أكدت المتحدثة باسم صندوق النقد الدولي، جولي كوزاك، الخميس، أن الصندوق مستعد لدعم جهود المجتمع الدولي في إعادة إعمار سوريا، مشيرة إلى أن الوضع في البلاد لا يزال محل متابعة دقيقة من قبل الصندوق.
وخلال مؤتمر صحفي، سُئلت كوزاك عن إمكانية تقديم حزمة قروض لسوريا وما إذا كان هناك أي تواصل مباشر مع الحكومة الجديدة، فأوضحت أن صندوق النقد لم يجرِ أي تواصل يُذكر مع سوريا منذ عام 2009، وهو العام الذي شهد آخر مشاورات المادة الرابعة مع البلاد.
وأضافت أن السبب وراء ذلك يعود إلى الوضع الأمني المعقد الذي شهدته سوريا خلال السنوات الماضية.
وأشارت كوزاك إلى أن صندوق النقد الدولي يتابع عن كثب تطورات الوضع في سوريا، مؤكدًا أن الصندوق على استعداد لدعم جهود المجتمع الدولي في إعادة الإعمار عندما تسمح الظروف بذلك. إلا أنها لم تذكر أي خطوات ملموسة في هذا الصدد أو خطط لإطلاق برنامج تمويل خاص بسوريا.
في سياق آخر، أكدت كوزاك أن الصندوق يتطلع أيضًا للعمل مع لبنان، الذي يحتاج إلى تمويل دولي لإعادة الإعمار، خاصة بعد الحرب التي شنتها عليه قوات الاحتلال الإسرائيلي العام الماضي. ومع ذلك، لم تقدم أي تفاصيل إضافية حول إمكانية تقديم قروض مباشرة للبنان أو سوريا.
ورغم التحركات الدولية المتزايدة باتجاه الانفتاح على الإدارة السورية الجديدة، بما في ذلك زيارات دبلوماسية من قادة دول كبرى مثل فرنسا وقطر وتركيا، إلا أن عدم وجود تواصل رسمي بين صندوق النقد والحكومة السورية يشير إلى استمرار التحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجهها البلاد.\
يأتي هذا في وقت تسعى فيه الإدارة السورية الجديدة، بقيادة الرئيس أحمد الشرع، إلى تحقيق الاستقرار الاقتصادي وجذب الاستثمارات من خلال إعادة بناء المؤسسات الاقتصادية والتفاوض مع الدول الداعمة. لكن في ظل غياب الدعم المباشر من المؤسسات المالية الكبرى، لا يزال الطريق إلى التعافي الاقتصادي طويلًا ومعقدًا.
كم تحتاج سوريا من أموال لإعادة الإعمار؟ تقديرات دولية ضخمة
منذ اندلاع الحرب في سوريا عام 2011، شهدت البلاد دمارًا واسعًا في البنية التحتية، مما جعل مسألة إعادة الإعمار واحدة من أكبر التحديات التي تواجهها الحكومة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع. ومع سقوط نظام الأسد في ديسمبر 2024، برزت تساؤلات حول حجم التمويل اللازم لإعادة بناء البلاد.
وقدرت تقارير البنك الدولي في وقت سابق أن إعادة إعمار سوريا ستتطلب ما لا يقل عن 250-400 مليار دولار، وذلك لتغطية الأضرار التي لحقت بالمرافق العامة، كالمستشفيات والمدارس، والبنية التحتية الأساسية مثل شبكات الكهرباء والمياه والطرق. في حين رفعت بعض التقديرات الأخرى التكلفة إلى أكثر من 500 مليار دولار، نظرًا لحجم الدمار الكبير في المدن الرئيسية مثل حلب، حمص، والرقة.
أما الأمم المتحدة، فقد أشارت في تقاريرها إلى أن عملية إعادة الإعمار قد تستغرق 20 عامًا على الأقل، مع ضرورة توفير موارد دولية ضخمة لضمان نجاحها.
تظل إعادة إعمار سوريا واحدة من أكبر العمليات الاقتصادية التي قد تشهدها المنطقة خلال العقود القادمة، مع استمرار الحاجة إلى تمويل دولي ضخم قد يتجاوز 500 مليار دولار. ورغم الاهتمام الدولي، فإن العوامل السياسية والعقوبات لا تزال تشكل عقبات رئيسية أمام إطلاق مشاريع إعادة الإعمار بشكل فعلي.
استقبل وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، اليوم، وفدًا رسميًا من كوريا الجنوبية برئاسة السيدة “يون جونغ كيم”، المديرة العامة للشؤون الإفريقية والشرق الأوسط في وزارة خارجية كوريا الجنوبية.
وخلال الاجتماع، رحّب الوزير الشيباني بالوفد، مشددًا على أهمية فتح صفحة جديدة من العلاقات الثنائية بين البلدين، بما يخدم مصالح الشعبين، ويحقق الأمن والازدهار والسلام في سوريا.
من جانبها، أكدت المسؤولة الكورية أن سيؤول حريصة على إعادة العلاقات الدبلوماسية مع سوريا، حيث تعد هذه الزيارة الأولى من نوعها منذ عام 2003.
كما أعلنت عن دعم بلادها لجهود إعادة الإعمار في سوريا، مشيرةً إلى أن كوريا الجنوبية تتمتع بخبرات واسعة في هذا المجال، مما يساهم في دعم الانتعاش الاقتصادي السوري.
كما كشفت المسؤولة الكورية عن نية بلادها تقديم مساعدات غذائية وصحية عاجلة، إلى جانب دعم القطاعات الإنسانية والتنموية، مؤكدةً أن كوريا الجنوبية ستعمل على تشجيع شركاتها للاستثمار في السوق السورية، وستدفع باتجاه تخفيف العقوبات المفروضة على سوريا، لما فيه مصلحة الشعب السوري.
ومنذ توليه منصبه كوزير للخارجية في الإدارة السورية الجديدة، قام أسعد الشيباني بسلسلة من الزيارات واللقاءات الدبلوماسية لتعزيز علاقات سوريا مع الدول العربية والإقليمية والدولية. فيما يلي أبرز هذه الأنشطة:
في أوائل يناير/كانون الثاني 2025، بدأ الشيباني جولته الخليجية بزيارة إلى الدوحة، حيث التقى مع المسؤولين القطريين لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية، وفي 6 يناير/كانون الثاني 2025، وصل الشيباني إلى الإمارات في زيارة رسمية، حيث التقى مع نظرائه الإماراتيين لمناقشة التعاون المشترك، وضمن جولته الخليجية، زار الشيباني الأردن والتقى مع المسؤولين الأردنيين لبحث العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية. 
وفي 15 يناير/كانون الثاني 2025، قام الشيباني بأول زيارة رسمية إلى تركيا، حيث التقى بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووزير الخارجية هاكان فيدان، وتم بحث العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
في يناير/كانون الثاني 2025، شارك الشيباني في منتدى دافوس، حيث أجرى حوارًا مع رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، مطالبًا برفع كامل العقوبات عن سوريا ومؤكدًا على انفتاح دمشق أمام الاستثمارات الأجنبية.
في 12 يناير/كانون الثاني 2025، على هامش اجتماعات الرياض بشأن سوريا، عقد الشيباني سلسلة لقاءات ثنائية مع نظرائه من السعودية والأردن والبحرين وتركيا وبريطانيا، بالإضافة إلى المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، لبحث مستجدات الأوضاع وسبل دعم الشعب السوري. 
من خلال هذه الجولات واللقاءات، يسعى الشيباني إلى إعادة بناء وتعزيز علاقات سوريا الدبلوماسية مع المجتمع الدولي، ودفع عجلة التعاون في مختلف المجالات بما يخدم مصلحة الشعب السوري.
نظم عدد من أهالي حي التضامن الدمشقي مظاهرات غاضبة، عقب انتشار صورة وأخبار تفيد بعودة المجرم فادي صقر، قائد ميليشيا الدفاع الوطني، إلى حي التضامن بعد تسوية عقدتها السلطات الأمنية، وهو أحد الضالعين في مجزرة التضامن التي راح ضحيتها العشرات عام 2013.
وكانت تداولت حسابات على منصات التواصل الاجتماعي مؤخراً صورة تجمع وزير الشؤون الاجتماعية والعمل في الحكومة السورية، فادي القاسم، مع شخص زُعم أنه فادي صقر، القيادي البارز في ميليشيا الدفاع الوطني التي كانت تساند قوات نظام الأسد المخلوع.
واستهجن الأهالي أنباء الزيارة إلى الحي، في خطوة أثارت استياء الأهالي، ودفعتهم للخروج في احتجاجات تطالب بمحاسبته، حيث رفعوا صور ضحاياهم ورددوا شعارات تندد بالإفلات من العقاب.
وأكدت مصادر عدة أن المجرم فادي صقر، اجتمع مع شخصيات أخرى منها ياسر سليمان وغدير السالم وكلاهما تسلم قيادة الميليشيات في التضامن والمنطقة الجنوبية تحت إمرة فادي صقر في معهد الخطيب الواقع في منتصف شارع نسرين وبحضور قرابة 70 شخصا من وجهاء الحي
ولفتت إلى أن "فادي صقر" حاول نفي جميع الاتهامات ضده وضد ميليشياته في الدفاع الوطني مدعيا بأن كل المجازر والانتهاكات كانت بأمر من الأمن العسكري وتحديدا فرع المنطقة 227
وصرح أحد المشاركين في الاحتجاجات، قال "صدمنا بإطلاق سراح "صقر" وزيارته للحي مع قوات عسكرية، هذا الأمر خلق حالة غليان شعبي بين أهالي التضامن، قد فقدت حفيدي في المجزرة، ولن أقبل أن تمر جرائمهم دون محاسبة".
في سياق متصل، أجرى فريق منصة "تأكد" تحقيقاً حول مزاعم ظهور وزير الشؤون الاجتماعية والعمل في الحكومة السورية، فادي القاسم، مع القيادي في ميليشيا الدفاع الوطني، فادي صقر، في صورة واحدة، وتبين أن الادعاء غير صحيح.
ولفت فريق المنصة إلى أنه تواصل مع المكتب الإعلامي للوزارة، الذي نفى صحة الادعاء بشكل قاطع، موضحاً أن الصورة تعود لفترة بداية التحرير، وقد التُقطت في مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل في اللاذقية أثناء اجتماع ضم المدير السابق للمديرية، عمار الأحمد، لمتابعة سير العمل وتسليم مهامه للمدير الحالي، محمود حاج إبراهيم، الظاهر في الصورة. وأشار المكتب إلى أن المدير السابق، عمار الأحمد، هو شقيق فادي الأحمد، المعروف بلقب "الصقر"، وهو ما أدى إلى حدوث الالتباس.
ويشتهر المدعو “صقر” بأنه أحد أبرز قيادات ميليشيا “الدفاع الوطني”، وكان من مؤسسيها في دمشق، مستغلًا الحرب لتحقيق ثروة ونفوذ داخل النظام البائد، كما ساهم في حصار الغوطة الشرقية بالتنسيق مع الضابط قيس فروة، حيث كان يحقق أرباحًا ضخمة من بيع المواد التي كانت تدخل إلى الغوطة عبر الأنفاق.
وقد تدرج في المناصب حتى أصبح قائدًا عامًا لهذه الميليشيا على مستوى سوريا، وساهم في حصار مناطق جنوب دمشق وتهجير سكانها، ووفقًا لناشطين، كان صقر مشاركًا رئيسيًا في “مجزرة التضامن” الشهيرة.
ويخضع صقر لعقوبات اقتصادية أميركية منذ العام 2012، إلا أنه لا يزال يتحرك بحرية داخل سوريا، ويقيم بصفة شبه دائمة في فندق “فور سيزونز” بدمشق، في وقت يُروج له على أنه عضو في لجان “السلم الأهلي”، بينما يسعى للظهور في إطار الحوار الوطني لإعادة دمجه في المشهد السياسي.
وكانت وسائل الإعلام المحلية قد تداولت أنباء تفيد بأن “فادي صقر”، واسمه الحقيقي فادي الأحمد، القيادي السابق في ميليشيات الدفاع الوطني بريف دمشق، وهو من الشخصيات التابعة للنظام الخاضعة للعقوبات الأمريكية منذ العام 2020، قد قام بتسوية وضعه، كما سبق أن فعل طلال مخلوف، القائد السابق للحرس الجمهوري، ومحمد حمشو وطريف الأخرس، أحد أبرز لصوص الاقتصاد السوري.
هنأ الرئيس اللبناني "جوزيف عون"، في اتصال هاتفي، "أحمد الشرع" بتوليه رئاسة الجمهورية العربية السورية، وأكد على ضرورة تعزيز التعاون والعلاقات الدبلوماسية بين البلدين الشقيقين، بما يحقق الأمن والسلام للشعبين السوري واللبناني، وأكد دعم لبنان لوحدة الأراضي السوري واستقلالها وسيادتها الوطنية.
من جانبه أكد الرئيس أحمد الشرع على الروابط التاريخية والجغرافية التي تجمع البلدين، مشيرا إلى التاريخ المشترك والعريق لدولتي سوريا ولبنان.
وكان هنأ عدد من الرؤساء والملوك العرب، الرئيس "أحمد الشرع"، بتوليه رئاسة الجمهورية العربية السورية في المرحلة الانتقالية، وتلق "الشرع" برقيات تهنئة من ملوك وأمراء الكويت والإمارات والبحرين وعمان واليمن، سبقها السعودية والأردن وقطر والمغرب أيضاً.
الملك "محمد السادس"
هنأ الملك محمد السادس، ملك المغرب، الرئيس أحمد الشرع بمناسبة توليه رئاسة الجمهورية العربية السورية في المرحلة الانتقالية، متمنيًا له التوفيق والسداد في قيادة البلاد خلال هذه الفترة الحساسة من تاريخها.
وجاء في البرقية الملكية: "يطيب لي أن أعرب لكم عن تهانئي وتثميني لتولي فخامتكم رئاسة الجمهورية العربية السورية في المرحلة الانتقالية، داعيًا الله عز وجل أن يلهمكم التوفيق في مهامكم السامية والجسيمة."
وأكد العاهل المغربي في رسالته على الموقف الثابت للمملكة المغربية الداعم للشعب السوري الشقيق في تحقيق تطلعاته إلى الحرية والاستقرار، مشددًا على أن المغرب "كان وما يزال إلى جانب سوريا في هذه المرحلة الدقيقة، بما ينسجم مع موقفه المبدئي في دعم وحدة أراضيها وسيادتها الوطنية."
وأضاف الملك محمد السادس: "وإنني إذ أجدد لفخامتكم عبارات التهاني، لأسأل الله العلي القدير أن تساهم هذه الخطوة في تثبيت السلام وإرساء دعائم الاستقرار والأمان لبلدكم، بما يحقق تطلعات شعبكم الشقيق، بجميع مكوناته وأطيافه، إلى الأمن والتنمية والازدهار."
رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان
هنأ رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان الفريق أول الركن "عبد الفتاح البرهان"، رئيس الجمهورية العربية السورية السيد أحمد الشرع، بمناسبة توليه رئاسة الجمهورية، مؤكداً تطلع السودان لتعزيز مجالات التعاون بين البلدين الشقيقين، معبراً عن أمله في أن تسهم هذه العلاقات في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأعرب البرهان في برقية التهنئة، التي نقلتها وكالة الأنباء السودانية، عن تمنياته للرئيس الشرع بالنجاح في تحقيق تطلعات الشعب السوري نحو مزيد من التقدم والازدهار. وأكد على العلاقات الثنائية المتميزة التي تربط بين الشعبين السوداني والسوري.
السيسي يهنئ الشرع
تلقى الرئيس السوري أحمد الشرع، أمس الجمعة، رسائل تهنئة من قادة عرب بمناسبة توليه منصب رئاسة الجمهورية العربية السورية خلال المرحلة الانتقالية.
وأعرب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن تمنياته للشرع بالنجاح في قيادة سوريا نحو “تحقيق تطلعات الشعب السوري”، مشددًا على أهمية العمل لتحقيق مزيد من التقدم والازدهار.
الرئيس الفلسطيني
كما بعث الرئيس الفلسطيني محمود عباس برسالة تهنئة للشرع، أكد فيها على أهمية تعزيز العلاقات الأخوية والتاريخية بين سوريا وفلسطين، متمنيًا للقيادة السورية الجديدة التوفيق في إدارة المرحلة الانتقالية وتحقيق الأمن والاستقرار للبلاد.
الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية
وبعث الأستاذ جاسم محمد البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، رسالة تهنئة إلى أحمد الشرع، بمناسبة توليه رئاسة الجمهورية العربية السورية في المرحلة الانتقالية، وعبر عن خالص التهاني وأصدق التبريكات لفخامته بهذه المناسبة، موكداً ثقته بأن قيادته الحكيمة ستسهم في تحقيق تطلعات الشعب السوري الشقيق نحو الأمن والاستقرار والازدهار.
كما جدد البديوي، في الرسالة، التأكيد على دعم مجلس التعاون لدول الخليج العربية الثابت لسوريا خلال هذه المرحلة الانتقالية، والتزامه بالوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق من أجل تحقيق وحدة سوريا وسيادتها واستقلالها.
ملك البحرين
وفي برقيته، أعرب "ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة"، فيها عن "تمنياته لفخامته بالتوفيق والنجاح في هذه المرحلة، وللجمهورية العربية السورية، وشعبها الشقيق مزيدا من التقدم والازدهار"، وفق وكالة الأنباء الرسمية البحرينية (بنا).
الإمارات
وتلق الشرع برقيات تهنئة من الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس الإمارات نائب رئيس مجلس الوزراء.
الكويت
وأرسل أمير الكويت مشعل الأحمد الجابر الصباح برقية تهنئة إلى الشرع، معبرا عن خالص تهانيه ومتمنيا له كل التوفيق والسداد، وفق وكالة الأنباء الرسمية (كونا).
سلطان عمان
بدوره، أعرب سلطان عمان هيثم بن طارق -في برقية للشرع- عن تمنياته له بـ"التوفيق والسداد في قيادة سوريا، وتحقيق آمال وتطلعات الشعب السوري"، وفق وكالة أنباء عمان.
اليمن
ووفق بيان لوزارة الخارجية اليمنية، بعث رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي برقية تهنئة إلى الشرع، هنأه فيها بمناسبة توليه منصبه الجديد، مع تمنياته له بالتوفيق والسداد في مهامه الرئاسية، وللشعب السوري بالاستقرار والسلام والتنمية.
الأردن
هنأ ملك الأردن "الملك عبدالله الثاني"، الرئيس "أحمد الشرع"، بتوليه رئاسة الجمهورية العربية السورية في المرحلة الانتقالية، وأعرب الملك في برقية بعثها باسمه وباسم شعب المملكة الأردنية الهاشمية وحكومتها عن أصدق الأمنيات للرئيس الشرع بالتوفيق في قيادة سوريا وخدمة شعبها، مؤكدا دعم الأردن لوحدة سوريا وأمنها واستقرارها.
وشدد جلالة الملك على حرص الأردن على توطيد التعاون مع سوريا ووقوفه إلى جانب الأشقاء السوريين في تطوير بلدهم، وإدامة التنسيق إزاء مختلف القضايا، بما يحقق المصالح المشتركة، ويعزز وحدة الصف العربي.
السعودية
وكان هنأ العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، رئيس مجلس الوزراء السعودي، الرئيس "أحمد الشرع" بمناسبة توليه رئاسة الجمهورية العربية السورية في المرحلة الانتقالية.
خارجية قطر
رحبت "وزارة الخارجية القطرية" في بيان لها، بالخطوات الانتقالية الهادفة إلى تعزيز التوافق الوطني في سوريا، والخطوات الرامية إلى إعادة هيكلة الدولة السورية الشقيقة وتعزيز التوافق والوحدة بين كافة الأطراف السورية بما يمهد لتوطيد السلم الأهلي والأمن والاستقرار وبناء دولة القانون والمؤسسات والتنمية والازدهار.
وشدد البيان على أن المرحلة المفصلية الحالية في سوريا تتطلب احتكار الدولة للسلاح في جيش واحد يعبّر عن كافة المكونات دون إقصاء حفاظا على سيادة البلاد واستقلالها وسلامة أراضيها، وبما يمهد لانتقال سلمي للسلطة من خلال عملية سياسية شاملة.
وجدد البيان دعم دولة قطر الكامل لسوريا في كل المجالات ومساهمتها الفعّالة في كافة الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى تحقيق تطلعات الشعب السوري في الحرية والتنمية والازدهار والعيش الكريم.
أمير دولة قطر "الشيخ تميم بن حمد آل ثاني" في دمشق كأول رئيس دولة يزور سوريا
وصل أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، اليوم إلى العاصمة السورية دمشق في زيارة رسمية، وكان في استقبال الأمير لدى وصوله إلى مطار دمشق الدولي الرئيس السوري أحمد الشرع، ورئيس الحكومة محمد البشير، ووزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني، ووزير الدفاع مرهف أبو قصرة، بالإضافة إلى عدد من المسؤولين السوريين.
وأجرى أمير دولة قطر محادثات ثنائية مع الرئيس السوري أحمد الشرع في قصر الشعب بدمشق، حيث شدد الشيخ تميم على ضرورة تشكيل حكومة تمثل جميع أطياف الشعب السوري. وأشاد بجهود الإدارة السورية في تحقيق الاستقرار في البلاد وحماية مقدرات الدولة، مؤكدًا دعم بلاده للمساعي السورية في هذا الاتجاه.
رئيس الائتلاف
هنأ رئيس الائتلاف الوطني السوري "هادي البحرة"، الشعب السوري بمناسبة إعلان انتصار ثورته المباركة على النظام البائد، من أجل تحقيق أهدافه للعدالة، والحرية، والديمقراطية، واسترداد حقوقه الإنسانية والدستورية والقانونية، عبر عملية انتقال سياسي منظم.
وعبر "البحرة" في منشور على منصة إكس، عن مباركته للسيد "أحمد الشرع" نيله ثقة قادة الفصائل العسكرية بإختياره وتنصيبه رئيسًا للجمهورية العربية السورية في المرحلة الانتقالية لتحقيق الانتقال السياسي بتمكين الشعب السوري من صياغة مشروع الدستور الجديد، والاستفتاء عليه وإختيار قياداته عبر إنتخابات حرة ونزيهة تجري في بيئة آمنة ومحايدة.
ودعا البحرة أبناء الشعب السوري بمكوناته وأطيافه كافة للعمل المشترك لتحقيق الأمن والإستقرار، والمساهمة في بناء الدولة السورية الجديدة، دولة المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات.
"رئيس الوزراء الباكستاني" يُهنئ "الشرع"
هنأ رئيس الوزراء الباكستاني "محمد شهباز شريف"، بتولي السيد "أحمد الشرع"، منصب رئيس الجمهورية العربية السورية، وأعرب شهباز شريف عن تمنياته للرئيس الشرع بالنجاح في مهامه الجديدة.
وأكد في برقية التهنئة، أهمية تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، ولفت إلى تطلع الحكومة الباكستانية للعمل مع القيادة السورية الجديدة في سبيل تحقيق مزيد من التقدم في التعاون المشترك في مختلف المجالات.
"جماعة الإخوان المسلمين في سورية"
باركت "جماعة الإخوان المسلمين في سورية" في بيان لها، للشعب السوري إعلان قيادته الجديدة انتصار الثورة السورية المباركة، واعتبار الثامن من كانون الأول يوماً وطنياً، وتقدمت بالتهنئة للسيد "أحمد الشرع" بإعلانه رئيساً للجمهورية العربية السورية في المرحلة الانتقالية.
وعبّرت الجماعة عن دعمها وتأييدها وفرحتها لإعلان القيادة الجديدة إلغاء العمل بدستور عام ٢٠١٢ ، وإيقاف العمل بجميع القوانين الاستثنائية، وكذلك حل حزب البعث وأحزاب الجبهة الوطنية التقدمية وحل مجلس الشعب، ومثلها حل الجيش والأجهزة الأمنية.
المجلس الإسلامي السوري
في السياق، هنأ "المجلس الإسلامي السوري" في بيان له، الشعب السوري، بإعلان النصر وتنصيب رئيسٍ لسورية على يد قادة الفصائل في ثورتها المباركة في هذا اليوم التاريخيّ، مباركاً تعيين السيد "أحمد الشرع"، واختياره رئيساً للجمهورية العربيّة السوريّة.
وشكر المجلس، بهذه المناسبة كل من وقف إلى جانب ثورة شعبنا، وكل من لا يزال يمدّ له يد العون في مسيرة الازدهار وإعادة الإعمار.
وقال الدكتور "رياض حجاب" رئيس الوزراء السوري الأسبق، في منشور على منصة إكس: "أهنئ الشعب السوري بنصره المؤزر وللسيد أحمد الشرع تنصيبه رئيسا للجمهورية، متمنياً لجميع السوريين عهدا جديدا يليق بالتضحيات التي قدموها، ولوطننا الحبيب الاستقرار والرخاء والازدهار".
بطاركة أنطاكية يهنئون الرئيس الشرع بتسلمه رئاسة سوريا
وجه بطاركة الروم الأرثوذكس، والسريان الأرثوذكس، والروم الكاثوليك في سوريا، برقية تهنئة مشتركة إلى الرئيس أحمد الشرع، بمناسبة تسلمه مهامه رئيسًا للجمهورية العربية السورية، معبرين عن دعمهم له في قيادة المرحلة الانتقالية وبناء مستقبل سوريا الجديد.
ماكرون يهنئ الشرع بتوليه رئاسة سوريا ويدعوه لزيارة فرنسا
تلقى رئيس الجمهورية العربية السورية، السيد أحمد الشرع، اتصالًا هاتفيًا من نظيره الفرنسي، السيد إيمانويل ماكرون، هنأه فيه بتوليه منصب الرئاسة وتحرير البلاد من نظام الأسد، وأعرب الرئيس ماكرون عن دعمه الكامل للمرحلة الانتقالية في سوريا، مؤكدًا على مساعي بلاده لرفع العقوبات المفروضة على سوريا وفتح المجال أمام النمو والتعافي.
وناقش الرئيسان التحديات الأمنية التي تواجه سوريا، وضرورة التعاون المشترك لحفظ الأمن والاستقرار في البلاد. كما أكد الرئيس ماكرون دعمه للعملية السياسية السورية، مشددًا على أهمية وحدة سوريا واستقلالها وسيادة أراضيها.
من جانبه، شكر الرئيس أحمد الشرع نظيره الفرنسي على مواقفه الداعمة للشعب السوري خلال السنوات الماضية، مؤكدًا أن سوريا ستكون جزءًا إيجابيًا وفاعلًا في المنطقة والعالم، وأشار الشرع إلى أن سوريا تشارك شركاءها الهواجس الأمنية، وستركز على مصالحها الوطنية المتمثلة في استقرار وسيادة البلاد وسلامة أراضيها.
المستشار الألماني يتصل بالرئيس "الشرع" ويؤكد دعم ألمانيا لإعادة إعمار سوريا
أفاد المتحدث باسم الحكومة الألمانية اليوم أن المستشار أولاف شولتس أجرى مكالمة هاتفية استمرت ساعة مع الرئيس السوري "أحمد الشرع"، هنأ خلالها الشعب السوري على نجاحه في إنهاء حكم نظام الأسد، مؤكداً على أهمية المرحلة القادمة في سوريا.
وخلال المكالمة، اتفق المستشار شولتس والرئيس الشرع على الحاجة إلى عملية سياسية شاملة تضمن لجميع السوريين، بغض النظر عن انتماءاتهم العرقية أو الدينية، فرصة المشاركة الفاعلة في بناء مستقبل سوريا، مع ضمان حقوقهم وحمايتهم.
وأكد المستشار شولتس استعداد الحكومة الألمانية لدعم عملية إعادة إعمار سوريا، مشيراً إلى أن الهدف هو تحويلها إلى وطن حر وآمن لجميع مكوناتها السكانية. كما أوضح شولتس أن الحكومة الألمانية ستتعاون بشكل وثيق مع شركائها الأوروبيين والدوليين لتحقيق هذا الهدف.
وشدد المستشار الألماني على الأهمية المستمرة لمكافحة الإرهاب لضمان الأمن في سوريا والمنطقة والعالم بأسره، مشيرًا إلى أن الأمن في سوريا سيكون أساسًا لتحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة في المنطقة.
"أحمد الشرع" رئيساً للجمهورية العربية السورية
وأعلن الناطق باسم إدارة العمليات العسكرية "العقيد حسن عبدالغني"، تولية السيد القائد "أحمد الشرع" رئاسة البلاد في المرحلة الانتقالية، ويقوم بمهام رئاسة الجمهورية العربية السورية، ويمثلها في المحافل الدولية
وأعلن الناطق، تفويض السيد رئيس الجمهورية بتشكيل مجلس تشريعي مؤقت للمرحلة الانتقائية، يتولى مهامه إلى حين إقرار دستور دائم للبلاد ودخوله حيز التنفيذي، عقب إعلانه انتصار الثورة السورية العظيمة، واعتبار الثامن من كانون الأول من كل عام يوماً وطنياً.
حل الفصائل ومجلس الشعب وحزب البعث وإلغاء الدستور
كما أعلن المتحدث، حل جميع الفصائل العسكرية، والأجسام الثورية السياسية والمدنية، وتدمج في مؤسسات الدولة، إلغاء العمل بدستور سنة 2012، وإيقاف العمل بجميع القوانين الاستثنائية، وحل مجلس الشعب المشكل في زمن النظام البائد، واللجان المنبثقة عنه، وحل جيش النظام البائد، وإعادة بناء الجيش السوري على أسس وطنية.
وأكد حل جميع الأجهزة الأمنية التابعة للنظام البائد، بفروعها وتسمياتها المختلفة، وجميع الميليشيات التي أنشأها، وتشكيل مؤسسة أمنية جديدة تحفظ أمن المواطنين، وحل حزب البعث العربي الاشتراكي، وأحزاب الجبهة الوطنية التقدمية، وما يتبع لها من منظمات ومؤسسات ولجان، ويحظر إعادة تشكيلها تحت أي اسم آخر، على أن تعود جميع أصولها إلى الدولة السورية.
انعقاد مؤتمر النصر في 29 كانون الثاني 2025
وكانت عقدت الإدارة السورية الجديدة، بمشاركة واسعة لجميع المكونات العسكرية والمدنية، في دمشق، اليوم الأربعاء 29 كانون الثاني 2025، "مؤتمر النصر"، لتعلن فيه خطوات بناء سوريا الجديدة، عقب سقوط نظام الأسد الذي حكم سوريا بالحديد والنار لمدة 54 عاماً، ليكون هذا المؤتمر، بمثابة إعلان انتهاء حقبة الاستبداد، والبدء بحقبة جديدة في سوريا الحرة.
أعلن المجلس الوطني الكردي في سوريا، انسحابه رسميًا من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، مشيرًا إلى بداية مرحلة جديدة في البلاد، وأكد المجلس على أهمية "العمل مع مختلف القوى الوطنية السورية لبناء دولة تلبّي تطلعات السوريين جميعًا، دولة متعددة القوميات والأديان، لامركزية، تضمن حقوق الشعب الكردي وباقي المكونات".
وقال المتحدث باسم المجلس فيصل يوسف خلال اجتماع المجلس الوطني الكردي: "ركّزنا على أننا دخلنا مرحلة جديدة بعد إسقاط النظام البعثي، وهذا يستدعي التعامل مع الحكومة الجديدة برئاسة السيد أحمد الشرع لضمان تثبيت حقوق الشعب الكردي في الدستور الجديد، وتمثيله في الحكومة المؤقتة والمجلس التشريعي الجديد، والمشاركة في بناء الدولة الجديدة". وأضاف يوسف أنه "من جانبنا، نحن جاهزون وننتظر الطرف الآخر، ولا يوجد أي عائق من طرفنا بصفتنا مجلسًا وطنياً كرديًا".
وأشار يوسف إلى أنه بعد سقوط نظام الأسد، فإن الأجسام السياسية التي كانت تعمل على إسقاط النظام وإيجاد بديل ديمقراطي قد فقدت دورها كما في مرحلة الثورة، موضحًا أن المجلس كان جزءًا من الائتلاف الوطني السوري لمدة 11 عامًا، واليوم أعلن انسحابه بسبب المرحلة السياسية الجديدة التي تمر بها سوريا.
من جانبه، قال عضو المكتب السياسي لحزب اليسار الديمقراطي الكردي في سوريا، شلال كدو، إن قرار المجلس الوطني الكردي بإنهاء عضويته في الائتلاف جاء استجابة لمتطلبات المرحلة السياسية الحالية.
وأضاف كدو في حديثه مع "العربي الجديد" أن "الائتلاف الوطني السوري كان هدفه إسقاط النظام الديكتاتوري المستبد، والآن بعد إسقاط النظام، لم يعد هناك داعٍ لوجود الائتلاف"، وأوضح أنه لم يكن أحد شروط الحوار الكردي-الكردي انسحاب المجلس الوطني الكردي من الائتلاف، معربًا عن اعتقاده بأن الكتل الأخرى في الائتلاف قد تنسحب أيضًا بعد قرار المجلس.
وأشار كدو إلى أن المجلس الوطني الكردي يسعى جاهدًا لإنجاح الحوار الكردي-الكردي، مؤكدًا تشكيل وفد كردي موحد للتفاوض مع الحكومة السورية الجديدة في دمشق. وأعرب عن تفاؤله بالزخم الدولي والإقليمي والشعبي الكردي لإنجاح هذا الحوار، الذي يُشرف عليه بشكل خاص الجانب الأميركي والأوروبي والفرنسي.
وكانت أعلنت الإدارة السورية الجديدة، في مؤتمر النصر في دمشق، يوم الأربعاء 29 كانون الثاني 2025، حل جميع الفصائل العسكرية، والأجسام الثورية السياسية والمدنية، ودمجها في مؤسسات الدولة، لكن حتى اليوم لم يتم الإعلان من قبل الائتلاف عن حل نفسه، في حين كانت تسربت معلومات عن إنهاء عمله في مكتبه في اسطنبول والانتقال إلى دمشق، في حين لم يحضر أي من ممثلي الائتلاف أو هيئة التفاوض في المؤتمر.
قالت "رويترز" نقلا عن ثلاثة مصادر مطلعة، إن المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية "فرناندو أرياس" سيصل إلى دمشق اليوم السبت، ومن المتوقع أن يلتقي الرئيس السوري "أحمد الشرع" ووزير الخارجية "أسعد الشيباني"، مايشير إلى توجه سوري للتعاون مع الوكالة الدولية بعد علاقات متوترة دامت لسنوات في عهد نظام بشار الأسد البائد.
في بيان سابق، كانت دعت "الشَّبكة السورية لحقوق الإنسان"، منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، بتعزيز التنسيق مع الحكومة السورية الجديدة لضمان الوصول إلى جميع المواقع التي يُحتمل وجود أسلحة كيميائية فيها، والعمل على تدميرها بشكل فوري، وضمان شفافية كاملة في عمليات التفتيش والتقييم المتعلقة بالأسلحة الكيميائية في سوريا، ونشر تقارير مفصلة حول تقدم جهود التخلص من هذه الأسلحة.
وطالبت الشبكة، الحكومة السورية الجديدة، بالتعاون الكامل مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية من أجل الكشف عن جميع مواقع الأسلحة الكيميائية المتبقية في سوريا، وضمان تدميرها بشكل نهائي بما يضمن عدم استخدامها مستقبلاً.
وأكد البيان أنَّ هذه الأسلحة، التي تمثل رمزاً صارخاً لإجرام نظام الأسد، شكّلت خطراً جسيماً على حياة المدنيين، وأدت إلى مقتل وإصابة الآلاف خلال سنوات النزاع، وبحسب قاعدة بيانات الشَّبكة، تم تنفيذ 222 هجوماً كيميائياً في سوريا منذ أول استخدام موثَّق لهذه الأسلحة في 23 كانون الأول/ديسمبر 2012 وحتى 30 تشرين الثاني/نوفمبر 2024. وكان نظام الأسد مسؤولاً عن 98 % من هذه الهجمات، التي أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 1,514 شخصاً، بينهم 214 امرأة و262 طفلاً، فضلاً عن إصابة أكثر من 12,000 شخص.
لفت البيان إلى أهمية التزام الحكومة السورية الجديدة بالقوانين والاتفاقيات الدولية التي تحظر إنتاج أو تخزين أو استخدام الأسلحة الكيميائية، مشدداً على أبرز هذه الأطر القانونية أولها اتفاقية الأسلحة الكيميائية:(CWC) انضمت سوريا إلى الاتفاقية في عام 2013 بعد هجوم الغوطة الكيميائي، إلا أنَّ نظام الأسد واصل استخدام هذه الأسلحة في هجمات متعددة.
كذلك القانون الدولي الإنساني الذي يحظر استخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين، ويعتبر ذلك جريمة حرب بموجب القانون الدولي، وقرارات مجلس الأمن الدولي، إذ أصدر مجلس الأمن العديد من القرارات، أبرزها القرار 2118 (2013)، الذي طالب بتدمير الأسلحة الكيميائية في سوريا.
وطالبت الحكومة السورية الجديدة، بالالتزام بالأطر القانونية الدولية التي تحظر استخدام الأسلحة الكيميائية، بما في ذلك اتفاقية الأسلحة الكيميائية، والتعاون مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لتسهيل الوصول إلى جميع المواقع التي يُحتمل وجود أسلحة كيميائية فيها، وضمان التخلص الكامل من مخزونات الأسلحة الكيميائية في سوريا.
كذلك تعزيز الشفافية الوطنية، عن طريق نشر تقارير دورية عن الخطوات المتخذة للتخلص من الأسلحة الكيميائية وإطلاع الشعب السوري والمجتمع الدولي على تقدم الجهود، والتعاون مع المجتمع المدني السوري، عبر إشراك منظمات المجتمع المدني في متابعة وتوثيق مراحل التخلص من الأسلحة الكيميائية لضمان الشفافية والمصداقية وتعزيز ثقة المواطنين.
وطالبتها بتوفير الدعم للأسر والمجتمعات المتضررة، عبر الالتزام بوضع خطط لتعويض وإعادة تأهيل المتضررين من الهجمات الكيميائية، بما يشمل تقديم الدعم الطبي والنفسي طويل الأمد، وتأهيل المناطق المتضررة بيئياً وصحياً.
وإلى المجتمع الدولي، أكدت على ضرورة دعم جهود منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في متابعة ملف الأسلحة الكيميائية في سوريا، وضمان الشفافية التامة في جميع مراحل التنفيذ، مطالبة الحكومة السورية الجديدة بالإسراع في تدمير جميع الأسلحة الكيميائية المحظورة وفقاً للالتزامات الدولية، وإنشاء آليات تعويض شاملة تضمن تحقيق العدالة لضحايا الهجمات الكيميائية، بما في ذلك تقديم التعويضات المالية، والدعم النفسي والجسدي للضحايا وعائلاتهم.
وكانت اتهمت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية التي تتخذ مقراً لها في لاهاي، سابقاً نظام بشار الأسد بمواصلة شن هجمات على المدنيين بأسلحة كيميائية خلال الحرب الوحشية في سورية، وتم تعليق حق دمشق بالتصويت في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية عام 2021، في تدبير عقابي غير مسبوق، عقب هجمات بغاز سام على المدنيين عام 2017. وفي العام الماضي حمّلت الهيئة النظام السوري المسؤولية عن هجوم بالكلور وقع عام 2018 وأسفر عن مقتل 43 شخصاً، في تقرير طال انتظاره عن قضية أثارت توترات بين دمشق والغرب.
وسبق أن قال "ستيفان شنيك" المبعوث الألماني الخاص إلى سوريا، إن حكومة النظام في دمشق لا تتعاون في مسألة الكشف والإعلان عن كل أسلحتها الكيماوية، ولم تدمر منشآتها الخاصة بالسلاح، وجاء التصريح بمناسبة الذكرى السنوية الحادية عشرة لكيماوي الغوطتين.
ووثقت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" ما لا يقل عن 222 هجوماً كيميائياً في سورية منذ أول استخدام للسلاح الكيميائي السوري يوم 23 ديسمبر/كانون الأول 2012 وحتى 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، كانت 217 منها على يد قوات النظام وخمسة على يد تنظيم "داعش" الإرهابي.
وأشارت الشبكة الحقوقية إلى أن مجمل هجمات النظام بواسطة الأسلحة الكيميائية تسببت بمقتل ما لا يقل عن 1514 شخصاً خنقاً، بينهم 214 طفلاً و262 سيدة، إضافة إلى 12 ألف مصاب. وحاول النظام صرف اهتمام بعثة تقصي الحقائق التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، عن هجماته بهذه الأسلحة، باتجاه هجمات "داعش" المفترضة.
طرحت زيارة الرئيس السوري "أحمد الشرع" إلى المملكة العربية السعودية وتركيا عبر طائرات ليست سورية تساؤلات عن مصير "الطائرة الرئاسية السورية"، الذي بات مجهولاً عقب فرار الإرهابي "بشار الأسد" في الثامن من شهر كانون الأول 2024، ولم يوضح حتى اليوم الوجهة التي استقرت فيها أو أنها قد خرجت عن الخدمة في وقت سابق.
جاءت التساؤلات مع توجه "الشرع" إلى المملكة السعودية عبر طائرة سعودية خاصة أرسلتها المملكة، في حين وصل "الشرع" إلى العاصمة التركية أنقرة في جولته الثانية عبر طائرة تركية، إذ باتت طائرة الرئاسة السورية مجهولة المصير عقب سقوط نظام الأسد، فيما لم توضح السلطات الحالية أي معلومات عنها.
في مساء يوم الأحد 8 كانون الأول 2024، أكد مصدر في الكرملين الروسي أن بشار الأسد وعائلته وصلوا إلى العاصمة الروسية موسكو، وكان الحديث أن "بشار" غادر البلاد على متن طائرة لم تحدد إلى وجهة غير معلومة في وقت مبكر من صباح يوم الأحد ذاته، بالتزامن مع دخول فصائل الثوار إلى وسط مدينة دمشق.
وأظهرت بيانات موقع "فلايت رادار" الإلكتروني المعني بتتبع الرحلات الجوية أن طائرة تابعة للخطوط الجوية السورية أقلعت من مطار دمشق في التوقيت نفسه تقريبًا الذي دخلت فيه "إدارة العمليات العسكرية" إلى دمشق، وحلّقت الطائرة في البداية باتجاه الساحل السوري، لكنها حوّلت اتجاهها فجأة، وحلّقت في الاتجاه المعاكس لبضع دقائق قبل أن تختفي من على الخريطة.
تفيد مصادر إلى أن الطائرة التي هرب بها "بشار الأسد" قد تكون الطائرة الرئاسية، والتي أقلته إلى قاعدة حميميم الروسية، متوقعة أن تكون الطائرة لا تزال في قاعدة حميميم بسوريا، إذ أن الأسد جرى نقله إلى موسكو عبر طائرة روسية، في وقت رجحت مصادر أخرى أن تكون روسيا نقلت الطائرة الرئاسية السورية إلى أراضيها عقب نقل الأسد.
مصادر أخرى توقعت أن تكون "الطائرة الرئاسية السورية" خارج الخدمة لاسيما أنها خضعت للعقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية على نظام بشار الأسد وأركانه، وأن النظام لم يستطع إجراء إصلاحات أو صيانة لها، مشيرة إلى أن زيارات "بشار" في السنوات الأخيرة كانت تتم عبر طائرات شحن روسية أو طائرات مدنية لـ "أجنحة الشام".
وكان قال "عمر قناة" نائب قائد اللواء الـ29 جوي المسؤول عن مطار دمشق الدولي في حديث لموقع "الجزيرة"، إن "بشار الأسد" لم يكن من بين الهاربين عبر مطار دمشق، لافتًا إلى اعتقاده بأنه استخدم طائرة روسية، ولفت إلى أن الشخصيات الهاربة من المطار شملت مسؤولين في القوات الجوية، لافتًا إلى أن التشويش على نظام الملاحة العالمي أدى إلى إظهار أن طائرة يعتقد أنها لبشار الأسد قد سقطت.
وأضاف "قناة" أن قائد القوى الجوية "اللواء توفيق خضر" اتصل به منتصف الليل، وطلب منه تجهيز جميع الطائرات في اللواء 29، وهي 5 طائرات ياك 40، 3 طائرات توبوليف 134، طائرة الرئاسة فالكوم 300، طائرتان يوشن 76، طائرة إن تي نوف، لافتًا إلى أنه شعر بنيتهم الهرب بكامل الأسطول.
وأوضح "قناة" أنه أوهم اللواء بأن جميع الطيارين وقادة الأسراب فروا من المطار، ولفت إلى أنه تعرض لعدة اتصالات من قبل عدة شخصيات قيادية في النظام، يطلبون تجهيز الطائرات بالسرعة القصوى.
وأكد قائد اللواء، أن الشخصيات التي فرت عبر مطار دمشق هم كلاً من: (وزير دفاع النظام السابق "علي عباس" - قائد القوات الجوية اللواء توفيق خضر - مدير إدارة المخابرات الجوية قحطان خليل - العميد نجوان حنيفة مدير مكتب قائد القوى الجوية، بسام دكنجي مسؤول المنطقة الجنوبية)، جميعهم هربوا من المطار عبر طائرة ياك واحدة قبل وصول المعارضة إليه.
ولفت إلى أن طائرة يوشن 76 حملت عائلات الضباط إلى قاعدة حميميم الروسية، وذكر أن خللاً حصل في طائرة اليوشن بعد إقلاعها، وظهرت على رادارات الرصد أنها سقطت بريف حمص بسبب إشارات خاطئة من الخلل، لكنه أكد أنها هبطت في قاعدة حميميم الروسية.
و"الطائرة الرئاسية السورية" هي طائرة يستخدمها رئيس الجمهورية السورية لأغراض السفر الرسمي، وهي مصممة خصيصًا لتلبية احتياجات الرئيس أثناء تنقلاته بين الدول والمشاركة في المؤتمرات والفعاليات الدولية.
تشير التقارير إلى أن الطائرة الرئاسية السورية هي طائرة من طراز "إيرباص A340" تم تجهيزها بأحدث التقنيات والأنظمة لتوفير الراحة والأمان. يتم تزويد الطائرة بمرافق خاصة مثل غرف الاجتماعات، وأماكن للراحة، وأنظمة اتصال متطورة، وذلك لضمان قدرة الرئيس على أداء مهامه الرسمية أثناء الرحلات الطويلة. كما يتم تجهيز الطائرة بأنظمة أمان متقدمة لحمايتها في حال حدوث أي تهديدات جوية.
تعتبر الطائرة جزءًا من البروتوكولات الدبلوماسية التي تتبعها سوريا في تنقلات رئيسها، وقد أثارت في بعض الأحيان جدلًا واهتمامًا بسبب تكاليف تشغيلها، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية التي مرت بها البلاد، إضافة إلى أن بعض الدول فرضت عقوبات على الطائرة الرئاسية السورية، حيث تم إدراجها في قائمة العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية على نظام بشار الأسد وأركانه.
هذه العقوبات تستهدف الأفراد والكيانات المرتبطة بالحكومة السورية، وتشمل الطائرة الرئاسية باعتبارها أحد الأصول الحكومية الهامة المستخدمة في السفر الرسمي والتواصل الدبلوماسي. وتعتبر هذه العقوبات جزءًا من جهود الضغط التي مورست على النظام السوري السابق بسبب ممارسات حقوق الإنسان.
وجهت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، دعوة إلى وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، لزيارة مقر الاتحاد الأوروبي في العاصمة البلجيكية بروكسل.
وأوضح المتحدث باسم مفوضية الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية، أنور العنوني، في مؤتمر صحافي أمس الخميس أن كالاس دعت الوزير الشيباني إلى بروكسل خلال زيارة الأخير للعاصمة السعودية الرياض، لكنه لم يقدم مزيدًا من التفاصيل حول تاريخ الزيارة المحتملة.
وفي سياق متصل، تلقى الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع اتصالاً هاتفيًا من نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي هنأه على توليه منصب الرئاسة ووجه له دعوة لزيارة فرنسا في الأسابيع المقبلة. ولفت العنوني إلى أن الرئيس الشرع يمكنه زيارة فرنسا رغم العقوبات المفروضة من قبل الأمم المتحدة.
ردًا على سؤال حول كيفية استجابة الرئيس الشرع لدعوة ماكرون، أوضح العنوني أن الشرع مدرج على قائمة العقوبات الأممية، التي تشمل الحظر على السفر إلى الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، بما في ذلك الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
ومع ذلك، أشار العنوني إلى أن هناك بعض الاستثناءات لهذه القاعدة في حال كان السفر ضروريًا، حيث يتعين على لجنة العقوبات التابعة للأمم المتحدة أن تقرر ما إذا كان سفر الشرع يشكل استثناء بناء على طلبه أو طلب الدولة العضو المعنية.
وكان عبر الرئيس الفرنسي ماكرون عن دعمه الكامل للعملية الانتقالية في سوريا، مؤكدًا دعم بلاده في رفع العقوبات على سوريا وتشجيع النمو والتعافي في البلاد. كما ناقش الرئيسان التحديات الأمنية التي تواجه سوريا وأهمية التعاون المشترك لتحقيق الأمن والاستقرار في البلاد.
في المقابل، شكر الرئيس أحمد الشرع الرئيس ماكرون على مواقفه الداعمة للشعب السوري، مؤكدًا أن سوريا ستكون جزءًا إيجابيًا وفاعلًا في المنطقة والعالم. كما شدد الشرع على أهمية استقرار سوريا وسيادتها، لافتًا إلى التحديات التي يواجهها الشعب السوري بسبب العقوبات الاقتصادية واستمرار نزاع الأراضي السورية.
واختتمت المكالمة بتوجيه الرئيس الفرنسي دعوة رسمية للرئيس الشرع لزيارة فرنسا في الأسابيع المقبلة، وذلك في إطار تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون بين البلدين.
قُتل أربعة مدنيين، اليوم الجمعة، جراء انفجار رغم أرضي، في منزل بقرية قرت ويران كبير غربي مدينة منبج بريف حلب الشرقي، كانت قوات سوريا الديمقراطية زرعته قبيل انسحابها من المنطقة وفق ما أكد نشطاء من مدينة منبج.
وكررت ميليشيات "قسد" استهداف المدنيين قرب خطوط التماس وضفاف نهر الفرات في مدينة جرابلس بريف محافظة حلب الشرقي بشتى الطرق منها الصواريخ الموجهة والمدفعية والقناصات، حيث قتل عدد من المدنيين بنيران "قسد" نتيجة هذه الاستهدافات، علاوة عن تسجيل عدة وفيات بسبب الألغام التي زرعتها الميليشيا.
وكانت قالت مؤسسة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء"، إن السوريين يواجهون اليوم تحدياً في مواصلة حياتهم بعد سقوط نظام الأسد سببه مخلفات الحرب والألغام التي خلّفتها سنوات طويلة من الحرب والقصف الممنهج على البنى التحتية ومنازل المدنيين، لتزهق أرواح المدنيين وتقتل الأمان وتبث الخوف وتحد من حرية التنقلات والعمل.
ووفق المؤسسة، يعيش السوريون اليوم في نطاق مكاني كبير ملوث بالذخائر غير المنفجرة ومخلفات الحرب والألغام التي خلّفها نظام الأسد البائد، وتتعرض حياتهم للتهديد بشكل مستمر نتيجة هذه المخلفات والألغام، إرث ثقيل وقاتل تركه نظام الأسد البائد ليقتل المدنيين لأمد طويل.
وتعد مخاطر مخلفات الحرب والألغام الأرضية موتاً مؤجلاً للسوريين يسرق أرواح المدنيين ويتسبب بإصابات بليغة بينهم ويعمق مأساة المدنيين ويحد من أنشطتهم وتنقلاتهم والعودة لمنازلهم.
ووثقت فرق من قسم إزالة مخلفات الحرب، منذ تاريخ 27 تشرين الثاني 2024 حتى يوم الأحد 26 كانون الثاني 2025، مقتل 46 مدنياً بينهم 8 أطفال وامرأة، وإصابة 82 مدنياً بينهم 31 طفلاً بجروح منها بليغة، في انفجار لمخلفات الحرب والألغام في المناطق السورية.
وتخلصت فرق الدفاع من أكثر من 1060 ذخيرة غير منفجرة، وحددت الفرق 134 حقل ألغام في المحافظات السورية، منذ تاريخ 26 تشرين الثاني 2024 حتى تاريخ 18 كانون الثاني 2025، لحماية المدنيين وتأمين عودتهم لمناطقهم ومنازلهم التي هجروا منها.
وأشارت إلى أنه رغم كل الجهود المبذولة ما تزال أعداد كبيرة من الذخائر غير المنفجرة والألغام موجودة بين منازل المدنيين، وفي الأراضي الزراعية وفي أماكن لعب الأطفال، ناجمة عن قصف ممنهج للنظام البائد وحلفائه، وتحويل منازل المدنيين والمرافق العامة في المدن والبلدات لمعسكرات وثكنات لجيشهم وميليشياتهم، هذا الخطر الكبير لمخلفات الحرب والألغام استمر على مدى سنوات ومايزال حتى الآن، وستبقى هذه مخلفات الحرب قابلة للانفجار لسنوات أو حتى لعقود قادمة، ومع وجود تلك الذخائر وانتشارها في جميع أنحاء سوريا، ستستمر الخسائر لفترة طويلة.
أفاد المتحدث باسم الحكومة الألمانية اليوم أن المستشار أولاف شولتس أجرى مكالمة هاتفية استمرت ساعة مع الرئيس السوري "أحمد الشرع"، هنأ خلالها الشعب السوري على نجاحه في إنهاء حكم نظام الأسد، مؤكداً على أهمية المرحلة القادمة في سوريا.
وخلال المكالمة، اتفق المستشار شولتس والرئيس الشرع على الحاجة إلى عملية سياسية شاملة تضمن لجميع السوريين، بغض النظر عن انتماءاتهم العرقية أو الدينية، فرصة المشاركة الفاعلة في بناء مستقبل سوريا، مع ضمان حقوقهم وحمايتهم.
وأكد المستشار شولتس استعداد الحكومة الألمانية لدعم عملية إعادة إعمار سوريا، مشيراً إلى أن الهدف هو تحويلها إلى وطن حر وآمن لجميع مكوناتها السكانية. كما أوضح شولتس أن الحكومة الألمانية ستتعاون بشكل وثيق مع شركائها الأوروبيين والدوليين لتحقيق هذا الهدف.
وشدد المستشار الألماني على الأهمية المستمرة لمكافحة الإرهاب لضمان الأمن في سوريا والمنطقة والعالم بأسره، مشيرًا إلى أن الأمن في سوريا سيكون أساسًا لتحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة في المنطقة.
دعت ألمانيا روسيا إلى إغلاق قواعدها العسكرية في سوريا وسحب قواتها، مشددة على ضرورة احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها، وسط استمرار الجدل حول الوجود العسكري الروسي في البلاد.
وقال منسق الحكومة الألمانية لشؤون سوريا، توبياس ليندنر، في تصريحات لمجلة دير شبيغل، أمس الخميس، إن “روسيا يجب أن تغلق قواعدها العسكرية وتنسحب”، مضيفًا أن دعم موسكو لنظام بشار الأسد كان بمثابة حرب ضد الشعب السوري، وأن السوريين يحملون ذكريات مؤلمة عن هذا التدخل.
وأشار ليندنر إلى أن الوجود العسكري الروسي في سوريا يتجاوز تأثيره حدود المنطقة، إذ تستخدمه موسكو لدعم عملياتها في البحر المتوسط وليبيا وأفريقيا، معتبراً أن هذا يشكل تهديداً للأمن الأوروبي.
أفاد مصدر بوزارة الدفاع السورية اليوم الجمعة بأن الوزارة قد بدأت في توزيع المناصب والوحدات العسكرية وفق الهيكلية الجديدة، في خطوة تهدف إلى إعادة تنظيم الجيش السوري. وأشار المصدر إلى أن لجنة جرد السلاح والأعداد والأصول تتابع عملية حل الفصائل العسكرية، وقد وصلت إلى مراحل متقدمة.
وأوضح المصدر أنه تم تعيين العميد "عناد الدرويش" مسؤولًا للشؤون الإدارية في وزارة الدفاع، والعميد "محمد منصور" مسؤولًا لشؤون الضباط، كما تم تشكيل فرق عسكرية تتبع الوزارة في عدة مناطق تشمل دمشق وحماة وحمص ودرعا وإدلب وتدمر.
ولفتت المصادر إلى أنه تم إعادة هيكلة القوة الجوية السورية وترتيبها، وتعيين عدد من الضباط السوريين في مناصب رئيسية مثل شؤون الضباط والشؤون الإدارية في وزارة الدفاع، وأكد المصدر أنه تم تعيين هيثم العلي قائدًا لفرقة حمص، وبنيان أحمد الحريري قائدًا لفرقة درعا، بينما كُلّف أبو القاسم بيت جن بقيادة القوات الجوية السورية.
وأشار المصدر إلى أن لجنة جرد السلاح والأعداد والأصول تواصل جهودها في عملية حل الفصائل، حيث تم إحصاء عدد أفرادها والأسلحة التي تمتلكها تمهيدًا لدمج هذه الفصائل ضمن الجيش السوري. وأضاف أن اللجنة اعتمدت آليات لضبط الأعداد، بما في ذلك ربط رقم السلاح مع اسم المقاتل، لمنع التلاعب أو إضافة أسماء غير حقيقية.
وأوضح المصدر أن لجنة التعيينات مسؤولة عن تعيين قادة الفرق وكبار المسؤولين في الجيش، وهي تتكون من أفراد متخصصين في المجال العسكري، وقد اشتهروا بمهاراتهم الحربية خلال التخطيط وتنفيذ المعارك.
وتترافق هذه الإجراءات مع استمرار حملة لسحب الأسلحة وضبط الأمن في مختلف المناطق، إضافة إلى ملاحقة مطلوبين من فلول نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد. كما يتم تنفيذ حملات أخرى تستهدف تجار المخدرات والمروجين.
وزير الدفاع يوضح تفاصيل بناء الجيش السوري
وسبق ان أكد وزير الدفاع السوري "مرهف أبو قصرة"، التوجه نحو تعزيز وحدة الجيش السوري ودمج جميع الفصائل تحت مظلته، إضافة إلى تعزيز العلاقات الدولية مع الدول العربية والأجنبية، كما تناولت التصريحات ملف المحاسبة القانونية ودور الضباط المنشقين، بالإضافة إلى التوضيح حول دور إيران وروسيا في سوريا ومستقبل "قسد".
الجيش السوري والمكون الكردي
أكد أبو قصرة أن المكون الكردي وكل الفصائل العسكرية في سوريا يجب أن تنضم تحت مظلة الجيش السوري، وليس كجسم خاص مستقل، وأوضح أنه لا يوجد توجيه من القيادة السياسية حتى الآن لاستخدام القوة ضد قوات سوريا الديمقراطية، مشددًا على ضرورة أن تكون جميع الفصائل تحت قيادة الجيش السوري الموحد.
علاقات سوريا الدولية
أشار أبو قصرة إلى أن سوريا لا تشكل أي خطر على أي دولة، وأن البلاد تسعى لبناء علاقات متوازنة مع الدول العربية والأجنبية. وأكد على أن سوريا تهدف إلى تعزيز التعاون مع الجميع بما يحقق الأمن والاستقرار الإقليمي.
دور الضباط المنشقين
أكد وزير الدفاع السوري أن الضباط المنشقين سيكون لهم دور كبير وفاعل في الجيش السوري، مشيرًا إلى أن المراكز التسوية لا تلغي عملية المحاسبة القانونية، ولكنها تهدف إلى تجنب انتشار الفوضى وضمان الاستقرار في البلاد.
وكانت نقلت وكالة "رويترز" عن وزير الدفاع السوري، مرهف أبو قصرة، رفضه القاطع لمقترح "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) بتشكيل كتلة عسكرية مستقلة ضمن الجيش السوري الجديد. وأشار الوزير إلى أن قيادة "قسد" تتباطأ في التعامل مع هذا الملف.
أصدرت وزارة الإعلام السورية توجيهًا يُلزم وسائل الإعلام المحلية بالامتناع عن إجراء مقابلات أو نشر تصريحات منسوبة لشخصيات ورموز مرتبطة بالنظام السابق.
وأكدت الوزارة عبر قناتها على “تلغرام” أن هذا القرار يأتي حفاظًا على المصلحة العامة ووحدة الصف الوطني، محذرةً من أن أي مخالفة ستعرض الجهة الإعلامية للمساءلة القانونية الفورية.
يأتي هذا التوجيه عقب مقابلة أجرتها قناة “العربية” مع اللواء محمد إبراهيم الشعار، وزير الداخلية الأسبق في عهد النظام السابق. في المقابلة، نفى الشعار تورط وزارة الداخلية في الانتهاكات ضد السوريين، مشيرًا إلى أن أعضاء خلية الأزمة تعرضوا للتسمم عام 2012.
وزارة الإعلام شكرت وسائل الإعلام على تعاونها والتزامها بأخلاقيات المهنة، مشددةً على ضرورة عدم الترويج للمجرمين والمتورطين في دماء ومعاناة الشعب السوري.
يذكر أن الشعار زعم في تصريحاته لقناة ”العربية/الحدث” بأنه سلّم نفسه طوعًا للسلطات الجديدة، مشددًا على أن وزارة الداخلية كانت مسؤولة فقط عن السجون الرسمية، وليس عن غير الرسمية. كما زعم أيضا أنه لم يرتكب أي فعل يعاقب عليه القانون.
يُذكر أن هذا التوجيه يأتي في إطار جهود الحكومة السورية الجديدة لتعزيز الوحدة الوطنية وتجنب أي محاولات لإعادة إحياء رموز النظام السابق في المشهد الإعلامي وحتى السياسي.
واللواء "محمد إبراهيم الشعار"، من بلدة الحفة في ريف اللاذقية عام 1950، وانتسب للجيش والقوات المسلحة عام 1971، حيث تدرج بالرتب العسكرية، وكان آخر منصب له "وزير الداخلية في حكومة نظام بشار الأسد" منذ 14 نيسان/أبريل 2011 حتى نوفمبر 2018.
ولد "محمد الشعار" بمدينة الحفة في ريف اللاذقية عام 1950، وانتسب للجيش والقوات المسلحة عام 1971، حيث تدرج بالرتب العسكرية، وتولى عدة مناصب في شعبة المخابرات العسكرية، منها توليه مسؤولية الأمن في طرابلس بلبنان في ثمانينيات القرن الماضي، ورئيس الأمن العسكري في طرطوس، ورئيس فرع الأمن العسكري في حلب، ورئيس فرع المنطقة 227 التابع لشعبة المخابرات العسكرية، ثم تولى رئاسة الشرطة العسكرية.
وفق موقع "مع العدالة"، يُعتبر اللواء الشعار أحد أعمدة الإجرام بلبنان في عهد غازي كنعان، حيث ارتكبت القوات السورية تحت إشرافه في طرابلس - بالتعاون مع الميليشيات العلوية في جبل محسن- مجزرة باب التبانة في كانون الأول 1986، والتي راح ضحيتها نحو 700 مدني من أهالي المدينة بعضهم من الأطفال، وأُطلق عليه منذ ذلك الحين لقب “سفاح طرابلس”، وشاركه في تلك الجريمة كلٌ من: غازي كنعان، وعلي حيدر، وعلي عيد، وطارق فخر الدين.
ونظراً للدور الإجرامي الذي مارسه بلبنان؛ فقد اعتمد النظام على اللواء الشعار في ارتكاب المزيد من الانتهاكات في كل من لبنان وسوريا، حيث يُعتبر أحد أبرز الضالعين في ارتكاب مجزرة سجن صيدنايا عام 2008.