جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 09-10-2015
• قالت صحيفة واشنطن تايمز الأمريكية إن الغرب أصبح ينظر بشكل متزايد إلى المغامرة العسكرية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوريا كسعي لإعادة بناء "النظام السوري" عن طريق القضاء على المعارضة المدعومة من الولايات المتحدة، وأوضحت الصحيفة أن بوتين تجاهل الولايات المتحدة وصعّد حربه في سوريا بشنه قصفا من البحر بالتزامن مع الهجمات البرية والجوية لقواته التي تستهدف "المعارضة المعتدلة" بشكل رئيسي، ونقلت عن الضابط المتقاعد بالجيش الأميركي روبرت ماغينيس قوله إن ما تقوم به القوات الروسية في سوريا هو إضعاف المعارضة للنظام وبدء حملة برية لتهدئة جزء من البلاد ومن ثم تمكين موسكو من الحصول على منصة انطلاق لخلق تابع جديد لها في دمشق، وأضاف ماغينيس أن بوتين ربما يتعاون مع ملالي إيران لتنصيب شخصية جديدة لرئاسة سوريا تجد قبولا أكثر من الأسد لدى جيران سوريا. وأكد ماغينيس أن هذا السيناريو حتمي، وأوردت الصحيفة أرقاما عن الغارات والهجمات والقصف الروسي استنادا إلى رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو التي تبين أن ما استهدف تنظيم الدولة كان قليلا جدا، ونسبت إلى الأكاديمي بمعهد أميركان أنتربرايز مايكل روبن القول إن بوتين مثل الطالب الفتوة في المدرسة، فهو يستمر في تنمره واستفزازه للطلاب الآخرين، ويستمتع بأنه لا أحد يرغب في الرد عليه، ويستمر في لعبته بدءا بصغار الطلاب وإلى "أعضاء حلف الناتو"، أما الرئيس الأميركي باراك أوباما فيقول روبن إنه لا يدري أن مجرد الصراخ لن يجلب السلام، ويضيف أن ما يحدث في سوريا هو مباراة موت المشاهير بين الميكيافيلي "بوتين" وإداري الحي السكني "أوباما".
• نشرت صحيفة التايمز البريطانية تقريرا عن اللاجئين السوريين الذين وصلوا إلى ألمانيا، وفقا لأول استطلاع أجراه معهم مركز عمل الاجتماع في برلين، وتقول التايمز إن أغلب السوريين يقولون إنهم هربوا من عنف النظام وليس من تنظيم "الدولة الإسلامية"، وهو ما يضع الدول الغربية في مأزق إذا هم تعاملوا مع دمشق، وتضيف الصحيفة أن أغلب اللاجئين يرغبون في العودة إلى سوريا، و52 في المئة منهم يعتزمون العودة بشرط رحيل بشار الأسد عن الحكم، وتنقل التايمز عن الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن نظام الأسد مسؤول عن مقتل ثلاثة أرباع الضحايا المدنيين في سوريا، في النصف الأول من العام، وجاء في الاستطلاع أيضا أن الكثيرين يتحدثون عن وحشية تنظيم "الدولة الإسلامية"، إلا أن البراميل المتفجرة التي يلقيها النظام والهجمات التي يشنها، هي التي تدفع بالسوريين إلى النزوح والهجرة من بلادهم، وترى الصحيفة أن هذا الاستطلاع يبين للأوروبيين ما يعيشه السوريون تحت البراميل المتفجرة، وأن فرض منطقة حظر جوي في سوريا بإمكانه أن يثني الكثيرين عن ترك منازلهم والتوجه نحو أوروبا.
• يذكر الكاتب أحمد فارول، في مقاله في صحيفة يني عقد التركية، أن جيوش الشيطان كلها اجتمعت لقتال المسلمين في سوريا، وينبه الكاتب إلى أن التدخل الروسي في سوريا ليس بالجديد، ولكنه أخذ الطابع الرسمي بشكل سافر الآن، خاصة مع التطورات الأخيرة من تقدم المعارضين وسيطرتهم على أراضي واسعة من "النظام السوري"، ويبين الكاتب أن هذا الهجوم تم بعد الاتفاق مع القوى الإمبريالية الغربية في العالم، حيث يتظاهر الغرب والولايات المتحدة بشجب الأحداث الإرهابية فيما هم يقومون بالقصف من جانب آخر بكل قوة على المدنيين في سوريا، وقد قصفت الولايات المتحدة مستشفى تابعا لمنظمة "أطباء بلا حدود" في منطقة قندور، وينبه الكاتب إلى أنه يجب عدم إهمال زيارة الجنرالات الروس إلى "تل أبيب" الأسبوع الماضي، حيث يدل هذا الأمر على عمق التنسيق بين روسيا وإسرائيل من أجل الحفاظ على أمن إسرائيل، ويختم الكاتب بقوله إن اجتماع الجيوش الشيطانية في العالم لمحاربة سوريا هو لاتفاق أهدافهم التي يعملون على تحقيقها.
• نطالع في صحيفة الحياة اللندنية مقالا لراغدة درغام تحت عنوان "هدف موسكو فرض التسويات في المنطقة بشروطها"، الكاتبة سلطت الضوء على الصمت العربي النسبي على الدور الروسي العسكري في سورية، ورأت أن لهذا الصمت وكذلك التصريحات دلالات، مبرزة تصريحات وزير الخارجية المصري سامح شكري التي تضمنت شبه مباركة للغارات الروسية على "داعش" في سورية، واعتبرت الكاتبة أنه في المواقف العربية هناك قراءتان أساسيتان: فإما أن الدول العربية الأساسية تفاهمت ضمناً على أولوية سحق "داعش" الذي يهددها وجودياً حتى لو كلّف ذلك تقوية النظام في دمشق بما في ذلك بقاء بشار الأسد لفترة زمنية، وبالتالي توصلت هذه الدول الى اقتناع بأن عليها القفز على "عقدة الأسد" والكف عن اعتبار رحيله أو بقائه مسألة مركزية، أو أن هذه الدول العربية حصلت على تفاهم ضمني من موسكو - ومن واشنطن أيضاً - بأن المعادلة الآن هي بقاء النظام من دون الأسد على المدى البعيد إنما مع تفهم ضرورة بقاء الأسد في المرحلة الآتية، ولفتت الكاتبة إلى أن ما يهم روسيا هو أن أمامها فرصة تاريخية لنحت جغرافيا جديدة لدورها السياسي في الشرق الأوسط عبر سورية، وأوضحت أنها في صدد بناء محور أو محاور في الشرق الأوسط بقيادة روسية، وهي تريد أن تقود تسويات سياسية لأزمات الشرق الأوسط وفق الشروط الروسية بدءاً ببقاء نظام بشار الأسد في السلطة رغم أنف الادعاءات الأميركية والأوروبية والعربية، مبينة أن روسيا تتدخل عسكرياً، بشراكة مع النظام، لتقوية الأسد كي يكون جزءاً من الحكم في سورية الغد بأية صيغة كانت، وهي تنفّذ إستراتيجية إنقاذه وإعادة تمكينه كي يكون ورقة قوية في مفاوضاتها المستقبلية مع واشنطن وعواصم أوروبية وعربية.
• في صحيفة النهار اللبنانية تتساءل روزانا بومنصف: "من سيدفع فاتورة الحرب الجوية الروسية في سوريا؟"، وترى الكاتبة أن السؤال عمن يمول الحملة العسكرية الروسية يستند إلى محاولة معرفة المدى الذي ستذهب إليه روسيا والمدة التي ستستغرقها الحرب التي تشنها ضد معارضي الأسد، مبرزة أن هذه الحرب مكلفة بالنسبة إلى روسيا الى درجة الشك في قدرتها على متابعتها لأشهر طويلة كما رجح أحد نواب البرلمان الروسي بأن تستمر بين ثلاثة وأربعة أشهر ثم ما لبث أن تراجع عن تصريحه، ونوهت الكاتبة إلى أن السؤال التالي عمن يمول هذه الحرب يرتبط بما سينجزه الرئيس الروسي في سوريا وهل هو إعادة احياء النظام وترميمه وحماية دمشق امتدادا إلى الساحل السوري مركز الثقل العلوي فضلاً عن موقع القاعدة العسكرية الروسية على المتوسط وفق ما هو مرجح، أم هل هو العمل على تثبيت النظام ومساعدته من أجل محاولة استعادة السيطرة على مدن أساسية خسرها أو ربما محاولة مساعدته على استعادة السيطرة على سوريا مجدداً؟، وأكدت الكاتبة أن ثمة فارق كبير بين محاولة منع النظام من الانهيار من أجل تمكينه من الجلوس على طاولة التفاوض قوياً نسبياً وبين تمكينه كلياً من المعارضين على استحالة هذا الاحتمال الأخير في ضوء اعتبارات متعددة.
• سلطت صحيفة عكاظ السعودية الضوء على خفايا العلاقة بين النظام الإيراني والسوري طوال العقود الماضية، من خلال مقابلة مع الوزير الأسبق في عهد بشار الأسد ومحافظ حماة أسعد مصطفى، وقال مصطفى إن حافظ الأسد بدأ في تأسيس العلاقة مع إيران قبل وصول الخميني إلى السلطة، وذلك ترجمة لميوله الطائفية، وقد تحقق ذلك في عهده وفي عهد بشار أيضا، وكشف مصطفى للصحيفة عن العديد من الأسماء التي بنت هذه العلاقة، وقال إن من أبرز الأسماء التي لعبت دورا في رسم هذه العلاقة هم اللواء محمد ناصيف المسؤول الأول عن الملف الإيراني، ويأتي من بعدهم العماد ابراهيم صافي واللواء توفيق جلول، فيما كان السفير الإيراني الأسبق في سوريا حسن أختري من المهندسين البارزين لهذه العلاقة، وأوضح مصطفى أن الخلفية الطائفية الراسخة في عقل حافظ الأسد جاءت من مصدرين: الأول أن والد حافظ "سليمان" كان من بين الشخصيات الخمسة الموقعة على وثيقة قدمت إلى فرنسا يطلبون فيها أن يكونوا تحت الاستعمار الفرنسي وألا يلتحقوا بالدولة السورية، والعامل الثاني؛ ممارسته الشخصية الطائفية، ذلك أن الأسد أول من أسس الخلية الطائفية العسكرية في سوريا، وكانت لديه ميول حقيقية للتحول إلى إيران الطائفية، وعمل على ذلك في فترة حكم شاه إيران، حين حاول الاتصال برجال دين إيرانيين يعملون لصالح الخميني تمهيدا للانقلاب على حكم الشاه، وحين وصل الخميني إلى السلطة وجد حافظ الأسد أرضا طائفية خصبة لترسيخ هذا التحالف الطائفي، ويلفت مصطفى بحسب الصحيفة، إلى أن حافظ الأسد سلم قيادات الجيش لأبناء رجال الدين العلويين من أمثال علي حيدر وعلي الصالح وعلي دوبة ومحمد حيدر، ورأى أن حافظ الأسد كان أقل انزلاقا في المحور الإيراني، وينسج علاقة مع إيران ويبقى في ذات الوقت على علاقة مع العرب، أما بشار الأسد فهو يجهل قواعد العمل السياسي ويجهل وزن ودور سوريا، لذلك فقد كان أكثر انغماسا في المحور الإيراني.
• نقلت صحيفة النهار اللبنانية تصريحات للزعيم السياسي الدرزي وليد جنبلاط، قال فيها إن وروسيا تقوم بحماية الساحل العلوي، والحرب مستمرة، ففي حال خسر النظام، فإنها ستبقى المحمية الروسية الأسدية، وأضاف جنبلاط إن هم بوتين هو حماية النظام، واعتبر أن الحديث عن حرب صليبية جديدة حماقة ويضر أولا بالمسيحيين في سوريا والمنطقة العربية، مشيرا إلى أن غرور القيصر بوتين والبطريرك الروسي أوصلهما إلى هذه الحماقة وسيقضيان على ما تبقى من مسيحيين في المنطقة العربية، ورأى جنبلاط أن تخلي الغرب عن المعارضة المعتدلة جريمة، ما خلق حربا طائفية في سوريا، مؤكدا أن كل مراكز الأبحاث الإسرائيلية همها بث الفرقة والتقاتل بين المسلمين والعرب، معتبرا أنه ليس هناك تناقض روسي إسرائيلي، والجالية اليهودية في موسكو لها نفوذ كبير، فالتنسيق الروسي الإسرائيلي موجود وقائم حتى على حساب الشعب الفلسطيني، وقال جنبلاط: لقد كنا في مرحلة صوملة سوريا أصبحنا في مرحلة أفغنتها، والروس يفتكون في سوريا كما فعلوا في غروزني لتطويع الشعب السوري، مشيرا إلى أن بوتين يبعث برسالة للجمهوريات الإسلامية القريبة منه، وختم جنبلاط كلامه بالقول: إني أرى صورة سوداء في العالم العربي، وفلسطين ستضيع.