جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 15-10-2015
• تناولت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تطورات الأزمة الكارثية في سوريا، وذلك من خلال مقال نشرته للكاتبين البروفيسور في الجامعة الأميركية غوردون آدمز والبروفيسور في جامعة هارفرد ستيفن وولت، وقال الكاتبان إن الأدهى والأمرّ إزاء تدخل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوريا هو ما يتمثل في استمرار إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما في التمنّي، واكتفائها بإطلاق تصريحات الشجب إزاء الخطوة الروسية في المنطقة، وأشار الكاتبان إلى أنه يمكن للولايات المتحدة تشكيل تحالف من قوى يمكنها احتواء تنظيم "الدولة الإسلامية"، وذلك من أجل التوصل مع روسيا إلى الهدف المشترك المتمثل في العمل على استقرار منطقة الشرق الأوسط، وأضافا أنه ينبغي للرئيس بوتين مواجهة الحقيقة المتمثلة في أنه لا مكان للأسد في أي تسوية للأزمة السورية، وأنه ينبغي لأميركا وروسيا أن تدركا أنه ليس بمقدورهما إلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة دون تحالف إقليمي، وأوضح الكاتبان أنه يمكن لأميركا وروسيا الاستفادة من حلفائهما في الشرق الأوسط مثل تركيا والسعودية وإيران والعراق ودول الخليج والأكراد، واختتما بأن الطريق إلى دمشق قد تكون نافذة من خلال العاصمة الروسية موسكو.
• حذرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية من تراخي الرئيس الأميركي باراك أوباما بشأن الحملة العسكرية الروسية، واكتفائه بالتصريح بأن الرئيس بوتين يتجه للانزلاق في المستنقع السوري، وأضافت أنه لا يبدو أن الرئيس أوباما يحرك ساكنا إزاء استهداف المقاتلات الروسية بالقصف المعارضة السورية المناوئة لنظام الأسد، بمن فيهم الثوار السوريون الذين دربتهم الولايات المتحدة أو لا تزال تدعمهم، وألمحت الصحيفة إلى أن الرئيس أوباما صرح بأنه لا يريد أن يتخذ من سوريا مكانا للحرب بالوكالة بين الولايات المتحدة وروسيا، ورأت أن هذه التصريحات توحي بأنه يعطي الضوء الأخضر لـموسكو للقضاء على أي بديل لنظام الأسد أو تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، وأشارت إلى أن تخلي الولايات المتحدة عن برنامج تجنيد وتدريب مقاتلين لصالح المعارضة السورية يعتبر أيضا شكلا من أشكال التراجع والتردد الأميركي إزاء الحرب الكارثية بسوريا، والتي تستعر وتنذر بنشر لهيبها إلى المنطقة برمتها، وسط تحذير مراقبين ومحللين بأنها تمثل اندلاعا للحرب العالمية الثالثة بكل معانيها، ولفتت الصحيفة إلى أن التردد الأميركي إزاء ما يجري في سوريا ينمّ عن مخاطر كارثية، من بينها تزايد قوة تنظيم الدولة وانتفاء أي تسوية سياسية محتملة للأزمة السورية، ودعت الولايات المتحدة إلى ضرورة دعم المعارضة السورية بالأسلحة المتطورة مثل الصواريخ المضادة للدروع والدبابات، وكذلك إلى ضرورة إنشاء منطقة عازلة في شمالي سوريا بالتعاون من تركيا لكي يلجأ إليها المدنيون بشكل آمن، واختتمت بالقول إنه ينبغي لأوباما وضع خطوط حمر أمام توغل بوتين بسوريا، وإلا فإن عدوان الرئيس الروسي سيأخذ بالتصعيد والتزايد.
• في مقال بصحيفة الديلي تلغراف البريطانية كتب وليام هيغ أن أسوأ لحظة خلال الأربع سنوات التي قضاها في منصبه وزيرا للخارجية البريطانية كانت في أغسطس/آب 2013 عندما صوّت مجلس العموم ضد عمل عسكري بريطاني في سوريا في مواجهة دكتاتور عنيف يستخدم الأسلحة الكيميائية في تحد لكل معاهدة وكل مستوى للعالم المتحضر، وقد اختار المجلس ألا يحرك ساكنا، وقال هيغ إن الرسالة التي أُرسلت للعالم وقتها هي أن بريطانيا لم تكن القوة التي يتوقعها الأصدقاء والتي قد يهابها الأعداء، واعتبر ذلك حدثا كارثيا ساهم في تصور عدم وجود عزيمة في تعامل الغرب مع الأزمة السورية، وهو ما روّع السوريين المعتدلين، وأضاف هيغ أن التدخل الروسي ونمو تنظيم "الدولة الإسلامية" وأزمة الهجرة اليائسة دلائل على ذلك، وأن النتيجة الممكنة هي أن تزداد الأمور سوءا، ويرى هيغ أن هناك أربع أولويات لإنجاح أي مسعى للسلام وإنهاء هذا الوضع المتأزم، وجميعها تتطلب مثابرة مضنية: أولاها أن الطريقة الأفضل والوحيدة لمساعدة اللاجئين هي ضمان التمويل الكامل لنداء الأمم المتحدة لمساعدة ملايين النازحين داخل سوريا وفي الدول المجاورة، والثانية يجب أن تركز المحادثات في الأمم المتحدة على الاتفاق على ما ينبغي أن تكون عليه سوريا المستقبل، بمعنى كيف يمكن أن يعمل دستورها وكيفية حماية الأقليات وكيفية استعادة استقلالها، والثالثة ينبغي تكثيف مساعدة الغرب للجماعات المعارضة الأكثر مسؤولية في ضوء التدخل الروسي. الرابعة، حان الوقت كي تنضم بريطانيا للجهد العسكري ضد تنظيم الدولة في سوريا بالإضافة إلى عملياتها في العراق.
• نشرت صحيفة الديلي تليغراف البريطانية موضوعا لفريق عملها في العاصمة الروسية موسكو بعنوان "فلاديمير بوتين يشجب الرفض الامريكي للتعاون في تحديد الإرهابيين في سوريا"، وتقول الجريدة إن الرئيس الروسي دافع بشدة عن سياسته في سوريا ووجه انتقادات للغرب بسبب التجاهل التام للطلبات المتكررة لبلاده من أجل التعاون لتحديد قائمة بالأهداف الإرهابية في سوريا، وتنقل الجريدة عن بوتين قوله: لقد طلبنا منهم معلومات عن الأهداف التى يعتقدون بنسبة مائة في المائة أنها للإرهابيين لكنهم رفضوا، ويضيف بوتين: ثم قلنا لهم من فضلكم أخبرونا ماهي الأهداف التي لايسيطر عليها الإرهابيين؟ ولم يجيبونا فماذا يجب علينا أن نفعل؟، وتشير الجريدة إلى أن الغرب يتهم موسكو بقصف أهداف لجماعات معتدلة ومدعومة غربيا مثل الجيش الحر كما يتهمون موسكو بمحاولة دعم نظام الأسد بدلا عن محاربة الإرهاب، منوهة إلى أن بوتين يحاول استغلال نغمة دخوله في تحالف مع الغرب لمحاربة الإرهاب لكنه يشكو من أن هذا التعاون عسكري فقط حتى الآن، وتوضح الجريدة أن محللين يعتقدون أن بوتين يحاول التقارب مع الغرب تحت مظلة المصالح المشتركة في محاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" ليصلح العلاقات التي تداعت بعد ازمة أوكرانيا لكنه يفعل ذلك بأسلوب يثير حساسية واشنطن وعدد من حلفائها الأساسيين في الاتحاد الأوروبي، وتشير الجريدة إلى قيام وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي برفض الغارات التي تشنها روسيا في سوريا والمطالبة بوقفها فورا على اعتبار أنها تطيل زمن الصراع وتزيد من تدهور الوضع الإنساني، وتختم الجريدة بالقول إن التساؤل لايزال قائما حول إمكانية روسيا في المضي قدما في هذه الحملة في سوريا في ظل تقلص الاقتصاد بما يقرب من 4 في المائة خلال العام الماضي فقط علاوة على تراجع عائداتها النفطية وهو ما دفع الحكومة في موسكو لإقرار استقطاعات كبيرة على الميزانية العامة.
• تحت عنوان "الإيرانيون على حدود تركيا" كتب عبد الرحمن الراشد مقاله في صحيفة الشرق الأوسط، الكاتب سلط في مقاله الضوء على معركة حلب الكبرى، مبرزا أن جيشا إيرانيا من عشرات آلاف الجنود يستعدون لخوض هذه المعركة، ورأى الكاتب أن احتمالات هذه المعركة ستكون كلها سلبية على تركيا، موضحا أنه في حال انتصر الإيرانيون فإن ذلك سيعني هزيمة لحلفاء تركيا، وستكون تركيا نفسها في مرمى وكلاء إيران و"النظام السوري"، من الميليشيات، أما في حال عجز الإيرانيون عن احتلال حلب، فإنهم سيلقون باللوم على الأتراك ويتهمونهم بتمويل الجماعات المسلحة، وفي حال استمرار القتال طويلا في محافظة حلب بالعنف المتوقع، وعدم انتصار أحد الطرفين، فإن نيرانها أيًضا قد لا تتوقف عند معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، وأشار الكاتب إلى طبيعة المخاطر الجيوسياسية التي ستفرزها معركة حلب المقبلة، مبينا أن المدينة على بعد أقل من نصف ساعة بالسيارة فقط من تركيا، وفي حلب بقي على الأقل نصف سكانها المليونين، وقد نرى عمليات نزوج بشرية كبيرة غالبا باتجاه الحدود التركية، وأكد الكاتب على فشل الغزاة الروس والإيرانيين الذين يعتقدون أنهم قادرون على استرداد مدينة حلب وقراها، مؤكدا أن مشروع ترميم حكم نظام الأسد ستكون نهايته الفشل حتى ولو كسبوا المعارك العسكرية، لأنه ستعقبها جولات لن يستطيع الإيرانيون وحلفاؤهم الاستمرار في تحملها.
• في صحيفة العربي الجديد نقرأ مقالا لماجد عزام تحت عنوان "تركيا إلى إفشال الاحتلال الروسي لسورية"، الكاتب تطرق إلى أسباب الغضب التركي من التدخل العسكري الروسي في سورية، وأوضح أن أول أسباب هذا الغضب هو قناعة أنقرة أنها نجحت في ترتيب العلاقات مع روسيا، بناء على المصالح المشتركة، وفي تحييد أو تنظيم الخلاف حول الثورة السورية وتداعياتها، مبرزا أن ثمة قلق تركي كبير واقتناع بالأضرار الفادحة لهذا التدخل على سورية المستقلة الموحدة، كما على الإقليم برمته، ولفت الكاتب إلى أن أنقرة تعتقد أن الاحتلال العسكري الروسي لسورية، أو لأجزاء منها على الأقل، يموّه على جذر المشكلة في هذا البلد، المتمثل أصلاً بالنظام، وتصوير الثورة، أو ما يجري في هذا البلد منذ أربع سنوات، وكأنّه حرب على الإرهاب، في محاولة تلميع النظام، أو إعادة إنتاجه واعتباره جزءاً فاعلاً ومركزياً في هذه الحرب، وليس منتج الإرهاب وحاضنه، مبينا أن القناعة التركية تتمثل في أن هذا التدخل الاحتلالي سيطيل عمر الأزمة السورية، وسيؤخر أي حلّ سياسي واقعي وجدّي وفق إعلان جنيف الذي وافقت عليه موسكو، ثم تحايلت، طوال الوقت، لتجاوزه أو إفراغه من محتواه.
نطالع في صحيفة النهار اللبنانية مقالا لراجح الخوري تحت عنوان "أوباما يؤفغن سوريا؟"، الكاتب افتتح مقاله بالتساؤل: هل قرر باراك أوباما إغراق فلاديمير بوتين في المستنقع الدموي السوري؟، وأشار إلى أن هذا السؤال ضروري بعدما ألقت أميركا جواً خمسين طناً من الذخائر إلى مقاتلين من المعارضة، وهي دفعة أولى قال "البنتاغون" إنها تشكّل توجهاً جديداً عند الإدارة الأميركية، وهدفها التركيز على تزويد مجموعات منتقاة الأسلحة ومنها أسلحة نوعية، وتأمين دعم جوي لها لتكون قادرة على شن هجمات منسقة على "داعش"، ولفت الكاتب إلى أنه في عام ١٩٧٩ انزلقت موسكو إلى الحرب الأفغانية التي استمرت عشرة أعوام في ظروف مشابهة، مبرزا أنه ليس خافياً على بوتين الآن وهو يقتحم المسرح السوري وسط معارضة دولية واسعة، أنه ليس هناك من يؤيد هذا التدخل سوى بشار الأسد، وأن حلفاءه الإيرانيين منزعجون ضمناً من اقتحام الدب الروسي سوريا حديقتهم الخلفية، وإن كانوا يقاتلون مع الأسد على الأرض، وخلص إلى أن السؤال الأكثر إلحاحاً يتصل بما إذا كانت واشنطن ستصل إلى حد تسليم المعارضين سلاحاً مضاداً للطائرات رفضت تسليمه إليهم دائماً على رغم المذابح التي ارتكبها القصف الجوي والبراميل المتفجرة.
• كشفت مصادر أردنية رسمية لصحيفة الحياة اللندنية النقاب عن التوصل إلى تفاهمات رسمية مع قيادات أوروبية نشطت زياراتها للعاصمة عمّان خلال الأسابيع القليلة الماضية، لرفع وتيرة التدابير اللازمة للإبقاء على اللاجئين السوريين في الأردن، منعاً لتدفقهم إلى القارة العجوز، وأكد مصدر سياسي رفيع للصحيفة أن قادة أوروبيين ناقشوا عن كثب أخيراً مسألة مكافحة اللجوء السوري إلى أوروبا، فيما لم تتردد الحكومة الأردنية في أكثر من مناسبة في شرح “الضغط الاقتصادي الكبير المترتب جراء استضافة أكبر موجة لجوء إنساني، لن يُكتَب لها الحل في المدى المنظور، ويشير المصدر الأردني الذي فضل عدم ذكر اسمه إلى أن بلاده تعيش اليوم ظروفاً اقتصادية – سياسية صعبة، فهي لا تستطيع الدعوة علناً إلى تأمين شروط الحياة الاقتصادية والاجتماعية للاجئين السوريين بمفهوم يعكس بعداً من أبعاد التوطين الاقتصادي لهم، كما لا تستطيع غض النظر عن تفاقم أوضاع اللاجئين المعيشية سوءاً، ما يدفعهم باتجاه الانتماء للتنظيمات الإرهابية، وأكد المصدر ذاته أن الأوروبيين يجدون في الأردن فرصة آمنة لتحسين شروط إقامة اللاجئين السوريين اقتصادياً، خصوصاً في ظل قدرة المملكة على تأمين حدودها من تداعيات الحرب السورية.