالت مؤسسة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء"، إن تصعيد الهجمات على المدنيين من قبل قوات النظام وروسيا وميليشيات موالية لهم خلال الساعات الماضية يهدد حياة المدنيين ودون رادع عن هذه الجرائم منذ 12 عاماً.
وأشارت المؤسسة إلى أن الهجمات والقصف من قوات النظام وروسيا بكافة أنواعها، تضاعف معاناة المدنيين في مناطق شمال غربي سوريا وتهدد حياتهم، وتعتبر هذه الهجمات انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، في ظل تقاعس المجتمع الدولي عن محاسبة مرتكبي الجرائم بحق السوريين، ويتركونهم تحت سطوة هذه الهجمات دون أن يجدوا ملاذاً آمناً يحميهم منها، ويبقى حلمهم بالعيش بسلام حلماً بعيد المنال.
قال المتحدث الرسمي باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان، سيلتقيان في سوتشي اليوم الاثنين 4 سبتمبر، سيتناولان عدة ملفات بينها صفقة الحبوب وسوريا.
وأوضح بيسكوف، أنه من المقرر إجراء المحادثات منتصف نهار الاثنين، "ومناقشة قضايا مواصلة تطوير التعاون الثنائي المتبادل المنفعة، فضلا عن القضايا الدولية الراهنة". ومن بينها طبعا التسوية السورية.
وأضاف أنه من المتوقع أن تكون المواضيع الرئيسية للمفاوضات مع بوتين بالنسبة لأردوغان بشكل عام هي سبل التسوية السلمية للنزاع بين روسيا وأوكرانيا وصفقة الحبوب، وأشار بيسكوف إلى أن أردوغان يبدو مهتما بعقد مفاوضات جديدة في تركيا لإيجاد حل سلمي ويريد الحفاظ على التوازن وعلى مسافة معينة بين الطرفين المتعارضين.
وسبق أن قال السفير "عاكف تشاغاطاي قليتش"، كبير مستشاري الرئيس التركي، إن اللقاءات مع النظام السوري مستمرة على مستويات مختلفة، موضحا أن هناك بعض المواضيع العالقة للوصول إلى لقاءات في أعلى مستوى.
وأكد المسؤول التركي، ثبات ووضوح موقف بلاده من تلك الملفات، مشددا على احترام تركيا لوحدة أراضي سوريا، ورفضها سيطرة أي تنظيم إرهابي هناك، وبين أن أنقرة اتخذت بعض الخطوات للحيلولة دون سيطرة تنظيمات إرهابية على المنطقة، من أجل أمنها القومي ومن أجل سوريا.
وكانت قالت وزارة الدفاع الروسية، في بيان لها، إن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، ناقش مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، خلال لقاء في موسكو، صفقة الحبوب والعمل المشترك للدولتين على مستوى التسوية السورية.
ونقلت عن شويغو، قوله إن الأمور المتعلقة بالعمل في سوريا، "والمشروع الذي بدأناه معكم - إقامة علاقات بين تركيا وسوريا بمشاركتنا، ثم انضم الزملاء الإيرانيون إلى هذا المشروع. إنها الاجتماعات الأولى في تاريخ تركيا وسوريا، بل وروسيا، حيث يجتمع رؤساء الإدارات العسكرية ورؤساء أجهزة المخابرات من أجل حل القضايا العملية والأرضية والإنسانية القصوى".
وكان قال "سيرغي لافروف" وزير الخارجية الروسي، في كلمة ألقاها بمعهد موسكو للعلاقات الدولية بمناسبة بدء العام الدراسي في روسيا، إن مسودة خارطة الطريق لتطبيع العلاقات السورية التركية قيد الدراسة، لافتاً إلى أن الاتصالات جارية للوصول بها إلى وضع مقبول بشكل عام.
وأضاف لافروف: "لقد سلمنا مسودة خارطة الطريق حول تطبيع العلاقات السورية التركية إلى جميع زملائنا في يونيو من هذا العام. وهي الآن قيد الدراسة، والاتصالات جارية بخصوصها".
وكان اعتبر الإرهابي "بشار الأسد"، في تصريحات له، خلال مباحثات مع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، في دمشق، أن موضوع الانسحاب التركي شرط لا بد منه لعودة العلاقات الطبيعية بين دمشق وأنقرة.
ونقلت تلك المصادر عن "الأسد" قوله إن "ما يشهده العالم اليوم يثبت أن القضايا التي دافعنا عنها ودفعنا ثمنا لها كانت صحيحة، وأن سياساتنا كانت سليمة"، معتبراً أن "الصورة الدولية أصبحت أكثر وضوحا على وقع التطورات والتغييرات الحاصلة في العالم، وهي تعزز ثقتنا بالنهج الذي نسير عليه".
وسبق أن استبعد "عاكف تشاغطاي كليج" وهو كبير مستشاري الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إمكانية عقد اجتماع بين الرئيس التركي، والإرهابي "بشار الأسد"، في المستقبل القريب، في ظل تجاذبات كبيرة وتصريحات متضاربة حول إمكانية عقد اللقاء بين نفي وتأكيد، اعتبرها البعض دعائية قبيل الانتخابات التركية الأخيرة.
قال "فاديم كوليت" نائب رئيس مركز المصالحة الروسي، ، إن أربع مقاتلات تابعة لـ "التحالف الدولي" بقيادة الولايات المتحدة، هاجمت هدفين في محافظة حمص، معتبراً أن هذا انتهاك لمبادئ خفض التصعيد.
وأضاف كوليت: "من الساعة 00:52 حتى 00:55، خرقت أربع مقاتلات (اثنتان من طراز إف 16، واثنتان من طراز إف 35) تابعة لما يعرف بـ"التحالف الدولي" الأجواء السورية عبر منطقة التنف، ونفذت غارة جوية على هدفين في محافظة حمص".
ولفت إلى أن "التحالف الدولي" خرق بتصرفاته مذكرة مبادئ خفض التصعيد في جنوب سوريا المؤرخة 8 نوفمبر 2017"، وسبق أن اعتبر كوليت أن "التحالف" بمثل هذه التصرفات، يواصل خلق ظروف خطيرة لوقوع حوادث طيران، وإلى تفاقم الوضع في المجال الجوي السوري.
وكان جدد مركز "المصالحة الروسي"، اتهام طائرات "التحالف الدولي" بقيادة الولايات المتحدة، بانتهاك بروتوكولات تفادي التصادم 10 مرات في سوريا، في وقت كانت أكدت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، أن المقاتلات الروسية اقتربت بشكل "غير آمن وغير مهني سبع مرات خلال شهر أغسطس الماضي".
وكانت أكدت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، أن المقاتلات الروسية اقتربت بشكل "غير آمن وغير مهني سبع مرات خلال شهر أغسطس الماضي"، في وقت كانت أعلنت روسيا لمرات عدة، تسجيل خروقات من الطائرات الأمريكية لآلية عدم التصادم أو التضارب في الأجواء السورية.
وأوضحت الوزارة، أن الطائرات الروسية اقتربت من مقاتلات إف-35 أميركية ومقاتلات أخرى تابعة للتحالف فوق سوريان ولفتت إلى أن الممارسات الروسية "تنتهك القيود التي تم الاتفاق عليها مسبقا بين البلدين وتزيد من خطر سوء التقدير ولا تعكس السلوك المتوقع من قوة جوية محترفة".
وأشار البنتاغون إلى أنه في "بعض المناورات اقترب الطيارون الروس لمسافة ١٠٠٠ قدم (304 أمتار) من مقاتلات التحالف"، مؤكدا أن "آخر هذه المناورات غير الآمنة سجلت في الخامس والعشرين من أغسطس" الماضي، وجدد البنتاغون دعوة روسيا إلى وقف هذه الممارسات المتهورة.
وسبق أن اتهم نائب رئيس مركز المصالحة الروسي فاديم كوليت، القوات الأمريكية، بخرق آلية عدم التصادم في سوريا، متحدثاً عن أن طائرة مسيّرة تابعة لـ "التحالف الدولي" بقيادة أمريكا، اقتربت بشكل خطير من طائرة روسية من طراز "سو-35" في سماء سوريا.
وتواصل الماكينة الإعلامية لمركز "المصالحة الروسي"، رفع التقارير اليومية، التي تتحدث عن خروقات تنفذها طائرات التحالف الدولي في سوريا، لآلية عدم التضارب أو التصادم، في وقت يبدو أن المشهد يندرج ضمن الحرب الباردة بين واشنطن وموسكو في سوريا.
أصدرت "قوات سوريا الديمقراطية"، (قسد) بياناً قالت فيه إن شيخ قبيلة العكيدات إبراهيم الهفل "بات مطلوباً لها ولن يتم العفو عنه"، إلى ذلك أصدر الشيخ "هفل عبود شيخ جدعان الهفل"، بياناً عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، حول تطورات الأوضاع بدير الزور، وعلى الصعيد الميداني استمرت المواجهات وشن "قسد" حملات دهم واعتقال بعدة مناطق بديرالزور.
وحسب بيان رسمي صادر عن "المركز الإعلامي"، لميليشيات "قسد"، فإن الشيخ "هفل"، "هو رأس الفتنة بات مطلوباً لقوات قسد"، واتهمت الشيخ باستجلاب مسلحين دخلاء من غرب الفرات وبالتسبب "بإراقة دماء قسد والأهالي وتشريدهم وتخريب المؤسسات الخدمية وتزعم محاولات إشعال الفتنة بناء على أوامر من الجهات الخارجية".
وأعلنت قوات "قسد"، "تمشيط بلدة البصيرة والجزء الأكبر من الشحيل، وقالت إن قواتها تتجه بقرار ثابت إلى حسم العملية في بلدة الذيبان"، وعلقت "قسد"، على الاجتماع الذي عقد في شمال وشرق سوريا مع نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي، "ايثان غولدريتش"، وقائد عملية العزم الصلب اللواء "جويل فويل".
ووصفت الاجتماع بأنه "إيجابي"، وتناول "مناقشة أوضاع دير الزور والتدخلات الخارجية فيها، كانت قوّاتنا، قوّات سوريا الديمقراطية وعشائر المنطقة في صفٍ واحد ومتفقين مسبقاً خلال اجتماعات ماضية على ضرورة تعزيز الأمن والاستقرار"، وفق نص البيان.
في حين أصدر شيخ قبيلة العكيدات "هفل عبود شيخ جدعان الهفل"، اليوم الاثنين 4 أيلول/ سبتمبر، بيانا قال فيه إنه انطلاقا من مسؤولياته تجاه أهله والمنطقة وبعد التواصل مع أهلي وأبناء عمومتي في المنطقة،
أتقدم بطلب وقف إطلاق النار الدائر حاليا شرق الفرات في الريف الشرقي من ديرالزور، حقنا للدماء لكافة الأطراف وحفاظاً على الأمن والاستقرار والسلم الاهلي في هذه المنطقة.
وذكر أن استمرار القتال بين الطرفين لن يؤدي إلا إلى الفوضى وتمكين للجهات الخارجية والأطراف الأخرى المتربصة في تحقيق مشاريعها الخاصة وأن إستمرار القتال بين الطرفين يمكن أصحاب الأطماع، مما يؤدي إلى عودة الإرهاب الذي عانى منه الجميع، ودعا الطرفين إلى الجلوس على طاولة المفاوضات لحل المشاكل العالقة بالتفاوض ووضع إستراتيجية دائمة تضمن الأستقرار الدائم في هذه المنطقة.
وأضاف مطالبا "بإدارة عربية مستقلة لمناطق العشائر العربية بتنسيق عالي مع التحالف الدولي وبما يحفظ دماء وكرامة الجميع"، وكان أصدر شيخ قبيلة العكيدات "إبراهيم الهفل"، الملقب بـ"أبو خليل"، بياناً أكد أنه تم تشكيل لجنة مخولة بالتفاوض مع التحالف الدولي، نافياً أي اجتماع مع القوات الأمريكية وأوضح في البيان مطالب العشائر العربية، وفق بيان نقلته معرفات إعلامية محلية.
وحسب نص البيان، فإن "بعض الشائعات تروّج لوجود مفاوضات مع التحالف الدولي بهدف التوصل لحل وإيقاف القتال وذلك لتشتيت تركيز المقاتلين"، وأكد شيخ مشايخ قبيلة العكيدات، عدم لقاء القبيلة أو ممثلين عنها مع التحالف الدولي ولم يحصل أي اجتماع حتى الآن.
وذكر الشيخ "الهفل" أنه "حدد لجنة مفاوضات مفوّضة منه ومن أبناء العشائر وهي الجهة الوحيدة المخولة باللقاء مع التحالف الدولي كممثل شرعي لأبناء العشائر"، وأرجع ذلك لقطع الطريق على المتسلقين على دماء أبناء العشائر العربية.
وأكد أن أسماء أعضاء هذه اللجنة موجودة لدى الشيخ إبراهيم الهفل وسيتم بتزويد التحالف بهذه الأسماء إذا حدثت مساعي جادة للبحث عن حلول بعد تقديم ضمانات بحفظ سلامة أعضاء اللجنة ومنع "قسد" محاولة إرهابهم وقمعهم.
ونوه البيان أنه العشائر العربية رغم الظروف الحرجة تسعى إلى رفع الظلم عن أبناء العشائر في ديرالزور وتحرير أرضها والوصول لقرار مستقل تستطيع عبره إدارة مناطق العشائر العربية مدنياً وعسكرياً، واعتبر أن هذه من أساسيات الحقوق التي تطالب بها العشائر.
وتطرق إلى مساعد إيقاف القتال والتوصل لحل سلمي يضمن حقوق ومطالب العشائر العربية برعاية التحالف الدولي، وأكد أن اي شخص يلتقي مع التحالف ويقدم نفسه لهم على أنه ممثل لأبناء العشائر بدون تفويض من القبيلة لايمثلها ولا يحمل مطالبنا المُحقة العادلة بل يبحث عن مكاسب شخصية.
وتحدثت مصادر إعلامية عن اجتماع عقد اليوم في منزل الشيخ إبراهيم خليل الهفل ضم وجهاء وطيف واسع من الشخصيات الاعتبارية لوضع خريطة طريق جديدة وحضر الاجتماع وجهاء من "الحسون القرعان الشعيطات"، وسط مباحثات حول تشكيل مجلس عسكري يمثل مكونات العشائر.
وكان تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، تسجيلاً صوتياً لشيخ قبيلة العكيدات "إبراهيم الهفل"، خاطب فيه قوات العشائر العربية، مؤكداً عدم وجود هدنة مع قوات "قسد"، وأكد استمرارية القتال.
ويأتي نفي "الهفل"، عقب الحديث عن رفض شيخ قبيلة البكارة "حاجم البشير"، دعوة متزعم ميليشيا "قسد"، مظلوم عبدي للاجتماع بالحسكة لبحث الأوضاع الأخيرة، وذكرت مصادر أن رفض "البشير" جاء بسبب عدم دعوة "الهفل" أو ممثلين عن قبيلة العكيدات للاجتماع.
هذا وتتصاعد المواجهات المسلحة الدامية بين مقاتلي العشائر من جهة وقوات سوريا الديمقراطية من جهة أخرى في عدة بلدات وقرى بريف ديرالزور، وذلك في أعقاب عملية أطلقتها "قسد" تحت مُسمى "تعزيز الأمن"، ورغم بيان رسمي لقسد ذكر الكثير من دوافع الحملة، إلا أنها طالت "المجلس العسكري بديرالزور" بشكل مباشر، قبل تطور الصراع وتحوله إلى مواجهة مباشرة ومفتوحة مع عشائر عربية.
ويذكر أن الشيخ "إبراهيم الهفل"، يعد أحد مشايخ قبيلة العكيدات الرئيسيين، إلى جانب شقيقه الشيخ "مصعب" المقيم في قطر، وعمه الشيخ "هفل جدعان الهفل"، المقيم في الولايات المتحدة، وجاء تداول معلومات عن مفاوضات بين القبيلة و"قسد"، في ظل التشديد على مطالب العشائر العربية، وسط حراك معلن على مستوى التحالف الدولي وبعض الوجهاء لإنهاء الصراع الدائر منذ 9 أيام متواصلة، وأعلنت صفحة السفارة الأمريكية بدمشق عن عقد اجتماع بهذا الشأن.
استشهدت طفلة، جرح عدد من المدنيين اليوم الاثنين، بقصف صاروخي للنظام، طال خيمة تأويهم على أطراف مدينة سرمين في ريف إدلب الشرقي، في ظل حملة قصف مكثفة للنظام وحلفائه على ريف إدلب منذ عدة أسابيع.
وقال نشطاء، إن عائلة نازحين من قرية آفس، جراء القصف المدفعي على القرية يوم أمس، استقرت في خيمة، على أطراف مدينة سرمين، هرباً من القصف، لتلاحقهم قذائف الموت، التي طالت خيمتهم، وأدت لاستشهاد طفلة وجرح آخرين.
وبالتوازي، تتعرض قرى وبلدات جبل الزازية "الفطيرة - سفوهن - كفرعويد - كنصفرة - بليون - دير سنبل - الرامي" لقصف مدفعي عنيف ومركز من قبل قوات الأسد التي كثفت وصعدت من قصفها المدفعي على المنطقة بمئات القذائف يومياً، في حين تتعرض بلدات ريف حلب الغربي لذات التصعيد.
وسبق أن قالت مؤسسة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء"، إن تصعيد الهجمات على المدنيين من قبل قوات النظام وروسيا وميليشيات موالية لهم خلال الساعات الماضية يهدد حياة المدنيين ودون رادع عن هذه الجرائم منذ 12 عاماً.
وأشارت المؤسسة إلى أن الهجمات والقصف من قوات النظام وروسيا بكافة أنواعها، تضاعف معاناة المدنيين في مناطق شمال غربي سوريا وتهدد حياتهم، وتعتبر هذه الهجمات انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، في ظل تقاعس المجتمع الدولي عن محاسبة مرتكبي الجرائم بحق السوريين، ويتركونهم تحت سطوة هذه الهجمات دون أن يجدوا ملاذاً آمناً يحميهم منها، ويبقى حلمهم بالعيش بسلام حلماً بعيد المنال.
حلب::
قصف مدفعي مصدره مناطق مشتركة لميليشيات قسد وقوات الأسد استهدف قرية تل الهوى (هواء هيوك) بالقرب من بلدة الراعي وقريتي قيراطة والحلونجي جنوب جرابلس وقريتي السكريات والكريدية قرب مدينة الباب شرقي حلب.
اشتباكات في قرية التوخار الكبير بين ابناء العشائر ومليشيات قسد جنوب مدينة جرابلس، أدت الاشتباكات لسقوط جرحى من المدنيين.
استهدف فصائل الثوار بصاروخ "م.د" نقطة عسكرية لميليشيات قسد في برج القاص على محور باصوفان شمالي حلب.
قصف مدفعي من قبل قوات الأسد على مدينة الأتارب وقرى الأبزمو وكفرعمة والقصر والوساطة وكفرتعال بالريف الغربي، أسفر عن سقوط شهيد في بلدة الأبزمو.
ادلب::
شن الطيران الحربي الروسي غارت جوية استهدفت بلدات بلشون والفطيرة واحسم وفليفل بالريف الجنوبي، ترافقت مع قصف مكثف وعنيف من قبل قوات الأسد على بلدات وقرى الفطيرة وكفرعويد وفليفل وآفس وبليون والموزرة والرامي وسفوهن وكنصفرة ومحور "الملاجة" بريف إدلب.
تمكن فصائل الثوار من تدمير قاعدة كورنيت لقوات الأسد داخل قرية حزارين بعد استهدافها بصاروخ م.د.، كما تم إستهداف القرية بصواريخ الكاتيوشا، كما واستهدفوا مواقع الأسد في قرية الفقيع" بقذائف المدفعية.
منطقة نبع السلام (شمال الرقة والحسكة)::
شن مقاتلون من أبناء العشائر العربية انطلاقا من مناطق سيطرة الجيش الوطني السوري في منطقة نبع السلام هجوما على مواقع سيطرة ميليشيات قسد وقوات الأسد في قرى ( الطركي والصكيرو والارتوازية جنوبي بلدة تل أبيض شمال الرقة وبلدة الطويل جنوب رأس العين شمال الحسكة )، كما قطعوا الطريق الدولي "أم 4" واستهدفوا تحركات مليشيات قسد بقذائف الهاون حيث تمكنوا من تدمير سيارة عسكرية كما قصفوا مواقع قسد في مدينة عين عيسى وريف تل أبيض، في حين قامت قسد بقصف قرى ليلان والحمدانية والعريش والقاسمية شمال الحسكة، الجدير بالذكر أن الاشتباكات خلفت قتلى وجرحى في صفوف ميلشيات قسد وعناصر الأسد وكذلك سقط عدد من القتلى من أبناء العشائر.
درعا::
استهدف مجهولون حاجز تابع للنظام في بلدة اللدلي شمال درعا بقذيفة "ار بي جي" وبالرصاص الحي، وذلك بعد قيام الحاجز بمنع المصلين من التوجه لصلاة الجمعة
اغتال مجهولون أحد عملاء النظام وعضو قيادة شعبة حزب البعث في مدينة نوى بالريف الغربي، وذلك جراء استهدافه بالرصاص المباشر على الطريق الواصل بين بلدتي الشيخ سعد وعدوان.
عثر على جثتين لشابين مدنيين على الطريق الواصل بين بلدتي كحيل والمسيفرة شرقي درعا.
عثر على جثة "أحمد مشتولي" أحد عناصر لواء القدس التابع للنظام على دوار بلدة اليادودة في الريف الغربي، حيث ذكر نشطاء أن مجهولين اختطفوا "مشتولي" وقاموا بقتله ورمي جثته.
انفجرت عبوة ناسفة في بلدة الغارية الغربية أدت لمقتل الشاب "جباوي الغبيطي" وهو منشق عن جيش النظام سابقا لا ينتمي لأي فصيل حاليا.
اشتباكات عائلية في مدينة جاسم بالريف الشمالي أسفرت عن سقوط جرحى بين المتقاتلين.
ديرالزور::
ما تزال الاشتباكات العنيفة مستمرة بين ميلشيات قسد وقوات العشائر العربية في ريف ديرالزور، حيث شنت قسد هجوما مضادا بعد وصول تعزيزات عسكرية كبيرة لها إلى المنطقة تمكنت فيها من استعادة السيطرة على مدينتي الشحيل والبصيرة وقريتي الزر والجاسمي، ونفذت في هذه المناطق حملة دهم وتفتيش واسعة استهدفت منازل المدنيين، وعلى جبهات أخرى، تمكنت العشائر العربية من السيطرة على بلدة الحصان وقرية إبريهة، وتصدت لمحاولة قسد اقتحام بلدة ذيبان وقتلت عددا منهم وعطبت آلية عسكرية، كما تدور معارك عنيفة في عدة مناطق أخرى، وفي سياق متصل قام مجهولون بإطلاق النار على نقطة عسكرية لميليشيا قسد في محيط بلدة "الكبر" غرب دير الزور، وتجدر الإشارة لإستخدام قسد طائرات مسيرة حيث ألقت إحداها قذيفة أدت لمقتل شاب في شاطئ نهر الفرات في مدينة البصيرة.
أطلق مجهولون النار على منزل مختار بلدة حمار العلي غرب ديرالزور دون وقوع أي إصابات.
الحسكة::
وضعت ميليشيات قسد يدها على المركز الثقافي في مدينة القامشلي شمال الحسكة وأغلقت المركز الذي يتبع لنظام الأسد.
دعا أهالي مدينة تل رفعت المحتلة من قبل قوات سوريا الديمقراطية، كافة المدن وجميع العشائر للوقوف إلى جانبهم في تحرير مدينتهم من "قسد" والنزول للشارع الثوري بحراك عسكري، في سياق حراك أبناء العشائر العربية لمساندة أهالي دير الزور ضد قوات سوريا الديمقراطية.
ولطالما انتظر أبناء القرى المحتلة في منطقة "الشهباء" شمالي حلب، الوقت والفرصة لإعادة تحرير مناطقهم من سيطرة الميليشيات الانفصالية، وأعلن لأكثر من مرة عن نية القوات التركية شن عملية عسكرية لتحرير المنطقة بمشاركة الجيش الوطني، ولكن لأسباب سياسية توقفت ولم تبدأ حتى اليوم.
ومضى أكثر من سبعة أعوام على احتلال قوات "قسد"، أكثر من 42 مدينة وبلدة بريف حلب الشمالي، أجبرت أكثر من 250 ألفاً من سكانها على الخروج من مناطقهم باتجاه الحدود السورية التركية، لتغدوا المخيمات هي المأوى البديل لهم، وهم يترقبون بشكل يومي الوقت الذي تعود فيها مناطقهم لسيطرة الجيش الحر وتتخلص من محتليها الجديد ممثلة بقوات قسد وحلفائها.
وتعرضت المدن والبلدات التالية أسمائها " مدينة تل رفعت، بلدة دير جمال، بلدة كفرنايا، بلدة الشيخ عيسى، كفرناصح، الشهابية، مزرعة الشيخ هلال، إحرص، حربل، أم حوش، حساجك، فافين، الزبارة، خربة الحياة، منغ، عين دقنة، مرعناز، المالكية، تل عجار، أناب، كشتعار، المزرعة، مريمين، شوارغة، مزرعة المزرعة، طاطا مراش، تبن، كفر أنطون، طويس، الهيبي، كفرمز، أم القرى، الوحشية، واسطة، سروج، الحصية، السموقة، طعانة، قرامل، تل حيحان، تل المضيقـ القلقمية"، لهجمة عسكرية كبيرة من قبل قوات قسد على رأسها جيش الثوار في شهر شباط من عام 2016 إبان تقدم قوات الأسد والميليشيات الشيعية لبلدتي نبل والزهراء، حيث قامت قوات قسد بالسيطرة على البلدات المذكورة بعد اشتباكات مع الجيش الحر، قدمت فيها روسيا دعماً جوياٌ كبيراً لقوات قسد، في حين حظيت ذات القوات بتغطية مدفعية كبيرة من قبل قوات الأسد.
وشهدت تلك البلدات والمدن حركة نزوح كبيرة لآلاف المدنيين باتجاه منطقة إعزاز، حيث استحدثت عشرات المخيمات لإيوائهم، والتي لم تسلم هي الأخرى من قصف قوات قسد التي لاحقتهم لمخيمات نزوحهم، في الوقت الذي قامت فيه قسد بسرقة كل المقدرات الموجودة في هذه البلدات من مشافي وأفران ومستوصفات ومحولات كهرباء، وممتلكات خاصة وصلت حتى لتعفيش فرش المنازل ونقلتها لمنطقة وجودها في منطقة عفرين.
ولعل تغاضي المجتمع الدولي عن قضية آلاف المدنيين واستمرار قسد في تعنتها في احتلال مناطقهم، دفع الثوار من أهالي المنطقة لإطلاق سلسلة عمليات باسم منها "أهل الديار" استهدفت مواقع قوات قسد في انتظار اليوم الذي تبدأ فيه عمليات التحرير الحقيقية وتعود هذه المناطق لأهلها المبعدين عنها.
ويتطلع عشرات الألاف من الأهالي النازحين من بلدات ريف حلب الشمالي المحتلة، لتحرير مناطقهم وبلداتهم من الميليشيات الانفصالية التي سيطرت عليها بدعم جوي روسي، ورفضت إعادتها لأهلها رغم كل المفاوضات التي أجريت لذلك.
أصدر شيخ قبيلة العكيدات "إبراهيم الهفل"، الملقب بـ"أبو خليل"، بياناً أكد أنه تم تشكيل لجنة مخولة بالتفاوض مع التحالف الدولي، نافياً أي اجتماع مع القوات الأمريكية وأوضح في البيان مطالب العشائر العربية، وفق بيان نقلته معرفات إعلامية محلية.
وحسب نص البيان، فإن "بعض الشائعات تروّج لوجود مفاوضات مع التحالف الدولي بهدف التوصل لحل وإيقاف القتال وذلك لتشتيت تركيز المقاتلين"، وأكد شيخ مشايخ قبيلة العكيدات، عدم لقاء القبيلة أو ممثلين عنها مع التحالف الدولي ولم يحصل أي اجتماع حتى الآن.
وذكر الشيخ "الهفل" أنه "حدد لجنة مفاوضات مفوّضة منه ومن أبناء العشائر وهي الجهة الوحيدة المخولة باللقاء مع التحالف الدولي كممثل شرعي لأبناء العشائر"، وأرجع ذلك لقطع الطريق على المتسلقين على دماء أبناء العشائر العربية.
وأكد أن أسماء أعضاء هذه اللجنة موجودة لدى الشيخ إبراهيم الهفل وسيتم بتزويد التحالف بهذه الأسماء إذا حدثت مساعي جادة للبحث عن حلول بعد تقديم ضمانات بحفظ سلامة أعضاء اللجنة ومنع "قسد" محاولة إرهابهم وقمعهم.
ونوه البيان أنه العشائر العربية رغم الظروف الحرجة تسعى إلى رفع الظلم عن أبناء العشائر في ديرالزور وتحرير أرضها والوصول لقرار مستقل تستطيع عبره إدارة مناطق العشائر العربية مدنياً وعسكرياً، واعتبر أن هذه من أساسيات الحقوق التي تطالب بها العشائر.
وتطرق إلى مساعد إيقاف القتال والتوصل لحل سلمي يضمن حقوق ومطالب العشائر العربية برعاية التحالف الدولي، وأكد أن اي شخص يلتقي مع التحالف ويقدم نفسه لهم على أنه ممثل لأبناء العشائر بدون تفويض من القبيلة لايمثلها ولا يحمل مطالبنا المُحقة العادلة بل يبحث عن مكاسب شخصية.
وتحدثت مصادر إعلامية عن اجتماع عقد اليوم في منزل الشيخ إبراهيم خليل الهفل ضم وجهاء وطيف واسع من الشخصيات الاعتبارية لوضع خريطة طريق جديدة وحضر الاجتماع وجهاء من "الحسون القرعان الشعيطات"، وسط مباحثات حول تشكيل مجلس عسكري يمثل مكونات العشائر.
وكان تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، تسجيلاً صوتياً لشيخ قبيلة العكيدات "إبراهيم الهفل"، خاطب فيه قوات العشائر العربية، مؤكداً عدم وجود هدنة مع قوات "قسد"، وأكد استمرارية القتال.
ويأتي نفي "الهفل"، عقب الحديث عن رفض شيخ قبيلة البكارة "حاجم البشير"، دعوة متزعم ميليشيا "قسد"، مظلوم عبدي للاجتماع بالحسكة لبحث الأوضاع الأخيرة، وذكرت مصادر أن رفض "البشير" جاء بسبب عدم دعوة "الهفل" أو ممثلين عن قبيلة العكيدات للاجتماع.
هذا وتتصاعد المواجهات المسلحة الدامية بين مقاتلي العشائر من جهة وقوات سوريا الديمقراطية من جهة أخرى في عدة بلدات وقرى بريف ديرالزور، وذلك في أعقاب عملية أطلقتها "قسد" تحت مُسمى "تعزيز الأمن"، ورغم بيان رسمي لقسد ذكر الكثير من دوافع الحملة، إلا أنها طالت "المجلس العسكري بديرالزور" بشكل مباشر، قبل تطور الصراع وتحوله إلى مواجهة مباشرة ومفتوحة مع عشائر عربية.
ويذكر أن الشيخ "إبراهيم الهفل"، يعد أحد مشايخ قبيلة العكيدات الرئيسيين، إلى جانب شقيقه الشيخ "مصعب" المقيم في قطر، وعمه الشيخ "هفل جدعان الهفل"، المقيم في الولايات المتحدة، وجاء تداول معلومات عن مفاوضات بين القبيلة و"قسد"، في ظل التشديد على مطالب العشائر العربية، وسط حراك معلن على مستوى التحالف الدولي وبعض الوجهاء لإنهاء الصراع الدائر منذ 8 أيام متواصلة، وأعلنت صفحة السفارة الأمريكية بدمشق عن عقد اجتماع بهذا الشأن.
نفت ميليشيات ما يسمى بـ"قوات سوريا الديمقراطية"، (قسد) أنها تحارب العشائر العربية ضمن عملية "تعزيز الأمن" التي دخلت اليوم الأحد يومها الثامن على التوالي، وإلى جانب العملية أطلقت "قسد" العديد من الاتهامات إلى الطرف الآخر، على لسان الإعلام الرسمي والداعم لها.
وقالت "قسد" في بيان لها إن الاشتباكات الجارية في دير الزور هي مع "مرتزقة الاحتلال التركي"، و"عناصر تابعة لجهات أمنية لحكومة دمشق"، لتضاف إلى قائمة الاتهامات التي أصدرتها "قسد"، حيث قالت إنها تلاحق "خلايا تنظيم داعش" و"العناصر الإجرامية الخارجية عن القانون" و"مجموعات من الفاسدين وعصابات التهريب".
وزعمت أنه ليس هناك أي خلاف أو أي مشكلة بين شعب دير الزور وقوات سوريا الديمقراطية، وادعت وجود تواصل دائم مع العشائر، وذكرت أن قوى خارجية مختلفة تدخلت بعد إطلاق عملية "تعزيز الأمن"، ضد خلايا تنظيم داعش والعناصر الإجرامية، واتهمت العشائر العربية التي تقاتلها بالعمالة لنظام الأسد وتركيا.
وقال "فرهاد الشامي"، الناطق باسم "قسد"، بأن الأخيرة "بدأت بالحسم، وهناك فرصة أخيرة للمسلحين الدخلاء للاستسلام في الشحيل والذيبان"، وفي مقابلة مصورة قال إن مجموعة صغيرة تتبع للنظام دخلت إلى المنطقة وحاولت جر "قسد" لمواجهات بين المدنيين لكن "قسد" لم تستخدم العنف المفرط، وفق تعبيره.
وقدر أن العملية التي انطلقت منذ 27 آب الماضي، جاءت للقضاء على خلايا داعش التي نفذت أكثر من 60 هجوما منذ بداية 2023 في دير الزور، إضافة إلى ملاحقة العناصر الإجرامية التي ارتكبت الانتهاكات بما فيها قائد مجلس ديرالزور العسكري المعزول "أحمد الخبيل" الملقب بـ"أبو خولة".
وذكر "شامي"، أن "الخبيل" متهم بقتل واغتصاب فتاتين ولدى "قسد" أدلة بهذا الشأن، إضافة إلى وثائق تتعلق بتواصله مع جهات معادية بما فيها النظام السوري لإحداث الفوضى والفتنة في المنطقة الشرقية.
واعتبر أن العملية كانت في أول يومين ناجحة جدا، لكن هناك جهات يبدو أنها متضررة من هذه العملية، وبشكل خاص ميليشيات الدفاع الوطني لدى النظام التي تسللت إلى الشحيل والبصيرة بريف ديرالزور، تضامنا مع بعض المستفيدين من "أبو خولة" في المنطقة.
وحسب "شامي" فإنّ "قسد" تواجه خلايا داعش من جهة ومسلحين يتبعون للنظام السوري بعد تسللهم للمنطقة من جهة أخرى، وقدر أن 5 قرى فقط بدير الزور تعرضت للتوتر من أصل 127 قرية تخضع لسيطرة "قسد" على الضفة الشرقية لنهر الفرات.
واتهم "غرف استخباراتية" بطرح مصطلح أن القتال بين قوات "قسد والعشائر"، مؤكدا استمرار سيطرة "قسد"، على منابع وآبار النفط، باستثناء تعرض نبع للضرر بعد إحراقه على يد مسلحين يتبعون لقائد مجلس ديرالزور المعزول، وفق تعبيره.
وحول إمكانية وقدرة "قسد"، على استعادة المناطق التي خسرتها بريف ديرالزور، قال "شامي"، إن "قسد بارعة في القضاء على هذه المجاميع المسلحة لكنها لم تلجأ بعد إلى الحزم تفاديا لإراقة الدماء، وإعطاء الفرصة لعقلاء ووجهاء العشائر الذين هم أساسا في صفوف "قسد" وكانوا على إطلاع بهذه العملية.
وأضاف أنه ربما المجموعات المسلحة تحاول استغلال الوقت لمواصلة استفزاز "قسد"، وفي رده على سؤال "هل تتلقى قوات "قسد" دعما عسكريا من القوات الأمريكية في هذه المعارك؟ أجاب: "لا حقيقة "قسد" هي المعنية بهذه المسألة بشكل مباشر لطالما الأمر يتعلق بملاحقة عناصر مجلس ديرالزور العسكري ومسلحين يتبعون للنظام السوري، المتهمين بإحداث هذه الفتنة.
واستدرك قائلا: أن قوات "قسد" تعتمد على نفسها بهذه العملية لكن هذا لا يمنع بطبيعة الحال التنسيق والتشاور مع التحالف الدولي، مشيرا إلى عقد عدة اجتماعات مع التحالف لمناقشة هذه المسألة وأكد وجود قلق من عودة داعش.
وأشار إلى أن لدى "قسد" تكهنات تشير إلى وجود خلايا داعش واعتبر أن اختفاء التنظيم حاليا رغم أن الفرصة مواتية يعد دليلا على وجوده ضمن المنطقة الخاضعة لسيطرة مسلحي مجلس ديرالزور العسكري.
وقالت الرئيسة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية (مسد) "إلهام أحمد"، إن نظام الأسد يسعى لصرف انتباه السوريين عن الحركات الاحتجاجية جنوب سوريا عبر أحداث اضطرابات بدير الزور، وذكرت أن هذه الصراعات لها آثار بعيدة المدى ولها تداعيات جيوسياسية أوسع.
وقال "محمود حبيب"، الناطق باسم لواء الشمال الديمقراطي التابع لميليشيات "قسد"، في لقاء متلفز، إن "قسد عثرت على صواريخ كتف ومسيرات إيرانية الصنع في بلدة العزبة شمالي دير الزور، ذكر أن القوات الأميركية استهدفت مسلحين متحالفين مع النظام السوري شاركوا في القتال بديرالزور.
واعتبر أن جناح من مجلس ديرالزور العسكري تابع للعشائر العربية تعاون مع الميليشيات الإيرانية وأراد الانشقاق، وذكر أن إيران تعمل على إيصال السلاح عبر المناطق الممتدة بين ديرالزور والبوكمال، حيث تم اكتشاف تعاونا خطيرا بين مجلس ديرالزور العسكري والميليشيات الإيرانية.
وقدر أن القوات المشاركة في العملية طهرت مساحة 125 كلم من المساحة التي يشملها نطاق العملية المستمرة في ملاحقة المرتزقة والمخربين في دير الزور، وتبقى 40 كلم منها، وبحسب تصريحات "حبيب" فإن العملية تحتاج إلى وقت قصير للانتهاء منها.
وصرح "صايل الزوبع"، قائد مجلس الشدادي العسكري التابع لقوات "قسد" أن الأخيرة تُسيطر على الوضع الأمني بدير الزور وأضاف متوعدا "سنضرب بيد من حديد كل من يعبث في أمن واستقرار منطقتنا"، وتصاعدت تصريحات شخصيات عسكرية وإعلامية تابع لقوات "قسد" حول التهديد بالحزم وإنهاء القتال الذي لا يزال محتدم بين قوات العشائر و"قسد".
هذا واتهمت ما يسمى بـ"الإدارة المدنية الديمقراطية لدير الزور"، ضلوع جهات خارجية في إحداث الفوضى والقيام بالتخريب الممنهج، بالاعتداء على الممتلكات العامة في المنطقة، وطالبت التحالف الدولي بتحمّل مسؤولياته تجاه ما يحدث.
ونقل إعلام "قسد" بيانا جاء فيه 'نحن شيوخ ووجهاء مدينة الرقة نفتخر ونعتز بالإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية والذين هم من أبناء عشائرنا، والتي تسعى على محاربة الفساد ومحاربة الاتجار بالمخدرات ودحر داعش ومحاربة المخططات الخارجية".
وحشدت "قسد"، إعلاميا عدد من شيوخ ووجهاء القبائل والعشائر، لتأييد عمليتها ونقلت وسائل إعلام رسمية عن نائب الأمين العام لحزب المحافظين "أكرم المحشوش" قوله إن "هناك بعض الخلافات بين قسد ومجلس دير الزور العسكري، ولكن بعض الجهات حاولت أخذ هذه الخلافات إلى منحى عنصري وبث الفتنة والاقتتال الداخلي بين سكان المنطقة".
ويذكر أن منذ 27 آب/ أغسطس الماضي، اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات العشائر العربية، وبين قوات "قسد"، أشعل فتيلها اعتقال قادة مجلس ديرالزور العسكري، وسط تطورات متسارعة حولت الصراع إلى مواجهات مفتوحة بين العشائر و"قسد" فيما تزعم الأخيرة أنها تلاحق "خلايا داعش والفاسدين وتجار المخدرات والتهريب والمخربين والخارجين عن القانون والعناصر الإجرامية والمرتزقة والعملاء للنظام السوري وتركيا".