"الاستعراضات العسكرية" تَقتل حراك "العشائر" وتَخذل أبناء دير الزور
"الاستعراضات العسكرية" تَقتل حراك "العشائر" وتَخذل أبناء دير الزور
● أخبار سورية ٤ سبتمبر ٢٠٢٣

"الاستعراضات العسكرية" تَقتل حراك "العشائر" وتَخذل أبناء دير الزور

نبه نشطاء وفعاليات مدنية شمالي حلب، إلى الآثار السلبية المترتبة على "الحراك العشوائي"، لأبناء العشائر العربية، في نصرتهم للعشائر العربية في محافظة دير الزور ضد ميليشيا "قوات سوريا الديمقراطية"، محذرين من استمرار حالة "الاستعراض"، وعرض العضلات بالأرتال العسكرية ورفع الرايات دون العمل الحقيقي لدعم خطوط الجبهة.

ورصد نشطاء، عشرات الأرتال العسكرية المدججة بالسلاح والعناصر، باسم عشائر عدة في الشمال السوري "إدلب وشمالي حلب"، بثت مقاطع تظهر توجهها لخطوط التماس مع قوات سوريا الديمقراطية شرقي حلب، لكن جل هذه الأرتال سرعات ماعادت أدراجها، بعد تنفيذها "استعراضات" في تلك المناطق، وفق تأكيد النشطاء.

وقالت مصادر عدة، إن المعارك على خطوط التماس في "عرب حسن وتلة السيراتيل والمحسنلي"، تشهد اشتباكات متقطعة، بين مجموعات من أبناء العشائر، وقوات سوريا الديمقراطية والنظام في الطرف المقابل، وأن تلك المجموعات لم تتلق أي دعم عسكري حقيقي سواء من الأرتال التي أذيع أنها توجهت لخطوط الجبهة، أو من أي من مكونات الجيش الوطني السوري.

وفي تقرير سابق، نشرته شبكة "شام" الإخبارية بعنوان ""العشائر العربية" في تحدٍ مصيري أمام "قسد" فهل تثبت وجودها على خارطة السيطرة بعيداً عن الاستعراضات"، لفت لبروز دور العشائر العربية في مناطق شمال شرقي سوريا، بشكل رئيس من بداية الحراك الشعبي السوري عام 2011، ولعبت تلك العشائر بمختلف مسمياتها، دوراً فاعلاً في نصرة الحراك، في الطرف المقابل، عمل النظام ولاحقاً "قسد وداعش" على استمالة بعض المشايخ وتصديرهم لتمرير أجنداتهم على حساب أبناء تلك المنطقة، المعروفة بولائها للعشيرة وترابطها فيما بينهما.

وأوضح أنه مع تطورات الحراك الشعبي، ورغم تفكك موقف العشائر، بين من يساند النظام أو قسد، ومن يقف في صف الأحرار الثوار، عاد ذلك الدور المحوري ليتصدر المشهد خلال الأسبوع الفائت، مع تصاعد المواجهة بين مكونات "قسد"، لتجد العشائر العربية في مناطق "قسد" وحتى خارجها، أمام تحد مصيري في إثبات وجودها وإعادة توحيد صفوفها، في حرب فرضت عليهم بأن "نكون أو لانكون".

وبين أن السبب المباشر الذي حرك العشائر العربية في المنطقة الشرقية، كان اعتقال "قسد" لقادة مجلس  دير الزور العسكري، الممثل للقوى العربية في المنطقة، لكن هناك أسباب كبيرة، تراكمية، غير معلنة، منها تفكيك "قسد" لكلمة العشائر العربية، وتصدير الموالين لها، والتضييق الممنهج وعمليات التغيير الديموغرافي والتنكيل بحق المكون والمناطق العربية طيلة سنوات مضت، لم يكن بمقدور أحد مواجهة تلك السطوة.

ومع انتقال الفزعة للمناطق المحررة نصرة لعشائر دير الزور، وإعلان النفير العام لجميع تلك العشائر، بدأت التحركات العسكرية تظهر جلياً في شمال وشرقي حلب، ولكن ليست بالحجم المطلوب، سريعاً لحسم الموقف وتشكيل ورقة ضغط قوية على "قسد" للتخفيف عن أبناء دير الزور من العشائر التي باتت تحقق تقدم على حساب "قسد" هناك، ينقصها الدعم والعون على جبهات تل أبيض ومنبج بشكل رئيس.

وتحدث عن عشرات الأرتال باتت تتحرك، وبدأ مقاتلو العشائر ينسلخون من فصائرهم، ويحملون سلاحهم للتكتل  باسم العشائر وحدها دون الفصائل، للانتقال لمرحلة المواجهة مع "قسد"، وهذا يعطي دفع كبير في المعركة المصيرية المفروضة عليهم، ويشكل ورقة قوة كبيرة في حال حققت تلك الأرتال التأثير ودخلت المعركة بشكل حقيقي، دون الاستعراض والمشاركة الخجولة.

وأضح أن عموم "العشائر العربية" ومن خلفهم أبناء الثورة، أمام معركة مصيرهم مع "قوات سوريا الديمقراطية"، فنجاحهم في هذه المعركة يعطيهم موقف قوي تفاوضي مع التحالف الدولي في المنطقة ويجعلهم قوة تأثير وصاحب قرار، لكن الفشل، يعني كارثة حقيقية وكبيرة لكل أبناء العشائر ولكل المكونات التي تتشكل منها تلك العشائر.

وأشار تقرير "شام" إلى أن هذا يقف على جدية أبناء العشائر وشيوخها الممثلين لها، في التحرك ونصرة أبناء دير الزور، والزج بقوتهم وإثبات وجودهم ونفوذهم، وتقديم الدعم الكامل لكل المقاتلين للتقدم والتوسع وفرض خارجة سيطرة جديدة شرقي حلب وفي ريف تل أبيض وكذلك ريف الحسكة، ربما يكون ذلك  تحولاً جديداً في المعركة، أو نهاية وتقويض وعودة "قسد" للبطش بيد من حديد بحق أهلنا في دير الزور وفي جميع مناطق سيطرتها.

 

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ