تقرير شام السياسي 20-02-2016
المشهد المحلي:
•دان رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية خالد خوجة الهجمات الروسية الأخيرة على حلب، والاستهداف المعتمد لمستشفيات سورية ومنشآت طبية ومدارس؛ وطالب بالانسحاب الفوري للقوات الروسية من الأراضي السورية، وفي رسالة وجهها خوجة إلى مجلس الأمن، وأكد خوجة أن الهجمات الروسية على مشاف سورية ومدارس "متعمدة ومبيتة"، مشيراً إلى أن مواقع كافة المستشفيات معروفة وموثقة، وكانت طبيعتها المدنية جلية تماماً للسلطات الروسية، وأضاف خوجة إن قرار استهداف المنشآت الطبية في سورية رغم الأهمية البالغة للخدمات التي تقدمها (أو بصورة أدق بسبب أهمية تلك الخدمات) يعبر عن الإستراتيجية المتعمدة التي تنتهجها روسيا للقضاء على الحياة المدنية في مناطق سيطرة المعارضة، وتحويلها إلى مناطق غير صالحة للمعيشة، معتبراً أنه من شبه المؤكد أن هذه الهجمات تشكل "جرائم حرب خطيرة"، ودعا رئيس الائتلاف الوطني في رسالته الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى فتح تحقيق في هجمات يوم الاثنين الماضي على منشآت طبية ومدارس شمال حلب، وضمان أن التحقيق يسند المسؤولية إلى أحد الأطراف، مطالباً بالخروج الفوري للقوات الروسية من الأراضي السورية، كما دعا إلى حماية المدنيين من غارات عشوائية مستقبلية من قبل قوات روسيا أو نظام الأسد، بما في ذلك من خلال فرض منطقة خالية من القصف في أنحاء سورية، وضمان المساءلة عن كافة جرائم الحرب المرتكبة من خلال إحالة الملف السوري إلى محكمة الجائية الدولية، وإطلاق دعوى بموجب سلطات قضائية دولية، أو اتخاذ تدابير لتشكيل محكمة جنائية دولية خاصة بسورية.
•نعى المكتب الإعلامي للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الصحفي والمصور الشاب مجد المعضماني، الذي استشهد جرّاء القصف الذي استهدف مدينة داريا،
وتقدم المكتب الإعلامي للائتلاف الوطني بخالص التعازي لذوي الشهيد مجد ولرفاقه، مستذكراً الأدوار البطولية التي شغلها المعضماني خلال الثورة، ومشاركته فيها منذ الأيام الأولى للثورة رغم صغر سنه، ثم توليه مهام إعلامية وثقت جرائم نظام الأسد ومن ثم جرائم الاحتلال الروسي، وطالب المكتب الإعلامي للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، كافة الهيئات المعنية بحقوق الصحافيين، وعلى رأسهم منظمة "مراسلون بلا حدود" بالقيام بما تفرضه عليها التزاماتها تجاه الصحافيين السوريين، في ظل ما يتعرضون له من استهداف متعمد وممنهج، من قبل نظام الأسد وحلفائه، لتصفية الصحافيين والإعلاميين والتخلص منهم.
•اعترفت بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد بوجود تعاون بين وحدات حماية الشعب الكردية وجيش النظام السوري في العمليات العسكرية التي تجري شمالي البلاد، مؤكدة أن النظام السوري ليست لديه مشكلة في التقدم الذي تحرزه وحدات حماية الشعب، ورأت شعبان -في لقاء مع قناة روسيا اليوم أن أعضاء حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (وذراعه العسكرية وحدات حماية الشعب) "سوريون يعملون على تحرير أراضي سوريا بالتعاون مع الجيش السوري، والطيران الروسي، وقوات الدفاع الشعبي"، وأشارت إلى أنه لا توجد مشكلة لدى النظام على اعتبار أن المهم هو وحدة تراب سوريا ووحدة شعبها، وأضافت شعبان أن "الذين يحاربون إلى جانب الجيش ليسوا أكراداً فقط، بل هناك عرب وسريان وقبائل وقوات دفاع شعبية، وكل أطياف الشعب السوري تشارك في الحرب على "الإرهاب"، وكانت "قوات سوريا الديمقراطية" -التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية أساسها- بدأت قبل أسبوعين عملية عسكرية بريف حلب الشمالي ضد فصائل المعارضة السورية مستغلة انشغال الأخيرة بالتصدي لقوات النظام والمليشيات الموالية لها، بغطاء جوي روسي، في القسم الجنوبي للمنطقة، وتمكنت الوحدات خلال هجومها من السيطرة على عدد من القرى جنوب وجنوب غرب مدينة إعزاز، أبرزها قرية منغ، والمطار العسكري المجاور لها الذي يحمل الاسم نفسه، إلى جانب أجزاء واسعة من مدينة تل رفعت، كما قامت الوحدات مؤخرا بشن هجمات على فصائل معارضة في مدينة حلب، التي ترزح تحت الحصار، نتيجة تقدم قوات النظام، التي تسعى لإغلاق طريق الإمداد الوحيد للمعارضة شمال المدينة.
•نددت الحكومة السورية بالقصف التركي على ما يسمى قوات سوريا الديمقراطية شمال حلب، وعدّته انتهاكا صارخا للقانون الدولي، واتهمت في بيان نشرته وكالة الأنباء السورية- تركيا بارتكاب "جرائم" ضد السوريين خلال القصف الذي بدأ قبل نحو أسبوع، وتحدث البيان ذاته عن إصابة عدد من السوريين جراء القصف المدفعي التركي لبلدتي تل رفعت والمالكية شمال حلب.
وتحدثت تقارير سابقة عن مقتل عشرات من عناصر قوات سوريا الديمقراطية التي تهيمن عليها وحدات الحماية الكردية (الذراع العسكرية لحزب الاتحاد الوطني الكردي السوري)، وكانت القوات الكردية استغلت موجة القصف الجوي الروسي الأخيرة لمهاجمة فصائل المعارضة السورية في ريف حلب الشمالي؛ فسيطرت على مطار منّغ العسكري ثم على تل رفعت جنوب مدينة إعزاز القريبة من الحدود السورية التركية.
•وصف القاصد الرسولي في دمشق المونسنيور، ماريو زيناري الاوضاع في سورية بـ”المجزرة الحقيقية بحق الاطفال الأبرياء”، ونوه بأن من “ضمن حوالي الـ300 مائة ألف قتيل” منذ إندلاع الازمة السورية، “هناك عشرة آلاف طفل، ناهيك عن أولئك الذين يموتون غرقا أو تحت الأنقاض إثر الغارات” في سورية، ورأى المونسنيور زيناري، في مقابلة أجرتها معه شبكة الإذاعة الكاثوليكية الايطالية، أن “يتعين إيقاف هذه المجزرة، فالأطفال والنساء هم الأشد معاناة منها”، على حد وصفه، وقال القاصد الرسولي في العاصمة السورية دمشق “لسوء الحظ، لا يزال الوضع خطيرا، هناك بعض بارقة أمل خارج دمشق، فلقد رأيت بعض القوافل الإنسانية وهذا أسرّ قلبي، وذلك على الرغم من أن من ينقذون هم قليلون. بالأمس سمعت عن وصول القوافل الإنسانية إلى 80 ألف شخص، ولكن ما زال حوالي 450 ألف يعيشون في المناطق المحاصرة وأكثر من 4 مليون شخص في المناطق التي يصعب الوصول إليها لأنها بين نارين. الوضع في الشمال السوري لا يزال يبعث على القلق، وآثار القصف أمام أعين الجميع”، على حد تعبيره.
•قالت المعارضة السورية، السبت، إنها توافق على "إمكانية" هدنة مؤقتة بشرط وجود ضمانات على أن حلفاء دمشق بمن فيهم روسيا سيوقفون إطلاق النار إضافة إلى رفع الحصار والسماح بدخول المساعدات إلى كل أنحاء البلاد، وقال بيان عن الهيئة العليا للتفاوض إن عدة فصائل أبدت موافقتها على إمكانية التوصل لهدنة مؤقتة عبر وساطة دولية، وتابع البيان أن على الأمم المتحدة أن تضمن إلزام روسيا وإيران وما وصفتها بالفصائل الطائفية بوقف القتال، وأضاف البيان أن على كل الأطراف وقف إطلاق النار بشكل متزامن، وعلى الحكومة إطلاق سراح السجناء.
المشهد الإقليمي:
•جدد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو اتهام روسيا بتنفيذ ما وصفه بتطهير عرقي في حلب ومحيطها من خلال الغارات الجوية التي تشنها، وقال داود أوغلو في مقابلة مع الجزيرة إن تركيا لم تغلق حدودها في وجه اللاجئين السوريين لأسباب إنسانية، منتقدا ما سماه صمت المجتمع الدولي إزاء نهج التطهير العرقي في هذه المنطقة، وأضاف رئيس الوزراء التركي "حدودنا ليست مغلقة، نحن نؤمن كل المساعدات اللوجستية في الجانب الآخر من الحدود، لكن في الوقت نفسه نحن لن نساعد المحاولات الرامية إلى التطهير العرقي في حلب ومحيطها"، وأشار أوغلو إلى أن "هدف الغارات الروسية واضح جدا، يريدون تنفيذ تطهير عرقي وإبعاد كل الفصائل المعارضة، كل السنة، سواء أكانوا تركمانا أو كردا أو عربا"، وسبق أن اتهم داود أوغلو روسيا بالتطهير العرقي، حيث اعتبر أن "أحد أهداف الهجمات الأخيرة هو التطهير العرقي بهدف ترك المنطقة لمؤيدي النظام وحدهم"، وكان أوغلو أوضح -في السياق نفسه- عدم قيام أنقرة باستقبال اللاجئين العالقين على الحدود بالقول إن "كل لاجئ نقبله يساعد في سياسة التطهير العرقي التي يقومون بها"، مشيرا إلى أن الأولوية حاليا لتقديم مساعدات للاجئين في الحدود.
•أكد المندوب التركي الدائم لدى الأمم المتحدة يشار خالد جَويك أن بلاده لن ترسل قوات برية إلى سوريا إلا في إطار عمل جماعي عبر مجلس الأمن أو التحالف الدولي الذي تعد تركيا جزءا منه، وقال في تصريحات للصحفيين بمقر المنظمة الدولية في نيويورك، إن “أنقرة تفضل حلا سياسيا للأزمة في سوريا”، مذكرا أن “تركيا جزء من التحالف الدولي الذي يحارب تنظيم داعش”، وشدد جَويك، الذي كان يتحدث للصحفيين عقب انتهاء جلسة المشاورات المغلقة لمجلس الأمن الدولي حول سوريا، على أن “تركيا لن تتردد في ممارسة حقها الذي كفله لها القانون الدولي بالدفاع عن النفس وحماية مواطنيها وحدودها”، وأردف قائلا “تركيا لن ترسل قوات برية إلى سوريا إلا عبر قرار من مجلس الأمن أو من خلال التحالف الدولي الذي نحن جزء منه.. نحن نحترم بشدة القانون الدولي والقواعد الأساسية للعلاقات الدولية”، وتابع “قواعد الاشتباك وحق الدفاع عن النفس معروف لجميع الأطراف وأن أحد عناصر قواعد الاشتباك هو الرد على أي إطلاق نار منطلق من الأراضي السورية. إن الأمن القومي بالنسبة لتركيا، ومثل أي بلد آخر في غاية الأهمية، إنه من الطبيعي للغاية أن نتخذ الإجراءات المعنية للرد على تزايد التهديدات ،والمخاطر القادمة إلينا من سوريا”، وأشار جَويك إلى أن روسيا “انتهكت قرار مجلس الأمن 2254 والذي ينص في أحد عناصره المهمة على وقف الأعمال العدائية.. إن هذه الدولة، وهي أحد الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، لا تقوم فحسب بقصف المواقع العسكرية ولكن أيضا بقصف المستشفيات والمدارس والمرافق الصحية. إن غالبية الضحايا الذين سقطوا كانوا من المدنيين الذين سقطوا نتيجة لتدخلها”.
•عقد المجلس التركماني السوري، اليوم السبت، في العاصمة التركية أنقرة، اجتماعًا تشاوريًا، من أجل “بحث توسعته، ومناقشة التطورات الأخيرة في سوريا، بما فيها استهداف التركمان”،
وقال محمد شاندر، رئيس الهيئة الاستشارية للمجلس، إن “التركمان في وضع صعب حاليًا، ويعيشون آلامًا كبيرة، ولديهم مخاوف ومحاذير بأن القوى التي تسعى لتقسيم المنطقة، نقلت مخططاتها إلى تركيا”، وأضاف شاندر، أن “هذه القوى تستهدف تركيا بذريعة محاربة الإرهاب، فيما يتألم التركمان بعد أن هجروا مناطقهم، ودفنوا أعزاءهم تحت التراب”، وشدد شاندر، على أن “القوى الكبرى في العالم تسعى لتنظيم المنطقة مجددًا، وتنفيذ مخططات وضعت قبل 100 عام، ولكن ليعلموا أنهم لن يستطيعو إعادة ترتيب المنطقة، دون التركمان في سوريا، أو تركيا”،وأعرب رئيس الهيئة الاستشارية للمجلس التركماني، عن شكره لتركيا قيادة، وشعبًا، ومنظمات، لما قدموه للتركمان، من ناحيته، قال سلجوق أوزداغ، نائب رئيس حزب العدالة والتنمية، إن “تركيا تريد دولة سورية موحدة، ورحيل الأسد، وتأمين الديمقراطية والرفاه للسوريين جميعًا، وستعمل تركيا على ذلك”، وفي كلمته أوضح توغرول توركَش، نائب رئيس الحكومة التركية، أن “هناك مساع من أجل امتداد منطقة النفوذ الكردي جنوب تركيا، لتصل إلى البحر المتوسط، ولا يمكن إتمام ذلك سوى من خلال إزالة التركمان، الذين يشكلون عائقًا لهم على مخططاتهم لإعادة تقسيم المنطقة”، وأشار إلى أن “ذلك يتم عبر سلاح الجو الروسي، الذي يدعي أنه جاء بشكل شرعي تلبية لدعوة من خلال نظام شرعي، ولذلك من حق تركيا الدفاع عن إخوانهم التركمان والمسلمين”، وشارك في الاجتماع قيادات سياسية، وعسكرية ميدانية تركمانية، وممثلون عن منظمات المجتمع المدني، فضلًا عن مشاركة رسمية تركية، وعقب انتهاء الكلمات استمع الحضور الرسمي التركي، للمشاكل والمعوقات التي تعترض التركمان، وتستكمل فعاليات الاجتماع التشاوري اليوم، لتناقش موضوعات عديدة، على أن تختتم مساء بجلسة ختامية، تخرج بوثيقة عن رؤية التركمان وأوضاعهم في سوريا.
المشهد الدولي:
•أعلن الاتحاد الأوروبي أن قمته المزمع عقدها في مارس/آذار المقبل ستناقش مطالب تركيا بخصوص مكافحة الإرهاب وتحديد موقفه من حزبي العمال الكردستاني والاتحاد الوطني الديمقراطي الكرديين، وقال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك -في مؤتمر صحفي عقب اختتام القمة الأوروبية أمس الجمعة- إن مسؤولي الاتحاد على تواصل دائم مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس وزرائه أحمد داود أوغلو فيما يخص التعاون بشأن الإرهاب، وأشار توسك إلى أن القمة المقبلة التي سيحضرها أوغلو ستناقش الخطوات التي ستقدم عليها دول الاتحاد حيال حزب العمال الكردستاني (في تركيا) الذي تصنفه أنقرة "منظمة إرهابية" وذراعها حزب الاتحاد الوطني الديمقراطي الكردي في سوريا، وكانت تركيا قد اتهمت الحزبين بتنفيذ هجوم أنقرة قبل أيام، الذي أسفر عن مقتل 28 شخصا وإصابة أكثر من 60 بعد استهداف عربات عسكرية لدى وقوفها عند إشارة مرورية في أحد شوارع العاصمة، تجدر الإشارة إلى أن الرئيس التركي طالب الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة باتخاذ مواقف واضحة تجاه الحزبين الكرديين، وتقصف المدفعية التركية منذ أيام مواقع وحدات حماية الشعب الكردية المنضوية تحت راية حزب الاتحاد الوطني الديمقراطي في شمال سوريا، لا سيما وأن هذه القوات الكردية تحاول السيطرة -بدعم المقاتلات الروسية والنظام السوري- على تلك المنطقة، وهو ما ترفضه أنقرة وتطالب بإقامة منطقة آمنة لاستيعاب آلاف النازحين،وتدعم أنقرة في هذه المطالب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي أكدت أنها وجهت نداء إلى النظام السوري وداعميه من أجل إنشاء هذه المنطقة.
•أعلنت روسيا تصميمها على مواصلة حملتها العسكرية لدعم قوات النظام السوري، واتهمت تركيا بإثارة المزيد من التوتر، وذلك بُعيد إحباط مشروع قرار روسي في مجلس الأمن الدولي ضد تدخل عسكري بري تركي أو دولي محتمل في سوريا، وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف اليوم السبت إن بلاده ستواصل دعم القوات المسلحة السورية في عملياتها ضد من وصفهم بالإرهابيين، وأضاف أنها ستواصل سياستها الرامية إلى ضمان استقرار سوريا ووحدة أراضيها،وعبر عن أسف روسيا لرفض مجلس الأمن الدولي مشروع القرار الذي تقدمت به أمس، والذي يستهدف إحباط أي عملية عسكرية برية محتملة منفردة لتركيا أو لمجموعة من دول التحالف الدولي في سوريا، وفي الوقت نفسه، وصف المتحدث باسم الرئاسة الروسية القصف المدفعي التركي ضد "قوات سوريا الديمقراطية" (التي تضم أساسا وحدات حماية الشعب الكردية) شمال حلب بغير المقبول. ورأى أن هذا القصف يؤجج التوتر على الحدود التركية السورية، ورفض خمسة من أعضاء مجلس الأمن الدولي مشروع القرار الروسي الذي قدمته موسكو خلال اجتماع طارئ للمجلس. ولا يذكر المشروع تركيا أو أي بلد آخر على وجه التحديد، لكنه يشدد على ما يسميه احترامٍا كاملا لسيادة سوريا، ويطالب بالوقف الفوري لأي قصف أو توغل عبر الحدود، والتخلي عن كل محاولات أو خطط التدخل البري في سوريا،ونددت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة سامنثا باور بمشروع القرار الروسي, مبينة أن الهدف منه تشتيت الانتباه عن تدخل روسيا العسكري في سوريا، وقالت إن الأولى بروسيا أن تطبق قرار مجلس الأمن الدولي 2254.
•أبلغ الرئيس الأميركي باراك أوباما نظيره التركي رجب طيب أردوغان بضرورة عدم سعي وحدات حماية الشعب الكردية لاستغلال الأوضاع في سوريا، كما حث تركيا على ضبط النفس ووقف الهجمات المدفعية في المنطقة، رغم إقراره "بحقها في الدفاع عن النفس"، وقال البيت الأبيض في بيان إن أوباما شدد خلال اتصال هاتفي بأردوغان على ضرورة عدم محاولة وحدات حماية الشعب استغلال الأوضاع في سوريا للسيطرة على مزيد من الأراضي، داعيا أيضا تركيا إلى "إظهار ضبط نفس متبادل" من خلال وقف الهجمات المدفعية في المنطقة، وأعرب أوباما عن قلقه حيال تقدم قوات النظام السوري وحليفتها وحدات حماية الشعب في شمال غربي سوريا خلال الفترة الأخيرة، حيث دعا إلى وضع حد للأنشطة التي تخلق توترا مع تركيا والمعارضة السورية "المعتدلة" فورا، والتي تقوض الجهود المشتركة لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية في المنطقة، وأكد أوباما خلال المكالمة الهاتفية التي استغرقت ساعة و20 دقيقة، "التزام الولايات المتحدة المطلق لدعم أمن تركيا كحليفة لها في حلف شمال الأطلسي (ناتو)"، مشددا على "حق أنقرة في الدفاع عن نفسها"، وأفادت مصادر في الرئاسة التركية بأن أوباما أدان الهجوم "الانتحاري" الذي وقع الأربعاء في العاصمة أنقرة، وهجوما آخر استهدف رتلا عسكريا الخميس جنوب شرقي تركيا، بينما أطلع أردوغان نظيره الأميركي على معلومات حول الهجومين، مؤكدا "أهمية التضامن بين الحلفاء في مسألة مكافحة الإرهاب"، وذكرت المصادر أن الرئيسين اتفقا على تعزيز التعاون ضد جميع التنظيمات "الإرهابية"، بما فيها حزب العمال الكردستاني، وأنهما أكدا دعمهما لاتفاق ميونيخ بشأن وقف الاشتباكات في سوريا، داعين روسيا والنظام السوري إلى إنهاء القصف الجوي على قوات المعارضة المعتدلة والأعمال الاستفزازية فورا.
•رفضت الولايات المتحدة وفرنسا مشروع قرار روسي في مجلس الأمن الدولي بشأن "قلق" روسيا من عملية عسكرية تركية محتملة في شمال سوريا. وقرر المجلس تأجيل البت في المشروع إلى الاثنين. كما طالب الاتحاد الأوروبي النظام السوري وحلفاءه بوقف قصف المعارضة "غير الإرهابية"، وحمّل السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة فرانسوا ديلاتر موسكو مسؤولية "التدهور الخطير" في سوريا. وردا على سؤال صحفي عما إذا كان مشروع القرار الروسي -الذي يندد بالنشاطات العسكرية لتركيا- يمكن أن يُعتمد، قال ديلاتر "بشكل واضح.. لا"، بدوره، قال رئيس مجلس الأمن الدولي رافاييل كارينو مساء الجمعة إن أعضاء المجلس توافقوا على تأجيل تحديد مصير مشروع القرار الروسي ، وذلك للاطلاع على مواقف دولهم وماذا سيتم بشأن المشروع، وردا على أسئلة صحفيين بشأن موقف المجلس من اتفاق "وقف الأعمال العدائية" الذي تم التوصل إليه في ميونيخ قبل أسبوع وكان يُفترض دخوله حيز التنفيذ أمس الجمعة، قال كارينو إنه "لا يوجد اتفاق في المجلس على وقف إطلاق النار، وسندعو إلى عقد جلسة طارئة للمجلس في حال تصاعد الموقف إلى الأسوأ في سوريا"، من ناحيته، أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرنست أن الولايات المتحدة تقف إلى جانب تركيا في وجه ما وصفها بالاستفزازات الروسية، داعيا الطرفين إلى تجنب التصعيد، كما قالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سامنثا باور إن مشروع القرار الروسي مجرد إلهاء بعد انهيار الاتفاق الذي تم في ميونيخ لوقف الأعمال العدائية، وذلك بسبب الضربات الروسية المستمرة. وأضافت "بدلا من محاولة تشتيت انتباه العالم بهذا القرار الذي قدموه، سيكون أمرا رائعا حقا إذا نفذت روسيا القرار الذي تم الاتفاق عليه بالفعل"، في المقابل، قال فلاديمير سافرونوف نائب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة للصحفيين بعد الاجتماع، إن وضع قوات على الأرض من شأنه أن "يقوض كل القرارات الأساسية" التي اتخذت حتى الآن لإنهاء الصراع، وإن روسيا ستصرّ على دفع مشروع القرار قدما، وبدأ مجلس الأمن جلسة مغلقة طارئة لإجراء مشاورات بشأن النزاع في سوريا بعدما دعت روسيا إلى عقد الجلسة، معبرة عن القلق من "طرح تركيا احتمال قيامها بعملية عسكرية برية في سوريا"،وفي بروكسل، جاء في بيان مشترك صدر عقب اجتماع القمة الأوروبية أن "المجلس الأوروبي يدعو النظام السوري وحلفاءه إلى التوقف فورا عن مهاجمة جماعات المعارضة غير الإرهابية، وهو ما يهدد احتمالات السلام ويفيد داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) ويحرك أزمة اللاجئين"، وقال البيان إنه لا بد من وقف القتال فورا، وأن يشمل ذلك أي طرف يشارك حاليا في عمليات عسكرية أو شبه عسكرية لم تصنفه الأمم المتحدة على أنه جماعة إرهابية، كما أدان زعماء الاتحاد الأوروبي في البيان قصف البلدات السورية، ودعوا إلى وقف قصف المناطق المدنية القريبة من حلب والحدود السورية مع تركيا.