جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 17-10-2015
• نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية مقالا للكاتب مايكل غيرسون تحت عنوان "أطفال وسط أطلال سوريا"، وقد نقل الكاتب فيه صورا حية عن أطفال سوريا في لبنان، وقال إن التاريخ لم يشهد ترويعا للأطفال مثل الترويع الذي تعرض له أطفال سوريا في اتساعه وقوته، وتطرق الكاتب إلى الآثار النهائية لملايين الأطفال الذين شُردوا من منازلهم وتعرضوا للعنف والكراهية بكل أشكالها من الكبار وحُرموا من التعليم، وقال إنهم في الغرب لا يأبهون بكوارث الشعوب الأخرى، ثم يأتون ليشتكوا ويستنكروا العنف الذي تبديه هذه الشعوب، وأضاف أن أزمة اللاجئين السوريين هي التحدي الإنساني الأكبر الذي يواجه المجتمع الدولي منذ أن بلغ انتشار وباء الإيدز قمته، مضيفا أنه إذا كانت استجابة العالم لهذه الأزمة قاصرة، فكل استجابة له في مجال اللاجئين قاصرة، وإذا كانت كنائس أميركا ومنظماتها الخيرية غير موجودة لعون اللاجئين السوريين "هنا في لبنان وسوريا"، فهي غير موجودة.
• نقلت مجلة فورين بوليسي الأمريكية عن الباحث في معهد كينان، مايكل كوفمان، قوله إن الروس يقومون غالباً بالقصف من ارتفاعات متوسطة بصواريخ غير موجهة، وأكد كوفمان أن الضربات الجوية الروسية استخدمت صواريخ ليست ذكية ولكنها قديمة "غبية" ولا يمكن توجيهها بدقة، وبعض مقاطع الفيديو التي بثتها الحكومة الروسية تُظهر هذه الصواريخ وهي تصيب مناطق قريبة من أهدافها، ولا تحقق إصاباتٍ مباشرة، وأضاف أن كل ما يحتاجه الروس هو قصف أقرب نقطة ممكنة للأهداف التابعة للجماعات التي تحارب بشار الأسد، وترى المجلة أن آلة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الدعائية مضت بعيداً عن الواقع منذ بداية الضربات الجوية الروسية في سوريا، فعلى سبيل المثال، نشر التلفزيون الروسي ووسائل إعلامية حكومية أخرى صوراً لصواريخ KAB-500S الذكية – السلاح الذي رفضته وزارة الدفاع الروسية في عام 2012 بسبب تكلفته العالية – مربوطة بطائرات متطورة مركونة على مَدرج طيران سوري، كما أن الصور التي أخذت في سوريا ونُشرت على الشبكات الاجتماعية حرصت أيضاً على إظهار أسلحة متطورة أخرى، بما فيها طائرات Su-24 المجهّزة بصواريخ Kh-25ML الموجهة بالليزر، وقالت المجلة إنه في أوكرانيا أدى استخدامُ المعدات العسكرية المتطورة إلى قطع الاتصالات بين القوات الأوكرانية، بينما أُرسلت معدات رصد الإِشارة إلى سوريا خلال الأسابيع الأخيرة للتنصت على اتصالات الثوار ومساندة هجوم الأسد على المعارضة، وتابعت أن هذه القدرات العسكرية باهظة الثمن، فقد خصصت روسيا 81 مليار دولار للشؤون الدفاعية في عام 2015، وهي أعلى ميزانية خُصصت للجيش منذ نهاية الحرب الباردة.
• وصفت مجلة ناشونال إنترست الأمريكية إستراتيجية الرئيس الأمريكي باراك أوباما في سوريا بأنها خطرة وتقوم على حالة "لا حرب ولا سلام"، وقالت إنه يوشك على إضافة فصل كئيب آخر في سجل سياسته الخارجية للولايات المتحدة، مشيرة إلى أن أوباما يعتقد على الأرجح أن استجابة إداراته للتدخل الروسي في سوريا بـ "لا حرب ولا سلام" من شأنه أن يجنب الولايات المتحدة – أو نفسه – التعرض إلى التكاليف المحتملة للاختيار ما بين بديليْن غير جاذبين، وأشارت المجلة إلى أنه من المؤسف أن هذا الموقف ربما يكون الأكثر خطورة على الإطلاق؛ إذ أنه يعكس ضعف الولايات المتحدة أمام حلفائها، وكذلك عدم مرونة الولايات المتحدة تجاه موسكو، ومن ثم يشجع على المزيد من الإصرار على حساب الولايات المتحدة، وفي الوقت نفسه يسمح بتفاقم وتصعيد الحرب الأهلية في سوريا، فضلا عن تحقيق تنظيم "داعش" الإرهابي لمكاسب على الأرض، وانتقدت المجلة بشدة رفض واشنطن استقبال وفد روسي برئاسة رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف لبحث الأزمة السورية، وترى أن البيت الأبيض قد أضاع فرصة للمضي قدما لتحقيق أهداف الولايات المتحدة الإستراتيجية في سوريا، في مقابل مجرد التأكيد على عدم الرغبة في إجراء محادثات مع موسكو، الأمر الذي يُعد "دبلوماسية مؤسفة"، على حد وصف المجلة، وتخلص المجلة إلى أن الحرب في سوريا الأن تجمع أزمة إقليمية كبري مع الإرهاب الدولي ومواجهة محتملة بين أكبر دولتين في الأسلحة النووية، وختمت بالتأكيد على أنه ينبغي على زعماء الولايات المتحدة بالتعامل مع موسكو بمزيج من القوة والبراغماتية بدلا من الضعف وعدم المرونة؛ حيث إن التصلب والجمود سوف يضر القوة العظمى الوحيدة في العالم.
• يرى نيكولاس بلانفورد في تقرير نشرته صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية، أن الحملة العسكرية التي يقوم بها الجيش السوري، بدعم إيراني ومقاتلي "حزب الله" شمال سوريا، مرتبطة بشكل وثيق بأهداف الحملة العسكرية الروسية، ويعلق الكاتب بأن الحملة، التي بدأت الأسبوع الماضي، هي جزء من حملة واسعة تهدف إلى إخراج المعارضة السورية من الشمال السوري كله، حتى الحدود مع تركيا؛ من أجل تأمين المناطق الرئيسية للنظام على ساحل البحر المتوسط، وتنقل الصحيفة عن أحد قادة وحدات حزب الله اللبناني، قوله: "لا مزيد من القتال الدفاعي، ونحن الآن نهاجم"، وأضاف القيادي الخبير، الذي قاتل في سوريا في أكثر من مهمة: "نعم سنتكبد خسائر، ولكن اللعبة ستنتهي سريعا، وسنصل إلى حدود تركيا"، وتوضح الصحيفة أن الجيش السوري والقوى المتحالفة معه، تعمل على ثلاث جبهات رئيسة: جبهة محافظة حماة، التي تتركز على بلدة كفر زيتا، وسهل الغاب والجزء الشمالي الشرقي من محافظة اللاذقية، حيث يحاول الموالون للنظام طرد مقاتلي المعارضة، الذين يسيطرون على الجبال المطلة على المناطق، وهناك جبهة رابعة يبدو أنها فتحت بشكل جدي يوم الخميس، وذلك عندما قصف الطيران الروسي منطقة للمقاتلين تربط الطريق الرئيسي بين المدينتين الواقعتين تحت سيطرة النظام، وهما حمص وحماة، وشهدت بلدة تلبيسة معارك حامية، حيث حاول الجيش ومقاتلو "حزب الله" كسر خطوط دفاع المقاتلين، ويرى بلانفورد أنه في حالة نجاح النظام على الجبهات الأربع، فإنه سيتمكن من تأمين خطوط الإمداد بين حمص وحماة، وسيجبر المقاتلين في شمال حلب وإدلب وشرق اللاذقية على الانسحاب.
• قالت صحيفة الديلي تلغراف البريطانية إن روسيا قررت تخفيض غاراتها الجوية ضد المعارضة السورية، بعد أن فشلت بمنح نظام بشار الأسد تقدما يذكر ضدهم في ساحة المعركة، ويشير التقرير إلى أنه رغم أن الطلعات الجوية بلغت يوم الثلاثاء 88 غارة ضد 86 هدفا يوميا، إلا أن وزارة الدفاع الروسي قالت إنها ستخفض من وتيرة الغارات كي تدعم الهجوم الذي يقوم به النظام، ويلفت التقرير إلى أن الطائرات الروسية شنت غارات في أسبوع أكثر مما شنه التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في شهر، ويفيد التقرير بأن قوات الأسد المدعومة من مقاتلي "حزب الله"، وتحت غطاء من الطيران الروسي، قامت بشن هجمات برية على ثلاث جبهات منفصلة مع المعارضة السورية، لافتا إلى أن خبراء حذروا يوم الخميس أن هذه الهجمات لن تعطي ثمارها إلا بعد أسابيع، وقالوا إن المكاسب لن تكون كبيرة، وتجد الصحيفة أن التقدم حتى الآن كان بطيئا، ولم تسقط بيد النظام سوى 6 قرى، وتكبد الجيش خسائر كبيرة في المعدات المتقدمة التي دمرت، وزعم المقاتلون في محافظة حماة الأسبوع الماضي أنهم دمروا ما مجموعه 20 دبابة وعربة مصفحة، باستخدام صواريخ أمريكية، وتقول الصحيفة إن دراسة أعدها معهد دراسة الحرب في واشنطن، ذكرت أن العمليات العسكرية ضد المعارضة السورية ستكون صعبة، وتتقدم ببطء أكثر مما توقعت إيران وروسيا، وقالت إن الدولتين قد تضطران لحشد أطراف أخرى للنزاع، وجاء فيها أن توسيع التدخلين الروسي والإيراني قد يحفزان النظام للتركيز على الخيار العسكري، وهو ما سيطيل أمد الحرب، ويزيد من سفك الدم.
• نطالع في صحيفة الشرق الأوسط مقالا لراجح الخوري بعنوان "سوريا تنزلق إلى الأفغنة؟"، الكاتب اعتبر أنه عندما يتهم بوتين أميركا بأن "تفكيرها مضطرب"٬ فإن من شأن ذلك أن يعمق رقعة الخلاف بين موسكو وواشنطن٬ ورأى أنه بمجرد أن يندد بوتين بعدم تعاون واشنطن مع روسيا في حملتها العسكرية في سوريا٬ فإنه يبدو كمن يقصفها بكثير من الانتقادات لثلاثة أسباب على الأقل: أولاً: لأنه يريد من أوباما أن يعترف صراحة بفشله في مواجهة الإرهاب٬ وثانياً: لأنه بمجرد أن يستجيب أوباما لدعوة بوتين للتعاون مع حملته العسكرية٬ ستبدو أميركا وكأنها باتت تعمل تحت المظلة الروسية في سوريا٬ وثالثاً: لأن العملية العسكرية الروسية تتم على قاعدة لا تعترف بوجود معارضة سورية معتدلة٬ وتعتبر أن كل معارض لبشار الأسد إرهابي يجب قتله، ولفت الكاتب في مقاله إلى أن بوتين يحاول حشر أوباما في الزاوية الضيقة منذ البداية٬ مبينا أن الحشد العسكري الروسي في طرطوس واللاذقية جاء مفاجئاً تماماً لواشنطن٬ التي كانت تعاني من الإحراج٬ بسبب الفشل المعيب لبرنامج اوباما لتدريب المعارضة السورية، وأوضح أن بوتين أطلق منذ بداية حملته في سوريا رسائل ذات بعد إستراتيجي تتصل بالتوازنات الجيوسياسية على المستوى الدولي٬ وأشار إلى أنه لم يكن في حاجة إلى إطلاق صواريخ كروز من بحر قزوين على بعد 1500 كيلومتر على إهداف في سوريا٬ لكنه أراد تقديم عرض للقوة لا يخلو من التحدي في وجه دول حلف الأطلسي٬ التي عبرت الصواريخ في محاذاتها على خلفية تتصل بالوضع في أوكرانيا والعقوبات الغربية المؤلمة المفروضة على موسكو.
• في مقاله بصحيفة العربي الجديد يتساءل ميشيل كيلو: "ماذا يريد بوتين؟"، ورأى الكاتب أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يريد كسر ظهر الثورة السورية، ممثلة بالجيش الحر، لاعتقاده بأن هذا الجيش اليوم نواة الثورة الصلبة وعمودها الفقري، وأن القضاء على قواه الرئيسة سيجعل من السهل تهميش المعارضات السياسية، أو احتواءها وإخراجها من حسابات الصراع الحاسمة، مبرزا أن بوتين قد أيقن بأن النظام يسقط بسرعة، لذلك، قرر المسارعة إلى نجدته بالقتال بدلاً عنه، ريثما يمده بشيء من القوة عبر تدريب عصاباته وتسليحها، وأشار الكاتب إلى أن دخول الروس إلى الحرب وراءه سببان: الأول وهو اعتبار قوى الثورة السورية بفصائلها كافة، ومنذ أول يوم انطلقت فيه، تنظيمات إرهابية تمارس إرهاباً عجز النظام عن احتوائه، أو كسر شوكته، على الرغم مما وصل إليه من مساعدات، ما يحتم تدخلاً عسكرياً مباشراً، وبغزو واسع يستخدم أفتك الأسلحة والذخائر وأحدثها، يفرضه السياق العام للسياسة الروسية تجاه الربيع العربي عموماً، وثورة الحرية السورية خصوصاً، أما السبب الثاني فهو انتزاع المبادرة الاستراتيجية من واشنطن، وفرض حل روسي/ إيراني/ أسدي بقوة واقع ميداني، تبدلت موازين قواه جذرياً لصالح النظام، بالتوازي مع تبدل علاقات القوى الدولية والإقليمية/ العربية لصالح تحالف يمسك بمفاصل المنطقة، ويخترق مجتمعاتها ودولها، يضم موسكو وطهران ودمشق وبغداد، وقوى تنتمي إلى الإرهاب الأصولي، بشقيه الشيعي والسني، وشدد الكاتب على أن روسيا دخلت المعركة، وهدفها شرق أوسط هي سيدته الآمرة الناهية، بحصة ما لطهران، مبينا أن ذلك وضع جيواستراتيجي جديد، ستكون له عواقب كارثية على أميركا والغرب، الذي سيفقد منطقة هي درة العالم الاستراتيجية، ستؤدي سيطرة روسيا عليها إلى إمساكها مفاصل تتحكم بصور حاسمة في الصراع الدولي حول منطقتنا وخارجها.
• سلطت صحيفة المستقبل اللبنانية الضوء على خسارة مليشيا الحرس الثوري الإيراني ثلاثة قادة عسكريين كبار في أقل من أسبوع في سوريا، الأمر الذي دفع إيران إلى إرسال قائدها العسكري ذائع الصيت قاسم سليماني، قائد "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني، ونقلت الصحيفة عن موقع "فرهنك نيوز" الإيراني أن اللواء سليماني وصل بالفعل إلى سوريا، للإشراف على عمليات التحضير لهجوم بري كبير على أكثر من محور في الشمال السوري، وبحسب الصحيفة، فقد بث الموقع صورا لسليماني وهو يتحدث إلى بعض أفراد المليشيات الشيعية من أجل التحضير للمعركة، وترى الصحيفة أن سليماني يظهر في سوريا والعراق بعد أي هزيمة لقوات الأسد أمام كتائب الثوار.
• لفتت صحيفة الشرق السعودية إلى أن الرياض تقود عملاً دبلوماسياً عربياً وإسلامياً مُكثَّفاً لدفع المجتمع الدولي إلى إيجاد حل للأزمة السورية التي أسفرت على مدى أكثر من 4 سنوات ونصف السنة عن قتل أكثر من ربع مليون شخص وتشريد عدة ملايين بين نزوح ولجوء، علاوةً على آثارها السلبية المنعكِسة على الشرق الأوسط خصوصاً لبنان، وقالت الصحيفة إن الموقف السعودي من الأزمة ثابت ويستند إلى مبادئ الشرعية الدولية والقيم العروبية والإسلامية، لذا يحظى بتقدير عالمي واسع وقبول شعبي سوري، وأشارت إلى أن المملكة تدفع بقوة من خلال عملٍ دبلوماسي دؤوب يجوب العواصم في اتجاه الحل السياسي، وهدفها الرئيس الذي تشاركها فيه عديد الدول هو إرساء دولة سورية موحدة تستوعب كافة الأطياف والمكونات في إطار يكفل حقوق الجميع.