"قسد" توسع قائمة الاتهامات في ثامن أيام المواجهات مع العشائر العربية
"قسد" توسع قائمة الاتهامات في ثامن أيام المواجهات مع العشائر العربية
● أخبار سورية ٣ سبتمبر ٢٠٢٣

"قسد" توسع قائمة الاتهامات في ثامن أيام المواجهات مع العشائر العربية

نفت ميليشيات ما يسمى بـ"قوات سوريا الديمقراطية"، (قسد) أنها تحارب العشائر العربية ضمن عملية "تعزيز الأمن" التي دخلت اليوم الأحد يومها الثامن على التوالي، وإلى جانب العملية أطلقت "قسد" العديد من الاتهامات إلى الطرف الآخر، على لسان الإعلام الرسمي والداعم لها.

وقالت "قسد" في بيان لها إن الاشتباكات الجارية في دير الزور هي مع "مرتزقة الاحتلال التركي"، و"عناصر تابعة لجهات أمنية لحكومة دمشق"، لتضاف إلى قائمة الاتهامات التي أصدرتها "قسد"، حيث قالت إنها تلاحق "خلايا تنظيم داعش" و"العناصر الإجرامية الخارجية عن القانون" و"مجموعات من الفاسدين وعصابات التهريب".

وزعمت أنه ليس هناك أي خلاف أو أي مشكلة بين شعب دير الزور وقوات سوريا الديمقراطية، وادعت وجود تواصل دائم مع العشائر، وذكرت أن قوى خارجية مختلفة تدخلت بعد إطلاق عملية "تعزيز الأمن"، ضد خلايا تنظيم داعش والعناصر الإجرامية، واتهمت العشائر العربية التي تقاتلها بالعمالة لنظام الأسد وتركيا.

وقال "فرهاد الشامي"، الناطق باسم "قسد"، بأن الأخيرة "بدأت بالحسم، وهناك فرصة أخيرة للمسلحين الدخلاء للاستسلام في الشحيل والذيبان"، وفي مقابلة مصورة قال إن مجموعة صغيرة تتبع للنظام دخلت إلى المنطقة وحاولت جر "قسد" لمواجهات بين المدنيين لكن "قسد" لم تستخدم العنف المفرط، وفق تعبيره.

وقدر أن العملية التي انطلقت منذ 27 آب الماضي، جاءت للقضاء على خلايا داعش التي نفذت أكثر من 60 هجوما منذ بداية 2023 في دير الزور، إضافة إلى ملاحقة العناصر الإجرامية التي ارتكبت الانتهاكات بما فيها قائد مجلس ديرالزور العسكري المعزول "أحمد الخبيل" الملقب بـ"أبو خولة".

وذكر "شامي"، أن "الخبيل" متهم بقتل واغتصاب فتاتين ولدى "قسد" أدلة بهذا الشأن، إضافة إلى وثائق تتعلق بتواصله مع جهات معادية بما فيها النظام السوري لإحداث الفوضى والفتنة في المنطقة الشرقية.

واعتبر أن العملية كانت في أول يومين ناجحة جدا، لكن هناك جهات يبدو أنها متضررة من هذه العملية، وبشكل خاص ميليشيات الدفاع الوطني لدى النظام التي تسللت إلى الشحيل والبصيرة بريف ديرالزور، تضامنا مع بعض المستفيدين من "أبو خولة" في المنطقة.

وحسب "شامي" فإنّ "قسد" تواجه خلايا داعش من جهة ومسلحين يتبعون للنظام السوري بعد تسللهم للمنطقة من جهة أخرى، وقدر أن 5 قرى فقط بدير الزور تعرضت للتوتر من أصل 127 قرية تخضع لسيطرة "قسد" على الضفة الشرقية لنهر الفرات.

واتهم "غرف استخباراتية" بطرح مصطلح أن القتال بين قوات "قسد والعشائر"، مؤكدا استمرار سيطرة "قسد"، على منابع وآبار النفط، باستثناء تعرض نبع للضرر بعد إحراقه على يد مسلحين يتبعون لقائد مجلس ديرالزور المعزول، وفق تعبيره.

وحول إمكانية وقدرة "قسد"، على استعادة المناطق التي خسرتها بريف ديرالزور، قال "شامي"، إن "قسد بارعة في القضاء على هذه المجاميع المسلحة لكنها لم تلجأ بعد إلى الحزم تفاديا لإراقة الدماء، وإعطاء الفرصة لعقلاء ووجهاء العشائر الذين هم أساسا في صفوف "قسد" وكانوا على إطلاع بهذه العملية.

وأضاف أنه ربما المجموعات المسلحة تحاول استغلال الوقت لمواصلة استفزاز "قسد"، وفي رده على سؤال "هل تتلقى قوات "قسد" دعما عسكريا من القوات الأمريكية في هذه المعارك؟ أجاب: "لا حقيقة "قسد" هي المعنية بهذه المسألة  بشكل مباشر لطالما الأمر يتعلق بملاحقة عناصر مجلس ديرالزور العسكري ومسلحين يتبعون للنظام السوري، المتهمين بإحداث هذه الفتنة.

واستدرك قائلا: أن قوات "قسد" تعتمد على نفسها بهذه العملية لكن هذا لا يمنع بطبيعة الحال التنسيق والتشاور مع التحالف الدولي، مشيرا إلى عقد عدة اجتماعات مع التحالف لمناقشة هذه المسألة وأكد وجود قلق من عودة داعش.

وأشار إلى أن لدى "قسد" تكهنات تشير إلى وجود خلايا داعش واعتبر أن اختفاء التنظيم حاليا رغم أن الفرصة مواتية يعد دليلا على وجوده ضمن المنطقة الخاضعة لسيطرة مسلحي مجلس ديرالزور العسكري.

وقالت الرئيسة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية (مسد) "إلهام أحمد"، إن نظام الأسد يسعى لصرف انتباه السوريين عن الحركات الاحتجاجية جنوب سوريا عبر أحداث اضطرابات بدير الزور، وذكرت أن هذه الصراعات لها آثار بعيدة المدى ولها تداعيات جيوسياسية أوسع.

وقال "محمود حبيب"، الناطق باسم لواء الشمال الديمقراطي التابع لميليشيات "قسد"، في لقاء متلفز، إن "قسد عثرت على صواريخ كتف ومسيرات إيرانية الصنع في بلدة العزبة شمالي دير الزور، ذكر أن القوات الأميركية استهدفت مسلحين متحالفين مع النظام السوري شاركوا في القتال بديرالزور.

واعتبر أن جناح من مجلس ديرالزور العسكري تابع للعشائر العربية تعاون مع الميليشيات الإيرانية وأراد الانشقاق، وذكر أن إيران تعمل على إيصال السلاح عبر المناطق الممتدة بين ديرالزور والبوكمال، حيث تم اكتشاف تعاونا خطيرا بين مجلس ديرالزور العسكري والميليشيات الإيرانية.

وقدر أن القوات المشاركة في العملية طهرت مساحة 125 كلم من المساحة التي يشملها نطاق العملية المستمرة في ملاحقة المرتزقة والمخربين في دير الزور، وتبقى 40 كلم منها، وبحسب تصريحات "حبيب" فإن العملية تحتاج إلى وقت قصير للانتهاء منها.

وصرح "صايل الزوبع"، قائد مجلس الشدادي العسكري التابع لقوات "قسد" أن الأخيرة تُسيطر على الوضع الأمني بدير الزور وأضاف متوعدا "سنضرب بيد من حديد كل من يعبث في أمن واستقرار منطقتنا"، وتصاعدت تصريحات شخصيات عسكرية وإعلامية تابع لقوات "قسد" حول التهديد بالحزم وإنهاء القتال الذي لا يزال محتدم بين قوات العشائر و"قسد".

هذا واتهمت ما يسمى بـ"الإدارة المدنية الديمقراطية لدير الزور"، ضلوع جهات خارجية في إحداث الفوضى والقيام بالتخريب الممنهج، بالاعتداء على الممتلكات العامة في المنطقة، وطالبت التحالف الدولي بتحمّل مسؤولياته تجاه ما يحدث.

ونقل إعلام "قسد" بيانا جاء فيه 'نحن شيوخ ووجهاء مدينة الرقة نفتخر ونعتز بالإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية والذين هم من أبناء عشائرنا، والتي تسعى على محاربة الفساد ومحاربة الاتجار بالمخدرات ودحر داعش ومحاربة المخططات الخارجية".

وحشدت "قسد"، إعلاميا عدد من شيوخ ووجهاء القبائل والعشائر، لتأييد عمليتها ونقلت وسائل إعلام رسمية عن نائب الأمين العام لحزب المحافظين "أكرم المحشوش" قوله إن "هناك بعض الخلافات بين قسد ومجلس دير الزور العسكري، ولكن بعض الجهات حاولت أخذ هذه الخلافات إلى منحى عنصري وبث الفتنة والاقتتال الداخلي بين سكان المنطقة".

ويذكر أن منذ 27 آب/ أغسطس الماضي، اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات العشائر العربية، وبين قوات "قسد"، أشعل فتيلها اعتقال قادة مجلس ديرالزور العسكري، وسط تطورات متسارعة حولت الصراع إلى مواجهات مفتوحة بين العشائر و"قسد" فيما تزعم الأخيرة أنها تلاحق "خلايا داعش والفاسدين وتجار المخدرات والتهريب والمخربين والخارجين عن القانون والعناصر الإجرامية والمرتزقة والعملاء للنظام السوري وتركيا".

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ