جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 13-10-2015
• نشرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية مقالا لجاسكون ديل أشار فيه إلى أن الحملة الروسية تشن هجماتها في سوريا على شاكلة ما كانت تفعله في الحرب الروسية ضد الشيشان قبل سنوات، وأوضح الكاتب أن المراحل الأولية للحملة العسكرية الروسية في شمال سوريا تشبه إلى حد بعيد حرب الروس ضد الشيشان، من حيث قصف المقاتلات الروسية للمناطق المدنية بشكل مكثف، وذلك بما يسبق الاجتياح البري للقوات التي تقاتل على الأرض ضد المعارضة المناوئة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، وأضاف أن تقريرا صادرا عن مجموعة الأزمات الدولية، ومقرها بروكسل، كشف عن أن جرائم الحرب التي اقترفتها روسيا بالشيشان تشمل القصف العشوائي والسجون السرية والإخفاء القسري والمقابر الجماعية وفرق الموت، واعتقال أقارب الثوار رهائن وتعريضهم للتعذيب أو الإعدام بإجراءات موجزة وحرق منازلهم، وقال ديل إن قوات الأسد وحلفائه اللبنانيين والإيرانيين يمارسون بسوريا نفس الأساليب التي مارسها بوتين في الشيشان، وإن الرئيس الشيشاني رمضان قديروف عرض إرسال جيشه الخاص المؤلف من عشرين ألف جندي إلى سوريا، وذلك للقيام بما وصفه بعمليات خاصة، وأضاف أن قديروف على علاقة وطيدة بالرئيس بوتين ويُعد رجل الشيشان القوي، وأنه يتصف بكونه "شريرا" بدرجة أكبر من الأسد الذي يتحدث بكلام معسول، وأن الرئيس الشيشاني قديروف يهوى ممارسة القتل وتعذيب المعتقلين بنفسه في بعض المناسبات، وأشار الكاتب إلى أن قادة الغرب سبق أن حذروا بوتين من المستنقع الشيشاني، ولكنه مضى في طريق سفك الدماء لأكثر من عقد من الزمان، مما جعل روسيا تتكبد خسارة ما يقرب من ستة آلاف جندي، إضافة إلى ما قد لا يحصى من عشرات آلاف الشيشانيين، واختتم ديل بأن بوتين لن يتخلى عن اتخاذ موقف في سوريا مماثل لما اتخذته قواته بالشيشان، وسط تًوقُع الرئيس الأميركي باراك أوباما انزلاق الرئيس بوتين عميقا بمستنقع سوريا والشرق الأوسط.
• نشرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية مقالا للكاتب دانييل كاتز -المحلل الإستراتيجي السابق بوزارة الدفاع الأميركية- قال فيه إن تزويد الرئيس فلاديمير بوتين إيران بأسلحة متطورة يُعد أخطر من تدخله العسكري بالحرب السورية، وأضاف الكاتب أنه بينما يراقب العالم نشر الرئيس بوتين لمقاتلاته وقواته في سوريا، فإنه بالتوازي مع هذه الحملة يقوم بتسليح إيران من خلال تزويدها بأنظمة صواريخ متطورة مضادة للطيران من طراز "إس 300" والتي ستشحن إلى طهران قبل نهاية العام الجاري، وأضاف الكاتب أن هذه المنظومة من الصواريخ تعد أسلحة دفاعية ولا تخضع لعقوبات الأمم المتحدة وأن كل وحدة منها كفيلة بالدفاع عن مساحة واسعة، خاصة أنها تضم أجهزة رادار يمكنها مسح مسافة تصل إلى ما يقرب من 288 كلم، ورصد ومتابعة أكثر من مائة طائرة، وأنه يمكن تشغيل هذه الأنظمة المتطورة المتحركة على عربات في غضون دقائق معدودة، وتساءل: ماذا يمكن للولايات المتحدة أن تفعل إذا ما انتهكت إيران الاتفاق النووي وقررت واشنطن أو أحد حلفائها قصف المنشآت النووية الإيرانية، وقال إن لدى أميركا أسلحة أكثر تطورا، ولا يمكن لهذه المنظومة الدفاعية الروسية النيل منها، ولكن هذه الأسلحة الروسية المتطورة إذا ما وصلت إلى إيران، فإنها تزيد الأمر تعقيدا بالنسبة إلى إسرائيل ودول الشرق الأوسط. وأوضح أن تزويد روسيا إيران بالأسلحة المتطورة يشكل خطرا على حلفاء الولايات المتحدة في الخليج، وأنها لا تشكل تغييرا في قواعد اللعبة في المنطقة فحسب، ولكنها تشكل خطوة هامة في تطوير الدفاعات الإيرانية على المدى البعيد.
• تناولت من خلالها مجلة ذي ناشيونال إنترست الأميركية الحرب التي تعصف بسوريا منذ نحو خمس سنوات، خاصة في ظل تعدد اللاعبين الإقليميين والدوليين فيها، ووسط استقطاب الحرب للعديد من الحركات والجهات للاقتتال بالوكالة على الأرض السورية، ونشرت المجلة مقالا تحليليا مطولا للكاتب ميخائيل باربرانوف وصف فيه التدخل الروسي في سوريا بأنه يمثل الحملة العسكرية والسياسية الأكثر أهمية في عهد الرئيس بوتين، وقال إن التدخل الروسي بسوريا يمثل أول أضخم غزوة عسكرية روسية خارج البلاد منذ انهيار الاتحاد السوفياتي السابق، وأوضح باربرانوف -وهو الخبير في شؤون الدفاع الروسية- أن التدخل العسكري الروسي في سوريا يمثل عودة روسيا لاعبا أساسيا إلى المسرح الدولي من أوسع أبوابه، أسوة ببقية اللاعبين من القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة، واعتبر الكاتب أن الخطوة الروسية خطيرة، وقال إن تدخل بوتين في سوريا سيؤدي إلى انزلاق روسيا عميقا في مستنقع الشرق الأوسط، وحذر الخبير الإستراتيجي من انزلاق روسيا في المستنقع السوري بشكل أكثر خطورة، وذلك إذا أقدمت موسكو على تحويل حملتها الجوية إلى معارك على الأرض، وذلك بإرسال قواتها لتقاتل في الخارج على أراض أجنبية وفي حرب ميؤوس منها ولا يمكن كسبها، وقال إن الغرب يريد أن تستنزف روسيا قوتها في الحرب السورية الكارثية، وذلك من خلال مواصلته دعم المعارضة السورية المناوئة لنظام الأسد بشكل مكثف، وسط الخشية من أن تواجه روسيا المصير الذي واجهه السوفيات عندما أقدموا على غزو أفغانستان عام 1979، واختتم الكاتب بالقول إنه ينبغي لبوتين أن لا يتورط في حرب برية بسوريا، وينبغي له إيجاد إستراتيجية للخروج من سوريا بأسرع ما يكون.
• قالت صحيفة الغارديان البريطانية، إن التدخل العسكري الروسي في سوريا، ربما لا تقتصر أهدافه على دعم الموقف الذي يتبناه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سياسيا، والقائم في الأساس على تحدي المواقف الغربية، وإنما تمتد أبعاده إلى جانب اقتصادي لم يتناوله جميع المحللين والكتاب الذين تناولوا القضية، وأضافت الصحيفة البريطانية أن خطة بوتين السياسية تبدو واضحة للجميع، إلا أن هناك هدفا اقتصاديا يسعى الرئيس الروسي لتحقيقه، يتمثل في رفع أسعار النفط، وذلك لإنعاش الوضع الاقتصادي في روسيا، وبالتالي اكتساب شعبية كبيرة بين الروس، الذين يعانون في الآونة جراء الأوضاع الاقتصادية المتدهورة، وأوضحت أن المعركة الروسية في الشرق الأوسط واستعادة الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، سوف تفتح الباب أمام روسيا للسيطرة بصورة كبيرة على أسواق النفط العالمية، في ظل تعاون كبير بينها وبين دول أخرى لديها وفرة نفطية كبيرة، كالعراق وإيران، وبالتالي يمكن لروسيا أن تجبر أوروبا من جديد على الاعتماد على امداداتها النفطية، والحرب الروسية في الشرق الأوسط ربما تفيد مصالح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بامتياز، بحسب الصحيفة البريطانية، ليس فقط على المستوى السياسي، وإنما يمكنها أيضا ان تدعمه في سبيل تقوية الاقتصاد الروسي.
• كتب إبراهيم كاراغاول في صحيفة يني شفق التركية مقالا يدعو فيه إلى معرفة الفاعل الحقيقي من التفجير الإرهابي الذي حصل في أنقرة الأحد، حيث يبين أن التنظيمات الإرهابية وإن كانت تنفذ الأعمال الإرهابية إلا أنها لاعب فقط في هذه العمليات، حيث يقف خلفها قوى وتوازنات خارجية، وينبه الكاتب إلى عدم الإنجرار وراء المساق الذي يرسم لتركيا خلال الفترة المقبلة، حيث يقول إن الأجهزة الأمنية ستعثر على هوية منفذ العملية وربما تعثر على التنظيم الإرهابي الذي نفذ الحادثة، لكن لن يتم التوصل إلى الأطراف الحقيقين الذين يحركون هذه التنظيمات الإرهابية، مبينا أن التنظيمات الإرهابية دائما تكون واجهة لإرسال الرسائل من خلال الدول، ويقول الكاتب أن تركيا دائما حين تحاول التدخل في الملف السوري فإن أطرافا معينة تلجأ إلى إثارة البلابل فيها، حيث تم التفجير في رسالة إلى تركيا كي لا تتدخل في سوريا، كما تم مهاجمة المباني الحكومية في حكومة شمال العراق بعد أن أعلن برازاني أنه يؤيد أردوغان، ويختم الكاتب مقاله أن الرسالة التي حاولوا توجيهها إلى تركيا من خلال هذا الهجوم الإرهابي أن ترفع تركيا يدها عن الملف السوري وأن لا تحاول التدخل البتة لصالح الشعب السوري.
• أفادت صحيفة أكشام التركية أن مصادر استخباراتية توصلت من خلال الأدلة التي عثرت عليها أن أصابع تنفيذ الهجوم تتجه إلى المخابرات السورية التابعة لبشار الأسد، وأن حزب العمال الكردستاني "بي كا كا" تم استخدامه كأداة في هذا التفجير، وبحسب ما بينت الصحيفة فإن إدارة الأمن العام أقامت فريقا خاصا لتحري التفجيرين الإرهابيين، حيث تم دراسة كافة الأدلة التي وجدت في مكان التفجير، كما تمت مراجعة كل الأحداث الإرهابية التي حصلت خلال الفترة الماضية والتنقلات، وتوصلت إلى أن الأدلة تشير إلى قيام المخابرات السورية والتي تحسنت علاقها في الفترة الأخير مع وحدات حماية الشعوب الكردية بالتخطيط للتفجير، فيما تم استخدام تنظيم العمال الكردستاني كأداة لتنفيذ العملية، وأفادت الصحيفة أن الهدف من هذه الهجمات هو خلق حالة عدم استقرار في تركيا قبيل الانتخابات، حيث كانت المخابرات السورية قد استخدمت تنظيما إرهابيا آخر من أجل تفجير إرهابي آخر في السنة الماضية في مدينة ريحانلي جنوب تركيا، وأضافت الصحيفة أن مصادر استخباراتية بينت أن الهدف الأساسي من العملية هو زيادة أصوات حزب الشعوب الديموقراطي قبيل الانتخابات من أجل تحقيق عدد مقاعد أعلى في البرلمان القادم.
• في صحيفة النهار اللبنانية تتساءل روزانا بومنصف :"كيف يُقنع بوتين السنّة بأن حربه غير دينية؟"، وترى الكاتبة أنه لا يكفي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن يعلن بأن موسكو لا تريد التدخل في أي نزاع ديني في سوريا وأن الرأي القائل بأن روسيا تقف في الحرب في سوريا إلى جانب الشيعة ضد السنة هي فرضية وطرح خاطئ لأنها لا تميز بين السنة والشيعة، معتبرة أن العامل الأهم مما يقوله بوتين في هذا الجانب هو الانطباع الذي تركه في إعلانه في حديث تلفزيوني في نيويورك في أثناء مشاركته في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة من أنه تدخل عسكرياً لإنقاذ بشار الأسد، ما جعله حكما في خانة "المحور الشيعي" ضد "المحور السني" في المنطقة، ونوهت كاتبة المقال إلى أنه سيكون صعباً على بوتين أن يدحض انعكاسات الضربات العسكرية التي يوجهها إلى المعارضة السورية المعتدلة تمهيداً لاستعادة جيش النظام بعض المدن والمواقع ما قد ينقذ موقعه على طاولة المفاوضات ويعزّز أوراقه إزاء معارضيه، وأبرزت أن الروس تبلّغوا بعد عشرة أيام على بدء عملياتهم العسكرية الداعمة للأسد جملة مواقف وهي تنتمي إلى الطائفة السنية في غالبيتها، مبينة أن هذه المواقف جاءت من المملكة السعودية التي أبلغت موسكو صراحة عزمها على متابعة تقوية المعارضة السورية المعتدلة ودعمها لها محذرة الرئيس الروسي من انعكاسات خطيرة نتيجة الاصطفاف المذهبي الذي اعتمدته روسيا في تدخلها العسكري، ولفتت الكاتبة إلى أن ما أعلنته السعودية في هذا الإطار يدحض مساعي بوتين لاظهار أن لقاءاته مع ولي ولي العهد السعودي ووزير خارجية المملكة كما لقاءه مع ولي عهد أبو ظبي يمكن أن يظهر التواصل مع الدول السنية المؤثرة وأن ليس هناك خلافات جدية بما يمكن روسيا من متابعة سعيها إلى انقاذ الأسد.
• يتساءل سعد كيوان في عنوان مقاله بصحيفة العربي الجديد: "هل يغرق بوتين في الأوحال السورية؟"، ويشير الكاتب إلى أن الحصان الذي راهنت عليه روسيا منذ بداية شرارة الثورة السورية، لكي تتمكن من لعب أوراقها والحفاظ على دور لها في المنطقة ينهار على الرغم من الدعم السياسي والعسكري الذي قدمته له، معتبرا أن بشار الأسد ليس سوى حجر في لعبة الشطرنج ضمن الصراع على رقعة النفوذ بين الدول الكبرى، وكذلك بالنسبة لإيران الساعية إلى تعزيز نفوذها الإقليمي، وتثبيت موطئ قدم لها في المنطقة العربية، وعلى ساحل المتوسط عبر البوابة السورية، ويضيف الكاتب متسائلا: هل يسعى سيد الكرملين إلى فرض حل سياسي بالقوة عبر التدخل العسكري؟، منوها إلى أن موسكو قررت التدخل العسكري لتعويم "ورقة الأسد" المنهارة، ولتتمكن عبرها من فرض هذا الحل، وإجبار بشار على قبوله، وخلص الكاتب متسائلا: هل سيستعمل بوتين الأشهر الأربعة التي أعطاها لنفسه من أجل فرض تسوية سياسيةٍ، تم التفاهم عليها مع الرئيس الأميركي باراك أوباما، وعلى أساسها حصل على الضوء الأخضر للتدخل؟ أم فضلت واشنطن اتخاذ موقف المتفرج، وتركته يتورّط في مغامرة عسكرية سوف تغرقه في الأوحال السورية، مثلما غرق الاتحاد السوفييتي السابق في أوحال أفغانستان.
• يصف عبد الله الهدلق في صحيفة الوطن الكويتية السياسة الروسية تجاه سوريا بأنها مغامرة خاطئة ستقود إلى تغيرات جذرية في خريطة الحرب السورية، وفي مقاله الذي جاء تحت عنوان "ستُهزم موسكو كما هُزِمت طهران" يؤكد الكاتب أن روسيا تدخلت لأن المهمة الفارسية الإيرانية في حماية النظام في وجه معارضيه لم تنجح، مبرزا أنه بالمقارنة مع السطوة الفارسية الإيرانية على عاصمة الأمويين، يبدو التدخل الروسي أهون الشرين والأقل ضرراً، خصوصاً أنه يأتي في السياق التقليدي للعلاقات التي أقامها نظام البعث النصيري مع موسكو، بدءاً من حافظ الأسد إلى اليوم، ويرى الكاتب أن التدخل الروسي رغم كل ذلك يبقى هيمنة خارجية على القرار السوري، تذكّر بتجارب مريرة للاتحاد السوفياتي لدعم عملائه من الحكام الغابرين في دول أوروبا الشرقية، مؤكدا أن هذا التدخل سيبقى تدخلاً إلى جانب طرف في النزاع ضد أطراف أخرى تمثل أكثرية الشعب السوري وتمثل الشرعية السورية.