الصحة العالمية تحقق في مشاهد "مقلقة للغاية" من مستشفى السويداء 
الصحة العالمية تحقق في مشاهد "مقلقة للغاية" من مستشفى السويداء 
● أخبار سورية ٢٣ يوليو ٢٠٢٥

الصحة العالمية تحقق في مشاهد "مقلقة للغاية" من مستشفى السويداء 

أعلنت منظمة الصحة العالمية أنها باشرت بتحليل مقاطع فيديو وُصفت بأنها "مقلقة للغاية"، تظهر جثثًا داخل مستشفى في محافظة السويداء، وأكدت أن النتائج ستُعلن خلال أيام قليلة.

وقال المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية في المنظمة، الدكتور تشيكوي إيكويزو، إن المشاهد مثيرة للقلق الشديد وقد وصلت إلى المنظمة بالفعل، مشيرًا إلى أن فرقًا مختصة تعمل حاليًا على تحليل التقارير والمعلومات الواردة، ضمن آلية دقيقة لتأكيد الهجمات التي تطال مؤسسات الرعاية الصحية، وأن العمل لا يزال جاريًا لتحديد التفاصيل الدقيقة خلال الأيام المقبلة.

وتداولت منصات التواصل الاجتماعي، الأسبوع الماضي، مقاطع مصوّرة نُسبت إلى مستشفى السويداء، تُظهر مسلحين يقومون بتوثيق مشاهد لجثث بالعشرات داخل المستشفى، ما أثار ردود فعل واسعة ومطالب بتحقيق دولي فوري.

558 قتيلًا في أسبوع واحد وتصاعد العنف
وثّقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 558 شخصًا على الأقل في محافظة السويداء خلال الفترة الممتدة من 13 تموز/يوليو 2025 وحتى صدور بيانها الأخير، من بينهم 17 سيدة (إحداهن تُوفيت بأزمة قلبية عقب سماع نبأ مقتل حفيدها)، و11 طفلًا، بالإضافة إلى 6 من أفراد الطواقم الطبية، بينهم ثلاث سيدات، واثنان من العاملين في القطاع الإعلامي.

كما سُجلت إصابة أكثر من 783 شخصًا بجروح متفاوتة، جراء اشتباكات عنيفة بين فصائل محلية ومجموعات عشائرية، إلى جانب قصف متبادل وغارات جوية إسرائيلية استهدفت مواقع في المحافظة، ما فاقم الأوضاع الأمنية والإنسانية بشكل غير مسبوق.

ضحايا من مختلف الجهات والتحقيقات جارية
أشارت الشبكة إلى أن الحصيلة تضم مدنيين، ومقاتلين من الفصائل البدوية والمجموعات المحلية الخارجة عن سيطرة الدولة، إضافة إلى عناصر من قوى الأمن الداخلي ووزارة الدفاع التابعة للحكومة الانتقالية السورية، مؤكدة استمرار التحقيقات لتحديد الجهات المسؤولة عن كل انتهاك.

وأكدت أن توثيقها يشمل فقط حالات القتل خارج نطاق القانون، مثل الإعدامات الميدانية أو تصفية المعتقلين، ولا يشمل سقوط المسلحين المنخرطين في الاشتباكات، التزامًا بمنهجيتها في التمييز بين القتلى المدنيين والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.

أشارت الشبكة إلى خطورة تصاعد الخطاب الطائفي والتحريضي على وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، ودعت إلى تعزيز ثقافة السلم الأهلي والوحدة الوطنية، وضمان الشفافية في الإجراءات الأمنية، وإشعار السكان مسبقًا بأي تدابير قد تؤثر على حياتهم اليومية.

في ختام بيانها، ناشدت الشبكة جميع الأطراف المنخرطة في الصراع بمحافظة السويداء الالتزام بالقانون الدولي الإنساني، ووقف جميع الأعمال الانتقامية واستهداف المدنيين، واعتماد الحوار كخيار وحيد لتسوية الخلافات.

ودعت إلى التعاون مع جهود الوساطة الرسمية والمجتمعية، وتسهيل إيصال المساعدات، واحترام دور القيادات المحلية في جهود احتواء التصعيد، ووقف نشر خطابات الكراهية التي تؤجج العنف وتوسّع رقعة النزاع، مؤكدة أن استمرار التصعيد يُنذر بفتح جراح جديدة في جسد سوريا، ويتطلب تحركًا جادًا وعاجلًا من الحكومة وكافة الأطراف المعنية.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ