لقاء مرتقب بين "باراك ومظلوم" لبحث اتفاق دمشق – "قسد" واستمرار الحرب على "داعش"
لقاء مرتقب بين "باراك ومظلوم" لبحث اتفاق دمشق – "قسد" واستمرار الحرب على "داعش"
● أخبار سورية ٥ يوليو ٢٠٢٥

لقاء مرتقب بين "باراك ومظلوم" لبحث اتفاق دمشق – "قسد" واستمرار الحرب على "داعش"

يستعد السفير الأميركي لدى تركيا والمبعوث الخاص إلى سوريا، توم باراك، لعقد لقاء مرتقب مع قائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، مظلوم عبدي، في سياق مشاورات ثنائية تتناول مستقبل الاتفاق الموقع بين الإدارة الذاتية والحكومة السورية، إضافة إلى التنسيق المستمر في ملف مكافحة الإرهاب، خاصة مواجهة خطر تنظيم "داعش" في سوريا والعراق.

ووفقاً لما كشفه مصدر مقرّب من "قسد" لقناة "العربية"، فإن اللقاء يهدف إلى مراجعة آليات تنفيذ الاتفاق المبرم في 10 آذار/مارس 2025 بين عبدي والرئيس أحمد الشرع، والذي قضى بدمج مؤسسات الإدارة الذاتية المدنية والعسكرية ضمن هيكل الدولة السورية، بما في ذلك المعابر الحدودية والمطارات وحقول الطاقة، مقابل ضمانات دستورية للمكوّن الكردي ورفض أي مشاريع انفصالية.

ويُتوقع، بحسب المصدر، أن يقترح باراك إدخال تعديلات على الاتفاق السابق أو الدفع نحو صياغة اتفاق جديد بدعم فرنسي، بما يتلاءم مع المستجدات السياسية والأمنية في شمال شرقي سوريا.

من المنتظر أن يبحث اللقاء أيضاً استمرار التعاون العسكري بين التحالف الدولي و"قسد"، خاصة في ظل تصاعد نشاط تنظيم "داعش" في عدد من المناطق، ما أثار مخاوف واشنطن من احتمالات انهيار أمني وشيك، بحسب ما نقله المصدر عن اتصال هاتفي سابق بين باراك وعبدي.

كما سيتطرق اللقاء إلى العلاقة الشائكة مع تركيا، التي تعتبر "قسد" امتداداً لحزب العمال الكردستاني، وتعارض أي شراكة رسمية معها داخل سوريا.

ورغم عدم تأكيد مكان انعقاد الاجتماع حتى الآن، رجّحت المصادر أن يُعقد اللقاء خلال أيام في مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، في ظل سوابق جمعت مظلوم عبدي بمسؤولين دوليين بارزين في المدينة، من بينهم وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو.

رجّحت مصادر أن يقوم باراك بزيارة ميدانية إلى قواعد التحالف الدولي المنتشرة في مناطق الإدارة الذاتية شمال شرقي سوريا، والتي تدار بالتعاون مع "قسد"، ما يعكس استمرار الدعم الأميركي العسكري والاستخباراتي لتلك القوات.

الاتفاق الذي تم توقيعه في آذار/مارس الماضي بين الرئيس أحمد الشرع ومظلوم عبدي مثّل تحولاً سياسياً كبيراً بعد سقوط نظام بشار الأسد في كانون الأول 2024. وقد نص الاتفاق على ما يلي "دمج الهياكل المدنية والعسكرية التابعة للإدارة الذاتية في مؤسسات الدولة المركزية، وضمان التمثيل السياسي والدستوري للمكوّن الكردي بوصفه مكوّناً أساسياً من النسيج السوري، ورفض مشاريع التقسيم وخطاب الكراهية، مع التأكيد على وحدة سوريا أرضاً وشعباً.

ويُنظر إلى هذا الاتفاق بوصفه أحد الأعمدة الأساسية في عملية الانتقال السياسي التي تشهدها البلاد، كما أنه أعاد ضبط العلاقة بين الطرفين على أسس وطنية ودستورية، بعد سنوات من القطيعة والتوتر خلال حكم النظام السابق.

تأتي زيارة باراك في وقت تسعى فيه واشنطن وباريس إلى ضمان استقرار مناطق شمال شرقي سوريا، ومنع أي فراغ أمني أو فوضى قد يستغلها تنظيم "داعش"، أو تؤدي إلى تصعيد بين "قسد" وتركيا. وتُعدّ فرنسا من أبرز الداعمين للاتفاق بين الإدارة الذاتية والحكومة السورية، وتسعى إلى رعايته وضمان استمراره ضمن أطر قانونية ومؤسساتية واضحة.

تشير مجمل المعطيات إلى أن اللقاء المرتقب بين المبعوث الأميركي مظلوم عبدي سيكون محطة مفصلية في مسار العلاقة بين الإدارة الذاتية والتحالف الدولي، وربما يفتح الباب أمام تفاهمات أوسع مع دمشق، تصب في مصلحة الاستقرار السياسي والعسكري في شرق الفرات، وتُرسي قواعد جديدة للعلاقة بين القوى الدولية والقوى المحلية بعد تحوّل المشهد السوري.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 
الكلمات الدليلية:

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ