كشف المخرج السوري المخضرم مأمون البني عن واقعة تسببت بإنهاء مسيرته الفنية داخل سوريا، بعد أن أثارت انزعاج اللواء ماهر الأسد، شقيق الرئيس المخلوع بشار الأسد، ما أدى إلى صدور قرار شفهي بمنعه من العمل في الدراما السورية.
"تقارب بين الممثلين وماهر الأسد"
وفي حديثه ضمن برنامج "الذاكرة السورية" على قناة تلفزيون سوريا، قال البني إن البيئة الفنية في سوريا كانت تشهد علاقات وثيقة بين عدد من الفنانين ومسؤولين كبار في النظام، من بينهم ماهر الأسد الذي كان يتقرّب من بعض الفنانين ويحضر سهراتهم الخاصة. ولفت إلى أن إحدى تلك العلاقات أدّت إلى ما وصفه بـ"حادثة مصيرية" خلال فترة إخراجه لمسلسل "أيام الولدنة".
"أشرطة المسلسل وصلت لماهر الأسد"
وأشار البني إلى أن أحد الفنانين العاملين في المسلسل قام بتسليم تسجيلات الحلقات إلى ماهر الأسد، الذي شاهدها وأبدى انزعاجاً شديداً من بعض المضامين، ما دفعه لإصدار أمر شفهي بمنع البني من مواصلة العمل داخل سوريا.
"تلقّيتُ المنع شفهياً.. وأُبعدت من كل المشاريع"
وأضاف البني أن هذا القرار نُقل من فنان إلى آخر ومن شركة إنتاج إلى أخرى، فبدأت شركات الدراما ترفض التعاون معه. وأوضح أن بعض الشركات كانت تُبرم اتفاقات مبدئية للعمل معه، لكن ما إن يصلها خبر الحظر، حتى تسارع إلى إلغاء العقود والاعتذار، دون أي تفسير واضح.
"اضطررتُ لمغادرة سوريا والعمل في السعودية"
نتيجة تكرار هذه المواقف، اضطر البني لمغادرة البلاد بحثاً عن فرصة عمل، وتمكّن من إخراج عمل درامي متواضع في السعودية. وقال بنبرة مؤثرة: "اضطررتُ للسفر والعمل خارج البلاد فقط لأعيش"، في إشارة إلى حجم الإقصاء الذي تعرّض له في بلده الأم.
مسلسل "أيام الولدنة" وملامح من مسيرته
يُذكر أن مسلسل "أيام الولدنة" هو عمل كوميدي اجتماعي من تأليف حكم البابا، يتناول قضايا السياسة والمجتمع من خلال قصة رجل يُفاجأ بإصابته بمرض عضال، لتبدأ أسرته في توزيع إرثه قبل وفاته. شارك في العمل نخبة من نجوم الدراما السورية، بينهم خالد تاجا، نضال سيجري، سلمى المصري، أندريه سكاف، وكاريس بشار.
من هو مأمون البني.؟
مأمون البني هو أحد أبرز مخرجي الدراما السورية، من مواليد 1944، حائز على دبلوم في السينماتوغرافيا وماجستير في الإخراج السينمائي من فرنسا. قدّم أكثر من عشرين عملاً فنياً، أبرزها عدة أجزاء من مسلسل "مرايا" مع الفنان ياسر العظمة. ومن أعماله المعروفة: "نساء بلا أجنحة"، "جريمة في الذاكرة"، "القصاص"، "اختفاء رجل"، "المهر الدامي"، "حكايا"، و"سيف بن ذي يزن".
ولو ركزنا ببعض المسلسلات السورية لوجدنا رسائلاً خفية حاولَ أعوانُ الأسد تمريرها إلى المشاهد بشكل مباشر وغير مباشر، على سبيل المثال في مسلسل "ما ملكت إيمانكم" يصوّرُ العمل الرجل المسلم على أنه إرهابي يسعى لتكفير الناس الذين يختلفونَ معه في وجهات النظر وإلحاق الضرر بهم. فقدّموا شخصية توفيق الذي أدى دورها الممثل السوري "مصطفى الخاني"، وتوفيق رجل يُدعي أنه متدين، في المقابل يعنف أخته ويعاملها بسوء حارماً إياها من حقوقها بالتعليم وممارسة حياتها بشكل طبيعي. في المقابل هو يمارس علاقات محرمة دون أن يُحاسب نفسه.
ذات الأمر حصلَ في الجزء الخامس والسادس من مسلسل "باب الحارة"، إذ نجد تحوّل جذري في شخصية سمعو التي قدمها الممثل فادي الشامي. ففي البداية كان شاباً منضماً إلى الثوار، يدافع عن بلده ثم تحول إلى شخص شيّخ نفسه، وصار يتفلسف بالدين. ولا يعمل ويضرب زوجته ويعاملها بقسوة. في المقابل سارة اليهودية التي قدمتها الممثلة كندة حنا تعامل الناس بحب ورحمة وتتقبل الٱخرين وتحترمهم.
حتى أن الإساءات كانت تستهدف الحجاب والفتيات الملتزمات به، ففي مسلسل "زمن العار" نجد بثينة التي أدت دورها الممثلة سلافة معمار. والتي أظهرت كفتاة محجبة ضعيفة تخدم أهلها ووالدتها المريضة، وتُعامل بإهمال من قبل كل أفراد العائلة. ولا تهتم تلك الشابة بمظهرها الخارجي على عكس شقيقتها غير المحجبة، والتي تظهر في المسلسل بكامل أناقتها ولها دراستها الجامعية. فنجد الاختلاف بين الشقيقتين بالرغم من كونهما يعيشان في البيت ذاته.
وخلال الثورة السورية سعى النظام للإساءة إلى الثورة السورية من خلال الأعمال الدرامية، مثل مسلسل "شوق" للمخرجة رشا هشام شربتجي، وهذا العمل اجتماعي تطرق إلى عدة مواضيع منها وضع البلاد في الحرب. لكن أبرز ما عرضه العمل اتهام فصائل المعارضة بالتواطئ مع تنظيم داعش ببيع النساء واستغلالهن، فنجد ابو العز زعيم أحد الفصائل يخطف بنات وسيدات ثم يبيعهن لتنظيم داعش الذي كان موجوداً في الرقة.
كما سعى بعض الكتاب لتلميع صورة قوات نظام الأسد وما كان يسمي نفسه الجيش العربي السوري في السابق، فنجد المقدم الرافع في مسلسل عناية مشددة، والذي قدّم دورة الممثل فادي صبيح، ويسعى ذلك الشخص لحماية أبناء بلده ضد المسلحين والاستغلاليين والمجرمين. ونجدُ خلال العمل مشاهد تظهر المتطوع مع قوات النظام بأن مستعد لأن يضحي بحياته مقابل حماية أهل البلد، ويتعامل على الحاجز مع الناس بكل حب ورحمة.
في المقابل كلنا نعرفُ حقيقة ذلك المتطوع، وعلى اطلاع كامل بمهاراته في تعفيش ممتلكات المدنيين وسرقة الحديد وأي شيء يمكن بيعه. عدا عن قيامه بانتهاك حرمة الناس الأحياء والأموات. وكان الحاجز بالنسبة له مجرد باب للرشوة والسرقة من الناس الذي يمرّون من خلاله، والذي يشهدُ على اعتقال الٱلاف بتهم ملفقة وظالمة.
وفي المسلسل نفسه نجد إساءة للمعارضة في الحلقة الأخيرة من العمل عند إجراء مقابلة مع كمال بيك، الذي قدم دوره الممثل سليم صبري، وهذه الشخصية لرجل فاسد بنى ثروته على دمار البلاد واستغلال أهلها، وعندما كشفت أوراقه فرّ خارج البلاد، ليعلن خلال المقابلة أنه ضد النظام ومستعد لخدمة الثورة بكافة ما يملك.
وبعد سقوط بشار الأسد، اعترفَ عدد من صناع الدراما بأن ما يسمى النظام السابق كان يتدخل بأنواع الأفكار التي تطرحها الأعمال. ومن بينهم المخرجة رشا هشام شربتجي، التي أكدت أنه تم اجتماع بينها وبين لونا الشبل، المستشارة الإعلامية السابقة للأسد، والتي طلبتها منها تقديم أعمال تدعم النظام. وأنها سبق وتعرضت للمشاكل بسبب تقديمها أعمِال انتقدت النظام بطريقة ما.
أكّد رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، أن قواته تسيطر على مواقع استراتيجية داخل الأراضي السورية، مشيراً إلى أن "سوريا قد تفككت، وهذا ما أتاح لإسرائيل تعزيز وجودها الدفاعي على الجبهة".
وجاءت تصريحات زامير خلال جولة ميدانية أجراها اليوم الأحد في الجبهة الشمالية، برفقة عدد من كبار القادة العسكريين، بينهم قائد المنطقة الشمالية أوري غوردين، وقائد الفرقة 210 البريغادير يائير بالاي، إلى جانب ضباط آخرين.
وأوضح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أن الجولة تضمنت تقييمًا ميدانيًا شاملاً للوضع الأمني في سوريا، حيث التقى زامير بالقادة والجنود المنتشرين في المنطقة، واطلع على تفاصيل العمليات الجارية، كما صادق على خطط هجومية ودفاعية قيد التنفيذ.
نقاط استراتيجية في مواجهة التفكك السوري
وفي تصريح لزامير من داخل أحد المواقع، قال: "نتواجد هنا لأن سوريا في حالة تفكك، وهذا أتاح لنا التمركز في نقاط مفتاحية ذات أهمية استراتيجية قصوى. من هذا الموقع يمكننا رصد التحركات على امتداد السلسلة الجبلية، ووجودنا هنا يعزز قدرتنا على الدفاع عن الدولة".
وأضاف رئيس الأركان: "لا نعرف كيف ستتطور الأمور، لكننا نستعد لكل السيناريوهات الممكنة. هذا التمركز يحمل أهمية أمنية بالغة، وسنواصل العمل لضمان تأمين المنطقة وحماية السكان من أي تهديد محتمل".
وأكد زامير أن الجيش الإسرائيلي سيبقى في حالة جهوزية عالية، وسيواصل تعزيز حضوره العملياتي في المواقع الحيوية على الجبهة الشمالية، لمواجهة أي تطورات قد تنشأ من الساحة السورية المتقلبة.
إدانات عربية وإسلامية دون تحرك دولي
رغم الإدانات المتكررة من دول عربية وإسلامية للغارات الإسرائيلية على سوريا، أشارت مصادر إلى غياب أي تحرك دولي جاد لوقف التصعيد، وسط تحذيرات من أن إسرائيل تستغل الفراغ السياسي والدفاعي في مرحلة ما بعد سقوط النظام السابق لتحقيق مكاسب ميدانية.
كشفت مذكرة رسمية مسرّبة عن تحركات في أروقة البرلمان العراقي، تهدف إلى منع الرئيس السوري أحمد الشرع، من حضور القمة العربية المرتقبة في بغداد، رغم أن رئيس الوزراء العراقي وجه دعوة رسمية للرئيس السوري لحضور قمة بغدد.
وبحسب الوثيقة التي نشرها موقع "ميديا لاين"، فقد وجّه أعضاء في مجلس النواب العراقي طلباً رسمياً إلى مكتب المدعي العام في بغداد، يدعون فيه إلى التحقيق مع الشرع واعتقاله في حال دخوله الأراضي العراقية.
تحقيق محتمل واتهامات قديمة
أفاد مصدر دبلوماسي رفيع المستوى في بغداد أن المذكرة تتضمّن اتهامات للشرع بالتورط في تفجيرات وأعمال مسلحة، بالإضافة إلى استخدام وثائق مزورة خلال فترة وجوده السابقة في العراق. وأشارت الوثيقة إلى كنيته السابقة "أبو محمد الجولاني"، المرتبطة بقيادته لـ "هيئة تحرير الشام".
المصدر نفسه أكد أن هذه الخطوة جاءت تحسباً لوصول الرئيس السوري إلى بغداد لحضور القمة العربية، وسط اعتراضات من قوى سياسية عراقية ترى في مشاركته "استفزازاً لضحايا الإرهاب" في البلاد.
ضغوط برلمانية لمنع الزيارة
وفي السياق ذاته، تقدم أكثر من 50 نائباً عراقياً بطلب رسمي إلى رئيس مجلس النواب، يحثّ الحكومة العراقية على منع الشرع من دخول العراق، معتبرين أن استقباله في حدث دبلوماسي رفيع كهذا يُعدّ "إساءة مباشرة" لذكرى ضحايا العنف والإرهاب بعد عام 2003.
وقال النائب يوسف الكلابي، عضو هيئة التنسيق الشيعية، إن "السماح للشرع بدخول العراق خيانة لدماء الضحايا وعائلاتهم"، في إشارة إلى ارتباطه المزعوم بجماعات جهادية إبان الاحتلال الأمريكي.
الحكومة العراقية تؤكد الدعوة الرسمية
وعلى الرغم من الاعتراضات البرلمانية، أكدت الحكومة العراقية على لسان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أن الدعوة إلى الرئيس السوري قد وُجهت رسمياً، في إطار ما وصفه بـ"الانفتاح الدبلوماسي" على الدول الشقيقة.
توقيت استثنائي وتطور لافت
نقلت وكالة الأنباء العراقية عن مصدر حكومي مقرّب قوله إن "اللقاء الثلاثي جاء في ظل أحداث متسارعة تشهدها المنطقة، خصوصاً في سوريا"، مشيراً إلى أهمية الحوار في ظل التحديات الإقليمية المتصاعدة. من جهتها، أوضحت الرئاسة السورية أن المحادثات ركزت على تعزيز التعاون العربي المشترك، مشددة على عمق الروابط التاريخية التي تجمع الشعبين السوري والعراقي.
دعوة رسمية لحضور القمة العربية في بغداد
خلال اللقاء، أعلن رئيس الوزراء العراقي توجيه دعوة رسمية إلى الرئيس السوري أحمد الشرع لحضور القمة العربية المرتقبة في بغداد خلال مايو/أيار المقبل. وتأتي هذه الخطوة بعد مكالمة هاتفية جرت بين الطرفين مطلع أبريل/نيسان، أكد خلالها الجانبان أهمية فتح صفحة جديدة من التعاون ومواجهة التحديات المشتركة.
موقف عراقي داعم.. وتحركات دبلوماسية واعية
فادي الشمري، المستشار السياسي لرئيس الوزراء العراقي، أكد في حديث للجزيرة نت أن العراق ثابت في موقفه الداعم للشعب السوري، مشيراً إلى أن "انفتاح بغداد على دمشق يمثل ضرورة وطنية لحماية الأمن القومي العراقي".
وأضاف أن العراق يرى في تعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي مع سوريا خطوة ضرورية لمنع التنظيمات الإرهابية من استغلال أي ثغرات حدودية، خصوصاً في ظل سجل طويل من العمليات عبر الحدود المشتركة.
السياسة العراقية: تصفير الأزمات وتشبيك المصالح
أكد الشمري أن السياسة الإقليمية العراقية باتت تركّز على تصفير الأزمات، والسعي لإطلاق مشاريع تنموية واقتصادية من شأنها ربط المصالح العربية وتعزيز الاستقرار. كما شدد على أن القمة العربية المقبلة تشكل "فرصة محورية لمراجعة المواقف العربية وتوحيد الصف في مواجهة التحديات، وعلى رأسها العدوان الإسرائيلي على غزة والاعتداءات المتكررة في سوريا ولبنان".
دور قطري محوري في الوساطة وتعزيز الاستقرار
ريزان شيخ دلير، العضوة البارزة في الاتحاد الوطني الكردستاني، أكدت في حديثها للجزيرة نت أهمية الدور القطري في تقريب وجهات النظر بين الدول العربية، معتبرة أن لقاء الدوحة يعكس قدرة قطر على تهيئة مناخات إيجابية للحوار.
وأشارت إلى أن العراق يجب أن يكون طرفاً فاعلاً في السياسة الإقليمية، وأن نجاحه في استضافة القمة العربية بمشاركة الرئيس السوري سيشكل نقطة تحول استراتيجية.
مواقف سياسية متباينة داخل العراق.. ودعوات لنهج محايد
علّقت شيخ دلير على بعض المواقف السياسية العراقية المعارضة لدعوة سوريا للقمة، معتبرة أن احترام سيادة الدول هو أساس العلاقات المتوازنة. وشددت على أن العراق يجب أن يتخذ دوراً محايداً يخدم مصالح جميع الشعوب العربية.
الدهلكي: مشاركة سوريا شرط لنجاح القمة
من جانبه، شدد النائب رعد الدهلكي، القيادي في تحالف العزم، على أهمية مشاركة سوريا في القمة العربية، معتبراً ذلك شرطاً لضمان نجاحها والخروج بقرارات تلامس تطلعات الشعوب العربية وتمنع التدخلات الخارجية في شؤونها.
الفتلاوي: المصالح الاقتصادية مدخل لتعزيز العلاقات
إياد الفتلاوي، رئيس تحالف الضمير الشيعي، أشار إلى أهمية الروابط الاقتصادية والتاريخية التي تجمع البلدين، مؤكداً أن المصالح المشتركة تتطلب علاقات متينة ومتماسكة.
وأشاد بالجهود التي يبذلها أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في تعزيز روح الأخوة، مشيراً إلى أن بعض العقبات التي تعرقل العلاقات تعود لتصرفات شخصيات سياسية في العهد السابق لا تراعي العمق الحضاري والتاريخي بين الشعبين.
خلاصة وتوقعات المرحلة المقبلة
خلص المراقبون إلى أن لقاء الشرع والسوداني في الدوحة قد يشكل ركيزة لبناء شراكة استراتيجية جديدة بين سوريا والعراق، في ظل سعي الطرفين لترميم العلاقات ومواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية، مع دعم إقليمي ملموس بقيادة قطر، ما يعزز الأمل بمرحلة جديدة من العمل العربي المشترك.
أعلنت الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية في سوريا، يوم الأحد 20 نيسان، عن وصول أول باخرة محمّلة بالقمح إلى مرفأ اللاذقية منذ سقوط النظام السابق، في خطوة وصفتها بأنها مؤشر على بدء التعافي الاقتصادي في البلاد.
ونشرت الهيئة صوراً عبر صفحتها الرسمية على "فيسبوك"، تُظهر الباخرة الراسية في الميناء، إلى جانب شاحنات بيضاء تقوم بتفريغ الحمولة، وأوضحت أن السفينة تحمل على متنها 6600 طن من القمح.
وأكدت الهيئة أن هذه الخطوة تأتي ضمن جهود حكومية متواصلة لتأمين الاحتياجات الغذائية الأساسية وتعزيز الأمن الغذائي الوطني، تمهيداً لوصول المزيد من الإمدادات الحيوية خلال الفترة المقبلة.
ورغم أن البيان لم يحدد بلد منشأ الباخرة، أو الجهة المرسلة للشحنة، فإن الصور التي نشرتها الهيئة تُظهر السفينة "بولا مارينا"، التي ترفع العلم الروسي، وكانت قد غادرت ميناء "روستوف أون دون" في وقت سابق من شهر أبريل/نيسان، بحسب موقع "مارين ترافيك" المتخصص بتعقّب حركة الملاحة.
وفيما اكتفت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بالإشارة إلى وصول الشحنة، دون تقديم تفاصيل إضافية، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول سابق في مرفأ اللاذقية أن شحنات القمح الروسية كانت تصل بشكل دوري خلال فترة حكم النظام السابق.
وقال المسؤول، الذي فضّل عدم كشف اسمه: "كنا نستقبل شحنة روسية واحدة على الأقل كل شهر، لكن هذه الإمدادات توقفت تماماً بعد سقوط النظام، ولم تصل أي حمولة من روسيا حتى الآن".
يُذكر أنه قبل اندلاع الثورة عام 2011، كانت سوريا تحقق اكتفاءها الذاتي من القمح بإنتاج سنوي يصل إلى 4.1 ملايين طن، لكن الحرب الممتدة منذ أكثر من 14 عاماً ألحقت أضراراً جسيمة بالقطاع الزراعي، ما دفع نظام الأسد للاعتماد على الاستيراد، خاصة من روسيا.
وقد ساهم تدهور إنتاج القمح، إلى جانب أزمة الزراعة والاقتصاد عموماً، في تعميق معاناة السوريين، حيث يعيش أكثر من 90% من السكان تحت خط الفقر، بحسب تقديرات الأمم المتحدة، في ظل ارتفاع مستمر لأسعار المواد الأساسية، وفي مقدمتها الخبز.
أعلن وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية، محمد الخليفي، أن بلاده تعتزم طرح مسألة العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا خلال زيارتها المرتقبة إلى واشنطن، في إطار سلسلة من المشاورات الرفيعة المستوى مع الشركاء الأميركيين.
وأوضح الخليفي، في تصريح صحفي، أن المناقشات المرتقبة ستتطرق أيضاً إلى تمويل إمدادات الغاز نحو الأراضي السورية، ضمن حزمة مساعدات إنسانية وتنموية يجري إعدادها. وأكد أن ملف رفع رواتب موظفي القطاع العام السوري سيكون كذلك ضمن أولويات المحادثات، في مسعى لتخفيف الأعباء المعيشية على المواطنين.
وفد رسمي سوري إلى واشنطن للمشاركة في اجتماعات الربيع
وفي خطوة غير مسبوقة منذ أكثر من عقدين، غادر وزير المالية السوري، محمد يسر برنية، إلى العاصمة الأمريكية واشنطن على رأس وفد رسمي للمشاركة في اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين.
وضم الوفد حاكم مصرف سوريا المركزي الدكتور عبد القادر الحصرية، حيث تهدف الزيارة إلى إعادة ربط سوريا بالمؤسسات المالية الدولية واستكشاف فرص التعاون والشراكة في ملف إعادة الإعمار وتحريك عجلة الاقتصاد المحلي.
رسائل انفتاح اقتصادي في ظل المرحلة الانتقالية
وقال الوزير برنية، قبيل مغادرته دمشق، إن الوفد يحمل "جدولاً مكثفاً من اللقاءات والاجتماعات الثنائية" مع مسؤولين دوليين، معرباً عن أمله في أن تثمر هذه اللقاءات في تعزيز جهود إعادة بناء الاقتصاد السوري.
وفي السياق ذاته، وصف حاكم المصرف المركزي عبد القادر الحصرية المشاركة في اجتماعات واشنطن بأنها تمثل "نقطة تحول هامة"، مشدداً على أن سوريا بدأت مرحلة انتقال من "الهشاشة الإنسانية" نحو اقتصاد نامٍ ثم إلى "سوق ناشئة".
وأكد الحصرية أن التعافي الشامل يتطلب حوكمة مالية رشيدة، وجذب استثمارات مسؤولة، إلى جانب الشفافية والإصلاح المؤسسي بما يتماشى مع المعايير المالية العالمية.
إصلاحات اقتصادية ومؤشرات انفتاح
وكانت الحكومة السورية قد أصدرت في الآونة الأخيرة قرارات جوهرية تدعم الانفتاح الاقتصادي، من أبرزها السماح بتداول العملات الأجنبية، وفي مقدمتها الدولار، في التعاملات التجارية، وذلك بعد أن كانت القوانين السابقة في عهد النظام البائد تُجرّم هذا التعامل وتفرض عقوبات تصل إلى السجن لسنوات.
كما شهدت الأسابيع الماضية اجتماعات مكثفة بين وزارة المالية السورية ووفود من البنك الدولي، ومنظمات المجتمع المدني، والاتحاد الأوروبي، بهدف بحث سبل تحديث القطاع المالي وتطوير الأداء الاقتصادي في سوريا.
اجتماعات دولية مرتقبة لبحث دعم سوريا
وفي إطار التحرك الدولي المتزايد، كشف الأمين العام المساعد للأمم المتحدة، عبد الله الدردري، عن اجتماع مرتقب ستستضيفه السعودية بالتعاون مع البنك الدولي، على هامش اجتماعات الهيئات المالية في واشنطن، لبحث آليات إعادة تقديم الدعم المالي لسوريا.
وأشار الدردري إلى أن السعودية تعتزم سداد نحو 15 مليون دولار من متأخرات سوريا لدى البنك الدولي، ما يمهّد الطريق أمام دعم جديد عبر "المؤسسة الدولية للتنمية" المخصصة للدول منخفضة الدخل.
كما أكد الدردري أن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي حصل على إعفاء من العقوبات الأمريكية لجمع 50 مليون دولار مخصصة لإصلاح محطة دير علي لتوليد الكهرباء جنوبي دمشق، معتبراً أن الاستثمار في سوريا يمثل "منفعة عامة على الصعيد العالمي".
غادر وزير المالية السوري، محمد يسر برنية، متوجهًا إلى العاصمة الأميركية واشنطن، للمشاركة في اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، في خطوة تُعد الأولى من نوعها منذ أكثر من عقدين، وتُجسّد مؤشرات على بداية انفتاح سوري على المحافل الاقتصادية الدولية.
ويرافق الوزير في زيارته حاكم مصرف سوريا المركزي، الدكتور عبد القادر الحصرية، ضمن وفد رسمي يمثل سوريا في الاجتماعات الدولية التي تنعقد بمشاركة واسعة من مسؤولي المالية والاقتصاد حول العالم.
وأكد الوزير برنية في تصريح قبيل مغادرته:
“نتجه إلى واشنطن ونحن نحمل جدولًا مكثفًا من الاجتماعات واللقاءات الثنائية، ونتطلع من خلالها إلى ربط سوريا مجددًا بالنظام المالي الدولي والمجتمع الدولي، ونرجو أن تدعم هذه الاجتماعات جهودنا في إعادة إعمار سوريا”.
وتسعى دمشق من خلال هذه المشاركة إلى إعادة تثبيت حضورها في المؤسسات المالية الدولية، واستكشاف فرص التعاون مع شركاء اقتصاديين محتملين، في سياق سعيها لإعادة الإعمار وتحريك عجلة الاقتصاد المحلي.
وقال حاكم مصرف سوريا المركزي، عبد القادر الحصرية، إن المشاركة في اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي في واشنطن، تمثل نقطة تحوّل هامة في جهود سوريا لإعادة بناء اقتصادها.
وأضاف أن هذه الاجتماعات لا تمثل مجرد إنجاز في الدبلوماسية الاقتصادية، بل هي بداية التحول الاقتصادي الذي تسعى سوريا إلى تحقيقه.
وأشار الحصرية، الذي يرافق وزير المالية برنية في زيارته إلى واشنطن، إلى أن سوريا تعمل على الانتقال من “الهشاشة الإنسانية” إلى “اقتصاد في مرحلة النمو”، ثم إلى “سوق ناشئة”.
وأكد أن التعافي الحقيقي يتطلب تطبيق حوكمة مالية رشيدة، وجذب استثمارات مسؤولة، وتعزيز التعاون الدولي، مضيفًا أن المؤسسات السورية تخضع حاليًا لإصلاحات شاملة تتماشى مع المعايير المالية العالمية، وتدعم الشفافية والتنمية المستدامة.
ودعا الحصرية المؤسسات التنموية، والجهات المالية، والقطاع الخاص، إلى المشاركة الفاعلة في عملية إعادة الإعمار، مشيرًا إلى أن الدعم المستهدف سيسهم في بناء اقتصاد قوي يوفّر الفرص لجميع السوريين للمشاركة والنمو.
ويُشار إلى أن القيادة السورية الجديدة أصدرت خلال الفترة الماضية قرارات عدة لصالح الاقتصاد السوري، أبرزها السماح بتداول العملات الأجنبية، والدولار في التعاملات التجارية والبيع والشراء، في تحول جذري، حيث كان النظام البائد يُجرّم التعامل بغير الليرة، ويفرض غرامات وعقوبات قاسية تصل إلى السجن سبع سنوات.
وكانت وزارة المالية قد عقدت اجتماعًا موسّعًا مع وفد من الخبراء الفنيين التابعين للبنك الدولي، لبحث آفاق التعاون في تحديث القطاع المالي والمصرفي في سوريا.
واستعرض وزير المالية خلال الاجتماع الخطوات التي تنتهجها الوزارة لتطوير العمل المالي، مؤكدًا على ضرورة مواكبة التحولات العالمية في الأنظمة المصرفية والمالية، بما يضمن تعزيز كفاءة الأداء وتحقيق المصلحة العامة.
وسبق أن بحث مسؤولون في وزارة المالية السورية مع وفد من منظمات المجتمع المدني النرويجية، خلال اجتماع في العاصمة دمشق، يوم السبت، سبل التعاون المالي والتنموي بين الجانبين.
وحضر الاجتماع مع الوفد النرويجي كل من:
• محمد الأتاسي – مدير التخطيط والدراسات والتعاون الدولي في وزارة المالية
• محمد البكور – مدير الأداء المالي
وتناول اللقاء أولويات الدعم المطلوبة لتعزيز جهود الإدارة السورية الجديدة في عملية إعادة الإعمار.
كما استقبل وزير المالية السوري وفدًا من الاتحاد الأوروبي، لبحث التحديات التي يواجهها الشعب السوري نتيجة العقوبات المفروضة على البلاد.
ووفق بيان وزارة المالية السورية، فقد ناقش الجانبان سبل تعزيز التنسيق والتعاون مع الدول الإقليمية والدولية، بهدف دعم الاقتصاد وتحقيق الاستقرار في سوريا، بما يسهم في دفع عجلة التنمية.
يشغل الحديث عن المعتقلين وسجون ما يُسمّى النظام السوري السابق قائمة الاهتمامات في وسائل الإعلام منذ سنوات الحرب، وحتى بعد التحرير في 8 كانون الأول/ ديسمبر عام 2024. وفي كل يوم يمرّ يُسجَّل دليل جديد على مدى إجرام الأسد في تعامله مع الشعب الذي عارضه ونادى بالحرية، وذلك ما عكسته قصص الناجين من الاعتقال والآخرين الذين لم يُكتب لهم الخروج إلى الحرية.
ففي السجون، كانت قوات الأسد تتعمّد إذلال المعتقل وإهانته، وتعمل على تعذيبه جسديًا ونفسيًا، ولجأ النظام السوري السابق إلى استخدامهم بطرق ملتوية لتعزيز روايات كاذبة كانوا يروّجون لها لإفساد سمعة المعارضة والثوار. وذلك ما كشفت عنه الفنانة علياء سعيد، التي عاشت تجربة الاعتقال.
اعترافات تحت التهديد… النظام يُشوّه شرف المعتقلات
وتحدثت سعيد، من خلال استضافة إعلامية لها، عن موضوع “جهاد النكاح” الذي روّج له النظام والموالون له بشكل واسع خلال سنوات حربه مع الشعب المعارض، وأشارت إلى أنه في المعتقل، قامت قوات الأسد بأخذ نساء بالقوة، وأجبرتهنّ على الظهور في الإعلام للاعتراف بأنهنّ عملن في “جهاد النكاح”. وتلك النسوة تلقّين وعودًا من قوات النظام بأنه سيُخلى سبيلهنّ، في المقابل، لم يخرج أيّة واحدة منهنّ.
وأشارت الممثلة علياء إلى نقطة مهمة، وهي أن النظام كان يتعمّد فعل ذلك بالنسوة، لكسر ذويهنّ من الرجال الذين يُحاربهم، خاصة وأنّ أولئك النسوة ينحدرن من بيئات محافظة وملتزمة، ومثل ذلك “الاعتراف” سيُسيء إلى عائلاتهنّ.
معتقلات بلا أثر… من الإعلام إلى المجهول
وأكدت سعيد أن المعتقلات اللواتي قبلن بالاعتراف، لم يفعلن ذلك (أي: لم يُمارسن ما اعترفن به)، ولم تطأ أقدامهن الأماكن التي ذُكرت في التقارير الإعلامية. ثم طلبت من أولئك النسوة أن يظهرن مرة أخرى على الإعلام، ويتحدثن عن الذي حصل معهن، وكيف ضُربن وأُجبرن على الاعتراف بتلك الروايات الكاذبة، في حال كُنّ لا يزلن على قيد الحياة. ثم تساءلت خلال اللقاء الإعلامي عن مكان وجودهنّ الآن.
حسين هرموش… صورة من القهر على شاشة النظام
وفي سياق متصل، لا يغيب عن الأذهان ما فعله النظام مع العقيد حسين هرموش، عندما وقع بين أيدي النظام السوري السابق بعد انشقاقه عنه وإعلانه ذلك، ثم أجبره على الظهور على شاشة قناة “الدنيا” الموالية، وبدا على ملامحه آثار ضغط نفسي هائل وتعذيب تعرّض له، وقال خلال اللقاء إنّ الجيش لم يأمره بإطلاق النار على المدنيين، وإن انشقاقه كان بعد “وعود كاذبة” تلقّاها من ناشطين معارضين في تركيا، فقرّر العودة إلى سوريا.
وبدا من خلال أجواء المقابلة التي أُجريت معه، أن الكلام الذي قاله كان مجبَرًا عليه، بعد رحلة طويلة من التعذيب عاشها.
أطلقت الهيئة الوطنية لتقانة المعلومات، التابعة لوزارة الاتصالات والتقانة في الحكومة السورية تحذيرًا أمنيًا بعد ورود بلاغات متكررة من مستخدمين داخل سوريا حول تعرض حساباتهم على تطبيق واتساب وأنظمة ويندوز لاختراقات وسرقة بيانات.
وأكدت الهيئة يوم الأحد 20 نيسان/ أبريل أن معظم هذه الحالات تعود لاستخدام نسخ معدّلة وغير رسمية من التطبيقات، ما يجعلها عرضة للثغرات الأمنية والاختراقات.
وأوضح مدير مركز أمن المعلومات في الهيئة، المهندس "جهاد ألالا" أن التحذيرات تتركز حول نسخ واتساب غير الرسمية مثل GB WhatsApp وWhatsApp Plus، مشيرًا إلى تسجيل حالات تجسس على المحادثات الشخصية ومراقبة الأنشطة داخل التطبيق.
ولفت إلى أن هذه التطبيقات المعدّلة غالبًا ما تحتوي على ثغرات أمنية تسمح للمهاجمين بالوصول إلى بيانات حساسة، في ظل غياب الحماية الرسمية والتحديثات الأمنية المعتمدة.
في السياق نفسه، أعلنت شركة مايكروسوفت عن ثغرة أمنيّة جديدة تؤثر على أنظمة Windows 10 و11 وWindows Server، وتتعلق بميزة حماية بيانات الدخول Credential Guard.
ووفق الشركة، فإن استغلال هذه الثغرة يتيح للمهاجمين سرقة بيانات اعتماد المستخدم، كاسم المستخدم وكلمة المرور، واستخدامها للوصول إلى أنظمة أخرى ضمن شبكة المؤسسة، ما يشكل تهديدًا مباشرًا لسلامة البيانات المؤسسية والشخصية على حد سواء.
وحذّر من مخاطر تحميل التطبيقات من مصادر غير رسمية، مؤكدًا أن تكرار الحوادث يشير إلى وجود تهديد فعلي يستدعي التعامل معه بجدية.
ودعا المستخدمين إلى التزام النسخ الرسمية من التطبيقات، وتحديث أنظمة التشغيل بشكل دوري، وتجنب فتح روابط أو ملفات مشبوهة قد تحتوي على برمجيات خبيثة تستهدف البيانات الشخصية أو المؤسسية.
كما شدّد على أهمية التحقق من مصادر التطبيقات، وتفعيل ميزات الحماية المتاحة، والتعامل بحذر مع أي نشاط إلكتروني مريب، مؤكدًا ضرورة التواصل مع فرق الدعم الفني أو الأمن السيبراني عند الشعور بأي خرق أمني أو محاولة استهداف إلكتروني.
ويتعهد وزير الاتصالات وتقانة المعلومات في الحكومة السورية "عبد السلام هيكل"، بالعمل على تحديث شبكات الاتصالات والإنترنت وتوسيع التغطية الجغرافية، خصوصًا في المناطق التي تأثرت بالأحداث أو تعاني من ضعف الخدمات.
ودعم الكوادر الوطنية وتشجيع المشاريع التقنية السورية، خاصة في مجال البرمجيات والذكاء الاصطناعي، لتقليل الاعتماد على الخارج والالتزام بتوسيع الحكومة الإلكترونية، وأتمتة الخدمات العامة لتقليل الفساد، وتسهيل حياة المواطنين.
وكذلك ضمان وجود إطار قانوني صارم ينظم جمع البيانات ويمنع انتهاك خصوصية الأفراد، بالتوازي مع رفع قدرات الدولة في حماية الأمن المعلوماتي، توفير بيئة حاضنة للمبرمجين والمبتكرين الشباب، وإطلاق برامج تدريبية وتقنية بالشراكة مع القطاع الخاص والجامعات.
ويذكر أن وزير الاتصالات وتقانة المعلومات مؤخرًا في فعاليات ملتقى الذكاء الاصطناعي الذي يهدف إلى استعراض تجارب وخبرات شبابية تسهم في بناء مستقبل تقني متطور لسوريا.
أصدرت رئاسة الجمهورية العربية السورية، اليوم، بيانًا توضيحيًا أكدت فيه أن السيد جمال الشرع، شقيق الرئيس السوري أحمد الشرع، لا يشغل أي منصب وظيفي في مؤسسات الدولة، ولا يتمتع بأي امتيازات رسمية، مشددة على مبدأ المساواة بين جميع المواطنين في الحقوق والواجبات أمام القانون.
وأوضح البيان، الذي نُشر على الحساب الرسمي للرئاسة، أن دعوة السيد جمال الشرع لحضور الفعالية التي أُقيمت في محافظة دير الزور، تمت من قبل الجهة المستضيفة بصفته الشخصية فقط، وليس بأي صفة حكومية أو تمثيلية رسمية.
ويأتي هذا التصريح الرسمي بعد موجة انتقادات حادة أثارها ظهور وزير الثقافة السوري محمد ياسين صالح في مضافة الشيخ فرحان المرسومي في دير الزور، وهي شخصية معروفة بولائها للميليشيات الإيرانية، وتورطها في قضايا تهريب مخدرات وارتكاب انتهاكات بحق المدنيين، وفق تقارير صحفية وحقوقية.
اللقاء الذي جمع الوزير والمرسومي تخلله أيضًا ظهور مفاجئ لجمال الشرع، شقيق الرئيس، ما أثار تساؤلات واسعة في الأوساط الإعلامية والشعبية حول صفة حضوره، وهل له دور رسمي أو نفوذ غير معلن داخل دوائر السلطة.
إلا أن الحادثة فجّرت مجددًا ملف “أشقاء الرئيس” في الدولة، وما إذا كانوا يمارسون صلاحيات غير رسمية خارج الإطار المؤسسي.
وكانت مخاوف مشابهة قد أُثيرت في وقت سابق عقب تعيين الدكتور ماهر الشرع، شقيق الرئيس، في منصب الأمين العام لرئاسة الجمهورية، وهي خطوة وُصفت آنذاك بأنها “حساسة”، نظرًا لما يحمله هذا الموقع من أدوار سيادية تشمل التنسيق المباشر مع الرئيس، وصياغة المراسيم، ومتابعة تنفيذ القرارات.
عدد من النشطاء والحقوقيين رأوا في تعيين أحد أشقاء الرئيس في مثل هذا الموقع مؤشراً لعودة ما وصفوه بـ”نهج الدولة العائلية”، معتبرين أن السوريين ثاروا أساسًا ضد هذا النموذج من الحكم، وهو ما يعكس مدى الحذر الشعبي تجاه أي دور غير معلن لأقارب الرئيس في الشأن العام.
ويُنتظر أن يسهم هذا البيان في تهدئة المخاوف، خصوصًا أنه يأتي من أعلى سلطة في الدولة ويؤكد على مبدأ تكافؤ المواطنين أمام القانون. لكنه في ذات الوقت، يعكس حساسية المرحلة التي تمر بها سوريا الجديدة، حيث تُراقب الجماهير باهتمام كل ما يتعلق بالحوكمة، ودور المؤسسات، والعلاقات بين العائلة الرئاسية والسلطة التنفيذية.
وفي ظل هذه المتغيرات، تبدو القيادة السورية الجديدة أمام اختبار جدي للشفافية والفصل بين الشخصي والعام، وسط توقعات بأن تبادر الدولة إلى تقديم توضيحات مماثلة مستقبلاً، لأي سلوك أو موقف يثير تساؤلات حول طبيعة توزيع النفوذ داخل أروقة الحكم.
قال رئيس مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركي (DEİK) نائل أولباق إن هناك فرصًا واعدة لانطلاق شراكات استثمارية سريعة بين تركيا وسوريا، خصوصًا في مجال الموانئ والمنشآت اللوجستية غير المفعّلة، مؤكدًا أن الجانب السوري أبدى استعداده للتعاون المباشر في هذا القطاع.
وجاءت تصريحات أولباق في مؤتمر صحفي عقب زيارة استمرت يومين إلى العاصمة السورية دمشق، رافق خلالها وزير التجارة التركي عمر بولاط، في أول زيارة رسمية رفيعة من أنقرة إلى دمشق منذ تشكيل الحكومة السورية الجديدة.
وأوضح أولباق أن وزير النقل السوري يعرب سليمان بدر أشار خلال الاجتماعات إلى وجود موانئ ومنشآت قائمة حاليًا لكنها لا تعمل، وأن الجانب السوري لا يمانع التعاون مع أي طرف مستعد لتشغيلها، مضيفًا: “نحن لا نتحدث عن استثمارات من الصفر، بل عن منشآت قائمة يمكن تفعيلها سريعًا”.
وأشار أولباق إلى أن الوفد التركي بدأ لقاءاته مع وزير الاقتصاد والصناعة السوري نضال الشعار، حيث جرت مناقشات حول فرص الاستثمار وواقع القطاع الصناعي، موضحًا أن تطوير البنية التحتية للنقل البري والبحري والجوي كان محور الاجتماع مع وزير النقل السوري.
وفي السياق ذاته، شدد أولباق على أهمية وجود نظام مصرفي وتحويلات مالية فعالة، وقوانين واضحة تنظم التجارة والاستثمار، مشيرًا إلى لقاء جمع الوفد التركي بوزير المالية السوري محمد يُسر برنية، تم خلاله بحث الحاجة لتوقيع اتفاقيتين رئيسيتين: الأولى لتشجيع وحماية الاستثمارات، والثانية لمنع الازدواج الضريبي.
وقال: “عبرنا عن توقعاتنا بخصوص هاتين الاتفاقيتين، وبمجرد صدورهما سيكون رجال الأعمال الأتراك أكثر استعدادًا للانخراط بالأسواق السورية”.
كما اجتمع الوفد التركي مع رئيس الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية في سوريا قتيبة أحمد البدوي، لمناقشة الإجراءات المعتمدة على المعابر الحدودية بين البلدين، وسط إشارات إلى إمكانية تحقيق تقدم سريع في التبادل التجاري.
وأشار أولباق إلى وجود “طاقات فائضة” في قطاعات تركية مثل النسيج، مع إمكانات لنقل هذه الطاقة إلى الداخل السوري، معتبرًا أن التكامل الصناعي ممكن في المدى القريب والمتوسط، بينما تحتاج الاستثمارات الكبرى لوقت وشروط قانونية واضحة.
وفي ختام حديثه، أكد أولباق أن الجانب التركي أبلغ دمشق بضرورة تسمية ممثليها في مجلس الأعمال التركي-السوري، وأن الحكومة السورية أبدت تجاوبها، مع التزام بتسمية الأعضاء في أقرب فرصة.
وشدد على أن الزيارة لم تتضمن توقيع اتفاقيات فورية، لكنها شملت ملفات واضحة وواقعية، قائلاً: “كانت زيارة شاملة ومباشرة، وقد ناقشنا نقاطًا محددة. لهذا أصفها بأنها ملموسة جدًا من حيث المضمون”.
وكان وزير التجارة التركي عمر بولاط صرح في وقت سابق أن أنقرة تسعى إلى بناء تكامل اقتصادي قوي مع سوريا، يشبه نماذج التعاون الاقتصادي بين أميركا وكندا والمكسيك (نافتا)، أو بين دول الاتحاد الأوروبي، في خطوة تعكس التحول في سياسة تركيا تجاه جارتها الجنوبية بعد سنوات من القطيعة.
سبقَ وقامَ مؤيدي الأسد السابق بتداول روايات وجود سبايا علويات في إدلب، نظراً لعدم قبولهم بالحكومة السورية الجديدة، ولأنهم لم يتحملوا فكرة سقوط الأسد وانتصار الثورة بعد مرور 14 عاماً. وأثارتْ الجدل الناشطة النسوية هبة عز الدين الجدل بالعودة إلى الحديث عن تلك الروايات التي لا تمتْ للحقيقة بصلة.
تفاعلَ ناشطون في إدلب مع تلك الروايات بطريقة كوميدية، ساخرين منها، ومن مؤلفيها الذين انتقلوا من التطبيل للأسد وتمجيده، إلى اختلاق قصصاً كاذبة تُسيء لمجتمع إدلب الذي كان له دوراً بارزاً في الثورة واحتضنَ نازحين من مناطق مختلفة من سوريا طويلاً.
فكتبتْ الصحفية السورية سناء العلي عبر صفحتها الخاصة في موقع فيس بوك: "على فكرة أنا محجّبة من كنت في الصف السادس، ولهلق بتلبّك بلفة حجابي، معقول أكون سبيّة ومالي خبر"، واختتمت منشورها بـ هاشتاغ أنقذوني. فتفاعلَ متابعيها معها ومن أبرز التعليقات الواردة: "انا بنتي صف خامس بتعرف تلف الحجاب أكتر مني، معقول أصولنا أنا وأنت من الساحل". وذكرتْ متابعة: "قولي شقد الدية سناء، لنفك أسرك"، وأضافتْ أخرى: "ما تشوف لفة حجابي اش بتقول".
كما علقتْ واحدة من الصفحات في موقع فيس بوك على ماقالته هبة بسخرية، فكتبتْ منشوراً وجهته لها بطريقة غير مباشرة: "وحده ماشية بـ أمان الله بإدلب مع جوزها ونفك حجابا، صارت سبية، كترو دبابيس مشان الله يا عمي"، ومن التعليقات التي وردته: "العما ما يشوفوني كيف بطلع بالحارة سبية اس تربيع"، وكتبَ متابع: "الرواية كذب من عند كلمة شفتهم بشارع، لو أخدها سبية أو خطف معقول ينزلها ع شارع وأحداث ساحل ماعدا عليها لسه شهرين، يعني صوت واحد بتلم عليه كل إدلب، لهيك الرواية كتابة وألحان مقداد وتوزيع هي البنت مشان لحماية الدولية".
وكتبَ الرسام عزيز الأسمر منشوراً لمّحَ بطريقة غير مباشرة لتلك الروايات الكاذبة، فقال: "بعد التحرير خطفت قطة من اللاذقية بدون علم أهلها لأنه لقيتها مرضانة في الشارع، فضميري بضل يأنبني وبتخيل أمها عبتفتش عليها، فكيف منخطف نسوان في إدلب، الصراحة ما كانت مرضانة بس حلوة"، فتفاعلَ المتابعون مع المنشور، ومن التعليقات التي كتبوها: "القطة لابس حجاب بشكل غير نظامي؟"، وكتب متابع؛ "وهي تم تأكيد أول حالة سبي"، وعلق ٱخر: "لك حتى القطط ما سلمت منكم واستحليتوها حسبنا الله ونعم الوكيل، هذا تعليق بعد شوي بيجيك من جحيش عبيد بيت الأسد".
ويُذكر أن الناشطة النسوية أثارت الجدل مؤخرا بادعائها أنها شاهدتْ سيدة غريبة عن المنطقة برفقة أحد المقاتلين في مدينة إدلب، لتكتشف أن السيدة من إحدى قرى الساحل السوري، وقام بإحضارها معه بعد أحداث الساحل الأخيرة، وزعمت أنها تعرف الشخص.
كما انتشرَ خلال الأيام الماضية خبرُ خطف فتاة من إحدى قرى ريف طرطوس تُدّعى "آية طلال قاسم". وتم التعميم بالأمس عن عودتها وقيام الأمن العام بتوقيفها لمنعها من الحديث عن الجهة التي كانت تخطفها ، لكن وفق الصحفي "هيثم يحيى محمد" فإن الفتاة كانت قد تركت منزل عائلتها وتوجهت إلى حلب بقصد العمل بمبلغ مالي مغري وفق ماوعدتها صديقتها، وأنها تعرضت لمحاولة اعتداء فرت على إثرها من حلب وعادت إلى عائلتها، نافية أي عملية خطف أو سبي كما تم الترويج له لأيام على مئات المواقع والصفحات.
في أجواء رياضية استثنائية أعادت الحياة إلى المدرجات السورية، احتضن ملعب الفيحاء في دمشق، مساء أمس الجمعة، المباراة النهائية من بطولة “سورية المستقبل”، التي جمعت بين ناديي الاتحاد والكرامة، في حدث استقطب جماهير غفيرة واهتمامًا واسعًا من الأوساط الرياضية المحلية.
المباراة التي توّج فيها الكرامة بلقب البطولة بعد فوزه بركلات الترجيح (4-1)، جاءت بعد مواجهة حماسية انتهى وقتها الأصلي بالتعادل، لتُختتم وسط فرحة عارمة في المدرجات، خاصة من جماهير الكرامة التي حرصت على الحضور من مختلف المحافظات، في مشهد وصفه البعض بأنه “عودة الروح للملاعب السورية”.
لكن خلف هذا الحراك الرياضي، حملت البطولة أبعادًا أعمق، إذ أكّد القائمون عليها أن الهدف الرئيسي من تنظيمها هو توجيه رسالة إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، للمطالبة برفع الحظر المفروض على الملاعب السورية منذ سنوات، على خلفية تحويلها إلى ثكنات عسكرية واستخدامها من قبل النظام السابق لقصف المدنيين.
وصرّح مسؤول الألعاب الجماعية في وزارة الرياضة والشباب السورية، “فراس تيت”، أن البطولة تمثل خطوة رمزية في سبيل إعادة دمج الملاعب السورية في المشهد الرياضي الدولي.
وقال: “ندرك أن رفع الحظر ليس بالأمر السهل، لا سيما في ظل الواقع المتردي للمنشآت الرياضية، والتي تعرّضت للإهمال وتم تحويل العديد منها إلى مواقع عسكرية، لكننا نعمل ضمن مشروع متكامل لإعادة تأهيل هذه المنشآت، ونتطلع للبدء به قريبًا”.
الحضور الجماهيري الكبير أعطى زخمًا إضافيًا للمباراة، وأضفى على الحدث طابعًا احتفاليًا تجاوز الحسابات الرياضية التقليدية. جمال أبو عبدو، أحد مشجعي الكرامة، عبّر عن مشاعره قائلًا: “اليوم لم تكن النتيجة هي الأهم، بل الرسالة التي وجهناها من قلب المدرجات”.
وأضاف: “نأمل أن نكون قد أعطينا صورة مشرّفة عن الكرة السورية، خصوصًا للمغتربين الذين عادوا لحضور المباراة، والذين أبدوا شغفًا كبيرًا بهذه الأجواء”.
أما بشار جمعة، مشجع آخر قدِم من حمص برفقة عائلته، فقد وصف الحدث بأنه “تجربة استثنائية لم نشهد مثلها منذ سنوات”. وأضاف: “حضرت مع زوجتي وابني، والفرحة لا توصف. الكرامة فريقنا منذ أجيال، واليوم أحسسنا بأن الرياضة بدأت تعود إلى مكانها الطبيعي في حياتنا”.
في ختام البطولة، بدت آمال المنظمين والجماهير متجهة نحو المستقبل، حيث يرون في هذه الخطوة بداية جديدة لمسار طويل من العمل على استعادة حضور سوريا في الساحة الرياضية الدولية، وعودة الحياة إلى ملاعبها التي دفعت ثمنًا باهظًا في سنوات حرب نظام الأسد البائد.
وفي يوم الثلاثاء 15 نيسان/ أبريل، انطلقت فعاليات النسخة الثانية من بطولة “سورية المستقبل” لكرة القدم، على أرض مدينة الفيحاء الرياضية بدمشق، بمشاركة أربعة من أبرز الأندية السورية، وهي الكرامة، أهلي حلب، أمية، والوحدة.
وجاء ذلك ضمن جهود دعم ملف رفع الحظر عن الملاعب السورية، وتُقام البطولة برعاية وزارة الرياضة والشباب والاتحاد العربي السوري لكرة القدم، بالتعاون مع مشروع KHR الأكاديمي، والشركة البريطانية Work Initiatives Ltd.
وكان اتحاد كرة القدم في سوريا قد حدّد موعد استئناف الدوري الممتاز لكرة القدم في 21 أيار/ مايو، وفقًا لآلية جديدة تم الاتفاق عليها خلال اجتماع رسمي في دمشق.
وتتضمن الخطة استكمال مرحلة الذهاب، والتي لُعب منها خمس جولات فقط، مع تبقّي بعض المباريات المؤجّلة.
في ختام مرحلة الذهاب، تُمنح الأندية الأربعة الأولى فرصة المنافسة ضمن “دوري الأقوياء”، مع منحها نقاطًا تمييزية قبل انطلاق المرحلة النهائية، بهدف تعزيز روح المنافسة.
ضمن التغييرات الهيكلية التي طرأت على المشهد الرياضي في سوريا، أُعلن مؤخرًا عن إحداث وزارة الرياضة والشباب، لتحلّ مكان منظمة الاتحاد الرياضي العام، التي تولت إدارة الشأن الرياضي منذ عام 1971.
وتسلّم حقيبة الوزارة الوزير محمد سامح الحامض، المنحدر من مدينة كفرتخاريم بريف إدلب الشمالي الغربي، والذي وعد خلال كلمته أمام الرئيس السوري قبل أداء القسم الدستوري، بصيانة جميع الملاعب والصالات المتضررة جراء الحرب، ما لاقى ارتياحًا واسعًا لدى الجماهير الرياضية.
وفي خطوة نحو تعزيز الحضور الخارجي للكرة السورية، أطلق الاتحاد العربي السوري لكرة القدم، بالتعاون مع كادر فني مختص، منصة إلكترونية مخصصة لاستكشاف ومتابعة اللاعبين السوريين المغتربين الراغبين بتمثيل المنتخبات الوطنية.
هذا ولاقى إحداث الوزارة ارتياحًا عامًا لدى الجماهير الرياضية السورية، آملين أن تنهض بالرياضة السورية، وتُعيدها إلى الساحة العربية والإقليمية والعالمية في قادم السنوات.