تقرير شام السياسي 23-02-2016
المشهد المحلي:
•شكك الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بقدرة نظام الأسد على ضبط المليشيات التي استقدمها من إيران وافغانستان وحزب الله لوقف الأعمال العدائية التي نص عليها الاتفاق الأخير بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، وفي لقاء لوفد من الهيئة السياسية مع وزير الدولة الإسباني للشؤون الخارجية أغناثيو إيبانيث أثناء زيارته إلى تركيا، صباح اليوم الثلاثاء، في القنصلية الإسبانية بإسطنبول، أوضحت نائب رئيس الائتلاف نغم غادري أن الغموض يلف الكثير من النقاط التي تضمنها الاتفاق، ولم يأت على ذكر خروج الميليشيات الأجنبية التي تقاتل إلى جانب الأسد، وميليشيات الـ "PYD"، وأكدت غادري على ضرورة الضغط على النظام لأن يترافق الاتفاق مع إدخال المساعدات الإنسانية للمحاصرين، وإخراج المعتقلين، ورفضت بشكل قاطع ربط المسار الإنساني بالمسار السياسي، معتبرة أن المسائل الإنسانية غير قابلة للتفاوض، كما بحث أعضاء الهيئة السياسية ظهر اليوم، خلال اجتماع مع نائب رئيس البعثة النيوزلندية في تركيا "أيد مكايسيك"، قرار وقف إطلاق النار ومكافحة الإرهاب، وأكد أعضاء الائتلاف على أن وجود بشار الأسد لن يسمح بالانتقال السياسي في سورية وسيزيد من الفوضى وتصدير الإرهاب إلى خارج سورية.
•قال المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب من توقعاته بإمكانية التزام النظام والقوى الحليفة له بوقف الأعمال العدائية لإدراكهم أن بقاء بشار الأسد مرهون باستمرار حملة القمع والقتل والتهجير القسري، ولذلك فهم يبذلون قصارى جهدهم لإفشال العملية السياسية والتهرب من استحقاقاتها الحتمية، وفي إجابة على سؤال وجه له حول مسودة التفاهم الأمريكي-الروسي قال حجاب: "موقفنا واضح... نحن نقوم بدورنا وفق اتفاق المجموعة الدولية لدعم سورية في ميونيخ، ونتحرك في حدود التخويل الممنوح لنا من قبل مكونات الهيئة، نحن بصدد التباحث معهم والتشاور مع الأصدقاء وسنرد بعد ذلك بصورة رسمية"، وأضاف د. حجاب: "ملتزمون من طرفنا بإنجاح الجهود الدولية المخلصة لحقن دماء السوريين ودفع جميع الأطراف إلى مائدة الحوار، لكننا قادرون في الوقت ذاته على مخاطبة النظام باللغة التي يفهمها"، جاء ذلك عقب عقد الهيئة العليا للمفاوضات اجتماعاً طارئاً في مدنية الرياض لمناقشة إمكانية التوصل إلى اتفاق هدنة مؤقتة يمكن من خلالها حمل القوى الحليفة للنظام على وقف الأعمال العدائية التي تشن ضد الشعب السوري، وبعد عرض حجاب لنتائج مباحثاته مع فصائل المعارضة في كافة الجبهات، تم الاتفاق على التجاوب مع الجهود الدولية للتوصل إلى اتفاق هدنة يتم إبرامها وفق وساطة دولية وأن يتم بموجبها تقديم ضمانات أممية بحمل روسيا وإيران والميلشيات التابعة لها على وقف القتال، وأن تعلن بصورة متزامنة من قبل مختلف الأطراف في آن واحد، بحيث تتوقف بموجبها عمليات القصف المدفعي والجوي ضد المدنيين.
• دان رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية خالد خوجة الهجمات الروسية الأخيرة على حلب، والاستهداف المعتمد لمستشفيات سورية ومنشآت طبية ومدارس؛ وطالب بالانسحاب الفوري للقوات الروسية من الأراضي السورية، وفي رسالة وجهها خوجة إلى مجلس الأمن، و أكد خوجة أن الهجمات الروسية على مشاف سورية ومدارس "متعمدة ومبيتة"، مشيراً إلى أن مواقع كافة المستشفيات معروفة وموثقة، وكانت طبيعتها المدنية جلية تماماً للسلطات الروسية، وأضاف خوجة إن قرار استهداف المنشآت الطبية في سورية رغم الأهمية البالغة للخدمات التي تقدمها (أو بصورة أدق بسبب أهمية تلك الخدمات) يعبر عن الإستراتيجية المتعمدة التي تنتهجها روسيا للقضاء على الحياة المدنية في مناطق سيطرة المعارضة، وتحويلها إلى مناطق غير صالحة للمعيشة، معتبراً أن هذه الهجمات تشكل "جرائم حرب خطيرة".
•شهدت الأسابيع الثلاثة الأولى من هذا الشهر تصاعدا غير مسبوق على ساحة القتال في ريف حلب الشمالي، فتمكنت قوات النظام من تحقيق تقدم كبير، كما استغلت قوات سوريا الديمقراطية الوضع فتمددت بشكل كبير، الأمر الذي أثار تركيا التي تخشى من سيطرة كردية على الشريط الحدودي بينها وبين سوريا، الأمر الذي أدى إلى ما يعتقد بأنها تفاهمات دولية لتجميد الموقف.
وابتدأت الأحداث بتقدم قوات النظام والمليشيا المتحالفة معها، وبدعم جوي من الطيران الحربي الروسي، والسيطرة على دوير الزيتون وصولا إلى فك الحصار عن نبل والزهراء المواليتين للنظام، وانتهاء بانتزاع السيطرة على عدة مناطق من قوات المعارضة المسلحة، التغيرات الدراماتيكية في مشهد الخريطة العسكرية وتوزع نقاط السيطرة على ريف حلب الشمالي، أسهمت في إعادة رسمها قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري، حيث سيطرت بداية على بلدة دير جمال، ثم أحكمت قبضتها على بلدة منغ ومطارها العسكري، ومدينة تل رفعت التي كانت يوما ما تشكل إحدى قلاع المعارضة السورية المسلحة، وأثار اقتراب قوات وحدات حماية الشعب من إحكام السيطرة على آخر معبر حدودي لقوات المعارضة المسلحة في حلب وريفها، حساسية لدى تركيا التي بادرت حينها بتحريك مدفعيتها واستهداف نقاط تابعة لوحدات حماية الشعب، خاصة في مطار وبلدة منغ، وتبدو الخريطة العسكرية الآن أقرب إلى المراوحة في المكان لدى أطراف الصراع، ويبدو المشهد العسكري أقرب إلى الهدوء، فما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية توقف تقدمها عند محيط بلدة إعزاز التي تحتضن معبر باب السلامة الحدودي مع تركيا، وكذلك في محيط بلدة مارع،وتعليقا على توقف تقدم قوات سوريا الديمقراطية، رأى المتحدث باسم الجبهة الشامية التابعة للجيش السوري الحر العقيد محمد الأحمد أن قصف المدفعية التركية لم يكن له أثر في إيقاف تمدد هذه القوات إلا بشكل محدود، موضحا أن قصف المدفعية قد يؤخر تقدم القوات، في حين عندما تدخل القوات إلى المدن وتغدو بين الأبنية السكنية تفقد المدفعية فاعليتها ولا تستطيع تحقيق أهدافها، وعزا الأحمد توقف تقدم قوات سوريا الديمقراطية إلى ما سماها "تفاهمات دولية"؛ فتركيا ترفض وجود الأكراد في هذه المنطقة، لأنها تشكل آخر صلة وصل بين المناطق التي تعمل وحدات حماية الشعب الكردية على اقتطاعها من سوريا لإقامة وطن قومي للكرد عليها، من جهته، قال الناطق باسم وحدات حماية الشعب الكردية في عفرين بريف حلب الشمالي فرات خليل إن معارك سوريا الديمقراطية ما تزال مستمرة في ريف حلب الشمالي، وإنها ما تزال تكسب المزيد من النقاط على حساب قوات المعارضة المسلحة.
وأضاف أن قوات سوريا الديمقراطية سيطرت على الأراضي التي تريدها في ريف حلب الشمالي، وأنها لا تريد السيطرة على إعزاز حاليا، وأكد أن المدفعية التركية لم يكن لها أي تأثير على قوات سوريا الديمقراطية، مشيرا إلى الحرص على وقف المعارك خلال هذه الفترة التي تسبق انعقاد الهدنة المرتقبة في 27 من الشهر الجاري.
•أعلنت الحكومة السورية قبولها "اتفاق وقف الأعمال القتالية" دون أن يعني ذلك التخلي عن الجهود العسكرية لمكافحة ما وصفته بالإرهاب، وقالت إنها تتمسك بحقها في الرد على أي خرق للهدنة، وأوضح مصدر في وزارة الخارجية أن الحكومة مستمرة في عملياتها ضد تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة وما دعتها "التنظيمات الإرهابية الأخرى المرتبطة بها".
وأضافت سوريا أنها تتمسك بحق قواتها في الرد على أي خرق تقوم به هذه المجموعات ضد المواطنين السوريين أو ضد قواتها المسلحة، وشددت دمشق على أهمية منع المجموعات المسلحة من تعزيز قدراتها أو تغيير مواقعها، وذلك تفاديا لما قد يؤدي إلى تقويض الاتفاق، وأشارت الحكومة السورية إلى أنها مستعدة للتنسيق مع روسيا لتحديد المناطق والجماعات التي يشملها اتفاق وقف الأعمال القتالية،وقد اتفقت الهيئة العليا للمفاوضات السورية خلال اجتماع طارئ في العاصمة السعودية الرياض على التجاوب مع الجهود الدولية للتوصل إلى اتفاق الهدنة.
وطالبت الهيئة بأن يتم بموجب هذه الهدنة تقديم ضمانات أممية بحمل روسيا وإيران والمليشيات التابعة لها على وقف القتال وأن تُعلن بصورة متزامنة من جانب مختلف الأطراف في آن واحد، بحيث تتوقف بموجبها عمليات القصف المدفعي والجوي ضد المدنيين، وأكدت أن الالتزام بالهدنة سيكون مرهونا بتحقيق التعهدات الأممية والتزامات مجموعة العمل الدولية لدعم سوريا بتنفيذ بعض مواد قرار مجلس الأمن 2254، وقال رئيس وفد المعارضة للمفاوضات أسعد الزعبي إن هناك الكثير من القضايا ما زالت غير واضحة في الاتفاق، وإن بعضها قد يكون غطاء شرعيا لمن يرتكب جرائم في سوريا، مشيرا إلى أن روسيا كانت دائما تصعّد في عمليات القصف دون رادع،وكان منسق الهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب قد قال أمس الاثنين لقناة أورينت القريبة من المعارضة، إن هناك اتفاقا أوليا على هدنة مؤقتة، وإن هذا الاتفاق سيكون "بحسب ضمانات دولية"،ويشترط الاتفاق على المعارضة السورية وقف الهجمات بكل الأسلحة، وامتناعها عن محاولة السيطرة على أي أرض، كما يؤكد استمرار الضربات ضد تنظيم الدولة وجبهة النصرة رغم الهدنة، ولم تُخف قوى دولية -رغم ترحيبها باتفاق الهدنة- تخوفها من أن يبقى اتفاق الهدنة حبرا على ورق ولا يكون له أثر في حقن دماء السوريين وإيصال المساعدات إلى المناطق المحاصرة.
المشهد الإقليمي:
•قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، إن “المرحلة القادمة، ستكون اختبارًا لجدية روسيا و النظام السوري، في تطبيق وقف إطلاق النار”، واتهم داود أوغلو، روسيا وإيران والنظام السوري، بـ”عدم الالتزام حيال التوصيات التي خرجت بها محادثات السلام، التي جرت سابقا، حول وقف العنف في سوريا”، وقال رئيس الحكومة التركية، في لقاء بثته قناة الجزيرة الإنكليزية، إنَّ “النظام وحلفاؤه مسؤولون عن تطبيق ما تم التوصل إليه مؤخرا، فإن استمروا في نفس موقفهم، أي أنَّ طرفا منهم يلتزم والآخر يقصف، فلن يتم تحقيق النجاح، سنرى مدى جديتهم، وسيكون بمثابة اختبار لهم”، وأضاف، في رده على أسئلة مراسل القناة “جمال الشيال”، حول اتهام تركيا لمنظمة “ي ب ك” الإرهابية، بعلاقتها مع النظام، قائلاً : “هو ليس اتهامنا فحسب، بل إنَّ سفير النظام السوري الدائم في الأمم المتحدة، اعترف بعلاقتهم، وعلى مرأى الجميع?، و أشار أن الـ “ي ب ك، أُنشئ من قبل النظام، ويتلقى دعما منه ومن روسيا، والفعل (تفجير أنقرة الإرهابي) نُفذ بدعمٍ من النظام السوري”، وتطرق داود أوغلو في لقائه، إلى إسقاط تركيا للطائرة الروسية في 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وأكد أنَّ “قواعد الاشتباك التي تتبعها بلادنا على الحدود السورية، لا تستثني روسيا”، و أفاد، أن “روسيا تقوم بقتل إخوتنا في الجانب السوري من الحدود، ولا يمكن لهم أن يفعلوا ذلك بانتهاك أجوائنا، والتعليمات التي أعطيناها (قواعد الاشتباك) مازالت سارية من قبل دباباتنا وطائراتنا وسفننا وجنودنا، ونتمنى ألا يرتكب أحد خطأ ما”، وفي رده على سؤال، يتعلق بكيفية حلحلة الأزمة مع روسيا، قال رئيس الوزراء التركي، إنَّ “الأمر مرتبط بها، هي من صعدت حدة التوتر، ونحن نرغب بتحسين العلاقات معها، كما هو الحال مع أي دولة، ومستعدون للحديث، ولكن سنواصل حماية حدودنا”، وأكد داود أوغلو أن “تركيا أكثر دولة تتأثر سلبا من الأزمة السورية، لذلك تريد تحقيق وقف إطلاق النار فيها”، وأشار إلى “وجود مليونين و600 ألف لاجئ في البلاد”، و قال “سنبذل ما بوسعنا من أجل تقديم الخدمات للاجئين داخل الأراضي السورية، وإن تعرضت حياتهم للخطر فإننا بكل تأكيد لن نغلق حدودنا، ولن نترك إخوتنا تحت رحمة النظام وداعش وإيران، وغيرهم من المجموعات”.
وشدد داود أوغلو، أنَّه “تم انتهاك قواعد الاشتباك، في اعزاز (مدينة شمالي حلب حدودية مع تركيا)، والقوات التركية ردت بقصف مواقع “ي ب ك” الإرهابي لثلاثة أيام متواصلة”.
و أضاف “إن تعرضت الحدود التركية للتهديد فإننا سنواصل فعل كل شيء، وإن حصلت تدخلات من أجل إرسال مزيد من اللاجئين، فحتما لنا الحق بفعل ما نشاء”، وجدد رئيس الحكومة التركية تأكيده على “وقوف بلاده إلى جانب مطالب الشعب السوري”، لافتا إلى “دورها في وجود المعارضة السورية المعتدلة اليوم”.
•اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن الفوضى في سوريا وفرت أرضية لنمو وانتشار ما وصفها بـ"المنظمات الإرهابية"، وأكد أن بلاده لا تتعامل مع المسألة السورية من منطلق المصلحة إنما من المنطلق الإنساني، وقال أردوغان في كلمة ألقاها اليوم الثلاثاء أمام منتدى الشراكة مع الصومال المنعقد في إسطنبول إن تركيا أكثر دولة تشعر بخطر التهديدات القادمة من سوريا، والأكثر تأثرا بالهجمات الإرهابية، ودعا الرئيس التركي دول العالم إلى اتخاذ موقف حازم ضد ما وصفه بـ"الإرهاب" وداعميه، وأكد أن "الإرهاب إرهاب مهما كان الطرف الذي يقف وراءه، وعلينا أن نكافحه بحزم"، وشدد على أن تركيا قاومت ولا تزال تقاوم ما وصفه بـ"الإرهاب" طوال ثلاثين عاما، وهي لا تميز بين التنظيمات الإرهابية المختلفة، مشيرا إلى أن بلاده تعتبر جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي ووحدات حماية الشعب الكردية تنظيمات إرهابية"، كما شدد أردوغان على أن "موقف بلاده ثابت حيال المسألة السورية، وهي باتت صوت الضمير العالمي، وأنقذت كرامة الإنسانية، وتفعل ذلك بمقتضى موقفها الإنساني تماما، دون حساب المصالح أو انتظار مقابل، وقال إن الوضع بات يشكل عبئا لا يمكن لتركيا تحمله بمفردها وإمكاناتها فقط".
•في الوقت الذي أشاد فيه باحترام روسيا لمصالح إسرائيل؛ فقد قلل وزير الحرب الإسرائيلي موشيه يعلون من أهمية إعلان كل من موسكو وواشنطن عن وقف إطلاق النار في سوريا.
ونقل موقع صحيفة "هآرتس" عن يعلون قوله إنه لا يتوقع "احترام اتفاق وقف إطلاق النار"، مشيرا إلى أن إخراج كل من تنظيم الدولة وجبهة النصرة، من دائرة التنظيمات التي يشملها الاتفاق يعني عمليا استمرار الوضع القائم، وفي إشارة إلى الغارة التي نفذت في سوريا الأسبوع الماضي ونسبت للجيش الإسرائيلي، فقد قال يعلون إن إسرائيل ستواصل العمل من أجل تحقيق مصالحها الإستراتيجية وضمان أمنها القومي، مشددا على أن تل أبيب ستواصل القيام بكل ما من شأنه تأمين مصالحها في سوريا، وأضاف أن "الروس يعون خارطة مصالحنا هناك ويحترمونها"، مشيرا إلى أن هناك توافقا بين الولايات المتحدة وروسيا على منح إسرائيل هامش حرية مطلقا لتحقيق مصالحها في سوريا، وفي السياق، قال المستشرق الإسرائيلي إليعازر يريف، إن لإسرائيل مصلحة مؤكدة في تواصل القتال في سوريا، وفي مقابلة أجرتها معه إذاعة "راديو بدون توقف" أضاف: "أعرف أن هذا الأمر يبدو قبيحا، لكنها الحقيقة.. تواصل القتال في سوريا يضمن استنزاف كل الأطراف المتصارعة وهذه مصلحة مؤكدة لإسرائيل"، وبحسب يريف، الذي يحرص رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على استشارته بين الحين والآخر في كل ما يتعلق بالعالم العربي، فإن تواصل القتال في سوريا يسمح لإسرائيل بالتحوط والاستعداد لمواجهة السيناريوهات المختلفة، وهذا يمثل بحد ذاته إنجازا كبيرا لتل أبيب"، وشدد يريف على أن المصلحة الإسرائيلية تقتضي أن تنتهي المواجهة الحالية في سوريا بتقسيم البلاد إلى دويلات، مشيرا إلى أن هذا السيناريو يمثل "سيناريو الأحلام" الذي تتطلع إليه كل حكومة في تل أبيب، وبحسب يريف، فإن تقسيم سوريا لدويلات يحسن من قدرة إسرائيل على تحقيق مصالحها، متوقعا أن تجد معظم الدويلات أن مصلحتها في التحالف مع إسرائيل.
•رحبت تركيا الثلاثاء بالإعلان الأمريكي-الروسي عن وقف لإطلاق نار يفترض ان يدخل حيز التنفيذ السبت في سوريا لكنها لم تبد تفاؤلا حول تطبيقه وتوعدت بالرد على الميليشيا الكردية في حال تعرضت لهجوم، وقال نائب رئيس الوزراء التركي نعمان كورتولموش امام الصحافيين “ارحب بهذه الهدنة لكنني لست متفائلا جدا ازاء احترامها من قبل كل الاطراف”، وأبدى خصوصا تحفظات حول استمرارية وقف اطلاق النار نظرا للشكوك حول مواصلة الضربات الجوية الروسية، واضاف “نامل الا يحاول احد القيام بضربات جوية والا يقوم احد بقتل مدنيين خلال فترة سريان وقف اطلاق النار. ونأمل ان تشارك كل المجموعات في سوريا بما يشمل المعارضة المعتدلة في اعادة اعمار البلاد عند انتهاء المفاوضات”، وتقصف المدفعية التركية منذ اكثر من اسبوع مواقع القوات الكردية من وحدات حماية الشعب في محيط اعزاز بشمال سوريا وضواحيها بالقرب من حدودها ردا، كما تقول انقرة، على نيران هذه الميليشيا، وحول هذه النقطة حذر كورتولموش من ان تركيا ستواصل “اذا لزم الامر” الرد على النيران اذا اطلقت من سوريا حتى مع سريان الهدنة. وقال “تركيا ستدافع عن سلامة اراضيها، وهذا امر واضح”.
المشهد الدولي:
•قال وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، إن بلاده تدرس خيارات عدة إذا لم يصمد وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في سوريا، وقال كيري إن جدية الدول المعنية بوقف إطلاق النار في سوريا ستتضح قريبا جداً، وشدد على أن التوصل لنهاية تامة للحرب الأهلية في سوريا ليس ممكناً إذا بقي رئيس النظام السوري بشار الأسد في موقعه، هذا وكانت واشنطن وموسكو أعلنتا عن هدنة في سوريا تبدأ ليل الجمعة - السبت، وقال كيري إنه ربما يكون من الصعب إبقاء سوريا موحدة إذا استغرق إنهاء القتال فترة أطول، وقال أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ في جلسة بشأن طلب الميزانية السنوية للوزارة: "ربما يفوت الأوان لإبقاء سوريا موحدة إذا انتظرنا فترة أطول"، وأضاف كيري أنه حتى إذا سيطرت القوات المدعومة من روسيا على مدينة حلب فمن الصعب الاحتفاظ بأراض في سوريا.
•قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري اليوم الثلاثاء إنه سيتم التحقق من نجاح اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا خلال أيام، كما سيتحقق من جدية الانتقال السياسي في سوريا خلال شهر أو شهرين، مطالبا رئيس النظام السوري بشار الأسد باتخاذ خطوات جادة وإلا فستكون هناك "خطة بديلة"، وخلال جلسة استماع أمام مجلس الشيوخ الأميركي، قال كيري "البرهان سيظهر في الأفعال التي ستحدث في الأيام القادمة"، وذلك في إشارة إلى الاتفاق الذي من المفترض أن يطبق السبت المقبل، وأضاف "سنعلم خلال شهر أو اثنين ما إذا كانت عملية الانتقال (السياسي) هذه جادة، سيتعين على الأسد اتخاذ بعض القرارات الحقيقية بشأن تشكيل عملية حكم انتقالي حقيقية، وإذا لم يحدث هذا فهناك بالتأكيد خيارات لخطة بديلة قيد الدراسة"، ورأى كيري أنه في حال سيطرة القوات المدعومة من روسيا على حلب فمن الصعب الاحتفاظ بأراض في سوريا، مضيفا "ربما يكون من الصعب إبقاء سوريا موحدة إذا انتظرنا فترة أطول لإنهاء الحرب".
وكان المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر صرح في مؤتمر صحفي اليوم بأن بلاده وجهت دعوة إلى جميع الأطراف للالتزام بالاتفاق الذي أعلنته واشنطن وموسكو بشأن وقف إطلاق النار في سوريا، وأضاف أن بلاده وجهت دعوة إلى تركيا لوقف قصفها المدفعي على مواقع وحدات حماية الشعب الكردية داخل الحدود السورية، مبينا أن "قبول جميع الأطراف في سوريا اتفاق وقف إطلاق النار أو رفضه يعود لها، بما فيها النظام والمعارضة والمجموعات الأخرى"، وأن بلاده "كانت واضحة جدا بخصوص ما يقع على عاتق الجميع لفعله"، وأعلن النظام السوري اليوم قبوله وقف "الأعمال القتالية" على أساس استمرار الجهود العسكرية لمكافحة الإرهاب ضد تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة والتنظيمات "الإرهابية" الأخرى المرتبطة بها وتنظيم القاعدة، بحسب بيان للخارجية السورية.
•بعد نحو ست سنوات من الصراع المسلح في سوريا يأتي الاتفاق الروسي الأميركي الجديد لوقف إطلاق النار كخطوة مهمة لتهيئة الأجواء للحلول السياسية على الرغم من إشكاليات وعقبات تهدد بإجهاض الهدنة المقرر دخولها حيز التنفيذ بعد يومين، وأمام تمدد نطاق الصراع في سوريا المنكوبة واستفحال أزمة اللاجئين وضيق الغرب ودول الجوار بإفرازاتها وتبعاتها الاقتصادية والأمنية لم يعد هناك حل سوى أن تخرس البنادق ولو مؤقتا ليجتمع أطراف الحرب على كلمة سواء، وفي ظل استحالة الحسم الميداني لصالح أي من المتحاربين يبدو الاتفاق الروسي الأميركي في الظاهر "خطوة أولية" في اتجاه الحل السلمي وانتشال البلاد من وحل العنف والفوضى والفشل، وأهم ما ينص عليه الاتفاق امتناع الطيران السوري والروسي عن قصف قوات المعارضة المسلحة، فيما تلتزم الأخيرة بالتوقف عن محاربة النظام، ويقضي الاتفاق بأن تبلغ الأطراف الولايات المتحدة وروسيا موافقتها بحلول ظهيرة يوم الجمعة بتوقيت دمشق على أن يبدأ سريان الهدنة منتصف الليل، وبينما اعتبر البيت الأبيض أن الاتفاق فرصة مهمة يتعين استغلالها للتخفيف من معاناة الشعب السوري والبناء عليها للتقدم بمسار المفاوضات قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه "خطوة حقيقية نحو وقف حمام الدم"،ويستمد هذا الاتفاق قوته من كونه أبرم بين الدولتين الأهم على مستوى العالم والأكثر تأثيرا في الصراع السوري وفي الشرق الأوسط بشكل عام.
ونظرا لأهمية دور موسكو وواشنطن في سوريا رحبت دول غربية وعربية بالاتفاق فور الإعلان عنه، فيما قال المبعوث الأممي ستفان دي ميستورا إن هذا الاتفاق "يمكننا من استئناف العملية السياسية المطلوبة لإنهاء هذا الصراع"،ويشير هذا الاتفاق -ضمنيا على الأقل- إلى تخلي موسكو وواشنطن عن التنابز في مجلس الأمن الدولي بشأن القضية السورية، ودفعهما باتجاه الدخول في مرحلة انتقالية تفضي للاستقرار وعودة أكثر من 13 مليون لاجئ ونازح إلى ديارهم، ولكن في ما عدا النفوذ الأميركي الروسي يخلو الاتفاق من أي مقومات حقيقية تضمن بقاء الهدنة وتمديدها إن صمدت لأسبوعين حيث تغيب الضمانات الأساسية ويبقى الغموض سيد الموقف، يقول الاتفاق إن الجانبين سينشئان خطا ساخنا لضمان تنفيذ الهدنة واحترامها، وتسجيل الانتهاكات والخروق، دون أن يحدد آليات مقنعة أو يعطي المزيد من التفاصيل، ولعل هذا لا يعطي ضمانات للمعارضة التي طالما طالبت بإجراءات ميدانية على الأرض تشمل إطلاق سراح المعتقلين وفك الحصار عن المدن،ويكرس هذا الاتفاق عجز الأمم المتحدة لكون وسطائها ومبعوثيها ومراقبيها فشلوا على مدار السنوات الماضية في تهيئة السوريين للقبول بالجنوح للسلم وترك الاقتتال، مما يتيح لأي من الأطراف لاحقا التنصل منه بذريعة أنه مجرد تفاهم بين دولتين أجنبيتين، وإلى جانب غياب الأمم المتحدة عن هذا الاتفاق لم تترك القوى الإقليمية بصمتها عليه رغم أنها تمتلك وسائل ضغط قوية على المعارضة والنظام والمليشيات في سوريا، وإضافة إلى غموض الضمانات، فإن مطوية الاتفاق الروسي الأميركي وضعت في ظرف مفخخ حيث تجيز لموسكو ونظام الأسد قصف جبهة النصرة التي تتداخل مع الجيش الحر "والمعارضة المعتدلة" في الكثير من المناطق، مما يهدد بانفراط عقد الهدنة حتى قبل سريانها، وانطلاقا من هذا الغموض المفخخ حذر رئيس المكتب السياسي لجيش اليرموك بشار الزعبي من أن يوفر الاتفاق الغطاء للرئيس السوري بشار الأسد وحلفائه الروس لمواصلة قصف المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة وجبهة النصرة وجماعات أخرى توصف بالمتشددة في نظر الروس والنظام والأميركيين، وفيما حذرت المعارضة من استغلال هذا التداخل في خرق الهدنة قال الأسد في وقت سابق إنه مستعد لوقف إطلاق النار شريطة عدم استغلال مقاتلي المعارضة التهدئة لصالحهم، مما يعني يقظة هواجس الجانبين وتأهبهما للعودة إلى القتال على الفور،إلى ذلك، فإن وجود مليشيات إيرانية وعراقية ولبنانية تقاتل مع النظام يزيد مخاطر خرق الهدنة، ويفرض تحديات إضافية على النظام السوري لضبط المسلحين الأجانب الذي يقاتلون إلى جانبه، وأمام غياب الثقة بين الجانبين وعدم توفر الضمانات والآليات يظل واردا التساؤل عما إذا كانت الهدنة المزمعة بداية فعلية لعبور سوريا نحو بر التسوية، أم أنها مجرد فاصل قصير ضمن مسلسل الصراع الطويل.
•اتهم رئيس لجنة تقصي الحقائق في الانتهاكات المرتكبة في سورية باولو بينيرو، نظام الأسد بالمسؤولة عن استهداف المدنيين والأهداف المدنية "ما أدى إلى مقتل المئات منهم، وتدمير مستشفيات ومدارس وبنية تحتية مدنية"، وفي مؤتمر صحفي عقده في نيويورك أكد بينيرو أن لدى لجنة تقصي الحقائق التي شكلها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، "وثائق ومعلومات عن خسائر بالأرواح بسبب غارات جوية نفذتها القوات الحكومية، وخصوصاً في حلب وإدلب"، وعن مسؤولية روسيا عن مثل هذه الهجمات، قال بينيرو إن لجنة التقصي "ليست لديها القدرة على الوصول إلى سورية أو إلى المعلومات العسكرية لتحديد من يشن الغارات، لكنها متيقنة من أن غارات جوية تستهدف المدنيين، وهو ما يستطيع تنفيذه نظام الأسد وحلفاؤه، لا المعارضة".
وندد تقرير صادر عن لجنة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق بتفشي جرائم الحرب المستمرة منذ خمس سنوات، مؤكداً أن محاسبة مرتكبي هذه الفظائع يجب أن تكون جزءاً من عملية السلام.
وأعلنت الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في سورية، يبدأ العمل به اعتباراً من السبت المقبل 27 شباط /فبراير الجاري،و جاء ذلك في بيان مشترك للولايات المتحدة وروسيا وزّعته الخارجية الأمريكية، وأشار إلى أن البدء بعملية وقف إطلاق النار في سورية سيكون في منتصف ليلة (الجمعة والسبت) 26/27 من الشهر الجاري".
•قالت وزارة الدفاع الروسية إنه جرى افتتاح مركز تنسيق لتسهيل المحادثات بين الأطراف المتحاربة في سوريا في قاعدة حميميم الجوية الروسية في سوريا، ونسبت وكالات أنباء روسية إلى المتحدث باسم الوزارة، إيجور كوناشينكوف قوله: "وفقاً للاتفاقيات الروسية الأميركية التي أبرمت في 22 فبراير بشأن وقف الأعمال القتالية في سوريا، وتطبيق آلية مراقبة وقف إطلاق النار جرى افتتاح مركز تنسيق لمصالحة الأطراف المتحاربة"، وقال كوناشينكوف إن هدف المركز هو تسهيل المحادثات بين الحكومة السورية وممثلي المعارضة باستثناء تنظيم "داعش" و"جبهة النصرة".