الأخبار أخبار سورية أخبار عربية أخبار دولية
٢٢ أبريل ٢٠٢٤
دورية أمنية تعتقل صحفياً موالياً للنظام في حلب

كشفت مصادر إعلاميّة مقربة من نظام الأسد، عن اعتقال صحفي يعمل في وسائل إعلام تابعة للنظام، يوم أمس الأحد 21 نيسان/ أبريل، من قبل دورية أمنية يرجح أنها من مخابرات الأسد في محافظة حلب.

وقال الصحفي الموالي للنظام رضا الباشا، في منشور على صفحته الشخصية على فيسبوك -حذفه لاحقا- إن زميله عبد القادر حمو تم اعتقاله دون معرفة الأسباب أو إبلاغ ذويه، ونقل عن شهود قولهم إن "الاعتقال جرى في الشارع وعلى مرأى الناس".

وأضاف، أنه مهما كان سبب الاعتقال كان من الأولى على الجهة التي نفذته ان تراعي ابسط أوجه القانون من خلال توجيه مذكرة مراجعة أو على الأقل إبراز امر التوقيف وإعلام أهله واتحاد الصحفيين بسبب التوقيف وبهذه الطريق في الشارع، على حد قوله.

وتشير معلومات عبر صفحة الصحفي المعتقل إلى أنه أحد أعضاء "اتحاد الصحفيين في سوريا" التابع لنظام الأسد وسبق أن عمل في عدة مواقع ومحطات إعلامية تابعة للنظام، وشارك في ترويج رواية النظام والتشبيح له.

هذا ولم تجدي سنوات التطبيل والترويج للنظام نفعاً لعدد من إعلاميي النظام الذين جرى تضييق الخناق عليهم واعتقالهم وسحب تراخيص العمل التي بحوزتهم، بعد أن ظنّوا أنهم سيحظون بمكانة خاصة بعد ممارستهم التضليل والكذب لصالح ميليشيات النظام، حيث وتزايدت حالات اعتقال وتوقيف إعلاميي النظام عند حديث أحدهم عن الشؤون المحلية بمختلف نواحيها وقضايا الفساد في مناطق النظام.

اقرأ المزيد
٢٢ أبريل ٢٠٢٤
"حـ ـزب التـ ـحرير" وتبني الحراك الشعبي المُناهض لـ "تحـ ـرير الشـ ـام" 

قد يَختلط على المتابع للتطورات الميدانية في شمال غربي سوريا، لاسيما على صعيد الحراك الشعبي المناهض لـ "هيئة تحرير الشام"، ويصعب التفريق بين التظاهرات التي يُنظمها أتباع "حزب التحرير"، والمظاهرات التي تُنظمها الفعاليات المدنية، رغم أن طرفي الاحتجاج يرفعون شعارات ضد الهيئة، مع اختلاف (التوجه والأهداف والشعارات).

في أيار/ مايو 2023، خرجت عدة تظاهرات احتجاجية في عدة مدن وبلدات بريفي إدلب وحلب، ضد "هيئة تحرير الشام"، لاسيما عمليات الاعتقال التي طالت كوادر "حزب التحرير"، وأخذت التظاهرات تباعاً شكلاً تصاعدياً وتوسعت في عدة مناطق بريف حلب الغربي وإدلب، غلب عليها "التظاهرات النسائية" واقتصرت على أعداد قليلة من المحتجين في مناطق السحارة ودير حسان وبابكة وقرى أخرى تتمتع بشعبية للحزب.

اقتصرت شعارات التظاهرات التي نظمها أتباع "حزب التحرير"، على المطالبة بالمعتقلين من كوادر الحزب، وتطبيق الشريعة والخلافة التي ينادون بها، واللافت في تلك التظاهرات أنها "لم ترفع أعلام الثورة أبداً"، وتعرضت لسلسة مضايقات من الهيئة وحملات اعتقال، ولم تكن تلك المرة الأولى التي يخرج بها المؤيدون للحزب بتظاهرات ضد الهيئة.

وفي بداية العام الجديد 2024، وبعد سلسلة اعتقالات طالت المئات من كوادر الهيئة، ضمن ماعرف بـ "قضية العملاء"، بدأت هناك بوادر تحرك شعبية للفعاليات المدنية ضد الهيئة، وفي 25 شباط الفائت، تجمع المئات من المحتجين في منطقة دوار سرمدا بإدلب، في تظاهرة احتجاجية ضد "مسالخ الجولاني البشرية"، بعد تكشف آخر صنوف التعذيب والقتل في المعتقلات التي تديرها الأجهزة الأمنية، والتي شابهت لحد بعيد سجون الأسد وأصناف تعذيبه.

وبرزت الدعوات للتظاهر بعد فضح ممارسات الأمنيين في سجون "هيئة تحرير الشام"، بعد سلسلة واسعة من الإفراجات ليس عن معتقلي الرأي وأبناء الحراك الثوري، بل عن عناصر وقيادات من هيئة تحرير الشام نفسها، والذين تعرضوا لشتى أنواع التعذيب والضرب والإهانة، وقتل عدد منهم تحت التعذيب.

وفي يوم الجمعة 1 آذار، نظمت الفعاليات المدنية تظاهرات مركزية في مدن (إدلب - بنش) بريف إدلب، وفي الأتارب بريف حلب الغربي، طالبت قيادة الهيئة بالإفراج عن المعتقلين المغيبين في السجون، بمن فيهم معتقلي الرأي والحراك الثوري، وتميزت بلافتاتها التي تدعوا لإسقاط "الجولاني" وجهاز الأمن العام، ورفعت أعلام الثورة كراية موحدة جامعة، ولاقت تفاعلاً واسعاً والتفافاً من أبناء الحراك الثوري.

ومع تطور الحراك الشعبي المناهض لـ "هيئة تحرير الشام" التي اتخذت سياسة "عدم المواجهة الأمنية"، كونها في موقع حرج بعد "قضية العملاء"، أعطى ذلك مجالاً لتوسيع دائرة الحراك والتظاهرات من مركز مدينة إدلب إلى بنش وتفتناز وأريحا وجسر الشغور والأتارب ودارة عزة، مع محاولات كانت ظاهرة لتقويض الحراك بوسائل أخرى، وتسلق البعض من المناهضين أو المعادين للهيئة على هذا الحراك.

وبرز خلال الاحتجاجات الشعبية في عموم المنطقة، الوعي لدى الفعاليات الثورية التي رفعت شعارات "إسقاط الجولاني وأجهزته الأمنية"، في وقت رفعت لافتات تحيي فيها المرابطين على الجبهات من عناصر الهيئة، وأكدت دعمها لهم ووقوفها إلى جانبهم، خلافاً لما تم ترويجه بأن التظاهرات موجهة ضدهم.

في هذه المرحلة، وسع "حزب التحرير" من تظاهراته المناهضة للهيئة، رغم أن الأخيرة عملت على تهدئة الأجواء من طرف الحزب بالإفراج عن العشرات من كوادره المعتقلين في سجونها، لكن - وفق نشطاء - فإن الحزب وجد الفرصة سانحة لمواصلة الحراك واستثمار التظاهرات الشعبية المناهضة للهيئة، فبات المواليون للحزب يتصدرون المشهد في بعض التظاهرات لإعطاء زخم شعبي أكبر لتظاهراتهم.

ومع نجاح الهيئة في امتصاص حالة الاحتقان في صفوفها، والإفراج عن جميع المعتقلين من قياداتها وعناصرها وإرضائهم، بدأ التوجه لتقويض الحراك الشعبي ضدها، وبدأت تستخدم أساليب عدة في محاربة الحراك بعيداً عن الخيار الأمني، إحدى هذه الوسائل هو اتهام الحراك بأنه امتداد لتظاهرات "حزب التحرير"، وبدأ يسوق الحجج والمسوغات لضرب منظمي الحراك على أنهم من كوادر الحزب وأن أجنداتهم تتنافى مع مطالب الإصلاح وفق تعبيرها.

وكان حذر ناشطون من خطورة تصدر وتسلق بعض التيارات والشخصيات التي ظهرت في ثوب الداعم للحراك ضد قيادة هيئة تحرير الشام، علما بأنها كانت جزء لا يتجزأ من مشروع الجولاني قبل استخدامها لصالح مشروعه الخاص والتخلص منها لاحقا بعد عملها لسنوات في تصدير مشروع الهيئة، وعلى سبيل المثال لا الحصر، (أبو مالك التلي - بسام صهيوني - عبد الرزاق المهدي) وغيرهم الكثير ممن تحولوا لخصوم لأسباب شخصية.

ناهيك عن وجود شخصيات وتيارات كانت قد خاضت صراعات معلنة مع الهيئة لأسباب لا تمس الحراك الشعبي بصلة بينهم قادة وشرعيين سابقين وتيارات منها "حزب التحرير"، ويعتبر ذلك خلافات واقصاءات داخلية قد تزول عند زوال الأسباب، ويشير نشطاء إلى أن تأييد مثل هذه الشخصيات للمظاهرات لا يعني أنها تستحق قيادة الحراك وجعلها جزء رئيس منه، كونها لا تختلف كثيرا عن بقية خصوم الهيئة الجدد مثل حزب التحرير الذي لا يتقاطع مع الثورة السورية، وفق تعبيرهم.

وفي الوقت الذي تُتهم "هيئة تحرير الشام" بالتضييق على كوادر الحزب والحد من نشاطاتهم، هناك طرف آخر يعتبر أن الهيئة تتماهى كثيراً في إنهاء هذا المكون المخالف لها رغم قدرتها على ذلك وهي التي أنهت عشرات المكونات العسكرية والتنظيمات الأخرى و فككتها، معتبرين أن استمرار وجود الحزب و احتجاجاته يخدم سياستها.

وفي 28 شباط/ الفائت، ردت "هيئة تحرير الشام" عبر الشرعي العام التابع لها "عبد الرحيم عطون"، على نصائح القيادي السابق فيها، "جمال زينية" المعروف بـ"أبو مالك التلي"، حيث نشر "عطون" رداً مطولاً تطرق فيه إلى قضية "حزب التحرير"، مشيرا إلى أن الحزب يخالف الهيئة منذ سنوات، وأضاف، "لم نعتقل منه إلا في السنة الأخيرة".

واعتبر أن سبب الاعتقالات إقدام عناصر تابعين للحزب على قتل أحد مقاتلي الهيئة، و"لما طلب من الحزب تسليم القتلة لمحاكمتهم، كان الجواب: كلنا قتله، أو لن نسلمهم"، وفق تعبيره، وتابع أن "حزب التحرير يجهر ليل نهار بـ "تخوين الفصائل" ويتهمها بالبيع، وبالعمالة، وبالتآمر، ويمارس التخذيل، فهل يحاسَب على ذلك قضاءً أم لا؟ وفي حال محاسبته، فهل يعد مرتكِبُ جناية التخوين والتخذيل -في أرض الحرب- سجين رأي؟!".

و"حزب التحرير" بفرعه السوري، يتبنى فكراً متشدداً يدعو إلى إحياء الخلافة الإسلامية، وينشط بشكل رئيس في مناطق سيطرة "هيئة تحرير الشام"، ظهر في سوريا مع السنة الثانية من بداية الثورة السورية، لم يشكل الحزب أي فصائل عسكرية، ويقتصر نشاطه على توزيع المنشورات في التظاهرات الشعبية وصل الأمر لتسميته بـ "حزب المناشير"، كونه لا يتمتع بحاضنة شعبية ويخالف في أفكاره جميع المكونات والتيارات الثورية.

ويتهم "حزب التحرير" بركوب موجات الحراك الثوري في سوريا بدءا من عام 2012، رغم أنه ليس حديث التأسيس، وكان تعرض أعضاؤه لاعتقالات وملاحقة من قبل النظام، وأفرج عن كثير منهم بداية الحراك الثوري، واتخذوا موقفاً دعماً للحراك، في حين اعتبر البعض منهم أنهم من فجروا هذا الحراك الشعبي ودعوا المتظاهرين إلى تبني "مشروع الخلافة"، وانتقدوا رفع راية الثورة واعتبروها راية علمانية.

وعارض "حزب التحرير" قتال تنظيم "داعش" رغم تكفيره لفصائل المعارضة، معتبراً قتال التنظيم "تنفيذاً لأجندة خارجية"، واتهم فصائل المعارضة بالتورط بالمال السياسي والانحراف عن أهداف الثورة، كما اتهم "هيئة تحرير الشام" بالخيانة معتبراً أنها رضخت للتفاهمات الأمريكية وأدخلت القوات التركية إلى إدلب وباتت "ذراعاً لها".


وفي تقرير سابق لـ "شام" حمل عنوان ("حزب التحرير" خصم استثنائي لـ"تحرير الشام" .. تحليل الخلافات ورؤية الصراع عن كثب)، نقلت فيه تصريحات "أحمد عبد الوهاب" رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير/ولاية سوريا، المعتقل حالياً في سجون الهيئة، والذي أكد أن "حزب التحرير" لا يعتبر الهيئة ندّاً له ولا يخوض مواجهة معها، وقال حينها إن "الهيئة وضعت نفسها في مواجهة الشعب ومواجهة أهل الثورة بسياساتها بعد اغتصابها لسلطان الناس وسعيها لتقديم أوراق اعتمادها لدى الغرب".

واعتبر "عبد الوهاب" أن "حزب التحرير" هو "الحزب السياسي الوحيد الذي يعمل على الأرض بشكل مكثف، متبنياً مصالح الثورة؛ متصديا لكل محاولات إجهاضها، مما عرض شبابه للملاحقة والاختطاف بشكل كبير ومتتابع على أيدي المنظومة الفصائلية المرتبطة بمختلف مكوناتها من الجيش الوطني في الشمال وأداة النظام التركي الثانية وهي الهيئة في إدلب"، وفق كلام

وأكد "عبد الوهاب" أن "حزب التحرير" ينظر لـ "هيئة تحرير الشام" كما ينظر لـ "الجيش الوطني" على أنهم أجزاء من المنظومة الفصائلية المرتبطة، والتي رهنت قرارها لمخابرات ما يسمى بالدول الداعمة - وفق كلامه -، فنتج عن ذلك ما نتج من تسليم الكثير من المناطق، وإغلاق الجبهات والسير في طريق الحل السياسي الأمريكي، وفق قوله.

وحول دور "حزب التحرير" في الحراك الشعبي، اعتبر "عبد الوهاب" أن لـ "حزب التحرير" دور بارز ومؤثر في ثورة الشام، معتبراً أن الاختطاف المتتالي بحق كوادره إلا دليل واضح على تأثيره في الحراك الشعبي، وفق تعبيره.

ويتمثل هذا الدور - وفق المتحدث - في كشف المؤامرات والفخاخ التي تتعرض لها الثورة السورية، وتبيان الخطوات اللازمة للسير بالثورة السورية في طريق النصر، وعلى رأسها تبني مشروع سياسي واضح منبثق من عقيدة المسلمين، واتخاذ قيادة سياسية مستقلة و واعية ومخلصة تتولى قيادة الدفة.

وكان قال الباحث "عباس شريفة" المختص في شؤون الجماعات الإسلامية، إن "حزب التحرير" لا يملك جذور اجتماعية وليس له أي امتدادات شعبية، وإنما يجمع مجموعة من المثقفين والنخبة، وبدأ نشاطه في سوريا، وتبنى مشروع الخلافة، ويريد من الثورة السورية أن تتبنى مشروعه على اعتبار أنه يقدم المشروع الأفضل سياسياً.

ولفت شريفة في حديث سابق لشبكة "شام" إلى أن الحزب يحشد المظاهرات ضد أي خطوة أو مشروع سياسي لا تصب في مشروعه السياسي، مؤكداً أنه لا يملك أي قواعد اجتماعية يستطيع أن يواجه بها "هيئة تحرير الشام".

وبين "شريفة" أن الهيئة تتعامل مع الحزب بسياسة "الاحتواء والتوظيف"، يقوم الاحتواء على أن مشروع الحزب لا يؤثر على مشروع الهيئة، أما الثاني فيتمثل في حاجة الهيئة لتوظيف الاحتجاجات، لبعث رسالة للخارج بأن هناك أصوات متشددة، وأن هناك حالة احتقان، وهي تقوم بضبط الإيقاع، وتقديم رسالة أنها قادرة على ضبط تلك الأصوات المتشددة في مناطق سيطرتها.

وأكد "شريفة" في حديثه لـ "شام"، أن "حزب التحرير" غير مؤثر في الحراك الشعبي، فالمظاهرات الشعبية لها لون وشعارات خاصة وترفع علم الثورة، أما الحزب فيجمع كل كوادره ليستطيع القيام بمظاهرة في منطقة محددة، معتبراً أن هذا يدل على ضعف العمق والتأييد الشعبي لمظاهراته، عدا كون مطالباتها "إيديولوجية" لا تعبر عن روح الثورة السورية.

وكان رأى الكاتب والمحلل السياسي الدكتور "باسل معراوي"، أن النظام أفرج عن كوادر "حزب التحرير" منذ بداية الحراك الشعبي بهدف "أسلمة" الحراك الشعبي المدني السلمي وعسكرته، مبيناً أن مشروع الحزب "دعوى لا يؤمن بالعنف ويسعى لأخذ بيعة من الفئة المتغلبة، ويدعو لتطبيق نظام الخلافة الاسلامية".

ولفت "معراوي" في حديث لشبكة "شام" إلى أن تواجد "حزب التحرير" يتركز في مناطق محدودة شمال غرب سوريا منها "الأتارب وكللي والسحارة"، وأنه يملك ماكينة إعلام بدائية، تتجلى بإذاعة FM، ويعتمد على توزيع المنشورات بالمظاهرات السلمية، ويحبذ الكتابة على الجدران لنشر أفكاره، في وقت يعتبر أن نكبة الأمة الإسلامية تتجلى بالتخلي عن نظام الخلافة ويدعوا إلى محاولة إحيائها.

وأشار إلى أن "حزب التحرير" كان ينظم مظاهرات تحتج على معظم أفعال الهيئة، وصولاً للاحتجاجات الأخيرة في الأتارب بعد اعتقال أحد كوادر الحزب، ورأى أن أعضائه يعتبرون أن تلك الاعتقالات تتم بضغط الضامن التركي على الهيئة، لتهيئة الأجواء لإجراء مصالحة قريبة مع النظام يرفضها بالطبع "حزب التحرير"، ويتهم الهيئة برعايتها وحمايتها لإقامة الطقوس الدينية المسيحية وحماية الأقلية الدرزية فيما الاعتقالات توجه لأعضائه.

اقرأ المزيد
٢٢ أبريل ٢٠٢٤
لم تشفع إصابته وقتاله في صفوف الهيئة.. الكشف عن ضحية جديدة في مسالخ "الجـ ولاني" البشرية

علمت شبكة "شام" من مصادر محلية بريف حلب الجنوبي، أن عائلة الشاب "عبيد الفاضل الشيحان"، تلقت خبر إعدامه في سجون "هيئة تحرير الشام"، بعد اعتقال دام قرابة ثلاث سنوات، تعرض خلالها لصنوف متعددة من التعذيب في مسالخ "الجولاني" البشرية، في وقت لايزال مصير مئات المعتقلين المغيبين مجهولاً.

وقالت المصادر، إن العائلة تلقت بلاغتاً من إحدى الجهات الأمنية في الهيئة، تفيد بتنفيذ حكم القصاص بحق الشاب، بتهمة (الانتماء لتنظيم داعش وقتل المجاهدين)، في حين رفضت تسليم جثته لذويه وأخفت مصيرها في جريمة أخرى تضاف لجرائم القوى الأمنية التابعة لهيئة تحرير الشام.

ووفق معلومات "شام"، فإن الشاب المنحدر من ريف حلب الجنوبي، كان من أوائل الملتحقين بالحراك الثوري، وحمل السلاح مبكراً وقاتل في صفوف القوى العسكرية ضد النظام، قبل التحاقه بـ "جبهة النصرة سابقاً (هيئة تحرير الشام حالياً)" عام 2014، وقاتل في صفوفها في ريف حلب الجنوبي وشرقي سكة الحديد ضد النظام وداعش.

وأفادت مصادر "شام" أن الشاب، تعرض لعدة إصابات، سببت له شلل مؤقت في قدميه ويده، ولم تمنعه إصابته من مواصلة العمل في صفوف الجبهة، لنتقل للعمل في المكتب الدعوي في بلدة الغدفة بريف إدلب الشرقي، قبل تسلمه مضافة في منطقة الحص التابعة لقاطع البادية في "جبهة النصرة".

وجرى اعتقال الشاب قبل ثلاثة أعوام، على خلفية التحاقه بـ "الحزب الإسلامي التركستاني" ومشاركته في الرباط في صفوفهم، في الفترة التي كانت تعمل "هيئة تحرير الشام"، على ملاحقة كوادر الحزب ضمن عملية تفكيكه وسحب أسلحته بريف إدلب، وكانت فشلت في اعتقال الشاب لأول مرة بعد نصب كمين له غربي مدينة إدلب، إلا أنه قامت بتعقبه واعتقلته في وقت لاحق بعد تركه فصيل التركستان بأشهر.


ووفق المعلومات، فقد تعرض خلال سنوات اعتقاله لصنوف متعددة من التعذيب، وفق ماأعلم بها عائلته التي سمح لها بزيارته لمرات عدة في سجن حارم، حتى أنه جرى بتر إحدى أصابع قدمه خلال التعذيب، وأبلغت الهيئة عائلته بتنفيذ حكم الإعدام بحقه "القصاص"، دون أن تسلم جثته، وأعلمتهم أن التنفيذ حصل قبل عدة أشهر.

ولمرة جديدة، يتكشف الوجه الحقيقي لأجهزة "الجولاني" الأمنية، التي أمعنت في ممارسة التعذيب في السجون التي تشرف عليها في "حارم - الشيخ بحر - الزنبقي - باب الهوى - سرمدا - مدينة إدلب  ... إلخ"، وسابقاتها التي اشتهرت بالمظالم والبطش أبرزها "العقاب" في جبل الزاوية، لم يتم التحقيق في أي لجنة قضائية مستقلة في آلاف القضايا التي غُيب مصير أصحابها، إذ لم يكن هناك فصيل عسكري يطالب بالتحقيق ويضغط لكشف ملابساتها كما حصل اليوم.

وفي 23 شباط المنصرم، أبلغت الهيئة عائلة الشاب "أبو عبيدة الحكيم" التابع لـ "جيش الأحرار"، وفاته خلال التحقيق معه خلال فترة اعتقاله، ووفق مصادر "شام" فإن الشاب سلم نفسه للهيئة قبل تسعة أشهر، بعد ورود اسمه في التحقيقات مع معتقلين من الهيئة في قضية ترتبط بالعمالة، وأن الشاب كان واثقاً من براءته لذلك سلم نفسه للتحقيق.

وفي أول شهر آذار، كشفت عائلة الشاب "عثمان هنو"، المعتقل في سجون "هيئة تحرير الشام"، عن تلقيها بلاغ من "جهاز الأمن العام" التابع للهيئة، يفيد بوفاة الشاب في المعتقل، بعد أشهر من المماطلة في الإفصاح عن مصيره، وفق ماأكد نشطاء من محافظة حماة.

وفي السابع من آذار، كانت تلقت عائلة الشاب ""محمد جلغوم"، المنحدر من بلدة تلعاد، خبراً من جهاز الأمن العام، يفيد بتصفيته في سجون "هيئة تحرير الشام"، ليفصح عن جريمة جديدة من جرائم القتل والتصفية في "مسالخ الجولاني البشرية"، في لايزال المئات من المغيبين مجهولي المصير منذ سنوات.

وأفادت مصادر "شام" أن عائلة الشاب، تلقت بلاغاً من "جهاز الأمن العام" يعلمها بتصفية الشاب المنحدر من قرية تلعاد بريف إدلب الشمالي والمعتقل لدى الهيئة منذ قرابة ثلاث أعوام، ولم يفصح عن سبب وتاريخ الوفاة، كما أنه رفض تسليمهم الجثة، ولم يكشف مكان دفنها.

وسبق أن نشرت شبكة "شام" الإخبارية تقريراً بعنوان (روايات صادمة عن التعذيب في سجون "هيـ ـئة تحـ ـرير الشـ ـام" وهذه أبرز أشكالها)، تطرقت فيها عما كشفته الأحداث الأخيرة المتعلقة باعتقال المئات من كوادر "هيئة تحرير الشام"، بتهم العمالة بينهم قادة بارزون، ومن ثم الإفراج عنهم، لتكشف عن استمرار النهج لدى الذراع الأمني في الهيئة، في تطبيق شتى أنواع الممارسات في تعذيب المعتقلين، حتى عناصر الهيئة أنفسهم لم يسلموا منها.

وتحدث التقرير عن روايات متعددة وصلت لشبكة "شام" عبر عدد من المفرج عنهم من كوادر "هيئة تحرير الشام" في قضية العملاء، أكدوا تعرضهم للتعذيب والإهانة بأصناف شتى، من قبل أمنيين في غالبيتهم مجهولي الهوية، خلال فترة اعتقالهم، كما كشفت المقاطع التي روجت لاستقبال المفرج عنهم من قيادات عدة، عن تعرضهم للضرب والتعذيب، وهذا ما أقره أيضاً "أبو محمد الجولاني" وقال إن هناك أخطاء حصلت في التحقيقات.

ليس الضرب والشبح وحده، والاحتجاز في ظروف غير إنسانية فحسب، بل هناك أصناف عديدة مورست بحق المعتقلين من قيادات الهيئة وعناصرها منهم قادة كبار معروفين، وفق ماقال أحد المفرج عنهم لشبكة "شام"، متحدثاً عن ضرب وتعنيف بالكرباج والشبح والسلاسل، بالتوازي مع إهانات لفظية تطعن في الدين والأعراض، وتهدد بالقتل والتنكيل حتى الموت، أو الاعتراف.

وفي تقرير حقوقي سابق، قالت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، إن الهيئة تمكنت من ابتكار أساليب تعذيب مميزة، وسجلت 22 أسلوب تعذيب، وقد يتعرض المحتجز غالباً لأزيد من أسلوب تعذيب واحد، وزعتها الشبكة إلى ثلاثة أصناف رئيسة وهي( 13 من أساليب التعذيب الجسدي - 8 أساليب تعذيب نفسي - أعمال السخرة).


وأشارت الشبكة إلى أن "هيئة تحرير الشام" تستخدم أساليب تعذيب متعددة ضمن مراكز الاحتجاز التابعة لها، مؤكدة أنها تشابهت إلى حدٍّ ما مع أساليب التعذيب التي يمارسها النظام في مراكز احتجازه، وأن هناك تشابهاً حتى ضمن استراتيجية التعذيب التي تهدف إلى إجبار المحتجز على الاعتراف، وتتم محاكمته بالتالي بناءً على اعترافات انتزعت منه تحت التعذيب.

 

اقرأ المزيد
٢٢ أبريل ٢٠٢٤
"المصالحة الروسي" يُجدد اتهام الولايات المتحدة بانتهاك بروتوكولات منع الاشتباك في سوريا

جدد "يوري بوبوف"، نائب رئيس المركز الروسي للمصالحة في سوريا، اتهام الولايات المتحدة الأمريكية التي تقود "التحالف الدولي ضد الإرهاب في سوريا"، بانتهاك بروتوكولات منع الاشتباك لمرتين خلال 24 ساعة في سوريا.

وقال بوبوف في مؤتمر صحفي: “خلال الـ 24 ساعة الماضية، تم تسجيل ثلاث حالات انتهاك لبروتوكولات منع الاشتباك الموقعة في 9 ديسمبر 2019، قام بها التحالف الدولي وتتعلق بتحليق طائرات مسيرة دون التنسيق مع الجانب الروسي”.

وأضاف أن "في منطقة التنف خلال النهار تم تسجيل 12 خرقا قامت بها أسراب من مقاتلات "إف 15"، ومقاتلات "رافال"، وطائرات "ثاندربولت" الهجومية"، ولفت إلى أن 24 ساعة الماضية شهدت إطلاق مسلحين من "جبهة النصرة" و"الحزب الإسلامي التركستاني" النار مرتين على مواقع للجيش السوري، وقد تسبب القصف بإصابة جندي سوري في حلب، وفق تعبيره.


وسبق أن أعلن "سوريا اللواء يوري بوبوف"، نائب رئيس المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف المتحاربة في سوريا، أن القوات الروسية دمرت 3 قواعد لمسلحين مختبئين في سلسلة جبال العمور بمحافظة حمص.

وقال بوبوف: "دمرت القوات الجوية الروسية ثلاث قواعد للمسلحين الذين غادروا منطقة التنف وكانوا يختبئون في مناطق يصعب الوصول إليها في سلسلة جبال العمور بمحافظة حمص"، في محاولة من روسيا لربط خلايا تنظيم داعش بالفصائل المتمركزة في منطقة التنف شرقي حمص.


وفي نهاية شهر آذار المنصرم، أعلن اللواء "يوري بوبوف"، إن القوات الجوية دمرت قاعدة للمسلحين بمحافظة حمص، وتحدث عن تسجيل خمسة خروقات في منطقة التنف خلال يوم واحد، قامت بها طائرتان من طراز "إف 15" ومقاتلتان من طراز "رافال" وطائرة استطلاع من طراز "بي 350".

أوضح اللواء في بيان: في 31 مارس، وجه الطيران الحربي الروسي ضربة جوية لقاعدة للمسلحين الذين غادروا منطقة التنف وكانوا يختبئون في مناطق يصعب الوصول إليها في سلسلة جبال المراح بمحافظة حمص".

وكثيراً مايتهم مركز المصالحة الروسي، قوات "التحالف الدولي" بقيادة الولايات المتحدة في سوريا، بانتهاك بروتوكولات عدم التصادم في منطقة التنف، ويتحدث عن أن مثل هذه الإجراءات تخلق مخاطر تؤدي إلى حوادث جوية بمشاركة الطيران المدني.

اقرأ المزيد
٢٢ أبريل ٢٠٢٤
وزير الدفاع الإسرائيلي يُعلن من الحدود مع سوريا جاهزيتهم لمنع التمركز الإيراني في المنطقة

أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، جاهزية القوات الإسرائيلية للمهام الهجومية لمنع التمركز الإيراني المستمر طوال الوقت في المنطقة، جاء ذلك خلال زيارة أجراها الوزير إلى جانب مسؤولين إسرائيليين إلى مواقع قواتهم بالقرب من الحدود السورية.

وقال غالانت: "لقد قمت بدوريات في قطاع هضبة الجولان هذا الصباح مع قائد الفرقة، رأيت الاستعداد الجيد للغاية لقوات الجيش الإسرائيلي هنا في القطاع الشرقي وكيف نمنع تموضع قوات حزب الله وكذلك القوات الإيرانية التي تحاول الوصول إلى حدود هضبة الجولان، نحن نحتفظ بحرية العمل الكاملة لضرب أي هدف وأي عدو يحاول تعريضنا للخطر.

وأضاف: "في الوقت نفسه، تجري هنا جهود تحضيرية كبيرة جدا للتدريب والتجهيز والإعداد ضد أي تهديد قد ينشأ من الشمال، نحن مصممون على إعادة سكاننا إلى الشمال ولهذا الغرض نقوم بجمع ودراسة المعلومات الاستخبارية ونشر القوات والتدريب والتأهيل حتى نتمكن من تنفيذ هذه المهمة بدقة وسرعة وبجودة عالية".

ووصل غالانت اليوم إلى الفرقة 210، وأجرى تقييما للوضع بالقرب من الحدود الإسرائيلية السورية مع قائد الفرقة، العميد تسيون ريتزون، وضباط مقر الفرقة، وحصل على تقرير استخباراتي حول محاولات إيران و"حزب الله" ترسيخ وجودهما في جميع أنحاء سوريا، وأصر على تحركات الجيش الإسرائيلي لإحباط العناصر المسلحة في الميدان.

وكانت أعلنت ميليشيا "المقاومة الإسلامية في العراق"، يوم الأحد، استهداف ما أسمته "هدف حيوي" في الجولان السوري المحتل عبر طيران مسير، وأكدت المقاومة في بيان لها "استمرارها في دك معاقل الأعداء".

وقالت في بيان إنه "استمرارا بنهجنا في مقاومة الاحتلال، ونصرة لأهلنا في غزة، وردا على المجازر التي يرتكبها الكيان الغاصب بحق المدنيين الفلسطينيين من أطفال ونساء وشيوخ، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية في العراق صباح اليوم الأحد الموافق 21/4/2024، هدفا حيويا في الجولان المحتل، بالطيران المسير".

وكانت ذكرت وسائل إعلام غربية أن الجيش الإسرائيلي قصف مواقع في إيران فيما نفى مسؤولون إيرانيون أي هجوم وأكدوا أن دوي الانفجارات في أصفهان كان نتيجة تفعيل نظام الدفاع الجوي الإيراني

وفي وقت سابق، قالت مواقع إعلام عبرية، إن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، أبلغ نظيره الأمريكي لويد أوستن إن "إسرائيل" ليس لديها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني الأخيرة بالمسيرات والصواريخ.

ونقل موقع "واللاه" العبري عن مصادر مطلعة، تفاصيل الاتصال بين أوستن وغالانت، موضحاً أن الأخير أكد أن إسرائيل لن تكون قادرة على قبول واقع جديد يتم فيه إطلاق صواريخ باليستية عليها دون رد إسرائيلي، وشدد "غالانت" على أن إسرائيل لن تكون قادرة أيضا على قبول وضع ترد فيه إيران على هجمات إسرائيل في سوريا.

 

اقرأ المزيد
٢٢ أبريل ٢٠٢٤
طائرة أمريكية تستهدف منصة صواريخ في العراق استخدمت بقصف قاعدة لقواتها شمال سوريا

كشفت مصادر أمنية عراقية، عن استهداف طائرة أمريكية، منصة صواريخ في الأراضي العراقية استخدمت لقصف قاعدة للولايات المتحدة شمال شرق سوريا، وأعلنت خلية الإعلام الأمني في العراق ضبط مركبة انطلقت منها صواريخ استهدفت قاعدة للتحالف الدولي في سوريا.

وقالت المصادر لوكالة "شفق نيوز"، إن "طائرة أمريكية قصفت المركبة التي كانت تحمل صواريخ لحظة إطلاقها نحو سوريا في ناحية زمار شمال الموصل"، ولفتت إلى أن "طيرانا أمريكيا كثيفا يحلق بين الحدود العراقية السورية ضمن ناحيتي زمار وربيعة شمال غرب الموصل على خلفية الهجوم الصاروخي الذي استهدف القاعدة الأمريكية في الأراضي السورية".


في السياق، قالت خلية الإعلام الأمني في العراق في بيان: "شرعت قطعاتنا الأمنية ضمن قطاع عمليات غرب نينوى قرب الحدود العراقية السورية بعملية بحث وتفتيش واسعة عن عناصر خارجة عن القانون استهدفت عند الساعة 21.50 من يوم الأحد قاعدة للتحالف الدولي بعدد من الصواريخ في عمق الأراضي السورية".

وأضافت الخلية، أن القوات الأمنية عثرت على المركبة التي انطلقت منها الصواريخ وقامت بحرقها، ولفتت إلى أنها مازالت تواصل عملية البحث للقبض على الفاعلين لتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم.

وكان كشف مصدران أمنيان عراقيان في تصريح لوكالة "رويترز" عن إطلاق 5 صواريخ على الأقل من بلدة زمار العراقية باتجاه قاعدة عسكرية أمريكية في شمال شرق سوريا يوم الأحد، ويعتبر هذا الهجوم الأول من نوعه منذ فبراير ضد القوات الأمريكية بعد غعلان الجماعات المسلحة في العراق وقف هجماتها ضد القوات الأمريكية.

وكان اعتبر الجنرال "جوزيف فوتيل"، القائد السابق للقيادة المركزية للجيش الأميركي، أن واشنطن نجحت في ردع هجمات الميليشيات الموالية لإيران على القواعد الأمريكية في سوريا والعراق، وحذر من أن انسحاب القوات الأمريكية من العراق سيكون له تأثير على الوجود في سوريا.

وقال فوتيل في مقابلة مع صحيفة "الشرق الأوسط"، إن الولايات المتحدة استوعبت الكثير من هجمات الميليشيات المتحالفة مع إيران، لكن تلك الهجمات انخفضت بعد سلسلة من الضربات الأمريكية، واعتبر فوتيل أن "أفضل نهج لخلق وضع أكثر استقراراً" في الشرق الأوسط، هو العلاقات الدبلوماسية، وفتح العلاقات والاتصالات بين مختلف أجزاء المنطقة
.
ومنذ بداية الحرب في غزة بعد هجمات حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، طمأنت الولايات المتحدة وإيران بعضهما البعض إلى أن أيا منهما لا يسعى إلى مواجهة مباشرة، وهو الموقف الذي تم نقله في الرسائل التي تمريرها عبر وسطاء، لكن في عُمان، كان لدى كل جانب طلب واضح من الجانب الآخر، وفقا لما ذكره مسؤولون أميركيون وإيرانيون للصحيفة.

واتخذت الولايات المتحدة وإيران قرارات لتجنب حرب مباشرة في فبراير. وتجنبت القوات الأميركية توجيه ضربات مباشرة لإيران في ردها العسكري، وأقنعت إيران الميليشيات في العراق بوقف الهجمات على القواعد التي تضم قوات أميركية والميليشيات في سوريا لتقليل شدة الهجمات لمنع سقوط قتلى أميركيين.

اقرأ المزيد
٢٢ أبريل ٢٠٢٤
صناعة حلب تجدد مطالبتها بتخفيض حوامل الطاقة.. مسؤول: الحكومة ترفض الاعتراف بالفشل

 

جددت غرفة صناعة حلب لدى نظام الأسد مطالبتها بتخفيض أسعار الكهرباء والفيول وحل المشكلات التي تعترض العمل والإنتاج، في وقت قال رئيس غرفة صناعة حلب، فارس الشهابي إن الحكومة ترفض الاعتراف بالفشل.

وفي التفاصيل رفعت غرفة صناعة حلب كتاباً لمجلس الوزراء لدى نظام الأسد حسين عرنوس، جددت من خلاله مطالبتها بتخفيض أسعار الكهرباء و الفيول بما يتناسب مع دول الجوار و ذلك للحفاظ على الأسواق المحلية و التصديرية.

وكذلك ضمان استمرارية العمل و الإنتاج بالإضافة للمطالبة بتنفيذ مطالب الصناعيين التي تم طرحها خلال اجتماع الهيئة العامة للغرفة و التي تم تقديمها و طرحها خلال زيارة الوفد الوزاري في محافظة حلب مطلع العام الحالي.

وقال رئيس غرفة صناعة حلب، فارس الشهابي إن صناعيو سوريا قالوا كلمتهم الموحدة اليوم حول اسعار حوامل الطاقة المرتفعة فهل تستجيب الحكومة، مشيرا إلى أن الكارثة الحقيقية أن البعض في الحكومة  يرفضون الاعتراف بفشل سياساتهم الاقتصادية.

وكذلك لفت إلى أن البعض في حكومة نظام الأسد "يرفضون الاصغاء لوجع و صراخ الشارع الصناعي و يصرون على أخطائهم آخذين اقتصاد البلد إلى الهاوية"، وأضاف "نأمل أن يصغوا لنا لاننا نستطيع إنقاذ اقتصاد البلد".

وقال رئيس اتحاد غرف الصناعة غزوان المصري إن على الحكومة أن تعيد توزيع الدعم بطريقة عادلة وعلينا أن نكون شركاء كغيرنا في موضوع الدعم ودعا الحكومة للاستمرار بدعم الصناعيين وعليها اليوم أن تستمر بهذا الدعم لحين استكمال الطاقة البديلة لكل المصانع والمعامل.

ولفت إلى أن أحد الصناعيين من حلب أكد خروج أكثر من 25 معمل حديد من الإنتاج نتيجة ارتفاع التكاليف ومنها ارتفاع أسعار الكهرباء والأهم أن صناعياً وصاحب منشأة أكد أن هناك 165 عاملاً قد تم تسريحهم نتيجة ارتفاع التكاليف ولاسيما الكهرباء.

وكان حذر عضو الهيئة العامة لغرفة صناعة دمشق "محمود المفتي" من إغلاق عدد من المنشآت الصناعية أبوابها مع ارتفاع تكاليف الإنتاج، ولاسيما بعد غلاء حوامل الطاقة، ومنها الكهرباء بالدرجة الأولى، وفق حديثه لوسائل إعلام تابعة للنظام.

هذا قال نائب رئيس مجلس إدارة غرفة صناعة دمشق وريفها لدى نظام الأسد "لؤي نحلاوي"، إن الصناعات في سوريا تأثرت بشكل كبير بسبب رفع تعرفة سعر الكهرباء التي زادت بنسبة تراوحت بين 10-12 ضعفا ما سبب صدمة قوية بكلف الصناعة، فيما نقل موقع محلي عن أصحاب مهن وصول فواتيرهم إلى ملايين الليرات، وسط انسحاب كثير من المنشآت من الخدمة.

اقرأ المزيد
٢١ أبريل ٢٠٢٤
"الخوذ البيضاء": "خدمات العيادة النقالة" حققت فارق كبير في الرعاية الصحية شمال سوريا

قالت مؤسسة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء"، إن "خدمات العيادة النقالة" حققت فارق كبير في الرعاية الصحية، ضمن مشروع الصحة المدرسية للدفاع المدني في مدارس منطقتي الشويحة وترحين في ريف حلب الشرقي ودركوش وعزمارين في ريف إدلب الغربي.


ويدعم المشروع صحة الأطفال ويزيد من الوعي الصحي للطلاب والكوادر التعليمية في مواجهة الأمراض الموسمية والمخاطر الصحية، ويقول الدكتور عبد الرحمن العبيد إن "الحاجة كبيرة لمثل هذه المشاريع الداعمة لصحة المدنيين، والكشف المبكر عن الأمراض وزيادة الوعي الصحي لضمان مجتمع متعافي وقادر على مواجهة الأمراض والأوبئة، ونشر الثقافة الصحية بين الجميع.

وأضاف: "تمكنّا خلال جولاتنا الدورية للمدارس من الكشف عن العديد من الأمراض بين الطلاب، وتقديم العلاج المناسب لهذه الحالات، من بين الحالات كانت الطفلة عائشة في مدرسة الشيخ جراح، اكتشفت خلال جولاتنا أنها تعاني من ضعف في النظر، وتم إحالتها لطبيب مختص لتشخيص حالتها وعلاجها من خلال نظارة طبية حسّنت من وضعها الصحي بشكل كبير".


وتحدث عن حالة "الطفلة فاطمة كانت تعاني من التحسس الربيعي الذي يعتبر من الأمراض الموسمية وينتشر بكثرة هذه الأوقات، تم وصف الدواء اللازم لها، بالإضافة للكثير من الحالات التي تواجهنا خلال عمل العيادة، ويتم إجراء ما يلزم من فحص ووصفات أو إحالات". 

يذكر أن مشروع الصحة المدرسية يشمل 33 مدرسة في منطقتي عزمارين ودركوش بريف إدلب، بواقع 17 مدرسة، وفي منطقتي ترحين والشويحة في ريف حلب الشرقي، بواقع 16 مدرسة، بهدف تأمين رعاية صحية شاملة للطلاب في المدارس، من خلال فرق تابعة للدفاع المدني السوري، مكونة من أطباء وممرضين، وكوادر إسعاف وتوعية صحية. 

اقرأ المزيد
٢١ أبريل ٢٠٢٤
لمنع أي "تسييس".. مسؤول أممي: أمانة صندوق مشاريع التعافي المبكر ستكون خارج سوريا

قال "آدم عبد المولى" منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا، إن الصندوق المزمع إنشاؤه لتمويل مشاريع التعافي المبكر قبل حلول الصيف المقبل، يجب أن تكون أمانته خارج سوريا، لمنع أي "تسييس".

وأوضح عبد المولى، أن الصندوق يرتكز على جدول أعمال الأمم المتحدة الإنساني المشترك، لذلك برأيه يجب أن تحكمه المبادئ الإنسانية الأساسية المتمثلة في الاستقلال والحياد والإنسانية، كما يتعين حماية التعافي المبكر من أي محاولة للتسييس.

ولفت المسؤول الأممي، إلى أن استراتيجية التعافي المبكر والصندوق يهدفان إلى تحقيق الفائدة لجميع أنحاء سوريا، بغض النظر عمن يسيطر، وأكد على ضرورة أن تتمتع الجهات الفاعلة الإنسانية على الأرض بالاستقلالية الكاملة لتطوير مشاريع التعافي الخاصة بها، وبالمساواة في الوصول إلى الصندوق، وفق "عنب بلدي".

وأشار عبد المولى، إلى أن الصندوق له عدة أهداف عدة، بينها تحفيز النهج التعاوني بين الجهات الفاعلة الإنسانية، وتزويد الجهات المانحة، التي تمنعها العقوبات من توجيه المساعدات إلى سوريا، بقناة بديلة تحت رعاية متعددة الأطراف وعبر الأمم المتحدة، والسماح للمانحين والأمم المتحدة والمنظمات، بأن يقرروا ما ينبغي تمويله وأين.

وسبق أن طالب "بسام صباغ" نائب وزير خارجية نظام الأسد، على هامش أعمال "المنتدى العالمي للاجئين" في جنيف، بزيادة مشاريع التعافي المبكر كماً ونوعاً، لأهميتها في تحسين الوضع الإنساني بشكل ملموس ومستدام، وفق تعبيره.

وزعم "صباغ"، خلال لقاء مع وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن غريفيث، إن مشاريع التعافي المبكر تدعم جهود حكومة دمشق في مجال عودة المهجرين السوريين إلى وطنهم.


ودعا إلى حشد الموارد المالية اللازمة، لتلبية الاحتياجات المتزايدة للسوريين، جراء النقص الحاد في تمويل خطة الاستجابة الإنسانية، وبحسب وكالة "سانا"، أكد غريفيث حرص وفد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، أهمية مواصلة التنسيق والتعاون مع حكومة دمشق لتحسين الوضع الإنساني.

وسبق أن دعا وزير خارجية الأسد، فيصل المقداد، الدول العربية للتعاون مع بلاده في موضوع عودة اللاجئين، والمساهمة في تنفيذ مشاريع التعافي المبكر الملحة والمهمة للسوريين والعرب، دون أن يتطرق للسبب الرئيس في هجرة هؤلاء وتركهم بلادهم، أو السبب الرئيس أميناً لعدم عودتهم.

كما اعتبر "الحكم دندي" القائم بالأعمال بالنيابة لوفد نظام الأسد الدائم لدى الأمم المتحدة، أن استمرار وجود مكتب الأمم المتحدة، لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، في غازي عينتاب، جنوبي تركيا "يمثل هدراً للموارد على حساب أولئك الذين يستحقون المساعدة في سوريا".

واتهم مندوب النظام، فرق الأمم المتحدة بالتواصل مع "تنظيمات إرهابية" مدرجة على لوائح مجلس الأمن، في إشارة إلى دخول وفود الأمم المتحدة إلى مناطق شمال غربي سوريا، وقال إن دمشق مستمرة بالتنسيق مع مع مكتب (أوتشا)، بهدف الارتقاء بالوضع الإنساني، حيث جددت مؤخراً الإذن الممنوح للأمم المتحدة باستخدام معبري باب السلامة والراعي لمدة ثلاثة أشهر إضافية.


وفي وقت سابق، قالت مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، في تقرير استجابتها للأشهر الستة المقبلة، إن الاحتياجات الإنسانية في سوريا "مستمرة بالارتفاع بلا هوادة"، مدفوعة بتصاعد العنف، الذي أدى إلى مزيد من النزوح والمعاناة، 

وركز التقرير على "عرض الفجوات الحرجة في التمويل وتكلفة التقاعس عن العمل لتنظر فيها الجهات المانحة"، ولفت إلى استمرار تدهور الوضع الاجتماعي والاقتصادي في سوريا، وتفاقمه بسبب الزلازل والتوترات والصراعات في المنطقة، ما أثر سلبياً على التماسك الاجتماعي، وزاد نقاط الضعف.

وحذرت "أوتشا" من أن آثار التدهور الاقتصادي السريع ونقص فرص كسب العيش، تؤدي إلى تعريض الأشخاص الضعفاء لمخاطر وتهديدات الحماية، بما في ذلك العنف القائم على النوع الاجتماعي.

وبين التقرير أن تنفيذ خطة الاستجابة الإنسانية في سوريا بالكامل، يتطلب تمويلاً قدره 4.07 مليون دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة لنحو 10.8 مليون شخص، وهم الأشد احتياجاً من بين 16.7 مليون سوري يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية، خلال العام 2024، وهو أكبر عدد منذ عام 2011.

اقرأ المزيد
٢١ أبريل ٢٠٢٤
سخرية من إعلام النظام استيراد باصات كهربائية لمواجهة أزمة النقل بسوريا

أثار مسؤول في مجلس محافظة دمشق، سخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أعلن موافقة اللجنة الاقتصادية على استجرار نحو 2000 باص كهربائي، ستخصص 300 منها لدمشق، 500 لريف دمشق، والمتبقي للمحافظات الأخرى.

وصرح عضو المكتب التنفيذي لقطاع النقل بريف دمشق إياد النادر، في حديثه لوسائل إعلام تابعة للنظام أنه لا يمكن إلغاء السرافيس والباصات والاعتماد على باصات الكهرباء، وقدر أنه حالياً يخدم دمشق وريفها نحو 18 – 20 ألف سرفيس وباص نقل داخلي.

وأكد أن الحافلات المتوفرة لا تكفي الحاجة، بالتالي لا يمكن الاعتماد بشكل كامل على عدد قليل من الباصات الكهربائية، مشيراً إلى أنه مخصص لريف دمشق 7000 باص، يعمل منها 5000 – 5500 باص نقل داخلي فقط وهي لا تسد الحاجة. 

وذكر أنه بعد تركيب الـGPS استقر وضع النقل في المحافظة بنسبة 70 – 75%، ولكن تحصل ضغوطات وازدحام في بعض الأيام نتيجة تأخر وصول رسائل المحروقات، ولكن يجري العمل على حلها وتفادي الموضوع.

وكشفت مصادر إعلاميّة تتبع لنظام الأسد، عن تفاقم أزمة النقل والمواصلات حيث تجددت الازدحامات الخانقة ضمن شوارع دمشق، ورغم قرار النظام تخفيض طلبات المازوت المخصصة لدمشق من 24 طلباً إلى 16 طلباً خلال الأيام الماضية، زعم أن سبب تفاقم الأزمة نقص السرافيس والباصات. 

وأشارت نقص عدد الحافلات هو سبب تجدد أزمة النقل إلى تسرب العديد من السرافيس من خطوطها، وعدم التقيد بالوصول إلى كامل الخط، وخصوصاً أن العديد من الباصات التي تقل المواطنين بسعة 24 راكباً أصبحت تتقاضى 2000 ليرة، وهذا الأمر ينطبق على بعض السرافيس بين دمشق وريفها.

هذا ويتهم النظام السائقين بالوقوف خلف أزمة النقل ويتجاهل قراراته التي أوصلت خدمة المواصلات الضرورية لما هي عليه، و ينهمك النظام بتحصيل الإتاوات والضرائب بعضها تحت بند الضبوط والمخالفات وكان كشف عن ضبط الكشف عن شركة نقل تستجر المازوت بطريقة غير مشروعة قيمتها ثلاثون مليار ليرة بحلب.

ويزعم إعلام النظام تراجع حدّة أزمة النقل كثيراً بعد تركيب أجهزة التتبع، كونها سهّلت عملية المراقبة وقربت بين المازوت المستلم والمسافة المقطوعة على الخطوط، وهو ما أثار في بعض الأحيان حفيظة السائقين الذين اعتاد البعض منهم على التهرب والتعاقد مع جهات عامة أو خاصة، وفق إعلام النظام.

وشهدت عدة مناطق إضرابات من قبل سائقي النقل الداخلي بسبب أزمة المحروقات واحتجاجا على تخفيض مخصصاتهم من الوقود حيث شهدت محافظة السويداء، إضراباً شمل سائقي وسائط النقل بسبب عدم تزويدهم بمخصصات كافية من المحروقات ويجبر السكان على دفع 30 ألف ليرة أجرة "تكسي سرفيس".

وكذلك اضرب عدد من سائقي حافلات النقل الصغيرة "السرافيس"، عن العمل في كراج جبلة بمحافظة اللاذقية، بسبب فرض مخالفات وإجراءات أخرى بحقهم، فيما خفض نظام الأسد مخصصات المازوت لوسائل النقل العامة بحمص، بنسبة وصلت إلى 50‎% لبعض الخطوط، ما أدى لازدحام كبير على المواصلات في المدينة.

ومن جهته وصف عضو المكتب التنفيذي لقطاع النقل في اللاذقية دريد مرتكوش، أنّ ما قام به السائقون هو "محاولة إثارة الشغب بقصد التمرد ومنع زملائهم من العمل، وكانت قد توقفت في الأسبوع الماضي معظم الرحلات البرية عبر البولمانات من مدينة البوكمال شرقي دير الزور إلى دمشق وبالعكس.

وذلك لعدم توفر المازوت، وتعاني المحافظات السورية عموماً من أزمة مواصلات خانقة، نتيجة قلة المحروقات مع ارتفاع سعرها، والعجز عن تأمين كميات مدعومة كافية، وحسب رئيس "الجمعية السورية للشحن والإمداد الوطني" رياض صيرفي، إن أجور النقل البحري ارتفعت ما بين 300% و350 وفق تقديراته.

وأوقفت شركة تكامل بالاتفاق مع وزارة النقل التابعة للنظام السوري بطاقات البنزين للسيارات التي سنة صنعها قبل عام 2000 وذلك بهدف إجبار أصحابها على إجراء الكشف الفني لتلك المركبات في الزبلطاني بدمشق، وأكد مصدر في قيادة شرطة النظام بمحافظة حماة مصادرة 155 دراجة نارية منذ بداية الشهر الجاري وتوقيف 33 شخص.

يشار إلى أن أزمة النقل والمواصلات تتفاقم في مناطق سيطرة النظام بشكل ملحوظ وتؤدي إلى شلل في الحركة في كثير من الأحيان ويؤثر ذلك على كافة نواحي الوضع المعيشي والأسعار المرتفعة، فضلاً عن تأخر طلاب المدارس والجامعات والموظفين عن الدوام الرسمي في الوقت الذي قرر نظام الأسد تعليق وتخفيف نسبة دوام الرسمي بعد النقص الشديد بالمازوت وشلل قطاع النقل والمواصلات.

اقرأ المزيد
٢١ أبريل ٢٠٢٤
عارض النظام فحاربه التهميش.. "محمد فارس" سيرة أول رائد فضاء سوري

غيب الموت رائد الفضاء السوري اللواء المنشق عن جيش النظام محمد فارس في مشفى سانكو بولاية غازي عنتاب التركية، مساء أمس الجمعة، بعد صراع مع المرض دام عدة شهور، منهياً مسيرة حافلة بالإنجازات والمواقف المشرفة المنحازة إلى مطالب الشعب السوري بالحرية والكرامة.

ويُعتبر فارس بطلاً قومياً في سورية، رغم التهميش الذي تعرض له اللواء فارس من نظامَي حافظ وبشار الأسد وعدم انخراطه في أي من الأجسام العسكرية والسياسية التمثيلية للثورة السورية، وهو حاصل على العديد من الأوسمة والتكريمات على المستويين العالمي والوطني.

واللواء فارس من مواليد 1951 في حي الموغامبو بمدينة حلب حيث قضى معظم حياته، وهو خرّيج الأكاديمية الجوية العسكرية وضابط سابق في سلاح الجو السوري بصفة طيّار مقاتل على الطائرة ميغ 21، كما كان مدرباً للطيران قبل أن يتم اختياره لتمثيل سورية بالفضاء الخارجي في 1987، وعمل مديراً للمعهد الجوي في سورية منذ 1998 حتى 2004. وفي نهاية 2004 رُفع إلى رتبة لواء وعيّن مديراً لإدارة التنظيم في قيادة القوى الجوية السورية.

وفارس هو أول سوري وثاني عربي يصعد إلى الفضاء الخارجي، وكانت رحلته ضمن برنامج الفضاء السوفييتي في مركبة الفضاء سويوز في رحلة إلى المحطة الفضائية مير في 22 تموز 1987، مع اثنين من رواد الفضاء الروس ضمن رحلة استمرت تسعة أيام كانت ضمن برنامج للتعاون في مجال الفضاء كان يقوم به الاتحاد السوفييتي السابق مع الدول الصديقة له.

وجرى اختيار فارس لتمثيل سورية بعد اختبارات صعبة أُجريت على 10 ضباط طيارين، في مجالات الصحة الجسدية والصحة النفسية والمعرفة العلمية، واختير ضابط آخر محسوب على النظام يدعى منير حبيب بديلاً لفارس في حال حدوث أي طارئ. وقال فارس في لقاءات إعلامية سابقة عن تجربته إن النظام بذل جهوداً لتكون الرحلة من نصيب حبيب، لكن الروس أصروا على اختياره هو لهذه الرحلة التي تم التحضير لها لمدة عامين في مدينة النجوم القريبة من موسكو.

أنجز محمد فارس خلال رحلته  13 تجربة علمية على متن المركبة الفضائية بالإضافة إلى عدة أبحاث في مجالات صناعية وجيولوجية وكيميائية وطبية وفي الرصد الفضائي والاستشعار عن بعد تم الإعداد لها في سورية، ووصفها في لقاءاته الإعلامية بأنها كانت جميعها تجارب ناجحة.

وتعرض فارس بعد عودته من رحلته الفضائية للتهميش من النظام السوري الذي حاول التعتيم على إنجازه، ووصف فارس ذلك بأنه كان تهميشاً متعمداً من رأس النظام، تبعه تهميش من كل أجهزة النظام، ووضح فارس أنه تم إقصاؤه حتى عن معظم اللقاءات الروتينية التي كانت تتم احتفاءً برواد الفضاء خارج سورية، حتى إنه تم إقصاؤه عن لقاء جمع حافظ الأسد مع رواد الفضاء الروس الذين كانوا برفقة فارس.

وقال فارس إنه عقب عودتهِ مِن الفضاء طلب مِن "حافظ الأسد" تأسيس معهدٍ قوميٍ لعلوم الفضاء بهدف مساعدة غيره مِن السوريين على الانخراط في أبحاث الفضاء، ولكن الأسد رفض مقترحه، كما بدأت الأجهزة الأمنية للنظام تطلق الإشاعات تقلل من أهمية الرحلة وأهمية الأبحاث التي أجراها، وكانت إحدى تلك الإشاعات التي أطلقتها الأجهزة تعقيباً على أبحاثه العلمية هي أن فارس كانت مهمته الجلوس في المركبة الفضائية فقط، وأنه كان يتم ضربه على يده كلما مدها على أحد الأجهزة في المركبة الفضائية، وعلق الفارس على تلك الإشاعة بأنه مد يديه وقال يداي سالمتان لم تتعرضا للضرب.

انضم فارس مع ابنه إلى صفوف المتظاهرين مع انطلاق الثورة السورية في آذار/مارس 2011، وفي عام 2012 انتقل هو وعائلته إلى مدينة كفرحمرة بريف حلب، كانت تحت سيطرة فصائل المعارضة السورية، هرباً من بطش النظام، وذلك بعد أن استشعر بالخطر الذي يتهدده في مدينة حلب.

انتقل فارس لاحقاً إلى مدينة غازي عنتاب في تركيا، ومن ثم إلى مدينة إسطنبول، وشارك فارس في العديد مِن الفعاليات والتظاهرات المناصرة للثورة، كما كانت له مشاركات في مؤتمرات ولقاءات ودروس في جامعات تركية، كما كانت الحكومة التركية تستشيره في بعض القضايا التي تخص اللاجئين السوريين في تركية.

لطالما عبر فارس عن أمنيته في أن تستفيد سورية من خبراته وخبرات زملائه الطيارين في بناء قوة جوية حقيقية للتصدي لأعداء سورية وليس لقتل أبناء الوطن.

اللواء فارس متزوج من السيدة هند عقيل التي أسست خلال وجودها في تركيا جمعية اللمة السورية، تعنى بشؤون اللاجئين السوريين. وحاز فارس الجنسية التركية، وصنّفه الهلال الأحمر التركي بأنه أول رائد فضاء تركي كونه نال الجنسية.

وأطلقت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية على فارس لقب "آرمسترونغ العرب" وسُمي مطار وشوارع باسمه في سورية، وكانت رغبته التي أعلنها قبل وفاته أن يعيش في بلده ويشاهد أطفاله يلعبون بسلام من دون خوف من القنابل.

المصدر: موقع "العربي الجديد"

اقرأ المزيد
٢١ أبريل ٢٠٢٤
إقرار بالتعذيب وقتل شاب بتهمة باطلة ... ماذا عن آلاف المُعذبين في سجون "الجـ ـولاني"..؟

أثيرت من جديد قضية الشاب "أبو عبيدة الحكيم" التابع لـ "جيش الأحرار"، والذي قضى تحت التعذيب في سجون "هيئة تحرير الشام"، قبل إقرارها بالجريمة وتسليم جثته لذويه، لكن الجديد في القضية، هو إقرار الهيئة أمام لجنة قضائية ببراءة الشاب من التهم التي عُذب وقُتل بسببها، وقبولها دفع الدية لعائلته.

وجاء في بيان اللجنة القضائية التي شُكلت للنظر في قضية الشاب، طرفيها عائلته من جهة وجهاز الأمن العام التابع للهيئة من جهة ثانية، تبين "عدم صحة الإجراءات المتبعة في هذه الدعوى لدى التحقيق في جهاز الأمن العام، وهدر الاعترافات كونها انتزعت تحت الضغط والإكراه الملجئ، وبناء على أن الأصل براءة الضحية من التهم التي نسبت إليه.

وقالت اللجنة إنه "وبعد اكتمال التحقيقات والنظر في كافة البينات والقرائن وانتفاء العمد، وبعد عرض الصلح على الورثة، فقد تصالح الفريقان: يسلم الفريق الثاني دية مغلظة لورثة عبد القادر الحكيم مقدرة بالفضة بوزن قدره (٤٧,٦٠٠ (كغ سبعة وأربعون كيلو وستمائة غراماً من الفضة، تقدر قيمتها بالدولار الأمريكي عند التسليم، وتوزع بحسب قسمة الميراث الشرعية، ويتنازل الفريق الأول عن الدعوى المقدمة أمام اللجنة القضائية".

وبناء على ماسبق من قرار اللجنة القضائية، يتكشف للمتابع حجم المظالم التي يعانيها المعتقلون في سجون "هيئة تحرير الشام" وأساليب التعذيب التي تؤدي للموت، لانتزاع اعترافات باطلة ورمي تهم دون وجود طرف ثالث يحكم بها أو ينظر في آلاف القضايا التي راح ضحيتها معتقلون مظلومون، لايُعرف مصيرهم اليوم.

ولمرة جديدة، يتكشف الوجه الحقيقي لأجهزة "الجولاني" الأمنية، التي أمعنت في ممارسة التعذيب في السجون التي تشرف عليها في "حارم - الشيخ بحر - الزنبقي - باب الهوى - سرمدا - مدينة إدلب  ... إلخ"، وسابقاتها التي اشتهرت بالمظالم والبطش أبرزها "العقاب" في جبل الزاوية، لم يتم التحقيق في أي لجنة قضائية مستقلة في آلاف القضايا التي غُيب مصير أصحابها، إذ لم يكن هناك فصيل عسكري يطالب بالتحقيق ويضغط لكشف ملابساتها كما حصل اليوم.


وفي 23 شباط المنصرم، أبلغت الهيئة عائلة الشاب "أبو عبيدة الحكيم" التابع لـ "جيش الأحرار"، وفاته خلال التحقيق معه خلال فترة اعتقاله، ووفق مصادر "شام" فإن الشاب سلم نفسه للهيئة قبل تسعة أشهر، بعد ورود اسمه في التحقيقات مع معتقلين من الهيئة في قضية ترتبط بالعمالة، وأن الشاب كان واثقاً من براءته لذلك سلم نفسه للتحقيق.

وسبق أن نشرت شبكة "شام" الإخبارية تقريراً بعنوان (روايات صادمة عن التعذيب في سجون "هيـ ـئة تحـ ـرير الشـ ـام" وهذه أبرز أشكالها)، تطرقت فيها عما كشفته الأحداث الأخيرة المتعلقة باعتقال المئات من كوادر "هيئة تحرير الشام"، بتهم العمالة بينهم قادة بارزون، ومن ثم الإفراج عنهم، لتكشف عن استمرار النهج لدى الذراع الأمني في الهيئة، في تطبيق شتى أنواع الممارسات في تعذيب المعتقلين، حتى عناصر الهيئة أنفسهم لم يسلموا منها.

وتحدث التقرير عن روايات متعددة وصلت لشبكة "شام" عبر عدد من المفرج عنهم من كوادر "هيئة تحرير الشام" في قضية العملاء، أكدوا تعرضهم للتعذيب والإهانة بأصناف شتى، من قبل أمنيين في غالبيتهم مجهولي الهوية، خلال فترة اعتقالهم، كما كشفت المقاطع التي روجت لاستقبال المفرج عنهم من قيادات عدة، عن تعرضهم للضرب والتعذيب، وهذا ما أقره أيضاً "أبو محمد الجولاني" وقال إن هناك أخطاء حصلت في التحقيقات.


ليس الضرب والشبح وحده، والاحتجاز في ظروف غير إنسانية فحسب، بل هناك أصناف عديدة مورست بحق المعتقلين من قيادات الهيئة وعناصرها منهم قادة كبار معروفين، وفق ماقال أحد المفرج عنهم لشبكة "شام"، متحدثاً عن ضرب وتعنيف بالكرباج والشبح والسلاسل، بالتوازي مع إهانات لفظية تطعن في الدين والأعراض، وتهدد بالقتل والتنكيل حتى الموت، أو الاعتراف.

وقال آخر، إنه احتجز في غرفة منفرد صغيرة لأسابيع، ومنع عنه الطعام والماء، حتى أنه منع من أداء الصلوات، وتعرض وفق قوله لأصناف عديدة من التعذيب، منها الترهيب والتهديد بأهله وعائلته، الشبح، التابوت، الدولاب، الصعق بالكهرباء، الماء البارد، وكثير من الأصناف التي تعرض لها لإجباره على الإدلاء بأسماء واعترافات أكد أنه لم يكن على دراية فيها.

وذكر الشاهد (مطالباً بعدم ذكر اسمه) بأنه رصد عمليات تعذيب يومية، وأصوات بكاء وصراخ في الزنازين المجاور، حتى أنه سمع أصوات أطفال صغار ونساء محتجزين في المعتقلات المظلمة التي أعدتها الهيئة ضمن الجبال، وقال إن قيادات بارزة من الهيئة تعرضت لشتى أنواع التعذيب لنزع الاعترافات منها بشكل إجباري.

وأظهرت الفيديوهات لعدد من المفرج عنهم من قيادات الهيئة خلال استقبالهم، عدم قدرتهم على التحرك والمشي، فيما ظهر عدد آخر أنهم في وضع صحي متعب، جراء ما تعرضوا له من تعذيب في السجون، وأكثر ما تحدث عنه الشهود، هو الإهانات اللفظية بالسب بالأعراض والدين والاتهام بالعمالة والخيانة العظمى، التي حللت ممارسة كل أصناف التعذيب بحقهم.

ولم تكن تلك الممارسات بجديدة، فسبق أن تحدث المئات من المعتقلين الذين كتب لهم النجاة من سجون "هيئة تحرير الشام"، عن أصناف عديدة من التعذيب والتنكيل بالمعتقلين في السجون، فيما قضى العشرات منهم، وأخفي مصيرهم وحتى جثثهم، في ظروف ليست إنسانية ولا قانونية، ولا تمد للدين حتى بصلة، في الوقت الذي تواصل فيه الهيئة إنكار التعذيب والادعاء بالمعاملة الحسنة وفق الشريعة، وهو الذي فضحها أمام عناصرها وقياداتها أنفسهم.

وفي تقرير حقوقي سابق، قالت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، إن الهيئة تمكنت من ابتكار أساليب تعذيب مميزة، وسجلت 22 أسلوب تعذيب، وقد يتعرض المحتجز غالباً لأزيد من أسلوب تعذيب واحد، وزعتها الشبكة إلى ثلاثة أصناف رئيسة وهي( 13 من أساليب التعذيب الجسدي - 8 أساليب تعذيب نفسي - أعمال السخرة).

وأشارت الشبكة إلى أن "هيئة تحرير الشام" تستخدم أساليب تعذيب متعددة ضمن مراكز الاحتجاز التابعة لها، مؤكدة أنها تشابهت إلى حدٍّ ما مع أساليب التعذيب التي يمارسها النظام في مراكز احتجازه، وأن هناك تشابهاً حتى ضمن استراتيجية التعذيب التي تهدف إلى إجبار المحتجز على الاعتراف، وتتم محاكمته بالتالي بناءً على اعترافات انتزعت منه تحت التعذيب.

اقرأ المزيد
4 5 6 7 8

مقالات

عرض المزيد >
● مقالات رأي
٢٤ يناير ٢٠٢٤
في "اليوم الدولي للتعليم" .. التّعليم في سوريا  بين الواقع والمنشود
هديل نواف 
● مقالات رأي
٢٣ يناير ٢٠٢٤
"قوة التعليم: بناء الحضارات وصقل العقول في رحلة نحو الازدهار الشامل"
محمود العبدو  قسم الحماية / المنتدى السّوري 
● مقالات رأي
١٨ أكتوبر ٢٠٢٣
"الأســـد وإسرائـيــل" وجهان لمجـ ـرم واحــد
ولاء أحمد
● مقالات رأي
٢٦ سبتمبر ٢٠٢٣
منذ أول "بغي" .. فصائل الثورة لم تتعلم الدرس (عندما تفرد بكم "الجـ.ــولاني" آحادا)
ولاء أحمد
● مقالات رأي
٢٠ أغسطس ٢٠٢٣
هل تورطت أمريكا بفرض عقوبات على "أبو عمشة وسيف بولاد" ..!؟
ولاء زيدان
● مقالات رأي
٨ مايو ٢٠٢٣
كل (خطوة تطبيع) يقابلها بـ (شحنة مخدرات).. النظام يُغرق جيرانه بالكبتاغون رغم مساعي التطبيع
أحمد نور
● مقالات رأي
٢٦ فبراير ٢٠٢٣
الهزات الارتدادية تسيطر على ما تبقى من ليل الناشط..! 
عبد الرزاق ماضي