• نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية مقالا للكاتب مايكل غيرسون تحت عنوان "أطفال وسط أطلال سوريا"، وقد نقل الكاتب فيه صورا حية عن أطفال سوريا في لبنان، وقال إن التاريخ لم يشهد ترويعا للأطفال مثل الترويع الذي تعرض له أطفال سوريا في اتساعه وقوته، وتطرق الكاتب إلى الآثار النهائية لملايين الأطفال الذين شُردوا من منازلهم وتعرضوا للعنف والكراهية بكل أشكالها من الكبار وحُرموا من التعليم، وقال إنهم في الغرب لا يأبهون بكوارث الشعوب الأخرى، ثم يأتون ليشتكوا ويستنكروا العنف الذي تبديه هذه الشعوب، وأضاف أن أزمة اللاجئين السوريين هي التحدي الإنساني الأكبر الذي يواجه المجتمع الدولي منذ أن بلغ انتشار وباء الإيدز قمته، مضيفا أنه إذا كانت استجابة العالم لهذه الأزمة قاصرة، فكل استجابة له في مجال اللاجئين قاصرة، وإذا كانت كنائس أميركا ومنظماتها الخيرية غير موجودة لعون اللاجئين السوريين "هنا في لبنان وسوريا"، فهي غير موجودة.
• نقلت مجلة فورين بوليسي الأمريكية عن الباحث في معهد كينان، مايكل كوفمان، قوله إن الروس يقومون غالباً بالقصف من ارتفاعات متوسطة بصواريخ غير موجهة، وأكد كوفمان أن الضربات الجوية الروسية استخدمت صواريخ ليست ذكية ولكنها قديمة "غبية" ولا يمكن توجيهها بدقة، وبعض مقاطع الفيديو التي بثتها الحكومة الروسية تُظهر هذه الصواريخ وهي تصيب مناطق قريبة من أهدافها، ولا تحقق إصاباتٍ مباشرة، وأضاف أن كل ما يحتاجه الروس هو قصف أقرب نقطة ممكنة للأهداف التابعة للجماعات التي تحارب بشار الأسد، وترى المجلة أن آلة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الدعائية مضت بعيداً عن الواقع منذ بداية الضربات الجوية الروسية في سوريا، فعلى سبيل المثال، نشر التلفزيون الروسي ووسائل إعلامية حكومية أخرى صوراً لصواريخ KAB-500S الذكية – السلاح الذي رفضته وزارة الدفاع الروسية في عام 2012 بسبب تكلفته العالية – مربوطة بطائرات متطورة مركونة على مَدرج طيران سوري، كما أن الصور التي أخذت في سوريا ونُشرت على الشبكات الاجتماعية حرصت أيضاً على إظهار أسلحة متطورة أخرى، بما فيها طائرات Su-24 المجهّزة بصواريخ Kh-25ML الموجهة بالليزر، وقالت المجلة إنه في أوكرانيا أدى استخدامُ المعدات العسكرية المتطورة إلى قطع الاتصالات بين القوات الأوكرانية، بينما أُرسلت معدات رصد الإِشارة إلى سوريا خلال الأسابيع الأخيرة للتنصت على اتصالات الثوار ومساندة هجوم الأسد على المعارضة، وتابعت أن هذه القدرات العسكرية باهظة الثمن، فقد خصصت روسيا 81 مليار دولار للشؤون الدفاعية في عام 2015، وهي أعلى ميزانية خُصصت للجيش منذ نهاية الحرب الباردة.
• وصفت مجلة ناشونال إنترست الأمريكية إستراتيجية الرئيس الأمريكي باراك أوباما في سوريا بأنها خطرة وتقوم على حالة "لا حرب ولا سلام"، وقالت إنه يوشك على إضافة فصل كئيب آخر في سجل سياسته الخارجية للولايات المتحدة، مشيرة إلى أن أوباما يعتقد على الأرجح أن استجابة إداراته للتدخل الروسي في سوريا بـ "لا حرب ولا سلام" من شأنه أن يجنب الولايات المتحدة – أو نفسه – التعرض إلى التكاليف المحتملة للاختيار ما بين بديليْن غير جاذبين، وأشارت المجلة إلى أنه من المؤسف أن هذا الموقف ربما يكون الأكثر خطورة على الإطلاق؛ إذ أنه يعكس ضعف الولايات المتحدة أمام حلفائها، وكذلك عدم مرونة الولايات المتحدة تجاه موسكو، ومن ثم يشجع على المزيد من الإصرار على حساب الولايات المتحدة، وفي الوقت نفسه يسمح بتفاقم وتصعيد الحرب الأهلية في سوريا، فضلا عن تحقيق تنظيم "داعش" الإرهابي لمكاسب على الأرض، وانتقدت المجلة بشدة رفض واشنطن استقبال وفد روسي برئاسة رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف لبحث الأزمة السورية، وترى أن البيت الأبيض قد أضاع فرصة للمضي قدما لتحقيق أهداف الولايات المتحدة الإستراتيجية في سوريا، في مقابل مجرد التأكيد على عدم الرغبة في إجراء محادثات مع موسكو، الأمر الذي يُعد "دبلوماسية مؤسفة"، على حد وصف المجلة، وتخلص المجلة إلى أن الحرب في سوريا الأن تجمع أزمة إقليمية كبري مع الإرهاب الدولي ومواجهة محتملة بين أكبر دولتين في الأسلحة النووية، وختمت بالتأكيد على أنه ينبغي على زعماء الولايات المتحدة بالتعامل مع موسكو بمزيج من القوة والبراغماتية بدلا من الضعف وعدم المرونة؛ حيث إن التصلب والجمود سوف يضر القوة العظمى الوحيدة في العالم.
• يرى نيكولاس بلانفورد في تقرير نشرته صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية، أن الحملة العسكرية التي يقوم بها الجيش السوري، بدعم إيراني ومقاتلي "حزب الله" شمال سوريا، مرتبطة بشكل وثيق بأهداف الحملة العسكرية الروسية، ويعلق الكاتب بأن الحملة، التي بدأت الأسبوع الماضي، هي جزء من حملة واسعة تهدف إلى إخراج المعارضة السورية من الشمال السوري كله، حتى الحدود مع تركيا؛ من أجل تأمين المناطق الرئيسية للنظام على ساحل البحر المتوسط، وتنقل الصحيفة عن أحد قادة وحدات حزب الله اللبناني، قوله: "لا مزيد من القتال الدفاعي، ونحن الآن نهاجم"، وأضاف القيادي الخبير، الذي قاتل في سوريا في أكثر من مهمة: "نعم سنتكبد خسائر، ولكن اللعبة ستنتهي سريعا، وسنصل إلى حدود تركيا"، وتوضح الصحيفة أن الجيش السوري والقوى المتحالفة معه، تعمل على ثلاث جبهات رئيسة: جبهة محافظة حماة، التي تتركز على بلدة كفر زيتا، وسهل الغاب والجزء الشمالي الشرقي من محافظة اللاذقية، حيث يحاول الموالون للنظام طرد مقاتلي المعارضة، الذين يسيطرون على الجبال المطلة على المناطق، وهناك جبهة رابعة يبدو أنها فتحت بشكل جدي يوم الخميس، وذلك عندما قصف الطيران الروسي منطقة للمقاتلين تربط الطريق الرئيسي بين المدينتين الواقعتين تحت سيطرة النظام، وهما حمص وحماة، وشهدت بلدة تلبيسة معارك حامية، حيث حاول الجيش ومقاتلو "حزب الله" كسر خطوط دفاع المقاتلين، ويرى بلانفورد أنه في حالة نجاح النظام على الجبهات الأربع، فإنه سيتمكن من تأمين خطوط الإمداد بين حمص وحماة، وسيجبر المقاتلين في شمال حلب وإدلب وشرق اللاذقية على الانسحاب.
• قالت صحيفة الديلي تلغراف البريطانية إن روسيا قررت تخفيض غاراتها الجوية ضد المعارضة السورية، بعد أن فشلت بمنح نظام بشار الأسد تقدما يذكر ضدهم في ساحة المعركة، ويشير التقرير إلى أنه رغم أن الطلعات الجوية بلغت يوم الثلاثاء 88 غارة ضد 86 هدفا يوميا، إلا أن وزارة الدفاع الروسي قالت إنها ستخفض من وتيرة الغارات كي تدعم الهجوم الذي يقوم به النظام، ويلفت التقرير إلى أن الطائرات الروسية شنت غارات في أسبوع أكثر مما شنه التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في شهر، ويفيد التقرير بأن قوات الأسد المدعومة من مقاتلي "حزب الله"، وتحت غطاء من الطيران الروسي، قامت بشن هجمات برية على ثلاث جبهات منفصلة مع المعارضة السورية، لافتا إلى أن خبراء حذروا يوم الخميس أن هذه الهجمات لن تعطي ثمارها إلا بعد أسابيع، وقالوا إن المكاسب لن تكون كبيرة، وتجد الصحيفة أن التقدم حتى الآن كان بطيئا، ولم تسقط بيد النظام سوى 6 قرى، وتكبد الجيش خسائر كبيرة في المعدات المتقدمة التي دمرت، وزعم المقاتلون في محافظة حماة الأسبوع الماضي أنهم دمروا ما مجموعه 20 دبابة وعربة مصفحة، باستخدام صواريخ أمريكية، وتقول الصحيفة إن دراسة أعدها معهد دراسة الحرب في واشنطن، ذكرت أن العمليات العسكرية ضد المعارضة السورية ستكون صعبة، وتتقدم ببطء أكثر مما توقعت إيران وروسيا، وقالت إن الدولتين قد تضطران لحشد أطراف أخرى للنزاع، وجاء فيها أن توسيع التدخلين الروسي والإيراني قد يحفزان النظام للتركيز على الخيار العسكري، وهو ما سيطيل أمد الحرب، ويزيد من سفك الدم.
• نطالع في صحيفة الشرق الأوسط مقالا لراجح الخوري بعنوان "سوريا تنزلق إلى الأفغنة؟"، الكاتب اعتبر أنه عندما يتهم بوتين أميركا بأن "تفكيرها مضطرب"٬ فإن من شأن ذلك أن يعمق رقعة الخلاف بين موسكو وواشنطن٬ ورأى أنه بمجرد أن يندد بوتين بعدم تعاون واشنطن مع روسيا في حملتها العسكرية في سوريا٬ فإنه يبدو كمن يقصفها بكثير من الانتقادات لثلاثة أسباب على الأقل: أولاً: لأنه يريد من أوباما أن يعترف صراحة بفشله في مواجهة الإرهاب٬ وثانياً: لأنه بمجرد أن يستجيب أوباما لدعوة بوتين للتعاون مع حملته العسكرية٬ ستبدو أميركا وكأنها باتت تعمل تحت المظلة الروسية في سوريا٬ وثالثاً: لأن العملية العسكرية الروسية تتم على قاعدة لا تعترف بوجود معارضة سورية معتدلة٬ وتعتبر أن كل معارض لبشار الأسد إرهابي يجب قتله، ولفت الكاتب في مقاله إلى أن بوتين يحاول حشر أوباما في الزاوية الضيقة منذ البداية٬ مبينا أن الحشد العسكري الروسي في طرطوس واللاذقية جاء مفاجئاً تماماً لواشنطن٬ التي كانت تعاني من الإحراج٬ بسبب الفشل المعيب لبرنامج اوباما لتدريب المعارضة السورية، وأوضح أن بوتين أطلق منذ بداية حملته في سوريا رسائل ذات بعد إستراتيجي تتصل بالتوازنات الجيوسياسية على المستوى الدولي٬ وأشار إلى أنه لم يكن في حاجة إلى إطلاق صواريخ كروز من بحر قزوين على بعد 1500 كيلومتر على إهداف في سوريا٬ لكنه أراد تقديم عرض للقوة لا يخلو من التحدي في وجه دول حلف الأطلسي٬ التي عبرت الصواريخ في محاذاتها على خلفية تتصل بالوضع في أوكرانيا والعقوبات الغربية المؤلمة المفروضة على موسكو.
• في مقاله بصحيفة العربي الجديد يتساءل ميشيل كيلو: "ماذا يريد بوتين؟"، ورأى الكاتب أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يريد كسر ظهر الثورة السورية، ممثلة بالجيش الحر، لاعتقاده بأن هذا الجيش اليوم نواة الثورة الصلبة وعمودها الفقري، وأن القضاء على قواه الرئيسة سيجعل من السهل تهميش المعارضات السياسية، أو احتواءها وإخراجها من حسابات الصراع الحاسمة، مبرزا أن بوتين قد أيقن بأن النظام يسقط بسرعة، لذلك، قرر المسارعة إلى نجدته بالقتال بدلاً عنه، ريثما يمده بشيء من القوة عبر تدريب عصاباته وتسليحها، وأشار الكاتب إلى أن دخول الروس إلى الحرب وراءه سببان: الأول وهو اعتبار قوى الثورة السورية بفصائلها كافة، ومنذ أول يوم انطلقت فيه، تنظيمات إرهابية تمارس إرهاباً عجز النظام عن احتوائه، أو كسر شوكته، على الرغم مما وصل إليه من مساعدات، ما يحتم تدخلاً عسكرياً مباشراً، وبغزو واسع يستخدم أفتك الأسلحة والذخائر وأحدثها، يفرضه السياق العام للسياسة الروسية تجاه الربيع العربي عموماً، وثورة الحرية السورية خصوصاً، أما السبب الثاني فهو انتزاع المبادرة الاستراتيجية من واشنطن، وفرض حل روسي/ إيراني/ أسدي بقوة واقع ميداني، تبدلت موازين قواه جذرياً لصالح النظام، بالتوازي مع تبدل علاقات القوى الدولية والإقليمية/ العربية لصالح تحالف يمسك بمفاصل المنطقة، ويخترق مجتمعاتها ودولها، يضم موسكو وطهران ودمشق وبغداد، وقوى تنتمي إلى الإرهاب الأصولي، بشقيه الشيعي والسني، وشدد الكاتب على أن روسيا دخلت المعركة، وهدفها شرق أوسط هي سيدته الآمرة الناهية، بحصة ما لطهران، مبينا أن ذلك وضع جيواستراتيجي جديد، ستكون له عواقب كارثية على أميركا والغرب، الذي سيفقد منطقة هي درة العالم الاستراتيجية، ستؤدي سيطرة روسيا عليها إلى إمساكها مفاصل تتحكم بصور حاسمة في الصراع الدولي حول منطقتنا وخارجها.
• سلطت صحيفة المستقبل اللبنانية الضوء على خسارة مليشيا الحرس الثوري الإيراني ثلاثة قادة عسكريين كبار في أقل من أسبوع في سوريا، الأمر الذي دفع إيران إلى إرسال قائدها العسكري ذائع الصيت قاسم سليماني، قائد "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني، ونقلت الصحيفة عن موقع "فرهنك نيوز" الإيراني أن اللواء سليماني وصل بالفعل إلى سوريا، للإشراف على عمليات التحضير لهجوم بري كبير على أكثر من محور في الشمال السوري، وبحسب الصحيفة، فقد بث الموقع صورا لسليماني وهو يتحدث إلى بعض أفراد المليشيات الشيعية من أجل التحضير للمعركة، وترى الصحيفة أن سليماني يظهر في سوريا والعراق بعد أي هزيمة لقوات الأسد أمام كتائب الثوار.
• لفتت صحيفة الشرق السعودية إلى أن الرياض تقود عملاً دبلوماسياً عربياً وإسلامياً مُكثَّفاً لدفع المجتمع الدولي إلى إيجاد حل للأزمة السورية التي أسفرت على مدى أكثر من 4 سنوات ونصف السنة عن قتل أكثر من ربع مليون شخص وتشريد عدة ملايين بين نزوح ولجوء، علاوةً على آثارها السلبية المنعكِسة على الشرق الأوسط خصوصاً لبنان، وقالت الصحيفة إن الموقف السعودي من الأزمة ثابت ويستند إلى مبادئ الشرعية الدولية والقيم العروبية والإسلامية، لذا يحظى بتقدير عالمي واسع وقبول شعبي سوري، وأشارت إلى أن المملكة تدفع بقوة من خلال عملٍ دبلوماسي دؤوب يجوب العواصم في اتجاه الحل السياسي، وهدفها الرئيس الذي تشاركها فيه عديد الدول هو إرساء دولة سورية موحدة تستوعب كافة الأطياف والمكونات في إطار يكفل حقوق الجميع.
• أشارت صحيفة ذي كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية إلى أن إيران ترسل قواتها إلى سوريا وتنشرها بأنحاء مختلفة في سوريا تحت غطاء جوي روسي من أجل التحشيد لمواجهة قوات المعارضة السورية في مناطق سورية متعددة، وأوضحت الصحيفة أن إيران بدأت بنشر المئات من قواتها في شمال ووسط سوريا قبل أكثر من أسبوعين، في أول خطوة من نوعها من الجانب الإيراني، وذلك للانضمام إلى قوات جديدة أخرى يرسلها حزب الله، إضافة إلى قواته التي تقاتل في سوريا منذ اندلاع الحرب في البلاد، وأشارت إلى أن نشر إيران قواتها بسوريا يفاقم الحرب التي أسفرت عن مقتل ربع مليون وتسببت بتشريد نصف سكان البلاد، وأضافت أن الخطوة الإيرانية تلقي بظلالها على ماهية الأهداف الإستراتيجية التي ترمي روسيا إلى تحقيقها من وراء تورطها العسكري في المستنقع السوري.
نسبت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إلى مسؤول أميركي وناشطين سوريين القول إن قوات إيرانية تتحشد قرب مدينة حلب في سوريا، في محاولة منها لإسناد قوات الأسد من أجل شن هجوم ضد قوات المعارضة تحت غطاء جوي روسي، وأوضحت الصحيفة أن مسؤولا في وزارة الدفاع الأميركية تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته عن أن قوات من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني تتجمع قرب حلب في سوريا، وأضافت أن ثوارا سوريين أفادوا بأن هناك مليشيات عراقية مدعومة من إيران تنتشر أيضا في المنطقة، وأضاف المسؤول العسكري الأميركي أن القوات الإيرانية والسورية ستبدأ هجماتها ضد قوات المعارضة المناوئة لنظام الأسد قرب حلب في وقت قريب، وذلك تحت غطاء جوي كثيف من المقاتلات الروسية.
نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تحليلا قالت فيه إن روسيا تتخذ من سوريا منطقة لإجراء التجارب على بعض أصناف الأسلحة، وإن الغرب يلاحظ ذلك، وخاصة عقب مرور أسبوعين على القصف الروسي المتواصل على أنحاء متفرقة في سوريا، وأوضحت نيويورك تايمز أن روسيا تختبر بسوريا مقاتلات لم يسبق لها استخدامها مثل سوخوي "إس يو 34"، وأنها تطلق صواريخ كروز بعيدة المدى من سفن حربية في بحر قزوين على مسافة تزيد على 1400 كلم، وأضافت أن روسيا توفر غطاء جويا للقوات الإيرانية والقوات الأخرى المتحالفة معها في سوريا.
• نشرت صحيفة الفايننشال تايمز البريطانية تحقيقا بشأن إنتاج النفط عند تنظيم "الدولة الإسلامية"، رغم الغارات الجوية التي تستهدف منشآت التنظيم، وتقول الصحيفة إن التنظيم ينتج ما قيمته 500 مليون دولار، في العام، معتمدة على مقابلات مع عمال في الحقول النفطية، ومعلومات استخباراتية غربية، وتضيف الصحيفة أن إيرادات التنظيم من النفط أعلى من إيراداتها في نشاطات أخرى، منها الضرائب وتجارة الآثار المسروقة، ويذكر التحقيق أن تكرير النفط يتم في مئات المصافي التقليدية، حسب السكان المحليين، الذين يقولون إن تنظيم "الدولة الإسلامية" يستعمل شاحنات عادية لنقل النفط، وهو ما يصعب استهدافها في الغارات الجوية، وترى الصحيفة أن التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة، لم يستطع تدمير منشآت النفط في المناطق الواقعة تحت سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية"، وهو ما جعل التنظيم يجني كل هذه الأموال من استغلال النفط، وتضيف أن التحالف ينظر في عدد من الحلول منها بيع النفط بأسعار رخيصة للجماعات المنتشرة في سوريا، باستثناء تنظيم "الدولة الإسلامية"، أو إغراق السوق في شمال العراق للتقليل من إيرادات التنظيم.
• نشرت صحيفة لوفيغارو الفرنسية تقريرا حول التهديد الذي تواجهه روسيا بسبب تدخلها في الصراع السوري، قالت فيه إن تنظيم الدولة وجبهة النصرة قررا شن هجمات على الأراضي الروسية، انتقاما من تدخلها لدعم المحور الشيعي في سوريا، وذكرت الصحيفة أن الناطق الرسمي باسم تنظيم الدولة، محمد العدناني، دعا المسلمين في كل مكان إلى إعلان الجهاد ضد الروس والأمريكان، كما أكد في بيانه أن موسكو ستنهزم، وفي المقابل دعا زعيم جبهة النصرة، أبو محمد الجولاني، كل المجاهدين في القوقاز إلى العمل بمبدأ العين بالعين والسن بالسن، قائلا: "إذا قتل الجيش الروسي شعبنا فإننا نقتل شعبه، وإذا قتل أطفالنا فإننا نقتل أطفاله، العين بالعين والسن بالسن"، وأشارت الصحيفة إلى أن التهديدات الإرهابية في روسيا تراجعت في السنتين الأخيرتين بسبب زيادة ضغط القوات الأمنية على منطقة القوقاز، ولأن الصراع السوري مثل متنفسا للمسلحين للذهاب إلى هناك، وذكرت الصحيفة أن السلطات الروسية حذرت منذ بضعة أشهر من الخطر الكبير الذي ستشكله عودة المقاتلين الروس الذين ذهبوا إلى سوريا للقتال في صفوف تنظيم الدولة، والذين بلغ عددهم 2400 مقاتل بحسب الأرقام الرسمية، ويضاف إليهم حوالي ثلاثة آلاف مقاتل من دول آسيا الوسطى؛ عاد بعضهم في الفترة الأخيرة إلى الشيشان، وفي الختام اعتبرت الصحيفة أن التدخل الروسي السافر إلى جانب المحور الشيعي الذي تقوده إيران في المنطقة، لا يمكن إلا أن يقوي الروابط والعلاقات بين المجموعات المسلحة السنية، في جبهة موحدة ضد روسيا.
• تحت عنوان "رشوة أميركية للمعارضة السورية" كتب حسان حيدر مقاله في صحيفة الحياة اللندنية، الكاتب سلط الضوء على الاتفاق المتوقع انجازه بين موسكو وواشنطن لتلافي الصدام في الأجواء السورية، معتبرا أن هذا الاتفاق هو تسليم أميركي واضح بأن الحملة الجوية المدمرة التي تشنها موسكو في سورية ستستمر وفي طريقها إلى التوسع، مبرزا أنه في مقابل ذلك تلقي طائرات أميركية بعض الذخائر إلى المعارضة، في ما يصح اعتباره "رشوة" سخيفة لتغطية التخلي الأميركي الإرادي عن نجدة الثورة السورية، وشدد الكاتب على أن ما تحتاجه المعارضة السورية هو صواريخ مضادة للطائرات للحد من التأثير المستجد للطيران الروسي، مبينا أن استمرار موجات القصف الجوي والصاروخي الروسي العنيف، وتأمينه التغطية لعمليات برية وشيكة تشنها قوات من "الحرس الثوري" الإيراني وميليشيا "حزب الله" اللبناني، سيضطر المعارضة في النهاية إلى إعادة الانتشار والتخلي عن مناطق خاضت معارك طويلة ومضنية لانتزاعها، وخلص الكاتب إلى أن استمرار الرفض الأميركي لتزويد المعارضة بما يتيح لها موازنة التدخل الروسي سيؤدي عملياً إلى "تعويم" نظام الأسد وفرضه مفاوضاً أساسياً، ليس فقط في المرحلة الانتقالية، بل في ما بعدها، في حال نضجت ظروف التسوية السياسية، وستكون موسكو حققت هدفها بالحفاظ على حليفها وصانت نفوذها في شرق المتوسط، وتكون واشنطن حققت هدف إسرائيل بالحفاظ على حليفها غير المعلن نفسه، وأنجزت خروجها من المنطقة بما يتوافق مع خطة أوباما المعلنة بإنهاء عهده من دون تدخلات أميركية في الخارج.
• في صحيفة النهار اللبنانية تتساءل رندة حيدر: "علامَ يتفق الإسرائيليون مع الروس في سوريا؟"، الكاتبة اعتبرت أن وصول وفد عسكري روسي رفيع المستوى إلى إسرائيل مطلع هذا الشهر للاتفاق مع الطرف الإسرائيلي على سبل التنسيق دليلاً على رغبة الروس في عدم حصول أي احتكاك مع إسرائيل، كما أنه يعكس وجود التقاء معين للمصالح بين الدولتين، ونوهت الكاتب إلى أن المراقبين الإسرائيليين يعتبرون أن التدخل الروسي العسكري في الحرب السورية يشكل ثقلاً عسكرياً مقابلاً للنفوذ العسكري الإيراني الذي شهد خلال السنوات الاخيرة تعاظماً كبيراً على رغم التنسيق العسكري الكبير بين موسكو وطهران، مبرزة أن إسرائيل تنظر إلى تصرفات موسكو على أنها قوة عظمى دولية في المنطقة وهي تملأ الفراغ الذي خلّفته الولايات المتحدة، ومن مصلحة إسرائيل أن تكون على توافق مع هذه الدولة، خصوصاً أن بينهما تاريخاً سابقاً من التنسيق العسكري، وثمة علاقات جيدة تربط سيد الكرملين بإسرائيل، ولفتت الكاتبة إلى أن ثمة اقتناع إسرائيلي بأن لا مجال لعودة "سوريا القديمة" وأي محاولة روسية – إيرانية في هذا الاتجاه ستكون عقيمة، مشيرة إلى أنه من وجهة النظر الإسرائيلية فإن الفرصة الوحيدة لإعادة الهدوء هي إقامة كيانات إتنية - ديموغرافية ذات طابع كونفيديرالي، وأي شيء آخر هو استمرار للحرب إلى ما لانهاية.
• سلطت صحيفة الشرق القطرية، الضوء على أوامر النظام الروسي بطباعة صور مؤيدة للحرب الروسية في سوريا على "تيشرتات"، عليه عبارة "ادعم الأسد"، وبحسب الصحيفة، فقد خصص قلب موسكو، في شارع اسمه تفرسكايا، أحد الشوارع التجارية الراقية في العاصمة الروسية، لبيع هذه القمصان وبسعر يقارب الـ 23 دولارا أمريكيا، ووفقا للصحيفة، فقد نقلت صحف عديدة خبر دعم الأسد بالقميص الروسي، واعتبر أغلبها أنه دعاية للتدخل الروسي ومحاولة لتغطية التدخل العسكري الروسي في سوريا، من خلال إعطاء الانطباع كما لو أن رئيس النظام السوري "يتيم سياسي" يحتاج إلى من يدعمه بـ"تيشيرت".
• تناولت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تطورات الأزمة الكارثية في سوريا، وذلك من خلال مقال نشرته للكاتبين البروفيسور في الجامعة الأميركية غوردون آدمز والبروفيسور في جامعة هارفرد ستيفن وولت، وقال الكاتبان إن الأدهى والأمرّ إزاء تدخل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوريا هو ما يتمثل في استمرار إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما في التمنّي، واكتفائها بإطلاق تصريحات الشجب إزاء الخطوة الروسية في المنطقة، وأشار الكاتبان إلى أنه يمكن للولايات المتحدة تشكيل تحالف من قوى يمكنها احتواء تنظيم "الدولة الإسلامية"، وذلك من أجل التوصل مع روسيا إلى الهدف المشترك المتمثل في العمل على استقرار منطقة الشرق الأوسط، وأضافا أنه ينبغي للرئيس بوتين مواجهة الحقيقة المتمثلة في أنه لا مكان للأسد في أي تسوية للأزمة السورية، وأنه ينبغي لأميركا وروسيا أن تدركا أنه ليس بمقدورهما إلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة دون تحالف إقليمي، وأوضح الكاتبان أنه يمكن لأميركا وروسيا الاستفادة من حلفائهما في الشرق الأوسط مثل تركيا والسعودية وإيران والعراق ودول الخليج والأكراد، واختتما بأن الطريق إلى دمشق قد تكون نافذة من خلال العاصمة الروسية موسكو.
• حذرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية من تراخي الرئيس الأميركي باراك أوباما بشأن الحملة العسكرية الروسية، واكتفائه بالتصريح بأن الرئيس بوتين يتجه للانزلاق في المستنقع السوري، وأضافت أنه لا يبدو أن الرئيس أوباما يحرك ساكنا إزاء استهداف المقاتلات الروسية بالقصف المعارضة السورية المناوئة لنظام الأسد، بمن فيهم الثوار السوريون الذين دربتهم الولايات المتحدة أو لا تزال تدعمهم، وألمحت الصحيفة إلى أن الرئيس أوباما صرح بأنه لا يريد أن يتخذ من سوريا مكانا للحرب بالوكالة بين الولايات المتحدة وروسيا، ورأت أن هذه التصريحات توحي بأنه يعطي الضوء الأخضر لـموسكو للقضاء على أي بديل لنظام الأسد أو تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، وأشارت إلى أن تخلي الولايات المتحدة عن برنامج تجنيد وتدريب مقاتلين لصالح المعارضة السورية يعتبر أيضا شكلا من أشكال التراجع والتردد الأميركي إزاء الحرب الكارثية بسوريا، والتي تستعر وتنذر بنشر لهيبها إلى المنطقة برمتها، وسط تحذير مراقبين ومحللين بأنها تمثل اندلاعا للحرب العالمية الثالثة بكل معانيها، ولفتت الصحيفة إلى أن التردد الأميركي إزاء ما يجري في سوريا ينمّ عن مخاطر كارثية، من بينها تزايد قوة تنظيم الدولة وانتفاء أي تسوية سياسية محتملة للأزمة السورية، ودعت الولايات المتحدة إلى ضرورة دعم المعارضة السورية بالأسلحة المتطورة مثل الصواريخ المضادة للدروع والدبابات، وكذلك إلى ضرورة إنشاء منطقة عازلة في شمالي سوريا بالتعاون من تركيا لكي يلجأ إليها المدنيون بشكل آمن، واختتمت بالقول إنه ينبغي لأوباما وضع خطوط حمر أمام توغل بوتين بسوريا، وإلا فإن عدوان الرئيس الروسي سيأخذ بالتصعيد والتزايد.
• في مقال بصحيفة الديلي تلغراف البريطانية كتب وليام هيغ أن أسوأ لحظة خلال الأربع سنوات التي قضاها في منصبه وزيرا للخارجية البريطانية كانت في أغسطس/آب 2013 عندما صوّت مجلس العموم ضد عمل عسكري بريطاني في سوريا في مواجهة دكتاتور عنيف يستخدم الأسلحة الكيميائية في تحد لكل معاهدة وكل مستوى للعالم المتحضر، وقد اختار المجلس ألا يحرك ساكنا، وقال هيغ إن الرسالة التي أُرسلت للعالم وقتها هي أن بريطانيا لم تكن القوة التي يتوقعها الأصدقاء والتي قد يهابها الأعداء، واعتبر ذلك حدثا كارثيا ساهم في تصور عدم وجود عزيمة في تعامل الغرب مع الأزمة السورية، وهو ما روّع السوريين المعتدلين، وأضاف هيغ أن التدخل الروسي ونمو تنظيم "الدولة الإسلامية" وأزمة الهجرة اليائسة دلائل على ذلك، وأن النتيجة الممكنة هي أن تزداد الأمور سوءا، ويرى هيغ أن هناك أربع أولويات لإنجاح أي مسعى للسلام وإنهاء هذا الوضع المتأزم، وجميعها تتطلب مثابرة مضنية: أولاها أن الطريقة الأفضل والوحيدة لمساعدة اللاجئين هي ضمان التمويل الكامل لنداء الأمم المتحدة لمساعدة ملايين النازحين داخل سوريا وفي الدول المجاورة، والثانية يجب أن تركز المحادثات في الأمم المتحدة على الاتفاق على ما ينبغي أن تكون عليه سوريا المستقبل، بمعنى كيف يمكن أن يعمل دستورها وكيفية حماية الأقليات وكيفية استعادة استقلالها، والثالثة ينبغي تكثيف مساعدة الغرب للجماعات المعارضة الأكثر مسؤولية في ضوء التدخل الروسي. الرابعة، حان الوقت كي تنضم بريطانيا للجهد العسكري ضد تنظيم الدولة في سوريا بالإضافة إلى عملياتها في العراق.
• نشرت صحيفة الديلي تليغراف البريطانية موضوعا لفريق عملها في العاصمة الروسية موسكو بعنوان "فلاديمير بوتين يشجب الرفض الامريكي للتعاون في تحديد الإرهابيين في سوريا"، وتقول الجريدة إن الرئيس الروسي دافع بشدة عن سياسته في سوريا ووجه انتقادات للغرب بسبب التجاهل التام للطلبات المتكررة لبلاده من أجل التعاون لتحديد قائمة بالأهداف الإرهابية في سوريا، وتنقل الجريدة عن بوتين قوله: لقد طلبنا منهم معلومات عن الأهداف التى يعتقدون بنسبة مائة في المائة أنها للإرهابيين لكنهم رفضوا، ويضيف بوتين: ثم قلنا لهم من فضلكم أخبرونا ماهي الأهداف التي لايسيطر عليها الإرهابيين؟ ولم يجيبونا فماذا يجب علينا أن نفعل؟، وتشير الجريدة إلى أن الغرب يتهم موسكو بقصف أهداف لجماعات معتدلة ومدعومة غربيا مثل الجيش الحر كما يتهمون موسكو بمحاولة دعم نظام الأسد بدلا عن محاربة الإرهاب، منوهة إلى أن بوتين يحاول استغلال نغمة دخوله في تحالف مع الغرب لمحاربة الإرهاب لكنه يشكو من أن هذا التعاون عسكري فقط حتى الآن، وتوضح الجريدة أن محللين يعتقدون أن بوتين يحاول التقارب مع الغرب تحت مظلة المصالح المشتركة في محاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" ليصلح العلاقات التي تداعت بعد ازمة أوكرانيا لكنه يفعل ذلك بأسلوب يثير حساسية واشنطن وعدد من حلفائها الأساسيين في الاتحاد الأوروبي، وتشير الجريدة إلى قيام وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي برفض الغارات التي تشنها روسيا في سوريا والمطالبة بوقفها فورا على اعتبار أنها تطيل زمن الصراع وتزيد من تدهور الوضع الإنساني، وتختم الجريدة بالقول إن التساؤل لايزال قائما حول إمكانية روسيا في المضي قدما في هذه الحملة في سوريا في ظل تقلص الاقتصاد بما يقرب من 4 في المائة خلال العام الماضي فقط علاوة على تراجع عائداتها النفطية وهو ما دفع الحكومة في موسكو لإقرار استقطاعات كبيرة على الميزانية العامة.
• تحت عنوان "الإيرانيون على حدود تركيا" كتب عبد الرحمن الراشد مقاله في صحيفة الشرق الأوسط، الكاتب سلط في مقاله الضوء على معركة حلب الكبرى، مبرزا أن جيشا إيرانيا من عشرات آلاف الجنود يستعدون لخوض هذه المعركة، ورأى الكاتب أن احتمالات هذه المعركة ستكون كلها سلبية على تركيا، موضحا أنه في حال انتصر الإيرانيون فإن ذلك سيعني هزيمة لحلفاء تركيا، وستكون تركيا نفسها في مرمى وكلاء إيران و"النظام السوري"، من الميليشيات، أما في حال عجز الإيرانيون عن احتلال حلب، فإنهم سيلقون باللوم على الأتراك ويتهمونهم بتمويل الجماعات المسلحة، وفي حال استمرار القتال طويلا في محافظة حلب بالعنف المتوقع، وعدم انتصار أحد الطرفين، فإن نيرانها أيًضا قد لا تتوقف عند معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، وأشار الكاتب إلى طبيعة المخاطر الجيوسياسية التي ستفرزها معركة حلب المقبلة، مبينا أن المدينة على بعد أقل من نصف ساعة بالسيارة فقط من تركيا، وفي حلب بقي على الأقل نصف سكانها المليونين، وقد نرى عمليات نزوج بشرية كبيرة غالبا باتجاه الحدود التركية، وأكد الكاتب على فشل الغزاة الروس والإيرانيين الذين يعتقدون أنهم قادرون على استرداد مدينة حلب وقراها، مؤكدا أن مشروع ترميم حكم نظام الأسد ستكون نهايته الفشل حتى ولو كسبوا المعارك العسكرية، لأنه ستعقبها جولات لن يستطيع الإيرانيون وحلفاؤهم الاستمرار في تحملها.
• في صحيفة العربي الجديد نقرأ مقالا لماجد عزام تحت عنوان "تركيا إلى إفشال الاحتلال الروسي لسورية"، الكاتب تطرق إلى أسباب الغضب التركي من التدخل العسكري الروسي في سورية، وأوضح أن أول أسباب هذا الغضب هو قناعة أنقرة أنها نجحت في ترتيب العلاقات مع روسيا، بناء على المصالح المشتركة، وفي تحييد أو تنظيم الخلاف حول الثورة السورية وتداعياتها، مبرزا أن ثمة قلق تركي كبير واقتناع بالأضرار الفادحة لهذا التدخل على سورية المستقلة الموحدة، كما على الإقليم برمته، ولفت الكاتب إلى أن أنقرة تعتقد أن الاحتلال العسكري الروسي لسورية، أو لأجزاء منها على الأقل، يموّه على جذر المشكلة في هذا البلد، المتمثل أصلاً بالنظام، وتصوير الثورة، أو ما يجري في هذا البلد منذ أربع سنوات، وكأنّه حرب على الإرهاب، في محاولة تلميع النظام، أو إعادة إنتاجه واعتباره جزءاً فاعلاً ومركزياً في هذه الحرب، وليس منتج الإرهاب وحاضنه، مبينا أن القناعة التركية تتمثل في أن هذا التدخل الاحتلالي سيطيل عمر الأزمة السورية، وسيؤخر أي حلّ سياسي واقعي وجدّي وفق إعلان جنيف الذي وافقت عليه موسكو، ثم تحايلت، طوال الوقت، لتجاوزه أو إفراغه من محتواه.
نطالع في صحيفة النهار اللبنانية مقالا لراجح الخوري تحت عنوان "أوباما يؤفغن سوريا؟"، الكاتب افتتح مقاله بالتساؤل: هل قرر باراك أوباما إغراق فلاديمير بوتين في المستنقع الدموي السوري؟، وأشار إلى أن هذا السؤال ضروري بعدما ألقت أميركا جواً خمسين طناً من الذخائر إلى مقاتلين من المعارضة، وهي دفعة أولى قال "البنتاغون" إنها تشكّل توجهاً جديداً عند الإدارة الأميركية، وهدفها التركيز على تزويد مجموعات منتقاة الأسلحة ومنها أسلحة نوعية، وتأمين دعم جوي لها لتكون قادرة على شن هجمات منسقة على "داعش"، ولفت الكاتب إلى أنه في عام ١٩٧٩ انزلقت موسكو إلى الحرب الأفغانية التي استمرت عشرة أعوام في ظروف مشابهة، مبرزا أنه ليس خافياً على بوتين الآن وهو يقتحم المسرح السوري وسط معارضة دولية واسعة، أنه ليس هناك من يؤيد هذا التدخل سوى بشار الأسد، وأن حلفاءه الإيرانيين منزعجون ضمناً من اقتحام الدب الروسي سوريا حديقتهم الخلفية، وإن كانوا يقاتلون مع الأسد على الأرض، وخلص إلى أن السؤال الأكثر إلحاحاً يتصل بما إذا كانت واشنطن ستصل إلى حد تسليم المعارضين سلاحاً مضاداً للطائرات رفضت تسليمه إليهم دائماً على رغم المذابح التي ارتكبها القصف الجوي والبراميل المتفجرة.
• كشفت مصادر أردنية رسمية لصحيفة الحياة اللندنية النقاب عن التوصل إلى تفاهمات رسمية مع قيادات أوروبية نشطت زياراتها للعاصمة عمّان خلال الأسابيع القليلة الماضية، لرفع وتيرة التدابير اللازمة للإبقاء على اللاجئين السوريين في الأردن، منعاً لتدفقهم إلى القارة العجوز، وأكد مصدر سياسي رفيع للصحيفة أن قادة أوروبيين ناقشوا عن كثب أخيراً مسألة مكافحة اللجوء السوري إلى أوروبا، فيما لم تتردد الحكومة الأردنية في أكثر من مناسبة في شرح “الضغط الاقتصادي الكبير المترتب جراء استضافة أكبر موجة لجوء إنساني، لن يُكتَب لها الحل في المدى المنظور، ويشير المصدر الأردني الذي فضل عدم ذكر اسمه إلى أن بلاده تعيش اليوم ظروفاً اقتصادية – سياسية صعبة، فهي لا تستطيع الدعوة علناً إلى تأمين شروط الحياة الاقتصادية والاجتماعية للاجئين السوريين بمفهوم يعكس بعداً من أبعاد التوطين الاقتصادي لهم، كما لا تستطيع غض النظر عن تفاقم أوضاع اللاجئين المعيشية سوءاً، ما يدفعهم باتجاه الانتماء للتنظيمات الإرهابية، وأكد المصدر ذاته أن الأوروبيين يجدون في الأردن فرصة آمنة لتحسين شروط إقامة اللاجئين السوريين اقتصادياً، خصوصاً في ظل قدرة المملكة على تأمين حدودها من تداعيات الحرب السورية.
• قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية إن تدخل موسكو في الحرب الأهلية السورية دفع بعض حركات المعارضة المسلحة المتباينة الأيدولوجيات والإستراتيجيات، إلى التوحد في قتال جيش النظام وحلفائه الروس والإيرانيين، وأوضحت الصحيفة في تقرير لها من بيروت أنه منذ دخول المقاتلات الروسية الصراع في سوريا قبل أسبوعين، أُبرمت ثلاثة تحالفات محلية بين قوى المعارضة على نطاق المحافظات التي يهدف النظام السوري إلى إعادة السيطرة عليها، وأورد التقرير أن المعارضة المسلحة التي تدعمها الولايات المتحدة وجبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة في سوريا، نسقت عملياتها القتالية ضد هجوم للجيش الحكومي على عدة جبهات شمال غرب البلاد، بينما استمر آخرون في حربهم ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، وذكر أن الجيش الحكومي السوري استعاد لفترة قصيرة أمس الاثنين بلدة كفر نبودة بمحافظة حماة التي كانت تحت سيطرة المعارضة المسلحة واحتفظ بها لساعات فقط، حيث نجحت المعارضة في صده نتيجة للتنسيق الدقيق عبر قيادة مشتركة أقامتها مختلف قوى المعارضة هناك، ونقلت الصحيفة عن محمود علوز المتحدث باسم لواء حمص التابع للجيش السوري الحر الذي شكل مع أحرار الشام وجبهة النصرة قيادة مشتركة شمال حمص، قوله إن التدخل الروسي مثل سببا هاما في إنشاء هذه القوى غرفة عمليات مشتركة، لأن الجميع يفكرون في المعركة المقبلة التي يحشد النظام قواته لها حول المنطقة.
• قالت صحيفة واشنطن تايمز الأميركية إن الرئيس باراك أوباما دمّر خلال ست سنوات تقريبا مصداقية الولايات المتحدة "كضامن للعالم الحر"، وهو دور تم ترسيخه والمحافظة عليه بعناية شديدة خلال ستة عقود من قبل 11 رئيسا أميركيا سابقا، وأوضحت الصحيفة في مقال بعنوان "نهاية القرن الأميركي" للمختص بالأمن القومي الأميركي بيتر فينسنت براي، أن مصطلح القرن الأميركي ابتدعه رئيس تحرير صحيفة "لايف" الأميركية هنري لوس عام 1941 لإبراز رؤيته لأميركا بأن تصبح قوة عظمى خيرة تستخدم نفوذها لإقامة نظام عالمي جديد على أساس الحرية الاقتصادية والسياسية، ومضى براي يقول إن العام 2015 سيؤرخ لنهاية القرن الأميركي الذي لم يستمر إلا 70 عاما، وأوضح أن العام الجاري شهد تدهور وتراجع قوة أميركا ونفوذها في كل مكان، وشهد صعود النظم الشمولية والتسلطية على حساب الولايات المتحدة ومجمل "العالم الحر"، وقال الكاتب إن عودة روسيا إلى منطقة الشرق الأوسط وتحالفها مع سوريا وإيران وإزاحة أميركا بضربات جوية على حلفاء واشنطن في سوريا، ربما تؤرخ بدقة ليوم وفاة القرن الأميركي، وأضاف أن قدوم روسيا إلى الشرق الأوسط كقوة مهيمنة وإزاحتها لأميركا في وقت لا يزال فيه العالم معتمدا على النفط، يشكل آخر صور الإهانات التي تعرضت لها الولايات المتحدة خلال حكم أوباما ونهاية مصداقية الضمانات الأميركية التي حافظت على "السلام العالمي عبر القوة"، كما أشار براي إلى تحديث وتطوير الصواريخ النووية الصينية والكورية الشمالية، وإلى ما أسماه "انتصار إيران" في المفاوضات النووية، وما أسماه "صعود الإرهاب" بإنشاء أول دولة له في التاريخ، وتدفق المهاجرين المسلمين إلى أوروبا وأميركا، كأدلة على "نهاية القرن الأميركي".
• نشرت صحيفة الديلي تليغراف البريطانية موضوعا عن التدخل الروسي في سوريا تحت عنوان "الطائرات المدنية تواجه خطر القذائف الروسية في سوريا"، وتقول الجريدة إن رحلات شركات الطيران المدني التى تحلق فوق العراق وإيران وسوريا تواجه مخاطر من التعرض للإصابة والإسقاط بسبب القذائف الصاروخية الروسية بعيدة المدى والتى يوجهها الجيش الروسي لسوريا، وتوضح أن شركات الأمان الملاحي الجوي حذرت من هذه الأخطار خاصة من صواريخ كروز بعيدة المدى، وتضيف الجريدة أن هيئة تنظيم الطيران المدني التابعة للاتحاد الأوروبي أصدرت نشرة تحذيرية بعد الهجمات الصاروخية الروسية على سوريا الأسبوع الماضي والتى أطلقها الجيش الروسي من بوارجه في بحر قزوين باتجاه أهداف في سوريا على بعد أكثر من 1500 كيلومتر، وتشير الجريدة إلى أن الصواريخ عبرت الأجواء التي تستخدمها عدة رحلات جوية مدنية بين أوروبا والخليج وأسيا، وتؤكد الجريدة أن عدة شركات منها الخطوط الجوية الفرنسية والخطوط الجوية البريطانية قامت بتغيير خطوط سير بعض رحلاتها لتجنب المنطقة الممتدة بين إيران وساحل البحر المتوسط الشرقي، وتقول الجريدة إن الصواريخ الروسية التي انطلقت من البوارج الحربية في بحر قزوين حلقت على ارتفاع منخفض جدا فوق إيران والعراق قبل أن تضرب 11 موقعا في الرقة وحلب وإدلب بينما أصيبت 4 قذائف على الأقل من بينها بعطب وسقطت في الأراضي الإيرانية حسب ما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، وتوضح الجريدة أن تغيير مسار الرحلات سيسبب زيادة التكاليف على شركات الطيران حيث أنه سيزيد من زمن الرحلات وبالتالي يزيد من تكلفة الوقود ومصاريف الصيانة.
• صحيفة الشرق الأوسط نشرت مقالا لتوفيق السيف تحت عنوان "بدايات تحول في الأزمة السورية"، الكاتب أبرز أن الأسابيع الثلاثة الماضية شهدت أربعة أحداث، تشكل أبرز عناوين التحول في مسارات الأزمة، مبينا أن أبرزها هو التدخل العسكري الروسي، ثم إعلان الولايات المتحدة إنزال خمسين طًنا من الذخيرة والسلاح لقوات معارضة صديقة في الحسكة شمال سوريا، وأخيًرا الانفجار الدموي في العاصمة التركية أنقرة الذي ذهب ضحيته نحو 100 مدني، واعتبر الكاتب أن قيام واشنطن بإرسال الذخيرة والسلاح إلى قوى المعارضة التي وصفت بالصديقة، يعني أن واشنطن قررت التعامل مع الساحة كما هي، ومن دون شروط مشددة، كما فعلت في الماضي، موضحا أن الهدف المباشر للولايات المتحدة قد تحول من تصنيع قوة جديدة، إلى توضيب قوى قائمة وتعزيزها مادًيا وسياسًيا، كي تكون إطاًرا يجمع الأطراف التي تقبل بخياراتها السياسية، ورأى الكاتب أن واشنطن ستسعى لفرز يؤدي إلى قيام تحالف يضم إسلاميين، لكنه يستثني المقاتلين الأجانب، مبينا أن الهدف المباشر لهذا المسعى هو تشكيل جبهة قادرة على تقديم التزامات سياسية حين تبدأ
مفاوضات الحل.
• في صحيفة الدستور الأردنية نقرأ مقالا للكاتب عريب الرنتاوي تحت عنوان "التدخل الروسي في سوريا: التحديات والفرص للأردن"، الكاتب رأى أن الصمت الأردني عن التدخل الروسي العسكري في سوريا هو تعبير عن الرضا عن هذا التدخل، معتبرا أن الصمت هو أقل الخيارات كلفة للتعبير عن الموقف الرسمي حيال هذا التدخل، وشدد الكاتب على ضرورة ارتباط المقاربة العسكرية الروسية، بمسعى جدي للوصول إلى حل سياسي للأزمة السورية، مؤكدا أن عدم وجود هذه المقاربة سيعني إطالة أمد الأزمة، وفتح الأبواب على احتمالات تفاقهما، وتعميق الانقسامات المذهبية والطائفية في المنطقة، ومن جهة أخرى اعتبر الكاتب أن الوجود السياسي والعسكري الروسي الكثيف في سوريا يوفر فرصة لمعالجة أهم تهديدين يواجهان الأردن من خاصرته الشمالية: الأول، يتمثل في ملف اللاجئين، حيث بات ممكناً اليوم الدخول في حوار وتفاوض مع النظام في دمشق، مباشر، وعبر الوسيط الروسي، لتحويل محافظة درعا وبعض المناطق الجنوبية، إلى "مناطق آمنة توافقية"، تمنع تدفق المزيد من اللاجئين للأردن، وتوفر ملاذاً لعودة المزيد ممن يقيمون في الأردن، أما التهديد الثاني، فهو بحسب الكاتب يتصل بالتهديد الإرهابي، حيث أوضح أن العلاقة الأردنية الروسية المميزة، تكفل للأردن، حق التدخل وإبداء الرأي وطرح البدائل والخيارات، مبرزا أن آخر ما يريده الأردن، هو أن يرى عمليات تسرب وفرار للجماعات والعناصر الإرهابية إلى داخل حدوده، في حال اشتد الخناق وضاقت الأطواق من حول أعناقهم.
• كتب سليمان النمر في صحيفة القدس العربي "معلومات قليلة" عن نتائج محادثات ولي ولي العهد ووزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان، مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أول أمس، قال إنها تضمنت تفاهما سعوديا-روسيا على المستقبل السياسي لسوريا، يكون أساسه استبعاد الرئيس بشار الأسد، والمعارضة السورية الإسلامية المتشددة عن أي ترتيبات سياسية لمستقبل الحكم في سوريا، ولفت النمر إلى كلام وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي أكد فيه توافق أهداف الجانبين – الروسي والسعودي – حول الشأن السوري، مشيرا إلى استعداد موسكو للتعاون العسكري مع السعودية في هذا الشأن، وأضاف النمر أنه على الرغم من أن وليّ وليّ العهد وزير الدفاع السعودي لم يصطحب معه أحدا من مستشاريه العسكريين في محادثاته في "سوتشي" الروسية، فإنه تم الاتفاق على عقد محادثات عسكرية مشتركة بعد نحو أسبوع للبحث في التعاون المطلوب، الأمر الذي يؤكد المعلومات المتسربة عن تفاهم روسي–سعودي بشأن سوريا، ونقل النمر عن مصادر سعودية ذات صلة، أن الهدف الأساسي من زيارة الأمير ابن سلمان لروسيا هو معرفة الأهداف الحقيقية لسير العمليات العسكرية الجوية في روسيا والتي لا تعارض السعودية أن تستهدف مواقع ومراكز تنظيم الدولة وغيره من التنظيمات الإرهابية المتطرفة.
• كتبت صحيفة الأهرام المصرية في افتتاحيتها عن الأزمة السورية وموقف الاتحاد الأوروبي عقب التدخل الروسي الذي دعا إلى تنسيق خطوات بروكسل وواشنطن وموسكو في سوريا، وإلى أن يكون دور روسيا السياسي بسوريا أكبر، ويبدو أن التوجهات الأوروبية-تقول الأهرام- تتقيد بضرورة مواجهة تنظيم "داعش" الإرهابي وغيره من التنظيمات الإرهابية، أما مستقبل سوريا وشعبها الذي أصبح يعيش لاجئا حتى داخل أراضيه فلم يكن ضمن اهتمامات الأوروبيين، وخلصت الصحيفة إلى القول إلى أن الموقف الأوروبي يتناقض مع توجهات روسيا بما يؤدي إلى تضييع الوقت وتفتيت جهود حل الأزمة وإطالتها.
• تحت عنوان "التدخل الروسي.. ومسببات القلق السعودي"، كتبت صحيفة الرياض السعودية أن قلق ورفض المملكة التدخل الروسي العسكري في سورية، لم يمنعها من فتح قناة تواصل نشطة ورفيعة المستوى بين القيادتين في البلدين، واعتبرت أن هذه المبادرة من الرياض تأتي استجابة منها وإيماناً بضرورة الوقوف على مستجدات الأزمة بدلاً من المراقبة عن بعد، أو الحديث عبر وسطاء، أو تمرير الرسائل عبر وسائل الإعلام، أو جس نبض قد يوحي أو يعطي إشارة خاطئة أو غير دقيقة، وأشارت إلى أن المملكة مهتمة ومضطلعة في مهمة القضاء على الإرهاب، وترغب في أن تسهم روسيا بشكل ما في التحالف الدولي القائم منذ أكثر من عام، إذ إن تشتّت الجهود وتبعثرها سيضعف لا محالة الحرب على التنظيمات الإرهابية.
• كشفت صحيفة الأخبار اللبنانية التابعة لـ"حزب الله" الإرهابي أن إيران أرسلت دفعة جديدة من قوات الحرس الثوري لسوريا، وقالت الصحيفة إن قوات الحرس الثوري المرسلة ستنضم إلى عصابات الأسد ومجموعات "حزب الله" للشروع في حملة برية تستهدف في المرحلة الأولى إعادة السيطرة على مناطق في شمال غرب سوريا، وأشارت الصحيفة إلى أنّ الخطوة الإيرانية تحاكي الدور المباشر الذي ستلعبه طهران إلى جانب عصابات الأسد لتنفيذ عملية برية واسعة النطاق، وتبدأ العملية، بحسب الصحيفة، بمحاولة السيطرة على كامل ريف حماة وسهل الغاب ومناطق في محافظة إدلب وريف اللاذقية الشمالي الشرقي، بالإضافة إلى محاور أخرى في ريف حمص الشمالي، وصولاً إلى الشروع في مرحلة ثالثة تستهدف الوصول إلى الحدود التركية السورية، وتلتقي مع "وحدات الحماية الكردية" في بعض مناطق الشمال، ووفقا للصحيفة فإن القوات الإيرانية تشمل على قوات متخصصة في أسلحة المدرعات والمشاة وعمليات الاقتحام، إضافة إلى مجموعات خاصة مهمتها عمليات الاستطلاع والمواكبة لأي عمل بري.
• نشرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية مقالا لجاسكون ديل أشار فيه إلى أن الحملة الروسية تشن هجماتها في سوريا على شاكلة ما كانت تفعله في الحرب الروسية ضد الشيشان قبل سنوات، وأوضح الكاتب أن المراحل الأولية للحملة العسكرية الروسية في شمال سوريا تشبه إلى حد بعيد حرب الروس ضد الشيشان، من حيث قصف المقاتلات الروسية للمناطق المدنية بشكل مكثف، وذلك بما يسبق الاجتياح البري للقوات التي تقاتل على الأرض ضد المعارضة المناوئة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، وأضاف أن تقريرا صادرا عن مجموعة الأزمات الدولية، ومقرها بروكسل، كشف عن أن جرائم الحرب التي اقترفتها روسيا بالشيشان تشمل القصف العشوائي والسجون السرية والإخفاء القسري والمقابر الجماعية وفرق الموت، واعتقال أقارب الثوار رهائن وتعريضهم للتعذيب أو الإعدام بإجراءات موجزة وحرق منازلهم، وقال ديل إن قوات الأسد وحلفائه اللبنانيين والإيرانيين يمارسون بسوريا نفس الأساليب التي مارسها بوتين في الشيشان، وإن الرئيس الشيشاني رمضان قديروف عرض إرسال جيشه الخاص المؤلف من عشرين ألف جندي إلى سوريا، وذلك للقيام بما وصفه بعمليات خاصة، وأضاف أن قديروف على علاقة وطيدة بالرئيس بوتين ويُعد رجل الشيشان القوي، وأنه يتصف بكونه "شريرا" بدرجة أكبر من الأسد الذي يتحدث بكلام معسول، وأن الرئيس الشيشاني قديروف يهوى ممارسة القتل وتعذيب المعتقلين بنفسه في بعض المناسبات، وأشار الكاتب إلى أن قادة الغرب سبق أن حذروا بوتين من المستنقع الشيشاني، ولكنه مضى في طريق سفك الدماء لأكثر من عقد من الزمان، مما جعل روسيا تتكبد خسارة ما يقرب من ستة آلاف جندي، إضافة إلى ما قد لا يحصى من عشرات آلاف الشيشانيين، واختتم ديل بأن بوتين لن يتخلى عن اتخاذ موقف في سوريا مماثل لما اتخذته قواته بالشيشان، وسط تًوقُع الرئيس الأميركي باراك أوباما انزلاق الرئيس بوتين عميقا بمستنقع سوريا والشرق الأوسط.
• نشرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية مقالا للكاتب دانييل كاتز -المحلل الإستراتيجي السابق بوزارة الدفاع الأميركية- قال فيه إن تزويد الرئيس فلاديمير بوتين إيران بأسلحة متطورة يُعد أخطر من تدخله العسكري بالحرب السورية، وأضاف الكاتب أنه بينما يراقب العالم نشر الرئيس بوتين لمقاتلاته وقواته في سوريا، فإنه بالتوازي مع هذه الحملة يقوم بتسليح إيران من خلال تزويدها بأنظمة صواريخ متطورة مضادة للطيران من طراز "إس 300" والتي ستشحن إلى طهران قبل نهاية العام الجاري، وأضاف الكاتب أن هذه المنظومة من الصواريخ تعد أسلحة دفاعية ولا تخضع لعقوبات الأمم المتحدة وأن كل وحدة منها كفيلة بالدفاع عن مساحة واسعة، خاصة أنها تضم أجهزة رادار يمكنها مسح مسافة تصل إلى ما يقرب من 288 كلم، ورصد ومتابعة أكثر من مائة طائرة، وأنه يمكن تشغيل هذه الأنظمة المتطورة المتحركة على عربات في غضون دقائق معدودة، وتساءل: ماذا يمكن للولايات المتحدة أن تفعل إذا ما انتهكت إيران الاتفاق النووي وقررت واشنطن أو أحد حلفائها قصف المنشآت النووية الإيرانية، وقال إن لدى أميركا أسلحة أكثر تطورا، ولا يمكن لهذه المنظومة الدفاعية الروسية النيل منها، ولكن هذه الأسلحة الروسية المتطورة إذا ما وصلت إلى إيران، فإنها تزيد الأمر تعقيدا بالنسبة إلى إسرائيل ودول الشرق الأوسط. وأوضح أن تزويد روسيا إيران بالأسلحة المتطورة يشكل خطرا على حلفاء الولايات المتحدة في الخليج، وأنها لا تشكل تغييرا في قواعد اللعبة في المنطقة فحسب، ولكنها تشكل خطوة هامة في تطوير الدفاعات الإيرانية على المدى البعيد.
• تناولت من خلالها مجلة ذي ناشيونال إنترست الأميركية الحرب التي تعصف بسوريا منذ نحو خمس سنوات، خاصة في ظل تعدد اللاعبين الإقليميين والدوليين فيها، ووسط استقطاب الحرب للعديد من الحركات والجهات للاقتتال بالوكالة على الأرض السورية، ونشرت المجلة مقالا تحليليا مطولا للكاتب ميخائيل باربرانوف وصف فيه التدخل الروسي في سوريا بأنه يمثل الحملة العسكرية والسياسية الأكثر أهمية في عهد الرئيس بوتين، وقال إن التدخل الروسي بسوريا يمثل أول أضخم غزوة عسكرية روسية خارج البلاد منذ انهيار الاتحاد السوفياتي السابق، وأوضح باربرانوف -وهو الخبير في شؤون الدفاع الروسية- أن التدخل العسكري الروسي في سوريا يمثل عودة روسيا لاعبا أساسيا إلى المسرح الدولي من أوسع أبوابه، أسوة ببقية اللاعبين من القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة، واعتبر الكاتب أن الخطوة الروسية خطيرة، وقال إن تدخل بوتين في سوريا سيؤدي إلى انزلاق روسيا عميقا في مستنقع الشرق الأوسط، وحذر الخبير الإستراتيجي من انزلاق روسيا في المستنقع السوري بشكل أكثر خطورة، وذلك إذا أقدمت موسكو على تحويل حملتها الجوية إلى معارك على الأرض، وذلك بإرسال قواتها لتقاتل في الخارج على أراض أجنبية وفي حرب ميؤوس منها ولا يمكن كسبها، وقال إن الغرب يريد أن تستنزف روسيا قوتها في الحرب السورية الكارثية، وذلك من خلال مواصلته دعم المعارضة السورية المناوئة لنظام الأسد بشكل مكثف، وسط الخشية من أن تواجه روسيا المصير الذي واجهه السوفيات عندما أقدموا على غزو أفغانستان عام 1979، واختتم الكاتب بالقول إنه ينبغي لبوتين أن لا يتورط في حرب برية بسوريا، وينبغي له إيجاد إستراتيجية للخروج من سوريا بأسرع ما يكون.
• قالت صحيفة الغارديان البريطانية، إن التدخل العسكري الروسي في سوريا، ربما لا تقتصر أهدافه على دعم الموقف الذي يتبناه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سياسيا، والقائم في الأساس على تحدي المواقف الغربية، وإنما تمتد أبعاده إلى جانب اقتصادي لم يتناوله جميع المحللين والكتاب الذين تناولوا القضية، وأضافت الصحيفة البريطانية أن خطة بوتين السياسية تبدو واضحة للجميع، إلا أن هناك هدفا اقتصاديا يسعى الرئيس الروسي لتحقيقه، يتمثل في رفع أسعار النفط، وذلك لإنعاش الوضع الاقتصادي في روسيا، وبالتالي اكتساب شعبية كبيرة بين الروس، الذين يعانون في الآونة جراء الأوضاع الاقتصادية المتدهورة، وأوضحت أن المعركة الروسية في الشرق الأوسط واستعادة الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، سوف تفتح الباب أمام روسيا للسيطرة بصورة كبيرة على أسواق النفط العالمية، في ظل تعاون كبير بينها وبين دول أخرى لديها وفرة نفطية كبيرة، كالعراق وإيران، وبالتالي يمكن لروسيا أن تجبر أوروبا من جديد على الاعتماد على امداداتها النفطية، والحرب الروسية في الشرق الأوسط ربما تفيد مصالح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بامتياز، بحسب الصحيفة البريطانية، ليس فقط على المستوى السياسي، وإنما يمكنها أيضا ان تدعمه في سبيل تقوية الاقتصاد الروسي.
• كتب إبراهيم كاراغاول في صحيفة يني شفق التركية مقالا يدعو فيه إلى معرفة الفاعل الحقيقي من التفجير الإرهابي الذي حصل في أنقرة الأحد، حيث يبين أن التنظيمات الإرهابية وإن كانت تنفذ الأعمال الإرهابية إلا أنها لاعب فقط في هذه العمليات، حيث يقف خلفها قوى وتوازنات خارجية، وينبه الكاتب إلى عدم الإنجرار وراء المساق الذي يرسم لتركيا خلال الفترة المقبلة، حيث يقول إن الأجهزة الأمنية ستعثر على هوية منفذ العملية وربما تعثر على التنظيم الإرهابي الذي نفذ الحادثة، لكن لن يتم التوصل إلى الأطراف الحقيقين الذين يحركون هذه التنظيمات الإرهابية، مبينا أن التنظيمات الإرهابية دائما تكون واجهة لإرسال الرسائل من خلال الدول، ويقول الكاتب أن تركيا دائما حين تحاول التدخل في الملف السوري فإن أطرافا معينة تلجأ إلى إثارة البلابل فيها، حيث تم التفجير في رسالة إلى تركيا كي لا تتدخل في سوريا، كما تم مهاجمة المباني الحكومية في حكومة شمال العراق بعد أن أعلن برازاني أنه يؤيد أردوغان، ويختم الكاتب مقاله أن الرسالة التي حاولوا توجيهها إلى تركيا من خلال هذا الهجوم الإرهابي أن ترفع تركيا يدها عن الملف السوري وأن لا تحاول التدخل البتة لصالح الشعب السوري.
• أفادت صحيفة أكشام التركية أن مصادر استخباراتية توصلت من خلال الأدلة التي عثرت عليها أن أصابع تنفيذ الهجوم تتجه إلى المخابرات السورية التابعة لبشار الأسد، وأن حزب العمال الكردستاني "بي كا كا" تم استخدامه كأداة في هذا التفجير، وبحسب ما بينت الصحيفة فإن إدارة الأمن العام أقامت فريقا خاصا لتحري التفجيرين الإرهابيين، حيث تم دراسة كافة الأدلة التي وجدت في مكان التفجير، كما تمت مراجعة كل الأحداث الإرهابية التي حصلت خلال الفترة الماضية والتنقلات، وتوصلت إلى أن الأدلة تشير إلى قيام المخابرات السورية والتي تحسنت علاقها في الفترة الأخير مع وحدات حماية الشعوب الكردية بالتخطيط للتفجير، فيما تم استخدام تنظيم العمال الكردستاني كأداة لتنفيذ العملية، وأفادت الصحيفة أن الهدف من هذه الهجمات هو خلق حالة عدم استقرار في تركيا قبيل الانتخابات، حيث كانت المخابرات السورية قد استخدمت تنظيما إرهابيا آخر من أجل تفجير إرهابي آخر في السنة الماضية في مدينة ريحانلي جنوب تركيا، وأضافت الصحيفة أن مصادر استخباراتية بينت أن الهدف الأساسي من العملية هو زيادة أصوات حزب الشعوب الديموقراطي قبيل الانتخابات من أجل تحقيق عدد مقاعد أعلى في البرلمان القادم.
• في صحيفة النهار اللبنانية تتساءل روزانا بومنصف :"كيف يُقنع بوتين السنّة بأن حربه غير دينية؟"، وترى الكاتبة أنه لا يكفي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن يعلن بأن موسكو لا تريد التدخل في أي نزاع ديني في سوريا وأن الرأي القائل بأن روسيا تقف في الحرب في سوريا إلى جانب الشيعة ضد السنة هي فرضية وطرح خاطئ لأنها لا تميز بين السنة والشيعة، معتبرة أن العامل الأهم مما يقوله بوتين في هذا الجانب هو الانطباع الذي تركه في إعلانه في حديث تلفزيوني في نيويورك في أثناء مشاركته في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة من أنه تدخل عسكرياً لإنقاذ بشار الأسد، ما جعله حكما في خانة "المحور الشيعي" ضد "المحور السني" في المنطقة، ونوهت كاتبة المقال إلى أنه سيكون صعباً على بوتين أن يدحض انعكاسات الضربات العسكرية التي يوجهها إلى المعارضة السورية المعتدلة تمهيداً لاستعادة جيش النظام بعض المدن والمواقع ما قد ينقذ موقعه على طاولة المفاوضات ويعزّز أوراقه إزاء معارضيه، وأبرزت أن الروس تبلّغوا بعد عشرة أيام على بدء عملياتهم العسكرية الداعمة للأسد جملة مواقف وهي تنتمي إلى الطائفة السنية في غالبيتها، مبينة أن هذه المواقف جاءت من المملكة السعودية التي أبلغت موسكو صراحة عزمها على متابعة تقوية المعارضة السورية المعتدلة ودعمها لها محذرة الرئيس الروسي من انعكاسات خطيرة نتيجة الاصطفاف المذهبي الذي اعتمدته روسيا في تدخلها العسكري، ولفتت الكاتبة إلى أن ما أعلنته السعودية في هذا الإطار يدحض مساعي بوتين لاظهار أن لقاءاته مع ولي ولي العهد السعودي ووزير خارجية المملكة كما لقاءه مع ولي عهد أبو ظبي يمكن أن يظهر التواصل مع الدول السنية المؤثرة وأن ليس هناك خلافات جدية بما يمكن روسيا من متابعة سعيها إلى انقاذ الأسد.
• يتساءل سعد كيوان في عنوان مقاله بصحيفة العربي الجديد: "هل يغرق بوتين في الأوحال السورية؟"، ويشير الكاتب إلى أن الحصان الذي راهنت عليه روسيا منذ بداية شرارة الثورة السورية، لكي تتمكن من لعب أوراقها والحفاظ على دور لها في المنطقة ينهار على الرغم من الدعم السياسي والعسكري الذي قدمته له، معتبرا أن بشار الأسد ليس سوى حجر في لعبة الشطرنج ضمن الصراع على رقعة النفوذ بين الدول الكبرى، وكذلك بالنسبة لإيران الساعية إلى تعزيز نفوذها الإقليمي، وتثبيت موطئ قدم لها في المنطقة العربية، وعلى ساحل المتوسط عبر البوابة السورية، ويضيف الكاتب متسائلا: هل يسعى سيد الكرملين إلى فرض حل سياسي بالقوة عبر التدخل العسكري؟، منوها إلى أن موسكو قررت التدخل العسكري لتعويم "ورقة الأسد" المنهارة، ولتتمكن عبرها من فرض هذا الحل، وإجبار بشار على قبوله، وخلص الكاتب متسائلا: هل سيستعمل بوتين الأشهر الأربعة التي أعطاها لنفسه من أجل فرض تسوية سياسيةٍ، تم التفاهم عليها مع الرئيس الأميركي باراك أوباما، وعلى أساسها حصل على الضوء الأخضر للتدخل؟ أم فضلت واشنطن اتخاذ موقف المتفرج، وتركته يتورّط في مغامرة عسكرية سوف تغرقه في الأوحال السورية، مثلما غرق الاتحاد السوفييتي السابق في أوحال أفغانستان.
• يصف عبد الله الهدلق في صحيفة الوطن الكويتية السياسة الروسية تجاه سوريا بأنها مغامرة خاطئة ستقود إلى تغيرات جذرية في خريطة الحرب السورية، وفي مقاله الذي جاء تحت عنوان "ستُهزم موسكو كما هُزِمت طهران" يؤكد الكاتب أن روسيا تدخلت لأن المهمة الفارسية الإيرانية في حماية النظام في وجه معارضيه لم تنجح، مبرزا أنه بالمقارنة مع السطوة الفارسية الإيرانية على عاصمة الأمويين، يبدو التدخل الروسي أهون الشرين والأقل ضرراً، خصوصاً أنه يأتي في السياق التقليدي للعلاقات التي أقامها نظام البعث النصيري مع موسكو، بدءاً من حافظ الأسد إلى اليوم، ويرى الكاتب أن التدخل الروسي رغم كل ذلك يبقى هيمنة خارجية على القرار السوري، تذكّر بتجارب مريرة للاتحاد السوفياتي لدعم عملائه من الحكام الغابرين في دول أوروبا الشرقية، مؤكدا أن هذا التدخل سيبقى تدخلاً إلى جانب طرف في النزاع ضد أطراف أخرى تمثل أكثرية الشعب السوري وتمثل الشرعية السورية.
• نشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية مقالا كتبه دينيس روس المستشار لدى معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، والذي سبق أن عمل مساعدا خاصا للرئيس أوباما من 2009 إلى 2011، وقال روس إن الرئيس أوباما لم يكن يرغب في التورط في الصراع الدائر بسوريا، وخاصة عقب التركة الثقيلة التي ضغطت عليه، والمتمثلة في غزو العراق، وأضاف روس: الأميركيون انتخبوا أوباما ليخلصهم من الحروب بالشرق الأوسط لا ليورطهم في صراعات لا تعنيهم، كما أشار روس إلى رغبة تركيا والسعودية وقطر في إقامة منطقة آمنة داخل سوريا على طول الحدود التركية، وأن الغرب بحاجة إليها لوقف تدفق اللاجئين، وأوضح أن الأميركيين يمكنهم القيام بدورهم والمشاركة بحماية أجواء هذ المنطقة الآمنة، وأوضح روس أن أميركا يمكنها القيام بهذا الدور المتمثل في فرض حظر للطيران فوق المنطقة الآمنة المفترضة في سوريا شريطة قيام الطائرات الأوروبية بالمشاركة في حماية أجوائها، واستعداد تركيا لحمايتها على الأرض وقيام السعودية وقطر بدفع التمويل اللازم.
• تساءلت مجلة إيكونومست البريطانية عما يعنيه التدخل العسكري الروسي في سوريا، وقالت إن المقاتلات الروسية تستهدف مواقع المعارضة السورية المناوئة لنظام الأسد على غير الهدف الذي أعلن عنه بوتين والمتمثل في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، وأضافت المجلة أن الثوار السوريون يعتبرون التدخل الروسي احتلالا آخر للأراضي السورية بعد الاحتلال الإيراني، وأشارت إلى أن القصف الروسي لا يمكنه إلحاق الهزيمة بالثوار السوريين الذين يتألفون من أكثر من سبعة آلاف جماعة مسلحة، وألمحت المجلة إلى أن القصف الجوي الروسي سيؤدي إلى تشريد وفرار المزيد من السوريين ولجوئهم إلى الخارج، لكنه لن يمكن الأسد وحلفاءه من استعادة الأراضي التي فقد السيطرة عليها، وأشارت إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما فوّض وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) بتزويد المعارضة السورية بالسلاح والذخائر في أعقاب التدخل الروسي، وأوضحت أن بعض دول الخليج كانت تنوي تزويد المعارضة السورية بالأسلحة المضادة للطيران منذ زمن بعيد، لكن الرئيس أوباما سبق أن عارض تلك الخطوة.
• تساءلت صحيفة التايمز البريطانية: هل سيدافع الغرب عن تركيا ضد الاختراقات التي تقوم بها المقاتلات الروسية للأجواء التركية؟ وأضافت أن أوروبا والولايات المتحدة لم تحركا ساكنا إزاء التوسع العسكري الروسي في أوكرانيا العام الماضي، ونوهت الصحيفة إلى أنه ليس لدى بوتين بسوريا من أهداف إستراتيجية سوى نشر الفوضى ومحاولة إضعاف تحالفات العالم الحر، مما يجعله يلعب دور الزعيم الكبير على المسرح الدولي، وسط عدم توفر مناخ للصحافة الحرة في روسيا كي تنتقد مغامرته في الشرق الأوسط وانزلاقه في المستنقع السوري.
• نشرت صحيفة زون ميليتار الفرنسية، تقريرا حول الرسالة المشفرة التي وجهتها روسيا لحلف الناتو، بعد إطلاقها صواريخ من بوارجها المتواجدة في بحر قزوين، وقالت الصحيفة إن مسؤولين أمريكيين، اشترطوا عدم ذكر أسمائهم، صرحوا لقناة "سي ان ان"، بسقوط أربعة صواريخ بالستية عابرة للقارات، من بين الـ26 صاروخ التي أطلقت من سفن روسية في بحر قزوين يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر، على الأرجح في إيران، ولم تبلغ أهدافها في سوريا، وأشارت إلى صعوبة التأكد من هذه المعلومات؛ نظرا لوقوف إيران مع روسيا في الدفاع عن نظام بشار الأسد في سوريا، وأنه في كل الأحوال؛ لا مبرر لإطلاق هذه الصواريخ من الأسطول الروسي في بحر قزوين، وأشارت الصحيفة إلى أن وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر، أعرب عن أسفه بسبب إطلاق هذه الصواريخ البالستية العابرة للقارات من بحر قزوين من دون سابق إنذار، مضيفا أن البعض منها اقترب على بعد بضعة كيلومترات من طائراتنا بدون طيار، وذهبت إلى أن إطلاق هذه الصواريخ الـ26 -التي يصل مداها إلى 2600 كيلو متر- من الأسطول المتواجد في بحر قزوين؛ لم يكن بهدف ضرب مواقع معارضي نظام بشار الأسد، وإنما بهدف إظهار القوة الروسية للولايات المتحدة ولحلف شمال الأطلسي، خاصة وأن هذه الصواريخ البالستية العابرة للقارات بإمكانها حمل رؤوس نووية، وبينت الصحيفة أن استخدام هذه الصواريخ محاولة من موسكو للالتفاف على معاهدة القوات النووية المتوسطة، الموقعة في 1987، والتي تلزم كلا الطرفين (الولايات المتحدة وروسيا) لمدة ثلاث سنوات بعد بدء نفاذ المعاهدة، بتدمير جميع الصواريخ البالستية التي تطلق من الأرض والتي يصل مداها إلى ما بين 500 و1000 كم، وتلك التي يصل مداها إلى ما بين 1000 و5500 كيلومتر، وفي الختام؛ قالت الصحيفة إن هذه الصواريخ باتت تقلق رئيس قيادة الدفاع الجوي لأمريكا الشمالية، الأدميرال ويليام غورتني، فقد تحدث كلمة ألقاها أمام المجلس الأطلسي 8 تشرين الأول/ أكتوبر، عن الصواريخ الروسية التي يتم إطلاقها من غواصة أو من سفينة حربية، والتي أصبحت تشكل تحديا كبيرا؛ لأنها تجبرنا على القبض على الأسهم، بدلا من محاولة ضرب القوس، على حد تعبيره.
• في صحيفة الحياة اللندنية يتساءل جورج سمعان في عنوان مقاله "هل ينجح نموذج بوتين حيث فشل الآخرون؟"، واعتبر الكاتب أن الرئيس فلاديمير بوتين استعجل تحريك ديبلوماسيته مثلما استعجل في زج قواته في الحرب السورية، وأوضح أن بوتين لا يريد لانخراطه الميداني أن يطول ويضيع في متاهات ومواجهات بدأت تلوح في الأفق، وهو لن يترك لخصومه فرصة إعادة رسم خططهم وسياساتهم، بل يريد فرض واقع يتيح له فرض التسوية التي تناسب مصالحه أولاً وأخيراً، ورأى الكاتب أن تحريك موسكو عجلة الديبلوماسية مواكبة لحملتها العسكرية هدفه تقليص أمد انخراطها في الحرب، وفرض أجندتها وأولوياتها في التسوية، والتي تتجاوز حدود سورية إلى ما بعد أوكرانيا، ونوه إلى أن القوات الروسية لم تأت للحفاظ على النظام في دمشق أو لمواجهة "داعش" فحسب، بل أتت للحفاظ على مصالحها وحماية النظام في موسكو، مشيرا إلى أن ما دفع الرئيس بوتين على مغامراته العسكرية، هو حماية نظامه في الداخل ومصالح بلاده في الخارج، وسلط الكاتب الضوء على السياسة الأمريكية الجديدة في التعامل مع عدد من الفصائل وقادتها بديلاً من برنامج التدريب الفاشل، واعتمادها خططاً مختلفة للتعامل مع "داعش"، مشددا على أن هذا التحول يشي بأن الانكفاء الأميركي ليس غياباً كلياً، ولم يقفل البابَ أمام خيارات لن تسمح لروسيا بضرب ميزان القوى على الأرض السورية والإخلال به لمصلحة الأسد، والاستئثار تالياً برسم النظام الإقليمي.
• في صحيفة المستقبل اللبنانية نقرأ مقالا لخير الله خير الله بعنوان "سوريا.. بين الوضوح الروسي والغموض الأميركي"، الكاتب أشار إلى أن التدخل العسكري الروسي في سوريا جاء من دون أي اعتبار للواقع السوري الذي تعبّر عنه ثورة شعبية مستمرّة منذ ما يزيد على أربع سنوات ونصف سنة، ولفت الكاتب إلى أن هناك تنسيق روسي - إيراني وتوزيع للأدوار بين الجانبين اللذين يسعيان بمشاركة "حزب الله" من أجل خلق واقع جديد على الأرض السورية، وأبرز أن هذا التدخل الروسي جاء في سياق خطة مرسومة وضعتها موسكو مع طهران، منوها إلى أن "داعش" ليست سوى مبرّر لمتابعة الحرب على الشعب السوري والسعي الى تصوير الثورة الشعبية في سوريا على غير حقيقتها وذلك خدمة لنظام الأسد، وأكد كاتب المقال على أن ما لا يستوعبه الروسي والإيراني هو أنه ليس في الإمكان شطب الشعب السوري من المعادلة، حتّى لو باتت طموحاتهما محدودة ومحصورة بـ"الدولة العلويّة" التي لا يمكن أن تقوم يوماً، مشددا على أن كل حملات التطهير الطائفي والمذهبي والضربات الروسية والغارات الجوّية لا يمكن أن تلغي الأكثرية السنّية في كلّ منطقة من المناطق التي يتألّف منها الكيان السوري.
• نطالع في صحيفة العرب القطرية مقالا لعبد الوهاب بدرخان تحت عنوان "أي حسم روسي - إيراني في سوريا يُشعل حرائق أخرى"، الكاتب تطرق إلى الأولوية الفعلية التي تقف خلف التدخل العسكري الروسي في سوريا وهي مساعدة نظام بشار الأسد على الحسم العسكري للصراع مع المعارضة السياسية وفصائلها المقاتلة، ولفت الكاتب إلى أن كل سوري ضد النظام هو "إرهابي" بالنسبة إلى الأسد، وهذا ما تتبناه روسيا حالياً، مبرزا أن روسيا وإيران لم تعترفا في أي وقت، سوى بـ "فئات" من الشعب السوري، وتجاهلتا كلياً أبسط القواعد السياسية في النظر إلى حقائق الأزمة، وتعامتا عن مأساة التهجير والنزوح، واعتبر الكاتب أن تركيا هي المثال الأكثر وضوحاً للخذلان الأميركي في سوريا، موضحا أن أنقرة عانت طوال الأعوام الخمسة من تردد أوباما وإدارته، وحتى في الآونة الأخيرة لم تستجب واشنطن لمشروع إقامة "منطقة آمنة" في شمال سوريا، وخلص كاتب المقال إلى أن التدخل الروسي، قياساً على توجهاته الراهنة، سيفسد أي حل سياسي في سوريا، محذرا من أن هذا التدخل قد يدفع إلى تقسيم فعلي للجغرافية السورية وبالتالي إلى إشعال مزيد من الحرائق الإقليمية.
• قالت صحيفة عكاظ السعودية إن "التردد" كلمة تلخص الموقف الأمريكي حيال تعامله مع القضية السورية منذ تحرك السوريين ضد مظالم نظام بشار، و"الإقدام" تعبر عن السياسة الروسية في هذا البلد هذه الأيام، وما بين التردد والإقدام يتوقع الخبراء حدوث الكثير من المتغيرات لن تقف عند حدود سوريا، وتساءلت الصحيفة: هل هناك اتفاق غير معلن بين موسكو وواشنطن والعواصم المؤثرة في الاتحاد الأوروبي على مهمة محددة لروسيا تفرض بشار أمرا واقعا يقود إلى إعادة ترتيب جدول أعمال الحل السياسي؟ وما هي "المقايضات" التي تمت في هذا الاتفاق؟، وتابعت قائلة: هكذا تبدو الصورة: أمريكا مترددة، تراجع موقفها من المعارضة وتطلق تصريحاتها بأن التدخل الروسي يعقد القضية ويبعد الحل السياسي، وروسيا ماضية في حماية بشار من السقوط وضرب كل من يهدد وجوده حتى وإن كان الحليف الإيراني، والمعارضة الوطنية تواجه الطيران الروسي ومدافع "داعش" وتراخي واشنطن.
• تساءلت مجلة ذي ناشيونال إنترست الأميركية: لماذا تتدخل روسيا في سوريا؟ وقالت إن الخبير بالسياسة الخارجية أندريه ميغرانيان -وهو على اتصال بالحكومة الروسية- قال إن قرار بوتين للتدخل في الحرب المستعرة في سوريا رابح على الجهتين، وأوضح الخبير الإستراتيجي ميغرانيان: إذا انتصر بوتين بسوريا فإنه سيكسب سمعة دولية بوصفه زعيما عالميا، وإنه في حال فشله لن يخسر شيئا، وذلك لأنه سيكون تسبب في مقتل العديد من "الأشرار" من أجل الصالح العام العالمي، وأنه إذا فشل بوتين في سوريا فإن اللوم سيقع على الولايات المتحدة وحلفائها لعدم تعاونهم مع روسيا، وأضاف ميغرانيان أن لدى بوتين أهداف متعددة من وراء تدخله في سوريا مثل تقوية نظام الأسد ودعم القوات البرية السورية والإيرانية والعراقية التي تستعد لشن هجمات مضادة داخل الأراضي السورية، وأشار إلى أن بوتين يهدف أيضا إلى مواجهة المتطرفين الذين سبق أن شكلوا مشكلة لروسيا وللاتحاد السوفياتي السابق، والذين يقاتلون الآن في سوريا، وسط الخشية من عودتهم ونشرهم الفوضى في روسيا نفسها.
• نشرت صحيفة التايمز البريطانية مقالا يدعو فيه كاتبه الحكومة البريطانية إلى التدخل عسكريا في سوريا للقضاء على تنظيم "الدولة الإسلامية"، وإجبار نظام الأسد، على الدخول في المفاوضات، ويقول الكاتب، نايجل بيغار، إن من واجب الحكومة الأخلاقي أن تدافع عن مصالح شعبها، بالطرق القانونية، وبالنظر إلى أن مئات الآلاف من البريطانيين التحقوا بتنظيم "الدولة الإسلامية" للمشاركة في جرائمه، وبالنظر إلى مبلغ مليار دولار من أموال دافعي الضرائب التي تصرف على اللاجئين في الأردن، ومئات آلاف اللاجئين على أبواب أوروبا، فإن سوريا اصبحت مشكلة وحلها من يدخل ضمن مصالحنا، ويضيف الكاتب أن القوة العسكرية ليست هي الحل الوحيد، ولكن الدبلوماسية اللينة لا تنفع إلا إذا كانت مدعومة بالقوة، ويرى بيغار أنه ليس هناك أي مؤشر على جنوح تنظيم "الدولة الإسلامية" أو نظام الأسد إلى السلم، وإذا كانت القوة العسكرية مطلوبة فلابد من استعمالها، ويدعو الكاتب الحكومة البريطانية إلى استعمال القوة العسكرية في سوريا، لأن بريطانيا عضو دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ومن بين الدول القلائل التي لها القدرة على نشر قواتها في الخارج، ويختم بالقول إن السلم العالمي يحتم علينا إنهاء النزاع في سوريا عاجلا، بالقضاء على تنظيم "الدولة الإسلامية"، ورحيل الأسد.
• اعتبرت الكاتبة إيزابيل لاسيير، في صحيفة لوفيغارو الفرنسية، أنه حتى وإن كانت نوايا فلاديمير بوتين في سوريا لا تزال غامضة في أعين العواصم الغربية، إلا أن جذور التدخل العسكري الروسي في سوريا نابعة من عدة مصادر: حفظ ميناء طرطوس وبالتالي ضمان بقاء التواجد الروسي في الشرق الأوسط، ووقف انتشار تنظيم "داعش"، ومنع عودة الجهاديين من القوقاز الذين ذهبوا للقتال في سوريا من العودة إلى روسيا، وكسر العزلة الدولية الناتجة عن الحرب في أوكرانيا بإعادة فتح باب الاتصال بالقوة أو عبر تقسيم الغرب حول مسألة التعاون مع بشار الأسد لحل الصراع السوري، وأوضحت الكاتبة أن هذه الأسباب كلها يشار إليها بشكل مباشر أو غير مباشر من قبل الكرملين، ولكن هناك سببا آخر يشكل هوسا حقيقيا بالنسبة لبوتين وهو الرغبة في تجنب النموذج الليبي في سوريا بأي ثمن كان أو تفكك الدولة السورية، كما هو الحال في العراق، واختتمت الكاتبة بالقول إن هذه الحجج الروسية تفسر إعطاء الأولوية للقضية السورية من قِبل الكرملين وذلك بتجديد دعم موسكو الثابت للنظام في دمشق التي تعتبره نظاما شرعيا، كما أنها تفسر أيضا استهداف الغارات الروسية لمقاتلي المعارضة المسلحة في الوقت الذي تروج فيه موسكو بأنها تدخلت في سوريا لدحر تنظيمي "داعش" والقاعدة.
• يشير الكاتب أحمد فارول في مقاله بصحيفة يني عقد التركية إلى أن هناك من يريد تفريغ سوريا من سكانها الأصليين، وينبه الكاتب في مقاله إلى مسألة مهمة، وهي أن القوى الإمبريالية وإيران وروسيا يعملون على بقاء الأسد من أجل الحفاظ على مصالحهم، وأن إيران اندفعت بسبب عصبيتها المذهبية إلى الوقوف مع الإمبرياليين في صف واحد، ولهذا السبب فهم بحاجة إلى تأييد شعبي من أجل الاستمرار في مخططهم هذا، ويبين الكاتب أنه من خلال تفريغ سكان سوريا الأصليين سيعملون على تغيير التركيبة الديموغرافية لتركيا ما يعني أنهم سيعملون على إنجاح مخططهم، منبها إلى أن الحرب التي تدور في سوريا ضد اتفاق إيران وروسيا و"النظام السوري" هي حرب بنفس الوقت ضد القوى الإمبريالية.
• نطالع في صحيفة الحياة اللندنية مقالا لرندة تقي الدين بعنوان "نهاية نيرون سورية"، اعتبرت فيه الكاتبة أن التدخل الروسي في سورية لن يحمي بشار الأسد، لكنه سينهيه، وأوضحت أن الهجوم العسكري الجوي والبري الروسي على المعارضة ربما يساعد الأسد عسكرياً، لكنه يجعله دمية متحركة بين هيمنة القيصر الروسي والمعسكر الإيراني مع موافقة الجار الإسرائيلي، كما اعتبرت الكاتبة أن التدخل الروسي إلى جانب إيران مرحلياً هو جحيم للشعب السوري وللمعارضة الباسلة ولكنه سرعان ما سيكون أيضاً جحيماً لبشار الأسد، مبرزة أن بشار لن يتمكن بعد الآن من التحرك بدون القرار الروسي والإيراني، وإذا اختلف الروس والإيرانيون فسيتحول إلى مأزق أكبر، وأشارت الكاتبة إلى أن روسيا بوتين تريد إبراز قوتها أمام رئيس أميركي ركز كل استراتيجيته على الخروج العسكري من العالم والتخلي عن الشرق الأوسط، مشددة على أن رئاسة أوباما كانت الأسوأ بالنسبة إلى الشرق الأوسط لأنه ترك بلداً كبيراً مثل سورية يدمر ويمزق ويبتلعه القيصر الروسي.
• نقلت صحيفة النهار اللبنانية، عن مصادر في المعارضة السورية أن موسكو أعادت تنشيط اتصالاتها مع الرئيس الأسبق للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية معاذ الخطيب، في محاولة لتمهيد الأرضية لحل سياسي، وبحسب الصحيفة، فإن موسكو تنطلق في خطتها من تشكيل حكومة انتقالية تضم المعارضة "البناءة"، كما يحلو لها أن تسميها، وشخصيات من النظام، وتضيف الصحيفة إلى أنه كان لافتا في هذا الشأن التبدل الذي طرأ في موقف موسكو من الجيش السوري الحر الذي لم يسبق لها أن أتت على ذكره، فبعدما كانت تعتبر كل الفصائل المسلحة المعارضة للأسد جماعات إرهابية، قال وزير الخارجية سيرغي لافروف إن روسيا لا تعتبر الجيش الحر منظمة إرهابية، وأن هذا الجيش يجب أن يكون جزءا من الحل السياسي، والاتصالات الروسية تشمل، بحسب المصادر المعارضة نفسها، العميد مناف طلاس، أحد قيادات الحرس الجمهوري الذي كان مقربا من الأسد، قبل أن ينشق عنه عام 2012 ويغادر سوريا، وتوضح الصحيفة أن طلاس الذي لم ينضم إلى أي مجموعة معارضة منذ مغادرته سوريا، يلتزم الصمت في شأن الاتصالات الجارية، وهو يبدي في اتصال مع النهار تفاؤله بالمستقبل، مكتفيا بأنه ضمن المشروع الجديد لسوريا.
• نقلت صحيفة الرأي الكويتية، ما كتبه الصحافي الإسرائيلي المعروف إيهود يعاري، عن أن روسيا عرضت على إسرائيل المشاركة في تحالفها الشرق أوسطي ضد تنظيم "داعش"، الذي يتضمن إيران والعراق وبشار الأسد و"حزب الله" في لبنان، وتوضح الصحيفة أن يعاري كتب في مطالعة أن الروس عرضوا على إسرائيل إدارة حقول الغاز في مياهها الإقليمية، وقدموا للإسرائيليين ضمانات عسكرية مفادها أن "حزب الله"، الذي يمتلك صواريخ أرض-بحر روسية من نوع ياخونت يبلغ مداها 300 كيلومتر، لن يهاجم منشآت الغاز البحرية الإسرائيلية، وتلفت الصحيفة إلى أن إيعاري يعمل حاليا محللاً للقناة الثانية الإسرائيلية، كما أنه يقوم بإعطاء محاضرات حول العالم، وأجرى مقابلات مع قادة عرب كالرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، والملك الأردني الراحل حسين بن طلال، والرئيس المصري السابق حسني مبارك وعدد من رؤساء الوزراء الإسرائيليين والرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، كما أنه أجرى تغطيات صحافية من عواصم عربية بينها بيروت.
• تحدثت صحيفة المدينة السعودية عن حملات الطيران الروسية في سوريا وعمليات إطلاق الصواريخ الموجهة وغير الموجهة من مسافات بعيدة إلى العمق السوري، مبرزة أنها تجابه باعتراضات يومية من القيادات الأمريكية والأوروبية وحلف الناتو وقيادات خليجية، وقالت الصحيفة إنه في الوقت الذي تعلن فيه روسيا أنها تستهدف "داعش" وبعض فصائل المعارضة السورية المتطرفة فقد أعلن مسؤولون كل من الولايات المتحدة وفرنسا أن ما يصل إلى 90 بالمئة من الضربات الجوية الروسية لا تستهدف مواقع "داعش"، ولذا فإنّ التصريحات الروسية والهجمات الصّورية على مواقع قليلة لـ"داعش" ربما تستخدم للتمويه، وشددت الصحيفة على أن التدخل الروسي السافر في الحرب الأهلية السورية لن يقدم حلاً للأزمة بل يزيدها تعقيداً ويطيل أمدها، وعلى روسيا وهي دولة كبرى وتتمتع بإمكانات عسكرية وفنية عالية أن تستمع إلى صوت العقل من غالبية دول العالم شرقه وغربه وأن تكفّ عن تدخلها في أجواء سوريا.
• أشارت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية -في تحليل كتبته كارين ديونغ بالاشتراك مع غريغ ميلر وتوماس غيبسون- إلى أن التدخل العسكري الروسي بسوريا يأتي لدعم بشار الأسد بعد أن تقهقرت قواته وتراجعت أمام تقدم المعارضة المناوئة لنظامه، وأضافت الكاتبة أن الإجراءات العسكرية الروسية تتسبب بتغير شكل الحرب بسوريا وفي تعقيد إستراتيجية الرئيس الأميركي باراك أوباما الرامية إلى توسيع نطاق الحملة الجوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وأشارت الكاتبة إلى أن مسؤولين كبارا في الإدارة الأميركية يعترفون أن روسيا ربما تكون حققت بعض المكاسب التكتيكية في الحرب المستعرة في سوريا، ولكنهم يصرون على أن الرئيس بوتين سيدفع ثمن خطئه الإستراتيجي في سوريا والشرق الأوسط، وأن تدخل بوتين العسكري في سوريا سيؤدي إلى تشويه سمعته الهشة في العالم ويشجع على انتشار المسلحين، وأضافت أن مسؤولا رفيعا في الإدارة الأميركية قال إنه إذا كان بوتين يسعى من وراء تدخله العسكري في سوريا إلى اكتساب الشهرة، فإنه يكون قد قام بعمل بارع، وأما إذا كان يهدف لإنهاء القتال المستعر في سوريا فإنه يكون اقترف خطأ إستراتيجيا، وأوضحت أن تدخل الرئيس بوتين العسكري في سوريا سيجعل العالم ينظر إلى روسيا على أنها ضد "العالم السُني"، الأمر الذي يثير حفيظة ما أسمته الجماعات المتطرفة بمن فيها تنظيم "الدولة الإسلامية"، وأضافت أن مسؤولين وخبراء ومحللين يحذرون من عدم قيام الرئيس الأميركي باراك أوباما باتخاذ إجراء حاسم ضد التدخل الروسي في سوريا، وسط الخشية من انعكاس التردد الأميركي سلبا على سمعة أميركا وعلى دورها المفترض على المسرح الدولي.
• قالت مجلة ناشيونال إنترست الأميركية إن معدات التجسس الإلكترونية الروسية أصبحت جزءا رئيسيا من الوجود الروسي في سوريا، وإنها تقوم بالبحث عن أهداف للغارات كما تتابع الضربات الجوية، وأوضحت أنه ومنذ بدء روسيا قصفها من الجو والبحر في سوريا بدأت طائرات التجسس ونظم تجميع المعلومات الاستخباراتية الأخرى تراقب وتتابع عن كثب، وأضافت أنه وفي الوقت الذي لم تحدد فيه موسكو منصات استطلاعها، فقد ظهرت صوُر طائرات أليوشن-20 م الروسية وهي تطير فوق أرض المعارك في وسائل التواصل الاجتماعي، وقالت إن هذه الطائرة تعادل تقريبا طائرات آر سي- 135 للتجسس الجوي التي يستخدمها سلاح الجو الأميركي، وأشارت الصحيفة إلى أن روسيا نشرت واحدة على الأقل من طائرات أليوشن-20 للتجسس في سوريا مع 28 مقاتلة وصلت جميعها إلى مطار الأسد الدولي عبر إيران، وقد وصلت هذه الطائرة مخبأة تحت طائرات أليوشن-76 للنقل الأسبوع الماضي، واستدركت المجلة قائلة إن التجسس الجوي ليس هو الوحيد الذي تقوم به روسيا في سوريا، فقد نشرت وسائل إعلام روسية أوائل الشهر الجاري أن سفينة التجسس فاسيلي نيكيتيتش تاتشيف في طريقها إلى سوريا، وقالت ناشيونال إنترست إن طاقم السفينة سيراقب الوضع بكل تفاصيله في الأجواء والمياه السورية وأجواء الدول المجاورة وأوضحت أن وجود هذه السفينة بالمنطقة ليس بالأمر العادي كما تقول المصادر الروسية، واختتمت بقولها إن نشر طائرات التجسس والسفينة فاسيلي نيكيتيتش تاتشيف سيعوض فقدان أجهزة التجسس الأرضية.
مقال بصحيفة الغارديان البريطانية على إطلاق روسيا صواريخ كروز من بحر قزوين باتجاه مواقع المعارضة السورية بأنه أحدث دليل على إحكام الرئيس فلاديمير بوتين قبضته على حلف شمال الأطلسي (ناتو) وأنه إذا استمر تكرار إستراتيجيته لمفاجأة الغرب وإرباكه فستكون الخطة قد أثبتت نجاحها في الوقت الحالي، وأشار كاتب المقال إلى وجود دلائل على أن معظم الأهداف الروسية لم تكن موجهة لتنظيم الدولة بالرغم من تنفيذها تحت مظلة الحملة ضد التنظيم وهو ما يجعل الناتو يجد نفسه في موقف المتفرج لما يحدث، ويرى الكاتب أن إستراتيجية الكرملين في إبقاء الناتو في حالة من التخمين المستمر قد يكون هدفا في حد ذاته، حيث إن كثرة المفاجآت تضع بوتين في مركز المسرح العالمي ليكون "الممثل الدرامي" الذي يجبر العالم على التفاعل وهذا الأمر له "تأثير مخدر" على الرأي العام الداخلي الروسي، حيث أظهر استطلاع جديد للرأي أن 72% من المشاركين في الاستطلاع يؤيدون "المغامرة الروسية"، وأضاف أن الحرب في سوريا تهدد أيضا بنتائج عكسية لجميع الأسباب التي سعت الولايات المتحدة لتجنبها، فبالنسبة للعالم السني تبدو روسيا وكأنها منحازة لأحد الطرفين وهو ما يوحد كل جماعات المعارضة المتباينة في كراهيتها المشتركة للتدخل الروسي ويلهم "الجهاديين" في جميع أنحاء العالم لتحويل أنظارهم نحو موسكو، وختمت الصحيفة بأن دعم الأسد حتى النهاية المريرة هو إستراتيجية من المرجح أن تجر روسيا أعمق في حرب لا يمكن أن تتحملها مع اقتصادها الذي ينكمش 4% سنويا.
• نشرت صحيفة الفايننشال تايمز البريطانية تقريرا تتحدث فيه عن تغير استراتيجية الولايات المتحدة في سوريا، والضغوط التي يتعرض لها الرئيس باراك أوباما بشأن دور بلاده في حل النزاع، وتقول الصحيفة إن أوباما تعهد في بداية الحملة التي شنها في وسوريا بأنه سيضعف تنظيم "الدولة الإسلامية" ثم يدمره، ولكن بعد عام راجع تعهده فأصبح يسعى لحصار التنظيم وقطع طرق الإمداد عنه، وتضيف الصحيفة أن أوباما يتعرض لضغوط من أجل وضع استراتيجية جديدة لحل النزاع في سوريا، وأنه لا يجد القوات التي يعتمد عليها في الميدان، بعدما خسرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) 500 مليون دولار أنفقتها على مشروع تدريب وتسليح مجموعات من المعارضة، فالمجموعة الأولى التي دربتها الولايات المتحدة تعرضت للاختطاف على يد جبهة النصرة، بينما سلمت مجموعة أخرى سلاحها لجبهة النصرة أيضا، مقابل حياة أفرادها، وتنقل الصحيفة عن دبلوماسي سوري سابق قوله إن واشنطن ملزمة بالتعامل مع المقاتلين الإسلاميين الأقل تشددا، مثل أنصار الشام، وبأن تكف عن استحداث جماعات بنفسها، بل تتعامل مع الواقع.
• في صحيفة الشرق الأوسط نقرأ مقالا لفايز سارة تحت عنوان "التدخل الروسي يدفع الحل السياسي إلى البعيد"، الكاتب رأى أن التدخل الروسي الأخير في القضية السورية يمثل تحولاً نوعًيا في مسارات الصراع في سوريا من خلال أمرين اثنين؛ أولهما دخول دولة كبرى ميدان الصراع المباشر بما تملكه من قدرات وإمكانات هائلة، والثاني تغيير ميزاني القوى السياسي والعسكري وتوابعهما على الأرض، ولفت الكاتب إلى أن الأهم في تأثيرات التدخل الروسي في موضوع الحل السياسي للقضية السورية، أنه عزز موقف نظام الأسد استناًدا إلى القوة الجديدة، التي تمثلها روسيا في رفض فكرة الحل السياسي، وأضاف أن الأمر الثاني في تأثيرات هذا التدخل أنه دفع قوى المعارضة السورية وخاصة الائتلاف الوطني لاتخاذ موقف متشدد من السياسة الروسية، بعد أن كانت هذه القوى تقاربت إلى حد ما مع الموقف الروسي، وسعت إلى تفهمه في إطار مساعي الحل، وأشار الكاتب إلى أن الأثر الثالث لهذا التدخل، يتمثل في أن التدخل الروسي لجم المساعي الدولية والإقليمية الساعية للحل السياسي، وبدل من اهتماماتها، مبرزا أن هذا التدخل عمق الانقسام في الموقف من الصراع في سوريا، ومهد لدخول قوى جديدة ميدان الصراع العسكري بعد إعلان عدة دول إمكانية المشاركة إلى جانب الروس في التدخل في سوريا، وتابع الكاتب أن الأمر الرابع في دفع الحل السياسي إلى البعيد نتيجة التدخل الروسي، هو أن التدخل بحاجة إلى وقت لإعادة صياغة مواقف أطراف الصراع، مما سيؤدي إلى جولة وربما جولات في الصراع العسكري بين القوى والأطراف لرسم ميزان قوى جديد، يأخذ فيه المنتصرون، أو الأقوى، حصة أكبر في الحل السياسي الذي لا شك أنه سيكون نتيجة وزن كل منهم على الأرض من الناحيتين العسكرية والسياسية.
• في مقاله الذي نشرته صحيفة القدس العربي يتساءل فيصل القاسم :"هل فقدت أمريكا هيبتها أم فقط غيرت استراتيجيتها؟"، الكاتب وصف الذين يصفون سياسة الرئيس الأمريكي باراك أوباما تجاه سوريا خاصة والشرق الأوسط عامة بأنها مرتبكة وباردة ومتخبطة وغير مبالية ومترددة بـ"المغفلين والساذجين"، متسائلا: ألا يعلمون أن "اللامبالاة" في السياسة سياسة، وأن التردد ليس تردداً، بل هو مقصود بذاته؟ ولفت الكاتب إلى أن الأمريكيين كانوا يعطون الانطباع منذ بداية الثورة بأنهم غير مبالين أو مرتبكون أو متخبطون حيال الوضع السوري، مع العلم أن وكالة الاستخبارات الأمريكية كانت تدير الكثير من العمليات داخل الأراضي السورية من مواقعها على الحدود التركية، وأشار إلى أن السياسة الأمريكية، التي يصفها البعض بـ"الغبية" جردت سوريا من السلاح الكيماوي الاستراتيجي ما لم تستطع تحقيقه كل حروب المنطقة، منوها إلى أن هذه السياسة كبحت مشروع إيران النووي، دون أن تخسر دولاراً أو جندياً واحداً، وشدد الكاتب على أن إدارة أوباما قد أنجزت لأمريكا ما لم تنجزه على مدى عشرين سنة فائتة، في ما يخص ملفات الشرق الأوسط في سوريا وإيران، وعلى صعيد ضمان أمن إسرائيل، وذلك فقط بتعب اللسان.. وبرود الأعصاب.. والتردد.. واللامبالاة المدروسة؟
• أشارت صحيفة الأيام البحرينية إلى أن روسيا ستتقدم إلى الأمم المتحدة بمشروع تنسيقي لمواجهة المجموعات الإرهابية وفي مقدمتها تنظيم "داعش"، قائلة إن من يرى الأرض السورية بعد التدخل العسكري من أكبر قوتين في العالم (أمريكا وروسيا) يعلم بأن المستهدف ليس "داعش" بقدر ما يستمر شار الأسد في السلطة، واعتبرت الصحيفة طلب الرئيس الروسي من الأسد الاستعداد للمصالحة والتسوية مع المعارضة متى طلب منه، سيكون بلا شك بعد إنهاك المعارضة السورية أو إضعافها على أقل تقدير، مشيرة إلى أن تنظيم "داعش" تعاظم حين تعرض للقصف من القوات الأمريكية، فما باله اليوم بعد القصف الروسي؟، مستخلصة بأن ما عجزت عنه أمريكا ستعجز عنه روسيا كذلك، إلا إذا تواجد الجنود على الأرض.
• كتبت صحيفة الغد الأردنية، في مقال لها، أن الأردن، الذي كان له دور فاعل في إطار ما عرف بالجبهة الجنوبية في سورية والتطورات العسكرية النوعية التي شهدتها في دعم المعارضة المعتدلة بالتنسيق مع الطرف الأمريكي، ليس في وارد تسخين هذه الجبهة اليوم، وأنه حاليا أكثر تحفظا من أي وقت مضى حيال أي ضغوط إقليمية في هذا الاتجاه، وأضاف كاتب المقال أن التقدير يؤشر إلى أنه لا حلول قريبة في الطريق للأزمة السورية، وأن مبررات استغلال هامش المناورة الأردنية من أجل الاستدارة أو تغيير الموقف الأردني المتحفظ غير متوفرة في الظرف الحالي، ما يعنى أن فرص الانخراط الأردني في محاور إقليمية مناهضة للتدخل الروسي غير مرجحة.
• قالت صحيفة واشنطن تايمز الأمريكية إن الغرب أصبح ينظر بشكل متزايد إلى المغامرة العسكرية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوريا كسعي لإعادة بناء "النظام السوري" عن طريق القضاء على المعارضة المدعومة من الولايات المتحدة، وأوضحت الصحيفة أن بوتين تجاهل الولايات المتحدة وصعّد حربه في سوريا بشنه قصفا من البحر بالتزامن مع الهجمات البرية والجوية لقواته التي تستهدف "المعارضة المعتدلة" بشكل رئيسي، ونقلت عن الضابط المتقاعد بالجيش الأميركي روبرت ماغينيس قوله إن ما تقوم به القوات الروسية في سوريا هو إضعاف المعارضة للنظام وبدء حملة برية لتهدئة جزء من البلاد ومن ثم تمكين موسكو من الحصول على منصة انطلاق لخلق تابع جديد لها في دمشق، وأضاف ماغينيس أن بوتين ربما يتعاون مع ملالي إيران لتنصيب شخصية جديدة لرئاسة سوريا تجد قبولا أكثر من الأسد لدى جيران سوريا. وأكد ماغينيس أن هذا السيناريو حتمي، وأوردت الصحيفة أرقاما عن الغارات والهجمات والقصف الروسي استنادا إلى رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو التي تبين أن ما استهدف تنظيم الدولة كان قليلا جدا، ونسبت إلى الأكاديمي بمعهد أميركان أنتربرايز مايكل روبن القول إن بوتين مثل الطالب الفتوة في المدرسة، فهو يستمر في تنمره واستفزازه للطلاب الآخرين، ويستمتع بأنه لا أحد يرغب في الرد عليه، ويستمر في لعبته بدءا بصغار الطلاب وإلى "أعضاء حلف الناتو"، أما الرئيس الأميركي باراك أوباما فيقول روبن إنه لا يدري أن مجرد الصراخ لن يجلب السلام، ويضيف أن ما يحدث في سوريا هو مباراة موت المشاهير بين الميكيافيلي "بوتين" وإداري الحي السكني "أوباما".
• نشرت صحيفة التايمز البريطانية تقريرا عن اللاجئين السوريين الذين وصلوا إلى ألمانيا، وفقا لأول استطلاع أجراه معهم مركز عمل الاجتماع في برلين، وتقول التايمز إن أغلب السوريين يقولون إنهم هربوا من عنف النظام وليس من تنظيم "الدولة الإسلامية"، وهو ما يضع الدول الغربية في مأزق إذا هم تعاملوا مع دمشق، وتضيف الصحيفة أن أغلب اللاجئين يرغبون في العودة إلى سوريا، و52 في المئة منهم يعتزمون العودة بشرط رحيل بشار الأسد عن الحكم، وتنقل التايمز عن الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن نظام الأسد مسؤول عن مقتل ثلاثة أرباع الضحايا المدنيين في سوريا، في النصف الأول من العام، وجاء في الاستطلاع أيضا أن الكثيرين يتحدثون عن وحشية تنظيم "الدولة الإسلامية"، إلا أن البراميل المتفجرة التي يلقيها النظام والهجمات التي يشنها، هي التي تدفع بالسوريين إلى النزوح والهجرة من بلادهم، وترى الصحيفة أن هذا الاستطلاع يبين للأوروبيين ما يعيشه السوريون تحت البراميل المتفجرة، وأن فرض منطقة حظر جوي في سوريا بإمكانه أن يثني الكثيرين عن ترك منازلهم والتوجه نحو أوروبا.
• يذكر الكاتب أحمد فارول، في مقاله في صحيفة يني عقد التركية، أن جيوش الشيطان كلها اجتمعت لقتال المسلمين في سوريا، وينبه الكاتب إلى أن التدخل الروسي في سوريا ليس بالجديد، ولكنه أخذ الطابع الرسمي بشكل سافر الآن، خاصة مع التطورات الأخيرة من تقدم المعارضين وسيطرتهم على أراضي واسعة من "النظام السوري"، ويبين الكاتب أن هذا الهجوم تم بعد الاتفاق مع القوى الإمبريالية الغربية في العالم، حيث يتظاهر الغرب والولايات المتحدة بشجب الأحداث الإرهابية فيما هم يقومون بالقصف من جانب آخر بكل قوة على المدنيين في سوريا، وقد قصفت الولايات المتحدة مستشفى تابعا لمنظمة "أطباء بلا حدود" في منطقة قندور، وينبه الكاتب إلى أنه يجب عدم إهمال زيارة الجنرالات الروس إلى "تل أبيب" الأسبوع الماضي، حيث يدل هذا الأمر على عمق التنسيق بين روسيا وإسرائيل من أجل الحفاظ على أمن إسرائيل، ويختم الكاتب بقوله إن اجتماع الجيوش الشيطانية في العالم لمحاربة سوريا هو لاتفاق أهدافهم التي يعملون على تحقيقها.
• نطالع في صحيفة الحياة اللندنية مقالا لراغدة درغام تحت عنوان "هدف موسكو فرض التسويات في المنطقة بشروطها"، الكاتبة سلطت الضوء على الصمت العربي النسبي على الدور الروسي العسكري في سورية، ورأت أن لهذا الصمت وكذلك التصريحات دلالات، مبرزة تصريحات وزير الخارجية المصري سامح شكري التي تضمنت شبه مباركة للغارات الروسية على "داعش" في سورية، واعتبرت الكاتبة أنه في المواقف العربية هناك قراءتان أساسيتان: فإما أن الدول العربية الأساسية تفاهمت ضمناً على أولوية سحق "داعش" الذي يهددها وجودياً حتى لو كلّف ذلك تقوية النظام في دمشق بما في ذلك بقاء بشار الأسد لفترة زمنية، وبالتالي توصلت هذه الدول الى اقتناع بأن عليها القفز على "عقدة الأسد" والكف عن اعتبار رحيله أو بقائه مسألة مركزية، أو أن هذه الدول العربية حصلت على تفاهم ضمني من موسكو - ومن واشنطن أيضاً - بأن المعادلة الآن هي بقاء النظام من دون الأسد على المدى البعيد إنما مع تفهم ضرورة بقاء الأسد في المرحلة الآتية، ولفتت الكاتبة إلى أن ما يهم روسيا هو أن أمامها فرصة تاريخية لنحت جغرافيا جديدة لدورها السياسي في الشرق الأوسط عبر سورية، وأوضحت أنها في صدد بناء محور أو محاور في الشرق الأوسط بقيادة روسية، وهي تريد أن تقود تسويات سياسية لأزمات الشرق الأوسط وفق الشروط الروسية بدءاً ببقاء نظام بشار الأسد في السلطة رغم أنف الادعاءات الأميركية والأوروبية والعربية، مبينة أن روسيا تتدخل عسكرياً، بشراكة مع النظام، لتقوية الأسد كي يكون جزءاً من الحكم في سورية الغد بأية صيغة كانت، وهي تنفّذ إستراتيجية إنقاذه وإعادة تمكينه كي يكون ورقة قوية في مفاوضاتها المستقبلية مع واشنطن وعواصم أوروبية وعربية.
• في صحيفة النهار اللبنانية تتساءل روزانا بومنصف: "من سيدفع فاتورة الحرب الجوية الروسية في سوريا؟"، وترى الكاتبة أن السؤال عمن يمول الحملة العسكرية الروسية يستند إلى محاولة معرفة المدى الذي ستذهب إليه روسيا والمدة التي ستستغرقها الحرب التي تشنها ضد معارضي الأسد، مبرزة أن هذه الحرب مكلفة بالنسبة إلى روسيا الى درجة الشك في قدرتها على متابعتها لأشهر طويلة كما رجح أحد نواب البرلمان الروسي بأن تستمر بين ثلاثة وأربعة أشهر ثم ما لبث أن تراجع عن تصريحه، ونوهت الكاتبة إلى أن السؤال التالي عمن يمول هذه الحرب يرتبط بما سينجزه الرئيس الروسي في سوريا وهل هو إعادة احياء النظام وترميمه وحماية دمشق امتدادا إلى الساحل السوري مركز الثقل العلوي فضلاً عن موقع القاعدة العسكرية الروسية على المتوسط وفق ما هو مرجح، أم هل هو العمل على تثبيت النظام ومساعدته من أجل محاولة استعادة السيطرة على مدن أساسية خسرها أو ربما محاولة مساعدته على استعادة السيطرة على سوريا مجدداً؟، وأكدت الكاتبة أن ثمة فارق كبير بين محاولة منع النظام من الانهيار من أجل تمكينه من الجلوس على طاولة التفاوض قوياً نسبياً وبين تمكينه كلياً من المعارضين على استحالة هذا الاحتمال الأخير في ضوء اعتبارات متعددة.
• سلطت صحيفة عكاظ السعودية الضوء على خفايا العلاقة بين النظام الإيراني والسوري طوال العقود الماضية، من خلال مقابلة مع الوزير الأسبق في عهد بشار الأسد ومحافظ حماة أسعد مصطفى، وقال مصطفى إن حافظ الأسد بدأ في تأسيس العلاقة مع إيران قبل وصول الخميني إلى السلطة، وذلك ترجمة لميوله الطائفية، وقد تحقق ذلك في عهده وفي عهد بشار أيضا، وكشف مصطفى للصحيفة عن العديد من الأسماء التي بنت هذه العلاقة، وقال إن من أبرز الأسماء التي لعبت دورا في رسم هذه العلاقة هم اللواء محمد ناصيف المسؤول الأول عن الملف الإيراني، ويأتي من بعدهم العماد ابراهيم صافي واللواء توفيق جلول، فيما كان السفير الإيراني الأسبق في سوريا حسن أختري من المهندسين البارزين لهذه العلاقة، وأوضح مصطفى أن الخلفية الطائفية الراسخة في عقل حافظ الأسد جاءت من مصدرين: الأول أن والد حافظ "سليمان" كان من بين الشخصيات الخمسة الموقعة على وثيقة قدمت إلى فرنسا يطلبون فيها أن يكونوا تحت الاستعمار الفرنسي وألا يلتحقوا بالدولة السورية، والعامل الثاني؛ ممارسته الشخصية الطائفية، ذلك أن الأسد أول من أسس الخلية الطائفية العسكرية في سوريا، وكانت لديه ميول حقيقية للتحول إلى إيران الطائفية، وعمل على ذلك في فترة حكم شاه إيران، حين حاول الاتصال برجال دين إيرانيين يعملون لصالح الخميني تمهيدا للانقلاب على حكم الشاه، وحين وصل الخميني إلى السلطة وجد حافظ الأسد أرضا طائفية خصبة لترسيخ هذا التحالف الطائفي، ويلفت مصطفى بحسب الصحيفة، إلى أن حافظ الأسد سلم قيادات الجيش لأبناء رجال الدين العلويين من أمثال علي حيدر وعلي الصالح وعلي دوبة ومحمد حيدر، ورأى أن حافظ الأسد كان أقل انزلاقا في المحور الإيراني، وينسج علاقة مع إيران ويبقى في ذات الوقت على علاقة مع العرب، أما بشار الأسد فهو يجهل قواعد العمل السياسي ويجهل وزن ودور سوريا، لذلك فقد كان أكثر انغماسا في المحور الإيراني.
• نقلت صحيفة النهار اللبنانية تصريحات للزعيم السياسي الدرزي وليد جنبلاط، قال فيها إن وروسيا تقوم بحماية الساحل العلوي، والحرب مستمرة، ففي حال خسر النظام، فإنها ستبقى المحمية الروسية الأسدية، وأضاف جنبلاط إن هم بوتين هو حماية النظام، واعتبر أن الحديث عن حرب صليبية جديدة حماقة ويضر أولا بالمسيحيين في سوريا والمنطقة العربية، مشيرا إلى أن غرور القيصر بوتين والبطريرك الروسي أوصلهما إلى هذه الحماقة وسيقضيان على ما تبقى من مسيحيين في المنطقة العربية، ورأى جنبلاط أن تخلي الغرب عن المعارضة المعتدلة جريمة، ما خلق حربا طائفية في سوريا، مؤكدا أن كل مراكز الأبحاث الإسرائيلية همها بث الفرقة والتقاتل بين المسلمين والعرب، معتبرا أنه ليس هناك تناقض روسي إسرائيلي، والجالية اليهودية في موسكو لها نفوذ كبير، فالتنسيق الروسي الإسرائيلي موجود وقائم حتى على حساب الشعب الفلسطيني، وقال جنبلاط: لقد كنا في مرحلة صوملة سوريا أصبحنا في مرحلة أفغنتها، والروس يفتكون في سوريا كما فعلوا في غروزني لتطويع الشعب السوري، مشيرا إلى أن بوتين يبعث برسالة للجمهوريات الإسلامية القريبة منه، وختم جنبلاط كلامه بالقول: إني أرى صورة سوداء في العالم العربي، وفلسطين ستضيع.
• نشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية تحليلا كتبه وولتر بنكاس -مراسلها لشؤون الدفاع والاستخبارات والسياسة الخارجية- قال فيه إن تدخل بوتين في هذا في الحرب المستعرة بسوريا منذ نحو خمس سنوات يقود روسيا للانزلاق بالمستنقع السوري، ويكشف أن تردد الرئيس الأميركي باراك أوباما ربما كان في محله، وتساءل الكاتب عما يمكن لبوتين فعله في سوريا بعد أن أرسل عددا محدودا من المقاتلات والوحدات العسكرية من أجل محاولة دعم نظام الأسد، وقال إن عواقب خطوة بوتين بسوريا ستكشف عن مدى تعلمه من الغزو الكارثي للاتحاد السوفياتي السابق لأفغانستان في 1979، وأضاف أن تردد أوباما إزاء التدخل العسكري في سوريا يكشف أن الرئيس الأميركي قد تعلم من الدروس المستفادة من غزو العراق والحرب على أفغانستان، وهي الدروس التي كان يجب على الأميركيين استيعابها من حرب فيتنام التي جرت قبل أربعين عاما، وأوضح أن الرئيس أوباما أدرك خطورة المستنقع السوري وتجنب الانزلاق فيه، وسط توقعات بغرق كل من روسيا وإيران فيه عميقا، وأما إستراتيجية بوتين في سوريا فمصيرها الفشل لأنه يراهن على رئيس خاسر يتمثل في الأسد، وأوضح أن قوات الأسد تعاني نقصا في الأفراد والمعدات، وأنها تقهقرت وتراجعت أمام زحف قوات المعارضة السورية المناوئة للنظام، وذلك رغم الدعم المتواصل له من جانب روسيا، ورغم تزويد موسكو "النظام السوري بالمروحيات التي يستخدمها في قصف المدنيين بالبراميل المتفجرة.
• نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية مقالا للكاتب دويل مكمناص تساءل فيه عما تريده روسيا من تدخلها العسكري في سوريا، وأوضح أنه بينما ينظر الرئيس بوتين للأسد بكونه جزءا من الحل، فإن أوباما يرى في الأسد جوهر المشكلة، وبالإضافة لدعم حليفها بسوريا، فإن روسيا تسعى إلى تأسيس قوة عسكرية كبيرة في كامل أنحاء الشرق الأوسط، وسط توقعات بأن تؤدي إستراتيجية بوتين في المنطقة إلى استعداء العالم السُني لروسيا لأمد بعيد، في وقت يحصل بوتين على مقعد على طاولة المسرح الدولي، وأشار الكاتب إلى أن الرئيس أوباما في المقابل أدرك خطورة الوضع في سوريا فتجنب التدخل العسكري فيها معتبرا من غزو العراق، وأن أوباما عرف أيضا أن إقامة منطقة عازلة في سوريا لن تكون دون تكاليف، ولكن سوريا -ما بين تردد أوباما وتسرّع بوتين- ستغرق طويلا في حرب كارثية لا نهاية لها.
• وصف الكاتب ديفيد غاردنر تدخل روسيا في الشرق الأوسط بأنه مغامرة متهورة مثل أميركا، وعلق بأن الرئيس فلاديمير بوتين يبدو أنه يعتقد أنه من خلال اقتحام سوريا قد انضم إلى الائتلاف الفائز في المنطقة وأخذ بزمام القيادة الشرعية، وأوضح الكاتب في مقاله بصحيفة الفايننشال تايمز البريطانية أن الأمر قد يبدو كذلك في الوقت الحالي، لكن الوضع في هذه المنطقة لن يستغرق وقتا طويلا ليلقن الزعيم الروسي القوي ما يعرفه الأميركيون بالفعل، وهو أن الفوز فكرة نسبية إلى حد كبير، ويرى غاردنر أن ما تفعله روسيا هو إغلاق المساحة المحدودة الباقية في سوريا بين البراميل المتفجرة للنظام والعنف الزائد لتنظيم الدولة، وأن هذا الأمر سيؤدي حتما إلى تدفق جديد للاجئين السنة في وقت يئن فيه بالفعل جيران سوريا مثل لبنان والأردن وتركيا وتتلمس فيه الدول الأوروبية طريقها بارتباك لإيجاد حل لهذه الأزمة، ولخص الكاتب سياسة بوتين الانتهازية بأنها قد تنتهي بكسب روسيا عداوة السنة الأبدية، وأضاف أن هذا الأمر ينبغي أن يقلق روسيا نظرا لوجود عشرات الملايين من السنة داخل حدودها والآلاف منهم، معظمهم من الشيشانيين، يقاتلون بالفعل في سوريا، ناهيك عن إقامة تنظيم الدولة قواعد له في شمال القوقاز، وختمت الصحيفة بأن القوة العسكرية الأميركية التي لا مثيل لها فشلت في تشكيل المنطقة وفق مآربها، وأنه ليس هناك سبب للافتراض بأن قوة عظمى أخرى مثل روسيا ستفعل ما هو أفضل وأن القوتين وقعتا في المستنقع.
• كتبت صحيفة الغارديان البريطانية في افتتاحيتها أن الجغرافيا السياسية للأزمة السورية تجعل التعامل مع تركيا ضرورة، لكنها أردفت أن رئيسها رجب طيب أردوغان لديه أجندته الخاصة، وليس من السهل التعامل معه، وأشارت الصحيفة إلى أن أنقرة كانت لديها دائما القدرة على أن تكون في صميم دبلوماسية الأزمة السورية، وأن لحظتها قد حانت هذا الأسبوع عندما عقد أردوغان أمس الأول محادثات مع زعماء الاتحاد الأوروبي في بروكسل بهدف طلب مساعدته في السيطرة على أزمة اللاجئين، ومن المقرر عقد المزيد من المحادثات غداً في لوكسمبورغ، وأبانت الصحيفة أن مركزية تركيا ليست مفاجئة بحكم كونها بلد عبور رئيسيا لأولئك الفارين من الحرب والاضطهاد في سوريا والعراق، وكونها أيضا عضوا بحلف شمال الأطلسي (ناتو) الواقف على خط المواجهة في النزاعات الرئيسية في الشرق الأوسط، وأوضحت الصحيفة أن الاتحاد الأوروبي لديه أسباب واضحة للتعاون مع أردوغان بشأن قضية اللاجئين، لكنه قد يكتشف أن نفوذه محدود لأن تعزيز الحدود الخارجية للاتحاد قد يصعب تحقيقه دون مساعدة تركيا، وهذا هو سبب التفكير في إنشاء دوريات يونانية تركية مشتركة في منطقة البحر المتوسط، وترى الصحيفة أن إعادة العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا أمر منطقي، لكن هذا النوع من التفاوض مليء بالمخاطر، لأن أردوغان شريك يميل للمواجهة، والأزمة السورية تعني أن الأوروبيين والأتراك يجب أن يعملوا معا على نحو متزايد.
• نشرت صحيفة الديلي تلغراف البريطانية مقالاً لتيم كولينز بعنوان "يجب أن يكون لسنة سوريا دولتهم الخاصة"، ويقول كولينز إنه يوجد احتمال قوي أن يصوت البرلمان البريطاني على احتمال المشاركة في الحملة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا، ويرى كولينز أنه في حال موافقة البرلمان، سيصب الهجوم البريطاني أيضا في صالح جماعة يسيطر عليها الحرس الثوري الإيراني، ألا وهي "حزب الله" اللبناني، ويضيف أن الأمر في سوريا ازداد تعقيدا مؤخرا بعد الدعم العسكري الروسي لنظام الأسد عن طريق قصف كل معارضيه، بما فيهم الجيش السوري الحر والأكراد، الذين تدربهم بريطانيا وتمدهم بالسلاح، ويقول كولينز إن حقيقة الأمر ان قوات الأسد ما زالت تقتل عددا أكبر من السوريين أكثر مما يقتل تنظيم "الدولة الإسلامية"، ويضيف أن المعلومات الاستخباراتية تشير إلى أن تركيب تنظيم "الدولة الإسلامية" ذاته تغير جراء الغارات الأمريكية التي تستهدفه، فعلى الرغم من أن البعثيين العراقيين ما زالوا يسيطرون على التنظيم ويتولون قيادة معظم جنوده وهم من المقاتلين السنة العرب، ولكن ضعف التنظيم نسبيا جراء الهجمات الغربية أدى إلى صعود مقاتلين اجانب إلى الصفوف الأمامية وتقول الصحيفة إن القبائل السنية التي تقيم في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم تزايد رفضها للتنظيم، ويرى كولينز أن هذه القبائل السنية في حاجة إلى محفز يدفعها للثورة في وجه التنظيم، وأنه يجب إعطاء السنة وطنا بعيدا عن سيطرة إيران ووكلائها وآمن من تنظيم "الدولة الإسلامية"، ووعود حقيقية بالحصول على العمل والتعليم والأمان، ذلك يعني خلق دولة للعرب السنة بعيدة عن النفوذ الخارجي.
• أفادت صحيفة يني شفق التركية بأن القوات المسلحة التركية قامت بنشر ثلاث منظومات دفاع جوي جنوب تركيا على الحدود السورية، وذلك بعد تكرار اختراق سيادة الأجواء التركية من قبل المقاتلات الروسية، وبحسب ما بينت الصحيفة، فإنه وبعد الاجتماعات الأمنية التي عقدها رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو في رئاسة الوزراء أول أمس، فقد قامت القوات المسلحة التركية بنقل بطاريات من طراز "هاوك" المضادة للطائرات إلى الحدود السورية، وذلك بعد أن قامت الولايات المتحدة وألمانيا بسحب بطاريات الباتريوت من جنوب تركيا، ونقلت الصحيفة قرارات رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو بعد الاجتماع الأمني، الذي قال فيه إن القوات المسلحة التركية سترد على أي اعتداء يحصل على الحدود التركية بالمقابل.
• في صحيفة الشرق الأوسط نقرأ مقالا لعثمان ميرغني كتبه تحت عنوان "سوريا وروسيا و«عملية صوفيا»"، الكاتب اعتبر أنه كلما طال أمد الأزمة السورية زادت تعقيداتها وتشابكاتها، ونوه إلى أن تغيير روسيا لتكتيكاتها وإعلانها بدء غارات جوية على مواقع "التنظيمات الإرهابية"، قد أضاف بعًدا جديًدا للأزمة ولتعقيداتها، خصوًصا مع عودة أجواء الحرب الباردة بين موسكو والغرب، مبرزا أن التضارب في الاستراتيجيات والرؤى حول حرب الإرهاب، لا يتوقف عند التباين الغربي – الروسي بل يمتد على مستوى آخر إلى الدور التركي أيًضا في الأزمة السورية، وأشار الكاتب إلى الاقتراح التركي بإنشاء "منطقة آمنة" داخل سوريا، ولفت إلى أن هذا الاقتراح الذي وجد تأييًدا من فرنسا ودول أوروبية أخرى، عارضته المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وحذرت من أنه قد يعرض اللاجئين للخطر مذكرة بمذبحة سربرينيتشا عام 1995 في منطقة يفترض أنها كانت آمنة وتحت الحماية الدولية في البوسنة، كما تطرق الكاتب إلى القرار الأوروبي هذا الأسبوع ببدء عملية أطلقت عليها اسم "عملية صوفيا" للتصدي للقوارب التي تنقل المهاجرين، وتفتيشها في عرض البحر، ثم إعادتها إلى حيث أتت، وكذلك تكثيف الجهود لمحاربة المهربين بمصادرة قواربهم واعتقال أطقمها، ورأى أن هذه العملية لن تحل الأزمة، وكذلك الأمر بالنسبة للمنطقة الآمنة المقترحة، لأنه مع استمرار التصعيد على الأرض، وتفاقم المعاناة الإنسانية، وتضارب الاستراتيجيات، وصراع المصالح، سيستمر تدفق اللاجئين، مشددا على أن الأزمة السورية لا تحتاج حلولاً جزئية؛ بل تتطلب حلاً شاملاً يبدو صعب المنال.
• في مقاله بصحيفة الحياة اللندنية الذي جاء بعنوان "تحرش بوتين بالأتراك «فرصة» لأوباما"، اعتبر حسان حيدر أن التحرش الروسي المتكرر بتركيا ليس هدفه الوصول إلى مواجهة مع الحلف الأطلسي، بل تهيئة الأجواء أمام اعتراف أميركي وغربي بأن موسكو باتت طرفاً مباشراً في سورية لا يمكن تجاوزه لا عسكرياً ولا سياسياً، ولا بد من مراعاة شروطها في أي تسوية، بدءاً من مشاركة الأسد في المرحلة الانتقالية وصولاً إلى إضعاف أي معارضة لبقائه طالما استمرت الحرب على "داعش" واستمر التهديد الإرهابي للعالم، ورأى الكاتب أنه حين عجز بوتين خلال اجتماعه مع أوباما عن إقناعه بالموافقة العلنية على استمرار نظام الأسد بعد المرحلة الانتقالية، لجأ الى لعبة التحرش بالأتراك، فاتحاً الباب أمام قبول الأميركيين بطلبه مداورة، بحجة الرغبة في تلافي تصعيد دولي، مبرزا أن واشنطن تلقفت بسرعة خطوة موسكو التي أكدت أنها ترغب في تنسيق أوسع في الحرب على الإرهاب وليس مجرد مناقشة آلية تلافي الاشتباك الجوي، وخلص الكاتب إلى أن كل هذا التهويل بخطر حصول اشتباك بين روسيا وأمريكا إنما هدفه التغطية على اتفاقهما الضمني على بقاء الأسد.
• تحت عنوان "معادلة بوتين لتدعيش المعارضة!" كتب راجح الخوري مقاله في صحيفة النهار اللبنانية، سلط فيه الضوء على الانخراط الروسي المباشر في سوريا، وأبرز أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يدرك جيداً أن الانتصار لن يصنعه القصف من الجو ولن يكون نزهة، بدليل أن "الجيش السوري" مدعوماً من إيران وأذرعها العسكرية لم يتمكن أولاً من هزيمة المعارضة المعتدلة أي "الجيش السوري الحر"، وعبر الكاتب عن استغرابه من تصريحات الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف التي أعرب فيها عن أسفه لعدم تمكن الدول الغربية من أن تشرح ماذا تعني بـ"المعارضة المعتدلة"، وأن بوتين لا يرى فارقاً بين المعارضة المعتدلة وغير المعتدلة، وأشار إلى أنه عندما لا يجد بوتين معارضة معتدلة بعد سقوط 250 ألف قتيل وهرب 12 مليون لاجئ، فإن كل ما سيفعله هو تصعيد الحل العسكري الذي سيدفع قوى المعارضة المعتدلة، إلى أحضان "داعش" التنظيم المتوحش الذي ولد أصلاً نتيجة المذابح التي ارتكبها النظام منذ اللحظة الأولى، ولفت الكاتب إلى أن بوتين يعرف جيداً أن من المستحيل استعادة نفوذ الأسد الذي لم يعد يسيطر إلا على 20 في المئة من سوريا، ما لم يتم تدمير ما تبقى من سوريا، وختم قائلا إنه ليس غريباً أن يرسم مسار عمليات القصف الجوي الروسي حتى الآن خطاً بيانياً يرسم بالنار حدود دولة علوية تكون قاعدة حيوية للنفوذ الروسي في المنطقة.
• في مقال بعنوان "هكذا سترد أمريكا على روسيا"، قالت صحيفة الوطن البحرينية إن روسيا ورطت نفسها في سورية كما ورط الاتحاد السوفياتي نفسه في أفغانستان، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة وحلفاءها أقوى بكل المقاييس، وأن روسيا ستجر أذيال الخيبة من المنطقة، متسائلة: هل نحن على استعداد لخوض حرب فتاكة قد تطول عشر سنوات أو أكثر، والأدهى من ذلك أنها ليست حربنا، وأوضحت الصحيفة أن واشنطن بدأت مؤخرا بالتركيز على مصطلح "المعارضة المعتدلة"، وفي وقت مضى كان المجاهدون الأفغان في نظر الأمريكيين "معارضة معتدلة" ثم أصبحوا إرهابيين بعدما طردوا الاتحاد السوفيتي، مضيفة أن هذا المشهد سيتكرر في سورية، حيث ستصبح المعارضة "المعتدلة" مجاهدة، وأن الأمر قد يتطور وتسمح أمريكا وحلفاؤها بالتحاق المجاهدين بها من كل حدب وصوب، وبعد فترة تسمح لها بالحصول على نوع من الأسلحة المضادة للطائرات، لاسيما وأن أمريكا أعلنت أنها لا تنوي تسليم المعارضة أي سلاح يفتك بطائرات روسيا، وهذا يدل على أنها ستفعل عكس ما تقول.
• قالت صحيفة الغد الأردنية، في مقال بعنوان "التدخل الروسي.. أين يقف الأردن؟"، إن الأردن لم يذهب إلى ما ذهبت إليه مصر في تأييد التدخل العسكري الروسي في سورية، وفي الوقت ذاته، لم يضع توقيعه على البيان السباعي الذي أدان العدوان الروسي على سورية، وحسب كاتب المقال، فإنه لا يمكن التضحية بالعلاقات الأردنية مع روسيا لمجرد الاختلاف معها حول الموقف من سورية، ذلك أن دعم روسيا لـ"النظام السوري" ليس أمرا جديدا ولا مفاجئا، ومع ذلك حافظت عمان على خطوط الاتصال مفتوحة مع موسكو طوال سنوات الأزمة في سورية.
• في تحليل مطوّل في صحيفة واشنطن بوست الأميركية، قال الكاتبان أندرو روث وثوماس غيبسون نيف إن روسيا دخلت الحرب في سوريا بنشوة المنتصر، وإنها تزيد من نطاق ضرباتها الجوية في البلاد، ولكن: ماذا يمكن لهذه الضربات الجوية الروسية المحدودة إنجازه على أرض الواقع في سوريا؟ وأوضح الكاتبان أن روسيا ربما يمكنها تأمين غطاء جوي لجيش الأسد المنهك من أجل محاولة رفع معنوياته، وأن هذا الجيش قد يحاول بدوره شن هجمات على مواقع القوات التابعة للمعارضة المعتدلة والجماعات الإسلامية وتنظيم "الدولة الإسلامية"، ولكن، إذا لم تعزز روسيا من تدخلها العسكري في الحرب بسوريا بشكل كبير، فإنه من غير المحتمل أن تتمكن موسكو من إحداث تغيير في مسار هذه الحرب المستعرة منذ سنوات، وأضاف الكاتبان أن الجيش الروسي بمعداته وتقنياته القديمة لا يجد في سوريا ما يعتمد عليه سوى جيش ضعيف التدريب وغير مؤهل يتمثل في قوات الأسد، كما أن الشعب الروسي لا يدعم بقاء قواته في صراع طويل المدى في سوريا، وأشار الكاتبان إلى أن روسيا تستخدم مقاتلات تعود إلى الحقبة السوفياتية، وأن بعضها غير قادر على شن غارات ليلية، وذلك لأن هذه الأصناف من المقاتلات تفتقر لأجهزة الاستشعار التي تمكنها من القيام بهذه المهمات، وأضافا أنه ليس بمقدور روسيا استعادة الأراضي السورية التي فقدها النظام، ولكنها قد تساعد في استعادة أجزاء بسيطة، ومن ثم العمل على إيجاد تسوية سياسية للأزمة السورية، وأما القاذفات الروسية فتتسبب في الكثير من الخسائر بين المدنيين لأنها تستخدم قنابل غير موجهة، مما يقلل من فاعلية التدخل الروسي برمته في المستنقع السوري.
• أعدت صحيفة ناشونال إنترست الأميركية تقريرا مفصلا بشأن عدد الطلعات الممكنة للمقاتلات الروسية في الأجواء السورية، إضافة إلى معلومات عن أنواع الطائرات الحربية المشاركة في الغارات على المناطق السورية، ويقول التقرير إنه بإمكان المقاتلات الروسية -التي تنطلق من مطار حميميم في اللاذقية- تنفيذ 96 طلعة جوية في اليوم في أحسن الأحوال، بشرط توفر الإمدادات اللوجستية اللازمة إضافة إلى أطقم الصيانة الكافية، لكن الأكثر واقعية هو أن تستطيع المقاتلات البالغ عددها 32 طائرة تنفيذ أكثر من عشرين طلعة جوية في اليوم الواحد، حيث ينقل التقرير عن طيار أميركي متقاعد أنه بإمكان 24 مقاتلة روسية فقط أن تنفذ طلعات في اليوم الواحد، وتابع الطيار المتقاعد أنه بإمكان كل طائرة مقاتلة تنفيذ ما بين طلعتين وأربع طلعات على الأكثر يوميا، وبالتالي فإن مجموع الطلعات سيكون ما بين 48 و96 طلعة في أحسن الأحوال، ويعتمد ذلك على الأحوال الجوية ووقت الغارات، ورأى أن تنفيذ الحد الأقصى من الطلعات اليومية سيكون مثيرا للاهتمام، واتفق مسؤول آخر في سلاح الجو الأميركي مع تقديرات الطيار المتقاعد، وقال إن هناك كثيرا من المتغيرات التي تحدد عدد الطلعات، من بينها عدد المقاتلات الجاهزة وآليات الصيانة المتوفرة وإمكانيات التزود بالوقود، وعدد الأطقم الجوية والمشرفين، إضافة إلى طبيعة الأهداف وعددها وبعدها وتحديدها مسبقا، واتفق مسؤول آخر في البحرية الأميركية مع سابقيْه في عدم قدرة المقاتلات الروسية في سوريا على تنفيذ عدد كبير من الطلعات اليومية، وقال إنه بالاعتماد على عدد الطائرات المشاركة في كل طلعة والجداول الزمنية المخصصة لذلك، فإنه بإمكان الطائرات الروسية أن تنفذ 15 طلعة جوية يوميا في سوريا، مع الأخذ بالحسبان عدد الطيارين المتواجدين وتوفر الصيانة اللازمة، كما اتفقوا على صعوبة تحديد عدد الطلعات بالضبط، لأن القدرات الروسية بالنسبة لهم لا يزال فيها الكثير مما يجهلونه، في ما يتعلق بكفاءة الصيانة والوقود وتوافر الأسلحة وقطع الخدمات اللوجستية وكفاءة الطيارين، وغيرها.
• نشرت صحيفة ذي كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية تحليلا كتبه بيتر اغرير تساءل فيه عما يفكر به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من وراء تدخله العسكري المباشر في سوريا، وعن أثر هذا التطور الخطير في الأزمة السورية على البلاد والمنطقة، وتساءل الكاتب: هل لدى بوتين تصورات حاسمة بشأن الأزمة في سوريا؟ وهل ستجبر الضربات الجوية الروسية في سوريا أميركا على تغيير خططها؟ وقال إن التدخل الروسي يُدخل سوريا في مزيد من الفوضى التي أدت إلى تشريد الملايين وتفتيت البلاد إلى مناطق متنازعة، وأشار إلى أن إقدام موسكو على هذه الخطوة يزيد من تعقيد الجهود الأميركية لمحاولة إيجاد تسوية سياسية للأزمة، خاصة أن كلا من المقاتلات الروسية والأميركية تحلق في ذات الأجواء السورية، ولكن لأهداف مختلفة، وقال الكاتب: يبدو أنه ليس لدى إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما الكثير لتفعله، فإستراتيجيتها لبناء وتدريب وتسليح معارضة معتدلة تخبطت، بينما لدى روسيا مصالح حقيقية في سوريا يتمثل بعضها في إقامة قاعدة بحرية جديدة على ساحل المتوسط، وأضاف أن السياسة الأميركية في سوريا أوجدت مناخا مواتيا للتدخل الروسي، مما جعل الرئيس بوتين يدخل البلاد مختالا، ولكن الهدف الإستراتيجي الروسي بعيد المدى في سوريا والمنطقة ليس واضحا بشكل جلي بعد.
• رسمت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية ما أسمته "صورة التراجع الأميركي في سوريا" الذي قالت إن سياسة الرئيس الأميركي باراك أوباما هي المسؤولة عنها، وأوضحت أن سوريا تكشف فوضى العالم الذي غابت عنه القيادة الأميركية، وقالت الصحيفة في افتتاحية لها إننا نعيش اليوم في عالم لا تقوده الولايات المتحدة ونتيجة لذلك تعتقد الصحيفة أن الفوضى تفاقمت واشتدت الحرب في الشرق الأوسط إلى مستوى لا يمكن لإدارة أوباما نفسها تجاهله، وأصبحت سوريا مركزا جيوسياسيا للزلزال وأرضا لتوليد أجيال من تنظيم "الدولة الإسلامية" وملاذا جديدا للإرهاب، وحاضنة لصراع إقليمي متنام بين السنة والشيعة في الوقت الذي أطلقت فيه أسوأ أزمة لاجئين منذ الحرب العالمية الثانية، كما أصبحت ميدانا جديدا محتملا لصراع القوى الكبرى، وانتقدت الصحيفة سياسة أوباما اللامبالية في الشرق الأوسط والتي قالت إنها سبب في إقدام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتجرئه على التدخل العسكري في سوريا بالتحالف مع إيران، وأشارت الصحيفة إلى أن بوتين لا يهمه القضاء على تنظيم الدولة، قائلة إن أهدافه هي المحافظة على بقاء بشار الأسد في السلطة وإظهار أن روسيا شريك موثوق لدول المنطقة على عكس الولايات المتحدة التي تخلت عن العراق في 2011 ولم تحارب تنظيم الدولة بقناعة، بالإضافة إلى تعزيز مشاعر الشعب الروسي بأن دولتهم عادت مرة أخرى لاعبا رئيسيا في المسرح العالمي، وقالت أيضا إن بوتين لن يسقط في مستنقع سوريا كما يقول مؤيدو أوباما لأن روسيا تدخل حرب سوريا بألفي جندي فقط ولن يكون جنودها غذاء للمدافع لأن جنود "حزب الله" اللبناني هم الذين سيقومون بهذا الدور.
• كتب غيديون راكمان في صحيفة الفاينانشنال تايمز البريطانية مقالاً بعنوان "الدخلاء سيحترقون بنار سوريا"، وقال كاتب المقال إن ما يحصل في سوريا اليوم حرباً بالوكالة في ظل قصف الطيران الحربي الأمريكي والروسي على حد سواء لأهداف في البلاد بالإضافة إلى تدفق المقاتلين الأجانب إلى سوريا، ويضيف أن حرب الوكالة في سوريا تسببت في إطالة أمد الحرب أكثر فأكثر وجعلها أكثر دموية وأكثر خطورة على العالم كله ناهيك عن صعوبة إنهائها، وأوضح أن الحروب بالوكالة مدمرة للبلدان التي تدور الحرب على أراضيها، لكنها تشكل خطرا على الدول التي تؤجج الصراع، وقال كاتب المقال إنه لا يعرف كيف سيولد الصراع في سوريا هذا النوع مما سماه ضربة مرتدة، وأردف أن روسيا تعيش خطر تأجيج السكان المسلمين، مضيفاً أن تدخل موسكو في حروب أخرى في وقت الصراع في أوكرانيا، وأشار إلى أن كل هذه الأطراف تشعر أن نقاط ضعفها ستكشف في حال خسرت في سوريا، فهم يبدون أنهم غير قادرين على العمل على مصلحتهم المتبادلة بإنهاء الصراع الذي يهددهم جميعا.
• في صحيفة الشرق الأوسط نقرأ مقالا لطارق الحميد بعنوان "روسيا وورطة الجيش الحر"، الكاتب تطرق إلى تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف التي قال إنها تناقض مع تصريحاته الأولى عن الجيش الحر، حيث حاول لافروف استدراك تصريحه الذي اعتبر فيه الجيش الحر ليس بجماعة إرهابية، من خلال تشكيكه بوجود الجيش الحر أصلا، حيث قال لافروف: "إن أحًدا لم يرد علينا، ولم يمدنا بأي تفاصيل عن هذا الجيش، أو أي وحدات أخرى لما يسمونها المعارضة المعتدلة"، واعتبر الكاتب أن هذه التصريحات المتناقضة تؤكد أنه ليس لدى الروس خطة في سوريا، مبرزا أن موسكو استشعرت خطورة تصريح لافروف الأول بعدم اعتبار الجيش الحر تنظيما إرهابيا، وأنه يجب أن يكون ضمن العملية السياسية، خصوصا أن تصريح لافروف الأول لم يكن نتيجة خطأ بالترجمة، ولم يخرج عن سياقه، بل كان في مؤتمر صحافي، ونقلته أيضا وكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية، ورأى الكاتب أن الروس في ورطة جراء هذه التصريحات المتناقضة حول الجيش الحر، داعيا إلى استغلال هذه الثغرة جيدا، وشدد على ضرورة أن يكون هناك دعم حقيقي للجيش الحر، تدريبا، وتسليحا، وتمويلا، والسعي لفرض مناطق آمنة يحظر الطيران فيها وذلك لمعالجة أزمة اللاجئين، وحماية للمدنيين، وعزل "داعش" على الأرض، وضمان ألا يستعيد الأسد ما فقده من الأراضي التي لن تصان إلا برحيله، وخلص كاتب المقال إلى أن دعم الجيش السوري الحر هو مفتاح الحل في سوريا، وهو ضمان أن تصغي موسكو للمجتمع الدولي هناك.
• نطالع في صحيفة النهار اللبنانية مقالا لموناليزا فريحة كتبته تحت عنوان "السوخوي لن تصنع سلام سوريا"، الكاتبة أشارت إلى أن سماء سوريا زادت تلبدا مع التحذير الذي وجهه حلف شمال الأطلسي إلى موسكو، بعد انتهاك إحدى مقاتلاتها المجال الجوي التركي، وسلطت الكاتبة الضوء على إعلان "الإخوان المسلمين" بأن جهاد الدفاع ضد ما وصفوه بـ"الاحتلال الروسي السافر لسوريا"، فرض على كل قادر على حمل السلاح، ومعهم أيضا استحضر 55 داعية سعودياً ذكرى الغزو السوفياتي لأفغانستان للتعبئة ضد الوريثة الصليبية الأرثوذكسية التي تغزو سوريا، ملوحين لها بمصير شبيه بمصير سلفها البولشفي، ولفتت الكاتبة إلى أن موسكو تضغط عسكرياً لإيصال نظام الأسد إلى طاولة المفاوضات، واعتبرت أنّ ذلك قد يضطرها إلى ما هو أكثر من سرب مقاتلات سوخوي، منوهة إلى أن مشاهدي التلفزيون الروسي هم فقط من يصدقون أن "الحرب المقدسة" في سوريا رحلة خاطفة ومباركة للقضاء على الإرهاب.
• في مقاله بصحيفة العربي الجديد أشار الكاتب علي أنوزلا إلى أن موسكو تسعى من خلال تدخلها العسكري في سوريا إلى إيجاد موقع قدم لها على خريطة الشرق الأوسط المتحولة، ورأى الكاتب أن الهدف الروسي من هذا الاستعمال المفرط في القوة هو إيجاد ورقة ضغط، وفي أقرب وقت، لمساومة الغرب، ودفعه إلى غض الطرف عن ابتلاع الدب الروسي جزيرة القرم، ورفع حصاره القاسي على الاقتصاد الروسي، مبرزا أن بوتين يسعى إلى إعادة إحياء مجد الإمبراطورية السوفييتية البائدة، واعتبر الكاتب أن من شأن التدخل الروسي، اليوم، في سورية أن يوحّد صفوف المعارضات المسلحة على أرض الواقع التي ستجد نفسها أمام احتلال أجنبي مباشر، وأوضح أن القوى الخارجية الكثيرة المتدخلة في الصراع في سورية ستكون مجبرة على دعم جبهة موحدة للتصدّي للأطماع الروسية في المنطقة، تماماً كما فعلت مع الفصائل الأفغانية التي كانت متناحرة فيما بينها، فوحدها القتال ضد الاحتلال السوفييتي والدعم الخارجي لها الذي كان هدفه الإيقاع بالدب الروسي في المستنقع الأفغاني.
• قالت الدستور الأردنية، في مقال لها، إن مفاتيح الحل السياسي للأزمة السورية تبدو، أكثر من أي وقت مضى، في جيب بوتين، إذ بقدر ما حشدت روسيا من قوات ضاربة على الأرض وفي الأجواء السورية، بقدر ما تتفاقم مسؤوليتها أمام المجتمع الدولي، لقيادة جهود دبلوماسية للوصول إلى حل سياسي توافقي، يراعي الحد الأدنى من حسابات ومصالح اللاعبين الكبار على المسرح السوري، ورأى كاتب المقال أن سورية ما بعد التدخل الروسي لن تظل حجر الرحى في إطار ما يعرف بـ"محور المقاومة والممانعة"، ولن تكون على خصومة مع موسكو وطهران، مضيفا أن سورية الجديدة لم ترتسم معالمها بعد، ومن السابق لأوانه الإسراف في توصيفها، لكن المؤكد أنها ستكون على غير الصورة التي عرفت عنها وتميزت بها.
• أشارت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية إلى أن إيران تعتزم إرسال المزيد من قواتها للقتال في سوريا، وأن طهران اتخذت قرارها لإرسال جنود إيرانيين ومليشيات من جنسيات مختلفة للانضمام إلى جبهات القتال ضد فصائل المعارضة السورية المناوئة لنظام الأسد، وأوضحت أن إيران عازمة على التدخل العسكري في سوريا بشكل أوسع، وذلك رغم خطر استعدائها الولايات المتحدة وحلفاء أميركا في الخليج الساعين لإسقاط نظام الأسد، ونسبت إلى سياسيين مقربين من طهران ومحللين يتابعون الدور الإيراني في سوريا قولهم إن القرار الإيراني اتخذ بالتنسيق مع روسيا ونظام الأسد، وأضافت الصحيفة أن التعزيزات العسكرية الإيرانية الجديدة في سوريا تأتي لتزيد على ما هو موجود من القوات الإيرانية والمليشيات المتحالفة معها، وأن الخطة الجديدة تشمل إرسال المزيد من القادة العسكريين الإيرانيين المستشارين العسكريين والمقاتلين المدربين ليكونوا ضمن هذه الوحدات، وأشارت الصحيفة إلى أن القوات الإيرانية الجديدة ستقاتل في مناطق متعددة في سوريا وتنفذ عمليات هجومية على أكثر من جبهة، وأن القوات سيتم اختيارها من ضمن الحرس الثوري لتنضم إلى نحو سبعة آلاف جندي من قوات الباسيج شبه العسكرية التابعة للحرس الثوري، والتي تقاتل في سوريا منذ سنوات، وأضافت أن إيران تسعى من وراء زيادة حجم قواتها في سوريا إلى تثبيت الأسد في السلطة، وذلك لأنها تعتبره الضامن الوحيد للنفوذ الإيراني في سوريا والداعم لاستمرار وجود "حزب الله" وكيل طهران في لبنان.
• وصفت افتتاحية صحيفة واشنطن تايمز الأمريكية تدخل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوريا بأنه مغامرة متهورة في ظل تركيبات سكانية إسلامية، وأن روسيا الاتحادية في خطر من أعداد المسلمين الذي يتزايد بسرعة، ورأت الصحيفة أن تكاثر السكان المسلمين في روسيا جزء لا يتجزأ من نشاط رئيسها المحموم لإحياء موسكو عاصمة لقوة عظمى، وأن هذا يفسر محاولته اليائسة لإعادة سيطرة موسكو على السلاف في أوكرانيا وروسيا البيضاء ودول البلطيق، وأشارت إلى أن ترؤس بوتين مؤخرا افتتاح أحد أكبر مساجد العالم في موسكو كان اعترافا ضمنيا لتنامي قوة ونفوذ المسلمين في روسيا الاتحادية، وأن هذه البادرة قصد منها التوصل إلى اتفاق مع النظام الروسي، على غرار العلاقات التي تربط الكرملين وبوتين بالكنيسة الأرثوذكسية الروسية، وأضافت الصحيفة أن أعداد المسلمين تأخذ أهمية إضافية نظرا للانخفاض الحاد في تعداد السكان الروس المتوقع لأقل من 130 مليونا بحلول عام 2025 بعد أن بلغ نقطة اللاعودة عند 148.6 مليونا عام 1991، وفي حين أن عدد السكان المسلمين بروسيا الاتحادية لا يزداد حتى الآن بمعدل مستدام إلا أنه أعلى بكثير من السلاف، وعلقت الصحيفة على استدعاء بوتين 150 ألف مجند إضافي لإرسالهم إلى سوريا بأنه كان عليه أن يواجه تقديرات هيئة الأركان العامة الروسية بأنه بحلول عام 2025 سيكون معظم جنوده من المسلمين، إلا أن تنامي نداء العصبية القومية، الذي هو جزء أساسي من شعبيته، هو الولاءات الروسية والمسيحية الأرثوذكسية التقليدية، وهذه من المؤكد أن تصطدم بالولاءات الثقافية والدينية للمسلمين، كما ترى الصحيفة.
• علق الكاتب روس داوذات في صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية على ما وصفه بمناورات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنها خالفت مرة أخرى توقعات الإدارة الأميركية، وأبرز عدم اتفاق محللي السياسة الخارجية الأميركية على ما إذا كانت هذه المناورات بدافع التألق أو اليأس، وتساءل الكاتب: هل حملة بوتين للقصف في سوريا ضربة معلم جيوسياسية، أم أنها لملء فراغ إقليمي بخلق محور "بغداد طهران دمشق موسكو" جديد لإظهار عجز السياسة الخارجية الأميركية، أم أن إستراتيجيته الاستفزازية هذه تضع حلف شمال الأطلسي (ناتو) على حافة الانهيار، أم أنه في الواقع يتحرك بدافع الضعف في محاولة لإنقاذ الموقف المتدهور؟ وهل مناورته في الشرق الأوسط، مثل تدخله في أوكرانيا، من أجل استعادة ما خسرته روسيا من أرض في الآونة الأخيرة؟ ويرى الكاتب أنه إذا كان النجاح يعني "روسيا أكثر ازدهارا" مع مجموعة من الدول العميلة، وأساسا داخليا متينا لنظام بوتين، وعودة لظهور روسيا باعتبارها منافسا حضاريا جذابا للغرب الديمقراطي الليبرالي كما يتصوره "البوتينيون"، فليس هناك أي شيء مثير للإعجاب إزاء سجل الرئيس الروسي، ويشير الكاتب إلى أن مناورات بوتين قد تزداد سوءا أكثر مما كانت عليه عندما كانت أسعار النفط أعلى أو بعد حربه الصغيرة في جورجيا عام 2008، وأضاف أن تدخله في الشرق الأوسط محدود لا محالة وأن روسيا بالكاد في وضع يسمح لها بقيادة حملة عسكرية واسعة بعيدا عن أراضيها، وختمت الصحيفة بأن تدخل بوتين في سوريا يمكن أن يفاقم -على الأقل مؤقتا- أزمة اللاجئين التي تربك وتقسم القارة الأوروبية بأكملها.
• نشرت مجلة فورين بوليسي الأميركية مقالا للكاتبة روزا بروكس تحدثت فيه عن الدروس القاسية المستفادة من أفغانستان ممثلة في الأحداث التي شهدتها مدينة قندوز الأفغانية قبل أيام، وكذلك الأزمة السورية في أعقاب فشل إستراتيجية أوباما، وصولا للتدخل العسكري الروسي في سوريا بشكل مباشر، وأشارت الكاتبة إلى الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة في سبيل تدريب وتسليح الجيوش والمقاتلين التابعين لحلفائها، وتساءلت عن سر فشل هذه الجهود في أغلب الأحيان، وأضافت أن برنامج التدريب الأميركي المتعلق بإعداد وتسليح مقاتلين تابعين للمعارضة السورية المناوئة لنظام الأسد سرعان ما توقف وفشل، وذلك بالرغم من كل الجهود والنفقات المالية التي تكلفتها الولايات المتحدة في هذا المجال، وأشارت الكاتبة إلى أن الأوضاع في أفغانستان وسوريا لا تختلف عن تلك التي في العراق، وأوضحت أن الجيش العراقي سرعان ما انهار في مايو/أيار الماضي وانسحب من مدينة الرمادي (غربي بغداد) أمام هجمات تنظيم "الدولة الإسلامية"، وأضافت أن الجيش العراقي تقهقر وتراجع منهزما أمام هجمات تنظيم الدولة منتصف العام الماضي، حيث سيطر تنظيم الدولة على مدينة الموصل العراقية ومساحات شاسعة أخرى في العراق وسوريا، وختمت الكاتبة بأن الولايات المتحدة أنفقت المليارات على تدريب وتسليح وتجهيز هذه القوات مجتمعة في أفغانستان وسوريا والعراق، ولكن النتائج تمثلت في فرارها إلى المخابئ في أول مواجهة مع الجهات المعادية.
• نقلت صحيفة الغارديان البريطانية عن السيناتور في مجلس الشيوخ الأميركي جون ماكين قوله إن الولايات المتحدة منخرطة مع روسيا في حرب بالوكالة في سوريا، وإن البيت الأبيض أبعد أميركا من قيادة العالم لتقوم بذلك روسيا، وإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعامل واشنطن بازدراء واحتقار، وأضافت الصحيفة أن رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ ماكين قال إن بوتين حشر نفسه في منطقة الشرق الأوسط بشكل لم يحدث منذ أن طرد الرئيس المصري الأسبق أنور السادات الروس عام 1973، وأشارت الصحيفة إلى أن ماكين كان يرد بسخرية على ما قاله الرئيس الأميركي باراك أوباما الجمعة الماضي من أنه لن ينفذ حربا بالوكالة مع روسيا في سوريا، قائلا إنه إذا نفى الرئيس ذلك، فإن هذا يعني أننا لا نملك إستراتيجية أصلا، وقالت الصحيفة إن ماكين أشار إلى أن الأهم من ذلك هو أن وزير الخارجية جون كيري اتصل بنظيره الروسي سيرغي لافروف ثلاث مرات حتى يلمّ بما يجري، وإلى أن أوباما اجتمع مع بوتين تسعين دقيقة، وبعد 48 ساعة اتصل ضابط روسي بالسفارة الأميركية في بغداد ليمهلنا ساعة واحدة قبل بدء القصف الروسي في سوريا، ونسبت غارديان إلى ماكين أيضا قوله إن إستراتيجية بوتين تهدف لوضعنا أمام خيارين فقط: إما تنظيم الدولة أو بشار الأسد، أما عن الإستراتيجية المطلوبة لأميركا في سوريا، فقال ماكين إنها تتلخص في إيقاف القصف بالبراميل المتفجرة، وإقامة منطقة يُحظر فيها الطيران، وتسليح الأكراد، ووجود قليل من القوات الجوية الأميركية هناك، وبناء الجيش السوري الحر مرة ثانية.
• رأت صحيفة لوبوان الفرنسية أن الدخول القوي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الصراع السوري، وقصفه لقوات معارضة مدعومة من قبل الولايات المتحدة، يمثل إهانة للرئيس الأمريكي باراك أوباما وبقية زعماء الدول الغربية، وقالت الصحيفة إنه لم تمر أكثر من 48 ساعة فقط بعد تعبير أوباما، على هامش اجتماع الأمم المتحدة، عن ارتياحه لانضمام الروس للحرب ضد تنظيم الدولة، حتى سارع بوتين لتوجيه إهانة كبيرة له عبر إطلاق طائرات سوخوي المقاتلة، ليس بهدف تدمير مواقع تنظيم الدولة، ولكن من أجل استهداف القوات المعارضة لبشار الأسد، التي توجد من بينها مجموعات مسلحة ومدربة من قبل الولايات المتحدة، واعتبرت الصحيفة أن الرئيس الروسي أظهر من خلال تحركاته الأخيرة أنه بارع في المناورة والمخادعة، فبينما كان التحالف الغربي يركز أنظاره على الموقف الروسي في أوكرانيا، حيث بدا مؤخرا أكثر تسامحا وسلمية، والتعهد الروسي بالوقوف مع الغرب في الحرب على تنظيم الدولة، تسللت روسيا في غفلة من المجتمع الدولي وعززت حضورها العسكري في الشرق الأوسط، من خلال دعمها لـ"النظام السوري"، بقطع النظر عن عدم ديمقراطيته وتعدد انتهاكاته لحقوق الإنسان، وقالت الصحيفة إنه لفهم الدوافع التي جعلت بوتين يسرع من نسق الحضور العسكري الروسي في الشرق الأوسط، يكفي إلقاء نظرة على الأجندة الانتخابية الأمريكية، فالروس يرون أنهم لم يتبق لديهم أكثر من 16 شهرا، قبل وصول ساكن جديد للبيت الأبيض؛ من المؤكد أنه سيكون أقل سذاجة ومثالية من باراك أوباما، وفق تعبير الصحيفة، وأضافت أن سذاجة أوباما، التي جعلته محل سخرية الروس، وصلت به إلى درجة التعبير عن أحلامه الوردية أمام مجلس الأمم المتحدة خلال الأسبوع الماضي، من خلال القول: أنا أؤمن بعمق بأننا نحن، شعوب العالم، يتوجب علينا التعهد بالتوقف عن اعتماد سياسات الضغط والصراعات.
• في صحيفة الحياة اللندنية نقرأ مقالا لغسان شربل تحت عنوان "«الشيطان الأكبر» الروسي"، أشار فيه إلى أن الوضع السوري شديد التعقيد ولا يسمح بانتصارات مدوية، ويصعب الاعتقاد أن بوتين يخطط لإعادة الوضع السوري إلى ما كان عليه قبل أربعة أعوام لأن ذلك متعذر، ورأى الكاتب أنه لابد من الانتظار لمعرفة أهداف التدخل العسكري الروسي وحدوده: هل جاء الجيش الروسي لمحاربة «داعش» أم لقصم ظهر المعارضة السورية؟ هل جاء لضمان حدود "سورية المفيدة" وإجراء تعديلات طفيفة عليها أم لدفع المنطقة غير المفيدة نحو المزيد من التشرذم والانهيار والأفغنة والصوملة؟ هل جاء للمرابطة في مناطق النظام لحجز مقعد في الحل حين تنضج ظروفه أم أنه دخل الحرب وفي جيبه حل سيقدمه؟ هل يراهن على إعادة إنتاج النظام نفسه مع عمليات تجميل محدودة أم أنه يخطط للحصول من النظام الذي أنقذه وطمأن قاعدته الصلبة على تنازلات جدية تسمح بعملية سياسية يمكن تسويقها عربياً ودولياً؟، واعتبر الكاتب أن التدخل العسكري الروسي في سورية قد وجه صفعة جديدة إلى صورة أميركا وصدقيتها، موضحا أن تردد أوباما متعب لحلفاء بلاده وأصدقائها، وأبرز أن طريقة دعم الكنيسة الروسية لحرب بوتين في سورية لم تكن حصيفة، منوها إلى أن أي دخول له في مواجهة طويلة مع مشاعر العالم السني ستجعل بلاده تفوز بلقب "الشيطان الأكبر"، ولتفادي اللقب يحتاج إلى تنازلات جدية من النظام الذي جاء لإنقاذه.
• تحت عنوان "تأجيج سوريا!" كتب حسين شبكشي مقاله في صحيفة الشرق الأوسط، الكاتب تساءل في مقاله: هل ما يحدث في سوريا هو مقدمة للحرب العالمية الثالثة التي طالما توقع وتحدث عنها عدد غير قليل من المحللين والمنظرين السياسيين منذ فترة ليست بالقليلة؟ أم هي حرب نهاية الزمان التي تحدثت عنها بأشكال مختلفة الأديان السماوية؟ واعتبر الكاتب أن سوريا تحولت إلى أرض لسداد كثير من الفواتير السياسية المختلفة لفرق وأطراف متفرقة، ورأى أنه في ظل غموض موقف أميركا من دخول القوات الروسية (بالقوة) وفرض الأمر الواقع على الأرض، يكون التوقع بما هو آت صعًبا وغامًضا، ولفت الكاتب إلى أن هناك اليوم قناعة تولدت بضرورة بقاء الأسد في دوائر كثيرة في الغرب مثل أميركا وبريطانيا وألمانيا، وهذه القناعة ظهرت في العلن بعد لقاء نتنياهو وبوتين في موسكو الذي تم فيه الاتفاق على الحراك الروسي في الداخل السوري، مبرزا أن إسرائيل بذلك تدخل بشكل علني وواضح على خط الحفاظ على نظام الأسد الذي تراه راعًيا لأمنها ويؤتمن جانبه لأنه لن يعتدي عليها بحسب ما صرح أكثر من مسؤول إسرائيلي، ومن ضمنهم رئيس الموساد الأسبق الذي أضاف مؤكدا: "إننا على تفاهم معه".
• نطالع في صحيفة النهار اللبنانية مقالا لراجح الخوري تحت عنوان "سوريا المفيدة وتدعيش المعارضة!"، الكاتب تطرق إلى إعلان موسكو بعدما تعرضت للانتقادات في اليوم الثالث لبدء عملياتها الجوية، بسبب تركيز الضربات على مواقع المعارضة، أنها تعتمد على الإحداثيات التي حددها النظام السوري، الذي ليس هناك في بنك اهدافه سوى مواقع المعارضة، ووصفه بالأمر الفاضح، واعتبر الكاتب أن مسخرة المساخر أن لا تعرف القيادة الروسية مثلاً أن الجيش السوري نفّذ ٩٨٢ عملية عسكرية عام ٢٠١٤، ويتبيّن أن ستة في المئة منها فقط كانت ضد "داعش"، أما العمليات الأخرى فكانت ضد المعارضة، وأضاف أن مسخرة المساخر أن تتحدث البيانات العسكرية الروسية عن تنفيذ ستين غارة في ثلاثة أيام وتتجاهل وقوع أكثر من ٤٠ قتيلاً من المدنيين السوريين، ورأى الكاتب أن القصف الجوي لن يؤدي إلى تغيير في المعادلات الميدانية، اللهم إلا المساعدة في تحسين وتدعيم عملية ترسيم حدود الدولة العلوية، مؤكدا أنه إذا استمرت وتيرة القصف مستهدفة المعارضة وفق بنك الأهداف الذي حدده النظام، سيقدّم بوتين أكبر خدمة لتنظيم "داعش" لكنه سيكون قد انزلق إلى وحول أفغانستان سورية بعينين مفتوحتين... وطبعاً بدفع خبيث من أوباما.
• تطرقت صحيفة الجمهورية المصرية للأزمة السورية، وكتبت في افتتاحيتها التي جاءت بعنوان "سوريا للسوريين"، أن الصراع في سورية أوشك أن يتحول إلى صراع عالمي يهدد الأمن والسلام ليس في الشرق الأوسط وحده بل في العالم كله، وبعد أن أشارت إلى التدخل الروسي بطلب من دمشق وتدخل قوى عالمية قبل ذلك لدعم المعارضة، خلصت إلى التأكيد على أن التسوية السياسية بين السوريين أنفسهم، وهم أصحاب البلد، أيا كانت انتماءاتهم، هي الحل الوحيد والأمل الباقي لإنقاذ سورية والمنطقة والعالم كله من أخطار حرب عالمية محتملة.