باريس تستضيف اجتماعًا حاسمًا بين الحكومة السورية و"قسد" لتنفيذ اتفاق آذار
باريس تستضيف اجتماعًا حاسمًا بين الحكومة السورية و"قسد" لتنفيذ اتفاق آذار
● أخبار سورية ٢٤ يوليو ٢٠٢٥

باريس تستضيف اجتماعًا حاسمًا بين الحكومة السورية و"قسد" لتنفيذ اتفاق آذار

تحتضن العاصمة الفرنسية باريس، يوم الجمعة المقبل، اجتماعًا رفيع المستوى يضم وفودًا من الحكومة السورية و"الإدارة الذاتية" الكردية، بحضور المبعوث الأميركي إلى سوريا توماس باراك ووزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، في خطوة تهدف إلى تسريع تنفيذ "اتفاق 10 آذار" القاضي بدمج "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) ومؤسسات "الإدارة الذاتية" ضمن هيكل الدولة السورية.

وفدان رفيعا المستوى إلى طاولة التفاوض
وبحسب مصادر كردية تحدّثت لوسائل إعلام عربية، يترأس وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني وفد الحكومة السورية، فيما يمثل "الإدارة الذاتية" كلّ من قائد "قسد" مظلوم عبدي، ورئيسة شؤون العلاقات الخارجية إلهام أحمد، ورئيسة وفد التفاوض فوزة يوسف. 


ويأتي هذا اللقاء بعد سلسلة اجتماعات أبرزها لقاء عمّان الثلاثي، الذي ضمّ المبعوث الأميركي ووزير الخارجية السوري وقائد "قسد"، وسط مؤشرات على أجواء إيجابية.

فرنسا تسهّل التفاهمات وتمهّد لاتفاقات ملموسة
وأكدت المصادر أن الاجتماع المرتقب في باريس هو الثالث من نوعه خلال تموز الجاري، ويُتوقع أن يُعلن خلاله عن "خطوات متقدمة" لتطبيق الاتفاق، بما يحقق تطلعات المكوّنات المحلية، وخاصة في مناطق الإدارة الذاتية. كما لعبت فرنسا دورًا رئيسيًا في تقريب وجهات النظر، مستفيدة من علاقتها الطويلة بالملف السوري ودعمها السابق لـ"قسد" في محاربة تنظيم داعش.

تفاهمات ميدانية وتنفيذ تدريجي للاتفاق
وكان اجتماع عمّان قد ساهم في تصحيح مسار المفاوضات، بعد تعثر الجولة الأولى في دمشق بتاريخ 9 تموز، حيث أُقرّت خطة لعقد لقاء عسكري بين "قسد" ووزارة الدفاع السورية، والتوافق على إدارة مشتركة للمعابر، وإعادة تفعيل المؤسسات الحكومية في مناطق الإدارة الذاتية، مع إعطاء أولوية لإعادة المهجّرين، خاصة من عفرين ورأس العين وتل أبيض.

خصوصية عسكرية ومهلة دولية للتنفيذ
كشفت المصادر أن التفاهم الحالي يتضمن دمج "قسد" في فيلق واحد ضمن وزارة الدفاع، مع احتفاظه بخصوصيته وانتشاره الحالي في الرقة ودير الزور والحسكة، لكن دون استقلال سياسي أو عسكري. وفيما يخص مظلوم عبدي، لم تُطرح بعد مناقشة أي منصب رسمي له داخل الحكومة، بانتظار استكمال الهيكل القانوني والدستوري لدمج مؤسسات الإدارة الذاتية بشكل شامل.

مهلة دولية وضغوط أمريكية وتركية
وكان نقل موقع "ميدل إيست آي" عن مصادر مطلعة أن الولايات المتحدة وتركيا منحتا "قسد" مهلة لا تتجاوز ثلاثين يومًا لاستكمال عملية الاندماج، وسط امتعاض من تباطؤ تنفيذ اتفاق آذار. ووفقًا للمصادر، عبّرت واشنطن وأنقرة عن رفضهما لمحاولات "قسد" الاحتفاظ بهيكل سياسي وعسكري مستقل، مطالبين بإخضاع القيادة العسكرية للدولة السورية، مع دمج بعض الوحدات ونزع سلاح أخرى.

اجتماع دمشق ووفد تركي يراقب من بعيد
يُذكر أن الاجتماع الأول بين الطرفين عُقد في قصر تشرين بدمشق، بحضور وزراء الخارجية والدفاع والداخلية السوريين ورئيس المخابرات العامة، إلى جانب قيادات "الإدارة الذاتية" والمبعوثين الأميركي والفرنسي، كما تابعت وفود حكومية تركية مجريات الاجتماع من غرفة جانبية دون مشاركة مباشرة، مطّلعة على كافة التفاهمات المبدئية التي تم التوصل إليها.

نحو تسوية نهائية؟
يُرتقب أن يشكّل لقاء باريس نقطة تحول في مسار العلاقة بين الحكومة السورية و"الإدارة الذاتية"، وسط ضغوط دولية متزايدة وواقع ميداني يفرض على جميع الأطراف تقديم تنازلات ملموسة لضمان الاستقرار السياسي، وتفادي تفجر الأوضاع مجددًا في الشمال الشرقي من سوريا.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ