المشهد المحلي:
•قال رئيس الوفد المفاوض للهيئة العليا أسعد الزعبي إن الوقف الهش للعمليات القتالية الذي بدأ يوم السبت أصبح يواجه "إلغاء كاملاً" بسبب هجمات قامت بها قوات الأسد انتهكت الاتفاق الذي تم التوصل إليه، مضيفاً إن الهدنة "انهارت قبل أن تبدأ"، وتابع الزعبي "نحن لسنا أمام خرق للهدنة...نحن أمام إلغاء كامل للهدنة"، مؤكداً على أن المعارضة لديها عدة بدائل لحماية الشعب السوري إذا لم يتمكن المجتمع الدولي من ذلك، ومضى قائلا "أعتقد أن المجتمع الدولي فشل تماماً في كل الاختبارات..عليه أن يتخذ إجراءات عملية حقيقية حيال هذا النظام"، مشدداً على أنه "لا تبدو أية مؤشرات لتهيئة بيئة" لمحادثات السلام التي قالت الأمم المتحدة إنها تعتزم استئنافها في السابع من آذار /مارس المقبل.
•أخطرت المعارضة السورية الأمم المتحدة باستمرار النظام وحلفائه من الروس والمليشيات في انتهاك الهدنة لليوم الثاني من دخولها حيز التنفيذ، حيث كثفت المقاتلات الروسية والسورية من غاراتها على مواقع للمعارضة تشملها الهدنة، وثقت المعارضة 15 انتهاكا منها، وحذر المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن المعارضة السورية رياض حجاب من انهيار العملية السياسية المرتقبة إذا ما استمر النظام وحلفاؤه في خرق الهدنة، وقال حجاب -في رسالة بعثها للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون- إن ما وصفها بالأعمال العدائية للروس والإيرانيين والنظام والمليشيات الحليفة لهم لم تتوقف، مضيفا أن الخروقات المتكررة للنظام وحلفائه للهدنة خلفت حتى الآن 29 قتيلا وعشرات الجرحى، وأشار إلى أن ارتكاب الجرائم ضد الشعب السوري سيقوض الجهود الدولية المبذولة لضمان استمرار الهدنة، موضحا أن الموافقة على الهدنة كانت بهدف تخفيف المعاناة عن الشعب السوري وللمساعدة في تنفيذ البنود الإنسانية في القرار 2254، وتابع أن الفشل في ذلك سيدفع المعارضة السورية للبحث عن وسائل أخرى لحماية الشعب السوري، مطالبا مجلس الأمن بموقف حازم حيال هذه الانتهاكات قبل فوات الأوان، وفق تعبيره.
وفي هذا السياق، وثقت الهيئة العليا للمفاوضات 15 انتهاكا من قوات النظام وحلفائه لوقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ منتصف ليلة السبت، مؤكدة أنها ستلتزم بوقف القتال، وأنها طلبت من الجانب الأميركي معلومات عن طريقة مراقبة الهدنة، لكنها لم تتلق ردا حتى الآن.
•قال مسؤول في المعارضة السورية لتلفزيون العربية الحدث إن الوقف الهش للعمليات القتالية الذي بدأ يوم السبت أصبح يواجه “إلغاء كاملا” بسبب هجمات قوات النظام التي قال إنها انتهكت الاتفاق الذي توصلت إليه الولايات المتحدة وروسيا، وقال أسعد الزعبي رئيس وفد التفاوض التابع للهيئة العليا للتفاوض إن الهدنة التي بدأت في وقت مبكر يوم السبت “انهارت قبل أن تبدأ”،وتابع الزعبي للعربية الحدث أن المعارضة لديها عدة بدائل لحماية الشعب السوري إذا لم يتمكن المجتمع الدولي من ذلك لكنه لم يسهب، وأضاف “لا تبدو أية مؤشرات لتهيئة بيئة” لمحادثات السلام التي قالت الأمم المتحدة إنها تعتزم استئنافها في السابع من مارس آذار.
•أكدت نائب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية نغم غادري أن "الجرائم التي يقوم بها نظام الأسد في سورية منذ خمس سنوات لها ما يشبهها أيضا في إيران.. فنظام الأسد وملالي إيران من مدرسة واحدة"، وفي المؤتمر السنوي للنساء، الذي أقيم في العاصمة الفرنسية باريس، يوم السبت الماضي، تحت عنوان "نساء متحدات ضد التطرف" من تنظيم من مجلس المقاومة الإيرانية، عبرت غادري عن عميق أسفها إثر مشاهدتها تقرير عن نساء إيرانيات يروين قصصهن وقصص رفيقاتهن في سجون نظام الملالي، وآلاف النساء السوريات في معتقلات الأسد وما يتعرضن له من تعذيب ممنهج حتى الموت، وقالت غادري: "الدكتورة رانيا عباس هي طبيبة وبطلة العرب في الشطرنج، معتقلة منذ العام 2013 هي وأطفالها الستة، أصغرهم حين الاعتقال كان في عمر السنتين، وهي واحدة من النساء اللاتي ما زلن في ظلام سجون الأسد. تلك النساء قصصهم كقصص افروديت وفينوس وأليسار وعشتار ستبقى لتحكي بها الحضارات كلها"، وشددت غادري على أن نضال السوريين هو "ضد القمع والديكتاتورية، ولإسقاط نظام الأسد المغتصب للسلطة، وكل من يدعمه وعلى رأس هؤلاء الداعمين الروس ونظام الملالي وميليشا حزب الله الإرهابي وغيرهم"، وتوجهت غادري بكلمتها إلى المجتمع الدولي "الذي يتظاهر بقيم الديمقراطية والحرية والمساواة لأقول لهم إن تخاذلكم يقتل أطفال سورية وهم أجنة في بطون أمهاتهم، يقتل أحلامنا. ذكرياتنا، ويدمر مشافينا ومدارسنا، يدمر هناك كل شيء إلا الإنسان الثائر الذي لن يعود إلى منزله قبل استئصال هذا النظام المجرم ومؤسساته الأمنية، ومحاكمتهم على جرائمهم"،وشكرت غادري المقاومة الإيرانية بقيادة السيدة مريم رجوي على إتاحة الفرصة لها ولممثلة الائتلاف في النرويج حنان البلخي ووزيرة الثقافة السابقة في الحكومة السورية المؤقتة تغريد الحجلي، لنقل جزء بسيط مما يحصل في سورية مؤكدةً " أننا معاً أقوى
المشهد الإقليمي:
•صرح الرئيس التركي، طيب أردوغان، اليوم الاثنين، أن وقف إطلاق الذي أعلن في سوريا الأسبوع الماضي يشمل ثلث البلاد فقط، آملاً في توسعته ليشمل سوريا بالكامل.
وقال أردوغان في مؤتمر صحافي مشترك في أبيدجان مع رئيس ساحل العاج حيث يقوم بزيارة رسمية لغرب إفريقيا إن الهجمات لا تزال مستمرة في أجزاء من سوريا. وجرى بث المؤتمر الصحافي على الهواء مباشرة في تركيا من جهته، أفاد الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، في وقت سابق اليوم، أن اتفاق وقف الاقتتال متماسك إلى حد بعيد برغم بعض الحوادث التي يأمل في احتوائهاب بدورها، قصفت القوات التركية مواقع لتنظيم "داعش" في سوريا بالتنسيق مع التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة، وفق ما أوردت وسائل الإعلام المحلية الاثنين.
وذكرت وكالة دوغان الخاصة للأنباء أن المدفعية التركية أطلقت 50 إلى 60 قذيفة من مدافع هاوتزر منتشرة في منطقة كيليس الحدودية الجنوبية، مستهدفة مواقع للتنظيم شمال محافظة حلب السورية.
•رسميا، قلل مصدر حكومي أردني من التصريحات المتعلقة بالخطة "ب"، قائلا لـ "عربي21" إن "أي تحرك عسكري، وإقامة مناطق آمنة يجب أن يأتي بقرار من الأمم المتحدة"، مؤكدا "دعم الأردن لأي حل سياسي يحافظ على وحدة الأراضي السورية"، وسبق لرئيس الحكومة الأردنية عبد الله النسور، أن رفض في مؤتمر صحفي الحديث حول مشاركة الأردن في حرب برية، لمحاربة تنظيم الدولة في سوريا، قبل وجود قرار دولي حول ذلك، وتميل المملكة إلى سياسة "إمساك العصا من المنتصف" في ما يتعلق بالأزمة السورية، رغم الضغوط الخليجية لفتح الحدود الأردنية أمام التسليح والدعم اللوجستي، وكان آخرها دعوات من السعودية والإمارات لإرسال قوات برية عبر الحدود الأردنية في حال وجود قرار دولي بمحاربة تنظيم الدولة في سوريا.
بدوره، رأى الخبير العسكري اللواء المتقاعد الدكتور قاسم محمد صالح، أن الحل البديل في حال تم خرق الهدنة، والتي وصفها بالهشة، هو الحل العسكري، موضحا لـ"عربي21" أنه في حال "عدم نجاح الهدنة فسيتحول العمل إلى الخطة ب العسكرية، وهذا سيدفع بأعداد كبيرة من اللاجئين إلى الأردن، وستتأثر المملكة نتيجة هذا العمل العسكري"، ورأى خبراء أن من مصلحة الأردن المضي بالخطة (أ) المتمثلة بالحل السلمي، لما قد تجلبه الخطة البديلة والخيار العسكري من تداعيات سلبية على المملكة وأمنها، والتي قد تشهد تدفق آلاف اللاجئين على حدودها الشمالية حال احتدام المعارك، بالإضافة للتهديدات الأمنية المتمثلة "بالقذائف العشوائية" التي تتساقط على القرى الحدودية الأردنية السورية من جهته، استبعد الخبير والمحلل الاستراتيجي الدكتور عامر السبايلة تطبيق سيناريو الخطة "ب"، معتبرا أن "الهدنة هي النتيجة الطبيعية في موضوع القرار الأممي الذي يفرض الحل السياسي، وبالتالي فهي فرصة لكثير من الأطراف للالتحاق بالركب السياسي، وتوحيد الجهود وعزل كثير من المكونات التي ستكون هي هدف المواجهة"، وأضاف السبايلة لـ"عربي21" أن الهدنة "فرصة لترتيب أوراق المعارضة المسلحة بحيث تندرج تحت مظلة القرار الدولي، وتقوم بدوها الطبيعي في مواجهة تنظيم الدولة والنصرة، وتلتحق بالحل السياسي مستقبلا"، وتابع المحلل السياسي بأن "الأمور تسير باتجاه تشكيل حل سياسي قد يتضمن دمج المعارضة في الجيش السوري، أو في العملية السياسية، وانخراطها في الحرب على الإرهاب، والحصول على الشرعية بأن تكون جزءا من المكون السياسي المستقبلي لسوريا"، وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، ذكر أن بلاده تدرس خيارات لخطة بديلة في حال لم يصمد وقف إطلاق النار في سوريا، وإذا لم تشهد البلاد مرحلة انتقالية قريبا، وقال كيري، أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي: "نحن في طريقنا لمعرفة ذلك في غضون شهر أو شهرين، معرفة ما إذا كانت هذه العملية الانتقالية جادة حقا، وعلى الرئيس السوري بشار الأسد اتخاذ بعض القرارات الحقيقية حول عملية تشكيل حكومة انتقالية"، ولم يعلن وزير الخارجية الأمريكي عن تفاصيل الخطة "ب"، لكنه قال إن "الخطوط العريضة للخطة تتضمن الاستمرار في قيادة التحالف ضد داعش ودعم المعارضة ضد الأسد"، وقال كيري إن الرئيس باراك أوباما أعطى تعليماته للبنتاغون والاستخبارات، للتحرك بشكل أكبر وأسرع في العمليات العسكرية ضد الجماعات الإرهابية، إلا أن السبايلة وصف الحديث عن الحرب البرية والخطة العسكرية البديلة بـأنها "كلام فارغ ومادة للاستهلاك الإعلامي لا أكثر"، مفسرا ذلك بأنه "لو كان هناك حرب برية من خلال الأردن لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم في نقطة التسويات بين موسكو وواشنطن، والتي صاغتها عبر مجلس الأمن، من تجفيف منابع الإرهاب إلى فرض الحل السياسي الذي لم يعترض عليه أحد"، أما حول المطلوب من الأطراف الدولية بعد سريان الهدنة، فاعتبر السبايلة أن "المطلوب من الولايات المتحدة أن تعيد إحياء تحالفها الأساسي في مكافحة الإرهاب، وأن تقوم موسكو بالعملية نفسها ليلتقي التحالفان في مواجهة داعش. لهذا فإن المواجهة البرية المحتملة إن حدثت تكون في القضاء على داعش والنصرة بتنسيق أمريكي روسي"، وتوقع الخبير الاسترايجي أن تشهد الهدنة خروقات، لكنها "لن تقود إلى حرب برية بين الأطراف الإقليمية التي صاغت الحل السياسي".
•اعلن نائب رئيس الوزراء التركي لطفي الوان الاثنين أن اكثر من 150 الف طفل سوري ولدوا في تركيا منذ اندلاع الثورة في سوريا ملقيا الضوء على العبء الانساني الذي تواجهه انقرة.
وقال خلال الجلسة الافتتاحية لمجلس حقوق الانسان لدى الامم المتحدة في جنيف ان تركيا “تبذل اقصى جهودها لتحمل قسم كبير من الكارثة الانسانية” التي سببها النزاع في سوريا المستمر منذ اكثر من خمس سنوات، واضاف أمام المجلس، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية، ان “عدد الاطفال السوريين الذين ولدوا في تركيا بلغ حوالى 152 الفا” بحسب نسخة عن خطابه لافتا الى ان بلاده تستقبل ايضا اكثر من 2,7 مليون لاجىء سوري، اي اكثر من اي دولة اخرى مجاورة لسوريا، وكرر المسؤول التركي دعوته الاثنين الى دول العالم بما يشمل الغرب “للتحرك بموجب مبادئ تقاسم الاعباء” في الازمة الانسانية السورية.
المشهد الدولي:
•تعقد مجموعة الدول التي تدعم عملية السلام في سوريا، الاثنين، اجتماعا في جنيف في الوقت الذي طلبت فيه فرنسا معلومات عن وقوع هجمات، في انتهاك لاتفاق وقف العمليات القتالية الذي بدأ سريانه ، وقال وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك أيرو، الاثنين، للصحفيين بمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة: "تلقينا مؤشرات على أن هجمات بعضها جوية استمرت ضد مناطق تسيطر عليها المعارضة المعتدلة"، وأضاف: "كل هذا يحتاج إلى تحقق، لذلك طلبت فرنسا أن تجتمع قوة العمل المكلفة بالإشراف على وقف الأعمال القتالية دون تأخير"، وقال متحدث باسم الهيئة العليا للتفاوض المدعومة من السعودية، إن الحكومة السورية انتهكت الاتفاق 15 مرة في اليوم الأول، وإنه حدثت انتهاكات أخرى من جانب روسيا وحزب الله اللبناني حليفي الرئيس السوري بشار الأسد، ومن المفترض أن تراقب المجموعة الدولية لدعم سوريا التي تقودها الولايات المتحدة وروسيا الالتزام بالاتفاق، وتتصرف سريعا لوقف أي تجدد لإطلاق النار، على أن تلجأ إلى استخدام القوة كملاذ أخير، وقال المتحدث باسم الهيئة، سليم المسلط، إنه لم يتضح بعد كيف يفترض أن يعمل النظام، وقال أسعد الزعبي، رئيس وفد التفاوض التابع للهيئة العليا للتفاوض، إن الهدنة التي بدأت السبت "انهارت قبل أن تبدأ"، وقال لتلفزيون العربية الحدث، إن الوقف الهش للعمليات القتالية أصبح يواجه "إلغاء كاملا" بسبب هجمات القوات الحكومية وتابع الزعبي، أن المعارضة لديها عدة بدائل لحماية الشعب السوري إذا لم يتمكن المجتمع الدولي من ذلك، لكنه لم يسهب، وقال دبلوماسي غربي: "نحتاج إلى الحصول على تفسير من الروس عن الضربات التي حدثت يوم الأحد"، وقال سفير غربي في جنيف، إنه توقع دوما ألا يكون وقف العمليات القتالية كاملا. وأضاف: "الكل يعرف أنه ستقع حوادث. المجموعة الدولية لدعم سوريا ستناقشها اليوم، ووجهة نظرها هي التي تهم".
•أعلن وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك إرو، عن تلقيه معلومات تفيد بهجمات استهدفت مناطق تسيطر عليها المعارضة المعتدلة في سوريا بعد الهدنة، وقال: "تلقينا معلومات عن هجمات استهدفت مناطق تسيطر عليها المعارضة المعتدلة في سوريا"، ولهذا دعت فرنسا لاجتماع فوري لقوة المهام الخاصة بسوريا يناقش فيه انتهاكات وقف الأعمال القتالية من جهة أخرى، أكد رئيس الوفد المفاوض، العميد أسعد الزعبي، أن الهدنة في سوريا انهارت قبل أن تبدأ، وأن هناك غازات استهدفت الكثير من مناطق المعارضة المعتدلة أثناءها، وصرّح أن نظام الأسد عاد لاستخدام غاز الكلور، كما أعلن الزعبي أن روسيا الخصم الأكبر للمعارضة بعد الأسد، ولا يمكن الوثوق بها، وأكمل أن الروس "إرهابيون"، على حد تعبيره، ولا يمكنهم لعب دور الحكم. مضيفا أن النظام وإيران وروسيا لا يريدون الهدنة ولا يتقيدون بها، وكشف أيضا أن نظام الأسد يملك 600 طن من الغازات السامة، والمجتمع الدولي غير قادر على مصادرتها، وأكد الزعبي أن المعارضة تملك أدوات لحماية الشعب السوري في ظل عجز المجتمع الدولي عن فعل ما يلزم إزاء ما يرتكب بحقه.
•يواجه اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا مصاعب جمة وتحذيرات من احتمال انهياره، على خلفية الانتهاكات والخروقات، وفي آخر المستجدات أُعلن عن اجتماع بعد ساعتين لمجموعة العمل الدولية، لمراقبة اتفاق وقف إطلاق النار، وذلك للبحث في تداعيات الخروقات المتواصلة للهدنة، وصرّح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قبل قليل أن مجموعة العمل ستعمل على تطويق الخروقات تجنبا لانهيار الهدنة في سوريا، وتابع بان كي مون أن قوة المهام الخاصة بسوريا تحاول ضمان عدم اتساع نطاق هذه الحوادث، واستمرار اتفاق وقف إطلاق النار.
•أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، في تصريح جديد من نوعه، أن موسكو تأمل بأن يتوصل المشاركون في المفاوضات السورية إلى فكرة إنشاء جمهورية فيدرالية، وهو المطلب الذي يطالب به الأكراد، واعتبر ريابكوف أن على السوريين وضع معايير محددة للهيكلة السياسية في سوريا المستقبل، تعتمد على الحفاظ على وحدة أراضي البلاد، بما في ذلك إمكانية إنشاء جمهورية فيدرالية، كما لفت إلى أن روسيا قلقة من استعدادات للجيش التركي على الحدود السورية، مشدداً على أن أي تدخل عسكري لأنقرة سيكون ضربة قاصمة لاتفاق وقف إطلاق النار في سوريا، وأكد ريابكوف أن الأتراك لم يتخلوا عن فكرة الهجمات عبر الحدود.
•طلبت فرنسا اجتماعا لمجموعة العمل حول الهدنة في سوريا "بدون إبطاء"، وذلك إثر معلومات عن استمرار الغارات، كما أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان-مارك آيرولت في جنيف الاثنين، وقال الوزير الفرنسي للصحافيين: "تلقينا مؤشرات مفادها أن الهجمات بما يشمل الغارات، مستمرة على مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة المعتدلة"، وأضاف على هامش الاجتماع السنوي لمجلس حقوق الإنسان لدى الأمم المتحدة، أنه "ينبغي بالطبع التثبت من كل ذلك. وطلبت فرنسا بالتالي أن تجتمع (مجموعة العمل) المكلفة بمراقبة تطبيق اتفاق وقف الأعمال العدوانية بدون إبطاء"، ودخل وقف إطلاق نار هش بموجب اتفاق أمريكي روسي مدعوم من الأمم المتحدة، موضع التنفيذ ليل الجمعة السبت، وتؤكد الأطراف المعنية في سوريا الاستمرار باحترامه رغم تبادل اتهامات بارتكاب خروقات، وقال آيرولت إن فرنسا "تتمنى بقوة انتهاء الأعمال العدائية، لكنها ستبقى متيقظة حول تطبيق (الاتفاق) عمليا"،وتابع: "علينا ألا نخطئ، فالمأساة السورية هي الاختبار الذي سيحكم في ضوئه على كل جهودنا على صعيد حقوق الإنسان"، مضيفا أنه "في الوقت الحاضر، لا بد لنا من الإقرار بالفشل"، مؤكدا بهذا الصدد أن فرنسا "لن تقف بجانب الذين يريدون تجاهل الانتهاكات لحقوق الإنسان وطرحها جانبا"، من جانبه، اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الاثنين، أن وقف إطلاق النار "صامد عموما" في سوريا رغم بعض "الحوادث المعزولة" التي سجلت في نهاية الأسبوع، وقال بان كي مون للصحافيين في جنيف: "يمكنني القول إن وقف الأعمال العدائية صامد عموما رغم أننا سجلنا بعض الحوادث"، مضيفا أن مجموعة العمل حول الهدنة في سوريا "تحاول الآن العمل على عدم اتساع نطاق هذه الأمور واستمرار وقف الأعمال العدائية"،وأعلن مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الاثنين، أن الجوع قد يودي بحياة "الآلاف" خلال عمليات الحصار التي تطال نحو نصف مليون شخص في سوريا، وقال زيد بن رعد الحسين، خلال افتتاح الجلسة السنوية لمجلس حقوق الإنسان في جنيف، إن "التجويع المتعمد للشعب محظور بشكل لا لبس فيه باعتباره سلاح حرب"، مضيفا أن "الغذاء والأدوية وغيرها من المساعدات الإنسانية الملحة الأخرى، تمنع من الدخول بشكل متكرر. الجوع قد يودي بحياة الآلاف"، وبدأ قبل أيام أول اتفاق لوقف إطلاق النار خلال خمس سنوات في سوريا -حيث أسفر النزاع عن 270 ألف قتيل وملايين النازحين واللاجئين- أعلن نظام الأسد قبوله به، رغم الانتهاكات المتكررة عبر قصف المناطق المدنية الخالية من تنظيم الدولة وجبهة النصرة.
عبّر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ عن قلقه من الحشد العسكري الروسي في سوريا، وقال إن الهدنة متماسكة بدرجة كبيرة، وقال ستولتنبرغ في مؤتمر صحفي اليوم الاثنين في الكويت "نحن قلقون من الحشد العسكري الروسي الكبير الذي شهدناه في سوريا بقوات برية وقوات بحرية في شرق المتوسط وقوات جوية تشن ضربات"، وبدأت روسيا في نهاية سبتمبر/أيلول الماضي غاراتها على مواقع تقول إنها لـ"جماعات متطرفة"، غير أن الأمين العام لحلف الأطلسي أكد أن الضربات الروسية "استهدفت بشكل رئيسي المقاتلين من المعارضة السورية المعتدلة"، وأشار ستولتنبرغ إلى أن الحلف لا يخطط لإرسال قوات برية إلى سوريا ضمن الحملة على مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية، وبخصوص اتفاق وقف الأعمال العدائية الساري منذ يوم الجمعة الماضي، قال ستولتنبرغ "رأينا علامات مشجعة على أن الاتفاق صامد إلى حد كبير، لكن في الوقت نفسه رأينا بعض التقارير عن انتهاكات"، وأضاف "بطبيعة الحال، هذا مصدر قلق لأنه من المهم أن تحترم جميع الأطراف الاتفاق" الذي اعتبره أفضل وسيلة لتجديد الجهود الرامية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة المستمرة منذ خمس سنوات، ويؤكد الرئيس السوري بشار الأسد وحليفته روسيا أنهما سيواصلان استهداف "الجماعات المتشددة" غير المدرجة في اتفاق وقف الأعمال العدائية، ويقول معارضون آخرون إنهم يخشون أن يستغل هذا الموقف ذريعة لاستهدافهم.
المشهد المحلي:
•أكد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أن النظام ارتكب العديد من الخروقات خلال الساعات الأولى من الهدنة، وقال الائتلاف في بيان إن "نظام الأسد خرق هدنة وقف الأعمال العدائية إثر ساعات على بدء سريانها منتصف الليلة السابقة، حيث قصفت قوات النظام ومليشياته 15 منطقة بالرشاشات الثقيلة والمدفعية والبراميل المتفجرة"، وأشار الائتلاف إلى أن خرق "النظام للهدنة شمل دمشق وريفها ودرعا وحلب وحمص وحماة واللاذقية، حيث قصفت قوات النظام مدينة تلبيسة في حمص والتفاحية باللاذقية وداريا في ريف دمشق واللطامنة بحماة واليادودة في درعا وحي بني زيد بحلب. وألقت طائرات النظام براميل متفجرة على أطراف قرية الناجية قرب الطريق الدولي حلب-اللاذقية في الريف الغربي لمدينة جسر الشغور"،وأكد أمين سر الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني أنس العبدة أن الجيش السوري الحر وفصائل الثورة لا يزالان ملتزمين بالهدنة، مشيرا إلى أن نشاط الجيش الحر في الأصل لم يكن إلا للدفاع عن المدنيين وحماية مناطق الثوار، واعتبر العبدة أن الخروق الموثقة خلال الساعات الأولى تتعمد إجهاض الهدنة، وإحباط أي مدخل للحل السياسي، مضيفا "لا يمكن ترك نظام الأسد ليقوض المساعي الدولية وقرار مجلس الأمن 2254 بعد كل الجهود. ومن واجب رعاة الاتفاق أن يتدخلوا لفرض الهدنة، وإجبار النظام على تنفيذ القرارات الدولية بكل تفاصيلها".
•قال متحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن المعارضة السورية، اليوم الأحد، إن المعارضة ستلتزم بوقف القتال رغم وقوع 15 انتهاكا على الأقل لوقف إطلاق النار.
وأضاف المتحدث سالم المسلط أن الهيئة سترفع شكوى إلى الأمم المتحدة والدول التي تدعم عملية السلام بشأن ضربات جوية روسية مزعومة حول مدينة حلب وهجمات لجماعة حزب الله اللبنانية في مدينة الزبداني دون أن يقدم تفاصيل، وأكد أن المعارضة تنتظر إجابات بشأن طريقة مراقبة الهدنة التي بدأت منتصف ليل الجمعة، فيما نقلت وكالات أنباء روسية عن رئيس مركز التنسيق الروسي في سوريا قوله، اليوم الأحد، إن المركز سجل 9 انتهاكات لاتفاق وقف الأعمال القتالية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، لكن سيرجي كورالينكو، رئيس المركز، ذكر أن وقف الأعمال القتالية الذي تم الاتفاق عليه في إطار خطة أميركية روسية متماسك "بشكل عام"، وأضاف أن الانتهاكات تشمل قصفا في محافظة اللاذقية.
•اتهم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية النظام السوري والمليشيات الموالية له وحزب الله اللبناني بخرق الهدنة التي بدأ سريانها بعد منتصف ليلة السبت، وقال إن قوات النظام ومليشياته قصفت 15 منطقة بالرشاشات الثقيلة والمدفعية والبراميل المتفجرة، وطالب الائتلاف مجلس الأمن الدولي بالتصرف تجاه الخروق التي ارتكبها النظام خلال الساعات الأولى من الهدنة. وأضاف أن خرق النظام للهدنة شمل كلاً من دمشق وريفها ودرعا وحلب وحمص وحماة واللاذقية، من جانبه، قال رئيس وفد الهيئة العليا للمفاوضات السورية أسعد الزعبي إن النظام ضرب بعرض الحائط كل القرارات الدولية, وأضاف في مقابلة مع الجزيرة في نشرة سابقة أن روسيا ونظامَ الأسد غيرُ جادين في تنفيذ حل سياسي في سوريا، رحبت روسيا والولايات المتحدة بدخول اتفاق وقف الأعمال العدائية في سوريا حيز التنفيذ، واعتبرت مجموعة العمل التابعة للأمم المتحدة أن الحصيلة حتى الآن إيجابية، بينما قالت المعارضة وشهود عيان إن النظام وحزب الله خرقا الهدنة منذ ساعاتها الأولى.
المشهد الإقليمي:
•اتهم وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الأحد، روسيا ونظام بشار الأسد بخرق اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ ليل الجمعة السبت، من خلال استهداف الطيران للمعارضة التي تصنف بأنها معتدلة وقال الجبير، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الدانماركي كريستيان جنسن، “ثمة خروقات للهدنة من قبل الطيران الروسي ومن قبل طيران النظام، ونحن الآن نتشاور في هذا الموضوع مع دول مجموعة دعم سوريا”، وأكد وزير الخارجية السعودي أن العمليات العسكرية في سوريا تستهدف المعارضة المعتدلة”. وأضاف أن المبعوث الأممي (ستافان دي ميستورا) يقوم بالتواصل مع الروس والنظام السوري حول هذا الموضوع لمحاولة الخروج بتفاهم يؤدي إلى تقليص أو إيقاف العمليات العسكرية ضد المعارضة السورية المعتدلة، ويبقى التركيز على داعش والنصرة”، وأوضح أن “الصورة ستكون أكثر وضوحا في الأيام القادمة حيال ما إذا كان النظام وروسيا جادين في عملية وقف إطلاق النار أم لا””.
ورأى الجبير “أن الالتزام بالهدنة مؤشر مهم بالنسبة لجدية النظام السوري بالوصول إلى حل سلمي للأزمة السورية” بموجب بيان جنيف-1 الصادر عام 2012، والقاضي بتشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات تنفيذية واسعة، مجددا التأكيد أن “لا مكان لبشار الأسد” في مستقبل البلاد، إلا أن الوزير السعودي الذي تدعم بلاده المعارضة السورية، أكد أنه في حال عدم التزام النظام وحلفائه بالهدنة “فهناك خيارات أخرى”، وأوضح “كما ذكر السيد وزير خارجية الولايات المتحدة (جون كيري) هناك ‘خطة ب‘، إذا اتضح أنه لا توجد جدية لدى النظام السوري أو لدى الحلفاء فالخيار الآخر وارد وسيتم التركيز عليه”، وتابع “الحل يشمل سوريا من دون بشار الأسد. لا يوجد خلاف على هذا، ولا توجد مساومة على هذا. السؤال هل يخرج بموجب حل سلمي، والذي يعتبر الأفضل والأسرع؟ أو يخرج بموجب حل عسكري؟ الأمر يعود له، ولكن المنطق واضح وهذه الخيارات هي أمامه يقول الوزير السعودي”، ودخل الاتفاق الأميركي الروسي المدعوم من الأمم المتحدة لوقف النار في سوريا، حيز التنفيذ منتصف ليل الجمعة السبت.
•رحبت “اسرائيل” الاحد بالهدنة الهشة في سوريا بينما حذرت انها لن تقبل باي “عدوان” ايراني او تزويد حزب الله باسلحة متطورة، وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في بدء الاجتماع الاسبوعي لحكومته “نرحب بالجهود الرامية الى تحقيق وقف اطلاق نار دائم وطويل الامد وحقيقي في سوريا”، واضاف نتانياهو “كل ما يوقف اعمال القتل المروعة هناك يحظى باهمية، في مقدمة الامر من الناحية الانسانية”، واكد رئيس الوزراء الاسرائيلي انه “ينبغي ان تشمل اي تسوية في سوريا وقف العدوان الايراني على اسرائيل من الاراضي السورية”.
وتابع محذرا “لن نقبل بتزويد حزب الله باسلحة متطورة من قبل سوريا ولبنان. لن نقبل بخلق جبهة ارهابية ثانية في هضبة الجولان” في اشارة الى الجزء الذي تحتله اسرائيل من هضبة الجولان السورية منذ عام 1967، وبحسب نتانياهو فان “هذه الخطوط الحمر التي رسمناها والتي لا تزال الخطوط الحمر لدولة اسرائيل”.
•بعث أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ببرقيتين إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما وإلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أعرب فيهما عن ترحيب دولة الكويت بقرار مجلس الأمن رقم 2268 باعتماد البيان المشترك للولايات المتحدة الامريكية وروسيا الاتحادية الخاص بوقف الأعمال العدائية في سوريا، وثمن الأمير جهود الرئيسين الشخصية التي بذلاها من أجل التوصل لهذا البيان، مؤكدا أنه يمثل خطوة حقيقية وبارقة أمل نحو إيقاف الاقتتال بين أبناء الشعب السوري الذي مضى عليه سنوات عدة أزهقت على إثره أرواح مئات الآلاف من المواطنين السوريين، وأمل الأمير أن يسهم ذلك في التمهيد لحل سياسي للأزمة السورية ينهي الأوضاع المأساوية والمعاناة الانسانية التي يمر بها الشعب السوري داخل سوريا وخارجها، ويحقق المطالب المشروعة له ويعيد لسوريا أمنها واستقرارها، وبأن تعمل كافة الأطراف المعنية على الالتزام به، وأن يتيح الفرصة للمجتمع الدولي للتركيز على محاربة الارهاب والسعي نحو القضاء عليه.
المشهد الدولي:
•دعا وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتاينماير لحوار سياسي في سوريا بعد بدء الهدنة هناك، وقال في تصريحات لصحيفة “فيلت أم زونتاغ” الألمانية الأسبوعية في عددها الصادر اليوم الأحد “لم يتم الالتزام بالهدنة المتفق عليها على الفور وبنسبة مائة بالمائة في كل مكان، ولكن للمرة الأولى يكون هناك فرصة لفترة راحة حقيقية”، وأكد شتاينماير أنه مع مرور كل ساعة يتم الالتزام خلالها بالهدنة، “يزيد الأمل في السلام في سوريا بالنسبة لملايين السوريين ليس فقط في بلدهم نفسه ولكن بالنسبة لكل الذين فروا حول العالم من الحرب والإرهاب”.
وطالب الوزير الألماني نظام الرئيس السوري بشار الأسد بتوفير المزيد من الإمكانات للمساعدات الإنسانية. وقال “يتعين علينا الاستفادة من فرصة الهدنة من أجل تحسين وصول المساعدات الإنسانية، وأكد أنه في هذا الشأن تكمن مسؤولية “الحكومة السورية بشكل أساسي”.
•رحبت روسيا والولايات المتحدة بدخول اتفاق وقف الأعمال العدائية في سوريا حيز التنفيذ، واعتبرت مجموعة العمل التابعة للأمم المتحدة أن الحصيلة حتى الآن إيجابية، بينما قالت المعارضة وشهود عيان إن النظام وحزب الله خرقا الهدنة منذ ساعاتها الأولىغرد النص عبر تويتر، وبحسب بيان لوزارة الخارجية الروسية، فإن الوزير سيرغي لافروف ونظيره الأميركي جون كيري رحبا بدخول الاتفاق حيز التنفيذ. وأشار البيان إلى أن الطرفين واصلا بحث حيثيات التطبيق الكامل للاتفاق، بما في ذلك سبل تعزيز التنسيق العسكري بين البلدين بهذا الشأن، كما اعتبرت مجموعة العمل الأممية أن "الحصيلة إيجابية" بالنسبة إلى التقيد بوقف إطلاق النار، بعد مرور الساعات الأولى على بدء العمل بالاتفاق، وجاءت هذه المواقف برغم تقارير متصلة عن خروقات النظام للهدنة في العديد من المناطق في أنحاء البلاد،وقال دبلوماسي غربي أنه تم تسجيل وقوع بعض الحوادث، إلا أن الأمم المتحدة قالت إنه "تم تطويقها"، وأضاف "لا بد من انتظار الأحد والاثنين لوضع حصيلة فعلية"، وكانت مجموعة العمل التي يشارك في أعمالها الموفد الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا ستفان دي ميستورا، اجتمعت الجمعة في جنيف قبل ساعات من بدء العمل بوقف الأعمال العدائية، وأقيمت مراكز مراقبة مكلفة بمتابعة التقيد بوقف إطلاق النار في كل من واشنطن وموسكو واللاذقية بسوريا وعمان وجنيف. وفي حال حصول خروقات كبيرة يتم إعلام الولايات المتحدة وروسيا ثم سائر المشاركين في مجموعة الدعم الدولية لسوريا، وإذا توقفت الأعمال العدائية بالفعل وتواصل إرسال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة، فإن دي ميستورا ينوي الدعوة إلى استئناف المفاوضات بين النظام والمعارضة يوم 7 مارس/آذار المقبل في جنيف، على أن تستغرق هذه الجولة مبدئيا ثلاثة أسابيع.
•قال الأدميرال المتقاعد، جايمس ستافريديس، القائد السابق لقوات التحالف بحلف شمال الأطلسي (الناتو)، إن الخطة الاحتياطية أو الخطة "ب" التي لفت إليها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، في حال فشل اتفاق "وقف الأعمال العدائية" في سوريا، قد تتضمن عملا بريا تستثنى روسيا منه، وقال ستافريديس، في مقابلة مع قناة "سي إن إن"، إن "الخطة (ب) ستكون حملة دون روسيا"، مشيرا إلى أنها "ستتضمن في مرحلة من المراحل إقامة منطقة حظر للطيران في منطقة آمنة يمكننا فيها بناء معارضة معتدلة"، وأوضح الأدميرال أن الخطة ستتضمن الأردن، "وربما قوات برية أردنية"، مشيرا إلى حديث جرى بين الرئيس الأمريكي وملك الأردن، ووصف القائد السابق للناتو الحملة بأنها "ستكون حملة معقدة وفوضوية، ولنأمل أننا يمكنا استقطاب روسيا لجانبنا، ولكن غير واثق من ذلك"، يذكر أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن بلاده تدرس خيارات لخطة بديلة في حال لم يصمد وقف إطلاق النار في سوريا، وإذا لم تشهد البلاد مرحلة انتقالية قريبا، وقال كيري: "نحن في طريقنا لمعرفة ذلك في غضون شهر أو شهرين.. معرفة ما إذا كانت هذه العملية الانتقالية جادة حقا.. وعلى الأسد اتخاذ بعض القرارات الحقيقية حول عملية تشكيل حكومة انتقالية"، من جانبها، نفت وزارة الخارجية الروسية علم موسكو بوجود أي خطة أمريكية بديلة عن وقف الأعمال العدائية في سوريا.
المشهد المحلي:
•طالبت المعارضة السورية رعاة اتفاق وقف إطلاق النار للتدخل، بعد تأكيدها خرق النظام السوري الهدنة التي دخلت اليوم السبت حيز التنفيذ واستخدم قنابل وبراميل متفجرة في قصف عدة مناطق، وطالب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية مجلس الأمن بالتصرف تجاه الخروقالتي ارتكبتها قوات النظام خلال الساعات الأولى من الهدنة.
وقال الائتلاف في بيان "نظام الأسد خرق هدنة وقف الأعمال العدائية إثر ساعات على بدء سريانها منتصف الليلة السابقة، حيث قصفت قوات النظام ومليشياته 15 منطقة بالرشاشات الثقيلة والمدفعية والبراميل المتفجرة"، وأشار الائتلاف المعارض إلى أن خرق "النظام للهدنة شمل دمشق وريفها ودرعا وحلب وحمص وحماة واللاذقية، حيث قصفت قوات النظام مدينة تلبيسة في حمص والتفاحية باللاذقية وداريا في ريف دمشق واللطامنة بحماة واليادودة في درعا وحي بني زيد بحلب، وألقت طائرات النظام براميل متفجرة على أطراف قرية الناجية قرب أوتوستراد الدولي حلب اللاذقية في الريف الغربي لمدينة جسر الشغور"، وأفاد مراسل الجزيرة بأن قوات النظام قصفت ريف دمشق مما أدى لمقتل شخصين، بينما قالت وسائل إعلام النظام إن جماعات مسلحة أطلقت عدة قذائف على مناطق سكنية في دمشق، كما أفاد مراسل الجزيرة في ريف إدلب بأن مروحيات النظام ألقت براميل متفجرة على بلدة الناجية بريف إدلب الغربي، حيث تنتشر جبهة النصرة وفصائل من المعارضة المسلحة، وقالت مصادر للجزيرة إن شخصين قُتلا وأصيب آخرون جراء قصف قوات النظام السوري بلدة خان الشيخ في ريف دمشق. في أثناء ذلك، قالت وسائل إعلام النظام إن جماعات مسلحة أطلقت قذائف عدة على مناطق سكنية في دمشق، كما قالت مصادر محلية للجزيرة إن مقاتلي حزب الله اللبناني ارتكبوا خرقين للهدنة في منطقة الزبداني في ريف دمشق. وتَمثل الخرق الأول في استهداف قناصة الحزب المتمركزين في قلعة الكرسي للمدنيين داخل بلدة مضايا، أما الخرق الثاني فكان تفجيرَ أبنية داخل مدينة الزبداني من طرف مقاتلي الحزب. على صعيد متصل أفادت مصادر طبية أن طفلاً توفي في مضايا بسبب نقص الأدوية والمواد الطبية جراء الحصار المفروض من قبل حزب الله اللبناني وقوات النظام السوري على البلدة، وأكد أمين سر الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني أنس العبدة أن الجيش السوري الحر وفصائل الثورة لا يزالان ملتزمين بالهدنة، مشيرا إلى أن نشاط الجيش الحر بالأصل لم يكن إلا للدفاع عن المدنيين وحماية مناطق الثوار، واعتبر العبدة أن الخروق الموثقة خلال الساعات الأولى تتعمد إجهاض الهدنة، وإحباط أي مدخل للحل السياسي، مضيفا "لا يمكن ترك نظام الأسد ليقوض المساعي الدولية وقرار مجلس الأمن 2254 بعد كل الجهود، ومن واجب رعاة الاتفاق أن يتدخلوا لفرض الهدنة، وإجبار النظام على تنفيذ القرارات الدولية بكل تفاصيلها".
في المقابل، قال مصدر عسكري سوري اليوم السبت إن الجيش لم يرتكب أي انتهاكات لاتفاق وقف العمليات القتالية، نافيا تقارير للمعارضة عن عمليات للجيش ضدها في عدة مناطق
ودخل اتفاق وقف إطلاق النار -الذي توسطت فيه الولايات المتحدة وروسيا- حيز التنفيذ منتصف ليل أمس الجمعة في قطاعات واسعة من سوريا التي مزقتها الحرب.
•أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة نفذ 10 ضربات جوية، اليوم السبت، في مسعى للتصدي لهجوم تنظيم داعش على بلدة تل أبيض على الحدود بين سوريا وتركيا، وأضاف أن 45 على الأقل من مقاتلي داعش و20 من أفراد وحدات حماية الشعب الكردية السورية قتلوا في الهجوم الذي لا يزال دائرا، وقال ريدور خليل، المتحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردية السورية ومصادر أمنية تركية، إن مقاتلي تنظيم داعش هاجموا، اليوم السبت، بلدة تل أبيض الخاضعة لسيطرة الوحدات والواقعة على الحدود مع تركيا وبلدة سلوك القريبة منها، وتابع ريدور: "وحداتنا وقوات الأسايش استطاعوا دحر هذا الهجوم ومحاصرة المهاجمين وتطويقهم في نقاط محدودة، وتم القضاء على المهاجمين"، وانتزعت الوحدات السيطرة على تل أبيض من داعش العام الماضي في هجوم دعمته ضربات جوية بقيادة الولايات المتحدة، وذكرت المصادر الأمنية التركية أن الهجوم وقع في الساعات الأولى من السبت على جبهتين، وإن دوي إطلاق النار والانفجارات التي سمعت من بلدة أقجة قلعة على الجانب التركي استمر لساعات، وأضافت المصادر وأحد الشهود في أقجة قلعة أن طائرات حربية يعتقد أنها من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش ضربت مواقع للمتطرفين، وأن الجيش التركي عزز دوريات المراقبة على جانبه من الحدود، وأفاد خليل أن بعض المهاجمين تسللوا، اليوم السبت، من الحدود التركية إلى الشمال مكررا اتهامات بأن تركيا تدعم التنظيم، مضيفا أن مهاجمين آخرين تسللوا من الجنوب، ونفت تركيا مرارا هذا وقالت قوات الأمن إن الإجراءات التي اتخذت في الآونة الأخيرة لمنع العبور بشكل غير مشروع تجعل من المستحيل دخول المهاجمين من تركيا.
•طالب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، مجلس الأمن بالتصرف تجاه الخروقات التي ارتكبها نظام الأسد خلال الساعات الأولى من الهدنة، وخرق نظام الأسد هدنة وقف الأعمال العدائية إثر ساعات على بدء سريانها منتصف الليلة السابقة، حيث قصفت قوات النظام ومليشياته 15 منطقة بالرشاشات الثقيلة والمدفعية والبراميل المتفجرة.
وشمل خرق النظام للهدنة كلاً من دمشق وريفها ودرعا وحلب وحمص وحماة واللاذقية، حيث قصفت قوات نظام الأسد مدينة تلبيسة بحمص والتفاحية باللاذقية وداريا بريف دمشق واللطامنة بحماة واليادودة بدرعا وحي بني زيد بحلب، وألقت طائرات نظام الأسد 6 براميل متفجرة على أطراف قرية الناجية قرب اوتوستراد الدولي حلب - اللاذقية في الريف الغربي لمدينة جسر الشغور، وأكد أمين سر الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني أنس العبدة أن الجيش السوري الحر وفصائل الثورة ما تزال ملتزمة بالهدنة، مشيراً إلى أن نشاط الجيش الحر بالأصل لم يكن إلا للدفاع عن المدنيين وحماية مناطق الثوار، واعتبر العبدة أن الخروقات الموثقة خلال الساعات الأولى تتعمد إجهاض الهدنة، وإحباط أي مدخل للحل السياسي، مضيفاً: "لا يمكن ترك نظام الأسد ليقوض المساعي الدولية وقرارء مجلس الأمن 2254 بعد كل الجهود، ومن واجب رعاة الاتفاق أن يتدخلوا لفرض الهدنة، وإجبار النظام على تنفذ القرارات الدولية بكل تفاصيلها"، ويصدر المكتب الإعلامي للائتلاف الوطني السوري تقريراً يومياً لخروقات هدنة وقف الأعمال العدائية؛ يحدد أماكن خرق الهدنة ونوع القصف والخرق.
•قال عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية عبد الباسط سيدا، إن منظمة "PYD"، هي الفرع السوري لمنظمة "بي كا كا" الإرهابية، وتتلقى تعليماتها منها، وتنسق بشكل كامل مع نظام الأسد، وروسيا وإيران، وشدد سيدا على أن "PYD" لا يعبر عن إرادة الكرد السوريين أصلاً، بل هو أتى بتفاهمات أمنية مع النظام، بموجبها سلمه الأخير المناطق الكردية، لضبطها والعمل على إبعاد الكرد عن الثورة السورية، موضحاً إلى ضرورة عدم الخلط بين داعش والمكون العربي السني، وكذلك الخلط بين الأكراد وبين هذا الحزب، الذي اعتبره سيدا فصيلا من الفصائل الموجودة، لكنه لا يمتلك برنامجاً خاصاً بالكرد السوريين، وهو خارج إطار الثورة، بل كان دائما على علاقة تنسيقية دائما مع النظام، وأضاف سيدا: إن حزب الاتحاد الديمقراطي "لا يمتلك القاعدة الشعبية، كل ما هنالك أنه فرض نفسه بالقوة، واستغل الفرصة وظروف الناس نتيجة الصعوبات الاقتصادية، فبدأ بتشغيل الناس، بمعنى برزت حاجة مادية لهم، بأن يتكيفوا مع وجود الحزب، والأخير يريد أن يصور بأن هؤلاء يؤيدونه"، وأوضح أن هناك مكونات أخرى تمثل الأكراد في سورية، منها "المجلس الوطني الكردي الذي يمتلك القاعدة الشعبية، ولكن هذا المجلس مبعثر ما بين عدد من التيارات والقيادات، وبين الحين والآخر تبرز النزاعات، في حين أن قرار الاتحاد الديمقراطي مركزي، يتخذه لوحده، الأمر الذي يؤدي إلى نوع من التنفيذ السريع للقرارات المتخذة، القادمة من حزب العمال الكردستاني، الذي بدوره ينسق مع المحور الإيراني الروسي إلى جانب النظام"، وكشف عن "وجود اتفاق بين المجلس الكردي والائتلاف الوطني السوري، حول الحقوق المشروعة للأكراد، وأنه لا بد أن يكون هناك نظام سياسي مدني تعددي يضمن حقوق الجميع في سوريا، ويطمئنهم"، مشيراً أن "الشكل الإداري بحاجة للمناقشة، وهناك نماذج عديدة، كلها ستكون بوحدة سورية بشكلها الحالي، بما يطمئن كافة المكونات السورية".
•أعلن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية عن دعمه وتأييده لكافة الجهود التي تصب في حماية المدنيين، والتوصل إلى حل سياسي يطيح الأسد وزمرته الحاكمة المستبدة من الحكم بالاستناد إلى بيان جنيف وباقي القرارات الدولية، ورداً على تبني مجلس الأمن الدولي للقرار 2268 حول وقف الأعمال العدائية في سورية، قال ممثل الائتلاف الوطني في الأمم المتحدة نجيب الغضبان: إن "المعارضة السورية تدعم كافة الجهود لحماية المدنيين في سورية، ولتنفيذ قرار مجلس الأمن 2254، وللتوصل إلى حل سياسي من خلال تشكيل هيئة حكم انتقالي تؤلف بناء على توافق مشترك لا يترك دوراً للأسد وزمرته، وذلك وفقاً لبيان جنيف حزيران 2012. إلا أن فعالية القرار الصادر اليوم تثبتها الأفعال لا الأقوال"، وأشار الغضبان إلى أن نجاح الجهود، مرتبط برصد صارم لوقف الأعمال العدائية يتحقق منه طرف ثالث، لافتاً إلى أنه لا يمكن الوثوق بالحكومة الروسية حليفة الأسد، والمسؤولة عن مقتل أكثر من 1500 مدني في سورية وعن قصفها العشوائي واستهداف المستشفيات والمدارس، مشدداً على ضرورة رصد جرائم الحرب التي ترتكبها هي أو التحقق منها، وتابع الغضبان: "لا بد من وضع آلية دولية حيز التنفيذ تتضمن، إطاراً زمنياً معيناً يحدد بداية ونهاية الهدنة، وآليات لفرض الالتزام بها، وتكليف طرف محايد مسؤول عن مراقبة تنفيذ الهدنة من قبل كافة الأطراف، وتحديد الجهات التي تخرقها والإبلاغ عنهم".
وأكد ممثل الائتلاف في الأمم المتحدة على أن تكون عواقب خرق الهدنة واضحة ومجدية، وأن تكون هناك مساءلة للأطراف المسؤولة عن الخروقات، واعتمد مجلس الأمن الدولي، مساء أمس الجمعة، بالإجماع قراراً أمريكياً روسياً حول "وقف الأعمال العدائية" في سورية برقم 2268، والسماح بالوصول الإنساني للمحاصرين، وجاءت موافقة المجلس، في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك الأمريكية، بعد سماع إفادة قدمها، المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا، وأعلن دي ميستورا، في إفادته، استئناف المفاوضات في السابع من شهر آذار /مارس المقبل، مؤكداً الموافقة على 5 عناصر أساسية لوقف الأعمال العدائية، وشدد دي ميستورا، على أنه "ستكون هناك وبلا شك محاولات لتقويض الاتفاق، وهو أمر متوقع للغاية"، مطالباً بضرورة ممارسة أقصي درجات ضبط النفس، وأكد المسؤول الأممي، أهمية الدعم المطلق والمتواصل لمجلس الأمن الدولي، للمساعدة في إنجاح الجهود الرامية إلى إيجاد حل سلمي في سورية.
وكانت الهيئة العليا للمفاوضات أعلنت عن موافقة فصائل الجيش الحر وكتائب الثورة على الالتزام بهدنة مؤقتة تبدأ في تمام الساعة (00:00) من صباح يوم السبت 27 شباط 2016، وتستمر مدة أسبوعين، مشيرة إلى ضرورة استيفاء الملاحظات التي أبدتها على مسودة مشروع الهدنة الذي تقدمت به الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا الاتحادية، وتأتي الموافقة عقب تفويض 97 فصيلاً ثورياً؛ الهيئة العليا للمفاوضات باتخاذ القرار فيما يتعلق بالهدنة، حيث تم تشكيل لجنة عسكرية يترأسها المنسق العام للهيئة للمتابعة والتنسيق، مع التأكيد على ضرورة استيفاء الملاحظات التي تقدمت بها الهيئة إلى الأمم المتحدة، والتي تتضمن مجموعة من الضوابط التي يتعين الأخذ بها لإنجاح الهدنة ووقف الأعمال العدائية في سورية.
المشهد الإقليمي:
•قالت وزارة الدفاع الروسية إن طائراتها الحربية لن تشن أي ضربات جوية في سوريا اليوم السبت دعما لوقف الأعمال القتالية الذي دخل حيز التنفيذ بعد منتصف الليلة الماضية، وتفاديا لأي قصف عرضي لأهداف خاطئة،وقال ممثل القيادة العامة للقوات المسلحة سيرغي رودسكوي إن القوات الجوية الروسية أنهت كليا الغارات الجوية في "المنطقة الخضراء" التي تضم مجموعات مسلحة أبلغت روسيا بالمشاركة في وقف القتال، وتابع المسؤول الروسي -من قاعدة حميميم بسوريا للصحفيين في موسكو عبر الفيديو- أن القتال توقف بشكل كامل في 34 بلدة سورية، معظمها في محافظتي حمص (وسط) وحماة، وأكد الضابط الروسي سيرغي رودسكوي انضمام أكثر من ستة آلاف مسلح إلى اتفاق الهدنة، مشيرا إلى أن الروس سلموا لوائح بهؤلاء إلى القوات الأميركية التي قدمت إليهم بدورها لائحة بـ74 بلدة ومنطقة ينبغي تجنب قصفها، وأضاف أن القوات الروسية لديها سيطرة كاملة على الوضع في مجمل الأراضي السورية، مشيرا إلى أن قواته تستعين بما لا يقل عن سبعين طائرة مسيرة ووسائل مراقبة جوية لمتابعة الأوضاع، وكان وقف ما تسمى الأعمال العدائية قد دخل حيز التنفيذ منذ منتصف ليل أمس الجمعة، وذلك وفق اتفاق روسي أميركي وبدعم من مجلس الأمن، على ألا يشمل ذلك تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة، وقد أعلن النظام السوري ونحو مئة فصيل من المعارضة المسلحة إضافة إلى المقاتلين الأكراد في شمال البلاد التزامهم بوقف القتال،و يشار إلى أن روسيا بدأت طلعات جوية في أواخر سبتمبر/أيلول الماضي بذريعة الحرب على ما يسمى "الإرهاب" من خلال استهدافها مواقع تنظيم الدولة، غير أن المعارضة والدول الغربية تؤكد أن الغارات الروسية تستهدف في معظمها مواقع المعارضة السورية.
•حذرت فرنسا من أن تكون الهدنة في سوريا "ستارا لسحق المدنيين"، في حين اعتبرت بريطانيا أن الهدنة في حال نجاحها ستكون أهم خطوة خلال السنوات الخمس الماضية.
وقال مندوب فرنسا لدى الأمم المتحدة فرانسوا ديلاتر إن بلاده تدعم دعما كاملا اتفاق "وقف الأعمال العدائية" في سوريا، وإنه "يجب أن يرى السوريون أثرا حقيقيا للدبلوماسية، ولا ينبغي أن يكون الاتفاق ستارا آخر لكي يسحق البعض المدنيين السوريين"، وشدد في حديثه بمجلس الأمن الليلة الماضية على أهمية مراقبة بنود الاتفاق من قبل فريق الدعم الدولي المكون من 17 دولة بقيادة موسكو وواشنطن إضافة إلى الأمم المتحدة، مؤكدا أن الجماعات التي تم تعيينها بشكل واضح من قبل الأمم المتحدة "هي فقط التي يجب أن تكون مستهدفة عسكريا".
أما المندوب البريطاني لدى الأمم المتحدة ماثيو رايكروفت، فقال إن الاتفاق "سيقربنا من وضع حد للعنف، وينهي الصراع في الأفق السوري، على أمل تحقيق الانتقال السياسي".
وأضاف أن هناك عدة إجراءات يتعين اتخاذها لنجاح استئناف المفاوضات المزمع عقدها في جنيف في السابع من الشهر المقبل، وهي تتمثل في المراقبة الشفافة والقابلة للتحقق من بنود الاتفاق، واتخاذ تدابير لبناء الثقة لإظهار التزام النظام السوري بالعملية السياسية، ووضع نهاية كاملة لعرقلة الإمدادات الطبية إلى المناطق المحاصرة، ودعا السفير البريطاني روسيا إلى "تحويل الأقوال إلى أفعال، واستخدام نفوذها الفريد على نظام (بشار) الأسد والمليشيات التابعة له والداعمين الآخرين"، لافتا إلى أن 1380 مدنيا قتلوا وأصيب خمسة آلاف و789 آخرون جراء غارات روسيا والنظام، منذ بدأت موسكو حملتها في سوريا في سبتمبر/أيلول الماضي، وكان مندوب النظام السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري قد أكد لأعضاء مجلس الأمن أن الهدنة دخلت حيز التنفيذ اعتبارا من منتصف ليل الجمعة/السبت، معتبرا أن "ضمان نجاح الاتفاق، يتوقف على التنسيق مع الجانب الروسي لتحديد المناطق والمجموعات المسلحة التي سيشملها وقف الأعمال العدائية طيلة مدة سريانه"، وأقر مجلس الأمن بالإجماع قرارا يدعم الاتفاق الأميركي الروسي بشأن وقف الأعمال العدائية في سوريا، بينما أكد المبعوث الأممي إلى دمشق ستفان دي ميستورا أن الاتفاق لا يشمل تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة والجماعات المدرجة على قائمة الإرهاب من قبل الأمم المتحدة.
المشهد الدولي:
•قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن نجاح الهدنة بسوريا يعتمد كثيرا على التزام النظام السوري وروسيا وحلفائهما بتعهداتهم وفق اتفاق وقف الأعمال العدائي، وأضاف أوباما في خطابه الإذاعي الأسبوعي اليوم السبت أن هناك الكثير من الشكوك في احتمال نجاح اتفاق الهدنة المؤقتة الذي توصلت إليه الولايات المتحدة وروسيا مؤخرا، لكنه دعا جميع الأطراف في سوريا إلى وقف هجماتها، بما فيها عمليات القصف الجوي، ودعا إلى السماح بوصول المساعدات للمدنيين في المناطق المحاصرة، وقال الرئيس الأميركي إن السبيل الوحيد لهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية هو إنهاء الحرب المستمرة بسوريا منذ خمس سنوات، وأضاف أن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضيق الخناق أكثر على تنظيم الدولة، مشيرا إلى أن التنظيم فقد نحو 40% من مناطق سيطرته في العراق وسوريا منذ بدء الحملة العسكرية عليه قبل أكثر من عامين، وجاءت تصريحات أوباما بعد سريان الهدنة التي أيدها مجلس الأمن الدولي، والتي تشمل معظم أنحاء سوريا وجل فصائل المعارضة السورية، وتستثني في المقابل جبهة النصرة وتنظيم الدولة. وأعلنت روسيا أنها ستوقف غاراتها لمدة يوم، في حين سجلت بعض الخروق في الساعات الأولى من الهدنة.
•قال مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا أمس (الجمعة)، إن استخدام القوة يجب أن يكون متناسباً ويمثل ملاذاً أخيراً إذا حدث انتهاك لوقف العمليات القتالية الذي بدأ عند منتصف الليل بتوقيت دمشق، وأضاف أنه وردت تقارير عن وقوع حوادث في دمشق ودرعا في غضون الدقائق القليلة الأولى من وقف القتال والذي بدأ في الساعة 22:00 بتوقيت غرينيتش ولكن هاتين المدينتين هدأتا بسرعة، وقال دي ميستورا إن مكتبه يتحرى عن تقرير عن وقوع خرق آخر لكنه لم يدل بتفاصيل .
وقال: «دعونا نصلى لنجاح ذلك لأنه بصراحة هذه أفضل فرصة يمكن أن نتخيلها حصل عليها الشعب السوري خلال السنوات الخمس الأخيرة من أجل رؤية شيء أفضل ونتعشم أن يكون شيئا له صلة بالسلام»، وقال دي ميستورا إنه يعتزم استئناف محادثات السلام السورية في السابع من آذار (آذار) المقبل بشرط صمود اتفاق وقف الأعمال القتالية.
•اعتبرت مجموعة العمل حول وقف إطلاق النار في سوريا برئاسة روسيا والولايات المتحدة السبت أن "الحصيلة إيجابية" بالنسبة إلى التقيد بوقف إطلاق النار في سوريا الذي دخل حيز التنفيذ ليلة الجمعة السبت، بحسب ما أفاد مصدر دبلوماسي غربي، وقال هذا الدبلوماسي الذي شارك في اجتماع مجموعة العمل في جنيف طالبا عدم كشف هويته إن "الأمم المتحدة والولايات المتحدة وروسيا اعتبرت الحصيلة إيجابية بعد مرور الساعات الأولى على بدء العمل بوقف الأعمال العدائية" في سوريا، وتابع "سجل وقوع بعض الحوادث" إلا أن الأمم المتحدة قالت إنه "تم تطويقها"وقال الدبلوماسي نفسه أيضا "مع ذلك لا بد من انتظار الأحد والاثنين لوضع حصيلة فعلية"، وكانت مجموعة العمل هذه التي يشارك في أعمالها الموفد الخاص للأمم المتحدة في سوريا ستيفان دي ميستورا، اجتمعت الجمعة في جنيف قبل ساعات من بدء العمل بوقف الأعمال العدائية، وأقيمت مراكز مراقبة مكلفة متابعة التقيد بوقف إطلاق النار في واشنطن وموسكو واللاذقية في سوريا وعمان وجنيف. وفي حال حصول خروقات كبيرة يتم إعلام الولايات المتحدة وروسيا ثم سائر المشاركين في مجموعة الدعم الدولية لسوريا. وقال دي ميستورا إن الرد العسكري في هذه الحال لن يكون "سوى الرد الأخير" ولا بد أن يكون "متناسبا"، وفي حال توقفت الأعمال العدائية بالفعل وتواصل إرسال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة فان دي ميستورا ينوي الدعوة إلى استئناف المفاوضات بين النظام والمعارضة في السابع من مارس في جنيف، على أن تستغرق هذه الجولة مبدئيا ثلاثة أسابيع.
•أثنى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأميركي جون كيري في اتصال هاتفي بدخول وقف إطلاق النار في سوريا حيز التنفيذ منتصف ليل الجمعة-السبت، وفق ما أعلنت الخارجية الروسية اليوم السبت، وقالت الخارجية في بيان إن "وزيري الخارجية رحبا بدخول وقف إطلاق النار في سوريا حيز التنفيذ"، مضيفة أنهما "بحثا أيضا التفاصيل التي تضمن احترامه تماما، وبينها تلك المتصلة بتعميق التنسيق العسكري بين روسيا والولايات المتحدة"، وتشهد المناطق السورية المشمولة بوقف لإطلاق النار بدأ تنفيذه اعتبارا من منتصف الليلة الماضية هدوءا لم تعرفه منذ زمن طويل، وذلك بعد دخول اتفاق وقف الأعمال العدائية الأميركي - الروسي المدعوم من الأمم المتحدة، حيز التنفيذ، وأعلن الجيش الروسي أنه علق طوال يوم السبت طلعاته الجوية فوق سوريا دعما للاتفاق، وخلال مشاوراتهما الهاتفية، ناقش لافروف وكيري أيضا "إمكانات استئناف عملية مفاوضات السلام بين السوريين في إطار مجموعة الدعم الدولية لسوريا"، بحسب البيان الروسي ، أعلن الموفد الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا أنه يعتزم الدعوة الى جولة مفاوضات سلام جديدة حول النزاع السوري في 7 مارس، بعدما علقت الجولة السابقة التي استضافتها جنيف في 3 فبراير،وأكد لافروف وكيري على "الأهمية الخاصة" لتعاون البلدين بصفتهما يتقاسمان رئاسة المجموعة الدولية لدعم سوريا.
•يبدو أن الهدنة التي أعلنت قبل ساعات في سوريا ما تزال صامدة، إذ يسود هدوء حذر معظم المناطق السورية بعد تسجيل أول خرق للهدنة في تلبيسة بريف حمص واليادودة بريف درعا من قبل قوات النظام بحسب اتحاد تنسيقيات الثورة الذي أفاد باستهداف مدينة تلبيسة بقصف مدفعي، وعم الهدوء دمشق وريفها، إذ سيطر هدوء تام على مطار حميميم العسكري، وتوقف لحركة الطيران الروسي من المطار، كما ساد هدوء جبهات ريف اللاذقية الشمالي وريفي حمص وحماة الشماليين أيضا، مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وفي حلب عم هدوء أيضا معظم الجبهات فيما تخللته أصوات إطلاق نار سمعت في أحياء حلب القديمة، وكانت هيئة التنسيقيات أعلنت بعد دقائق من دخول الهدنة حيز التنفيذ، أن النظام السوري سجل أول خروقاته للهدنة في تلبيسة بريف حمص ودرعا، وصادق مجلس الأمن بالإجماع على قرار الهدنة في سوريا، فيما دعا ستيفان دي ميستورا، المبعوث الدولي إلى سوريا، لاستئناف المباحثات حول سوريا في 7 مارس المقبل.
وتوقع دي ميستورا، السبت، حدوث "سقطات" في وقف العمليات القتالية الذي بدأ سريانه عند منتصف الليل بتوقيت دمشق يوم الجمعة، وحث على ضبط النفس عند ردع أي اندلاع جديد للقتال.
وقال دي ميستورا للصحافيين في جنيف بعد إطلاع مجلس الأمن الدولي في نيويورك على الوضع "هناك فرصة كبيرة علينا أن نتوقعها لحدوث مثل هذه السقطات" في وقف القتال الذي توسطت فيه الولايات المتحدة وروسيا، وقال دي ميستورا إن مكتبه يتحرى عن تقرير عن وقوع خرق آخر لكنه لم يدل بتفاصيل، وستتولى الولايات المتحدة وروسيا مراقبة وقف العمليات القتالية عن طريق مراكز في واشنطن وموسكو وعمان ومدينة اللاذقية السورية ومقر الأمم المتحدة في جنيف، وفي حالة نشوب قتال ستخطر الولايات المتحدة وروسيا الدول الأخرى التي تدعم عملية السلام.
وقال دي ميستورا إن اللجوء إلى رد عسكري يجب أن يكون ملاذا أخيرا ومتناسبا، وإذا تماسك وقف العمليات القتالية فإن دي ميستورا يعتزم بدء جولة ثانية من محادثات السلام بين الأطراف المتحاربة في 7 من مارس تمتد لمدة ثلاثة أسابيع في المرحلة الأولى، وستظل أجندة المحادثات هي نفسها كما كانت في الجولة الأولى التي علقها دي ميستورا فجأة في الثالث من فبراير، وهي تشكيل حكومة جديدة شاملة، ووضع دستور جديد، وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في غضون 18 شهرا، وقال دي ميستورا إن قوات النظام قبلت بوقف الهجمات، ومن ضمنها القصف الجوي، مشيرا إلى أنه يتابع بنفسه مسألة إدخال المساعدات للمناطق السورية المحاصرة، وأكدت مندوبة أميركا بالأمم المتحدة أن اتفاق وقف إطلاق النار سيغير واقع ملايين السوريين.
فيما شدد نائب وزير الخارجية الروسي على ضرورة تطبيق وقف إطلاق النار دون شروط مسبقة، مؤكدا أنه لا يجب أن تضيع هذه الفرصة التاريخية للحل في سوريا، وقال مندوب مصر بالأمم المتحدة إن تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار مسؤولية كل الأطراف، من جانبه، دعا مندوب فرنسا بالأمم المتحدة لضرورة التوصل لنتائج ملموسة قائلا "لا نرغب في وعود فقط، وإنما نتائج ملموسة للسوريين" في المقابل، أعلنت هيئة المفاوضات السورية، الجمعة، أن نحو 100 جماعات المعارضة السورية المسلحة التي يحق لها المشاركة في وقف القتال أبدت استعدادها للالتزام به.
وحذرت هيئة المفاوضات من استغلال النظام وحلفائه للهدنة تحت ذريعة محاربة الإرهاب.
المشهد المحلي:
•أعلنت هيئة المفاوضات السورية، اليوم الجمعة، أن نحو 100 جماعات المعارضة السورية المسلحة التي يحق لها المشاركة في وقف القتال أبدت استعدادها للالتزام به، وحذرت هيئة المفاوضات من استغلال النظام وحلفائه للهدنة تحت ذريعة محاربة الإرهاب وفي بيان، أكدت الهيئة العليا للمفاوضات موافقة فصائل الجيش الحر والمعارضة المسلحة على الالتزام بهدنة مؤقتة تبدأ في تمام الساعة (00:00) من صباح يوم السبت. وتستمر لمدة أسبوعين، مشيرة إلى ضرورة استيفاء الملاحظات التي أبدتها على مسودة مشروع الهدنة الذي تقدمت به الولايات المتحدة الأميركية وروسيا الاتحادية، وتأتي هذه الموافقة عقب تفويض 97 فصيلاً من المعارضة، الهيئة العليا للمفاوضات باتخاذ القرار فيما يتعلق بالهدنة، حيث تم تشكيل لجنة عسكرية يترأسها المنسق العام للهيئة للمتابعة والتنسيق، مع التأكيد على ضرورة استيفاء الملاحظات التي تقدمت بها الهيئة إلى الأمم المتحدة، والتي تتضمن مجموعة من الضوابط التي يتعين الأخذ بها لإنجاح الهدنة ووقف الأعمال العدائية في سوريا، وكانت الهيئة العليا للمفاوضات قد أرسلت يوم الأربعاء الماضي مذكرة إلى مجموعة "أصدقاء سوريا" وإلى رئيس مجلس الأمن وإلى المبعوث الأممي لسوريا، تثمن فيها الجهود الدولية المبذولة لحماية المدنيين، وتؤكد التزامها بالحل السياسي الذي يضمن تحقيق عملية انتقال للسلطة في سورية يبدأ بإنشاء هيئة حكم انتقالي تمارس كامل السلطات التنفيذية، لا مكان لبشار الأسد وزمرته فيها، وذلك وفقاً لما نص عليه بيان جنيف لعام 2012، وقرارات مجلس الأمن (2118/2013) و(2254/2015)، وطالبت الهيئة المجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤولياته وواجباته القانونية في حماية الشعب السوري من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها قوات النظام السوري والميليشيات المتحالفة معه، وقوات المرتزقة، ومن جرائم الحرب التي ترتكبها القوات الروسية والإيرانية على الأراضي السورية، ونصت المذكرة على مجموعة من الملاحظات التي تتضمن المطالبة بتنفيذ الهدنة من خلال مجموعة "أصدقاء سوريا"، وإلزام روسيا وإيران بوقف العمليات العدائية في سوريا باعتبارهما طرفاً أساسياً في القتال لصالح النظام، مذكرة في الوقت نفسه أن "الهدنة" في القانون الدولي تتم وفق قرار ميداني تلتزم به القوى الفاعلة على الأرض، ولا تتضمن أية التزامات سياسية، وبناء عليه فإنها يجب أن تركز على التنفيذ المباشر والفوري غير المشروط للمواد (12 و13 و14) من قرار مجلس الأمن 2254، مؤكدة أن عدم تنفيذ هذه المواد طبقاً لما نص عليه القرار 2254 في بدء سريان هذه الهدنة يعتبر عدم التزام بها، وطالبت الهيئة العليا للمفاوضات بضرورة عدم استغلال النظام وحلفائه نصوص المسودة المقترحة للاستمرار في العمليات العدائية ضد فصائل المعارضة تحت ذريعة محاربة الإرهاب، وعدم إتاحة المجال لروسيا بالاستمرار في النسق الإجرامي لعمليات القصف الجوي التي تسببت بمقتل آلاف المدنيين وتدمير المدارس والمستشفيات وغيرها من الأهداف المدنية، مؤكدة على حق المعارضة في الدفاع عن نفسها ضد أية هجمات يمكن أن تتعرض لها.
وأشارت الهيئة إلى ضرورة وضع آلية دولية تتضمن إطاراً زمنياً واضحاً ومحدداً لسريان هذه الهدنة المؤقتة وانتهائها، وتحديد إجراءات فرض الامتثال وضمان عدم خرقها، وتخويل جهة محايدة للتحقق من تنفيذ شروطها ومتطلباتها من قبل جميع الأطراف، والإبلاغ عن أية خروقات وتحديد المسؤولين عنها، وأكدت الهيئة أن عدم استيفاء الملاحظات الأساسية التي تقدمت بها، سيدفعها للإعلان عن الهدنة من طرف واحد وفق القوانين الدولية الناظمة لسير الهدن والالتزام بوقف العمليات القتالية من طرفها بصورة مؤقتة، بهدف المساعدة في تنفيذ المواد الإنسانية في قرار مجلس الأمن 2254، وتسهيل عمليات توصيل المساعدات لجميع من هم في حاجة إليها، وذلك بالتزامن مع إنشاء جسد رقابي من طرفها لرصد الخروقات وتحديد الجهات المسؤولة عنها، وإبلاغ الجهات ذات الصلة بشأنها، وقياس مستوى تحسن الوضع الإنساني خلال فترة الهدنة، مع احتفاظ الفصائل بحق الدفاع عن نفسها ضد أي عدوان خارجي، وقال رئيس الهيئة الدكتور رياض حجاب: "ملتزمون بالشفافية الكاملة تجاه الشعب السوري، ولسنا معنيين بأية صفقات خارجية تتم في منأى عنه، هدفنا من الهدنة هو إتاحة مجال تنفيذ البنود الإنسانية في قرار مجلس الأمن 2254، ولا بد أن تكون الالتزامات المفروضة في الهدنة متوازنة وشاملة وملزمة لجميع الأطراف، وأن تتم صياغتها بصورة واضحة ومحددة وفق آليات عمل لا يمكن الخلاف عليها مستقبلاً، وذلك من أجل ضمان نجاحها".
ولم يتضح بعد هل هناك أي جماعات رفضت الاشتراك في الهدنة. وبموجب بنود الاتفاق يجب على الجماعات المسلحة أن تؤكد التزامها بوقف القتال للولايات المتحدة أو روسيا.
•لم يترك رئيس النظام السوري طريقة "لإبادة" أنصاره، وخصومه، إلا واتبعها، غير عابئ إلا ببقائه في مكانه رئيساً لا يظهر إلا في سنة كبيسة أو مع دوران مذنب هالي، أو في مؤتمرات محصّنة، أو من وراء حجاب، وآخر "بدع" الأسد تمثلت بتوريط بعض أنصاره بتفجير أنفسهم على الطريقة الداعشية، اليوم أعلن أنصاره على "فيسبوك" عن مقتل المجند نسيم صالح في منطقة "خناصر"، ويسمّونه "أسد الحرس الجمهوري" أو "قاهر داعش". و"قاهر داعش" هذا من منطقة "جبلة" اللاذقانية قرية "بيت ياشوط"، وذكر أنصار الأسد على صفحاتهم أن نسيم صالح كاد يتعرض للأسر على يد "داعش" في منطقة "خناصر" ففجّر نفسه بهم، وقتل على الفور، ورواية أخرى قالت إن الذخيرة قد نفدت منه ففجر نفسه بعناصر من "داعش"، "أسد الحرس الجمهوري" السالف، ليس الأول الذي يدفع به نظام الأسد الى قتل نفسه، بل سبقه عدد من جنود النظام إلى تلك العمليات التي كان دعا إليها علناً سفير النظام السابق لدى الأردن بهجت سليمان، فقد سبق وأعلن أنصار الأسد عن قيام المجند في جيش الأسد المدعو تمام أحمد علي، بتفجير نفسه بـ"مجموعة من المسلحين" في وقت سابق من عام 2015 أيضاً، وعلى حد ما تنقله صفحات الأسد الموالية لنظامه، فإن الطيار الذي سقطت طائرته في ريف السويداء عام 2015 ويدعى حسن محمد محمود، قد قام بتفجير نفسه بمجموعة من "داعش" كما قالوا، وبهذا يكون الأسد يفتك بأنصاره فتكاً، إلى درجة أنه يستخدمهم كمجرد رقم للدفاع به عن نفسه. ففي كل مرة يُسأَل عن عدد القتلى في سوريا، يجيب بأن نصف هذا الرقم هو لقتلى الجيش أو قتلى أنصاره، ودائماً ما يتعامل مع عدد القتلى من أنصاره على أنه "عذر مخفف" له، وكلما ازداد عددهم، أصبح هو بريئاً، وتنقل المعلومات من داخل المنطقة الساحلية الموالية للأسد، بأن كل قراها وأحيائها تحولت الى ما يشبه المدافن. أصبحوا يدفنون موتاهم في البيوت وعلى أطراف الحدائق وفي الحقول والبساتين، وأغلب هؤلاء القتلى هم من أبناء العائلات الفقيرة المعدمة، إذ يندر أن يسقط أي قتيل من أبناء العائلات الشهيرة في المنطقة.
•حذر معارضون مسلحون سوريون تركمان من خطورة سيطرة قوات النظام على جبل التركمان في ريف اللاذقية، خصوصا بعد تصعيد النظام وحليفه الروسي لهجماته على المنطقة.
في هذا السياق، قال رئيس المجلس التركماني عبد الرحمن مصطفى، في تصريح لصحيفة "عربي21"، إن سيطرة النظام على منطقة جبل التركمان من شأنه "إحداث تغيير في التركيبة السكانية المجاورة لمنطقة أنطاكيا، وأضاف: "إذا كانت سوريا محكومة بلعنة الجغرافية السياسية فإن الظروف التاريخية شاءت كذلك أن يكون التركمان في وسط الصراع داخل سوريا، فهم يتواجدون في حمص ضمن المناطق الفاصلة بين السنة وبين العلوييين، وفي القنيطرة بين الدروز والسنة"، واستطرد: "وفي تل أبيض بين الأكراد والعرب، دائما كانوا يدفعون الثمن، أما في الساحل فهم يشكلون كتلة فاصلة بين العلويين في سوريا وبين المكون المشابه لهم في أنطاكيا التركية"، من جهته قال المعارض التركماني يوسف منلا إن منطقة ريف اللاذقية عموما وجبل التركمان بشكل خاص يمثل أحد أخطر مناطق سوريا، ويمثل وجود النظام فيها خطرا على تركيا إذ ستصبح ممر العلويين باتجاه لواء اسكندرونا، وبخصوص التصعيد العسكري الأخير على المنطقة، لا يرى عبد الرحمان مصطفى أنه مرتبط بالخلاف المتصاعد بين روسيا وتركيا على خلفية إسقاط تركيا للمقاتلة الروسية، وأوضح أن "الهجوم الروسي تم منذ اللحظة الأولى لبدء العملية الروسية في 30 أيلول/سبتمبر، والروس أرادوا أن تتم السيطرة لقوات النظام على منطقة جبل التركمان وجبل الأكراد حتى يتمكنوا من التوجه إلى جسر الشغور وإدلب"، وتابع رئيس المجلس التركماني أن المعارضة المسلحة في المنطقة في حاجة لمزيد من الدعم، قائلا: "نطلب الكثير من السعودية ومن قطر ومن تركيا.. وتركيا قدمت الكثير للثورة السورية" في السياق ذاته، يقول يوسف منلا: "تراجع الدعم، خصوصا بعد التدخل الروسي كان له دوره في التقدم الذي أحرزته قوات النظام، فلم يكن بالإمكان مواجهة الطيران الروسي إلا بالصواريخ المضادة ولو توفرت لنا صواريخ لإسقاط طائرات روسيا ولو مجرد طائرتين أو ثلاث في جبل التركمان لتغيرت المعادلة، فالدعم الأرضي لا يستطيع أن يواجه الطيران الروسي"، من جانبه يقول قائد الفرقة الثانية الساحلية بشار الملا لـ"عربي21": "خلال السنوات الخمس الماضية كان دعم المنطقة ضعيفا مقارنة بباقي المناطق وما قدم لها من الذخائر لا يسد الحاجة التي لا تفي بالغرض فنحن نحتاج إلى صواريخ ومضادات نوعية"، بشار الملا وبعد أن أكد على أهمية منطقة الساحل الاستراتيجية يشير إلى أن "إيقاف تسليح المنطقة والضغط الخارجي الذي مارسته القوى الإقليمية حين حرر الثوار منطقة كسب كان لإيقاف المعركة (معركة الساحل الأولى) بحجة حماية الأقليات"، في إشارة منه للأقلية الأرمينية، وعن هذه المعركة قال يوسف المنلا: "في فترة من الفترات تقدمنا ووصلنا للقرب من القرداحة ولكننا واجهنا خط نار عنيف وغير مسبوق، وكأن هناك إشعارا بوجود خط معين ومرسوم بأن هذا المكان غير مسموح لنا تجاوزه، في تلك اللحظات كان يمكن لنا أن نحقق تقدما ولكن الداعمين لم يقدموا دعمهم بالشكل الكامل"، لا تبدو الأمور في جبل التركمان جيدة، يقول قائد الفرقة الثانية الساحلية، "بعد الحملة الشرسة التي قادتها القوات الروسية إلى جانب ميليشيات الدفاع الوطني وجيش النظام، خسر الثوار 60 % من جبل التركمان، وإذا ما تمت السيطرة على بقية القطاع، أي المنطقة الفاصلة بين جبل التركمان وجبل الأكراد وهي تل باشور، العيدو، كنسبا، سينقطع طريق الإمداد من جهة حلب وإدلب عن جبل التركمان وبالتالي سقوط الجبل بشكل كامل"، ورغم ما حققه النظام من تقدم إلا أن الفصائل المقاتلة مازالت موجودة وهي بحسب بشار الملا الفرقة الساحلية الثانية والفرقة الساحلية الأولى في جبل الأكراد، بالإضافة لأعداد قليلة من أحرار الشام وفيلق الشام، أما المؤازرات التي تم الحديث عنها فلم تصل إلا بأعداد قليلة من فصائل جيش الفتح لا تتجاوز أعدادهم الخمسين، ويصر المعارضون التركمان والقادة العسكريين منهم على التمسك بمناطقهم والقتال لاسترداد ما سيطر عليه النظام، فهم جزء لا يتجزأ من النسيج السوري وقدموا خلال الثورة بحسب إحصاءات أكثر من 25 ألف شهيد.
•أعلنت الهيئة العليا للمفاوضات، الممثِلة لأطياف واسعة من المعارضة السورية، موافقة فصائل الجيش الحر والمعارضة المسلحة على الالتزام بهدنة مؤقتة تبدأ من صباح السبت وتستمر لأسبوعين ،وذكرت الهيئة في بيان الجمعة أن "هذه الموافقة تأتي عقب تفويض 97 فصيلا من المعارضة الهيئة العليا للمفاوضات باتخاذ القرار فيما يتعلق بالهدنة"، وأشارت إلى ضرورة استيفاء الملاحظات التي أبدتها على مسودة مشروع الهدنة الذي تقدمت به الولايات المتحدة الأميركية وروسيا، موضحة أن عدم استيفاء هذه الملاحظات سيدفعها للإعلان عن هدنة من طرف واحد بصورة مؤقتة بهدف تسهيل عمليات إيصال المساعدات الإنسانية، وكشفت تلك الهيئة عن تشكيل لجنة عسكرية يترأسها المنسق العام للهيئة رياض حجاب "للمتابعة والتنسيق" من أجل إنجاح تطبيق الهدنة، وأكدت أنها سترصد أي خروقات وتحدد الجهات المسؤولة عنها، وتقيس مستوى تحسن الوضع الإنساني خلال فترة الهدنة، مع احتفاظ الفصائل المسلحة بحق الدفاع عن نفسها ضد ما وصفته بأي عدوان خارجي، وطالبت الهيئة العليا للمفاوضات -التابعة للمعارضة- النظام وحلفاءه بعدم استغلال اتفاق "وقف الأعمال العدائية" لمواصلة الهجمات "تحت ذريعة محاربة الإرهاب"، وأكدت الهيئة المعارضِة التزامها بحل سياسي يضمن تحقيق عملية انتقال للسلطة في سوريا "يبدأ بإنشاء هيئة حكم انتقالي تمارس كامل السلطات التنفيذية، لا مكان لـ بشار الأسد وزمرته فيها"، وكانت موسكو وواشنطن أعلنتا الاثنين الماضي عن اتفاق لوقف "الأعمال العدائية" في سوريا، اعتبارا من يوم 27 فبراير/شباط الجاري، لا يشمل تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة وغيرهما من الجماعات المدرجة على قائمة "الإرهاب" من قبل الأمم المتحدة.
المشهد الإقليمي:
•أعلن المتحدث باسم الرئاسة التركية ابراهيم كالين الجمعة أن تركيا “قلقة جداً” بشأن صمود وقف إطلاق النار، الذي سيدخل حيز التنفيذ في الساعات المقبلة في سوريا بسبب استمرار القصف الروسي، وقال خلال مؤتمر صحافي في أنقرة “ندعم مبدئياً وقف إطلاق النار. اضطلعت تركيا بدور ناشط في اتخاذ مثل هذا القرار”. وأعرب عن تشاؤمه بسبب “أحداث وقعت في الماضي”، وأضاف “إننا قلقون جداً بشأن مستقبل هذه الهدنة بسبب استمرار القصف الروسي وهجمات قوات (الرئيس السوري بشار) الأسد على الأرض”، وأكدت روسيا الجمعة أنها ستواصل قصف “المنظمات الارهابية” في سوريا لكنها رفضت تأكيد شن غارات صباحاً خصوصاً ضد معاقل معارضة معتدلة. وأعلن نظام دمشق والمعارضة المسلحة والقوات الكردية أنها ستحترم وقف إطلاق النار برعاية اميركية وروسية، ويفترض أن يدخل حيز التنفيذ منتصف ليل السبت. وتستثني الهدنة جهاديي تنظيم “الدولة الإسلامية” و”جبهة النصرة”.
وقال كالين “نريد أن نعرف ما سيحصل بشكل ملموس على الأرض”و أكد رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو أن وقف إطلاق النار “غير ملزم” لتركيا التي سترد على أي هجوم على أراضيها من الميليشيا الكردية التي تعتبرها “منظمة إرهابية”، وكان داوود اوغلو يشير إلى قوات “حزب الاتحاد الديموقراطي”، الفصيل الكردي الرئيسي في سوريا وذراعه المسلحة “وحدات حماية الشعب”، التي تسيطر على المناطق على الحدود التركية، واستفادت مؤخراً من هجوم قوات النظام شمال البلاد بدعم من الطيران الروسي للتقدم.
•أعلن متحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجمعة أن تركيا لا تعتزم القيام بعملية برية منفردة في سوريا، مضيفاً أن أنقرة ستعمل بالتعاون مع التحالف الدولي، وقال المتحدث إبراهيم كالين في مؤتمر صحافي "قلنا مراراً أننا سنعمل بالتعاون مع التحالف. وبالتالي من غير المطروح اتخاذ أي استعدادات لتوغل بري في سوريا، سواء كان منفردا أو مع السعودية أو دول أخرى."، وكانت تركيا طالبت قبل أسابيع بعملية برية في سوريا، لكنها أوضحت مراراً أنها يجب أن تكون تحت غطاء التحالف الدولي، كما أوضحت السعودية مراراً أنها تؤيد عملية برية في سوريا ضمن عمليات التحالف الدولي.
•وصلت أربع مقاتلات تابعة للسلاح الجوي السعودي إلى قاعدة "إنجرليك" التركية، بعد يوم من إعلان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أغلو، الخميس، إنها قد تصل في غضون يومين.
وقال جاويش أوغلو، إن طواقم عسكرية ومعدات من السعودية والإمارات وصلت إلى تركيا،الخميس، قائلا إنه من المنتظر وصول الطائرات خلال فترة وجيزة وقال جاويش أوغلو، إن تركيا قالت منذ البداية إن الغارات الجوية "لن تطهّر سوريا من داعش"، وأكدت أهمية دعم العناصر الموجودة في المنطقة، مثل العرب السنة والتركمان والأكراد، وأهمية تنفيذ عمليات برية وجميع أنواع الاستراتيجيات، بجانب الغارات الجوية، وأكد أن التحالف الدولي "بحاجة إلى استراتيجية واضحة، وكفاح شامل يركز على النتائج، لمحاربة داعش"، وأشار جاويش أوغلو، إلى أن تركيا قامت في إطار عملها على وقف المقاتلين الأجانب، بحظر دخول 37 ألف شخص إلى تركيا، وترحيل 3100 شخص لخارج تركيا، ومنع دخول أكثر من 1700 شخص إلى تركيا، بفضل عمل قوات الأمن التركية في المطارات ومحطات الحافلات، وفي ما يتعلق بالتحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب بزعامة المملكة العربية السعودية، قال جاويش أوغلو إنه "لن يتم تشكيل قوة عسكرية في إطار التحالف، وإنه سيقوم بدور في العمل الاستخباراتي، وتبادل المعلومات، ووضع الاستراتيجيات، ومكافحة الإسلاموفوبيا"، وأضاف وزير الخارجية، أن تركيا "تنظر بإيجابية إلى التطورات الحالية في الأزمة السورية وتدعمها، إلا أنها تتعامل معها بحذر، لأن المهم هو التطبيق على الأرض"، مشيرا إلى أن بلاده دعمت منذ البداية الحل السياسي في سوريا، وأكد جاويش أوغلو أن "العملية الانتقالية في سوريا مطلب للجميع، وليس من الوارد أن تكون المعارضة السورية طرفا خاسرا فيها، حيث إنها ترغب في تحقيق تحول سياسي في سوريا، وليس في سيطرة منظمات مثل داعش و(ب ي د) وجناحها العسكري (ي ب ك) على مناطق في البلاد"، وأضاف جاويش أوغلو: "نحن في المجموعة الدولية لدعم سوريا، ليس هدفنا منح الأراضي السورية لجهة ما، وإنما تحقيق وحدتها من خلال إنجاز التحول فيها".
المشهد الدولي:
•قال فلاديمير تشيزوف، سفير روسيا في الاتحاد الأوروبي، إن اتفاقية وقف الأعمال العدائية التي من المفترض انطلاقها منتصف ليل الجمعة إلى السبت، تعتبر خطا فاصلا بالنسبة لجماعات المعارضة السورية، لافتا إلى أن الحديث عن وجود خطة احتياطية لن يساعد، جاء ذلك في مقابلة لتشيزوف على CNN حيث قال: “شروط وقف إطلاق النار في الاتفاق تخلق ما قد يوصف بخط فاصل بالنسبة للجماعات المعارضة المختلفة في سوريا لتقرر إلى جانب من ستقف، إذا قبلت الاتفاق عندها سيصبحون جزءا من العملية السياسية وسيكون مرحبا بهم على طاولة المحادثات في جنيف، وإذا لم يقبلوا عندها سيعني ذلك أنهم وقفوا في صف داعش والنصرة وغيرها من الجماعات التي تعتبر إرهابية، وأضاف: “ما يهم سلاح الجو الروسي هو الاستمرار في استهداف داعش والنصرة وكذلك الجيش السوري بقيادة الرئيس بشار الأسد من خلال الاستمرار في عملياته الأرضية”، وحول الخطة الاحتياطية التي أعلن عنها وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري حول سوريا في حال فشلت اتفاقية وقف الأعمال العدائية، دون بيان تفاصيل الخطة، قال تشيزوف: “روسيا ليست لديها خطة احتياطية، ولم نسمع أس شيء من الأطراف الأخرى بما فيها أمريكا حول وجود أي خطط احتياطية، واعتقد أن الحديث عن مثل هذا لا يساعد”، وأوضح السفير الروسي: “عندما نطلق مبادرة للسلام ونتحدث بعدها مباشرة عما سنقوم به إذا فشلت المبادرة عندها يمكن التشكيك في مدى التزامك بها.
•كشف مسؤول غربي معني بالملف السوري "أن الاتفاق الأمريكي – الروسي على وقف الأعمال العدائية، رسالة واضحة إلى الأطراف المعنيين بأن القيادة الروسية هي التي تحدّد مع الإدارة الأمريكية قواعد اللعبة وشروطها في هذا البلد، لا رئيس النظام السوري بشار الأسد"، وفي مقال للكاتب اللبناني عبد الكريم أبو النصر، في صحيفة "النهار" اللبنانية؛ قال أبو النصر إن المسؤول، وفي لقاء خاص بباريس، قال إن "روسيا تورطت على نطاق واسع عسكريا في الساحة السورية من أجل مصالحها ومكاسبها السياسية الخاصة، لا كمحاولة لإنقاذ الأسد"، وأضاف المسؤول أن "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اكتشف أن نظام الأسد أضعف مما كان يعتقد، ولا يملك مقومات الصمود الذاتي"، مما وضعه أمام خيارين: "عسكري، عبر الدفاع المستميت عن النظام - مما يتطلب مواصلة المهمات الحربية والاضطرار لإرسال قوات برية والبقاء طويلا في سوريا -، أو سياسي، من خلال التعاون مع أمريكا وحلفائها من أجل تطبيق الاتفاقات الدولية التي وافقت عليها موسكو وإنهاء الحرب"، وفصل المسؤول الغربي أن "الخيار الأول لن ينقذ سوريا ولن يسمح للأسد بفرض سيطرته الكاملة مجددا على البلد، وبإعادة الاستقرار إليه ومعالجة مشاكله الهائلة، بل إنه يطيل الحرب ويلحق المزيد من الكوارث ويضاعف أعداد المهاجرين والمشرّدين والقتلى، ويهدد بتفجير نزاع ساخن إقليمي – دولي"، موضحا بأن ذلك "يكلف روسيا، التي تعاني أساسا من مصاعب اقتصادية ومالية كبيرة بسبب انخفاض أسعار النفط والعقوبات الدولية، نفقات ضخمة، ويشكل هزيمة لقيادتها التي تكون أثبتت للعالم أنها قادرة على القتل والتدمير، لكنها عاجزة عن إنقاذ سوريا وتعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين"، أما الخيار الثاني فهو "يساعد على وقف الحرب وإنقاذ سوريا ويعزز موقف روسيا إقليميا ودوليا، إذ يجعلها شريكا أساسيا في إنجاز الحل السياسي للأزمة، بحسب المسؤول الغربي، الذي أوضح أن ثمن هذا الخيار هو "الموافقة على إنهاء حكم الأسد"، وأشار المسؤول الغربي المطلع على الملف السوري إلى أن "تنفيذ الحل السياسي استنادا إلى التفاهمات الدولية، يعني التعاون الجدي مع أمريكا وحلفائها من أجل تطبيق قرار مجلس الأمن 2254، وبيان جنيف المؤرخ 30 حزيران/ يونيو 2012، واتفاق ميونيخ"، وهي نصوص تؤكد بوضوح ضرورة الانتقال إلى نظام جديد تعددي، وتشكيل هيئة حكم انتقالي تضم ممثلين للنظام والمعارضة وتمارس السلطات التنفيذية الكاملة، وتتخذ خطوات تقود إلى قيام نظام جديد يحقق التطلعات المشروعة لكل مكونات الشعب السوري، واستنادا إلى المسؤول الغربي "فإن العلاقة الأمريكية – الروسية ليست قائمة على الثقة المتبادلة؛ لأن هذه الثقة مفقودة بل إنها قائمة في نظر الأمريكيين على مدى تنفيذ القيادة الروسية وعودها والتزاماتها"، وأضاف: "تنتظر الإدارة الأمريكية تنفيذ التزامين روسيين أساسيين: الأول حدده بوتين عندما أبلغ الأمريكيين أنه يريد مواصلة التعاون معهم، على أنه صاحب القرار الأساسي وليس الأسد في ما يتعلق بمسار النزاع السوري، وأن المطلوب من القيادة السورية الاستماع إلى ما تقترحه عليها القيادة الروسية"، أما الالتزام الثاني فهو "تطبيق اتفاق ميونيخ الذي نص على إنشاء ممرات آمنة من أجل إيصال المساعدات الإنسانية إلى السوريين المحاصرين، ونص أيضا على تشكيل مجموعة دولية يرأسها كيري ولافروف تضمن وقف الأعمال العدائية"، وأعلنت أمريكا وروسيا الاتفاق رسميا على تطبيق قرار "وقف الأعمال العدائية" الذي يستثني تنظيم الدولة وجبهة النصرة، ومراقبة هذه العملية من روسيا وأمريكا، تمهيدا لمواصلة المفاوضات في جنيف، من أجل التطبيق الكامل لقرار مجلس الأمن الرقم 2254 الذي ينص على نقل السلطة إلى نظام جديد تعدّدي، وعلى تشكيل هيئة حكم انتقالي تمارس السلطات التنفيذية الكاملة، الأمر الذي يؤدّي ضمنيا إلى إنهاء حكم الأسد.
•طالب وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير النظام السوري بالتوقف عن قصف المدنيين بـ البراميل المتفجرة،وقال شتاينماير -في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه- إن تقارير إعلامية تحدثت عن قصف نظام الرئيس السوري بشار الأسد لمدينة داريا بالبراميل المتفجرة "تبعث على الانزعاج الشديد"، ودعا الأطراف كافة للامتناع عن القيام بأي خطوات من شأنها تهديد الهدنة المتوقع دخولها حيز التنفيذ فجر السبت بين النظام السوري والمجموعات المسلحة المعارضة له، باستثناء جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية، وعبر شتاينماير عن أمله بدخول هذه الهدنة حيز التنفيذ بعد إبداء الأطراف السورية كافة استعدادها للمشاركة بها، وأشار إلى أن النجاح بتطبيقها يمثل خطوة مهمة في الطريق لتنفيذ اتفاق جنيف، وأشار إلى أن بدء الهدنة يأتي بعد النجاح في إيصال المساعدات الإنسانية حتى الآن إلى 120 ألف سوري بمناطق مختلفة محاصرة، ورأى الوزير أن النجاح بإيصال هذه المساعدات لهذا العدد من السوريين المحاصرين يظهر تحقيق مباحثات ميونيخ خطوات مشجعة، وشدد على الحاجة للحصول على تصاريح سريعة لإدخال المساعدات الإنسانية للسوريين بعدد آخر من المناطق المحاصرة، ودعا للمضي قدما في محاولات إدخال المساعدات للسوريين المحاصرين جوا، ولفت إلى مشاركة ألمانيا بهذه العملية التي بدأتها الأمم المتحدة الأربعاء، وأوضح أن إلقاء المساعدات من مسافات شديدة الارتفاع من الجو يزيد من صعوبة وصولها.
•قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن بلاده ستبذل وسعها لتعزيز فرص نجاح اتفاق وقف العمليات العدائية في سوريا، مؤكدا أن لا هوادة في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية الذي تبدأ هزيمته بإنهاء الفوضى والحرب هناك، وأكد أوباما في خطاب ألقاه بعد اجتماع مع مجلس الأمن القومي الأميركي في وزارة مقر الخارجية “سنفعل كل ما في وسعنا لتعزيز فرص نجاح اتفاق وقف العمليات العدائية”، مشيرا إلى أن الحرب في سوريا ليست حربا أهلية فحسب، بل حربا بالوكالة بين قوى إقليمية، واعتبر أوباما أن الجميع يدرك الحاجة إلى وقف الغارات والعمليات العدائية في سوريا، لأن ذلك -في حال تنفيذه- من شأنه أن ينقذ الأرواح ويحد من المعاناة، مشيرا إلى أنه يجب على كل أطراف اتفاق وقف العمليات القتالية إنهاء الهجمات الجوية، وأكد أنه لا يوجد طرف محايد داخل سوريا يمكنه التحقق من حقيقة وقف الأعمال العدائية، وقال إنه يأمل أن تلتزم كل من روسيا والنظام السوري بوقف إطلاق النار في الوقت نفسه، شدد أوباما على أنه يجب إزاحة الأسد عن السلطة، مشيرا إلى أنه لا بديل عن هذا الخيار لبناء مستقبل سوريا، لكنه قال أيضا إن مصير الأسد ما زال مصدر اختلاف بين واشنطن وموسكو وطهران، وفي الخطاب الذي خصص معظمه لتنظيم الدولة، عبر أوباما عن ثقته في أن الولايات المتحدة ستنتصر في حربها ضد التنظيم، مشددا على أن وضع حد للصراع في سوريا -على حد تعبيره-سيكون عاملا أساسيا للقضاء على التنظيم، وأكد أنه لن يكون هناك وقف لإطلاق النار مع عناصر تنظيم الدولة، وأن بلاده ستظل تلاحقه “بلا هوادة” وفي أي مكان حتى “تدميره”، وأنه أصدر توجيهاته لفريق الأمن القومي بتعزيز العمليات ضد التنظيم، كما أكد أوباما أن تنظيم الدولة شهد تراجعا في الفترة الأخيرة، حيث لم يحقق أي نجاح ميداني في العراق وسوريا منذ الصيف الماضي، وفقد أكثر من 40% من الأراضي التي كان يسيطر عليها في العراق، كما أن إمداداته من المقاتلين الأجانب قد تراجعت.
المشهد المحلي:
•قصفت روسيا مناطق تسيطر عليها المعارضة المسلحة في شمال غرب سوريا، الخميس، كما قصفت قوات الحكومة ضاحية في العاصمة في نفس اليوم، قبل الوقف المزمع للقتال والذي توقعت المعارضة المسلحة أن تتجاهله دمشق وموسكو، ومن المقرر أن يبدأ تنفيذ اتفاق "وقف الاقتتال" الذي تم التوصل إليه بين الولايات المتحدة وروسيا منتصف ليلة السبت. لكن معارضي الرئيس بشار الأسد يقولون إنهم يتوقعون أن تواصل الحكومة هجومها بوصفها لمقاتلي المعارضة بأنهم من مسلحي القاعدة الذين لا تشملهم الهدنة، ووافقت دمشق على الاتفاق كما وافق تحالف المعارضة الرئيسي عليه على الرغم من أنه أبدى استعداده للالتزام بوقف إطلاق النار لمدة أسبوعين بالنظر إلى تحفظات المعارضة القوية على الاتفاق. لكن الحكومة وحلفاءها سيسمح لهم بمواصلة الضربات ضد تنظيم الدولة وجبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة، وتقول الحكومة أيضا إن الاتفاق يمكن أن يفشل إذا أمدت الدول الأجنبية المعارضة بالأسلحة، أو إذا استغلت المعارضة الهدنة لإعادة التسلح، وتركز القتال في الأيام الأخيرة قبل الهدنة على داريا -وهي ضاحية محاصرة بالعاصمة يسيطر عليها مقاتلون تصفهم الحكومة بأنهم متشددون من جبهة النصرة لكن مسلحي المعارضة يقولون إنهم من جماعات أخرى- وعلى الشمال الغربي قرب الحدود التركية، وحولت أربعة أشهر من الضربات الروسية دفة القتال لصالح الأسد في الحرب المستمرة منذ خمس سنوات والتي قتلت أكثر من 250 ألف شخص، وتسببت في أسوأ أزمة لاجئين في العالم، واجتذبت الحرب الأهلية المتعددة الأطراف أغلب القوى الإقليمية والدولية حيث شكلت دول غربية وعربية وتركيا تحالفا ضد تنظيم الدولة في نفس الوقت الذي تدعم فيه هذه الدول مسلحي المعارضة الساعين للإطاحة بالأسد الذي تدعمه روسيا وإيران، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن طائرات هليكوبتر تابعة للجيش أسقطت 30 برميلا متفجرا على الأقل على داريا، الخميس. ويقول معارضو الأسد إن الجيش يسقط براميل مملوءة بالمتفجرات والشظايا لتتسبب في أضرار عشوائية في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة، وتوقع متحدث باسم المعارضة المسلحة في الجنوب أن تكون ضاحية داريا أول مكان تنهار فيه الهدنة.
وقال أبو غيث الشامي، المتحدث باسم جماعة ألوية سيف الشام، وهي جزء من تحالف للمعارضة المسلحة في الجنوب، إن الحكومة تريد استغلال وقف إطلاق النار وتركيز نيرانها على داريا للسيطرة عليها، مضيفا أن المعارضة لن تقبل مثل هذا الانتهاك، وأشار مصدر عسكري سوري إلى أن دمشق تعتزم مواصلة القتال في داريا على الرغم من الهدنة، وقال المصدر العسكري إن هناك دليلا على أن جبهة النصرة موجودة هناك، وإن القوات الحكومية ستواصل العمليات في أي مكان توجد فيه جبهة النصرة، وتصاعدت حدة القتال في اليومين الماضيين في محافظة اللاذقية بشمال غرب البلاد والتي تنشط فيها جماعات الجيش السوري الحر - المدعومة من أعداء الأسد الأجانب - بالقرب من مناطق جبهة النصرة ومتشددين آخرين، وقال فادي أحمد، المتحدث باسم كتيبة الفرقة الساحلية الأولى المعارضة، إن الحكومة تحاول استعادة السيطرة على شمال اللاذقية قبل 26 شباط/ فبراير، وأضاف أن المعارك شرسة جدا، وأن معارك عنيفة دارت، الأربعاء، في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في ريف اللاذقية. وقال إنه لا يتوقع أن تلتزم الحكومة أو حلفاؤها الروس بالهدنة، مضيفا أنه شاهد قبل دقائق طائرة روسية تقصف مناطقهم في ريف اللاذقية، وقال المصدر العسكري السوري، أيضا، إن العمليات مستمرة حتى الآن في شمال اللاذقية قبل وقف الأعمال القتالية، واستعادة مناطق في محافظة اللاذقية على الحدود مع تركيا أولوية قصوى للحكومة السورية وحلفائها منذ أن بدأت روسيا ضرباتها الجوية، وهي واحدة من عدة مناطق حققت فيها الحكومة تقدما كبيرا هذا العام، وأكد رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، وقوع ضربات جوية مكثفة في شمال اللاذقية يومي الأربعاء والخميس، وتوقع عبد الرحمن أن يعطي وجود جبهة النصرة وجماعات تتبنى فكرا مشابها لها الحكومة ذريعة لمواصلة الهجوم هناك بعد بدء تنفيذ الاتفاق، ومن بين الأهداف الرئيسية لوقف الأعمال القتالية السماح بوصول المساعدات الإنسانية الضرورية إلى المدنيين خاصة في المناطق المحاصرة التي قطعت عنها الإمدادات، وقالت متحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، إن عملية إسقاط مساعدات غذائية جوا لنحو 200 ألف شخص محاصرين في مدينة دير الزور السورية قد فشلت يوم الأربعاء، حيث لحقت أضرار بكل الصناديق التي أسقطت بالمظلات أو سقطت في مناطق غير مأهولة أو لم يستدل عليها وقال يان إيجلاند، مستشار الأمم المتحدة، إن وقف الأعمال القتالية يمكن أن ينقذ المدنيين من "التهلكة" وينهي "فصلا أسود" من عمليات الحصار، وقال الأسد للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، إن حكومته مستعدة للمساعدة في تطبيق وقف القتال. وأكد الرئيسان أيضا على أهمية مواصلة القتال دون هوادة ضد تنظيم الدولة وجبهة النصرة والمتشددين الآخرين الذين لا تشملهم الهدنة، وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الأربعاء، إنه حذر من الإفراط في التوقعات، لكن إذا تحقق بعض التقدم فسيؤدي هذا لعملية سياسية لإنهاء الحرب، ورد المسؤولون الروس على تصريحات لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري قال فيها إن واشنطن ستدرس "خطة بديلة" إذا فشل وقف إطلاق النار. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قوله إنه ليست هناك "خطة بديلة"، واتهمت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا "بعض المسؤولين الأمريكيين" بمحاولة "إفساد" خطة وقف إطلاق النار، لكن بعد أكثر من خمس سنوات من الفشل في التفاوض على أي إنهاء للقتال ومع تدخل روسيا الذي كان له أثر حاسم على الأرض لم يتضح نوع الخطة البديلة التي قد تبحثها واشنطن إذا فشلت الهدنة، وقال بوب كوركر، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي، وهو من الجمهوريين المنتقدين لإدارة أوباما، متحدثا عن بوتين "أعتقد أنه يدرك أنه لا توجد خطة بديلة" وقال مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، ستافان دي ميستورا، إنه سيعلن يوم الجمعة موعدا لجولة جديدة من المحادثات بين الأطراف السورية المتحاربة. وعلقت المحادثات التي أجريت هذا الشهر قبل حتى أن تبدأ، حيث قالت المعارضة إنها لا تستطيع التفاوض والقوات الحكومية تتقدم وروسيا تقصف، وقالت وحدات حماية الشعب الكردية السورية، الأربعاء، إنها ستلتزم بخطة وقف القتال لكنها احتفظت بحقها في الرد إذا تعرضت للهجوم. ووحدات حماية الشعب شريك هام على الأرض للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة لكنها تحارب أيضا جماعات معارضة أخرى في شمال غرب سوريا بالقرب من حلب. وتعتبر تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي وحدات حماية الشعب عدوا لها.
•استعادت قوات النظام السوري، الخميس، بلدة استراتيجية تقع على طريق الإمداد الوحيدة التي تربط حلب شمالاً بسائر المناطق الخاضعة له بعد يومين على سيطرة داعش عليها.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان "بأن قوات النظام السوري تمكنت، الخميس، من استعادة بلدة خناصر في ريف حلب الجنوبي الشرقي، إثر هجوم واسع بدأته الأربعاء بغطاء جوي روسي مكثف ضد داعش"، وأسفرت الغارات الروسية وحدها عن مقتل 20 عنصراً من التنظيم المتطرف، وكان التنظيم المتطرف سيطر على خناصر غداة تمكنه من قطع طريق حلب-خناصر الاستراتيجية في ريف حلب الجنوبي الشرقي، وهي الوحيدة التي يمكن لقوات النظام المتواجدة في غرب مدينة حلب ومناطق محيطة بها، سلوكها للوصول من وسط البلاد إلى محافظة حلب وبالعكس، وتعد بلدة خناصر "معبرا" إلى هذه الطريق الاستراتيجية، وقد خاضت قوات النظام معارك عنيفة لاستعادتها قبل حوالي عامين، وبحسب المرصد "لا يزال أمام قوات النظام السوري معركة أخرى لاستعادة التلال التي سيطر عليها التنظيم في محيط هذه الطريق، ليتمكن من ضمان أمنها وفتحها مجددا"، وفي ريف حلب الشمالي والشمالي الغربي، أفاد المرصد عن تعرض مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، وهي تحالف كردي عربي، طوال ليل الأربعاء- الخميس إلى قصف مدفعي تركي عنيف، من دون أن يسفر عن سقوط ضحايا، وتقصف المدفعية التركية منذ أكثر من أسبوع مواقع المقاتلين الأكراد في هذه المنطقة. وكان هؤلاء استغلوا هزيمة للفصائل الإسلامية والمقاتلة في المنطقة أمام هجوم واسع لقوات النظام منذ بداية الشهر الحالي، ليهاجموا بدورهم مقاتلي المعارضة ويسيطروا على مناطق تحت سيطرتهم تبعد حوالي عشرين كيلومترا عن الحدود التركية ويحتلوها.
•ظهر خلاف روسي مع الأسد إلى العلن، بعدما أعلنت وزارة الخارجية الروسية، أمس الأربعاء، أن الانتخابات البرلمانية التي دعا إليها الأسد يجب أن "تجري على أساس اتفاقات بين الحكومة السورية والمعارضة". وذلك في تعليق من الوزارة على المرسوم الذي أصدره الأسد، بصورة منفردة، لإجراء انتخابات نيابية في شهر ابريل المقبل، وقالت الناطقة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إن بلادها تشدد على "تمسك روسيا الكامل بالاتفاقات الخاصة بمضمون ومراحل عملية التسوية السياسية للأزمة السورية"، إلى ذلك فإن الدكتورة بثينة شعبان، المستشارة السياسية لرئيس النظام السوري، عملت أمس الأربعاء، على إيضاح موقف الأسد وتبريره لوسائل الإعلام الروسية، في محاولة منها لشرح موقف رئيس النظام السوري، بعدما أعلن عن إجراء انتخابات برلمانية، متجاوزاً الاتفاقات الروسية الدولية بهذا الشأن، والذي أوضحت خارجية روسيا بأنها "متمسكة" بها وعلى خلفية "قرارات مجموعة دعم سوريا والقرار الدولي 2254" على حد ما ذكرته الناطقة باسم الخارجية الروسية، ولهذا سارعت المستشارة الإعلامية لرئيس النظام السوري بالتحدث أمس إلى وسائل إعلام روسية، ضمن ما يعرف اختصاراً بـ"فالداي" أو نادي النقاش الدولي، في موسكو، قائلةً إنها أوضحت لوسائل الإعلام الروسية أن "الانتخابات البرلمانية في سوريا تجري وفق الدستور، وهي إجراء دستوري من واجب الحكومة أن تمضي به وفق ما نص عليه الدستور"، حسب ما نقلته الوكالة الرسمية "سانا"، ولفت في هذا السياق أن الدكتورة شعبان هاجمت منتقدي دعوة الأسد لإجراء انتخابات برلمانية، في الوقت الذي كانت فيه روسيا هي التي تعلن تمسّكها بالاتفاقات الدولية، وضرورة أن تكون الانتخابات نتيجة اتفاق ما بين الأسد والمعارضة السورية. فقالت شعبان: "المنطق الذي ينتقد الإجراءات الدستورية في سوريا يهدف إلى التغطية على تقصير الآخرين"، وحاولت شعبان التقليل من حساسية الخطوة التي لجأ إليها الأسد بإعلان انتخابات برلمانية في ابريل القادم، مطمئنة الجانب الروسي الذي أعلن اعتراضه علناً على إجراء الانتخابات بدون تنسيق مع المعارضة السورية، كما أوضحت الناطقة باسم الخارجية الروسية، فقالت لوسائل الإعلام الروسية التي أمطرتها بأسئلة عن الموضوع ذاته: "هذه الخطوة الدستورية المنطقية لا تعطل شيئاً ولا تؤثر سلباً على الإطلاق في الجهود السياسية التي تبذلها الحكومة السورية"، ويشار إلى أن الوكالة الرسمية "سانا" التي كانت في عداد وسائل الإعلام التي غطّت حضور شعبان لمؤتمر "فالداي" سألت المستشارة السياسية عن هذا الموضوع الذي أظهر خلافاً يطفو على السطح ما بين موسكو ونظام الأسد، بعد إعلان الأخير عن إجراء انتخابات برلمانية، فقالت للوكالة: "إن تنظيم الانتخابات التشريعية لا علاقة له بجهود الحكومة السورية الواضحة والمكررة مرة بعد مرة من أجل حل سياسي في سوريا".
•أعلنت الهيئة العليا للمفاوضات، الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة السورية، التزامها بـ"هدنة مؤقتة لمدة أسبوعين" بموجب الاتفاق الأميركي-الروسي الذي نص على وقف لإطلاق النار في سوريا يدخل ليل الجمعة-السبت حيز التنفيذ، وجاء في بيان الهيئة بعد اجتماع عقدته في الرياض أمس الأربعاء: "ترى الهيئة أن هدنة موقتة لمدة أسبوعين تشكل فرصة للتحقق من مدى جدية الطرف الآخر بالالتزام ببنود الاتفاقية"، وأشارت إلى أنها "درست باهتمام" البيان الأميركي-الروسي، مؤكدةً أنها "تثمن وتنظر بإيجابية لكل جهد يهدف إلى توقف قتل وقصف المدنيين السوريين والجرائم التي ترتكبها قوات النظام والميليشيات الطائفية المتحالفة معه وما تقوم به القوات الروسية من قصف عشوائي يستهدف المدنيين"، وأعلنت الهيئة "رفضها الكامل لكل أنواع وأشكال الإرهاب والتطرف بما فيها ممارسات تنظيمات: داعش، والقاعدة، وحزب الله والميليشيات الطائفية الإرهابية القادمة من العراق ولبنان وإيران وأفغانستان وميليشيا الحرس الثوري الإيراني فيلق القدس ومثيلاتها"،وأعلنت واشنطن وموسكو أن اتفاقا لوقف اطلاق النار سيدخل حيز التنفيذ في سوريا في 27 فبراير اعتبارا من منتصف الليل بالتوقيت المحلي، من دون أن يشمل "داعش" و"جبهة النصرة" و"بقية المنظمات الارهابية التي حددها مجلس الأمن"، وأوردت الهيئة أنها وضعت مجموعة من الملاحظات على الاتفاق الأميركي-الروسي من بينها "تجاهل دور روسيا وإيران في شن العمليات العدائية"، واعتبار قوات النظام السوري "قوة شرعية يسمح لها بالاستمرار في العمليات العسكرية"، وعدم تضمن "البيان تحديداً واضحاً للأراضي التي لن تشملها الهدنة بسبب السيطرة عليها من قبل التنظيمات المصنفة كمنظمات إرهابية بحسب قرارات مجلس الأمن"، وشدد الهيئة على ضرورة "تحديد هذه الأراضي قبل سريان الهدنة".
وأكدت أيضا على أهمية "تحديد إطار زمني واضح ومحدد" لها، بحيث اقترحت "تحديد إطار زمني مدته أسبوعان قابلة للتجديد رهنا بنجاح الهدنة وتنفيذ البنود 12 و13 و14 في قرار مجلس الأمن الدولي" حول سوريا والمتعلقة بايصال المساعدات ووقف قصف المدنيين وتهيئة الظروف لعودة اللاجئين، كما طالبت بـ"وجود جهة محايدة وذات مصداقية" تحدد المسؤولين عن خرق الهدنة، كما وضع آلية للإبلاغ عن أي خروقات.
•أبدت الهيئة العليا للمفاوضات لقوى الثورة والمعارضة السورية استغرابها وجود روسيا طرفا مشاركا لواشنطن في ضمان تنفيذ هدنة لمدة أسبوعين، بينما تعد موسكو شريكا أساسيا في العمليات العسكرية، لكنها رأت في هذه الهدنة فرصة لاختبار مدى التزام الطرف الآخر، وقالت إنها درست باهتمام البيان المشترك الصادر عن الولايات المتحدة وروسيا بشأن وقف القتال، مؤكدة أنها تثمن وتنظر بإيجابية لكل جهد يهدف لوقف قتل وقصف المدنيين السوريين، واعتبرت تلك الهيئة -التي يرأسها رئيس الوزراء السابق رياض حجاب- أنه كي تكون الهدنة فاعلة لا بد أن تنص على وقف كل العمليات العسكرية التي تشنها قوى خارجية على الأراضي السورية، وعبرت في بيان عن اندهاشها من تجاهل الاتفاق الأميركي الروسي لدور موسكو وطهران في شن هذه العمليات وانتهاكاتهما بحق الشعب السوري من خلال قصف المناطق الآهلة بالسكان، وطالبت الهيئة العليا للمفاوضات لقوى الثورة والمعارضة بجهة محايدة، وآليات عمل تضمن مراقبة عدم خرق الهدنة التي يتعين أن تدخل حيز التنفيذ اعتبارا من منتصف ليل الجمعة السبت،وفي واشنطن، أبدى الرئيس الأميركي باراك أوباما حذرا بشأن خطة وقف القتال في سوريا لكنه أكد للصحفيين أنه إذا تحقق بعض التقدم هناك فسيقود هذا إلى عملية سياسية لإنهاء الحرب، من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إنه تحدث مع نظيره الروسي سيرغي لافروف وإن فريقيهما سيجتمعان قريبا لمناقشة الخطة، وأضاف كيري "لست هنا لأجزم بأنها ستنجح بالتأكيد" لكن الكل يشدد على ضرورة أن يكون هناك حل دبلوماسي، وفق تعبير المسؤول الأميركي الذي تساءل عما إذا كانت روسيا وإيران ستعملان باتجاه تحقيق الانتقال السياسي بسوريا، بدوره عبر رئيس تركيا رجب طيب أردوغان عن خشيته ألا تحقق خطة وقف إطلاق النار شيئا سوى مساعدة (بشار) الأسد ، وكان رئيس النظام السوري قد أبلغ أمس الأربعاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين استعداد حكومته للمساعدة في تطبيق الاتفاق، وتأمل الأمم المتحدة أن تتيح هذه الهدنة فرصة لاستئناف محادثات السلام السورية التي انهارت هذا الشهر بعد أن شنت القوات الحكومية السورية هجوما بدعم روسي على مدينة حلب، وتقول تلك المنظمة الدولية إن الحرب في سوريا خلفت 4.5 ملايين شخص هم في حاجة لمساعدات إنسانية، ويصعب الوصول إليهم.
•دعا الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، مجلس الأمن الدولي إلى إدانة التصعيد الأخير على مدينة حلب، وحماية المدنيين من القصف الجوي العشوائي، وكسر الحصار عن مختلف المناطق السورية، وضمان مسائلة نظام الأسد عن جرائم الحرب ،جاء ذلك في رسالة وجهها ممثل الائتلاف في الأمم المتحدة نجيب الغضبان عبر بعثة المملكة المتحدة (ماثيو رويكروفت) بتاريخ 24 شباط، قبل إحاطة وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ ستيفن أوبراين، وعرضت الرسالة الآثار الإنسانية للتصعيد الأخير في القصف العشوائي على حلب من قبل روسيا ونظام الأسد، وأكدت على نداء المعارضة من أجل حماية المدنيين في أنحاء سورية، ودعا الغضبان الدول الأعضاء في مجلس الأمن إلى إدانة التصعيد الأخير في القصف الجوي على حلب من قبل نظام الأسد وروسيا، إضافة إلى إدانة كافة الهجمات الجوية العشوائية ضد مدنيين أو أهداف مدنية أو منشآت حيوية، كما دعا إلى كسر الحصار عن مختلف المناطق في سورية؛ لا المناطق التي تم الوصول إليها في 17 شباط فقط؛ بل عن كافة المناطق التي تتبع فيها سياسة التجويع بهدف الإخضاع، مشيراً إلى أنه في حال أن إنشاء ممرات إنسانية ليس ممكناً بسبب تعنت نظام الأسد، فعندها يتحتم على الدول الأعضاء إيصال المساعدات جوياً إلى المجتمعات الـ 46 المحاصرة في سورية، وطالب ممثل الائتلاف في الأمم المتحدة بحماية المدنيين من القصف الجوي العشوائي، بما في ذلك فرض منطقة خالية من القصف، لوقف الغارات العشوائية في أنحاء سورية، وأشارت الرسالة إلى ضرورة ضمان المساءلة عن جرائم الحرب، بما في ذلك تلك المرتكبة من قبل روسيا، واتخاذ خطوات لإنشاء محكمة دولية خاصة من أجل سورية بحال منع الشلل في مجلس الأمن إحالة الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية
المشهد الإقليمي:
•تتجه أنظار المجتمع الدولي إلى سورية منتصف ليل غد الجمعة، في انتظار بدء تطبيق الاتفاق الذي توصل إليه الطرفان الروسي والأميركي لوقف إطلاق نار جزئي بين الأطراف المتقاتلة في البلاد، في إطار السعي إلى تسوية دائمة للأزمة المستمرة منذ نحو خمس سنوات، ووسط مخاوف دولية من فشل الهدنة بسبب تداخل العوامل وكثرة المنخرطين في القتال ومواقع انتشارهم، تشكل «وحدات حماية الشعب» الكردية، الذراع العسكرية لحزب «الاتحاد الديموقراطي الكردي» السوري، نقطة خلافٍ بالنسبة إلى أنقرة التي تعتبرها «منظمة إرهابية»، متهمة إياها بالضلوع في اعتداء أنقرة الأخير، ودعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في كلمة تلفزيونية أمس، إلى استثناء المقاتلين الأكراد السوريين من اتفاق الهدنة على غرار تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) و«جبهة النصرة»، وعبّر عن «مخاوف من فكرة منح الدعم لوحدات حماية الشعب الكردية بحجة محاربة الدولة الإسلامية»، معتبراً أن محاربتها التنظيم ما هي إلا «كذبة كبرى».
وكان رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أكد الثلثاء الماضي، أن «وحدات حماية الشعب» تتلقى أوامرها من «حزب العمال الكردستاني»، مشيراً إلى أن القاء اللوم على «العمال الكردستاني» في اعتداء أنقرة الأخير محاولة لتبرئة «وحدات حماية الشعب»، ويدعو اتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلنته واشنطن وموسكو، أمس الأول، إلى «وقف الأعمال القتالية» بين قوات النظام والمعارضة السورية، لكنه لا يشمل تنظيمي «داعش» و«النصرة»، فيما لم تتم الإشارة إلى «وحدات الحماية» الكردية، وقد يشكل المقاتلون الأكراد سبباً إضافياً لفشل الهدنة في ظل عدم وجود رؤية واضحة حول تصنيف التنظيمات المتطرفة التي يجب أن تستثنى من الاتفاق، فمن جهة، يعتبر نظام الرئيس بشار الأسد وداعموه الفصائل المعارضة جميعها «إرهابية» على رغم قبوله وقفاً لإطلاق النار، ومن جهة أخرى تطالب أنقرة بضم المقاتلين الأكراد المحسوبين على واشنطن الى قائمة المُستثنين من وقف العمليات العسكرية، والعلاقة المتوترة بين تركيا وأكراد سورية تعود إلى ما قبل اندلاع الأزمة السورية في عام 2011 وزادت تحفظات أنقرة بعد اندلاع الثورة بسبب طبيعة العلاقة بين «الاتحاد الديموقراطي» و«العمال الكردستاني» الساعي إلى الانفصال والحصول على حكم ذاتي في جنوب شرقي تركيا، وتعود العلاقة إلى عام 1998 عندما كان زعيم «العمال الكردستاني» عبدالله أوجلان يقيم في سورية، حيث توترت العلاقات السورية – التركية حينذاك، وشجبت أنقرة دعم دمشق للحزب مهددة برد عسكري، ما حمل الأخيرة على أن تطلب من أوجلان الرحيل، وتتخوف أنقرة من امتداد «الوحدات» الكردية التي تخوض معارك شمال سورية وتحديداً في ريف حلب الشمالي، محاولةً فرض سيطرتها على طول الحدود التركية – السورية، من بلدة عفرين غرباً إلى القامشلي في أقصى شرق البلاد، ما يشكل تهديداً لأنقرة ويقدم خدمة للنظام السوري في آن، إذ سيشكل الشريط الكردي (في حال قيامه) منطقة فاصلة بين تركيا والمعارضة السورية في الداخل، ويقفل طرق الإمداد، ومن بينها معبر «مرشد بينار» التركي، أو ما يسمى معبر «باب السلامة» من الجهة السورية، إضافة إلى أنه سيشكل ساحة خلفية لدعم المسلحين الأكراد في تركيا، وعمّق سقوط مدينة تل أبيض قرب الحدود السورية – التركية في قبضة مقاتلي «الوحدات»، في حزيران (يونيو) 2015، الفجوةَ بين واشنطن وأنقرة، بسبب إمكان ربط الإدارات الكردية الثلاث في «غرب كردستان» أو ما يطلق عليها الأكراد ، وزاد قلق أنقرة من التحركات الكردية في 15 شباط (فبراير) الجاري عندما سيطر تحالف «قوات سورية الديموقراطية» المدعوم من الأكراد في شكل رئيس، على بلدة تل رفعت الواقعة بين مدينتي حلب وأعزاز قرب حدود تركيا من جهة ثانية، تميزت علاقة «الاتحاد الديموقراطي» مع الولايات المتحدة بالتجاذبات، إلا أن واشنطن اعتمدت على المقاتلين الأكراد في محاربة «داعش»، وقدمت لهم دعماً عسكرياً، خصوصاً في معركة استعادة بلدة عين العرب (كوباني) العام الماضي من قبضة التنظيم، فيما ترددت أنقرة في دعم الأكراد آنذاك وضبطت المساعدات العسكرية التي أرسلها رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني المقرب من أنقرة، فردت واشنطن بإلقاء الذخيرة من الجو إلى الأكراد لزيادة الضغط على أردوغان.
وتعتبر تركيا أن نشاط الأكراد في سورية أحيا مجدداً الحلم الكردي في الانفصال داخل تركيا، وأدى إلى إنهاء وقف إطلاق النار القائم بين أنقرة ومسلحي «الكردستاني»، منذ آذار (مارس) 2013، عقب الدعوة التي وجهها أوجلان من سجنه لوقف التمرد المسلح.
•أعلنت وحدات حماية الشعب الكردية، الخميس، التزامها بوقف إطلاق النار في سوريا، الذي سيدخل حيز التنفيذ ليل الجمعة السبت ويستثني تنظيم الدولة وجبهة النصرة، فيما عبرت عن استعدادها للرد على أي تهديد يشكل خطرا عليها، معتبرة وقف إطلاق النار ملزما لسوريا ولا يلزمها، وجاء في بيان على صفحة المتحدث باسم وحدات حماية الشعب ريدور خليل على "فيسبوك": "إننا في وحدات حماية الشعب نولي أهمية كبيرة لعملية وقف إطلاق النار المعلنة من قبل أمريكا وروسيا"، مؤكدا "سنلتزم به مع الاحتفاظ بحق الرد على المعتدي في إطار الدفاع المشروع إذا هجم علينا"، وسيدخل اتفاق أمريكي - روسي لوقف إطلاق النار في سوريا حيز التنفيذ منتصف ليل الجمعة السبت (الجمعة 22,00 ت غ)، ومن دون أن يشمل تنظيم الدولة وجبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا) و"بقية المنظمات الإرهابية التي حددها مجلس الأمن"، من جهتها أكدت قوات سوريا الديمقراطية، وهي عبارة عن تحالف عربي كردي على رأسه وحدات حماية الشعب، التزامها بالاتفاق، وقالت في بيان: "اعتبرنا هذا الاقتراح خطوة إيجابية من أجل إيجاد حل سياسي وسلمي للأزمة الراهنة في سوريا، وقمنا بإبلاغ الولايات المتحدة بقرارنا هذا"، مؤكدة أن "قواتنا ستلتزم من جهتها بوقف عملية إطلاق النار في حال تنفيذ الاتفاقية مع الاحتفاظ بحقها بالدفاع المشروع عن نفسها في حال تعرضها للهجوم من أي طرف كان".
ويدعم التحالف الدولي بقيادة واشنطن قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب في قتالها تنظيم الدولة في سوريا. وأثبت المقاتلون الأكراد أنهم الأكثر فعالية في قتال التنظيم المتطرف حيث نجحوا في طرده من مناطق عدة، لكن رئيس الحكومة التركي، أحمد داود أوغلو، أعلن، الخميس، أن اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا "ليس ملزما" لأنقرة، المصممة على الرد على أي هجوم يمكن أن يشنه المقاتلون الأكراد الذين تعتبرهم تركيا "إرهابيين" على أراضيها، وقال أوغلو في لقاء مع صحافيين في قونية (وسط تركيا) بثته شبكات التلفزيون: "هذه الهدنة ليست ملزمة ولا تعني سوى سوريا"، وأضاف: "عندما يتعلق الأمر بأمن تركيا، لا نطلب أي إذن بل سنقوم باللازم"، داعيا "المقاتلين الأكراد إلى الامتناع بشكل كامل عن مهاجمة تركيا"، ويشير داود أوغلو بذلك إلى حزب الاتحاد الديموقراطي، أكبر الأحزاب الكردية في سوريا، وجناحه المسلح وحدات حماية الشعب، اللذين يسيطران على مناطق على مقربة من الحدود التركية في الوقت نفسه، أعرب داود أوغلو عن دعمه لاتفاق "وقف الأعمال العدائية" في سوريا، وقال: "نؤيد كافة السبل التي تحقق الاستقرار والهدوء، للأوضاع التي تزهق أرواح إخوتنا السوريين"، مشددا على أنَّ "وقف الأعمال العدائية" يجب ألا يكون مبررا لهجمات جديدة أخرى، ورأى وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو أن "عدم اعتبار هذه الحركات إرهابية ينم عن سذاجة"، من جهته دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الأربعاء، إلى استثناء المقاتلين الأكراد السوريين الذين تعتبرهم أنقرة "إرهابيين" من اتفاق وقف إطلاق النار، وقال أردوغان في خطاب أمام نواب في قصره بأنقرة: "مثل تنظيم الدولة والنصرة يجب استثناء حزب الاتحاد الديمقراطي (أبرز حزب كردي سوري) ووحدات حماية الشعب (ذراعه المسلحة) وهما أيضا من المنظمات الإرهابية، من هذه الهدنة".
وأضاف: "لا يجوز التمييز بين إرهابيين صالحين وأشرار في سوريا"، داعيا المجتمع الدولي إلى إدراج حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب الكردية في خانة الحركات الإرهابية.
وقصفت المدفعية التركية مرات عدة مواقع هذا الحزب ردا على إطلاق نار من وحدات حماية الشعب، كما تقول أنقرة، وتدعم الولايات المتحدة، حليفة تركيا، الوحدات الكردية في سوريا، وتقدم لها السلاح والتمويل، وتعتبرها الطرف الأكثر فاعلية في سوريا في مواجهة تنظيم الدولة، وتقصف المدفعية التركية منذ حوالي عشرة أيام مواقع المقاتلين الأكراد في محافظة حلب (شمال)، وكان هؤلاء استغلوا تراجع الفصائل المقاتلة وبينها إسلاميون، في ريف حلب الشمالي أمام هجوم واسع لقوات النظام منذ بداية الشهر الحالي، ليهاجموا بدورهم مقاتلي المعارضة ويسيطروا على مناطق تبعد حوالي عشرين كيلومترا عن الحدود التركية.
•قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، الخميس، إن وقف إطلاق النار في سوريا لن يكون ملزما إذا هدد أمن تركيا، وإن أنقرة ستتخذ "الإجراءات اللازمة" ضد وحدات حماية الشعب الكردية السورية وتنظيم الدولة بحسب ما يتطلب الأمر، وقال داود أوغلو في تعليقات بثتها قناة "سي إن إن ترك" على الهواء مباشرة: "وقف إطلاق النار ليس ملزما لنا حين يكون هناك موقف يهدد أمن تركيا. سنتخذ الإجراءات اللازمة مع كل من وحدات حماية الشعب وتنظيم الدولة عندما نرى أن الأمر يتطلب هذا".
•وصف المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي، القتال الدائر في سوريا، والذي تقف إيران فيه إلى جانب نظام الأسد ضد المعارضة بالمال والسلاح والجنود، بأنه "حرب الإسلام على الكفر"، جاء ذلك على لسان الأمين العام لمجلس صيانة الدستور "أحمد جنتي"، في كلمة له خلال حفل تأبين 46 عسكريا إيرانيا، قتلوا خلال الاشتباكات بين قوات النظام السوري والمعارضة في سوريا، بحسب وكالة "فارس" الإيرانية، ونقل جنتي عن خامنئي قوله: "إذا لم يذهب الشباب للقتال في سوريا، إذا لم يقاتلوا هناك، فإن العدو سيهاجم إيران، وسيستهدف مدينة كرمانشاه، وغيرها من المناطق الحدودية"، وأضاف خامنئي أن "باب الشهادة الذي أغلق بانتهاء الحرب الإيرانية العراقية، فتح مجددا في سوريا، وإن الشباب طلبوا بإصرار السماح لهم بالذهاب إلى جبهات القتال في سوريا، حيث يقاتل الإسلام فيها الكفر، كما كان أيام الحرب الإيرانية العراقية"، جدير بالذكر أن طهران، تعتبر من أكبر الداعمين الدوليين، إلى جانب روسيا، لرئيس النظام السوري بشار الأسد، وتقاتل قوات إيرانية من الحرس الثوري، ومليشيات أفغانية تجندها إيران، إلى جانب قوات النظام ضد المعارضة السورية، وتشير وسائل إعلام إيرانية، إلى أن أكثر من 400 عسكري إيراني، بينهم رتب رفيعة، قتلوا خلال الاشتباكات في مختلف المدن السورية.
المشهد الدولي:
•اعلن وزير الخارجية الامريكي جون كيري ان ايران سحبت “عددا مهما” من عناصر الحرس الثوري من ساحات المعارك في سوريا، وقال امام احدى لجان الكونغرس قبل يومين من وقف محتمل لاطلاق النار في سوريا ان تدخل ايران المباشر يتراجع في هذا البلد، واضاف امام المشرعين الاميركيين ان “الحرس الثوري سحب عناصره بالفعل من سوريا، لقد سحب اية الله خامنيي عددا مهما من الجنود هناك. تواجدهم يتراجع فعليا في سوريا”، وتابع كيري “هذا لا يعني انهم ليسوا ضالعين او ينشطون في تدفق الاسلحة من سوريا عبر دمشق الى لبنان. نحن قلقون بشأن ذلك، وهناك قلق مستمر”، ولم يكشف وزير الخارجية عن مصدر معلوماته خلال جلسة علنية، لكنه دعا المشرعين الى “الاطلاع على ملخص لاجهزة الاستخبارات”.
ولم تكشف طهران ابدا أرقاما رسمية لعديد قواتها الحالية في سوريا، لكن منذ تشرين الاول/اكتوبر الماضي قتل اكثر من 100 ايراني في سوريا ضمنهم بعض كبار قادة الحرس الثوري، وفقا لحصيلة اعدتها وكالة فرانس برس.
•أثار حديث وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عن صعوبة إبقاء سوريا موحدة، إذا استغرق القتال إنهاء القتال وقتا أطول، أثار المزيد من الجدل بشأن بروز تصور واضح من قبل واشنطن لتقسيم سوريا في حالة دعت الضرورة، وكان كيري قد قال في شهادة له أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي “ربما يفوت الأوان لإبقاء سوريا موحدة إذا انتظرنا فترة أطول”. ، واضاف كيري في شهادته إن لدى واشنطن “خطة بديلة” جاهزة في حال لم تنجح الجهود المبذولة لإنشاء حكومة انتقالية في سوريا، لافتا إلى أن هذه الخطة سيكشف عنها خلال شهر أو شهرين، ومنذ أدلى كيري بتلك التصريحات لم تتوقف التكهنات بشأن ما قصده بالحديث عن صعوبة الإبقاء على سوريا موحدة ، والملفت أن هذه ربما تكون المرة الأولى التي يأتي فيها الحديث عن احتمالات تقسيم سوريا على لسان رسمي أمريكي، إذ جرت العادة أن حديثا من هذا القبيل كان يصدر عن أجهزة إعلام ومراكز بحثية ومسؤولين أمريكيين سابقين.
وكان وزير الخارجية الأمريكي الاسبق هنري كيسنجر قد تحدث عن تقسيم سوريا بشكل صريح ذلك صراحة في مقال نشره العام الماضي في صحيفة ال”وول ستريت جورنال” وضمنه رؤيته للتقسيم فيما تناولته وسائل الإعلام بالحديث تحت مسمى خطة كيسنجر لتقسيم سوريا، وخلال حديثه أمام مؤتمر الأمن الذي انعقد في ميونيخ بألمانيا ، في وقت سابق من الشهر الحالي قال وزير الدفاع الإسرائيلي “موشي يعلون” متناولا إمكانية تقسيم سوريا “يجب أن ندرك أننا سنشهد قيام جيوب (مثل) علويستان وكردستان السورية ودرزستان السورية قد تتعاون أو تحارب بعضها البعض”، ونقلت رويترز وقتها عن “رام بن باراك” مدير عام وزارة المخابرات الإسرائيلية وصفه تقسيم سوريا بأنه “الحل الممكن الوحيد”، وكان وزير الخارجية البريطاني “فيليب هاموند” قد أثار غضب موسكو مؤخرا، عندما قال إن روسيا ربما تحاول اقتطاع دويلة علوية في سوريا لحليفها الرئيس السوري بشار الأسد، من خلال قصف معارضيه بدلا من قتال تنظيم الدولة الإسلامية، لكن كثيرين يتوقفون أمام التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري بشأن احتمالات عدم بقاء سوريا موحدة ، وبينما يرى البعض أن حديثه ربما يعكس احتمالات بتغير في الموقف الأمريكي، الذي كان يؤكد دوما على ضرورة بقاء سوريا كدولة ديمقراطية موحدة، يرى آخرون أنه ربما يحمل نوعا من المناورة والضغط بهدف الدفع بتسريع الحل وتحفيز الرئيس السوري على بدء المرحلة الانتقالية.
•سيكون يوم غد الجمعة مصيريا بشأن الهدنة في سوريا، حيث أعلن المبعوث الأممي، ستيفان دي ميستورا، أن قوة المهام الخاصة ستجتمع لأول مرة لبحث اتفاق وقف إطلاق النار.
وقال دي ميستورا "سيكون يوم الغد هاما ومصيريا، سنبدأ منتصف اليوم بالنظر بقبول العمل على وقف الأعمال العدائية، وبعد ذلك فريق العمل المعني سيتحدث عن طرق التنفيذ، وبعد ذلك في التاسعة مساء بتوقيت جنيف سيكون هناك اجتماع لمجلس الأمن الذي سيكون على اتصال مع جنيف"، ولكن الهدنة تخللها عائق جديد، هو الخطة (ب)، تلك الخطة التي أعلنت عنها واشنطن كبديل في حال فشل الهدنة، والتي أثارت قلق روسيا وحذر وزير الخارجية، سيرغي لافروف، من أنه ليس هناك خطة بديلة للهدنة ولن تكون. وأكدت متحدثة باسم الخارجية الروسية أن عملية وقف إطلاق النار مستمرة رغم محاولات بعض المسؤولين الأميركيين إفسادها، عقبة أخرى تقف في وجه الهدنة المتأرجحة، موقف تركيا التي اعتبرت أن هذه الهدنة لا تعنيها، حيث أكد وزير الخارجية التركي، أحمد داوود أوغلو، أن اتفاق وقف إطلاق النار غير ملزم لأنقرة المصممة على قصف قوات حماية الشعب الكردية من جانبه، قال ستيفان دي ميستورا، إنه يجب إيصال المساعدات إلى المناطق المحاصرة في سوريا، وأضاف "يجب أن نقوم بالمزيد لإيصال المساعدات إلى 100 ألف سوري محاصر"، وشدد على أن المساعدات الطبية يجب أن تدخل للمحتاجين مع القوافل الإغاثية، وأوضح دي ميستورا أنه سيعلن غدا الجمعة موعد الجولة التالية من محادثات السلام في جنيف، وأضاف دي ميستورا للصحافيين أن الدول الأعضاء في "مجموعة الدعم الدولية لسوريا" ستعقد اجتماعا أيضا غدا لقوة المهام الخاصة بها، وسيكون هذا أول اجتماع لقوة المهام، ويأتي بعد خطة روسية أميركية لوقف القتال في سوريا
•قال مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستفان دي ميستورا إنه يتطلع لوقف الأعمال العدائية، مبينا أن هذا الأمر سيؤثر على تسريع عملية الوصول للناس المحتاجين في سوريا في الأماكن المحاصرة وفي كل مكان، جاء ذلك في مؤتمر صحفي مع كبير مستشاريه يان إيغلاند بعد اجتماعهما مع أعضاء من فريق إيصال المساعدات الإنسانية في سوريا.
وأكد دي ميستورا أنه سيعلن غدا الجمعة موعد الجولة التالية من محادثات السلام في جنيف، مضيفا أن الدول الأعضاء في "مجموعة الدعم الدولية لسوريا" ستعقد اجتماعا أيضا غدا لقوة المهام الخاصة بها، وأوضح أن يوم الغد سيكون يوما مهما وحاسما، وهو يوم سيكون بداية للعمل من أجل الوفاء بوقف إطلاق النار، كما سيجتمع فريق العمل لبحث سبل تطبيق ذلك.
وبيّن المبعوث الأممي أنه سيحيط مجلس الأمن الدولي مساء غد الجمعة بجهوده الرامية لوقف القتال، وإعادة النظام السوري والمعارضة إلى طاولة المفاوضات، حيث من المزمع أن يصوت مجلس الأمن الدولي بعدها على مشروع قرار من شأنه تثبيت وقف إطلاق النار في سوريا، وفي وقت سابق، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن دبلوماسي بالمجلس قوله للصحفيين إن الدول الـ15 الأعضاء بمجلس الأمن تأمل التصويت على مشروع القرار الجمعة، حيث سيقدم مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا للمجلس إحاطة عن جهوده الرامية لوقف القتال وإعادة النظام السوري والمعارضة إلى طاولة المفاوضات، وقال المصدر "أعتقد بأنه عندها سيكون لدينا قرار يمكننا اعتماده لاعتماد وقف إطلاق النار الذي تفاوضت بشأنه الولايات المتحدة وروسيا"، موضحا أن مشروع القرار "قيد التشاور، ولكن لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأنه بعد"، وكثفت واشنطن وموسكو ضغوطهما على حلفائهما لضمان اتفاق وقف إطلاق النار، الذي أكد النظام السوري أنه سيلتزم به، بينما أعلنت المعارضة التزامها "بهدنة مؤقتة لمدة أسبوعين"، من جهته، أعلن الكرملين أن الرئيس السوري بشار الأسد أكد لنظيره الروسي فلاديمير بوتين -في مكالمة هاتفية- استعداده للالتزام بالهدنة.
المشهد المحلي:
•أكد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية على أن مشروع "وقف الأعمال العدائية" الذي تضمنه الاتفاق بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، لن يكون له معنى إذا لم يتم الوصول بعدها إلى انتقال سياسي حقيقي في سورية ينهي حكم عائلة الأسد ويحقق طموحات الشعب السوري بنيل الحرية والكرامة، وفي لقاء للهيئة السياسية مع وزير الخارجية الكندي ستيفان ديون ووفده المرافق، صباح اليوم الأربعاء، بحث الملف السياسي والإنساني، طالب الائتلاف، الحكومة الكندية، بدعم الجهود السياسية التي تؤدي إلى انتقال سياسي حقيقي في سورية تضمن عدم بقاء بشار الأسد لا في المرحلة الانتقالية ولا في مستقبل سورية، وشكر أعضاء الائتلاف، الحكومة الكندية على دعمها تجاه قضية اللاجئين السوريين، وطالب الأعضاء بدعم الملف التعليمي والطبي، ودعم الملف الإنساني وخاصة إيصال المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة وإخراج المعتقلين، مشددين على ضرورة فصل المسار السياسي عن المسار الإنساني، باعتبار أن تحسين الظروف الإنسانية غير قابلة للتفاوض.
•أكد رئيس النظام السوري بشار الأسد للرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعداده لاحترام الاتفاق الأميركي الروسي على وقف إطلاق النار في سوريا، على ما أعلن الكرملين ، وأفاد الكرملين في بيان صدر إثر مكالمة هاتفية بين الرئيسين أن الأسد "أكد بصورة خاصة أن الحكومة السورية على استعداد للمساهمة في تنفيذ وقف إطلاق النار"، وأضاف الكرملين أن الرئيسين أكدا على أهمية قتال تنظيم "داعش" و"جبهة النصرة" والجماعات "الإرهابية" الأخرى "بشكل متواصل وبلا هوادة"، وفي سياق متصل، قال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، إن التعاون في حل الأزمة السورية يساعد في زيادة الثقة المتبادلة بين روسيا والولايات المتحدة، وكان مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية أفاد في بيان عن قبول الحكومة السورية "بوقف الأعمال القتالية، على أساس استمرار الجهود العسكرية بمكافحة الاٍرهاب ضد داعش وجبهة النصرة والتنظيمات الإرهابية الأخرى المرتبطة بها وبتنظيم القاعدة وفقاً للإعلان الروسي الأميركي"، وأبدت الحكومة السورية في البيان "استعدادها لاستمرار التنسيق مع الجانب الروسي لتحديد المناطق والمجموعات المسلحة التي سيشملها هذا الوقف طيلة مدة سريانه"، وأكد الرئيس الروسي الاثنين أن روسيا "ستفعل كل ما يلزم" لكي تتقيد سوريا باتفاق وقف إطلاق النار، مبدياً الأمل بأن "تفعل الولايات المتحدة الشيء نفسه" مع الفصائل السورية المسلحة المعارضة، وجاء الإعلان عن وقف إطلاق النار بعد ثلاثة أسابيع من فشل المفاوضات السورية في جنيف بين وفدي الحكومة والمعارضة.
•قالت الهيئة العليا للتفاوض، التي تمثل الجماعات المعارضة الرئيسية في سوريا، إن روسيا كثفت ضرباتها الجوية منذ أن أُعلنت خطة وقف إطلاق النار الأميركية-الروسية معربةً عن خشيتها من وقوع الأسوأ خلال الأيام التي تسبق بدء تنفيذ الاتفاق يوم السبت المقبل وجدد سالم المسلط، المتحدث باسم الهيئة، التأكيد على مخاوف المعارضة من أن تستغل روسيا الاتفاق لاستهداف مجموعات الجيش السوري الحر. وذكر أن بعض شروط الاتفاق تشير إلى أنه وقِّع تحت تأثير شديد من روسيا، كما أن الشروط مبهمة، وقال المسلط، في مقابلة هاتفية مع وكالة "رويترز": "ما نخشاه أن تستخدم روسيا هذه الاتفاقية لاستهداف الفصائل المعتدلة في سوريا"، ويستبعد الاتفاق جماعات مثل تنظيم "داعش" و"جبهة النصرة"، لكن معارضين يقولون إن هذا سيمنح النظام السوري ذريعة لمواصلة مهاجمتهم لأن المقاتلين المتطرفين منتشرون على نطاق واسع في مناطق تسيطر عليها المعارضة، وقال المسلط: "التصعيد في القصف كان في استهداف مناطق في حلب ومناطق في حمص وداريا.. نتوقع أكثر من ذلك من قبل النظام ومن قبل الغارات الروسية"، وقالت الهيئة العليا للتفاوض خلال اجتماع لها في الرياض إنها وافقت على المساعي الدولية لكنها قالت إن قبول هدنة مشروط بإنهاء الحصار المفروض على مناطق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة والسماح بدخول المساعدات الإنسانية والإفراج عن معتقلين ووقف الضربات الجوية ضد المدنيين، لكنها أضافت أنها لا تتوقع أن يوقف الأسد أو روسيا أو إيران الأعمال القتالية وفي هذا السياق، قال المسلط: "ندرس هذه الهدنة ونخشى من النقاط المبهمة. لا يوجد اعتراض على الهدنة إن كان تنفيذها بشكل دقيق دون أن تأخذ روسيا العذر باستهداف الفصائل الثورية المعتدلة واستهداف الجيش الحر"
•رغم خسارة نظام بشار الأسد للسيطرة على أغلب الأراضي السورية، فإن "القيادة السياسية" لا تزال تصر على "الوحدة الجغرافية للبلاد"، لكن ذلك لم يمنعها من تقديم عرض لا يستطيع الأكراد رفضه وهو "الإدارة الذاتية" مقابل ولائهم للنظام،و جاءت المبادرة على لسان النائب ورئيس المبادرة الوطنية للأكراد السوريين عمر أوسي، في لقاء جمعه والأمين القطري لحزب البعث هلال الهلال مع فعاليات كردية أهلية، وأوضح أوسي للأكراد الحاضرين أن القيادة السورية منفتحة على المشهد الكردي وعلى أي مشروع كردي وطني، على أن يكون على شكل إدارة محلية بضمانات دستورية، وفي لقاء له مع صحيفة الوطن السورية، قال أوسي إن "القضية الكردية يمكن أن تحل في دمشق مهما كانت المطالب" وفي غزل واضح للأكراد، أشاد الهلال بالمكون الكردي السوري الذي قال إنه احتضن الجيش السوري، وقاتل إلى جانبه وترك آثارا إيجابية على المجتمع وساهم في تخفيف الأعباء عن المواطنين، ونقل الهلال "تقدير الرئيس الأسد" للفعاليات الكردية، مشيرا إلى أن سر صمود سوريا هو نسيجها الاجتماعي وتكوينها الديموغرافي، أما سر الغزل "القيادي" للأكراد السوريين، فجاء على لسان عمر أوسي الذي قال إنه تواصل مع الأكراد في "المجلس الوطني الكردي" و"الاتحاد الديموقراطي"، وتمنى عليهم عدم المشاركة في المحادثات الدولية للحل في سوريا ضمن الأكراد الذي انضموا لـ"وفد الرياض"، وإن كان لا بد من المعارضة فمع وفد "معارض" آخر، أو مع وفد "مشترك" مع القيادة السورية، ودعا أوسي، الأكراد إلى زيارة دمشق "مهما كانت مطالبهم"، على أن يكون لهم حصة من التعديلات الدستورية، بما يضمن حقوقهم "الأساسية والثقافية"، بحسب تعبير أوسي.
•نددت دمشق اليوم بتصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري عندما أعلن أن بلاده تدرس خطة بديلة للتعامل مع الوضع في سوريا، محملة واشنطن وحلفاءها مسؤولية اندلاع الأزمة في البلاد، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن مصدر رسمي في وزارة الخارجية السورية، وذكر المصدر للوكالة أنه تعقيبا على حديث كيري عن إطالة الأزمة في سوريا واحتمال التقسيم، فإن سوريا تدين هذه التصريحات التي تجافي الواقع وتأتي في سياق التضليل لإخفاء مسؤولية بلاده في ما تتعرض له سوريا من جرائم "المجموعات الإرهابية"، وأضاف المصدر أن "الولايات المتحدة وحلفاءها وأدواتها الإقليمية تتحمل مسؤولية اندلاع الأزمة في سوريا واستمرارها، وذلك من خلال مواصلتها دعم "الإرهاب" وعدم أداء دورها كعضو دائم في مجلس الأمن لفرض تطبيق قرارات المجلس "ذات الصلة بمكافحة الإرهاب، خاصة من جانب السعودية وتركيا"، وفي تصريح له اليوم قال كيري إن المعارضة السورية وأطرافا إقليمية لن تنهي القتال في حال استمرار الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة، وفي حال نجاح وقف إطلاق النار المرتقب أن يدخل حيز التنفيذ منتصف ليل الجمعة القادم بتوقيت دمشق، فإن كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف سيدفعان الأسد والمعارضة السورية المسلحة إلى التفاوض على عملية انتقال سياسي بانتخابات ودستور جديد.
المشهد الإقليمي:
•دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى استبعاد وحدات حماية الشعب الكردية وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري من عملية وقف إطلاق النار، مؤكدا أن تركيا تدعم وقف إطلاق النار في سوريا لكنها قلقة من اللهجة المترددة تجاه المعارضة السورية، وأفاد أردوغان في خطاب أمام نواب بقصره في أنقرة بأنه "مثل تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة يجب استثناء حزب الاتحاد الديمقراطي (أبرز حزب كردي سوري) ووحدات حماية الشعب (ذراعه المسلحة)، وهما أيضا من المنظمات الإرهابية، من هذه الهدنة"وفي كلمته بثها التلفزيون، قال أردوغان إن فكرة منح الدعم لوحدات حماية الشعب الكردية -التي تعتبرها أنقرة قوة معادية- لأنها تقاتل تنظيم الدولة ما هي إلا "كذبة كبرى"، وأضاف أن الاتفاق الروسي الأميركي الذي تم التوصل إليه لوقف إطلاق النار في سوريا إيجابي بالطبع من الناحية المبدئية، مؤكدا أن أنقرة تؤيد وقف إطلاق نار يسمح للسوريين بالتقاط أنفاسهم، لكن من المثير للقلق بحسب أردوغان هو استخدام لهجة مترددة بشأن المعارضة السورية، بينما يتم تقديم الدعم القوي والمفتوح، عبر وقف إطلاق النار هذا، لنظام الرئيس السوري بشار الأسد المسؤول عن قتل نصف مليون من مواطنيه، وللقوات المؤيدة له، واعتبر أردوغان أن أميركا وروسيا وإيران والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة تتصرف بشكل مخز في وقف إطلاق النار في سوريا، لأنها تسمح بشكل مباشر أو غير مباشر لقوات الأسد بقتل المدنيين، كما اتهم أردوغان روسيا بمواصلة اختراق الأجواء التركية، وذلك عقب ثلاثة أشهر من إسقاط الطائرة الروسية الحربية على الحدود التركية المحاذية لسوريا.
•اكد مساعد وزير الخارجية الايراني للشؤون العربية والافريقية حسين امير عبداللهيان ان طهران كانت تؤكد منذ البداية على وقف إطلاق النار في سوريا وهي واثقة من التزام النظام به.
وقال أمير عبداللهيان في تصريح له انه من غير الواضح التزام الجماعات المسلحة المرتبطة بالتيارات الإرهابية بوقف اطلاق النار بسوريا لأنها تستغل الفوضى، واضاف، ان الجمهورية الاسلامية في ايران تبذل قصارى جهدها للمساعدة على مكافحة الارهاب ووقف اطلاق النار بشكل دائم والتسهيل في عملية تقديم المساعدات الانسانية وعقد حوار سوري – سوري شامل تحت اشراف الامم المتحدة .
•قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأربعاء إن الولايات المتحدة وروسيا وإيران والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة "تتصرف بشكل مخزٍ"، في وقف إطلاق النار في سوريا.
وأضاف أردوغان: أن "تركيا تدعم وقف إطلاق النار في سوريا لكنها قلقة من اللهجة المترددة تجاه المعارضة السورية"، ودعا الرئيس التركي إلى استبعاد وحدات حماية الشعب الكردية وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري من عملية وقف إطلاق النار.
•وصف أردوغان الاتفاق الروسي الأمريكي، الذي تم التوصل إليه لوقف الأعمال القتالية في سوريا بـ "الإيجابي من الناحية المبدئية"، مضيفا: "نحن نؤيد وقف إطلاق نار يسمح لإخواننا السوريين بالتقاط أنفاسهم، لكن من المثير للقلق استخدام لهجة مترددة بشأن المعارضة (السورية)، بينما يتم تقديم الدعم القوي والمفتوح، عبر وقف إطلاق النار هذا، لنظام الأسد المسؤول عن قتل نصف مليون من مواطنيه، وللقوات المؤيدة له".
•كشف قيادي في مليشيات الحشد الشعبي في العراق عن ما أسماها عملية عسكرية كبرى خلال أيام، دون توضيح مكانها، وأشار إلى وجود تنسيق مشترك مع "القوات الأمنية السورية".
وأوضح القيادي في الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس في مؤتمر صحفي عقده في مدينة كربلاء أمس الثلاثاء تابعته وكالة الأناضول، أن "الحشد الشعبي قوة عسكرية معترف بها وتخضع إدارتها للقائد العام للقوات المسلحة وهي تنفذ ما يصدر منه من أوامر"، ولفت المهندس إلى "وجود تبادل للمعلومات بين الحشد والقوات الأمنية السورية"، مضيفا "سيكون هناك عمل مشترك بين الجانبيين عند اقتراب العمليات العسكرية من الحدود العراقية السورية"،و تجدر الإشارة إلى أن قوات الحشد الشعبي تتكون من عدة مليشيات عراقية شيعية أبرزها فيلق بدر وحزب الله العراقي وعصائب أهل الحق، ويقاتل العديد من عناصر تلك المليشيات إلى جانب قوات النظام السوري ضد كتائب المعارضة في مناطق عديدة بسوريا خاصة في دمشق وريفها وحلب.
المشهد الدولي:
•طلبت الخارجية الأمريكية من فصائل المعارضة السورية المسلحة، دعم اتفاق وقف الأعمال العدائية بين المعارضة والنظام في سوريا، والتي توصلت إليه الولايات المتحدة والمجموعة الدولية لدعم سوريا، وقال بيان صادر عن المتحدث الرسمي للوزارة جون كيربي “حسب علمنا فإن رياض حجاب والهيئة العليا للمفاوضات، الكيان الذي تم تشكيله ليمثل المعارضة السورية في العملية السياسية، سيلتقون في الرياض لأخذ اتفاق وقف الأعمال العدائية بنظر الاعتبار”، وتابع البيان “نحث العدد الأكبر من فصائل المعارضة المسلحة التعبير عن دعمهم واستعدادهم للمشاركة في إيقاف الأعمال العدائية” مؤكداً أن الاتفاقية “فرصة مهمة لوقف العنف وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية والمساعدة في إيجاد المساحة اللازمة لاستمرار العملية السياسية”"، من جانبه أكد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، أنه لا يستطيع ضمان نجاح اتفاق وقف الأعمال العدائية، ولكنه اعتبر أن الاتفاق هو أفضل حل للأزمة السورية، وأضاف في معرض شهادته أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ “سيكون على الأسد أن يتخذ قرارات جدية حول تشكيل عملية حكم انتقالية حقيقية”، وذلك من أجل الحفاظ على وحدة سوريا، وحذر كيري من أن عدم انتهاز فرصة وقف الأعمال العدوانية سيعني اللجوء إلى “خطة بديلة”، مضيفا “إذا ما انتظرنا أكثر فربما سيكون الأوان قد فات لإبقاء سوريا موحدة”وفي سياق متصل، أعرب المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية بيتر كوك عن الشكوك التي تراود واشنطن من جدية موسكو فيما يتعلق بالإتفاقية.، وقال في الموجز الصحفي للبنتاغون من واشنطن “هنالك جرعة معينة من الشك، والوزير أشتون كارتر، مثله مثل غيره سيراقب إذا ما كانت روسيا ستلتزم بهذا الاتفاق وإذا ما قام الآخرون كذلك بالالتزام به” وفي وقت سابق، بحث كل من الرئيس الأمريكي، بارك أوباما، ونظيره الفرنسي، فرانسوا أولاند، ورئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، والمستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، خلال اتصال هاتفي مشترك المستجدات الأخيرة في الملف السوري.
وذكر بيان صادر عن قصر الإليزيه الفرنسي، أن “الزعماء الأربعة أعربوا عن رغبتهم في دخول اتفاق وقف الأعمال العدائية بسوريا، حيز التنفيذ بأقرب وقت” لافتًا “أنهم سيكونون حذرين تجاه إبداء الاحترام لمقررات اجتماع ميونخ ، وأضاف البيان “ستراقب الدول الأربع عن كثب موضوع إنهاء روسيا هجماتها الجوية ضد المدنيين وفصائل المعارضة المعتدلة في سوريا”.
وأشار البيان إلى “أهمية إنهاء الأزمة الإنسانية وخاصة في حلب، وأهمية إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق التي تحتاج إليها”، ودعا البيان للإسراع في البدء بالمفاوضات من أجل مرحلة الانتقال السياسي في سوريا، وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2254 وفي ذات السياق، أكد البيت الأبيض، في بيان له، أن الزعماء الأربعة بحثوا خلال الاتصال نفسه، الوضع الحالي في سوريا، وأزمة اللاجئين التي تواجه أوروبا، كما رحّبوا بخطوات وقف “الأعمال العدائية” في سوريا، وفقا لمقررات اجتماع ميونخ، وأضاف البيان أن “الرئيس أوباما تناول مع أطراف الاتصال خطوات تخفيف الأزمة الإنسانية في سوريا، وأهمية حلف شمال الأطلسي(ناتو)، والتنسيق بين تركيا واليونان من أجل إدارة تدفق اللاجئين إلى أوروبا”.
وتوصلت الولايات المتحدة وروسيا، اللتان ترأسان المجموعة الدولية لدعم سوريا، إلى اتفاق لوقف الأعمال العدائية بين نظام بشار الأسد والمعارضة السورية يبدأ العمل به بعد منتصف ليلة يوم 27 فبراير/ شباط القادم.
•قال مصدر في وزارة الخارجية الروسية،إن موسكو ليست على علم بأي “خطة بديلة” لحل الأزمة السورية، في إشارة إلى ما أعلنه وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، الثلاثاء، بأن واشنطن لديها “خطة بديلة” في حال لم تنجح الجهود المبذولة لإنشاء حكومة انتقالية في سوريا، وأضاف المصدر ” لا يعرف الجانب الروسي شيئا عن أية خطة بديلة تتحدث عنها الولايات الأمريكية المتحدة. وأُجري عمل مكثف على البيان المشترك، ومن الضروري بذل كل الجهد في تطبيقه العملي،” في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الروسية الرسمية “تاس”.
وكان كيري قال في جلسة استماع أمام لجنة الشؤون الخارجية التابعة للكونغرس الأمريكي: “دون تعاون روسيا لا اعتقد أننا كنا لنتمكن من التوصل إلى اتفاق (وقف الأعمال العدائية) الحالي، أو حتى إيصال المساعدات الإنسانية”، وأكد وزير الخارجية الأمريكي على أن واشنطن لديها “خطة بديلة” إذا ما فشلت الجهود المبذولة لتشكيل حكومة انتقالية في سوريا، والتي أعلن أنها ستتضح خلال شهر أو شهرين.
•قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إنه تحدث مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، وإن فريقين من البلدين سيجتمعان قريبا لبحث خطط "وقف الاقتتال" المزمع أن يبدأ في سوريا يوم السبت المقبل، ودعت الولايات المتحدة وروسيا في وقت سابق هذا الأسبوع إلى وقف طوعي للاقتتال، وهو محاولة لوقف العنف أقل مستوى من وقف إطلاق النار، اعتباراً من يوم السبت.
لكن الخطة تستثني تنظيم "داعش" و"جبهة النصرة"، وهو ما يخشى معارضون سوريون أن يسمح لقوات النظام السوري المدعومة بضربات جوية روسية بمواصلة مهاجمتهم بذريعة استهداف الإرهابيين، وقال كيري: "لست هنا لأجزم بأنها ستنجح بالتأكيد.. لكنني أقول لكم إن هذا هو السبيل الوحيدة التي يمكننا من خلالها إنهاء هذه الحرب. البديل هو أن تزداد الحرب سوءا.. إن سوريا قد تدمر بالكامل.. ولا تتمكن من التوحد مجددا"، وأضاف: "الكل قال إنه يتعين أن يكون هناك حل دبلوماسي في وقت ما. السؤال سيكون: هل آن الأوان؟ هل ستعمل روسيا بنية حسنة؟ هل ستعمل إيران بنية حسنة لمحاولة تحقيق الانتقال السياسي؟"، وأضافت أن لافروف وكيري واصلا مناقشة خطة وقف إطلاق النار "التي تتطلب تنسيقا للجهود بين بلدينا بما في ذلك بخصوص الأمور العسكرية".
•بعد الموقف الذي عبر عنه مندوب روسيا الدائم في مجلس الأمن فيتالي تشوركين، والذي حمل انتقادات لرئيس النظام السوري، تضمنت تحذيراً واضحاً بأن عليه المضي قدماً على الطريقة الروسية في معالجة الأزمة السورية، وإلا لن تخرج حكومته "بكرامة" من الأزمة، صرّح الناطق الصحافي باسم الرئيس الروسي دميتري بيسكوف،أن وجهات النظر ما بين الروس والأسد "ليست متطابقة تماماً" مؤكداً وجود "اختلافات" ما بين الموقفين، وأضاف بيسكوف أنه من الطبيعي "أن يكون للأسد آراء خاصة به بشأن مختلف ترتيبات التسوية السورية" مؤكداً أن بلاده وأميركا "في هذه الحالة" تستخدمان نفوذهما "من أجل تقريب مواقف الدول التي لها وجهات نظر متضاربة في ما يخص الأزمة السورية"، إلا أن تصريح بيسكوف الذي جاء مكمّلا لموقف المندوب الروسي الدائم في مجلس الأمن، أضاف نقطة اعتبرها المراقبون هامة للغاية وهي أن المفاوضات التي تجريها موسكو مع واشنطن لا يشترك فيها النظام السوري، ولا وجود له فيها، وأن تلك المفاوضات "مغلقة" ما بين الأميركيين والروس، وذلك في إجابة له بعد سؤاله عن مشاركة نظام الأسد في تلك المفاوضات، مؤكداً عدم وجوده كطرف فيها، وكان المندوب الروسي في مجلس الأمن، قد عبّر عن موقف بلاده من تصريحات الأسد التي أطلقها في الآونة الأخيرة، وقال إن على حكومة الأسد أن تحذو حذو روسيا في حل أزمة سوريا، وإلا لن تخرج حكومة الأسد بكرامة من هذه الأزمة، ومعتبراً أن تصريحات الأسد لا تخدم الجهود الروسية الرامية لإيجاد حل للأزمة السورية.
•اتصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بملك السعودية سلمان بن عبد العزيز والرئيس الإيراني حسن روحاني وأطلعهما على تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا الذي تم التوصل إليه بين موسكو وواشنطن قبل يومين ويبدأ العمل به في 27 فبراير/شباط الجاري، وقال الكرملين إن ملك السعودية رحّب خلال الاتصال الهاتفي بالاتفاق، وأعرب عن استعداده للتعاون مع روسيا لتطبيقه، وأكد الملك سلمان حرص بلاده على تحقيق تطلعات الشعب السوري ودعمها الحل السياسي المبني على مقررات جنيف1، ودعا إلى أن تشمل جهود وقف إطلاق النار ضمانات لوصول المساعدات الإغاثية والطبية لجميع المناطق السورية دون استثناء من جانب آخر، قال الكرملين إن بوتين وروحاني اتفقا على العمل المشترك من أجل التوصل لحل سياسي للأزمة.
وذكّر الرئيسان "بأهمية العمل المشترك الذي تقوم به روسيا وإيران في إطار تسوية الأزمة السورية"، واتفقا على الحاجة إلى مواصلة المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة
والجماعات "الإرهابية" الأخرى المدرجة على قائمة عقوبات مجلس الأمن الدولي، وتأتي هذه المشاورات الهاتفية بعيد اتصال بين بوتين والرئيس السوري بشار الأسد أكد فيه الأخير استعداده لاحترام وقف إطلاق النار بين النظام والمعارضة، كما تشاور بوتين هاتفيا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول "الوضع في الشرق الأوسط"، بحسب بيان للكرملين الذي لم يشر تحديدا إلى النزاع السوري، وتوصلت الولايات المتحدة وروسيا اللتان ترأسان المجموعة الدولية لدعم سوريا الاثنين إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين النظام السوري والمعارضة، يبدأ العمل به في 27 فبراير/شباط الجاري.
المشهد المحلي:
•شكك الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بقدرة نظام الأسد على ضبط المليشيات التي استقدمها من إيران وافغانستان وحزب الله لوقف الأعمال العدائية التي نص عليها الاتفاق الأخير بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، وفي لقاء لوفد من الهيئة السياسية مع وزير الدولة الإسباني للشؤون الخارجية أغناثيو إيبانيث أثناء زيارته إلى تركيا، صباح اليوم الثلاثاء، في القنصلية الإسبانية بإسطنبول، أوضحت نائب رئيس الائتلاف نغم غادري أن الغموض يلف الكثير من النقاط التي تضمنها الاتفاق، ولم يأت على ذكر خروج الميليشيات الأجنبية التي تقاتل إلى جانب الأسد، وميليشيات الـ "PYD"، وأكدت غادري على ضرورة الضغط على النظام لأن يترافق الاتفاق مع إدخال المساعدات الإنسانية للمحاصرين، وإخراج المعتقلين، ورفضت بشكل قاطع ربط المسار الإنساني بالمسار السياسي، معتبرة أن المسائل الإنسانية غير قابلة للتفاوض، كما بحث أعضاء الهيئة السياسية ظهر اليوم، خلال اجتماع مع نائب رئيس البعثة النيوزلندية في تركيا "أيد مكايسيك"، قرار وقف إطلاق النار ومكافحة الإرهاب، وأكد أعضاء الائتلاف على أن وجود بشار الأسد لن يسمح بالانتقال السياسي في سورية وسيزيد من الفوضى وتصدير الإرهاب إلى خارج سورية.
•قال المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب من توقعاته بإمكانية التزام النظام والقوى الحليفة له بوقف الأعمال العدائية لإدراكهم أن بقاء بشار الأسد مرهون باستمرار حملة القمع والقتل والتهجير القسري، ولذلك فهم يبذلون قصارى جهدهم لإفشال العملية السياسية والتهرب من استحقاقاتها الحتمية، وفي إجابة على سؤال وجه له حول مسودة التفاهم الأمريكي-الروسي قال حجاب: "موقفنا واضح... نحن نقوم بدورنا وفق اتفاق المجموعة الدولية لدعم سورية في ميونيخ، ونتحرك في حدود التخويل الممنوح لنا من قبل مكونات الهيئة، نحن بصدد التباحث معهم والتشاور مع الأصدقاء وسنرد بعد ذلك بصورة رسمية"، وأضاف د. حجاب: "ملتزمون من طرفنا بإنجاح الجهود الدولية المخلصة لحقن دماء السوريين ودفع جميع الأطراف إلى مائدة الحوار، لكننا قادرون في الوقت ذاته على مخاطبة النظام باللغة التي يفهمها"، جاء ذلك عقب عقد الهيئة العليا للمفاوضات اجتماعاً طارئاً في مدنية الرياض لمناقشة إمكانية التوصل إلى اتفاق هدنة مؤقتة يمكن من خلالها حمل القوى الحليفة للنظام على وقف الأعمال العدائية التي تشن ضد الشعب السوري، وبعد عرض حجاب لنتائج مباحثاته مع فصائل المعارضة في كافة الجبهات، تم الاتفاق على التجاوب مع الجهود الدولية للتوصل إلى اتفاق هدنة يتم إبرامها وفق وساطة دولية وأن يتم بموجبها تقديم ضمانات أممية بحمل روسيا وإيران والميلشيات التابعة لها على وقف القتال، وأن تعلن بصورة متزامنة من قبل مختلف الأطراف في آن واحد، بحيث تتوقف بموجبها عمليات القصف المدفعي والجوي ضد المدنيين.
• دان رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية خالد خوجة الهجمات الروسية الأخيرة على حلب، والاستهداف المعتمد لمستشفيات سورية ومنشآت طبية ومدارس؛ وطالب بالانسحاب الفوري للقوات الروسية من الأراضي السورية، وفي رسالة وجهها خوجة إلى مجلس الأمن، و أكد خوجة أن الهجمات الروسية على مشاف سورية ومدارس "متعمدة ومبيتة"، مشيراً إلى أن مواقع كافة المستشفيات معروفة وموثقة، وكانت طبيعتها المدنية جلية تماماً للسلطات الروسية، وأضاف خوجة إن قرار استهداف المنشآت الطبية في سورية رغم الأهمية البالغة للخدمات التي تقدمها (أو بصورة أدق بسبب أهمية تلك الخدمات) يعبر عن الإستراتيجية المتعمدة التي تنتهجها روسيا للقضاء على الحياة المدنية في مناطق سيطرة المعارضة، وتحويلها إلى مناطق غير صالحة للمعيشة، معتبراً أن هذه الهجمات تشكل "جرائم حرب خطيرة".
•شهدت الأسابيع الثلاثة الأولى من هذا الشهر تصاعدا غير مسبوق على ساحة القتال في ريف حلب الشمالي، فتمكنت قوات النظام من تحقيق تقدم كبير، كما استغلت قوات سوريا الديمقراطية الوضع فتمددت بشكل كبير، الأمر الذي أثار تركيا التي تخشى من سيطرة كردية على الشريط الحدودي بينها وبين سوريا، الأمر الذي أدى إلى ما يعتقد بأنها تفاهمات دولية لتجميد الموقف.
وابتدأت الأحداث بتقدم قوات النظام والمليشيا المتحالفة معها، وبدعم جوي من الطيران الحربي الروسي، والسيطرة على دوير الزيتون وصولا إلى فك الحصار عن نبل والزهراء المواليتين للنظام، وانتهاء بانتزاع السيطرة على عدة مناطق من قوات المعارضة المسلحة، التغيرات الدراماتيكية في مشهد الخريطة العسكرية وتوزع نقاط السيطرة على ريف حلب الشمالي، أسهمت في إعادة رسمها قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري، حيث سيطرت بداية على بلدة دير جمال، ثم أحكمت قبضتها على بلدة منغ ومطارها العسكري، ومدينة تل رفعت التي كانت يوما ما تشكل إحدى قلاع المعارضة السورية المسلحة، وأثار اقتراب قوات وحدات حماية الشعب من إحكام السيطرة على آخر معبر حدودي لقوات المعارضة المسلحة في حلب وريفها، حساسية لدى تركيا التي بادرت حينها بتحريك مدفعيتها واستهداف نقاط تابعة لوحدات حماية الشعب، خاصة في مطار وبلدة منغ، وتبدو الخريطة العسكرية الآن أقرب إلى المراوحة في المكان لدى أطراف الصراع، ويبدو المشهد العسكري أقرب إلى الهدوء، فما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية توقف تقدمها عند محيط بلدة إعزاز التي تحتضن معبر باب السلامة الحدودي مع تركيا، وكذلك في محيط بلدة مارع،وتعليقا على توقف تقدم قوات سوريا الديمقراطية، رأى المتحدث باسم الجبهة الشامية التابعة للجيش السوري الحر العقيد محمد الأحمد أن قصف المدفعية التركية لم يكن له أثر في إيقاف تمدد هذه القوات إلا بشكل محدود، موضحا أن قصف المدفعية قد يؤخر تقدم القوات، في حين عندما تدخل القوات إلى المدن وتغدو بين الأبنية السكنية تفقد المدفعية فاعليتها ولا تستطيع تحقيق أهدافها، وعزا الأحمد توقف تقدم قوات سوريا الديمقراطية إلى ما سماها "تفاهمات دولية"؛ فتركيا ترفض وجود الأكراد في هذه المنطقة، لأنها تشكل آخر صلة وصل بين المناطق التي تعمل وحدات حماية الشعب الكردية على اقتطاعها من سوريا لإقامة وطن قومي للكرد عليها، من جهته، قال الناطق باسم وحدات حماية الشعب الكردية في عفرين بريف حلب الشمالي فرات خليل إن معارك سوريا الديمقراطية ما تزال مستمرة في ريف حلب الشمالي، وإنها ما تزال تكسب المزيد من النقاط على حساب قوات المعارضة المسلحة.
وأضاف أن قوات سوريا الديمقراطية سيطرت على الأراضي التي تريدها في ريف حلب الشمالي، وأنها لا تريد السيطرة على إعزاز حاليا، وأكد أن المدفعية التركية لم يكن لها أي تأثير على قوات سوريا الديمقراطية، مشيرا إلى الحرص على وقف المعارك خلال هذه الفترة التي تسبق انعقاد الهدنة المرتقبة في 27 من الشهر الجاري.
•أعلنت الحكومة السورية قبولها "اتفاق وقف الأعمال القتالية" دون أن يعني ذلك التخلي عن الجهود العسكرية لمكافحة ما وصفته بالإرهاب، وقالت إنها تتمسك بحقها في الرد على أي خرق للهدنة، وأوضح مصدر في وزارة الخارجية أن الحكومة مستمرة في عملياتها ضد تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة وما دعتها "التنظيمات الإرهابية الأخرى المرتبطة بها".
وأضافت سوريا أنها تتمسك بحق قواتها في الرد على أي خرق تقوم به هذه المجموعات ضد المواطنين السوريين أو ضد قواتها المسلحة، وشددت دمشق على أهمية منع المجموعات المسلحة من تعزيز قدراتها أو تغيير مواقعها، وذلك تفاديا لما قد يؤدي إلى تقويض الاتفاق، وأشارت الحكومة السورية إلى أنها مستعدة للتنسيق مع روسيا لتحديد المناطق والجماعات التي يشملها اتفاق وقف الأعمال القتالية،وقد اتفقت الهيئة العليا للمفاوضات السورية خلال اجتماع طارئ في العاصمة السعودية الرياض على التجاوب مع الجهود الدولية للتوصل إلى اتفاق الهدنة.
وطالبت الهيئة بأن يتم بموجب هذه الهدنة تقديم ضمانات أممية بحمل روسيا وإيران والمليشيات التابعة لها على وقف القتال وأن تُعلن بصورة متزامنة من جانب مختلف الأطراف في آن واحد، بحيث تتوقف بموجبها عمليات القصف المدفعي والجوي ضد المدنيين، وأكدت أن الالتزام بالهدنة سيكون مرهونا بتحقيق التعهدات الأممية والتزامات مجموعة العمل الدولية لدعم سوريا بتنفيذ بعض مواد قرار مجلس الأمن 2254، وقال رئيس وفد المعارضة للمفاوضات أسعد الزعبي إن هناك الكثير من القضايا ما زالت غير واضحة في الاتفاق، وإن بعضها قد يكون غطاء شرعيا لمن يرتكب جرائم في سوريا، مشيرا إلى أن روسيا كانت دائما تصعّد في عمليات القصف دون رادع،وكان منسق الهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب قد قال أمس الاثنين لقناة أورينت القريبة من المعارضة، إن هناك اتفاقا أوليا على هدنة مؤقتة، وإن هذا الاتفاق سيكون "بحسب ضمانات دولية"،ويشترط الاتفاق على المعارضة السورية وقف الهجمات بكل الأسلحة، وامتناعها عن محاولة السيطرة على أي أرض، كما يؤكد استمرار الضربات ضد تنظيم الدولة وجبهة النصرة رغم الهدنة، ولم تُخف قوى دولية -رغم ترحيبها باتفاق الهدنة- تخوفها من أن يبقى اتفاق الهدنة حبرا على ورق ولا يكون له أثر في حقن دماء السوريين وإيصال المساعدات إلى المناطق المحاصرة.
المشهد الإقليمي:
•قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، إن “المرحلة القادمة، ستكون اختبارًا لجدية روسيا و النظام السوري، في تطبيق وقف إطلاق النار”، واتهم داود أوغلو، روسيا وإيران والنظام السوري، بـ”عدم الالتزام حيال التوصيات التي خرجت بها محادثات السلام، التي جرت سابقا، حول وقف العنف في سوريا”، وقال رئيس الحكومة التركية، في لقاء بثته قناة الجزيرة الإنكليزية، إنَّ “النظام وحلفاؤه مسؤولون عن تطبيق ما تم التوصل إليه مؤخرا، فإن استمروا في نفس موقفهم، أي أنَّ طرفا منهم يلتزم والآخر يقصف، فلن يتم تحقيق النجاح، سنرى مدى جديتهم، وسيكون بمثابة اختبار لهم”، وأضاف، في رده على أسئلة مراسل القناة “جمال الشيال”، حول اتهام تركيا لمنظمة “ي ب ك” الإرهابية، بعلاقتها مع النظام، قائلاً : “هو ليس اتهامنا فحسب، بل إنَّ سفير النظام السوري الدائم في الأمم المتحدة، اعترف بعلاقتهم، وعلى مرأى الجميع?، و أشار أن الـ “ي ب ك، أُنشئ من قبل النظام، ويتلقى دعما منه ومن روسيا، والفعل (تفجير أنقرة الإرهابي) نُفذ بدعمٍ من النظام السوري”، وتطرق داود أوغلو في لقائه، إلى إسقاط تركيا للطائرة الروسية في 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وأكد أنَّ “قواعد الاشتباك التي تتبعها بلادنا على الحدود السورية، لا تستثني روسيا”، و أفاد، أن “روسيا تقوم بقتل إخوتنا في الجانب السوري من الحدود، ولا يمكن لهم أن يفعلوا ذلك بانتهاك أجوائنا، والتعليمات التي أعطيناها (قواعد الاشتباك) مازالت سارية من قبل دباباتنا وطائراتنا وسفننا وجنودنا، ونتمنى ألا يرتكب أحد خطأ ما”، وفي رده على سؤال، يتعلق بكيفية حلحلة الأزمة مع روسيا، قال رئيس الوزراء التركي، إنَّ “الأمر مرتبط بها، هي من صعدت حدة التوتر، ونحن نرغب بتحسين العلاقات معها، كما هو الحال مع أي دولة، ومستعدون للحديث، ولكن سنواصل حماية حدودنا”، وأكد داود أوغلو أن “تركيا أكثر دولة تتأثر سلبا من الأزمة السورية، لذلك تريد تحقيق وقف إطلاق النار فيها”، وأشار إلى “وجود مليونين و600 ألف لاجئ في البلاد”، و قال “سنبذل ما بوسعنا من أجل تقديم الخدمات للاجئين داخل الأراضي السورية، وإن تعرضت حياتهم للخطر فإننا بكل تأكيد لن نغلق حدودنا، ولن نترك إخوتنا تحت رحمة النظام وداعش وإيران، وغيرهم من المجموعات”.
وشدد داود أوغلو، أنَّه “تم انتهاك قواعد الاشتباك، في اعزاز (مدينة شمالي حلب حدودية مع تركيا)، والقوات التركية ردت بقصف مواقع “ي ب ك” الإرهابي لثلاثة أيام متواصلة”.
و أضاف “إن تعرضت الحدود التركية للتهديد فإننا سنواصل فعل كل شيء، وإن حصلت تدخلات من أجل إرسال مزيد من اللاجئين، فحتما لنا الحق بفعل ما نشاء”، وجدد رئيس الحكومة التركية تأكيده على “وقوف بلاده إلى جانب مطالب الشعب السوري”، لافتا إلى “دورها في وجود المعارضة السورية المعتدلة اليوم”.
•اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن الفوضى في سوريا وفرت أرضية لنمو وانتشار ما وصفها بـ"المنظمات الإرهابية"، وأكد أن بلاده لا تتعامل مع المسألة السورية من منطلق المصلحة إنما من المنطلق الإنساني، وقال أردوغان في كلمة ألقاها اليوم الثلاثاء أمام منتدى الشراكة مع الصومال المنعقد في إسطنبول إن تركيا أكثر دولة تشعر بخطر التهديدات القادمة من سوريا، والأكثر تأثرا بالهجمات الإرهابية، ودعا الرئيس التركي دول العالم إلى اتخاذ موقف حازم ضد ما وصفه بـ"الإرهاب" وداعميه، وأكد أن "الإرهاب إرهاب مهما كان الطرف الذي يقف وراءه، وعلينا أن نكافحه بحزم"، وشدد على أن تركيا قاومت ولا تزال تقاوم ما وصفه بـ"الإرهاب" طوال ثلاثين عاما، وهي لا تميز بين التنظيمات الإرهابية المختلفة، مشيرا إلى أن بلاده تعتبر جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي ووحدات حماية الشعب الكردية تنظيمات إرهابية"، كما شدد أردوغان على أن "موقف بلاده ثابت حيال المسألة السورية، وهي باتت صوت الضمير العالمي، وأنقذت كرامة الإنسانية، وتفعل ذلك بمقتضى موقفها الإنساني تماما، دون حساب المصالح أو انتظار مقابل، وقال إن الوضع بات يشكل عبئا لا يمكن لتركيا تحمله بمفردها وإمكاناتها فقط".
•في الوقت الذي أشاد فيه باحترام روسيا لمصالح إسرائيل؛ فقد قلل وزير الحرب الإسرائيلي موشيه يعلون من أهمية إعلان كل من موسكو وواشنطن عن وقف إطلاق النار في سوريا.
ونقل موقع صحيفة "هآرتس" عن يعلون قوله إنه لا يتوقع "احترام اتفاق وقف إطلاق النار"، مشيرا إلى أن إخراج كل من تنظيم الدولة وجبهة النصرة، من دائرة التنظيمات التي يشملها الاتفاق يعني عمليا استمرار الوضع القائم، وفي إشارة إلى الغارة التي نفذت في سوريا الأسبوع الماضي ونسبت للجيش الإسرائيلي، فقد قال يعلون إن إسرائيل ستواصل العمل من أجل تحقيق مصالحها الإستراتيجية وضمان أمنها القومي، مشددا على أن تل أبيب ستواصل القيام بكل ما من شأنه تأمين مصالحها في سوريا، وأضاف أن "الروس يعون خارطة مصالحنا هناك ويحترمونها"، مشيرا إلى أن هناك توافقا بين الولايات المتحدة وروسيا على منح إسرائيل هامش حرية مطلقا لتحقيق مصالحها في سوريا، وفي السياق، قال المستشرق الإسرائيلي إليعازر يريف، إن لإسرائيل مصلحة مؤكدة في تواصل القتال في سوريا، وفي مقابلة أجرتها معه إذاعة "راديو بدون توقف" أضاف: "أعرف أن هذا الأمر يبدو قبيحا، لكنها الحقيقة.. تواصل القتال في سوريا يضمن استنزاف كل الأطراف المتصارعة وهذه مصلحة مؤكدة لإسرائيل"، وبحسب يريف، الذي يحرص رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على استشارته بين الحين والآخر في كل ما يتعلق بالعالم العربي، فإن تواصل القتال في سوريا يسمح لإسرائيل بالتحوط والاستعداد لمواجهة السيناريوهات المختلفة، وهذا يمثل بحد ذاته إنجازا كبيرا لتل أبيب"، وشدد يريف على أن المصلحة الإسرائيلية تقتضي أن تنتهي المواجهة الحالية في سوريا بتقسيم البلاد إلى دويلات، مشيرا إلى أن هذا السيناريو يمثل "سيناريو الأحلام" الذي تتطلع إليه كل حكومة في تل أبيب، وبحسب يريف، فإن تقسيم سوريا لدويلات يحسن من قدرة إسرائيل على تحقيق مصالحها، متوقعا أن تجد معظم الدويلات أن مصلحتها في التحالف مع إسرائيل.
•رحبت تركيا الثلاثاء بالإعلان الأمريكي-الروسي عن وقف لإطلاق نار يفترض ان يدخل حيز التنفيذ السبت في سوريا لكنها لم تبد تفاؤلا حول تطبيقه وتوعدت بالرد على الميليشيا الكردية في حال تعرضت لهجوم، وقال نائب رئيس الوزراء التركي نعمان كورتولموش امام الصحافيين “ارحب بهذه الهدنة لكنني لست متفائلا جدا ازاء احترامها من قبل كل الاطراف”، وأبدى خصوصا تحفظات حول استمرارية وقف اطلاق النار نظرا للشكوك حول مواصلة الضربات الجوية الروسية، واضاف “نامل الا يحاول احد القيام بضربات جوية والا يقوم احد بقتل مدنيين خلال فترة سريان وقف اطلاق النار. ونأمل ان تشارك كل المجموعات في سوريا بما يشمل المعارضة المعتدلة في اعادة اعمار البلاد عند انتهاء المفاوضات”، وتقصف المدفعية التركية منذ اكثر من اسبوع مواقع القوات الكردية من وحدات حماية الشعب في محيط اعزاز بشمال سوريا وضواحيها بالقرب من حدودها ردا، كما تقول انقرة، على نيران هذه الميليشيا، وحول هذه النقطة حذر كورتولموش من ان تركيا ستواصل “اذا لزم الامر” الرد على النيران اذا اطلقت من سوريا حتى مع سريان الهدنة. وقال “تركيا ستدافع عن سلامة اراضيها، وهذا امر واضح”.
المشهد الدولي:
•قال وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، إن بلاده تدرس خيارات عدة إذا لم يصمد وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في سوريا، وقال كيري إن جدية الدول المعنية بوقف إطلاق النار في سوريا ستتضح قريبا جداً، وشدد على أن التوصل لنهاية تامة للحرب الأهلية في سوريا ليس ممكناً إذا بقي رئيس النظام السوري بشار الأسد في موقعه، هذا وكانت واشنطن وموسكو أعلنتا عن هدنة في سوريا تبدأ ليل الجمعة - السبت، وقال كيري إنه ربما يكون من الصعب إبقاء سوريا موحدة إذا استغرق إنهاء القتال فترة أطول، وقال أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ في جلسة بشأن طلب الميزانية السنوية للوزارة: "ربما يفوت الأوان لإبقاء سوريا موحدة إذا انتظرنا فترة أطول"، وأضاف كيري أنه حتى إذا سيطرت القوات المدعومة من روسيا على مدينة حلب فمن الصعب الاحتفاظ بأراض في سوريا.
•قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري اليوم الثلاثاء إنه سيتم التحقق من نجاح اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا خلال أيام، كما سيتحقق من جدية الانتقال السياسي في سوريا خلال شهر أو شهرين، مطالبا رئيس النظام السوري بشار الأسد باتخاذ خطوات جادة وإلا فستكون هناك "خطة بديلة"، وخلال جلسة استماع أمام مجلس الشيوخ الأميركي، قال كيري "البرهان سيظهر في الأفعال التي ستحدث في الأيام القادمة"، وذلك في إشارة إلى الاتفاق الذي من المفترض أن يطبق السبت المقبل، وأضاف "سنعلم خلال شهر أو اثنين ما إذا كانت عملية الانتقال (السياسي) هذه جادة، سيتعين على الأسد اتخاذ بعض القرارات الحقيقية بشأن تشكيل عملية حكم انتقالي حقيقية، وإذا لم يحدث هذا فهناك بالتأكيد خيارات لخطة بديلة قيد الدراسة"، ورأى كيري أنه في حال سيطرة القوات المدعومة من روسيا على حلب فمن الصعب الاحتفاظ بأراض في سوريا، مضيفا "ربما يكون من الصعب إبقاء سوريا موحدة إذا انتظرنا فترة أطول لإنهاء الحرب".
وكان المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر صرح في مؤتمر صحفي اليوم بأن بلاده وجهت دعوة إلى جميع الأطراف للالتزام بالاتفاق الذي أعلنته واشنطن وموسكو بشأن وقف إطلاق النار في سوريا، وأضاف أن بلاده وجهت دعوة إلى تركيا لوقف قصفها المدفعي على مواقع وحدات حماية الشعب الكردية داخل الحدود السورية، مبينا أن "قبول جميع الأطراف في سوريا اتفاق وقف إطلاق النار أو رفضه يعود لها، بما فيها النظام والمعارضة والمجموعات الأخرى"، وأن بلاده "كانت واضحة جدا بخصوص ما يقع على عاتق الجميع لفعله"، وأعلن النظام السوري اليوم قبوله وقف "الأعمال القتالية" على أساس استمرار الجهود العسكرية لمكافحة الإرهاب ضد تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة والتنظيمات "الإرهابية" الأخرى المرتبطة بها وتنظيم القاعدة، بحسب بيان للخارجية السورية.
•بعد نحو ست سنوات من الصراع المسلح في سوريا يأتي الاتفاق الروسي الأميركي الجديد لوقف إطلاق النار كخطوة مهمة لتهيئة الأجواء للحلول السياسية على الرغم من إشكاليات وعقبات تهدد بإجهاض الهدنة المقرر دخولها حيز التنفيذ بعد يومين، وأمام تمدد نطاق الصراع في سوريا المنكوبة واستفحال أزمة اللاجئين وضيق الغرب ودول الجوار بإفرازاتها وتبعاتها الاقتصادية والأمنية لم يعد هناك حل سوى أن تخرس البنادق ولو مؤقتا ليجتمع أطراف الحرب على كلمة سواء، وفي ظل استحالة الحسم الميداني لصالح أي من المتحاربين يبدو الاتفاق الروسي الأميركي في الظاهر "خطوة أولية" في اتجاه الحل السلمي وانتشال البلاد من وحل العنف والفوضى والفشل، وأهم ما ينص عليه الاتفاق امتناع الطيران السوري والروسي عن قصف قوات المعارضة المسلحة، فيما تلتزم الأخيرة بالتوقف عن محاربة النظام، ويقضي الاتفاق بأن تبلغ الأطراف الولايات المتحدة وروسيا موافقتها بحلول ظهيرة يوم الجمعة بتوقيت دمشق على أن يبدأ سريان الهدنة منتصف الليل، وبينما اعتبر البيت الأبيض أن الاتفاق فرصة مهمة يتعين استغلالها للتخفيف من معاناة الشعب السوري والبناء عليها للتقدم بمسار المفاوضات قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه "خطوة حقيقية نحو وقف حمام الدم"،ويستمد هذا الاتفاق قوته من كونه أبرم بين الدولتين الأهم على مستوى العالم والأكثر تأثيرا في الصراع السوري وفي الشرق الأوسط بشكل عام.
ونظرا لأهمية دور موسكو وواشنطن في سوريا رحبت دول غربية وعربية بالاتفاق فور الإعلان عنه، فيما قال المبعوث الأممي ستفان دي ميستورا إن هذا الاتفاق "يمكننا من استئناف العملية السياسية المطلوبة لإنهاء هذا الصراع"،ويشير هذا الاتفاق -ضمنيا على الأقل- إلى تخلي موسكو وواشنطن عن التنابز في مجلس الأمن الدولي بشأن القضية السورية، ودفعهما باتجاه الدخول في مرحلة انتقالية تفضي للاستقرار وعودة أكثر من 13 مليون لاجئ ونازح إلى ديارهم، ولكن في ما عدا النفوذ الأميركي الروسي يخلو الاتفاق من أي مقومات حقيقية تضمن بقاء الهدنة وتمديدها إن صمدت لأسبوعين حيث تغيب الضمانات الأساسية ويبقى الغموض سيد الموقف، يقول الاتفاق إن الجانبين سينشئان خطا ساخنا لضمان تنفيذ الهدنة واحترامها، وتسجيل الانتهاكات والخروق، دون أن يحدد آليات مقنعة أو يعطي المزيد من التفاصيل، ولعل هذا لا يعطي ضمانات للمعارضة التي طالما طالبت بإجراءات ميدانية على الأرض تشمل إطلاق سراح المعتقلين وفك الحصار عن المدن،ويكرس هذا الاتفاق عجز الأمم المتحدة لكون وسطائها ومبعوثيها ومراقبيها فشلوا على مدار السنوات الماضية في تهيئة السوريين للقبول بالجنوح للسلم وترك الاقتتال، مما يتيح لأي من الأطراف لاحقا التنصل منه بذريعة أنه مجرد تفاهم بين دولتين أجنبيتين، وإلى جانب غياب الأمم المتحدة عن هذا الاتفاق لم تترك القوى الإقليمية بصمتها عليه رغم أنها تمتلك وسائل ضغط قوية على المعارضة والنظام والمليشيات في سوريا، وإضافة إلى غموض الضمانات، فإن مطوية الاتفاق الروسي الأميركي وضعت في ظرف مفخخ حيث تجيز لموسكو ونظام الأسد قصف جبهة النصرة التي تتداخل مع الجيش الحر "والمعارضة المعتدلة" في الكثير من المناطق، مما يهدد بانفراط عقد الهدنة حتى قبل سريانها، وانطلاقا من هذا الغموض المفخخ حذر رئيس المكتب السياسي لجيش اليرموك بشار الزعبي من أن يوفر الاتفاق الغطاء للرئيس السوري بشار الأسد وحلفائه الروس لمواصلة قصف المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة وجبهة النصرة وجماعات أخرى توصف بالمتشددة في نظر الروس والنظام والأميركيين، وفيما حذرت المعارضة من استغلال هذا التداخل في خرق الهدنة قال الأسد في وقت سابق إنه مستعد لوقف إطلاق النار شريطة عدم استغلال مقاتلي المعارضة التهدئة لصالحهم، مما يعني يقظة هواجس الجانبين وتأهبهما للعودة إلى القتال على الفور،إلى ذلك، فإن وجود مليشيات إيرانية وعراقية ولبنانية تقاتل مع النظام يزيد مخاطر خرق الهدنة، ويفرض تحديات إضافية على النظام السوري لضبط المسلحين الأجانب الذي يقاتلون إلى جانبه، وأمام غياب الثقة بين الجانبين وعدم توفر الضمانات والآليات يظل واردا التساؤل عما إذا كانت الهدنة المزمعة بداية فعلية لعبور سوريا نحو بر التسوية، أم أنها مجرد فاصل قصير ضمن مسلسل الصراع الطويل.
•اتهم رئيس لجنة تقصي الحقائق في الانتهاكات المرتكبة في سورية باولو بينيرو، نظام الأسد بالمسؤولة عن استهداف المدنيين والأهداف المدنية "ما أدى إلى مقتل المئات منهم، وتدمير مستشفيات ومدارس وبنية تحتية مدنية"، وفي مؤتمر صحفي عقده في نيويورك أكد بينيرو أن لدى لجنة تقصي الحقائق التي شكلها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، "وثائق ومعلومات عن خسائر بالأرواح بسبب غارات جوية نفذتها القوات الحكومية، وخصوصاً في حلب وإدلب"، وعن مسؤولية روسيا عن مثل هذه الهجمات، قال بينيرو إن لجنة التقصي "ليست لديها القدرة على الوصول إلى سورية أو إلى المعلومات العسكرية لتحديد من يشن الغارات، لكنها متيقنة من أن غارات جوية تستهدف المدنيين، وهو ما يستطيع تنفيذه نظام الأسد وحلفاؤه، لا المعارضة".
وندد تقرير صادر عن لجنة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق بتفشي جرائم الحرب المستمرة منذ خمس سنوات، مؤكداً أن محاسبة مرتكبي هذه الفظائع يجب أن تكون جزءاً من عملية السلام.
وأعلنت الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في سورية، يبدأ العمل به اعتباراً من السبت المقبل 27 شباط /فبراير الجاري،و جاء ذلك في بيان مشترك للولايات المتحدة وروسيا وزّعته الخارجية الأمريكية، وأشار إلى أن البدء بعملية وقف إطلاق النار في سورية سيكون في منتصف ليلة (الجمعة والسبت) 26/27 من الشهر الجاري".
•قالت وزارة الدفاع الروسية إنه جرى افتتاح مركز تنسيق لتسهيل المحادثات بين الأطراف المتحاربة في سوريا في قاعدة حميميم الجوية الروسية في سوريا، ونسبت وكالات أنباء روسية إلى المتحدث باسم الوزارة، إيجور كوناشينكوف قوله: "وفقاً للاتفاقيات الروسية الأميركية التي أبرمت في 22 فبراير بشأن وقف الأعمال القتالية في سوريا، وتطبيق آلية مراقبة وقف إطلاق النار جرى افتتاح مركز تنسيق لمصالحة الأطراف المتحاربة"، وقال كوناشينكوف إن هدف المركز هو تسهيل المحادثات بين الحكومة السورية وممثلي المعارضة باستثناء تنظيم "داعش" و"جبهة النصرة".
المشهد المحلي:
•تمكنت فصائل معارضة متطرفة من قطع طريق استراتيجية تربط مناطق سيطرة قوات النظام في محافظة حلب بمناطق سيطرتها في سائر المحافظات السورية، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، وأوضح المرصد أن "مقاتلين من الحزب الإسلامي التركستاني وتنظيم جند الأقصى ومقاتلين من القوقاز تمكنوا بعد منتصف ليل الأحد- الاثنين من قطع طريق خناصر حلب، بعد سيطرتهم على جزء من قرية رسم النفل الواقعة على الطريق إثر هجوم مفاجئ شنوه من غرب خناصر"، وتقع طريق خناصر حلب في ريف حلب الجنوبي الشرقي، وهي الطريق الوحيدة التي يمكن لقوات النظام المتواجدة في غرب مدينة حلب ومناطق محيطة بها، سلوكها للوصول من وسط البلاد إلى حلب. وتعد هذه الطريق طريق الإمداد الوحيدة لقوات النظام والمدنيين إلى محافظة حلب، ويأتي هذا التطور في وقت لا تزال قوات النظام تحاصر بشكل شبه كامل الأحياء الشرقية من المدينة الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة، بعد تقدمها خلال الأسابيع الأخيرة في ريف المدينة الشمالي، والفصائل المهاجمة متطرفة، وهي تقاتل غالباً إلى جانب جبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا) على جبهات عدة، كان أبرزها في محافظة إدلب (شمال غرب البلاد).
وتعرضت هذه الطريق للقطع مرات عدة منذ اندلاع النزاع السوري العام 2011، إذ تمكنت فصائل معارضة من قطعها بالكامل في الفترة الممتدة بين أغسطس وأكتوبر 2013، ما تسبب بنقص في المواد الغذائية والوقود في المناطق تحت سيطرة النظام، وفي 23 أكتوبر الماضي، تمكن تنظيم داعش من السيطرة على جزء من طريق خناصر اثريا (محافظة حماه، وسط)، ما أدى إلى قطع الطريق المؤدية إلى مدينة حلب وحصار مئات الآلاف من سكانها، لكن قوات النظام تمكنت في الرابع من نوفمبر من استعادة السيطرة مجدداً على الطريق، وأشار المرصد إلى "اشتباكات عنيفة جارية في قرية رسم النفل وعلى أطراف بلدة خناصر بين المقاتلين وقوات النظام"، وتزامنت المعارك مع غارات جوية روسية كثيفة استهدفت مناطق الاشتباك، إضافة إلى مناطق أخرى تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في ريف حلب الشمالي وأخرى تحت سيطرة داعش في ريف حلب الشرقي، وكانت قوات النظام سيطرت خلال 48 ساعة الماضية على 34 قرية في ريف حلب الشرقي تقع كلها على طريق محوري يبلغ طوله نحو 40 كيلومترا ويربط شرق حلب بمحافظة الرقة.
•أعلن رئيس الهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب أن فصائل الثورة السورية أبدت موافقة أولية على التوصل إلى هدنة مؤقتة، بشرط أن يتم ذلك وفق وساطة دولية. كما طالب حجاب بتوفير ضمانات أممية بحمل روسيا وإيران والمليشيات الطائفية التابعة لها على وقف القتال وفك الحصار عن مختلف المناطق، وتأمين وصول المساعدات للمحاصرين، وإطلاق سراح المعتقلين.
فيما اعتبر كبير المفاوضين محمد علوش أن الهدنة هي إجراء مؤقت ولم يكن مخطط لها. وأكد أن تنظيم داعش سلم نحو 25 قرية في ريف حلب إلى نظام الأسد منذ يومين، وهناك أنباء عن استعداد داعش لتسليم الرقة (معقله في سورية)، مما يعزز وجود تنسيق أمني بين التنظيم والنظام، ونقلت وكالة "سبوتنيك" عن مصدر في وفد المعارضة السورية إلى جنيف قوله إن المحادثات الأميركية الروسية التي عقدت قبل يومين خرجت بنص مشترك لوقف الأعمال العدائية في سورية، سيدخل حيز التنفيذ بعد أسبوع من إعلانه.
•ارتفعت حصيلة التفجيرات التي استهدفت منطقة السيدة زينب في ريف دمشق وتبناها تنظيم داعش إلى 120 قتيلا فضلا عن سقوط مئات الجرحى،وأسفر تفجيران بسيارتين مفخختين عن سقوط 57 قتيلا في مدينة حمص، معظمهم من المدنيين، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، وحول تفجيرات ريف دمشق، أفاد التلفزيون السوري في شريط عاجل فور الهجوم، بوقوع 3 تفجيرات قرب مشفى الصدر بشارع التين في منطقة السيدة زينب، مشيرا إلى وقوع قتلى وجرحى من دون أن يحدد الحصيلة، وشهدت المنطقة في 31 يناير الماضي 3 تفجيرات متزامنة، نفذ انتحاريان اثنين منها، أسفرت عن مقتل 70 شخصا وتبناها تنظيم داعش،وتضم البلدة مقام السيدة زينب، الذي يعد مقصدا للسياحة الدينية في سوريا وخصوصا من أتباع الطائفة الشيعية. ويقصده زوار تحديدا من إيران والعراق ولبنان رغم استهداف المنطقة بتفجيرات عدة في السابق، وتعرضت المنطقة لتفجيرين انتحاريين في فبراير 2015، استهدفا حاجزا للتفتيش، وأسفرا عن مقتل 4 أشخاص وإصابة 13 آخرين، وذلك بعد أيام من تفجير انتحاري في حافلة في منطقة الكلاسة في دمشق كانت متجهة الى مقام السيدة زينب. وتسبب التفجير الأخير بمقتل 9 أشخاص بينهم 6 لبنانيين كانوا يزورون مقامات دينية، وتبنته جبهة النصرة ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، ومنذ إعلانه العام 2013 وجود مقاتليه في سوريا، برر حزب الله اللبناني، حليف نظام الرئيس بشار الأسد، قتاله إلى جانب قوات النظام بحماية المقامات الدينية وفي مقدمها مقام السيدة زينب، ويفرض المقاتلون الشيعة وبينهم مقاتلو حزب الله، إجراءات أمنية مشددة في محيط المقام الديني. كما يقيمون نقاطا أمنية تتولى تفتيش السيارات العابرة.
•تستعد المعارضة السورية المسلحة لمواجهة أي هجمات جديدة من قوات سوريا الديمقراطية في محيط مدينة إعزاز بريف حلب الشمالي. في غضون ذلك، واصل الطيران الحربي الروسي غاراته في كل من حلب (شمال) وحمص (وسط) ودير الزور (شرق)، وأكد رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري صالح مسلم أن إعزاز ليست هدفا للقوات الكردية في الوقت الحالي، نافيا في المقابل وجود أي تخوف لدى قوات سوريا الديمقراطية من دخول معارك للسيطرة على المدينة، وفي ريف حلب الغربي، أفاد مراسل الجزيرة بمقتل سبعة أشخاص على الأقل وإصابة عشرات في غارة روسية على قرية عنجارة الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة. كما أسفر القصف عن دمار وحرائق في المباني السكنية والممتلكات، كما أفاد المراسل بأن سلاح الجو الروسي استهدف بلدات حيان وعندان وحريتان بريف حلب الشمالي وحي الميسر في مدينة حلب، وفي ريف حمص الشمالي (وسط سوريا) أفاد المراسل بأن الطائرات الروسية كثفت قصفها على مدن وبلدات عدة، ويتزامن ذلك مع هجوم عسكري واسع تشنه قوات النظام على مواقع المعارضة المسلحة، حيث تمكنت هذه القوات من إحكام حصارها على ريف حمص الشمالي، مما أدى إلى تدهور كبير في الأوضاع الإنسانية، وفي ريف دير الزور (شرق البلاد)، أفادت مصادر للجزيرة بمقتل أربعة أشخاص وإصابة عشرات جراء غارات روسية على سوق شعبي في قرية الصالحية ومنطقة السبعة كيلو الخاضعتين لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية، كما شنت الطائرات الروسية غارات على محيط مطار دير الزور الذي يشهد اشتباكات بين مقاتلي تنظيم الدولة وقوات النظام السوري.
المشهد الإقليمي:
•قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن الحل الوحيد للأزمة السورية لن يكون إلا عبر الحوار السياسي, واحترام حق الشعب السوري في تقرير مستقبل بلاده، وجاءت تصريحات روحاني خلال لقائه وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الذي وصل إلى طهران في زيارة لم يُعلن عنها سابقا, علما بأن روسيا وإيران تدعمان نظام الرئيس السوري بشار الأسد عسكريا وسياسيا.
وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية أن شويغو سلم روحاني رسالة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأطلعه على آخر المستجدات حول المفاوضات الخاصة بوقف إطلاق النار في سوريا.
ولاحقا التقى شويغو نظيره الإيراني حسين دهقان، وأقرت موسكو تسليم طهران منظومة صواريخ "أس300" المضادة للطائرات, كما ذكرت وسائل إعلام إيرانية وروسية أن إيران تريد شراء عدد من الطائرات المقاتلة الروسية "سوخوي30".
•أكد وزير الخارجية التركي، تشاوش أوغلو، أن الضربات الروسية أكبر عائق أمام وقف إطلاق النار في سوريا. ولفت إلى أن العمل البري في سوريا غير مطروح الآن، ويجب مشاركة جميع دول التحالف في أي عملية برية مستقبلية. وقال أوغلو في مؤتمر صحفي مشترك في أنقرة مع نظيره الإيطالي باولو جنتيلوني "قلنا إنه بدلاً من دعم منظمات إرهابية أخرى لمحاربة داعش يمكننا محاربة هذه المنظمات الإرهابية بأنفسنا، نحن الدول الخمس والستين (أعضاء التحالف ضد داعش)، بخلاف ذلك فإن أي عملية برية في سوريا من قبل تركيا والسعودية لم تكن أبدا مطروحة على جدول الأعمال. إنها ليست على جدول الأعمال. نحن واضحون في هذا الشأن"، وأضاف قائلاً "في حالة القيام بعملية برية فيجب أن نفعل هذا مع كل الدول، هذا عمل لن تقوم به تركيا أو السعودية من جانبها." وأوضح "فشلنا في حربنا ضد داعش، 65 دولة في العالم فشلت في المعركة ضد داعش لعدم وجود إستراتيجية وعدم وجود إرادة، وكان مسؤول تركي كبير أعلن الثلاثاء 16 فبراير، أن تركيا تؤيد تدخلا عسكريا بريا في سوريا لكن بمشاركة حلفائها، معتبرة أن ذلك فقط من شأنه وقف النزاع في هذا البلد، وقال هذا المسؤول رافضا الكشف عن اسمه للصحافيين "نريد عملية برية مع حلفائنا الدوليين. بدون عملية على الأرض من المستحيل وقف المعارك في سوريا"، مضيفا: "لن تكون هناك عملية عسكرية تركية أحادية الجانب في سوريا"، كما كانت السعودية قد أعلنت سابقاً عبر المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي، العميد الركن أحمد عسيري، أن السعودية على استعداد للمشاركة في أي عملية برية ضمن التحالف الدولي في سوريا، يذكر أن المدفعية التركية تقصف منذ أكثر من أسبوع مواقع وحدات حماية الشعب في محيط مدينة اعزاز السورية.
•استبعد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو اليوم قيام تركيا والسعودية بعملية برية في سوريا ، وأشار إلى أن أي خطوة من هذا القبيل يجب أن تضم كل دول التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وقال جاويش أوغلو في مؤتمر صحفي بأنقرة إن قيام تركيا والسعودية بعملية برية في سوريا ليس مقترحا، واعتبر الوزير التركي الضربات الجوية الروسية أكبر عقبة أمام وقف إطلاق النار في سوريا ، وكشف أن المعارضة السورية ستجتمع في الرياض لبحث وقف إطلاق النار، وكانت المعارضة السورية قالت يوم السبت إنها وافقت على إمكانية بحث التوصل لهدنة مؤقتة. وأعلن رئيس الهيئة العليا للمفاوضات في المعارضة رياض حجاب أن فصائل المعارضة المسلحة أبدت موافقة أولية على التوصل إلى هدنة مؤقتة، بشرط أن يتم ذلك وفق وساطة دولية، كما طالب حجاب بتوفير ضمانات أممية بحمل روسيا وإيران والمليشيات التابعة لها على وقف القتال وفك الحصار عن مختلف المناطق، وتأمين وصول المساعدات للمحاصرين، وإطلاق المعتقلين، من جهته أعلن الرئيس السوري بشار الأسد أنه مستعد لوقف إطلاق النار بشرط عدم استغلال "الإرهابيين" وداعميهم للهدنة، وكان وزير الخارجية التركي استبعد في مقابلة مع وكالة رويترز الثلاثاء الماضي عملية برية بسوريا تشارك فيها فقط تركيا والسعودية وقطر، مشيرا إلى أن بعض أعضاء التحالف لا يؤيدون مثل هذا التدخل.
وسبق أن أعلن جاويش أوغلو مطلع الأسبوع الماضي أن تركيا والسعودية قد تطلقان عملية عسكرية برية في سوريا ضد تنظيم الدولة، مشيرا إلى قرب إرسال طائرات حربية سعودية إلى قاعدة "إنجرليك" في أضنة (جنوبي تركيا)، وتصاعد الحديث عن تدخل بري من دول مثل تركيا والسعودية عقب الهجوم الواسع الذي تشنه قوات النظام بدعم من الطيران الروسي شمال مدينة حلب، والذي تسبب في نزوح عشرات الآلاف من المدنيين نحو الحدود السورية التركية، وتزايدت التكهنات بتدخل عسكري تركي في سوريا بعد الانفجار الذي استهدف حافلة تقل عسكريين في العاصمة أنقرة الأسبوع الماضي، مما تسبب بمقتل نحو ثلاثين شخصا. وأتهمت تركيا وحدات حماية الشعب الكردية بتدبير الانفجار بالتعاون مع حزب العمال الكردستاني التركي.
واستغلت قوات سوريا الديمقراطية -بقيادة الوحدات الكردية- الحملة العسكرية شمال حلب لتوسع نطاق سيطرتها بدعم من الطيران الروسي، رغم تحذيرات تركيا لها من التمدد على حدودها، حيث استولت على بلدات، من أبرزها تل رفعت المقر الرئيسي للمعارضة، ودفع هذا التطور الجيش التركي إلى استهداف الوحدات الكردية بالمدفعية، مما أسفر عن مقتل عشرات منهم.
•وصف رئيس مركز “كارنيغي” الروسي لبرنامج الدين والمجتمع والأمن، أليكسي مالاشينكو، تصرفات الرئيس السوري، بشار الأسد، بأنها مثال على “محاولة الذيل التحكم بالكلب”، وأنه يحاول الإيحاء لموسكو بأنه لن يكون هناك وفاق بينها وبين نظام الحكم السوري من دونه،وأدلى مالاشينكو بتصريحاته في مقابلة مع صحيفة “كوميرسانت” الروسية المقربة من السلطات، قائلا: “تصرف الأسد هو مثال واضح على كيفية محاولة الذيل التحكم بالكلب.. بشار الأسد يحاول الإيحاء لروسيا بأنه لن يكون هناك وفاق بينها وبين دمشق بصرف النظر عمن سيخلفه.”
وأضاف مالاشينكو أن الأسد يزعم أنه هو الذي سيُبقي نفوذ روسيا في سوريا طالما ظل في السلطة، وأنها ستفقد ذلك في غيابه، متابعا بأن الأسد يحاول أن يوصل رسالة تُفيد بأن “موسكو، وفقا لهذا المنطق، لا يجب أن تهتم بالتسوية السياسية التي تطالب برحيله، حتى وإن كان موقفها الرسمي هو دعم محادثات السلام في جنيف”، وتأتي هذه التصريحات في أعقاب، انتقاد مبعوث روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، لتصريحات الأسد، والتي وصفها بأنها لا تتماشى مع “جهود موسكو الدبلوماسية”، مقللا في الوقت ذاته من أهمية تصريحات الأسد، قائلا: “أعتقد أننا يجب أن نركز ليس على ما يقوله، مع كامل الاحترام لتصريحات شخص في هذا المستوى الرفيع، بل على ما سيقوم به في نهاية المطاف”، وحذر تشوركين من تداعيات عدم التزام سوريا بنهج روسيا، قائلا: “إذا اتبعت السلطات السورية نهج روسيا.. سيكون لديها الفرصة للخروج من الأزمة بكرامة، لكن إذا ابتعدت عن هذا الطريق فسيكون الوضع صعب للغاية وبالنسبة لهم أيضا،” على حد تعبيره، مشددا على أن هذه التصريحات هي “تقديراته الشخصية”.
المشهد الدولي:
•بحث نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف في موسكو مع سفير بشار الأسد في روسيا رياض حداد موضوع توصيل المساعدات الإنسانية الى سوريا ومسألة إعلان هدنة.
كما بحث بوغدانوف في وقت سابق من السبت مع رئيسة حركة المجتمع التعددي السورية المعارضة رندة قسيس آفاق إعلان الهدنة وبدء المحادثات السورية، وقالت الخارجية الروسية في بيان إنه “تم خلال اللقاء (مع الإثنين) تبادل وجهات النظر إزاء تطور الوضع في سوريا وحولها بالتركيز على سير تنفيذ اتفاقيات الاجتماع الوزاري لمجموعة دعم سوريا الدولية في 11 فبراير في ميونخ”، وأضافت أنه “تم في هذا الإطار التأكيد على ضرورة عدم تأجيل حل مسائل إيصال المساعدات الإنسانية وتوفير وصولها إلى كافة المناطق السورية، بالإضافة إلى وقف الأعمال العدائية واستمرار محاربة المجموعات الإرهابية بلا هوادة”، وأكدت الوزارة أنه “تم التطرق بشكل منفصل إلى مسألة إجراء مفاوضات حصرية بين ممثلي الحكومة السورية والمعارضة وفق قرار مجلس الأمن رقم 2254 في جنيف تحت إشراف الأمم المتحدة”، بدورها أكدت رندة قسيس استئناف المحادثات السورية يوم 25 فبراير/شباط الجاري في مدينة مونترييه السويسرية.
فيما أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا عن تأجيل لقاء مجموعة وقف العنف في سوريا التي تدخل ضمن مجموعة الدعم، المقرر اليوم الى موعد آخر.
•أعلنت لجنة تحقيق تدعمها الأمم المتحدة أن جرائم الحرب متفشية في الحرب السورية الدائرة منذ نحو 5 سنوات، وأن قوات الحكومة السورية وتنظيم داعش يواصلان ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في ظل غياب تحرك من جانب المجتمع الدولي، وقالت لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة في أحدث تقرير لها: "تتواصل الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان وللقانون الإنساني الدولي دون هوادة، وتتفاقم بسبب الإفلات الفاضح من العقاب"، وأضافت: "لا تزال بنود قرارات مجلس الأمن ذات الصلة لا تلقى اهتماما ودون تنفيذ إلى حد بعيد"، وتابعت: "لا تزال القوات الحكومية وداعش ترتكب جرائم ضد الإنسانية. جرائم الحرب متفشية"، وطالما استنكر التحقيق الدولي الذي يجريه خبراء مستقلون استخدام طرفي الحرب للتجويع كسلاح في الصراع وأعد قائمة سرية بمن يشتبه في ارتكابهم جرائم حرب ووحدات عسكرية من جميع الأطراف وأودعها لدى الأمم المتحدة في جنيف، وقال باولو بينيرو رئيس اللجنة للصحافيين بمقر الأمم المتحدة، إنه لا يوجد بين أطراف الحرب من يحترم القانون الإنساني الدولي، وقالت اللجنة في تقرير من 31 صفحة إن "الدولة السورية الممزقة على حافة الانهيار"، وأضافت: "يجب إنهاء الهجمات التي تنفذ دون تمييز وبشكل غير متناسب على المدنيين"، وتابعت: "تستخدم القوات الحكومية وجماعات مسلحة مناهضة للحكومة وجماعات إرهابية الحصار وما يترتب عليه من تجويع ومنع وصول المساعدات الإنسانية وغير ذلك من أشكال الحرمان كأدوات في الحرب من أجل الإجبار على الاستسلام أو لانتزاع تنازلات سياسية"، ومضت اللجنة: "يستخدم المدنيون- الذين يتحملون وطأة الصراع- كبيادق ليس إلا. وتعقدت معاناتهم بسبب غياب الحماية المدنية"، وحثت اللجنة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على إحالة الصراع السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، أو إلى محكمة خاصة لجرائم الحرب لضمان تنفيذ العدالة. وكانت روسيا والصين قد عرقلتا في السابق محاولة غربية لإحالة الصراع إلى المحكمة الجنائية الدولية، وسوريا ليست عضوا في المحكمة الجنائية الدولية، ومن ثم فإن السبيل الوحيد لأن تنظر الأمر هو من خلال إحالة مجلس الأمن الصراع إلى المحكمة، وذكر التقرير أنه يجب على جميع الأطراف التفريق بين الأهداف العسكرية والمدنية، ووقف الهجمات التي تتم دون تمييز أو بشكل غير متناسب، وإنهاء عمليات الحصار وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون أي معوقات، وقال مصدران دبلوماسيان غربيان إن مسودة خطة روسية أميركية تدعو لوقف الاقتتال في سوريا اعتبارا من السبت 27 فبراير، وتستثني المسودة تنظيم داعش وجبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة من الهدنة.
•كشف الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن قوات جيشه في سوريا تقتل المسلحين الذين “يصفون روسيا بالعدو” ويعتزمون “التوسع” إلى الأراضي الروسية، وأشاد بجنوده الذين اعتبرهم “يحمون مصالح موسكو الوطنية”، قال بوتين في خطاب له في الكرملين : “إن المهارات العسكرية لقواتنا تتحسن حاليا في العملية العسكرية في سوريا.. وعندما يقاتل جنودنا في تلك الدولة، فهم يحمون مصالح روسيا ويتخلصون من المسلحين، الذين يصفون بلدنا بالعدو ولا يخفون مخططاتهم بالتوسع، بما في ذلك على الأراضي الروسية ورابطة الدول المستقلة”، ومدح بوتين نشاط الجنود الروس في سوريا، قائلا إنهم “يستحقون التقدير” لأنهم يعملون على حماية “المصالح الوطنية لروسيا” ويمدون يد العون لمن يكافح الإرهاب ويحمي المدنيين في الدولة التي مزقتها الحرب، مؤكدا أن دولته تسعى لحل الأزمة السورية بـ”السياسة والدبلوماسية”، مشيرا إلى ما وصفه بـ”مساهمة موسكو في التوصل إلى استقرار عدة دول وأنهى الخلافات فيها”.
•بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، هاتفيا، مع أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، التطورات الأخيرة في سوريا، وأفاد بيان صادر عن الكرملين، اليوم الإثنين، أن الجانبين اتفقا خلال المكالمة الهاتفية، على مسألة تكثيف الاتصالات الثنائية على مختلف المستويات من أجل المساهمة في تسوية الأزمة السورية.
المشهد المحلي:
•أعلن رئيس الهيئة العليا للمفاوضات في المعارضة رياض حجاب أن فصائل المعارضة المسلحة أبدت موافقة أولية على التوصل إلى هدنة مؤقتة، بشرط أن يتم ذلك وفق وساطة دولية , كما طالب حجاب بتوفير ضمانات أممية بحمل روسيا وإيران والمليشيات التابعة لها على وقف القتال وفك الحصار عن مختلف المناطق، وتأمين وصول المساعدات للمحاصرين، وإطلاق سراح المعتقلين، ونقلت وكالة "سبوتنيك" عن مصدر في وفد المعارضة السورية إلى جنيف قوله إن المحادثات الأميركية الروسية التي عقدت قبل يومين خرجت بنص مشترك لوقف الأعمال العدائية في سوريا، سيدخل حيز التنفيذ بعد أسبوع من إعلانه، لكنه أشار إلى أن نص الاتفاق يستثني تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة، من جهته أعلن رئيس النظام السوري بشار الأسد السبت أنه مستعد لوقف إطلاق النار بشرط عدم استغلال "الإرهابيين" وداعميهم للهدنة، وذلك بعد أن علقت الفصائل المعارضة موافقتها على فك الحصار وإيصال المساعدات وإطلاق سراح المعتقلين وفق ضمانات أممية، ونقل الموقع الرسمي للرئاسة عن الأسد قوله إنه أعلن سابقا استعداده لقبول ما تم الاتفاق عليه مؤخرا في ميونيخ بشأن وقف إطلاق النار، لكن الأمر -بحسب قوله- لا يتعلق فقط بالإعلان بل بما يحدث على الأرض، وأوضح الأسد شروطه لقبول وقف إطلاق النار بأنها تتضمن "منع الإرهابيين من استخدام وقف العمليات من أجل تحسين موقعهم"، وكذلك "منع البلدان الأخرى -وخصوصا تركيا- من إرسال المزيد من الإرهابيين والأسلحة أو أي نوع من الدعم اللوجستي لأولئك الإرهابيين".
•شكوك كبيرة أخذت تحيط بالتفجير المزدوج الذي وقع بحي الزهراء في محافظة حمص وسط سوريا، اليوم الأحد، بعد الكشف عن منشور على فيسبوك منذ حوالي 16 ساعة، وعلى إحدى الصفحات الموالية وتدعى "شبكة أخبار المنطقة الوسطى. حمص"، تحذر فيه الناس وتطالبهم بالحذر الشديد في التجمعات وقرب السيارات والدراجات النارية، وتطلب فيه من قرائها "تعميم" هذا التحذير على الجميع وتطالب فيه "بالتشدد بالمراقبة على المدراس والجامعات"، مع الإشارة الى أن التغطية الأولى لخبر التفجير والذي نقلته الإخبارية السورية قالت إنه استهدف طلابا ذاهبين الى "جامعاتهم ومدارسهم"، كما ورد في تفاصيل الخبر الذي تتناقله الإخبارية السورية على مدار الساعة بأن المصابين من الطلاب الذاهبين الى "مدارسهم وجامعاتهم". وهو مايتفق أصلاً مع التحذير الذي نشر منذ أكثر من 16 ساعة، وكذلك نقلت وكالة "سانا" الرسمية بأن التفجير ألحق أضراراً مادية كبيرة جدا بـ"العشرات من حافلات النقل العامة والخاصة المتوقفة في المكان كونه مركزاً رئيسيا لانطلاق الحافلات"، وكان رئيس النظام السوري قد عين اللواء جمال سليمان خلفاً للواء لؤي معلا رئيسا للجنة الأمنية في محافظة حمص. بعد ازدياد شكاوى أهل المحافظة من الحالة الأمنية التي تضرب محافظتهم، ومنذ اللحظة التي تم فيها تعيين اللواء جمال سليمان رئيسا للجنة الأمنية في محافظة حمص، واستشعر الموالون لرئيس النظام السوري "بالأمان" بعد تفجيرات تصيبهم بين فترة وأخرى، إلا أن تعيين اللواء السالف لم يجلب لهم الأمن، بل على العكس جاءت التفجيرات، اليوم الأحد، أعنف من سابقاتها، وبعض الإحصاءات الصحافية تذهب إلى أنها واحدة من أعنف التفجيرات التي تضرب البلاد بأسرها وليس محافظة حمص فقط، تفجيرات اليوم الأحد التي ضربت حمص وخلفت عشرات القتلى، تُعدّ برأي المراقبين فشلاً في أول اختبار للضابط الرفيع في هذا المنصب خلفاً لضابط آخر كان أقرب منه إلى الأسد، إلا أن أهل "الزهراء" في حمص "ثاروا" عليه وعلى "فشله" في حمايتهم، فجاء سليمان خلفا له لامتصاص غضب الأهالي الذين اتهموا نظامهم بالتقصير في حمايتهم، وخرجوا الى الشوارع منددين باللجنة الأمنية في حمص وهاتفين ضد المحافظ واللواء لؤي معلا الرئيس السابق للجنة، يذكر أن الصفحة التي نشرت التحذير بوقوع تفجيرات ، وتقوم الآن بحملة للدفاع عن نفسها إزاء ما تتعرض له، على مايبدو من حملات مضادة مجهولة الأسباب. فذكرت الصفحة أنها نشرت التحذير السابق كي يصل الى "الجهات الأمنية". مما زاد في قلق وحيرة أبناء المنطقة حول سبب التفجير وتوقيته، وكيف يمكن أن تقوم صفحة على فيسبوك بنشر التحذير دون أن تتدخل أي جهة أمنية لتتخذ مزيدا من ،الإجراءات لحماية الناس، حتى دون أن يسألها أحد عن مصدر معلوماتها الذي استقت منه تحذيرها بوقوع تفجير، وكان مراقبون قد توقعوا أن يستغل الأسد أي أحداث أمنية كمبرر لعدم الموافقة على وقف إطلاق النار أو "وقف العمليات القتالية". كما ورد في تقارير متعددة شككت بنوايا رئيس النظام السوري حيال قضية التوقف عن قصف المدنيين أو الدخول في هدنة.
•قتل 60 شخصا، على الأقل، وجرح آخرون بأربعة تفجيرات قرب مستشفى الصدر بمنطقة السيدة زينب في ريف دمشق، حسب حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فيما تبنى تنظيم الدولة الهجوم، فيما كتبت وكالة "سانا" التابعة للنظام السوري، في خبر عاجل، "معلومات أولية عن ثلاثة تفجيرات إرهابية في شارع التين بمنطقة السيدة زينب في ريف دمشق"، وقالت "سانا" نقلا عن مصادر محلية من داخل بلدة السيدة زينب إن "إرهابيين فجروا بعد ظهر اليوم سيارة مفخخة بكمية كبيرة من المتفجرات تبعها تفجيران انتحاريان بحزامين ناسفين بعد تجمع المواطنين لإسعاف الجرحى".
•قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات النظام وحلفاءه مسندة بالطيران الحربي الروسي تمكنت من انتزاع السيطرة على 18 قرية من تنظيم الدولة الإسلامية في ريف حلب الشرقي.
وأفاد المرصد أن العملية التي بدأت أمس واستمرت إلى اليوم أدت إلى مقتل خمسين عناصرا على الأقل من التنظيم، وأوضح أن القتلى سقطوا خلال القصف العنيف والغارات المكثفة للطيران الروسي الذي يساند جيش النظام في عملياته، والقرى التي سيطر عليها النظام تقع على طريق محوري يبلغ طوله نحو 40 كلم يربط شرق حلب بالرقة (شمال وسط البلاد) التي تعد أهم معقل لتنظيم الدولة، وذكر المرصد أن الجيش السوري يحاصر حاليا عددا كبيرا من عناصر التنظيم في نحو 16 قرية أخرى واقعة جنوب الطريق، مشيرا إلى أن النظام يريد إعادة السيطرة عليها من أجل تعزيز وجوده في شرق وجنوب شرق محافظة حلب، وخلال عملياته في الأسابيع الأخيرة تمكن جيش النظام بمساندة الطيران الروسي من طرد فصائل المعارضة السورية المسلحة من عدد من البلدات والمدن في شمال محافظة حلب، ليصبح الجيش على مسافة أقل من 25 كيلومترا من الحدود مع تركيا، وقال الرئيس السوري بشار الأسد أمس في لقاء مع صحيفة إلباييس الإسبانية إن قواته على وشك السيطرة على مدينة حلب كلها وإنها تتقدم باتجاه محافظة الرقة.
المشهد الإقليمي:
•كشف موقع "رهياب نيوز" الإيراني، عن وصول 68 جثة من كوادر وضباط الحرس الثوري الإيراني إلى إيران، قتلوا بمعارك في سوريا خلال الأسبوع المنصرم، وقال موقع "رهياب نيوز"، المقرب من الحرس الثوري، إن "إيران شكلت لجنة من خبراء عسكريين لمتابعة المفقودين وقتلى الحرس الثوري الإيراني بسوريا، يترأسها العميد في الحرس الثوري باقر زاده"، مضيفا أن هذه اللجنة "استلمت خلال الأيام الماضية 68 جثة من ضباط وكوادر الحرس الإيراني، الذين لقوا مصرعهم في معارك حلب ودمشق، خلال هذا الأسبوع"، بحسب الموقع الإيراني، وأعلن الحرس الثوري الإيراني أنه سيقيم حفلا كبيرا لاستقبال هؤلاء القتلى، بحضور عوائلهم الذين سيتلقون تكريما "على التضحيات الكبيرة التي يقدمها أبناؤهم لإيران"، وكشف الصحفي الإيراني حسين شمشادي، الذي يترأس وفد التلفزيون الرسمي الإيراني في سوريا، عن مقتل العديد من ضباط الحرس الثوري وجنوده والباسيج في سوريا، قائلا إنه "بعد فك الحصار عن منطقتي نبل والزهراء الشيعيتين؛ فقد تعثر تقدم جيش النظام السوري وقوات الحرس الثوري الإيراني إلى شمال حلب بسبب الدعم العسكري الكبير الذي وصل إلى المعارضة السورية المسلحة من تركيا"، وأضاف شمشادي أن "ارتفاع عدد قتلى جنود إيران في حلب يعود لهذا الدعم العسكري الذي تلقته المعارضة السورية مؤخرا عن طريق تركيا"، مشيرا إلى أن "وجود كبار المستشارين الإيرانيين والنخبة العسكرية من قوات الحرس الثوري بسوريا، وخصوصا في حلب، سيمنع المعارضة من أي تقدم"، بدوره، كشف محمد خاكبور، قائد القوات البرية في الحرس الثوري، عن تواجد لواء الصابرين، التابع للحرس في سوريا، قائلا: "اليوم أصبح لواء الصابرين بكامل قيادته وقطاعاته العسكرية منتشرا في المحافظات السورية، ويقوم بدور عسكري ولوجستي كبير ستظهر نتائجه في المستقبل"، على حد قوله، يذكر أن لواء "الصابرين" يعد من أكبر تشكيلات مليشيات الحرس الثوري الإيراني التي دخلت إلى سوريا، دون أن تعترف إيران رسميا بإرسال هذا اللواء لمساندة نظام بشار الأسد ضد ثورة الشعب السوري، وكشفت مصادر مطلعة لصحيفة "عربي21" عن وصول الآلاف من قوات "فيلق القدس" الإيراني، جناح القوات الخارجية للحرس الثوري الإيراني الذي يقوده الجنرال قاسم سليماني، إلى سوريا، بعد الإعلان عن نية التدخل العسكري البري الخليجي التركي هناك.
•أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده تتصرف بموجب حقها في “الدفاع عن النفس” تجاه وحدات الحماية الكردية في سوريا، والذين تتهمهم بالوقوف وراء اعتداء أنقرة الدامي، وقال إن تركيا تحتفظ بحق شن “جميع أنواع العمليات” العسكرية,وصرح أردوغان في خطاب ألقاه في إسطنبول “نحن في حال الدفاع المشروع عن النفس. لا أحد يمكنه الحد من أو منع حق تركيا في الدفاع عن النفس في مواجهة هجمات إرهابية”، في إشارة إلى السيارة المفخخة التي انفجرت في قلب العاصمة التركية مستهفدة آليات عسكرية فخلفت 28 قتيلا و61 جريحا،ونسب المسؤولون الأتراك الهجوم إلى مقاتلي وحدات حماية الشعب الأكراد السوريين بدعم من متمردي حزب العمال الكردستاني التركي، وقال أردوغان “لمكافحة التهديدات الماثلة، سواء في سوريا أو أي مكان آخر تنشط فيه المنظمات الإرهابية، تحتفظ تركيا بالحق في شن جميع أنواع العمليات” العسكرية.
•أكد رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري صالح مسلم أن محاربة "التنظيمات الإرهابية" لطردها من الأراضي السورية هي الهدف الرئيسي للحزب، وأن الأكراد لا يطمحون إلى دولة مستقلة بشمال البلاد، متهما تركيا بدعم جبهة النصرة وتنظيم الدولة، وأضاف مسلم -في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية- أن الأكراد في سوريا يتطلعون إلى "حقوقهم الدستورية ضمن سوريا"، وأنهم لا يريدون دولة مستقلة مجاورة للحدود التركية، وذلك في رده على المخاوف التركية، واتهم أنقرة بأنها تعاني من "كرد فوبيا" وتعتبر أن أي كردي ينال حقوقه يعد خطرا عليها، وفق تعبيره، وأضاف أن مدينة إعزاز في ريف حلب الشمالي ليست هدفا للقوات الكردية في الوقت الحالي، نافيا في المقابل وجود أي تخوف لدى قوات سوريا الديمقراطية من الدخول في معارك للسيطرة على المدينة، وتعليقا على ما ذكره المرصد السوري لحقوق الإنسان حول عبور المئات من المقاتلين إلى منطقة إعزاز قادمين من إدلب عبر الأراضي التركية وتحت إشراف السلطات التركية، قال "هذه العناصر السلفية لا تستهدف نجدة إعزاز، فالمدينة بالأساس لا توجد بها اشتباكات، ولكنهم قدموا لمساندة جبهة النصرة وداعش (تنظيم الدولة) في اشتباكاتهم مع قوات سورية الديمقراطية في مناطق أخرى كتل رفعت ومنغ ومارع"، كما أكد وجود تنسيق مع الولايات المتحدة في إطار التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة، مبينا أن قوات سوريا الديمقراطية تسيطر على 20% من مساحة البلاد، وتعليقا على المطالب التركية بإقامة مناطق آمنة داخل سوريا، اعتبر مسلم أنها "تدخل سافر في الشؤون السورية ترفضه كافة مكونات الشعب السوري الموجودة بالمنطقة من عرب وأكراد وتركمان"، وحول التقارب التركي السعودي الأخير بشأن سوريا، قال "تركيا تحاول سحب أطراف عدة في اتجاه الحرب في سوريا، ولكن أستبعد تماما أن توفق في مسعاها... فالسعودية أعقل من أن تدخل في حرب إلى جانب تركيا"، وعن احتمالات مشاركته بمحادثات جنيف المتوقعة في وقت لاحق من الشهر الجاري، قال مسلم إنه على استعداد للذهاب متى تسلم دعوة إلى المشاركة.
•أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حق بلاده في تنفيذ جميع أشكال العمليات التي تراها ضرورية في إطار مكافحة التهديدات التي تواجهها، وذلك في سياق الرد على تفجير أنقرة الذي وقع الأربعاء الماضي وأسفر عن 28 قتيلا وعشرات المصابين، وقال أردوغان إن "النقطة التي وصلنا إليها هي دفاع مشروع عن النفس"، مشيرا إلى أن لتركيا الحق في جميع أشكال العمليات التي تراها ضرورية في إطار مكافحة التهديدات التي تواجهها، في سوريا وفي كل مكان تتمركز فيه المنظمات الإرهابية، وأضاف أنه لا يمكن لأحد أن يقيّد حق تركيا في الدفاع عن نفسها ضد العمليات الإرهابية، كما لا يمكنه أيضا منع استخدامها هذا الحق، موضحا أنها ستستخدم حق توسيع قواعد الاشتباك لديها حيث تشمل كافة التهديدات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم الدولة الإسلامية وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، وأكد عزم تركيا على القضاء على كافة الهجمات التي تستهدف أراضيها ومواطنيها ووحدتها، ومن مصدرها إن اقتضت الحاجة، بما في ذلك الهجوم الإرهابي الأخير في أنقرة، وأضاف أردوغان أن حياة أي مواطن تركي لا تقل قيمة عن حياة مواطني المناطق الأخرى حول العالم، وكذلك الأمر بالنسبة للذين يقتلون في سوريا والعراق وفلسطين وأوكرانيا ومناطق مختلفة حول العالم، إذ لا يمكن اعتبار أرواح هؤلاء أقل قيمة من الذين في الدول الغربية، وانتقد دولا لم يسمها، قال إنها تبدي رد فعل عنيف على العمليات الإرهابية التي تستهدف مواطنيها، ولكنها في الوقت نفسه تتمنى لتركيا الصبر والسلوان، معتبرا ذلك نوعا من النفاق، ومن جانبه، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن إن "الهجوم الإرهابي الذي شهدته العاصمة أنقرة سيؤثر في موقف تركيا من الحرب الدائرة في سوريا"، وأكد قالن في مقال له أن هذا الهجوم سيسفر عن إجراءات واسعة النطاق، في إطار مكافحة تركيا للتنظيمات المتفرعة عن حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي، وشدد على أن كافة الدلائل تشير إلى تنفيذ عناصر قوات حماية الشعب الهجوم، رغم نفي ذلك من قبل "قوات سوريا الديمقراطية" المرتبطة بحزب الاتحاد الديمقراطي.
المشهد الدولي:
•أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري الأحد، أنه تم التوصل لاتفاق مشروط مع روسيا، من حيث المبدأ على وقف الأعمال العدائية في سوريا، وقال كيري خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الأردني ناصر جودة، عقده في عمّان إن بلاده أقرب إلى وقف النار من أي وقت مضى، مؤكداً أن الحل في سوريا يأتي بمبادرة سياسية على طاولة حوار شمولي مما يحقق السلام العالمي ويعطي الشرق الأوسط الاستقرار والهدوء، وأضاف كيري الذي يزور العاصمة عمّان حالياً لبحث آخر التطورات في المنطقة، أن الهدنة في سوريا ممكنة خلال الساعات القادمة، مشيراً إلى أن الرئيس الأميركي والروسي سيتحدثان في الأيام المقبلة لاستكمال الاتفاق من حيث المبدأ، وقال إنه تحدث مع نظيره الروسي سيرغي لافروف قبل انعقاد المؤتمر، حول وقف إطلاق النار في سوريا، مؤكداً أن المسألة في مرحلة استكمال تفاصيل لوقف إطلاق النار المؤقت، وأشار كيري إلى أن النظام السوري يتحمل مسؤولية إنسانية في الحرب الدائرة في البلاد، وقال إن "الأسد وحلفاءه يعتقدون أنه بتحدي إرادة الأسرة الدولية ينتصرون"، وقال إن بلاده مصممة على مواصلة دعم المشاركين في التحالف ضد "داعش"، والقضاء بشكل تام على الجماعات الإرهابة، مؤكداً أن الأردن قائداً إقليمياً ولاعباً مهماً في التحالف الدولي ضد "داعش"، وأعرب عن اعتقاده بأن الرئيسين الأميركي باراك أوباما، والروسي فلاديمير بوتين، سيتحدثان في الأيام القادمة لاستكمال الاتفاق من حيث المبدأ وأشار إلى أن التحالف الدولي نفذ أكثر من 10 آلاف غارة على أوكار تنظيم داعش، ومن جهة أخرى قال كيري إن استخدام الغذاء كسلاح للتجويع في سوريا يعتبر جريمة حرب، ولن نسمح باستمراره، وأعلن أن بلاده ستقدم للأردن 1.6 مليار دولار لتعزيز أمن حدوده، وتنمية اقتصاده، في ظل ما يعانيه من أعباء اللاجئين، وبدوره قال وزير الخارجية الأردني، ناصر جودة إن الحرب على الإرهاب مستمرة حيث إنها تتطلب جهداً مكثفاً وتنسيقاً كبيراً مع كافة الدول في العالم، مؤكداً أن الحرب على الإرهاب هي حرب كونية وتتطلب جهداً عالمياً للقضاء على "خوارج العصر"، وبين جودة أن الأزمة السورية لا تنتهي إلا بحل سياسي يضمن أمن ووحدة البلاد، وقال جودة إن زيارة كيري لعمّان تأتي قبيل زيارة العاهل الأردني لواشنطن في 24 من الشهر الجاري يلتقي خلالها بالرئيس الأمريكي باراك أوباما، وكان كيري وصل عمّان أمس السبت، في زيارة لبحث آخر التطورات في المنطقة لاسيما الأزمة السورية، حيث من المقرر أن يلتقي بالعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في مدينة العقبة، كما ويلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس لبحث آخر المستجدات على الساحة الفلسطينية في عمّان.
•أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري من عمان عن “اتفاق مؤقت من حيث المبدأ” مع روسيا بشأن شروط وقف محتمل للأعمال العدائية في سوريا، وقال كيري في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأردني ناصر جودة إنه تحدث مرة أخرى في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف و”توصلنا إلى اتفاق مؤقت من حيث المبدأ على شروط وقف الأعمال العدائية من الممكن أن يبدأ خلال الأيام المقبلة”، وأضاف كيري أن “الرئيسين (الأميركي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين) يمكن أن يتحدثا في أقرب وقت ممكن (…) لتنفيذ” وقف إطلاق النار، من جهتها، قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن لافروف وكيري ناقشا في اتصال هاتفي اليوم الأحد شروط وقف إطلاق النار في سوريا، وأضافت أن المناقشات تناولت الشروط التي سوف تستثنى منها العمليات ضد التنظيمات التي “يعتبرها مجلس الأمن الدولي إرهابية”.
•أعلنت الخارجية الأمريكية أن الوزير جون كيري تشاور السبت هاتفيا مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في شأن النزاع السوري، وأعرب مجددا عن أمله بوقف لإطلاق النار في أسرع وقت ممكن، وفي الاتصال، ندد كيري الذي وصل إلى عمان آتيا من لندن، مجددا بالغارات الروسية في سوريا دعما لقوات النظام، وقال المتحدث باسم الخارجية جون كيربي إن الوزيرين ناقشا الاجتماعات التي عقدتها مجموعات العمل التابعة للأمم المتحدة نهاية الأسبوع في جنيف وتناولت إيصال المساعدات الإنسانية للمناطق السورية المحاصرة واحتمال “وقف الأعمال العدائية”.
وأضاف المتحدث أن “وزير الخارجية أعرب عن أمله في التمكن من الوصول إلى وقف كامل للأعمال العدائية في أقرب جدول زمني ممكن”، وأقر كيري في بيان بأنه “لا يزال يتعين القيام بالكثير” قبل التوصل إلى وقف للنار في سوريا، وقال جون كيربي إن وزير الخارجية جون كيري تحدث هاتفيا مع نظيره الروسي سيرجي لافروف وأكدا “التزامهما” بمواصلة تقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين من الحرب في سوريا، وناقش الاثنان أيضا التقدم الذي يحرزه المفاوضون في جنيف نحو تطوير طرق وآليات لوقف العمليات القتالية، وقال كيربي “لم يتم الاتفاق على هذه الآليات بعد …”، وتابع قائلا “عبر الوزير (كيري) عن أمله في إمكانية تحقيق وقف تام للأعمال القتالية في أقل وقت ممكن.” وأضاف كيربي في البيان أن كيري أبلغ لافروف بأن واشنطن تشعر بقلق بالغ تجاه استمرار القصف الروسي لأهداف مدنية، وتابع كيربي أن “كيري كرر أيضا قلقه الكبير حيال الطبيعة العشوائية للقصف المتواصل للطيران الروسي وما يسفر عنه من خسائر في الأرواح”، وقال أيضا إن “الولايات المتحدة تواصل دعوة جميع الأطراف إلى الوفاء بالتزاماتهم الدولية لتجنب سقوط ضحايا مدنيين، وهذه المسؤولية تقع أولا على نظام (الرئيس بشار) الأسد وداعميه”.
•قال المتحدث الرسمي في دائرة الهجرة واللجوء والمواطنة الكندية، ميشيل سمبي، يوم السبت، أن بلاده استقبلت 8 آلاف و40 لاجئاً سوريا من الأردن، في إطار حملة “إعادة التوطين” لـ 25 ألفاً منهم، والتي جاءت ضمن تعهدات رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو خلال حملاته الانتخابية، وفي تصريحات “مكتوبة” لوكالو أنباء الأناضول، قال سيمبي “منذ 4 تشرين أول نوفمبر/الماضي، وحتى 17 شباط/ فبراير الجاري، استقبلنا 8 آلاف و40 لاجئاً سورياً من الأردن، 7 آلاف و331 منهم، جاؤوا بمساعدة الحكومة، و221 برعاية خاصة، و488 بفيز (تأشيرات) متنوعة”، وحول الحالات التي تم اعتمادها لحين “إعادة التوطين”، أوضح سيمبي، أن “كندا طلبت من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تحديد الأولويات مثل العائلات الكاملة، والنساء المعرضات للخطر، والأشخاص الضعفاء”، وأشار المسؤول الكندي، أنه “قبل أن يتم قبول اللاجئين لإعادة التوطين، فهم يخضعون لفحص الهجرة الطبي الكامل، والاختيار الجنائي والأمني، للتأكد من أنهم لم يرتكبوا جرائم خطيرة في الماضي، وأنهم لا يشكاون خطرًا أمنيًا على كندا”، وتابع سمبي، “يشمل الفحص الأمني جمع معلومات عن السيرة الذاتية، والقياسات الحيوية، مثل بصمات الأصابع والصور الرقمية، فيما يشمل الفحص الطبي الكشف عن الأمراض المعدية، مثل السل”، واختتم المسؤول الكندي حديثه بالتأكيد على أنه “لا توجد حصص محددة للاجئين القادمين من أي من البلدان، وهدفنا هو أن نرحب بـ 25 ألف لاجئ سوري بحلول نهاية فبراير/شباط 2016”، وكان رئيس الوزراء الكندي، جوستين ترودو، أعلن في كلمته خلال قمة مجموعة العشرين بمدينة “أنطاليا” التركية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، عزم بلاده استقبال 25 ألف لاجئ سوري بحلول عام 2016، ووفقاً لأرقام أممية، فإن 13.5 مليون شخص في سوريا، بحاجة للمساعدات الإنسانية، وأن 6.5 مليون نزحوا من مناطقهم داخل البلاد، وأن 4 ملايين و590 ألف يعيشون في مخيمات بدول الجوار، وأظهر تقرير صادر عن وزارة التخطيط والتعاون الدولي الأردنية، في 5 كانون ثان/يناير الجاري، أن عدد السوريين في المملكة يبلغ نحو 1.37 مليون لاجئ، يعيش منهم داخل مخيمات الإيواء حوالي 115 ألفًا، وتزيد الحدود الأردنية مع جارتها الشمالية سوريا عن 375 كيلومترا، يتخللها عشرات المنافذ غير الشرعية، التي كانت وما زالت معابر للاجئين السوريين، الذين يقصدون أراضيه نتيجة الحرب المستمرة التي تشهدها سوريا منذ 2011.
المشهد المحلي:
•دان رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية خالد خوجة الهجمات الروسية الأخيرة على حلب، والاستهداف المعتمد لمستشفيات سورية ومنشآت طبية ومدارس؛ وطالب بالانسحاب الفوري للقوات الروسية من الأراضي السورية، وفي رسالة وجهها خوجة إلى مجلس الأمن، وأكد خوجة أن الهجمات الروسية على مشاف سورية ومدارس "متعمدة ومبيتة"، مشيراً إلى أن مواقع كافة المستشفيات معروفة وموثقة، وكانت طبيعتها المدنية جلية تماماً للسلطات الروسية، وأضاف خوجة إن قرار استهداف المنشآت الطبية في سورية رغم الأهمية البالغة للخدمات التي تقدمها (أو بصورة أدق بسبب أهمية تلك الخدمات) يعبر عن الإستراتيجية المتعمدة التي تنتهجها روسيا للقضاء على الحياة المدنية في مناطق سيطرة المعارضة، وتحويلها إلى مناطق غير صالحة للمعيشة، معتبراً أنه من شبه المؤكد أن هذه الهجمات تشكل "جرائم حرب خطيرة"، ودعا رئيس الائتلاف الوطني في رسالته الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى فتح تحقيق في هجمات يوم الاثنين الماضي على منشآت طبية ومدارس شمال حلب، وضمان أن التحقيق يسند المسؤولية إلى أحد الأطراف، مطالباً بالخروج الفوري للقوات الروسية من الأراضي السورية، كما دعا إلى حماية المدنيين من غارات عشوائية مستقبلية من قبل قوات روسيا أو نظام الأسد، بما في ذلك من خلال فرض منطقة خالية من القصف في أنحاء سورية، وضمان المساءلة عن كافة جرائم الحرب المرتكبة من خلال إحالة الملف السوري إلى محكمة الجائية الدولية، وإطلاق دعوى بموجب سلطات قضائية دولية، أو اتخاذ تدابير لتشكيل محكمة جنائية دولية خاصة بسورية.
•نعى المكتب الإعلامي للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الصحفي والمصور الشاب مجد المعضماني، الذي استشهد جرّاء القصف الذي استهدف مدينة داريا،
وتقدم المكتب الإعلامي للائتلاف الوطني بخالص التعازي لذوي الشهيد مجد ولرفاقه، مستذكراً الأدوار البطولية التي شغلها المعضماني خلال الثورة، ومشاركته فيها منذ الأيام الأولى للثورة رغم صغر سنه، ثم توليه مهام إعلامية وثقت جرائم نظام الأسد ومن ثم جرائم الاحتلال الروسي، وطالب المكتب الإعلامي للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، كافة الهيئات المعنية بحقوق الصحافيين، وعلى رأسهم منظمة "مراسلون بلا حدود" بالقيام بما تفرضه عليها التزاماتها تجاه الصحافيين السوريين، في ظل ما يتعرضون له من استهداف متعمد وممنهج، من قبل نظام الأسد وحلفائه، لتصفية الصحافيين والإعلاميين والتخلص منهم.
•اعترفت بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد بوجود تعاون بين وحدات حماية الشعب الكردية وجيش النظام السوري في العمليات العسكرية التي تجري شمالي البلاد، مؤكدة أن النظام السوري ليست لديه مشكلة في التقدم الذي تحرزه وحدات حماية الشعب، ورأت شعبان -في لقاء مع قناة روسيا اليوم أن أعضاء حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (وذراعه العسكرية وحدات حماية الشعب) "سوريون يعملون على تحرير أراضي سوريا بالتعاون مع الجيش السوري، والطيران الروسي، وقوات الدفاع الشعبي"، وأشارت إلى أنه لا توجد مشكلة لدى النظام على اعتبار أن المهم هو وحدة تراب سوريا ووحدة شعبها، وأضافت شعبان أن "الذين يحاربون إلى جانب الجيش ليسوا أكراداً فقط، بل هناك عرب وسريان وقبائل وقوات دفاع شعبية، وكل أطياف الشعب السوري تشارك في الحرب على "الإرهاب"، وكانت "قوات سوريا الديمقراطية" -التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية أساسها- بدأت قبل أسبوعين عملية عسكرية بريف حلب الشمالي ضد فصائل المعارضة السورية مستغلة انشغال الأخيرة بالتصدي لقوات النظام والمليشيات الموالية لها، بغطاء جوي روسي، في القسم الجنوبي للمنطقة، وتمكنت الوحدات خلال هجومها من السيطرة على عدد من القرى جنوب وجنوب غرب مدينة إعزاز، أبرزها قرية منغ، والمطار العسكري المجاور لها الذي يحمل الاسم نفسه، إلى جانب أجزاء واسعة من مدينة تل رفعت، كما قامت الوحدات مؤخرا بشن هجمات على فصائل معارضة في مدينة حلب، التي ترزح تحت الحصار، نتيجة تقدم قوات النظام، التي تسعى لإغلاق طريق الإمداد الوحيد للمعارضة شمال المدينة.
•نددت الحكومة السورية بالقصف التركي على ما يسمى قوات سوريا الديمقراطية شمال حلب، وعدّته انتهاكا صارخا للقانون الدولي، واتهمت في بيان نشرته وكالة الأنباء السورية- تركيا بارتكاب "جرائم" ضد السوريين خلال القصف الذي بدأ قبل نحو أسبوع، وتحدث البيان ذاته عن إصابة عدد من السوريين جراء القصف المدفعي التركي لبلدتي تل رفعت والمالكية شمال حلب.
وتحدثت تقارير سابقة عن مقتل عشرات من عناصر قوات سوريا الديمقراطية التي تهيمن عليها وحدات الحماية الكردية (الذراع العسكرية لحزب الاتحاد الوطني الكردي السوري)، وكانت القوات الكردية استغلت موجة القصف الجوي الروسي الأخيرة لمهاجمة فصائل المعارضة السورية في ريف حلب الشمالي؛ فسيطرت على مطار منّغ العسكري ثم على تل رفعت جنوب مدينة إعزاز القريبة من الحدود السورية التركية.
•وصف القاصد الرسولي في دمشق المونسنيور، ماريو زيناري الاوضاع في سورية بـ”المجزرة الحقيقية بحق الاطفال الأبرياء”، ونوه بأن من “ضمن حوالي الـ300 مائة ألف قتيل” منذ إندلاع الازمة السورية، “هناك عشرة آلاف طفل، ناهيك عن أولئك الذين يموتون غرقا أو تحت الأنقاض إثر الغارات” في سورية، ورأى المونسنيور زيناري، في مقابلة أجرتها معه شبكة الإذاعة الكاثوليكية الايطالية، أن “يتعين إيقاف هذه المجزرة، فالأطفال والنساء هم الأشد معاناة منها”، على حد وصفه، وقال القاصد الرسولي في العاصمة السورية دمشق “لسوء الحظ، لا يزال الوضع خطيرا، هناك بعض بارقة أمل خارج دمشق، فلقد رأيت بعض القوافل الإنسانية وهذا أسرّ قلبي، وذلك على الرغم من أن من ينقذون هم قليلون. بالأمس سمعت عن وصول القوافل الإنسانية إلى 80 ألف شخص، ولكن ما زال حوالي 450 ألف يعيشون في المناطق المحاصرة وأكثر من 4 مليون شخص في المناطق التي يصعب الوصول إليها لأنها بين نارين. الوضع في الشمال السوري لا يزال يبعث على القلق، وآثار القصف أمام أعين الجميع”، على حد تعبيره.
•قالت المعارضة السورية، السبت، إنها توافق على "إمكانية" هدنة مؤقتة بشرط وجود ضمانات على أن حلفاء دمشق بمن فيهم روسيا سيوقفون إطلاق النار إضافة إلى رفع الحصار والسماح بدخول المساعدات إلى كل أنحاء البلاد، وقال بيان عن الهيئة العليا للتفاوض إن عدة فصائل أبدت موافقتها على إمكانية التوصل لهدنة مؤقتة عبر وساطة دولية، وتابع البيان أن على الأمم المتحدة أن تضمن إلزام روسيا وإيران وما وصفتها بالفصائل الطائفية بوقف القتال، وأضاف البيان أن على كل الأطراف وقف إطلاق النار بشكل متزامن، وعلى الحكومة إطلاق سراح السجناء.
المشهد الإقليمي:
•جدد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو اتهام روسيا بتنفيذ ما وصفه بتطهير عرقي في حلب ومحيطها من خلال الغارات الجوية التي تشنها، وقال داود أوغلو في مقابلة مع الجزيرة إن تركيا لم تغلق حدودها في وجه اللاجئين السوريين لأسباب إنسانية، منتقدا ما سماه صمت المجتمع الدولي إزاء نهج التطهير العرقي في هذه المنطقة، وأضاف رئيس الوزراء التركي "حدودنا ليست مغلقة، نحن نؤمن كل المساعدات اللوجستية في الجانب الآخر من الحدود، لكن في الوقت نفسه نحن لن نساعد المحاولات الرامية إلى التطهير العرقي في حلب ومحيطها"، وأشار أوغلو إلى أن "هدف الغارات الروسية واضح جدا، يريدون تنفيذ تطهير عرقي وإبعاد كل الفصائل المعارضة، كل السنة، سواء أكانوا تركمانا أو كردا أو عربا"، وسبق أن اتهم داود أوغلو روسيا بالتطهير العرقي، حيث اعتبر أن "أحد أهداف الهجمات الأخيرة هو التطهير العرقي بهدف ترك المنطقة لمؤيدي النظام وحدهم"، وكان أوغلو أوضح -في السياق نفسه- عدم قيام أنقرة باستقبال اللاجئين العالقين على الحدود بالقول إن "كل لاجئ نقبله يساعد في سياسة التطهير العرقي التي يقومون بها"، مشيرا إلى أن الأولوية حاليا لتقديم مساعدات للاجئين في الحدود.
•أكد المندوب التركي الدائم لدى الأمم المتحدة يشار خالد جَويك أن بلاده لن ترسل قوات برية إلى سوريا إلا في إطار عمل جماعي عبر مجلس الأمن أو التحالف الدولي الذي تعد تركيا جزءا منه، وقال في تصريحات للصحفيين بمقر المنظمة الدولية في نيويورك، إن “أنقرة تفضل حلا سياسيا للأزمة في سوريا”، مذكرا أن “تركيا جزء من التحالف الدولي الذي يحارب تنظيم داعش”، وشدد جَويك، الذي كان يتحدث للصحفيين عقب انتهاء جلسة المشاورات المغلقة لمجلس الأمن الدولي حول سوريا، على أن “تركيا لن تتردد في ممارسة حقها الذي كفله لها القانون الدولي بالدفاع عن النفس وحماية مواطنيها وحدودها”، وأردف قائلا “تركيا لن ترسل قوات برية إلى سوريا إلا عبر قرار من مجلس الأمن أو من خلال التحالف الدولي الذي نحن جزء منه.. نحن نحترم بشدة القانون الدولي والقواعد الأساسية للعلاقات الدولية”، وتابع “قواعد الاشتباك وحق الدفاع عن النفس معروف لجميع الأطراف وأن أحد عناصر قواعد الاشتباك هو الرد على أي إطلاق نار منطلق من الأراضي السورية. إن الأمن القومي بالنسبة لتركيا، ومثل أي بلد آخر في غاية الأهمية، إنه من الطبيعي للغاية أن نتخذ الإجراءات المعنية للرد على تزايد التهديدات ،والمخاطر القادمة إلينا من سوريا”، وأشار جَويك إلى أن روسيا “انتهكت قرار مجلس الأمن 2254 والذي ينص في أحد عناصره المهمة على وقف الأعمال العدائية.. إن هذه الدولة، وهي أحد الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، لا تقوم فحسب بقصف المواقع العسكرية ولكن أيضا بقصف المستشفيات والمدارس والمرافق الصحية. إن غالبية الضحايا الذين سقطوا كانوا من المدنيين الذين سقطوا نتيجة لتدخلها”.
•عقد المجلس التركماني السوري، اليوم السبت، في العاصمة التركية أنقرة، اجتماعًا تشاوريًا، من أجل “بحث توسعته، ومناقشة التطورات الأخيرة في سوريا، بما فيها استهداف التركمان”،
وقال محمد شاندر، رئيس الهيئة الاستشارية للمجلس، إن “التركمان في وضع صعب حاليًا، ويعيشون آلامًا كبيرة، ولديهم مخاوف ومحاذير بأن القوى التي تسعى لتقسيم المنطقة، نقلت مخططاتها إلى تركيا”، وأضاف شاندر، أن “هذه القوى تستهدف تركيا بذريعة محاربة الإرهاب، فيما يتألم التركمان بعد أن هجروا مناطقهم، ودفنوا أعزاءهم تحت التراب”، وشدد شاندر، على أن “القوى الكبرى في العالم تسعى لتنظيم المنطقة مجددًا، وتنفيذ مخططات وضعت قبل 100 عام، ولكن ليعلموا أنهم لن يستطيعو إعادة ترتيب المنطقة، دون التركمان في سوريا، أو تركيا”،وأعرب رئيس الهيئة الاستشارية للمجلس التركماني، عن شكره لتركيا قيادة، وشعبًا، ومنظمات، لما قدموه للتركمان، من ناحيته، قال سلجوق أوزداغ، نائب رئيس حزب العدالة والتنمية، إن “تركيا تريد دولة سورية موحدة، ورحيل الأسد، وتأمين الديمقراطية والرفاه للسوريين جميعًا، وستعمل تركيا على ذلك”، وفي كلمته أوضح توغرول توركَش، نائب رئيس الحكومة التركية، أن “هناك مساع من أجل امتداد منطقة النفوذ الكردي جنوب تركيا، لتصل إلى البحر المتوسط، ولا يمكن إتمام ذلك سوى من خلال إزالة التركمان، الذين يشكلون عائقًا لهم على مخططاتهم لإعادة تقسيم المنطقة”، وأشار إلى أن “ذلك يتم عبر سلاح الجو الروسي، الذي يدعي أنه جاء بشكل شرعي تلبية لدعوة من خلال نظام شرعي، ولذلك من حق تركيا الدفاع عن إخوانهم التركمان والمسلمين”، وشارك في الاجتماع قيادات سياسية، وعسكرية ميدانية تركمانية، وممثلون عن منظمات المجتمع المدني، فضلًا عن مشاركة رسمية تركية، وعقب انتهاء الكلمات استمع الحضور الرسمي التركي، للمشاكل والمعوقات التي تعترض التركمان، وتستكمل فعاليات الاجتماع التشاوري اليوم، لتناقش موضوعات عديدة، على أن تختتم مساء بجلسة ختامية، تخرج بوثيقة عن رؤية التركمان وأوضاعهم في سوريا.
المشهد الدولي:
•أعلن الاتحاد الأوروبي أن قمته المزمع عقدها في مارس/آذار المقبل ستناقش مطالب تركيا بخصوص مكافحة الإرهاب وتحديد موقفه من حزبي العمال الكردستاني والاتحاد الوطني الديمقراطي الكرديين، وقال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك -في مؤتمر صحفي عقب اختتام القمة الأوروبية أمس الجمعة- إن مسؤولي الاتحاد على تواصل دائم مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس وزرائه أحمد داود أوغلو فيما يخص التعاون بشأن الإرهاب، وأشار توسك إلى أن القمة المقبلة التي سيحضرها أوغلو ستناقش الخطوات التي ستقدم عليها دول الاتحاد حيال حزب العمال الكردستاني (في تركيا) الذي تصنفه أنقرة "منظمة إرهابية" وذراعها حزب الاتحاد الوطني الديمقراطي الكردي في سوريا، وكانت تركيا قد اتهمت الحزبين بتنفيذ هجوم أنقرة قبل أيام، الذي أسفر عن مقتل 28 شخصا وإصابة أكثر من 60 بعد استهداف عربات عسكرية لدى وقوفها عند إشارة مرورية في أحد شوارع العاصمة، تجدر الإشارة إلى أن الرئيس التركي طالب الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة باتخاذ مواقف واضحة تجاه الحزبين الكرديين، وتقصف المدفعية التركية منذ أيام مواقع وحدات حماية الشعب الكردية المنضوية تحت راية حزب الاتحاد الوطني الديمقراطي في شمال سوريا، لا سيما وأن هذه القوات الكردية تحاول السيطرة -بدعم المقاتلات الروسية والنظام السوري- على تلك المنطقة، وهو ما ترفضه أنقرة وتطالب بإقامة منطقة آمنة لاستيعاب آلاف النازحين،وتدعم أنقرة في هذه المطالب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي أكدت أنها وجهت نداء إلى النظام السوري وداعميه من أجل إنشاء هذه المنطقة.
•أعلنت روسيا تصميمها على مواصلة حملتها العسكرية لدعم قوات النظام السوري، واتهمت تركيا بإثارة المزيد من التوتر، وذلك بُعيد إحباط مشروع قرار روسي في مجلس الأمن الدولي ضد تدخل عسكري بري تركي أو دولي محتمل في سوريا، وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف اليوم السبت إن بلاده ستواصل دعم القوات المسلحة السورية في عملياتها ضد من وصفهم بالإرهابيين، وأضاف أنها ستواصل سياستها الرامية إلى ضمان استقرار سوريا ووحدة أراضيها،وعبر عن أسف روسيا لرفض مجلس الأمن الدولي مشروع القرار الذي تقدمت به أمس، والذي يستهدف إحباط أي عملية عسكرية برية محتملة منفردة لتركيا أو لمجموعة من دول التحالف الدولي في سوريا، وفي الوقت نفسه، وصف المتحدث باسم الرئاسة الروسية القصف المدفعي التركي ضد "قوات سوريا الديمقراطية" (التي تضم أساسا وحدات حماية الشعب الكردية) شمال حلب بغير المقبول. ورأى أن هذا القصف يؤجج التوتر على الحدود التركية السورية، ورفض خمسة من أعضاء مجلس الأمن الدولي مشروع القرار الروسي الذي قدمته موسكو خلال اجتماع طارئ للمجلس. ولا يذكر المشروع تركيا أو أي بلد آخر على وجه التحديد، لكنه يشدد على ما يسميه احترامٍا كاملا لسيادة سوريا، ويطالب بالوقف الفوري لأي قصف أو توغل عبر الحدود، والتخلي عن كل محاولات أو خطط التدخل البري في سوريا،ونددت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة سامنثا باور بمشروع القرار الروسي, مبينة أن الهدف منه تشتيت الانتباه عن تدخل روسيا العسكري في سوريا، وقالت إن الأولى بروسيا أن تطبق قرار مجلس الأمن الدولي 2254.
•أبلغ الرئيس الأميركي باراك أوباما نظيره التركي رجب طيب أردوغان بضرورة عدم سعي وحدات حماية الشعب الكردية لاستغلال الأوضاع في سوريا، كما حث تركيا على ضبط النفس ووقف الهجمات المدفعية في المنطقة، رغم إقراره "بحقها في الدفاع عن النفس"، وقال البيت الأبيض في بيان إن أوباما شدد خلال اتصال هاتفي بأردوغان على ضرورة عدم محاولة وحدات حماية الشعب استغلال الأوضاع في سوريا للسيطرة على مزيد من الأراضي، داعيا أيضا تركيا إلى "إظهار ضبط نفس متبادل" من خلال وقف الهجمات المدفعية في المنطقة، وأعرب أوباما عن قلقه حيال تقدم قوات النظام السوري وحليفتها وحدات حماية الشعب في شمال غربي سوريا خلال الفترة الأخيرة، حيث دعا إلى وضع حد للأنشطة التي تخلق توترا مع تركيا والمعارضة السورية "المعتدلة" فورا، والتي تقوض الجهود المشتركة لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية في المنطقة، وأكد أوباما خلال المكالمة الهاتفية التي استغرقت ساعة و20 دقيقة، "التزام الولايات المتحدة المطلق لدعم أمن تركيا كحليفة لها في حلف شمال الأطلسي (ناتو)"، مشددا على "حق أنقرة في الدفاع عن نفسها"، وأفادت مصادر في الرئاسة التركية بأن أوباما أدان الهجوم "الانتحاري" الذي وقع الأربعاء في العاصمة أنقرة، وهجوما آخر استهدف رتلا عسكريا الخميس جنوب شرقي تركيا، بينما أطلع أردوغان نظيره الأميركي على معلومات حول الهجومين، مؤكدا "أهمية التضامن بين الحلفاء في مسألة مكافحة الإرهاب"، وذكرت المصادر أن الرئيسين اتفقا على تعزيز التعاون ضد جميع التنظيمات "الإرهابية"، بما فيها حزب العمال الكردستاني، وأنهما أكدا دعمهما لاتفاق ميونيخ بشأن وقف الاشتباكات في سوريا، داعين روسيا والنظام السوري إلى إنهاء القصف الجوي على قوات المعارضة المعتدلة والأعمال الاستفزازية فورا.
•رفضت الولايات المتحدة وفرنسا مشروع قرار روسي في مجلس الأمن الدولي بشأن "قلق" روسيا من عملية عسكرية تركية محتملة في شمال سوريا. وقرر المجلس تأجيل البت في المشروع إلى الاثنين. كما طالب الاتحاد الأوروبي النظام السوري وحلفاءه بوقف قصف المعارضة "غير الإرهابية"، وحمّل السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة فرانسوا ديلاتر موسكو مسؤولية "التدهور الخطير" في سوريا. وردا على سؤال صحفي عما إذا كان مشروع القرار الروسي -الذي يندد بالنشاطات العسكرية لتركيا- يمكن أن يُعتمد، قال ديلاتر "بشكل واضح.. لا"، بدوره، قال رئيس مجلس الأمن الدولي رافاييل كارينو مساء الجمعة إن أعضاء المجلس توافقوا على تأجيل تحديد مصير مشروع القرار الروسي ، وذلك للاطلاع على مواقف دولهم وماذا سيتم بشأن المشروع، وردا على أسئلة صحفيين بشأن موقف المجلس من اتفاق "وقف الأعمال العدائية" الذي تم التوصل إليه في ميونيخ قبل أسبوع وكان يُفترض دخوله حيز التنفيذ أمس الجمعة، قال كارينو إنه "لا يوجد اتفاق في المجلس على وقف إطلاق النار، وسندعو إلى عقد جلسة طارئة للمجلس في حال تصاعد الموقف إلى الأسوأ في سوريا"، من ناحيته، أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرنست أن الولايات المتحدة تقف إلى جانب تركيا في وجه ما وصفها بالاستفزازات الروسية، داعيا الطرفين إلى تجنب التصعيد، كما قالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سامنثا باور إن مشروع القرار الروسي مجرد إلهاء بعد انهيار الاتفاق الذي تم في ميونيخ لوقف الأعمال العدائية، وذلك بسبب الضربات الروسية المستمرة. وأضافت "بدلا من محاولة تشتيت انتباه العالم بهذا القرار الذي قدموه، سيكون أمرا رائعا حقا إذا نفذت روسيا القرار الذي تم الاتفاق عليه بالفعل"، في المقابل، قال فلاديمير سافرونوف نائب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة للصحفيين بعد الاجتماع، إن وضع قوات على الأرض من شأنه أن "يقوض كل القرارات الأساسية" التي اتخذت حتى الآن لإنهاء الصراع، وإن روسيا ستصرّ على دفع مشروع القرار قدما، وبدأ مجلس الأمن جلسة مغلقة طارئة لإجراء مشاورات بشأن النزاع في سوريا بعدما دعت روسيا إلى عقد الجلسة، معبرة عن القلق من "طرح تركيا احتمال قيامها بعملية عسكرية برية في سوريا"،وفي بروكسل، جاء في بيان مشترك صدر عقب اجتماع القمة الأوروبية أن "المجلس الأوروبي يدعو النظام السوري وحلفاءه إلى التوقف فورا عن مهاجمة جماعات المعارضة غير الإرهابية، وهو ما يهدد احتمالات السلام ويفيد داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) ويحرك أزمة اللاجئين"، وقال البيان إنه لا بد من وقف القتال فورا، وأن يشمل ذلك أي طرف يشارك حاليا في عمليات عسكرية أو شبه عسكرية لم تصنفه الأمم المتحدة على أنه جماعة إرهابية، كما أدان زعماء الاتحاد الأوروبي في البيان قصف البلدات السورية، ودعوا إلى وقف قصف المناطق المدنية القريبة من حلب والحدود السورية مع تركيا.
المشهد المحلي:
•أعلن المجلس المحلي لدرعا أن مدينة درعا وبلدة النعيمة بريفها منكوبتان، وذلك مع تواصل هجمة النظام الشرسة بدعم من الطيران الروسي على درعا وريفها، وناشد المجلس في بيان جميع المنظمات الإنسانية لتقديم الإغاثة لأهالي المدينة،و يشار إلى أن درعا البلد تشهد حملة عسكرية من قبل قوات النظام المدعومة بالطيران الروسي لليوم الرابع على التوالي، ما سبّب نزوح أكثر من عشرة آلاف مدني من سكان الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة والذين توجهوا إلى المزارع والسهول المحيطة بالمدينة.
•دخلت من جديد إلى بلدة مضايا المحاصرة شاحنات الإغاثة بعد نفاد الطعام فيها وعودة الأهالي لأكل الحشائش والأعشاب، وذلك بعد مرور 36 يوماً على دخول أول دفعة من المعونات.
حيث دخلت يوم أمس 65 شاحنة وسيارة إلى البلدة المحاصرة،3 شاحنات منهم تحمل المواد الطبية، و62 شاحنة تحمل سلالا غذائية ومادة الطحين، مع دخول للعيادات المتنقلة التابعة للهلال الأحمر مرتين، في المرة الأولى لمعاينة الأطفال والأخرى لمداواتهم وبقيت هذه العيادات في البلدة حتى الساعة الخامسة صباحا، أما مدينة الزبداني فقد دخلت 3 شاحنات محملة بسلال غذائية، ووصل عدد السلال التي دخلت إلى المدينة 200 سلة.
•قال مدير مكتب الإغاثة في الجانب السوري عبد القادر قبطور، من معبر باب السلامة الحدودي، إن عدد النازحين على الشريط الحدودي مع تركيا قد يصل ربع مليون شخص، في حال استمرار القصف الروسي أو حصول تقدم بري جديد لما يعرف بقوات سوريا الديمقراطية، وأوضح قبطور أن مدينة إعزاز وحدَها تضم نحو 120 ألف نازح بسبب القصف والمعارك.
وتشهد مدن الريف الحلبي -ومن بينها مدينة عندان- نزوحا جماعيا للسكان بسبب كثافة الغارات الروسية على المدينة التي باتت قريبة من خطوط المواجهات بين قوات النظام السوري والمعارضة المسلحة، وكانت قوات النظام مدعومة بمليشيات أجنبية قد سيطرت على عدة مواقع وبلدات شمال حلب، وهو ما مكنها من قطع طرق إمداد المعارضة بين مناطق سيطرتها شمال حلب والأحياء التي تسيطر عليها داخل المدينة، منذ أكثر من عشرة أيام، تشن قوات النظام السوري مدعومة بغطاء روسي جوي هجوما واسع النطاق على المعارضة في منطقة حلب، أسفر -وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان- عن خمسمئة قتيل، ودفع عشرات آلاف السوريين إلى النزوح والاحتشاد أمام الحدود التركية في ظروف إنسانية سيئة، وكانت وكالات أممية طالبت تركيا بإدخال اللاجئين السوريين الفارين من الهجمات التي تنفذها القوات الحكومية والغارات الروسية.
•اعتبر نائب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية هشام مروة أن التصريحات الروسية الأخيرة حول موقف نظام الأسد من المفاوضات والانتقال السياسي لن تكون ذات مصداقية مع استمرار العدوان الروسي على سورية وخصوصاً ريف حلب الشمالي، حيث قال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، "فيتالي تشوركين" إنه إذا ما امتثل نظام الأسد للتوصيات الروسية، فسيكون لديه فرصه للخروج من الأزمة التي تشهدها البلاد، مشدداً أن روسيا "بذلت جهوداً كبيرة من الناحية الدبلوماسية والسياسية والعسكرية فيما يتعلق بالأزمة السورية". جاء ذلك في مقابلة تصريحات بشار الأسد التي أكد فيها "مواصلتهم القتال حتى الانتصار"، وقال تشوركين "تصريحات الأسد لا تتوافق مع جهود روسيا الدبلوماسية"، وقال مروة إن أقوال بشار الأسد هي تأكيد لموقفه المتعنت من رفض العملية السياسية واستخدام لحلفائه في محاولة لإعادة إنتاج شرعيته المتبددة، وتنسجم في الوقت ذاته مع الأفعال العدوانية الروسية، على امتداد سورية، من قصف للمشافي والمدارس واستهداف مباشر للمدنيين، وأضاف مروة: إن كانت روسيا تعتبر نفسها شريكاً في عملية الانتقال السياسي فلتوقف عدوانها على سورية، ولتوقف طيرانها عن قصف المدنيين، أما أن تقدم مجرد تصريحات صحفية باهتة بينما تمعن في عدوانها ضد المدنيين فهو أمر يصعب معه تصديق أنها شريك في الحل السياسي.
قال المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات السورية رياض حجاب إن المعارضة إذا ذهبت إلى مفاوضات جنيف3 يوم 25 شباط /فبراير الجاري، فلن تفاوض إلا على نقطة واحدة هي هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات، وأكد حجاب أن المعارضة لن تجلس يوماً واحداً إذا لم يكن محور المفاوضات الهيئة الانتقالية التي لا تعني سوى شيئاً واحداً، أن بشار الأسد لن يبقى هو ونظامه في السلطة، وقال بأن المادتين 12 و13 من القرار الأممي 2254 المتعلقتين بالنواحي الإنسانية للمدنيين، غير قابلتين للتفاوض، ولن تكونا مصدر ابتزاز سياسي، ورد حجاب على تصريحات رأس النظام بأن "الخائن هو من يقتل الشعب، ومن تصدى لثورة شعبية بتحويل البلاد إلى ساحة صراع دولية". وتساءل: إذا لم تمثل المعارضة الشعب فمن يمثل هو؟ مضيفاً أن "بشار دمية بيد إيران وروسيا"، وطالب حجاب بشار بأن يخجل حين يتحدث عن السيادة، مذكراً بأن اتفاق الزبداني كفريا والفوعا لم يوقعه النظام بل إيران و"أحرار الشام"، أما القوة النارية التي تسقط على السوريين فقال إنها 10% من النظام و90% من روسيا وإيران والمليشيات الطائفية من لبنان والعراق وأفغانستان، بما يعني أن النظام لا وجود له، وأن الأسد جعل من سورية دولة فاشلة، وبيّن حجاب أن روسيا وإيران تنفذان سياسة التغيير الديمغرافي التي تعني ضرب المجتمعات الحاضنة لتترك أرضها، بينما يتغير قانون الجنسية في سورية بحيث تمنح لأفواج من اللبنانيين وغيرهم، استناداً إلى مقولة بشار بأن سورية لمن يقاتل دفاعاً عنها، أي دفاعاً عن كرسيه، واعتبر حجاب أن السياسة الروسية تستهدف فرض تغيير في موازين القوى استباقا لمفاوضات مقبلة، لكنه أكد أنها "لن تأخذ على الطاولة ما لم تأخذه بالقتال"، إضافة إلى ذلك أوضح المنسق العام للهيئة العليا أن قوى الثورة والجيش الحر تقاتل على الأرض في عدة جبهات، فهناك جبهة داعش، والحرس الثوري الإيراني، والمرتزقة من لبنان والعراق وأفغانستان، وميليشيات الـPYD، ومع هذا أكد في تصريحات سابقة أن المعارضة ستستعيد الأراضي التي خسرتها "وسترون شيئا طيباً" في المستقبل القريب، معتبراً أن النيران الكثيفة التي تتعرض لها المعارضة من الجو لا تعني أن النظام وحلفاءه قادرون على التمسك بالأرض وإقامة نقاط ارتكاز عليها، وحول نجدة المناطق المحاصرة قال حجاب إن اجتماعي ميونيخ ومجموعة فيينا تمخضا عن مساعدات ستبدأ بست مناطق، أما دير الزور التي يحاصرها تنظيم الدولة فسيجري إسقاط المساعدات من الطائرات.
المشهد الإقليمي:
•كثفت أنقرة من قصفها المدفعي، وصفته مصادر تركية وسورية بغير المسبوق، لمواقع قوات الحماية الكردية في ريف حلب الشمالي، ووسع الجيش التركي نطاق قصفه ليطال مناطق الريف الشمالي الغربي لحلب وتحديداً مدينة عفرين. كما طال القصف المدفعي مناطق في محيط مدينة اعزاز ومطار منغ العسكري ومناطق في قرية عين دقنة القريبة من بلدة تل رفعت، وكانت وكالة الأناضول قد أفادت نقلاً عن قائد في الجبهة الشامية، بأن قوات سوريا الديمقراطية الموالية لنظام الأسد، شنت هجوماً على مدينة أعزاز الخاضعة لسيطرة المعارضة شمالي حلب، كما أوضحت أن هذه القوات، التي تتشكل من وحدات الحماية الكردية وعشائر محلية عربية وكردية، تتحرك من جهة قرية مرعناز جنوب غربي أعزاز، وتحاول التوجه نحو المشفى الوطني الوحيد في المدينة.
•قالت وزارة الخارجية السعودية إن إيران استغلت اللاجئين الأفغان الهاربين من الحرب في بلادهم، وقامت بتجنيدهم وإرسالهم للقتال في سوريا إلى جانب قوات حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني، وقال منشور على حساب السفارة السعودية في الولايات المتحدة على موقع تويتر إن "إيران تهدد كل من يرفض القتال بسوريا بالتسفير والإبعاد إلى أفغانستان"، ولفت إلى أن "الآلاف من المقاتلين الأفغان يقاتلون في صفوف لواء الفاطميون، الذي يعتبر ثاني أكبر مجموعة من المقاتلين الأجانب تقاتل إلى جانب الأسد في سوريا، ويقدر عددهم بحسب وسائل إعلام ما بين 10 آلاف إلى 12 ألف مقاتل".
•قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن بلاده تؤيد منح صواريخ أرض جو لمجموعات معارضة معتدلة في سوريا، وربط اتخاذ هذا القرار بموافقة التحالف الدولي.
واعتبر الجبير -في تصريحات لمجلة "دير شبيغل" الألمانية- أن صواريخ أرض جو ستغير موازين القوى على الأرض وستمكن المعارضة المعتدلة من "وقف حركة المروحيات والطائرات التي تقصفهم وتلقي عليهم المواد الكيميائية"، وأكد أن امتلاك المعارضة تلك الصواريخ من الممكن أن يغير الوضع في سوريا، مثلما حدث في أفغانستان من قبل، وأتاح تسليم صواريخ ستينغر أميركية إلى المجاهدين الأفغان في الثمانينيات، تغيير موازين القوى ونجاحهم في مقاومة المحتل الروسي حتى انسحابه عام 1988، وشدد الجبير على ضرورة دراسة قرار تسليم الصواريخ "بتأن، لأن هذه الأسلحة يجب ألا تسقط في الأيدي الخطأ"، وأشار إلى أن "قرارا من هذا النوع يجب أن يتخذه التحالف الدولي وليست السعودية"، وأكد الوزير السعودي أن التدخل الروسي لن ينقذ نظام بشار الأسد على المدى الطويل، وقال إن على الأسد التنحي حتى يمكن تحقيق عملية سياسية في سوريا، واعتبر أن "الخيار الآخر هو استمرار الحرب والانتصار على الأسد"، وكانت السعودية وتركيا -الداعمتان للمعارضة السورية المطالبة برحيل الأسد- كشفتا في الأسابيع الماضية عن استعدادهما لإرسال قوات برية إلى سوريا لقتال تنظيم الدولة، بشرط أن يكون ذلك في إطار التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد التنظيم ، وقال الجبير في وقت سابق إن مهمة أي قوات قد ترسلها السعودية إلى سوريا ستقتصر على قتال تنظيم الدولة، واستعادة الأراضي التي سيطر عليها
•في وقت يصر فيه كبار المسؤولين الإيرانيين على الدور «الاستشاري» لقوات الحرس الثوري في سوريا، أكد قائد القوات البرية في الحرس الثوري، العميد محمد خاكبور، أن وحداته العسکرية تدافع عن «عقائد» النظام الإيراني في سوريا ، ودافع خاكبور عن تدخل فيلق قدس ووحدات القوات البرية التابعة الحرس الثوري في الحرب الأهلية السورية على هامش حضوره حفل تأبين قتلى لواء القوات الخاصة «صابرين»، وفق ما ذکرته وکالة «تسنيم» التابعة لمخابرات الحرس الثوري. في هذا الصدد، شدد خاكبور على أن قواته سقطت خارج الحدود الإيرانية خصوصا في سوريا، ردا على ما اعتبره «تجاوزا» على المعتقدات المذهبية. وفي موقف شبه روتيني لقادة الحرس الثوري لتبرير التدخل في سوريا ذكر أنه لولا الحرب على بعد آلاف كيلومترات عن إيران، كان على قواته خوض الحرب في كردستان وكرمانشاه ومناطق جنوب غربي إيران (الأحواز)، ويعد لواء «صابرين» من نخبة القوات الخاصة في الحرس الثوري، وتقوم الوحدات بمهام خاصة في جغرافية إيران قبل الكشف عن حضوره في سوريا في أعقاب الإعلان عن مقتل أبرز قادته العقيد فرشاد حسوني زاده وحميد مختاربند في منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على صعيد متصل، اعترف خاكبور بمشاركة لواء «صابرين» في عمليات قتالية في مناطق متعددة من سوريا، وقال إن حضور القوات الخاصة التابعة للحرس الثوري كان «مفتاحا لكثير من الأقفال» في سوريا، مضيفا أن حضور لواء «صابرين» نجح في السيطرة على مساحة واسعة من المناطق التي قاتل فيها دفاعا عن الحدود «المذهبية»، على حد تعبيره،ولم يعد دور الحضور العسكري الإيراني في سوريا مختصرا على الذراع الخارجية لفيلق قدس بعد إعلان إيران وقوع مزيد من القتلى التابعين لوحدات مختلفة من الحرس الثوري، كشفت حجم حضور تلك القوات على الرغم مما تدعيه إيران حول تقديمها «الاستشارة» لقوات النظام السوري، وتقف طهران إلى جانب النظام السوري منذ اندلاع الاحتجاجات في سوريا، وكان المرشد الأعلى، علي خامنئي، الذي أعلن تأييده للربيع العربي في دول عربية كثيرة اعتبر في يناير (كانون الثاني) 2011 الاحتجاجات ضد نظام بشار «انحرافية». وعلى الرغم من التكتم الشديد الذي أحاط الحضور «الاستشاري» الإيراني تسربت أسماء قادة الحرس الثوري إلى وسائل الإعلام، ومنذ أكثر من عام لم تتوقف وسائل الإعلام الإيرانية عن نشر التقارير اليومية التي تذكر أسماء العسكريين الإيرانيين الذين قضوا في سوريا.
المشهد الدولي:
•حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مجلس الأمن في خطاب من أن الأوضاع الحالية في سوريا تجعل «من الصعب للغاية» نشر مراقبين تابعين للمنظمة الدولية للإشراف على وقف إطلاق نار، وكتب بان كي مون في خطاب موجه لمجلس الأمن في ظل الأوضاع الحالية سيكون من الصعب تماما تصور نشر مراقبين من الأمم المتحدة لتنفيذ مراقبة فعلية ومهام إشراف على الأرض»، وأضاف: «بيئة العمل في سوريا ستظل على الأرجح هشة وعسكرية الطابع خلال المستقبل المنظور. سيكون من المستحيل أيضا في الوقت الراهن تحقيق أي شكل من أشكال التحقق من التصرفات التي تعهدت بها الأطراف، وكتب بان يقول إنه فور تطبيق وقف إطلاق النار ستكون هناك حاجة لمستويين على الأقل من المراقبة والتحقق: عملية مراقبة وتحقق فعلي على المستوى المحلي ثم جهة إشراف تغطي سوريا بأكملها، وقال الأمين العام: «في ضوء بيئة العمل على الأرض سيكون مجلس الأمن بحاجة لفهم شامل وقبول بالأخطار التي ينطوي عليها أي تفويض بنشر مراقبين دوليين على المستوى المحلي، وأشار إلى أن الخيارات الحالية تتمثل في: مراقبة تقوم بها أطراف سورية محلية أو مراقبة فعلية من جانب أطراف محلية بدعم دولي غير مباشر أو عن بُعد، أو مراقبة فعلية مباشرة تقوم بها أطراف دولية، أو مراقبة فعلية مباشرة تتولاها الأمم المتحدة.
•أشارت مصادر إعلامية روسية إلى أن “موسكو تنتظر توضيحات محددة من جانب الرياض إزاء خططها للمشاركة في العملية ضد تنظيم داعش” بسورية، وذكرت قناة روسيا اليوم، أن مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى الشرق الأوسط ودول إفريقيا، ميخائيل بوغدانوف، رأى في تصريح أنه “يجب فهم خطط شركائنا السعوديين، فنحن لا نملك شيئا محددا، فقط تصريحات. فيما يرسلون هم (السعوديون) طائرات إلى الأراضي التركية”على حد تعبيره، وأضاف بوغدانوف، الذي يشغل أيضا منصب نائب وزير الخارجية الروسي، أن “الرياض لم تنضم بعد إلى أية آلية تنسيق للعمليات في سورية، في الوقت الذي نملك فيه نحن آليات تنسيق، بما فيها اتصالاتنا بين العسكريين مع إسرائيل، فضلا عن الآلية الرباعية في بغداد”، التي تشمل العراق وإيران وسورية، إضافة إلى روسيا، “المفتوحة أمام كل من يريد المشاركة في التنسيق وتبادل المعلومات حول مسائل الحرب المشتركة ضد الإرهاب”، حسبما نسبت إليه القناة، وكانت فضائية العربية قد أفادت في وقت سابق بأن “السعودية قدمت إلى دول التحالف الدولي خطة تتحدث عن مشاركة قوات خاصة في الحرب ضد داعش، تقوم على جمع المعلومات وتنظيم القوات المتواجدة على الأرض من المعارضة السورية المعتدلة”، المتمثلة في “الجيش السوري الحر”. ولقد ذكرت أن “المشاركة السعودية بإرسال قوات برية خاصة إلى سورية لن تكون بصورة منفردة، وإنما مشروطة بمشاركة الولايات المتحدة، ومحصورة كذلك بمحاربة التنظيم في سورية فقط دون العراق”.
•أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، أن رئيس النظام السوري بشار الأسد وأطرافاً أخرى في الصراع يجب أن يستمعوا لنصائح موسكو بشأن سبل وقف القتال في سوريا.
ويأتي هذا بعد انتقادات وجّهها سفير روسيا لدى الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، إلى النظام السوري والتصريحات الأخيرة للأسد والتي تمسك فيها بالحسم العسكري حتى استعادة كافة الأراضي من المعارضة المسلحة، وفق صحيفة كومرسانت الروسية، فبحسب تشوركين فإن هذه التصريحات تعرقل ما تبذله موسكو من جهود دبلوماسية وسياسية وحتى عسكرية لإنهاء الصراع في سوريا، على حد تعبيره، ولم يكتف السفير بانتقاد الأسد بل حذر النظام بضرورة الامتثال لتوصيات موسكو للخروج من الأزمة، لافتاً إلى أن عدم الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار من شأنه إطالة أمد الصراع في سوريا. كما أوضح أن النظام عليه أن يعلم الجانب الروسي بخططه، داعياً إياه باتباع تعليمات موسكو للخروج من الأزمة بكرامته، كذلك ذكر تشوركين أن تصريحات الأسد تدل على عدم توافق مع الجهود الدبلوماسية التي تبذلها موسكو لمساعدة النظام، مشيراً إلى أن قوات النظام لم تصمد طويلاً أمام خصومها قبل العمليات الروسية وأن التقدم الذي أحرزته مؤخراً كان بفضل جهود الدعم الذي وفرته مقاتلات الجيش الروسي.
•دعت الحكومة الفرنسية النظام السوري وحلفاءه، وبينهم روسيا لوقف الأعمال القتالية في سوريا اليوم، بموجب اتفاق ميونخ، وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية إنه يجب على حكومة النظام السوري وحلفائها بينهم روسيا وقف الأعمال القتالية اليوم الجمعة بموجب اتفاق ميونيخ الذي أبرمته القوى الكبرى ، وأضاف المتحدث رومان نادال للصحفيين "لا تزال فرنسا تشعر بقلق بالغ من التصعيد الخطير للصراع خاصة في حلب، وندعو النظام وحلفاءه ومن بينهم روسيا لوقف هجماتهم على المدنيين، وتنفيذ الالتزامات التي أعلنت في ميونيخ لوقف الأعمال القتالية اعتبارا من اليوم."، وتابع نادال، أنه رغم أن تم توصيل المساعدات لخمس من المناطق المحاصرة كخطوة أولى إلا أنها خطوة غير كافية.
المشهد المحلي:
•سيطرت قوات النظام مؤخراً على بلدة كنسبا، آخر معاقل الجيش السوري الحر في المحافظة بريف اللاذقية، وذلك بمساندة من الطيران الروسي، وكان المرصد السوري أشار إلى أن المعارضة المسلحة كانت تحتاج إلى دعم فوري في كنسبا، وقد تكون خسارتها نقطة تحول في معارك اللاذقية، وتحت غطاء جوي روسي، تقدمت قوات النظام باتجاه بلدة كنسبا في جبل الأكراد، لتسيطر على قرى شلّف وعين باصور وقلعة طوبال، في المدخل الجنوبي للبلدة، فيما تقدمت ميليشيات أخرتابعة للنظام من قرية عيدو وقلعة طوبال لتواجه فصائل المعارضة في معارك عنيفة بعد أن استقدمت المعارضة تعزيزات عسكرية لها من ريف إدلب في محاولة لمنع سقوط البلدة،و يذكر أن كنسبا بلدة تابعة لمنطقة الحفة في ريف اللاذقية، وتُعد من أهم بلدات جبل الأكراد. تبعد عن مدينة اللاذقية حوالي 50 كلم، وعن ناحية بداما التابعة لإدلب 12 كلم، وعن الحدود التركية 12 كلم، مما يجعلها أهم نقاط الوصل بين ريف إدلب وريف اللاذقية والحدود التركية، السيطرة على كنسبا تأتي بعد تمكن قوات النظام بمساعدة روسية منذ قرابة الشهر السيطرة على جبل التركمان في ريف اللاذقية بعد معارك عنيفة مع فصائل المعارضة.
•قصف عناصر المعارضة السورية المسلحة مواقع لقوات النظام في نبل والزهراء، وخاضوا معارك مع قوات سوريا الديمقراطية في حلب، بينما سقط عشرات القتلى والجرحى في قصف طائرات روسية حمص، وذكرت المعارضة السورية المسلحة أنها قصفت بالمدفعية مواقع لقوات النظام والمليشيات الموالية له داخل بلدتي نبل والزهراء شمال حلب، وأوضح مراسل الجزيرة معن خضر أن قوات المعارضة اعتادت قصف تلك المواقع في الأيام الماضية، غير أن ذلك لم يغير الواقع على الأرض في ظل إحراز قوات النظام تقدما في محيط البلدتين بفضل الغطاء الجوي الروسي المكثف، وكانت قوات النظام قد فتحت الطريق نحو بلدتي نبل والزهراء -اللتين تقطنهما أغلبية موالية للنظام- مطلع الشهر الحالي بعد معارك مع المعارضة، وقالت جبهة النصرة إنها قتلت جنودا من قوات النظام خلال صدها هجوما جنوب نبل والزهراء، وأكدت إرسال تعزيزات لمنع سيطرة قوات النظام على آخر طرق الإمداد بين حلب وريفها الغربي، من جهة أخرى، قالت المعارضة المسلحة إنها دمرت حافلة تابعة لقوات سوريا الديمقراطية على الطريق المؤدي إلى مدينة تل رفعت شمال حلب، وصدت قوات المعارضة هجوما لتنظيم الدولة الإسلامية الذي يحاول السيطرة على مدينة مارع بريف حلب، مستغلا الهجمات التي تتعرض لها المدينة وريف حلب الشمالي عموما، وأضحت مدينة مارع محاصرة من تنظيم الدولة وقوات سوريا الديمقراطية، وقد خلت من غالبية سكانها تحسبا للقصف الروسي أو أي هجوم بري قد تقدم عليه قوات سوريا الديمقراطية، وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مئات المقاتلين من المعارضة عبروا الحدودالتركية إلى مدينة إعزاز شمال حلب، المهددة بالسقوط في يد وحدات حماية الشعب الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي، وأكد المرصد أن عبور المقاتلين -الذين قدر عددهم بخمسمئة- جرى من معبر باب السلامة على الحدود السورية التركية، و"بإشراف من السلطات التركية".
•قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مئات المقاتلين من المعارضة السورية عبروا الحدود التركية إلى مدينة إعزاز شمال محافظة حلب، المهددة بالسقوط في يد وحدات حماية الشعب الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد، وأكد المرصد أن عبور المقاتلين، الذين قدر عددهم بخمسمئة، جرى من معبر باب السلامة على الحدود السورية التركية، و"بإشراف من السلطات التركية"، وكان نحو 350 مقاتلا معارضا دخلوا بأسلحتهم الخفيفة والثقيلة من معبر أطمة الحدودي، متوجهين إلى إعزاز وتل رفعت التي سيطرت عليها الوحدات الكردية الاثنين رغم القصف المدفعي التركي، من جهتها، ذكرت وكالة رويترز نقلا عن مصادر في المعارضة السورية المسلحة أن ألفين على الأقل من مقاتلي المعارضة دخلوا البلاد مرة أخرى من تركيا للتصدي لهجوم الوحدات الكردية.
•اجتمع المبعوث الأمريكي الخاص إلى سورية مايكل راتني والوفد المرافق له بالهيئة السياسية للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية صباح اليوم، وبحثوا آخر المستجدات في الملفين السياسي والإنساني في سورية، وقدمت الهيئة السياسية للائتلاف احتجاجها على دعم الولايات المتحدة الأمريكية لميليشيات الـPYD، التي تشن منذ أيام حملة عسكرية على مناطق سيطرة الثورة والجيش السوري الحر، فيما تحظى ميليشيات الـPYD في حملتها العسكرية بدعم من روسيا ونظام الأسد أيضاً، وأبلغت الهيئة السياسية المبعوث الخاص راتني أن نظام الأسد ما زال يعرقل وصول المساعدات الإغاثية للأماكن المحاصرة، وقد صادر لقاحات الأطفال المرسلة لبعض المناطق المحاصرة، وأن المساعدات التي حُولت لتلك المناطق لا تكاد تشكل 40% من الاحتياجات المناسبة، ولا تكفي لعشرة أيام فحسب، وجرى الحديث عن استمرار روسيا ونظام الأسد بالقصف الجوي، الذي يستهدف المشافي والمدارس والأحياء الآهلة بالمدنيين، ويسقط العشرات منهم كل يوم، ما يبدد الثقة بالتزام الروس باتفاق ميونيخ، من جهته أكد راتني على دعم الولايات المتحدة للمعارضة السورية في العملية السياسية ومفاوضات جنيف، وإحداث الانتقال السياسي في سورية، وقال راتني إنه يجري الآن الإعداد لإنهاء تنفيذ وقف العمليات العدائية؛ المتضمنة لوقف القصف الجوي الروسي والأسدي، وذلك لاختبار مدى صدقية والتزام الروس ونظام الأسد بالعملية السياسية.
•قال المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات السورية رياض حجاب، إن أي عملية سياسية في سوريا تعني نهاية بشار الأسد ونظامه، وأضاف حجاب -في مقابلة مع قناة الجزيرة ستبث كاملة ضمن حديث الثورة اليوم- أن الأسد أجهض مؤتمر جنيف2 وقتل ثلاثمئة ألف سوري وهجَّر الملايين منهم، سعيا للبقاء في السلطة، وقال المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات إن الهيئة إن ذهبت إلى لقاء جنيف في 25 من الشهر الجاري، فإنها ستذهب للبت في مسألةٍ وحيدة، هي تشكيل هيئة انتقال سياسي كاملة الصلاحيات.
المشهد الإقليمي:
•أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن مهمة القوات السعودية في حال ارسالها الى سوريا، ستكون القضاء على تنظيم داعش في اطار التحالف الدولي بقيادة واشنطن، وان على التحالف ان يقرر بالنسبة الى توسيع المهمة ضد النظام السوري، وقال الجبير في مقابلة حصرية مع وكالة فرانس برس “المملكة العربية السعودية اعربت عن استعدادها لارسال قوات خاصة ضمن هذا التحالف الى سورية بهدف القضاء على داعش فهذه هي المهمة وهذه هي المسؤولية”، مضيفا ردا على سؤال عما اذا كانت المهمة قد تمتد لاسقاط نظام الرئيس بشار الاسد “سيكون عمل هذه القوات اذا ما تم ادخالها في سورية ضمن التحالف الدولي، محاربة داعش، ولن تكون هناك عمليات انفرادية”، وقال الجبير إن بلاده التي تقود تحالفا عربيا في اليمن ضد الحوثيين، ستواصل دعم الرئيس عبد ربه منصور هادي حتى عودة الشرعية الى البلاد، وأضاف “الدعم للحكومة الشرعية سيستمر حتى تحقيق الاهداف او حتى التوصل الى اتفاق سياسي لتحقيق تلك الاهداف”، مضيفا ان استعادة القوات الحكومية كامل السيطرة على اليمن “مسألة وقت”، و”نجاح التحالف العربي في اعادة الشرعية مسالة وقت”.
•أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن ما لا يقل عن500 مقاتل سوري معارض عبروا الحدود التركية إلى أعزاز، المدينة السورية الواقعة في شمال محافظة حلب والمهددة بالسقوط في أيدي قوات كردية موالية لنظام الرئيس بشار الأسد، مؤكدا أن عبور المقاتلين جرى "بإشراف من السلطات التركية"، وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لفرانس برس إن "500 مقاتل على الأقل عبروا معبر باب السلامة الحدودي متوجهين إلى مدينة أعزاز لمؤازرة المقاتلين في تصديهم لتقدم القوات الكردية في ريف حلب الشمالي"، وأضاف أن هؤلاء المقاتلين "منهم من هم إسلاميون ومنهم من هم غير إسلاميين، وجميعهم مسلحون"، مؤكدا أن انتقالهم "جرى بإشراف من السلطات التركية" التي تدك مدفعيتها منذ أيام القوات الكردية لمنعها من الاستيلاء على المدينة الحدودية، وكان حوالي 350 مقاتلا معارضا عبروا بأسلحتهم الخفيفة والثقيلة معبر أطمة الحدودي متوجهين الى أعزاز وتل رفعت، المدينة التي تمكن الأكراد من السيطرة عليها رغم القصف المدفعي التركي.و تستهدف المدفعية التركية مواقع تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردي التي استفادت من الهجوم الواسع النطاق الذي يشنه النظام السوري بإسناد جوي روسي في منطقة حلب للتقدم الى محيط اعزاز، وكان رئيس الحكومة التركي احمد داود أوغلو اعلن ان بلاده لن تسمح بان تسيطر وحدات حماية الشعب الكردية على مدينة أعزاز المدينة الواقعة على بعد كيلومترات من حدودها، وتتهم تركيا حزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا ووحدات حماية الشعب التابعة له بأنهما "منظمتان ارهابيتان" بحكم قربهما من حزب العمال الكردستاني الذي يخوض نزاعا مسلحا على اراضيها منذ 1984.
•أكد رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، أن الاعتداء بالسيارة المفخخة الذي أسفر عن 28 قتيلا في أنقرة، دبره حزب العمال الكردستاني وميليشيات كردية من سوريا، ونفذه سوري يبلغ من العمر 23 عاما، وقال داود أوغلو في خطاب نقله التلفزيون على الهواء: "هذا الهجوم الإرهابي نفذته عناصر من المنظمة الإرهابية في تركيا (حزب العمال الكردستاني) وميليشيات وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا"، مضيفاً أن الشرطة أوقفت تسعة أشخاص في إطار تحقيقها، وأوضح: "على ضوء المعلومات التي لدينا ثبت بوضوح أن هذا الهجوم نفذه أعضاء جماعة إرهابية داخل تركيا بالتعاون مع عضو في وحدات حماية الشعب عبر من سوريا". وأضاف: "اسم منفذ الاعتداء صالح نصار وقد ولد في عام 1992 في مدينة عامودا بشمال سوريا"، وأضاف داود أوغلو أن تركيا تتوقع تعاونا من الحلفاء ضد هاتين المنظمتين. يذكر أن واشنطن، التي تقول إن وحدات حماية الشعب ليست منظمة إرهابية، تساند المقاتلين الأكراد في معركتهم ضد تنظيم "داعش" في سوريا، كما اعتبر داود أوغلو أن "النظام السوري مسؤول مباشرة" عن انفجار أمس، وحذّر روسيا من استخدام وحدات حماية الشعب الكردية ضد تركيا، وكشف أن تركيا ستواصل قصف مواقع وحدات حماية الشعب الكردية السورية، مضيفاً أن أعضاء كبارا في حزب العمال الكردستاني قتلوا في الغارات الجوية التي شنتها تركيا على معسكراتهم في شمال العراق خلال الليل،ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الحادث على الفور. فيما أعلن من جهته حزب العمال الكردستاني عدم معرفته من يقف وراء تفجير العاصمة التركية، من ناحية أخرى، قالت صحيفة يني شفق التركية الموالية للحكومة اليوم الخميس إن مواطنا سوريا تم تحديد هويته من بصمات أصابعه، هو الذي نفذ الهجوم الانتحاري بسيارة ملغومة لدى مرور حافلات عسكرية قرب مقر القوات المسلحة والبرلمان ومبانٍ حكومية في أنقرة، ما أدى إلى مقتل 28 شخصا، وقالت يني شفق على موقعها الإلكتروني إن المفجر هو صالح نجار، ويعتقد أنه دخل تركيا مع لاجئين من سوريا. وكانت السلطات قد أخذت بصماته لدى دخوله البلاد وهو ما مكن الشرطة من التعرف عليه.
المشهد الدولي:
•قال يان إيغلاند رئيس مجموعة العمل للشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة إن المنظمة الدولية تعتزم القيام بأول عمليات إسقاط جوي للمساعدات في سوريا على دير الزور التي يحاصرها تنظيم “الدولة الإسلامية” في الأيام القادمة، علما أن 200 ألف شخص يعيشون في تلك البلدة، وأضاف إيغلاند للصحفيين، بعد اجتماع المجموعة في جنيف، إن برنامج الأغذية العالمي لديه خطة ملموسة لتنفيذ العملية لكنه لم يقدم المزيد من التفاصيل، وتابع “إنها عملية معقدة وستكون الأولى من نوعها من عدة جوانب” وقال إن دولا كثيرة تدعم هذه العملية منها روسيا والولايات المتحدة، وأكد إيغيلاند أن في الساعات الأربع والعشرين الماضية أوصلت 114 شاحنة تابعة للأمم المتحدة أغذية وإمدادات طبية لثمانين ألف شخص في المناطق المحاصرة.
•قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن تنفيذ اتفاق وقف العنف الذي أُعلن في ميونيخ، الجمعة الماضية، هو بيد الولايات المتحدة، وذلك بعد أن هاجمت واشنطن ما وصفته برسائل موسكو المتضاربة بشأن القتال في سوريا، بعد اتهامها القوات الجوية الروسية بالمسؤولية عن سلسلة الهجمات الصاروخية المتعددة على المرافق الطبية والمدارس في سوريا، وأكد لافروف أن “كل شيء يتعلق بالأمريكيين،” متسائلا: “هل هم على استعداد للتعاون على مستوى الجيش؟” كما أشار إلى أنه دون تعاون روسي أمريكي “لن يطبق شيء،” مضيفا: “الأداة الرئيسية لحل مشاكل الإمدادات الإنسانية، ولا سيما مشاكل الهدنة، تكمن في إقامة تعاون ’ساعي يومي‘، والتنسيق بين العسكريين،” في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الروسية الرسمية “سبوتنيك”، كما أعلنت الخارجية الروسية، مناقشة لافروف، مع نظيره المصري، سامح شكري، الأوضاع في سوريا، خلال محادثة هاتفية، إذ قالت الخارجية: ” جرى تبادل للآراء حول عملية التسوية السورية على ضوء القرارات المتخذة خلال اجتماع المجموعة الدولية لدعم سوريا في مدينة ميونيخ الألمانية”، وأضافت الخارجية الروسية: “كما تمت الإشارة إلى السعي المشترك لضمان العمل الفعال للمجموعات في جنيف والتي تم تشكيلها من قبل المجموعة الدولية لدعم سوريا من أجل وقف النار وتحسين الوضع الإنساني في سوريا”.
•سيحض القادة الأوروبيون روسيا والنظام السوري على "أن يوقفا فورا الهجمات على مجموعات المعارضة المعتدلة" في سوريا، وذلك خلال قمتهم التي تبدأ في بروكسل، وسيتطرق رؤساء الدول والحكومات الـ28 في شكل مقتضب إلى التطورات الدولية خصوصا الوضع المتدهور في سوريا حيث يساند الطيران الروسي هجوما للنظام في منطقة حلب في موازاة قصف تركيا للمقاتلين الأكراد، وأورد مشروع توصيات للقمة، اطلعت عليه وكالة "فرانس برس"، أن "المجلس الأوروبي يحض روسيا والنظام السوري على أن يوقفا فورا هجماتهما على مجموعات المعارضة المعتدلة والتي تهدد إمكانات السلام وتصب في مصلحة داعش وتؤجج أزمة اللاجئين"، وأضاف المشروع الذي سيتم تبنيه أن "المجلس الأوروبي قلق حيال خطر تصعيد عسكري جديد، ويندد بالقصف المتكرر للبنى التحتية المدنية"، مع الدعوة إلى "وقف فوري للقصف الجوي للمناطق المدنية"، وإذ ذكَّر القادة الأوروبيون بالاتفاق بين القوى الكبرى في ميونيخ قبل أسبوع، شددوا على "وجوب الإسراع إلى وقف الأعمال العدائية في كل أنحاء البلاد، على أن يشمل ذلك كل طرف يشارك حاليا في أعمال عدائية عسكرية أو شبه عسكرية، باستثناء تلك الموجَّهة ضد المجموعات التي اعتبرها مجلس الأمن الدولي منظمات إرهابية"، وهذا البند يشمل أيضا، ولكن من دون تسميتها، تركيا التي تقصف المقاتلين الأكراد السوريين لمنعهم من السيطرة على مناطق جديدة على الحدود التركية، وطالب القادة الأوروبيون بـ"ضمانات" لإيصال المساعدات الإنسانية "على أن يشمل ذلك المناطق المحاصرة"، ودعوا "جميع الأطراف إلى تجنب مفاقمة الوضع الإنساني الرهيب" في سوريا، وستهيمن على القمة الأوروبية المفاوضات بين الدول الأعضاء لتفادي خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي. وخلال عشاء، سيعرض المسؤولون الصعوبات التي تواجه تنفيذ الإجراءات التي اتخذت قبل ستة أشهر لاحتواء تدفق اللاجئين وتوزيع طالبي اللجوء في شكل أفضل.
•دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، إلى استئناف المفاوضات بين السوريين، كما أعلنت الرئاسة الفرنسية بعد اتصال هاتفي بين الرئيسين.
وأضاف البيان أن هولاند وأردوغان "يدعوان إلى استئناف المفاوضات بين السوريين التي توقفت مطلع فبراير الحالي في جنيف، وأوضح البيان أنهما اتفقا أيضا على "ضرورة تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي وبيان مجموعة الدعم الدولية لسوريا في ميونيخ، ولاسيما الجانب الإنساني منه"، وأكد البيان أن الرئيس الفرنسي "شدد أيضا على أهمية القيام بعملية انتقالية سياسية جديرة بالثقة"، وأبلغ هولاند نظيره التركي أيضا بـ"قلق فرنسا الكبير حيال تدهور الوضع في حلب، حيث يؤدي استمرار عمليات القصف التي يقوم بها النظام وحلفاؤه إلى زيادة معاناة الناس".
وخلص البيان إلى القول إن الرئيسين يتفقان على ضرورة التوصل إلى حل للحرب في سوريا، وعلى "إرادتهما المشتركة في مكافحة الارهاب".
•طالبت جماعة أطباء بلا حدود، بإجراء تحقيق مستقل في الضربات الجوية التي أودت بحياة 25 شخصا بمستشفى تشرف عليه الجماعة في شمال سوريا، قائلة إن ثمة احتمالا أن يكون تحالف تقوده الحكومة هو الذي نفذها، وقالت جوان ليو، الرئيسة الدولية لجمعية أطباء بلا حدود الخيرية، إن روايات الناجين من العاملين بالمستشفى الواقع بمحافظة إدلب تؤدي إلى الاعتقاد بتورط قوات سورية وروسية في الهجمات، وأضافت في مؤتمر صحافي "نقول إنها احتمالات، لأنه لم يتوافر لدينا المزيد من الحقائق بخلاف أقوال العاملين"، وتابعت أطباء بلا حدود أنها لم تعط إحداثيات النظام العالمي لتحديد المواقع الخاص بالمستشفى للسلطات السورية أو الروسية بناء على طلب العاملين.