تقرير شام السياسي 21-02-2016
تقرير شام السياسي 21-02-2016
● تقارير سياسية ٢١ فبراير ٢٠١٦

تقرير شام السياسي 21-02-2016

المشهد المحلي:

أعلن رئيس الهيئة العليا للمفاوضات في المعارضة رياض حجاب أن فصائل المعارضة المسلحة أبدت موافقة أولية على التوصل إلى هدنة مؤقتة، بشرط أن يتم ذلك وفق وساطة دولية , كما طالب حجاب بتوفير ضمانات أممية بحمل روسيا وإيران والمليشيات التابعة لها على وقف القتال وفك الحصار عن مختلف المناطق، وتأمين وصول المساعدات للمحاصرين، وإطلاق سراح المعتقلين، ونقلت وكالة "سبوتنيك" عن مصدر في وفد المعارضة السورية إلى جنيف قوله إن المحادثات الأميركية الروسية التي عقدت قبل يومين خرجت بنص مشترك لوقف الأعمال العدائية في سوريا، سيدخل حيز التنفيذ بعد أسبوع من إعلانه، لكنه أشار إلى أن نص الاتفاق يستثني تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة، من جهته أعلن رئيس النظام السوري بشار الأسد السبت أنه مستعد لوقف إطلاق النار بشرط عدم استغلال "الإرهابيين" وداعميهم للهدنة، وذلك بعد أن علقت الفصائل المعارضة موافقتها على فك الحصار وإيصال المساعدات وإطلاق سراح المعتقلين وفق ضمانات أممية، ونقل الموقع الرسمي للرئاسة عن الأسد قوله إنه أعلن سابقا استعداده لقبول ما تم الاتفاق عليه مؤخرا في ميونيخ بشأن وقف إطلاق النار، لكن الأمر -بحسب قوله- لا يتعلق فقط بالإعلان بل بما يحدث على الأرض، وأوضح الأسد شروطه لقبول وقف إطلاق النار بأنها تتضمن "منع الإرهابيين من استخدام وقف العمليات من أجل تحسين موقعهم"، وكذلك "منع البلدان الأخرى -وخصوصا تركيا- من إرسال المزيد من الإرهابيين والأسلحة أو أي نوع من الدعم اللوجستي لأولئك الإرهابيين".

شكوك كبيرة أخذت تحيط بالتفجير المزدوج الذي وقع بحي الزهراء في محافظة حمص وسط سوريا، اليوم الأحد، بعد الكشف عن منشور على فيسبوك منذ حوالي 16 ساعة، وعلى إحدى الصفحات الموالية وتدعى "شبكة أخبار المنطقة الوسطى. حمص"، تحذر فيه الناس وتطالبهم بالحذر الشديد في التجمعات وقرب السيارات والدراجات النارية، وتطلب فيه من قرائها "تعميم" هذا التحذير على الجميع وتطالب فيه "بالتشدد بالمراقبة على المدراس والجامعات"، مع الإشارة الى أن التغطية الأولى لخبر التفجير والذي نقلته الإخبارية السورية قالت إنه استهدف طلابا ذاهبين الى "جامعاتهم ومدارسهم"، كما ورد في تفاصيل الخبر الذي تتناقله الإخبارية السورية على مدار الساعة بأن المصابين من الطلاب الذاهبين الى "مدارسهم وجامعاتهم". وهو مايتفق أصلاً مع التحذير الذي نشر منذ أكثر من 16 ساعة، وكذلك نقلت وكالة "سانا" الرسمية بأن التفجير ألحق أضراراً مادية كبيرة جدا بـ"العشرات من حافلات النقل العامة والخاصة المتوقفة في المكان كونه مركزاً رئيسيا لانطلاق الحافلات"، وكان رئيس النظام السوري قد عين اللواء جمال سليمان خلفاً للواء لؤي معلا رئيسا للجنة الأمنية في محافظة حمص. بعد ازدياد شكاوى أهل المحافظة من الحالة الأمنية التي تضرب محافظتهم، ومنذ اللحظة التي تم فيها تعيين اللواء جمال سليمان رئيسا للجنة الأمنية في محافظة حمص، واستشعر الموالون لرئيس النظام السوري "بالأمان" بعد تفجيرات تصيبهم بين فترة وأخرى، إلا أن تعيين اللواء السالف لم يجلب لهم الأمن، بل على العكس جاءت التفجيرات، اليوم الأحد، أعنف من سابقاتها، وبعض الإحصاءات الصحافية تذهب إلى أنها واحدة من أعنف التفجيرات التي تضرب البلاد بأسرها وليس محافظة حمص فقط، تفجيرات اليوم الأحد التي ضربت حمص وخلفت عشرات القتلى، تُعدّ برأي المراقبين فشلاً في أول اختبار للضابط الرفيع في هذا المنصب خلفاً لضابط آخر كان أقرب منه إلى الأسد، إلا أن أهل "الزهراء" في حمص "ثاروا" عليه وعلى "فشله" في حمايتهم، فجاء سليمان خلفا له لامتصاص غضب الأهالي الذين اتهموا نظامهم بالتقصير في حمايتهم، وخرجوا الى الشوارع منددين باللجنة الأمنية في حمص وهاتفين ضد المحافظ واللواء لؤي معلا الرئيس السابق للجنة، يذكر أن الصفحة التي نشرت التحذير بوقوع تفجيرات ، وتقوم الآن بحملة للدفاع عن نفسها إزاء ما تتعرض له، على مايبدو من حملات مضادة مجهولة الأسباب. فذكرت الصفحة أنها نشرت التحذير السابق كي يصل الى "الجهات الأمنية". مما زاد في قلق وحيرة أبناء المنطقة حول سبب التفجير وتوقيته، وكيف يمكن أن تقوم صفحة على فيسبوك بنشر التحذير دون أن تتدخل أي جهة أمنية لتتخذ مزيدا من ،الإجراءات لحماية الناس، حتى دون أن يسألها أحد عن مصدر معلوماتها الذي استقت منه تحذيرها بوقوع تفجير، وكان مراقبون قد توقعوا أن يستغل الأسد أي أحداث أمنية كمبرر لعدم الموافقة على وقف إطلاق النار أو "وقف العمليات القتالية". كما ورد في تقارير متعددة شككت بنوايا رئيس النظام السوري حيال قضية التوقف عن قصف المدنيين أو الدخول في هدنة.

قتل 60 شخصا، على الأقل، وجرح آخرون بأربعة تفجيرات قرب مستشفى الصدر بمنطقة السيدة زينب في ريف دمشق، حسب حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فيما تبنى تنظيم الدولة الهجوم، فيما كتبت وكالة "سانا" التابعة للنظام السوري، في خبر عاجل، "معلومات أولية عن ثلاثة تفجيرات إرهابية في شارع التين بمنطقة السيدة زينب في ريف دمشق"، وقالت "سانا" نقلا عن مصادر محلية من داخل بلدة السيدة زينب إن "إرهابيين فجروا بعد ظهر اليوم سيارة مفخخة بكمية كبيرة من المتفجرات تبعها تفجيران انتحاريان بحزامين ناسفين بعد تجمع المواطنين لإسعاف الجرحى".

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات النظام وحلفاءه مسندة بالطيران الحربي الروسي تمكنت من انتزاع السيطرة على 18 قرية من تنظيم الدولة الإسلامية في ريف حلب الشرقي.

وأفاد المرصد أن العملية التي بدأت أمس واستمرت إلى اليوم أدت إلى مقتل خمسين عناصرا على الأقل من التنظيم، وأوضح أن القتلى سقطوا خلال القصف العنيف والغارات المكثفة للطيران الروسي الذي يساند جيش النظام في عملياته، والقرى التي سيطر عليها النظام تقع على طريق محوري يبلغ طوله نحو 40 كلم يربط شرق حلب بالرقة (شمال وسط البلاد) التي تعد أهم معقل لتنظيم الدولة، وذكر المرصد أن الجيش السوري يحاصر حاليا عددا كبيرا من عناصر التنظيم في نحو 16 قرية أخرى واقعة جنوب الطريق، مشيرا إلى أن النظام يريد إعادة السيطرة عليها من أجل تعزيز وجوده في شرق وجنوب شرق محافظة حلب، وخلال عملياته في الأسابيع الأخيرة تمكن جيش النظام بمساندة الطيران الروسي من طرد فصائل المعارضة السورية المسلحة من عدد من البلدات والمدن في شمال محافظة حلب، ليصبح الجيش على مسافة أقل من 25 كيلومترا من الحدود مع تركيا، وقال الرئيس السوري بشار الأسد أمس في لقاء مع صحيفة إلباييس الإسبانية إن قواته على وشك السيطرة على مدينة حلب كلها وإنها تتقدم باتجاه محافظة الرقة.

المشهد الإقليمي:

كشف موقع "رهياب نيوز" الإيراني، عن وصول 68 جثة من كوادر وضباط الحرس الثوري الإيراني إلى إيران، قتلوا بمعارك في سوريا خلال الأسبوع المنصرم، وقال موقع "رهياب نيوز"، المقرب من الحرس الثوري، إن "إيران شكلت لجنة من خبراء عسكريين لمتابعة المفقودين وقتلى الحرس الثوري الإيراني بسوريا، يترأسها العميد في الحرس الثوري باقر زاده"، مضيفا أن هذه اللجنة "استلمت خلال الأيام الماضية 68 جثة من ضباط وكوادر الحرس الإيراني، الذين لقوا مصرعهم في معارك حلب ودمشق، خلال هذا الأسبوع"، بحسب الموقع الإيراني، وأعلن الحرس الثوري الإيراني أنه سيقيم حفلا كبيرا لاستقبال هؤلاء القتلى، بحضور عوائلهم الذين سيتلقون تكريما "على التضحيات الكبيرة التي يقدمها أبناؤهم لإيران"، وكشف الصحفي الإيراني حسين شمشادي، الذي يترأس وفد التلفزيون الرسمي الإيراني في سوريا، عن مقتل العديد من ضباط الحرس الثوري وجنوده والباسيج في سوريا، قائلا إنه "بعد فك الحصار عن منطقتي نبل والزهراء الشيعيتين؛ فقد تعثر تقدم جيش النظام السوري وقوات الحرس الثوري الإيراني إلى شمال حلب بسبب الدعم العسكري الكبير الذي وصل إلى المعارضة السورية المسلحة من تركيا"، وأضاف شمشادي أن "ارتفاع عدد قتلى جنود إيران في حلب يعود لهذا الدعم العسكري الذي تلقته المعارضة السورية مؤخرا عن طريق تركيا"، مشيرا إلى أن "وجود كبار المستشارين الإيرانيين والنخبة العسكرية من قوات الحرس الثوري بسوريا، وخصوصا في حلب، سيمنع المعارضة من أي تقدم"،  بدوره، كشف محمد خاكبور، قائد القوات البرية في الحرس الثوري، عن تواجد لواء الصابرين، التابع للحرس في سوريا، قائلا: "اليوم أصبح لواء الصابرين بكامل قيادته وقطاعاته العسكرية منتشرا في المحافظات السورية، ويقوم بدور عسكري ولوجستي كبير ستظهر نتائجه في المستقبل"، على حد قوله، يذكر أن لواء "الصابرين" يعد من أكبر تشكيلات مليشيات الحرس الثوري الإيراني التي دخلت إلى سوريا، دون أن تعترف إيران رسميا بإرسال هذا اللواء لمساندة نظام بشار الأسد ضد ثورة الشعب السوري، وكشفت مصادر مطلعة لصحيفة "عربي21" عن وصول الآلاف من قوات "فيلق القدس" الإيراني، جناح القوات الخارجية للحرس الثوري الإيراني الذي يقوده الجنرال قاسم سليماني، إلى سوريا، بعد الإعلان عن نية التدخل العسكري البري الخليجي التركي هناك.

أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده تتصرف بموجب حقها في “الدفاع عن النفس” تجاه وحدات الحماية الكردية في سوريا، والذين تتهمهم بالوقوف وراء اعتداء أنقرة الدامي، وقال إن تركيا تحتفظ بحق شن “جميع أنواع العمليات” العسكرية,وصرح أردوغان في خطاب ألقاه في إسطنبول  “نحن في حال الدفاع المشروع عن النفس. لا أحد يمكنه الحد من أو منع حق تركيا في الدفاع عن النفس في مواجهة هجمات إرهابية”، في إشارة إلى السيارة المفخخة التي انفجرت في قلب العاصمة التركية مستهفدة آليات عسكرية فخلفت 28 قتيلا  و61 جريحا،ونسب المسؤولون الأتراك الهجوم إلى مقاتلي وحدات حماية الشعب الأكراد السوريين بدعم من متمردي حزب العمال الكردستاني التركي، وقال أردوغان “لمكافحة التهديدات الماثلة، سواء في سوريا أو أي مكان آخر تنشط فيه المنظمات الإرهابية، تحتفظ تركيا بالحق في شن جميع أنواع العمليات” العسكرية.

أكد رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري صالح مسلم أن محاربة "التنظيمات الإرهابية" لطردها من الأراضي السورية هي الهدف الرئيسي للحزب، وأن الأكراد لا يطمحون إلى دولة مستقلة بشمال البلاد، متهما تركيا بدعم جبهة النصرة وتنظيم الدولة، وأضاف مسلم -في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية- أن الأكراد في سوريا يتطلعون إلى "حقوقهم الدستورية ضمن سوريا"، وأنهم لا يريدون دولة مستقلة مجاورة للحدود التركية، وذلك في رده على المخاوف التركية، واتهم أنقرة بأنها تعاني من "كرد فوبيا" وتعتبر أن أي كردي ينال حقوقه يعد خطرا عليها، وفق تعبيره، وأضاف أن مدينة إعزاز في ريف حلب الشمالي ليست هدفا للقوات الكردية في الوقت الحالي، نافيا في المقابل وجود أي تخوف لدى قوات سوريا الديمقراطية من الدخول في معارك للسيطرة على المدينة، وتعليقا على ما ذكره المرصد السوري لحقوق الإنسان حول عبور المئات من  المقاتلين إلى منطقة إعزاز قادمين من إدلب عبر الأراضي التركية وتحت إشراف السلطات التركية، قال "هذه العناصر السلفية لا تستهدف نجدة إعزاز، فالمدينة بالأساس لا توجد بها اشتباكات، ولكنهم قدموا لمساندة جبهة النصرة وداعش (تنظيم الدولة) في اشتباكاتهم مع قوات سورية الديمقراطية في مناطق أخرى كتل رفعت ومنغ ومارع"، كما أكد وجود تنسيق مع الولايات المتحدة في إطار التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة، مبينا أن قوات سوريا الديمقراطية تسيطر على 20% من مساحة البلاد، وتعليقا على المطالب التركية بإقامة مناطق آمنة داخل سوريا، اعتبر مسلم أنها "تدخل سافر في الشؤون السورية ترفضه كافة مكونات الشعب السوري الموجودة بالمنطقة من عرب وأكراد وتركمان"، وحول التقارب التركي السعودي الأخير بشأن سوريا، قال "تركيا تحاول سحب أطراف عدة في اتجاه الحرب في سوريا، ولكن أستبعد تماما أن توفق في مسعاها... فالسعودية أعقل من أن تدخل في حرب إلى جانب تركيا"، وعن احتمالات مشاركته بمحادثات جنيف المتوقعة في وقت لاحق من الشهر الجاري، قال مسلم إنه على استعداد للذهاب متى تسلم دعوة إلى المشاركة.

أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حق بلاده في تنفيذ جميع أشكال العمليات التي تراها ضرورية في إطار مكافحة التهديدات التي تواجهها، وذلك في سياق الرد على تفجير أنقرة الذي وقع الأربعاء الماضي وأسفر عن 28 قتيلا وعشرات المصابين، وقال أردوغان إن "النقطة التي وصلنا إليها هي دفاع مشروع عن النفس"، مشيرا إلى أن لتركيا الحق في جميع أشكال العمليات التي تراها ضرورية في إطار مكافحة التهديدات التي تواجهها، في سوريا وفي كل مكان تتمركز فيه المنظمات الإرهابية، وأضاف أنه لا يمكن لأحد أن يقيّد حق تركيا في الدفاع عن نفسها ضد العمليات الإرهابية، كما لا يمكنه أيضا منع استخدامها هذا الحق، موضحا أنها ستستخدم حق توسيع قواعد الاشتباك لديها حيث تشمل كافة التهديدات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم الدولة الإسلامية وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، وأكد عزم تركيا على القضاء على كافة الهجمات التي تستهدف أراضيها ومواطنيها ووحدتها، ومن مصدرها إن اقتضت الحاجة، بما في ذلك الهجوم الإرهابي الأخير في أنقرة، وأضاف أردوغان أن حياة أي مواطن تركي لا تقل قيمة عن حياة مواطني المناطق الأخرى حول العالم، وكذلك الأمر بالنسبة للذين يقتلون في سوريا والعراق وفلسطين وأوكرانيا ومناطق مختلفة حول العالم، إذ لا يمكن اعتبار أرواح هؤلاء أقل قيمة من الذين في الدول الغربية، وانتقد دولا لم يسمها، قال إنها تبدي رد فعل عنيف على العمليات الإرهابية التي تستهدف مواطنيها، ولكنها في الوقت نفسه تتمنى لتركيا الصبر والسلوان، معتبرا ذلك نوعا من النفاق، ومن جانبه، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن إن "الهجوم الإرهابي الذي شهدته العاصمة أنقرة سيؤثر في موقف تركيا من الحرب الدائرة في سوريا"، وأكد قالن في مقال له أن هذا الهجوم سيسفر عن إجراءات واسعة النطاق، في إطار مكافحة تركيا للتنظيمات المتفرعة عن حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي، وشدد على أن كافة الدلائل تشير إلى تنفيذ عناصر قوات حماية الشعب الهجوم، رغم نفي ذلك من قبل "قوات سوريا الديمقراطية" المرتبطة بحزب الاتحاد الديمقراطي.

المشهد الدولي:

أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري الأحد، أنه تم التوصل لاتفاق مشروط مع روسيا، من حيث المبدأ على وقف الأعمال العدائية في سوريا، وقال كيري خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الأردني ناصر جودة، عقده في عمّان إن بلاده أقرب إلى وقف النار من أي وقت مضى، مؤكداً أن الحل في سوريا يأتي بمبادرة سياسية على طاولة حوار شمولي مما يحقق السلام العالمي ويعطي الشرق الأوسط الاستقرار والهدوء، وأضاف كيري الذي يزور العاصمة عمّان حالياً لبحث آخر التطورات في المنطقة، أن الهدنة في سوريا ممكنة خلال الساعات القادمة، مشيراً إلى أن الرئيس الأميركي والروسي سيتحدثان في الأيام المقبلة لاستكمال الاتفاق من حيث المبدأ، وقال إنه تحدث مع نظيره الروسي سيرغي لافروف قبل انعقاد المؤتمر، حول وقف إطلاق النار في سوريا، مؤكداً أن المسألة في مرحلة استكمال تفاصيل لوقف إطلاق النار المؤقت، وأشار كيري إلى أن النظام السوري يتحمل مسؤولية إنسانية في الحرب الدائرة في البلاد، وقال إن "الأسد وحلفاءه يعتقدون أنه بتحدي إرادة الأسرة الدولية ينتصرون"، وقال إن بلاده مصممة على مواصلة دعم المشاركين في التحالف ضد "داعش"، والقضاء بشكل تام على الجماعات الإرهابة، مؤكداً أن الأردن قائداً إقليمياً ولاعباً مهماً في التحالف الدولي ضد "داعش"، وأعرب عن اعتقاده بأن الرئيسين الأميركي باراك أوباما، والروسي فلاديمير بوتين، سيتحدثان في الأيام القادمة لاستكمال الاتفاق من حيث المبدأ وأشار إلى أن التحالف الدولي نفذ أكثر من 10 آلاف غارة على أوكار تنظيم داعش، ومن جهة أخرى قال كيري إن استخدام الغذاء كسلاح للتجويع في سوريا يعتبر جريمة حرب، ولن نسمح باستمراره، وأعلن أن بلاده ستقدم للأردن 1.6 مليار دولار لتعزيز أمن حدوده، وتنمية اقتصاده، في ظل ما يعانيه من أعباء اللاجئين، وبدوره قال وزير الخارجية الأردني، ناصر جودة إن الحرب على الإرهاب مستمرة حيث إنها تتطلب جهداً مكثفاً وتنسيقاً كبيراً مع كافة الدول في العالم، مؤكداً أن الحرب على الإرهاب هي حرب كونية وتتطلب جهداً عالمياً للقضاء على "خوارج العصر"، وبين جودة أن الأزمة السورية لا تنتهي إلا بحل سياسي يضمن أمن ووحدة البلاد، وقال جودة إن زيارة كيري لعمّان تأتي قبيل زيارة العاهل الأردني لواشنطن في 24 من الشهر الجاري يلتقي خلالها بالرئيس الأمريكي باراك أوباما، وكان كيري وصل عمّان أمس السبت، في زيارة لبحث آخر التطورات في المنطقة لاسيما الأزمة السورية، حيث من المقرر أن يلتقي بالعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في مدينة العقبة، كما ويلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس لبحث آخر المستجدات على الساحة الفلسطينية في عمّان.

أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري من عمان عن “اتفاق مؤقت من حيث المبدأ” مع روسيا بشأن شروط وقف محتمل للأعمال العدائية في سوريا، وقال كيري في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأردني ناصر جودة إنه تحدث مرة أخرى في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف و”توصلنا إلى اتفاق مؤقت من حيث المبدأ على شروط وقف الأعمال العدائية من الممكن أن يبدأ خلال الأيام المقبلة”، وأضاف كيري أن “الرئيسين (الأميركي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين) يمكن أن يتحدثا في أقرب وقت ممكن (…) لتنفيذ” وقف إطلاق النار، من جهتها، قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن لافروف وكيري ناقشا في اتصال هاتفي اليوم الأحد شروط وقف إطلاق النار في سوريا، وأضافت أن المناقشات تناولت الشروط التي سوف تستثنى منها العمليات ضد التنظيمات التي “يعتبرها مجلس الأمن الدولي إرهابية”.

أعلنت الخارجية الأمريكية أن الوزير جون كيري تشاور السبت هاتفيا مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في شأن النزاع السوري، وأعرب مجددا عن أمله بوقف لإطلاق النار في أسرع وقت ممكن، وفي الاتصال، ندد كيري الذي وصل إلى عمان آتيا من لندن، مجددا بالغارات الروسية في سوريا دعما لقوات النظام، وقال المتحدث باسم الخارجية جون كيربي إن الوزيرين ناقشا الاجتماعات التي عقدتها مجموعات العمل التابعة للأمم المتحدة نهاية الأسبوع في جنيف وتناولت إيصال المساعدات الإنسانية للمناطق السورية المحاصرة واحتمال “وقف الأعمال العدائية”.

وأضاف المتحدث أن “وزير الخارجية أعرب عن أمله في التمكن من الوصول إلى وقف كامل للأعمال العدائية في أقرب جدول زمني ممكن”، وأقر كيري في بيان بأنه “لا يزال يتعين القيام بالكثير” قبل التوصل إلى وقف للنار في سوريا، وقال جون كيربي إن وزير الخارجية جون كيري تحدث هاتفيا مع نظيره الروسي سيرجي لافروف وأكدا “التزامهما” بمواصلة تقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين من الحرب في سوريا، وناقش الاثنان أيضا التقدم الذي يحرزه المفاوضون في جنيف نحو تطوير طرق وآليات لوقف العمليات القتالية، وقال كيربي “لم يتم الاتفاق على هذه الآليات بعد …”، وتابع قائلا “عبر الوزير (كيري) عن أمله في إمكانية تحقيق وقف تام للأعمال القتالية في أقل وقت ممكن.” وأضاف كيربي في البيان أن كيري أبلغ لافروف بأن واشنطن تشعر بقلق بالغ تجاه استمرار القصف الروسي لأهداف مدنية، وتابع كيربي أن “كيري كرر أيضا قلقه الكبير حيال الطبيعة العشوائية للقصف المتواصل للطيران الروسي وما يسفر عنه من خسائر في الأرواح”، وقال أيضا إن “الولايات المتحدة تواصل دعوة جميع الأطراف إلى الوفاء بالتزاماتهم الدولية لتجنب سقوط ضحايا مدنيين، وهذه المسؤولية تقع أولا على نظام (الرئيس بشار) الأسد وداعميه”.

قال المتحدث الرسمي في دائرة الهجرة واللجوء والمواطنة الكندية، ميشيل سمبي، يوم السبت، أن بلاده استقبلت 8 آلاف و40 لاجئاً سوريا من الأردن، في إطار حملة “إعادة التوطين” لـ 25 ألفاً منهم، والتي جاءت ضمن تعهدات رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو خلال حملاته الانتخابية، وفي تصريحات “مكتوبة” لوكالو أنباء الأناضول، قال سيمبي “منذ 4 تشرين أول نوفمبر/الماضي، وحتى 17 شباط/ فبراير الجاري، استقبلنا 8 آلاف و40 لاجئاً سورياً من الأردن، 7 آلاف و331 منهم، جاؤوا بمساعدة الحكومة، و221 برعاية خاصة، و488 بفيز (تأشيرات) متنوعة”، وحول الحالات التي تم اعتمادها لحين “إعادة التوطين”، أوضح سيمبي، أن “كندا طلبت من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تحديد الأولويات مثل العائلات الكاملة، والنساء المعرضات للخطر، والأشخاص الضعفاء”، وأشار المسؤول الكندي، أنه “قبل أن يتم قبول اللاجئين لإعادة التوطين، فهم يخضعون لفحص الهجرة الطبي الكامل، والاختيار الجنائي والأمني، للتأكد من أنهم لم يرتكبوا جرائم خطيرة في الماضي، وأنهم لا يشكاون خطرًا أمنيًا على كندا”، وتابع سمبي، “يشمل الفحص الأمني جمع معلومات عن السيرة الذاتية، والقياسات الحيوية، مثل بصمات الأصابع والصور الرقمية، فيما يشمل الفحص الطبي الكشف عن الأمراض المعدية، مثل السل”، واختتم المسؤول الكندي حديثه بالتأكيد على أنه “لا توجد حصص محددة للاجئين القادمين من أي من البلدان، وهدفنا هو أن نرحب بـ 25 ألف لاجئ سوري بحلول نهاية فبراير/شباط 2016”، وكان رئيس الوزراء الكندي، جوستين ترودو، أعلن في كلمته خلال قمة مجموعة العشرين بمدينة “أنطاليا” التركية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، عزم بلاده استقبال 25 ألف لاجئ سوري بحلول عام 2016، ووفقاً لأرقام أممية، فإن 13.5 مليون شخص في سوريا، بحاجة للمساعدات الإنسانية، وأن 6.5 مليون نزحوا من مناطقهم داخل البلاد، وأن 4 ملايين و590 ألف يعيشون في مخيمات بدول الجوار، وأظهر تقرير صادر عن وزارة التخطيط والتعاون الدولي الأردنية، في 5 كانون ثان/يناير الجاري، أن عدد السوريين في المملكة يبلغ نحو 1.37 مليون لاجئ، يعيش منهم داخل مخيمات الإيواء حوالي 115 ألفًا، وتزيد الحدود الأردنية مع جارتها الشمالية سوريا عن 375 كيلومترا، يتخللها عشرات المنافذ غير الشرعية، التي كانت وما زالت معابر للاجئين السوريين، الذين يقصدون أراضيه نتيجة الحرب المستمرة التي تشهدها سوريا منذ 2011.

المصدر: شبكة شام الكاتب: شبكة شام
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ