تقرير شام السياسي 27-02-2016
تقرير شام السياسي 27-02-2016
● تقارير سياسية ٢٧ فبراير ٢٠١٦

تقرير شام السياسي 27-02-2016

المشهد المحلي:
•طالبت المعارضة السورية رعاة اتفاق وقف إطلاق النار للتدخل، بعد تأكيدها خرق النظام السوري الهدنة التي دخلت اليوم السبت حيز التنفيذ واستخدم قنابل وبراميل متفجرة في قصف عدة مناطق، وطالب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية مجلس الأمن بالتصرف تجاه الخروقالتي ارتكبتها قوات النظام خلال الساعات الأولى من الهدنة.
وقال الائتلاف في بيان "نظام الأسد خرق هدنة وقف الأعمال العدائية إثر ساعات على بدء سريانها منتصف الليلة السابقة، حيث قصفت قوات النظام ومليشياته 15 منطقة بالرشاشات الثقيلة والمدفعية والبراميل المتفجرة"، وأشار الائتلاف المعارض إلى أن خرق "النظام للهدنة شمل دمشق وريفها ودرعا وحلب وحمص وحماة واللاذقية، حيث قصفت قوات النظام مدينة تلبيسة في حمص والتفاحية باللاذقية وداريا في ريف دمشق واللطامنة بحماة واليادودة في درعا وحي بني زيد بحلب، وألقت طائرات النظام براميل متفجرة على أطراف قرية الناجية قرب أوتوستراد الدولي حلب اللاذقية في الريف الغربي لمدينة جسر الشغور"، وأفاد مراسل الجزيرة بأن قوات النظام قصفت ريف دمشق مما أدى لمقتل شخصين، بينما قالت وسائل إعلام النظام إن جماعات مسلحة أطلقت عدة قذائف على مناطق سكنية في دمشق، كما أفاد مراسل الجزيرة في ريف إدلب بأن مروحيات النظام ألقت براميل متفجرة على بلدة الناجية بريف إدلب الغربي، حيث تنتشر جبهة النصرة وفصائل من المعارضة المسلحة، وقالت مصادر للجزيرة إن شخصين قُتلا وأصيب آخرون جراء قصف قوات النظام السوري بلدة خان الشيخ في ريف دمشق. في أثناء ذلك، قالت وسائل إعلام النظام إن جماعات مسلحة أطلقت قذائف عدة على مناطق سكنية في دمشق، كما قالت مصادر محلية للجزيرة إن مقاتلي حزب الله اللبناني ارتكبوا خرقين للهدنة في منطقة الزبداني في ريف دمشق. وتَمثل الخرق الأول في استهداف قناصة الحزب المتمركزين في قلعة الكرسي للمدنيين داخل بلدة مضايا، أما الخرق الثاني فكان تفجيرَ أبنية داخل مدينة الزبداني من طرف مقاتلي الحزب. على صعيد متصل أفادت مصادر طبية أن طفلاً توفي في مضايا بسبب نقص الأدوية والمواد الطبية جراء الحصار المفروض من قبل حزب الله اللبناني وقوات النظام السوري على البلدة، وأكد أمين سر الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني أنس العبدة أن الجيش السوري الحر وفصائل الثورة لا يزالان ملتزمين بالهدنة، مشيرا إلى أن نشاط الجيش الحر بالأصل لم يكن إلا للدفاع عن المدنيين وحماية مناطق الثوار، واعتبر العبدة أن الخروق الموثقة خلال الساعات الأولى تتعمد إجهاض الهدنة، وإحباط أي مدخل للحل السياسي، مضيفا "لا يمكن ترك نظام الأسد ليقوض المساعي الدولية وقرار مجلس الأمن 2254 بعد كل الجهود، ومن واجب رعاة الاتفاق أن يتدخلوا لفرض الهدنة، وإجبار النظام على تنفيذ القرارات الدولية بكل تفاصيلها".
في المقابل، قال مصدر عسكري سوري اليوم السبت إن الجيش لم يرتكب أي انتهاكات لاتفاق وقف العمليات القتالية، نافيا تقارير للمعارضة عن عمليات للجيش ضدها في عدة مناطق
ودخل اتفاق وقف إطلاق النار -الذي توسطت فيه الولايات المتحدة وروسيا- حيز التنفيذ منتصف ليل أمس الجمعة في قطاعات واسعة من سوريا التي مزقتها الحرب.  

•أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة نفذ 10 ضربات جوية، اليوم السبت، في مسعى للتصدي لهجوم تنظيم داعش على بلدة تل أبيض على الحدود بين سوريا وتركيا، وأضاف أن 45 على الأقل من مقاتلي داعش و20 من أفراد وحدات حماية الشعب الكردية السورية قتلوا في الهجوم الذي لا يزال دائرا، وقال ريدور خليل، المتحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردية السورية ومصادر أمنية تركية، إن مقاتلي تنظيم داعش هاجموا، اليوم السبت، بلدة تل أبيض الخاضعة لسيطرة الوحدات والواقعة على الحدود مع تركيا وبلدة سلوك القريبة منها، وتابع ريدور: "وحداتنا وقوات الأسايش استطاعوا دحر هذا الهجوم ومحاصرة المهاجمين وتطويقهم في نقاط محدودة، وتم القضاء على المهاجمين"، وانتزعت الوحدات السيطرة على تل أبيض من داعش العام الماضي في هجوم دعمته ضربات جوية بقيادة الولايات المتحدة، وذكرت المصادر الأمنية التركية أن الهجوم وقع في الساعات الأولى من السبت على جبهتين، وإن دوي إطلاق النار والانفجارات التي سمعت من بلدة أقجة قلعة على الجانب التركي استمر لساعات، وأضافت المصادر وأحد الشهود في أقجة قلعة أن طائرات حربية يعتقد أنها من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش ضربت مواقع للمتطرفين، وأن الجيش التركي عزز دوريات المراقبة على جانبه من الحدود، وأفاد خليل أن بعض المهاجمين تسللوا، اليوم السبت، من الحدود التركية إلى الشمال مكررا اتهامات بأن تركيا تدعم التنظيم، مضيفا أن مهاجمين آخرين تسللوا من الجنوب، ونفت تركيا مرارا هذا وقالت قوات الأمن إن الإجراءات التي اتخذت في الآونة الأخيرة لمنع العبور بشكل غير مشروع تجعل من المستحيل دخول المهاجمين من تركيا.

•طالب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، مجلس الأمن بالتصرف تجاه الخروقات التي ارتكبها نظام الأسد خلال الساعات الأولى من الهدنة، وخرق نظام الأسد هدنة وقف الأعمال العدائية إثر ساعات على بدء سريانها منتصف الليلة السابقة، حيث قصفت قوات النظام ومليشياته 15 منطقة بالرشاشات الثقيلة والمدفعية والبراميل المتفجرة.
وشمل خرق النظام للهدنة كلاً من دمشق وريفها ودرعا وحلب وحمص وحماة واللاذقية، حيث قصفت قوات نظام الأسد مدينة تلبيسة بحمص والتفاحية باللاذقية وداريا بريف دمشق واللطامنة بحماة واليادودة بدرعا وحي بني زيد بحلب، وألقت طائرات نظام الأسد 6 براميل متفجرة على أطراف قرية الناجية قرب اوتوستراد الدولي حلب - اللاذقية في الريف الغربي لمدينة جسر الشغور، وأكد أمين سر الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني أنس العبدة أن الجيش السوري الحر وفصائل الثورة ما تزال ملتزمة بالهدنة، مشيراً إلى أن نشاط الجيش الحر بالأصل لم يكن إلا للدفاع عن المدنيين وحماية مناطق الثوار، واعتبر العبدة أن الخروقات الموثقة خلال الساعات الأولى تتعمد إجهاض الهدنة، وإحباط أي مدخل للحل السياسي، مضيفاً: "لا يمكن ترك نظام الأسد ليقوض المساعي الدولية وقرارء مجلس الأمن 2254 بعد كل الجهود، ومن واجب رعاة الاتفاق أن يتدخلوا لفرض الهدنة، وإجبار النظام على تنفذ القرارات الدولية بكل تفاصيلها"، ويصدر المكتب الإعلامي للائتلاف الوطني السوري تقريراً يومياً لخروقات هدنة وقف الأعمال العدائية؛ يحدد أماكن خرق الهدنة ونوع القصف والخرق.

•قال عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية عبد الباسط سيدا، إن منظمة "PYD"، هي الفرع السوري لمنظمة "بي كا كا" الإرهابية، وتتلقى تعليماتها منها، وتنسق بشكل كامل مع نظام الأسد، وروسيا وإيران، وشدد سيدا على أن "PYD" لا يعبر عن إرادة الكرد السوريين أصلاً، بل هو أتى بتفاهمات أمنية مع النظام، بموجبها سلمه الأخير المناطق الكردية، لضبطها والعمل على إبعاد الكرد عن الثورة السورية، موضحاً إلى ضرورة عدم الخلط بين داعش والمكون العربي السني، وكذلك الخلط بين الأكراد وبين هذا الحزب، الذي اعتبره سيدا فصيلا من الفصائل الموجودة، لكنه لا يمتلك برنامجاً خاصاً بالكرد السوريين، وهو خارج إطار الثورة، بل كان دائما على علاقة تنسيقية دائما مع النظام، وأضاف سيدا: إن حزب الاتحاد الديمقراطي "لا يمتلك القاعدة الشعبية، كل ما هنالك أنه فرض نفسه بالقوة، واستغل الفرصة وظروف الناس نتيجة الصعوبات الاقتصادية، فبدأ بتشغيل الناس، بمعنى برزت حاجة مادية لهم، بأن يتكيفوا مع وجود الحزب، والأخير يريد أن يصور بأن هؤلاء يؤيدونه"، وأوضح أن هناك مكونات أخرى تمثل الأكراد في سورية، منها "المجلس الوطني الكردي الذي يمتلك القاعدة الشعبية، ولكن هذا المجلس مبعثر ما بين عدد من التيارات والقيادات، وبين الحين والآخر تبرز النزاعات، في حين أن قرار الاتحاد الديمقراطي مركزي، يتخذه لوحده، الأمر الذي يؤدي إلى نوع من التنفيذ السريع للقرارات المتخذة، القادمة من حزب العمال الكردستاني، الذي بدوره ينسق مع المحور الإيراني الروسي إلى جانب النظام"، وكشف عن "وجود اتفاق بين المجلس الكردي والائتلاف الوطني السوري، حول الحقوق المشروعة للأكراد، وأنه لا بد أن يكون هناك نظام سياسي مدني تعددي يضمن حقوق الجميع في سوريا، ويطمئنهم"، مشيراً أن "الشكل الإداري بحاجة للمناقشة، وهناك نماذج عديدة، كلها ستكون بوحدة سورية بشكلها الحالي، بما يطمئن كافة المكونات السورية".  

•أعلن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية عن دعمه وتأييده لكافة الجهود التي تصب في حماية المدنيين، والتوصل إلى حل سياسي يطيح الأسد وزمرته الحاكمة المستبدة من الحكم بالاستناد إلى بيان جنيف وباقي القرارات الدولية، ورداً على تبني مجلس الأمن الدولي للقرار 2268 حول وقف الأعمال العدائية في سورية، قال ممثل الائتلاف الوطني في الأمم المتحدة نجيب الغضبان: إن "المعارضة السورية تدعم كافة الجهود لحماية المدنيين في سورية، ولتنفيذ قرار مجلس الأمن 2254، وللتوصل إلى حل سياسي من خلال تشكيل هيئة حكم انتقالي تؤلف بناء على توافق مشترك لا يترك دوراً للأسد وزمرته، وذلك وفقاً لبيان جنيف حزيران 2012. إلا أن فعالية القرار الصادر اليوم تثبتها الأفعال لا الأقوال"، وأشار الغضبان إلى أن نجاح الجهود، مرتبط برصد صارم لوقف الأعمال العدائية يتحقق منه طرف ثالث، لافتاً إلى أنه لا يمكن الوثوق بالحكومة الروسية حليفة الأسد، والمسؤولة عن مقتل أكثر من 1500 مدني في سورية وعن قصفها العشوائي واستهداف المستشفيات والمدارس، مشدداً على ضرورة رصد جرائم الحرب التي ترتكبها هي أو التحقق منها، وتابع الغضبان: "لا بد من وضع آلية دولية حيز التنفيذ تتضمن، إطاراً زمنياً معيناً يحدد بداية ونهاية الهدنة، وآليات لفرض الالتزام بها، وتكليف طرف محايد مسؤول عن مراقبة تنفيذ الهدنة من قبل كافة الأطراف، وتحديد الجهات التي تخرقها والإبلاغ عنهم".
وأكد ممثل الائتلاف في الأمم المتحدة على أن تكون عواقب خرق الهدنة واضحة ومجدية، وأن تكون هناك مساءلة للأطراف المسؤولة عن الخروقات، واعتمد مجلس الأمن الدولي، مساء أمس الجمعة، بالإجماع قراراً أمريكياً روسياً حول "وقف الأعمال العدائية" في سورية برقم 2268، والسماح بالوصول الإنساني للمحاصرين، وجاءت موافقة المجلس، في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك الأمريكية، بعد سماع إفادة قدمها، المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا، وأعلن دي ميستورا، في إفادته، استئناف المفاوضات في السابع من شهر آذار /مارس المقبل، مؤكداً الموافقة على 5 عناصر أساسية لوقف الأعمال العدائية، وشدد دي ميستورا، على أنه "ستكون هناك وبلا شك محاولات لتقويض الاتفاق، وهو أمر متوقع للغاية"، مطالباً بضرورة ممارسة أقصي درجات ضبط النفس، وأكد المسؤول الأممي، أهمية الدعم المطلق والمتواصل لمجلس الأمن الدولي، للمساعدة في إنجاح الجهود الرامية إلى إيجاد حل سلمي في سورية.
وكانت الهيئة العليا للمفاوضات أعلنت عن موافقة فصائل الجيش الحر وكتائب الثورة على الالتزام بهدنة مؤقتة تبدأ في تمام الساعة (00:00) من صباح يوم السبت 27 شباط 2016، وتستمر مدة أسبوعين، مشيرة إلى ضرورة استيفاء الملاحظات التي أبدتها على مسودة مشروع الهدنة الذي تقدمت به الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا الاتحادية، وتأتي الموافقة عقب تفويض 97 فصيلاً ثورياً؛ الهيئة العليا للمفاوضات باتخاذ القرار فيما يتعلق بالهدنة، حيث تم تشكيل لجنة عسكرية يترأسها المنسق العام للهيئة للمتابعة والتنسيق، مع التأكيد على ضرورة استيفاء الملاحظات التي تقدمت بها الهيئة إلى الأمم المتحدة، والتي تتضمن مجموعة من الضوابط التي يتعين الأخذ بها لإنجاح الهدنة ووقف الأعمال العدائية في سورية.



المشهد الإقليمي:
•قالت وزارة الدفاع الروسية إن طائراتها الحربية لن تشن أي ضربات جوية في سوريا اليوم السبت دعما لوقف الأعمال القتالية الذي دخل حيز التنفيذ بعد منتصف الليلة الماضية، وتفاديا لأي قصف عرضي لأهداف خاطئة،وقال ممثل القيادة العامة للقوات المسلحة سيرغي رودسكوي إن القوات الجوية الروسية أنهت كليا الغارات الجوية في "المنطقة الخضراء" التي تضم مجموعات مسلحة أبلغت روسيا بالمشاركة في وقف القتال، وتابع المسؤول الروسي -من قاعدة حميميم بسوريا للصحفيين في موسكو عبر الفيديو- أن القتال توقف بشكل كامل في 34 بلدة سورية، معظمها في محافظتي حمص (وسط) وحماة، وأكد الضابط الروسي سيرغي رودسكوي انضمام أكثر من ستة آلاف مسلح إلى اتفاق الهدنة، مشيرا إلى أن الروس سلموا لوائح بهؤلاء إلى القوات الأميركية التي قدمت إليهم بدورها لائحة بـ74 بلدة ومنطقة ينبغي تجنب قصفها، وأضاف أن القوات الروسية لديها سيطرة كاملة على الوضع في مجمل الأراضي السورية، مشيرا إلى أن قواته تستعين بما لا يقل عن سبعين طائرة مسيرة ووسائل مراقبة جوية لمتابعة الأوضاع، وكان وقف ما تسمى الأعمال العدائية قد دخل حيز التنفيذ منذ منتصف ليل أمس الجمعة، وذلك وفق اتفاق روسي أميركي وبدعم من مجلس الأمن، على ألا يشمل ذلك تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة، وقد أعلن النظام السوري ونحو مئة فصيل من المعارضة المسلحة إضافة إلى المقاتلين الأكراد في شمال البلاد التزامهم بوقف القتال،و يشار إلى أن روسيا بدأت طلعات جوية في أواخر سبتمبر/أيلول الماضي بذريعة الحرب على ما يسمى "الإرهاب" من خلال استهدافها مواقع تنظيم الدولة، غير أن المعارضة والدول الغربية تؤكد أن الغارات الروسية تستهدف في معظمها مواقع المعارضة السورية.

•حذرت فرنسا من أن تكون الهدنة في سوريا "ستارا لسحق المدنيين"، في حين اعتبرت بريطانيا أن الهدنة في حال نجاحها ستكون أهم خطوة خلال السنوات الخمس الماضية.
وقال مندوب فرنسا لدى الأمم المتحدة فرانسوا ديلاتر إن بلاده تدعم دعما كاملا اتفاق "وقف الأعمال العدائية" في سوريا، وإنه "يجب أن يرى السوريون أثرا حقيقيا للدبلوماسية، ولا ينبغي أن يكون الاتفاق ستارا آخر لكي يسحق البعض المدنيين السوريين"، وشدد في حديثه بمجلس الأمن الليلة الماضية على أهمية مراقبة بنود الاتفاق من قبل فريق الدعم الدولي المكون من 17 دولة بقيادة موسكو وواشنطن إضافة إلى الأمم المتحدة، مؤكدا أن الجماعات التي تم تعيينها بشكل واضح من قبل الأمم المتحدة "هي فقط التي يجب أن تكون مستهدفة عسكريا".
أما المندوب البريطاني لدى الأمم المتحدة ماثيو رايكروفت، فقال إن الاتفاق "سيقربنا من وضع حد للعنف، وينهي الصراع في الأفق السوري، على أمل تحقيق الانتقال السياسي".
وأضاف أن هناك عدة إجراءات يتعين اتخاذها لنجاح استئناف المفاوضات المزمع عقدها في جنيف في السابع من الشهر المقبل، وهي تتمثل في المراقبة الشفافة والقابلة للتحقق من بنود الاتفاق، واتخاذ تدابير لبناء الثقة لإظهار التزام النظام السوري بالعملية السياسية، ووضع نهاية كاملة لعرقلة الإمدادات الطبية إلى المناطق المحاصرة، ودعا السفير البريطاني روسيا إلى "تحويل الأقوال إلى أفعال، واستخدام نفوذها الفريد على نظام (بشار) الأسد والمليشيات التابعة له والداعمين الآخرين"، لافتا إلى أن 1380 مدنيا قتلوا وأصيب خمسة آلاف و789 آخرون جراء غارات روسيا والنظام، منذ بدأت موسكو حملتها في سوريا في سبتمبر/أيلول الماضي، وكان مندوب النظام السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري قد أكد لأعضاء مجلس الأمن أن الهدنة دخلت حيز التنفيذ اعتبارا من منتصف ليل الجمعة/السبت، معتبرا أن "ضمان نجاح الاتفاق، يتوقف على التنسيق مع الجانب الروسي لتحديد المناطق والمجموعات المسلحة التي سيشملها وقف الأعمال العدائية طيلة مدة سريانه"، وأقر مجلس الأمن بالإجماع قرارا يدعم الاتفاق الأميركي الروسي بشأن وقف الأعمال العدائية في سوريا، بينما أكد المبعوث الأممي إلى دمشق ستفان دي ميستورا أن الاتفاق لا يشمل تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة والجماعات المدرجة على قائمة الإرهاب من قبل الأمم المتحدة.



المشهد الدولي:
•قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن نجاح الهدنة بسوريا يعتمد كثيرا على التزام النظام السوري وروسيا وحلفائهما بتعهداتهم وفق اتفاق وقف الأعمال العدائي، وأضاف أوباما في خطابه الإذاعي الأسبوعي اليوم السبت أن هناك الكثير من الشكوك في احتمال نجاح اتفاق الهدنة المؤقتة الذي توصلت إليه الولايات المتحدة وروسيا مؤخرا، لكنه دعا جميع الأطراف في سوريا إلى وقف هجماتها، بما فيها عمليات القصف الجوي، ودعا إلى السماح بوصول المساعدات للمدنيين في المناطق المحاصرة، وقال الرئيس الأميركي إن السبيل الوحيد لهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية هو إنهاء الحرب المستمرة بسوريا منذ خمس سنوات، وأضاف أن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضيق الخناق أكثر على تنظيم الدولة، مشيرا إلى أن التنظيم فقد نحو 40% من مناطق سيطرته في العراق وسوريا منذ بدء الحملة العسكرية عليه قبل أكثر من عامين، وجاءت تصريحات أوباما بعد سريان الهدنة التي أيدها مجلس الأمن الدولي، والتي تشمل معظم أنحاء سوريا وجل فصائل المعارضة السورية، وتستثني في المقابل جبهة النصرة وتنظيم الدولة. وأعلنت روسيا أنها ستوقف غاراتها لمدة يوم، في حين سجلت بعض الخروق في الساعات الأولى من الهدنة.

•قال مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا أمس (الجمعة)، إن استخدام القوة يجب أن يكون متناسباً ويمثل ملاذاً أخيراً إذا حدث انتهاك لوقف العمليات القتالية الذي بدأ عند منتصف الليل بتوقيت دمشق، وأضاف أنه وردت تقارير عن وقوع حوادث في دمشق ودرعا في غضون الدقائق القليلة الأولى من وقف القتال والذي بدأ في الساعة 22:00 بتوقيت غرينيتش ولكن هاتين المدينتين هدأتا بسرعة، وقال دي ميستورا إن مكتبه يتحرى عن تقرير عن وقوع خرق آخر لكنه لم يدل بتفاصيل .
وقال: «دعونا نصلى لنجاح ذلك لأنه بصراحة هذه أفضل فرصة يمكن أن نتخيلها حصل عليها الشعب السوري خلال السنوات الخمس الأخيرة من أجل رؤية شيء أفضل ونتعشم أن يكون شيئا له صلة بالسلام»، وقال دي ميستورا إنه يعتزم استئناف محادثات السلام السورية في السابع من آذار (آذار) المقبل بشرط صمود اتفاق وقف الأعمال القتالية.

•اعتبرت مجموعة العمل حول وقف إطلاق النار في سوريا برئاسة روسيا والولايات المتحدة السبت أن "الحصيلة إيجابية" بالنسبة إلى التقيد بوقف إطلاق النار في سوريا الذي دخل حيز التنفيذ ليلة الجمعة السبت، بحسب ما أفاد مصدر دبلوماسي غربي، وقال هذا الدبلوماسي الذي شارك في اجتماع مجموعة العمل في جنيف طالبا عدم كشف هويته إن "الأمم المتحدة والولايات المتحدة وروسيا اعتبرت الحصيلة إيجابية بعد مرور الساعات الأولى على بدء العمل بوقف الأعمال العدائية" في سوريا، وتابع "سجل وقوع بعض الحوادث" إلا أن الأمم المتحدة قالت إنه "تم تطويقها"وقال الدبلوماسي نفسه أيضا "مع ذلك لا بد من انتظار الأحد والاثنين لوضع حصيلة فعلية"، وكانت مجموعة العمل هذه التي يشارك في أعمالها الموفد الخاص للأمم المتحدة في سوريا ستيفان دي ميستورا، اجتمعت الجمعة في جنيف قبل ساعات من بدء العمل بوقف الأعمال العدائية، وأقيمت مراكز مراقبة مكلفة متابعة التقيد بوقف إطلاق النار في واشنطن وموسكو واللاذقية في سوريا وعمان وجنيف. وفي حال حصول خروقات كبيرة يتم إعلام الولايات المتحدة وروسيا ثم سائر المشاركين في مجموعة الدعم الدولية لسوريا. وقال دي ميستورا إن الرد العسكري في هذه الحال لن يكون "سوى الرد الأخير" ولا بد أن يكون "متناسبا"، وفي حال توقفت الأعمال العدائية بالفعل وتواصل إرسال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة فان دي ميستورا ينوي الدعوة إلى استئناف المفاوضات بين النظام والمعارضة في السابع من مارس في جنيف، على أن تستغرق هذه الجولة مبدئيا ثلاثة أسابيع.

•أثنى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأميركي جون كيري في اتصال هاتفي بدخول وقف إطلاق النار في سوريا حيز التنفيذ منتصف ليل الجمعة-السبت، وفق ما أعلنت الخارجية الروسية اليوم السبت، وقالت الخارجية في بيان إن "وزيري الخارجية رحبا بدخول وقف إطلاق النار في سوريا حيز التنفيذ"، مضيفة أنهما "بحثا أيضا التفاصيل التي تضمن احترامه تماما، وبينها تلك المتصلة بتعميق التنسيق العسكري بين روسيا والولايات المتحدة"، وتشهد المناطق السورية المشمولة بوقف لإطلاق النار بدأ تنفيذه اعتبارا من منتصف الليلة الماضية هدوءا لم تعرفه منذ زمن طويل، وذلك بعد دخول اتفاق وقف الأعمال العدائية الأميركي - الروسي المدعوم من الأمم المتحدة، حيز التنفيذ، وأعلن الجيش الروسي أنه علق طوال يوم السبت طلعاته الجوية فوق سوريا دعما للاتفاق، وخلال مشاوراتهما الهاتفية، ناقش لافروف وكيري أيضا "إمكانات استئناف عملية مفاوضات السلام بين السوريين في إطار مجموعة الدعم الدولية لسوريا"، بحسب البيان الروسي ، أعلن الموفد الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا أنه يعتزم الدعوة الى جولة مفاوضات سلام جديدة حول النزاع السوري في 7  مارس، بعدما علقت الجولة السابقة التي استضافتها جنيف في 3 فبراير،وأكد لافروف وكيري على "الأهمية الخاصة" لتعاون البلدين بصفتهما يتقاسمان رئاسة المجموعة الدولية لدعم سوريا.

•يبدو أن الهدنة التي أعلنت قبل ساعات في سوريا ما تزال صامدة، إذ يسود هدوء حذر معظم المناطق السورية بعد تسجيل أول خرق للهدنة في تلبيسة بريف حمص واليادودة بريف درعا من قبل قوات النظام بحسب اتحاد تنسيقيات الثورة الذي أفاد باستهداف مدينة تلبيسة بقصف مدفعي، وعم الهدوء دمشق وريفها، إذ سيطر هدوء تام على مطار حميميم العسكري، وتوقف لحركة الطيران الروسي من المطار، كما ساد هدوء جبهات ريف اللاذقية الشمالي وريفي حمص وحماة الشماليين أيضا، مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وفي حلب عم هدوء أيضا معظم الجبهات فيما تخللته أصوات إطلاق نار سمعت في أحياء حلب القديمة، وكانت هيئة التنسيقيات أعلنت بعد دقائق من دخول الهدنة حيز التنفيذ، أن النظام السوري سجل أول خروقاته للهدنة في تلبيسة بريف حمص ودرعا، وصادق مجلس الأمن بالإجماع على قرار الهدنة في سوريا، فيما دعا ستيفان دي ميستورا، المبعوث الدولي إلى سوريا، لاستئناف المباحثات حول سوريا في 7 مارس المقبل.
وتوقع دي ميستورا، السبت، حدوث "سقطات" في وقف العمليات القتالية الذي بدأ سريانه عند منتصف الليل بتوقيت دمشق يوم الجمعة، وحث على ضبط النفس عند ردع أي اندلاع جديد للقتال.
وقال دي ميستورا للصحافيين في جنيف بعد إطلاع مجلس الأمن الدولي في نيويورك على الوضع "هناك فرصة كبيرة علينا أن نتوقعها لحدوث مثل هذه السقطات" في وقف القتال الذي توسطت فيه الولايات المتحدة وروسيا، وقال دي ميستورا إن مكتبه يتحرى عن تقرير عن وقوع خرق آخر لكنه لم يدل بتفاصيل، وستتولى الولايات المتحدة وروسيا مراقبة وقف العمليات القتالية عن طريق مراكز في واشنطن وموسكو وعمان ومدينة اللاذقية السورية ومقر الأمم المتحدة في جنيف، وفي حالة نشوب قتال ستخطر الولايات المتحدة وروسيا الدول الأخرى التي تدعم عملية السلام.
وقال دي ميستورا إن اللجوء إلى رد عسكري يجب أن يكون ملاذا أخيرا ومتناسبا، وإذا تماسك وقف العمليات القتالية فإن دي ميستورا يعتزم بدء جولة ثانية من محادثات السلام بين الأطراف المتحاربة في 7 من مارس تمتد لمدة ثلاثة أسابيع في المرحلة الأولى، وستظل أجندة المحادثات هي نفسها كما كانت في الجولة الأولى التي علقها دي ميستورا فجأة في الثالث من فبراير، وهي تشكيل حكومة جديدة شاملة، ووضع دستور جديد، وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في غضون 18 شهرا، وقال دي ميستورا إن قوات النظام قبلت بوقف الهجمات، ومن ضمنها القصف الجوي، مشيرا إلى أنه يتابع بنفسه مسألة إدخال المساعدات للمناطق السورية المحاصرة، وأكدت مندوبة أميركا بالأمم المتحدة أن اتفاق وقف إطلاق النار سيغير واقع ملايين السوريين.
فيما شدد نائب وزير الخارجية الروسي على ضرورة تطبيق وقف إطلاق النار دون شروط مسبقة، مؤكدا أنه لا يجب أن تضيع هذه الفرصة التاريخية للحل في سوريا، وقال مندوب مصر بالأمم المتحدة إن تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار مسؤولية كل الأطراف، من جانبه، دعا مندوب فرنسا بالأمم المتحدة لضرورة التوصل لنتائج ملموسة قائلا "لا نرغب في وعود فقط، وإنما نتائج ملموسة للسوريين" في المقابل، أعلنت هيئة المفاوضات السورية، الجمعة، أن نحو 100 جماعات المعارضة السورية المسلحة التي يحق لها المشاركة في وقف القتال أبدت استعدادها للالتزام به.
وحذرت هيئة المفاوضات من استغلال النظام وحلفائه للهدنة تحت ذريعة محاربة الإرهاب.

المصدر: شبكة شام الكاتب: شبكة شام
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ