أثار تبدل الموقف الروسي وكثير من الدول الداعمة لنظام الأسد، حالة من الاستغراب في أوساط أبناء الحراك الثوري السوري، بعد نجاحهم في إسقاط حكم الطاغية "بشار الأسد"، لتحاول تلك الدول في مقدمتها روسيا تبديل مواقفها وإظهار وجه آخر تجاه الشعب السوري، وهي التي مارست شتى أنواع القتل والتدمير وساهمت في "تثبيت الديكتاتور" حتى لحظة سقوطه.
لم تكتف روسيا بجرائم الحرب التي ارتكبتها في سوريا منذ تدخلها في 2015 لإنقاذ حكم "بشار الأسد"، بل عملت على حمايته بعد سقوطه من خلال منحه وعائلته وكبار ضباطه والمقربين منه حق اللجوء الإنساني، وسط تصريحات متبدلة تحاول فيها الخروج من مسؤوليتها على جرائم الحرب المرتبكة، دون أن تبادل حتى لتسليم الديكتاتور للمحاكمة العادلة.
وكان قال متحدث باسم "الكرملين" الروسي، إن روسيا ستبحث مستقبل القواعد الروسية في سوريا، مع السلطات الجديدة بعد سقوط نظام "بشار الأسد"، لافتة إلة أنه لاخطط لدى "بوتين" للقاء الإرهابي الفار "بشار الأسد" في روسيا.
أوضح الكرملين، أن بوتين اتخذ شخصيا قرار منح "بشار الأسد اللجوء" في روسيا، وأكد أنهم على اتصال دائم مع أنقرة واللاعبين الإقليميين الآخرين بشأن الأوضاع في سوريا.
وكانت قالت وزارة الخارجية الروسية، في بيا، إن الأسد قرر ترك منصبه وغادر البلاد نتيجة مفاوضاته مع عدد من المشاركين في النزاع المسلح، وناشدت جميع الأطراف توجيه دعوة إلى نبذ العنف وحل جميع قضايا الحكم بالوسائل السياسية.
وبينت الوزارة أنها على اتصال بكل فصائل المعارضة السورية، داعية إلى احترام آراء جميع الأعراق والطوائف، وأكدت دعم جهود إطلاق عملية سياسية شاملة وفق القرار 2254 الذي اعتمده مجلس الأمن الدولي بالإجماع، وقالت إن القواعد العسكرية الروسية في سوريا في حالة تأهب قصوى ولا تهديد خطيرا لسلامتها.
أعلنت السفارة الروسية لدى دمشق أن جميع موظفيها في سوريا بخير، بعد دخول المعارضة المسلحة إلى دمشق وإسقاط نظام بشار الأسد، وقال مصدر في السفارة لوكالة "تاس": "كل شيء على ما يرام"، دون أن يدلي بأي تفاصيل أخرى، في حين رفعت لاحقاً علم الثورة السورية على السفارة السورية في موسكو.
يصادف يوم الأربعاء الـ 30 من شهر أيلول لعام 2015، الذكرى السنوية لـ "التدخل الروسي" في سوريا، والذي جاء حاملاً معه الموت والدمار للشعب السوري، لتحقيق هدف واحد في بادئ الأمر متمثلاً في "تثبيت الديكتاتور بشار"، سرعان ماتحول للهيمنة على مقدرات الدولة وثرواتها وتملك القرار العسكري والسياسي فيها وبناء قواعد عسكرية روسيا في حميميم ومرفأ طرطوس، وتثبيت أسطولها قبالة السواحل السورية.
سنوات طويلة مضت، عاش السوريون خلالها مرارة الموت ليس بالصواريخ والقذائف وماحملته طائرات روسيا وبوارجها الحربية فحسب، بل الموت جوعاً بالحصار وخنقاً بالأسلحة الكيماوية، وتشريداً بحملات التهجير القسرية، وحرماناً من العودة للديار، علاوة عن التضييق الممنهج إنسانياً لحرمان المهجرين السوريين من أي حقوق حتى ولو بسلة المساعدات عبر المحافل الدولية.
وقفت روسيا ضد إرادة التغيير الديمقراطي في سوريا منذ الأيام الأولى للحراك الشعبي، مستخدمةً تبريرات متنوعة وفي بعض الأحيان متناقضة، كما قدمت روسيا للنظام السوري مختلف أشكال الدعم اللوجستي سياسياً، واقتصادياً، وعسكرياً، ووقفت ضد أي إدانة دولية للنظام السوري في مجلس الأمن.
وعملت روسيا على شلل مجلس الأمن تجاه مسائلة النظام السوري عن الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها، وذلك مِن خلال استخدام الفيتو 18 مرة، منها 4 استُخدمت قبل التدخل العسكري، و14 مرة استُخدمت بعد تدخلها العسكري المباشر في سوريا عام 2015.
وصوتت أن روسيا صوَّتت في جميع دورات مجلس حقوق الإنسان أي 21 مرة، ضد كافة القرارات التي من شأنها أن تدين العنف والوحشية التي يتعامل بها النظام السوري مع مخالفيه، بل وحشدت الدول الحليفة لها مثل: الجزائر وفنزويلا وكوبا وغيرها للتصويت لصالح النظام السوري.
حصائل الموت الروسية
في تقريرها السنوي الثامن عن أبرز انتهاكات القوات الروسية منذ بدء تدخلها العسكري في سوريا في 30/ أيلول/ 2015، تشير إحصائيات "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" إلى تورط روسيا بمقتل 6954 مدنياً بينهم 2046 طفلاً و1246 حادثة اعتداء على مراكز حيوية مدنية على يد هذه القوات.
ووفق الشبكة الحقوقية، تسببت القوات الروسية بمقتل 6954 مدنياً بينهم 2046 طفلاً و978 سيدة (أنثى بالغة)، وما لا يقل عن 360 مجزرة، وأظهر تحليل البيانات أن العام الأول للتدخل الروسي قد شهد الحصيلة الأعلى من الضحايا (قرابة 52 % من الحصيلة الإجمالية). فيما شهدت محافظة حلب الحصيلة الأعلى من الضحايا (قرابة 41 %) بين المحافظات السورية، تلتها إدلب (38%).
كما وثق التقرير قتل القوات الروسية 70 من الكوادر الطبية، بينهم 12 سيدة، جلهم في محافظة حلب، وكانت الحصيلة الأعلى لهؤلاء الضحايا في العام الأول، إضافةً إلى مقتل 44 من كوادر الدفاع المدني، نصفهم في محافظة إدلب التي سجلت الحصيلة الأعلى بين المحافظات، وكانت الحصيلة الأعلى من الضحايا في العام الأول من التدخل العسكري الروسي (قرابة 35 %) وفق ما أورده التقرير. وسجل مقتل 24 من الكوادر الإعلامية جميعهم قتلوا في محافظتي حلب وإدلب.
وطبقاً للتقرير فقد ارتكبت القوات الروسية منذ تدخلها العسكري حتى 30/ أيلول/ 2023 ما لا يقل عن 1246 حادثة اعتداء على مراكز حيوية مدنيَّة، بينها 223 مدرسة، و207 منشأة طبية، و61 سوق، وبحسب الرسوم البيانية التي أوردها التقرير فقد شهد العام الأول للتدخل الروسي 452 حادثة اعتداء على مراكز حيوية مدنية. كما شهدت محافظة إدلب الحصيلة الأعلى من حوادث الاعتداء بـ 629حادثة، أي ما نسبته 51 % من الحصيلة الإجمالية لحوادث الاعتداء.
كما سجل التقرير ما لا يقل عن 237 هجوماً بذخائر عنقودية، إضافةً إلى ما لا يقل عن 125 هجوماً بأسلحة حارقة، شنَّتها القوات الروسية منذ تدخلها العسكري في سوريا في 30/ أيلول/ 2015.
وجاء في التقرير أنَّ حجم العنف المتصاعد، الذي مارسته القوات الروسية كان له الأثر الأكبر في حركة النُّزوح والتَّشريد القسري، وساهمت هجماتها بالتوازي مع الهجمات التي شنَّها الحلف السوري الإيراني في تشريد قرابة 4.8 مليون نسمة، معظم هؤلاء المدنيين تعرضوا للنزوح غيرَ مرة.
لفتَ التقرير إلى أن السلطات في روسيا تنكر إلى اليوم قيامها بأية هجمات ضدَّ المدنيين، وما زال وزير خارجيتها يصرح مراراً أن التدخل الروسي شرعي؛ لأن هذا التدخل كان بطلب من النظام السوري ولمحاربة تنظيم داعش، ويؤكد لافروف بأنَّ بلاده مُلتزمة بقواعد القانون الدولي الإنساني، إلا أنه يتجاوز فكرة أن روسيا لم تقم بفتح تحقيق واحد حول المعلومات المؤكدة على انخراط القوات الروسية في العديد من الهجمات بانتهاكات ترقى لتكون جرائم حرب بحسب عدد من التقارير الأممية والدولية والمحلية.
ووفق الشبكة، تورط النظام الروسي في دعم النظام السوري الذي ارتكب جرائم ضدَّ الإنسانية بحق الشعب السوري، عبر تزويده بالسلاح والخبرات العسكرية، وعبر التدخل العسكري المباشر إلى جانبه، أوضح التقرير أن روسيا استخدمت الفيتو مرات عديدة على الرغم من أنها طرف في النزاع السوري، وهذا مخالف لميثاق الأمم المتحدة، كما أن هذه الاستخدامات قد وظَّفها النظام للإفلات من العقاب. كما أكد أن السلطات الروسية لم تَقم بأية تحقيقات جدية عن أيٍ من الهجمات الواردة فيه أو في تقارير سابقة، وحمل التقرير القيادة الروسية سواء العسكرية منها أو السياسية المسؤولية عن هذه الهجمات استناداً إلى مبدأ مسؤولية القيادة في القانون الدولي الإنساني.
وجهت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، نداء إلى جميع أهالي المعتقلين والمختفين قسرًا إلى التواصل المباشر مع فريقها للاستفسار عن أوضاع أحبائهم المعتقلين أو المختفين.
وأوصت الشبكة بشدة بعدم استخدام التطبيقات مجهولة المصدر التي يتم الترويج لها مؤخرًا، أو تداول القوائم العشوائية غير الموثوقة، لأن هذه الوسائل تفتقر إلى المصداقية، وقد تؤدي إلى نشر معلومات مضللة أو استغلال مشاعر الأهالي ومعاناتهم.
وقالت "الشبكة" إنها تبذل قصارى جهدنا لتوثيق الحالات ومتابعة المستجدات كافة المتعلقة بملف المعتقلين والمختفين قسرًا، ملتزمة بأعلى درجات الحذر والمهنية.
وحددت الشبكة آليات التواصل مع فريقها للاستفسار عن المعتقلين وفق الآتي:
يمكنكم التواصل معنا عبر البريد الالكتروني:
mhd.b@snhr.org
info@snhr.org
وعبر تطبيق الواتس اب:
00441143606644
كما يمكنكم توثيق حادثة الاعتقال عبر الرابط التالي:
https://snhr.org/arabic/2007-2/
ووسط تضارب المعلومات، يترقب ملايين السوريين بفارغ الصبر واللوعة، معرفة مصير ذويهم المغيب أي خبر عنهم، فيما يمكن أن يكشف الوصول للسجن عن جرائم وفظائع كبيرة ربما تكون قد ارتكبت بحق المعتقلين عبر تصفيات وإعدامات ميدانية كان يجري تنفيذها طيلة سنوات مضت، وتحتاج لأشهر طويلة لكشف سلسلة طويلة من تلك الجرائم التي مورست بكل فظاعة.
وفي وقت سابق، أعلنت مؤسسة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء"، وصول فرقها إلى سجن صيدنايا بريف دمشق، بعد سلسلة نداءات وجهها نشطاء وذوي معتقلين، تتحدث عن وجود طوابق لم يستطع أحد الوصول إليها ضمن المعتقل الكبير، وأن هناك أبواب سرية لايعرفها أحد، بعد فرار قوات النظام السابق دون فتح أبوب المسلخ البشري.
وأكد المؤسسة أنها لم تعثر حتى اللحظة على أي أبواب سرية يتم الحديث عنها، وتعمل الفرق بأدوات الخرق والبحث والمجسات الصوتية وبوجود فرق k9 التي تضم كلاباً مدربة، ويرافقنا في البحث أشخاص يعرفون كل تفاصيل السجن إضافة لاعتمادنا على إرشادات من أناس تم التواصل معهم من قبل الأهالي على أنهم يعرفون مداخل السجن والأقبية السرية،
وقالت المؤسسة إنه لا دلائل تؤكد وجود معتقلين ضمن أقبية أو سراديب السجن، معلنة في البحث حتى التأكد من جميع أقسامه وبدقة.
وكانت أعلنت "إدارة العمليات العسكرية" في وقت مبكر من فجر يوم الأحد 8 كانون الأول 2024، تحرير المعتقلين في "سجن صيدنايا المركزي، أحد أكثر السجون العسكرية السورية تحصينا، وعرفه السوريون طيلة حقبة ريرة من حكم عائلة الأسد بأنه "المسلخ البشري" بسبب صنوف الموت والتعذيب والقتل التي مورست به خلال سنوات مريرة، يبدو أنها وصلت لنهايتها، يضم السجن آلاف المعتقلين السوريين المغيبين منهم يعود اعتقاله لأكثر من 40 عاماً، ومصيره مجهول حتى اليوم.
وانتشرت عشرات المقاطع المصورة التي تظهر عمليات فتح الأبوب الموصدة على الزنازين وإخراج مئات المعتقلين منهم نساء وأطفال ورجال مسنين، تم ذلك بصورة عشوائية، كما رصد أرتال كبيرة لمدنيين في الشوارع قالت المصادر إنهم لمعتقلين خروجوا من سجن صيدنايا بعد فتح الأبواب من قبل مدنيين وعناصر من الثوار.
وتنتشر معلومات عن وجود آلاف المفقودين لم يتوضح مصيرهم، وسط معلومات متضاربة عن وجود طوابق سفلية في السجن الأحمر كما يعرف، وأن لها أبواب سرية موصدة بكلمات سر ولايعرف كيفية الدخول إليها، إذ ان العناصر المشرفة على السجن فرت قبل وصول الفصائل للمكان، ولم يبق أحد منهم.
وسبق أن استطاعت فصائل الثوار في "إدارة العمليات العسكرية" إطلاق سراح آلاف السجناء في السجون التي وصلت إليها واستطاعت تحرير من فيها، في مدينة حلب، ومدينة حماة ممثلاً بالسجن المركزي وسجون الأفرع الأمنية، كما وصل ثوار السويداء للإفراج عن الآلاف في سجن السويداء، إضافة للعديد من السجون التي دخلت سياق التحرير، على أمل كشف مصير عشرات آلاف المعتقلين السوريين المغيبين في السجون.
قال متحدث باسم "الكرملين" الروسي، إن روسيا ستبحث مستقبل القواعد الروسية في سوريا، مع السلطات الجديدة بعد سقوط نظام "بشار الأسد"، لافتة إلة أنه لاخطط لدى "بوتين" للقاء الإرهابي الفار "بشار الأسد" في روسيا.
أوضح الكرملين، أن بوتين اتخذ شخصيا قرار منح "بشار الأسد اللجوء" في روسيا، وأكد أنهم على اتصال دائم مع أنقرة واللاعبين الإقليميين الآخرين بشأن الأوضاع في سوريا.
وسبق أن أكد مصدر في الكرملين مساء يوم الأحد (8 ديسمبر 2024)، أن بشار الأسد المجرم وعائلته قد وصلوا إلى العاصمة الروسية موسكو، وقد أصبحوا لاجئين فيها، وقال إن الأسد وعائلته حصلوا على حق اللجوء السياسي، وذلك بعد هروب الأسد من سوريا وسقوط نظام حكمه الإجرامي.
وكان الحديث أن بشار الأسد غادر البلاد على متن طائرة إلى وجهة غير معلومة، في وقت مبكر من صباح يوم الأحد 8 كانون الأول 2024، بالتزامن مع دخول فصائل الثوار إلى وسط مدينة دمشق وإعلان السيطرة عليها وإسقاط نظام الأسد.
وأظهرت بيانات موقع "فلايت رادار" الإلكتروني المعني بتتبع الرحلات الجوية، أن طائرة تابعة للخطوط الجوية السورية أقلعت من مطار دمشق في التوقيت نفسه الذي دخل فيه الثوار إلى دمشق، لكن معلومات أخرى قالت إن الأسد خروج في وقت سابق، ولم يعلم أركان نظامه وحكومته بنيته الخروج، في حلب منهم الدفاع عن دمشق.
ورغم كل ما ارتكبته روسيا من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، على أعين العالم أجمع، إلا أنها لم تتوانى للحظة في التغني بـ "انتصاراتها" في سوريا، على حساب الشعب السوري ودمائه، ليخرج مراراً وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، ويكشف تفاصيل التحضير للعملية العسكرية الروسية في سوريا، متفاخراً بقتل أكثر من 133 ألف مسلح وفق زعمه، 4.5 ألف منهم من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق كما قال، بينهم أيضا 865 من القياديين في الجماعات المسلحة، حسب تعبيره.
ورغم كل آلة القتل التي استخدمت في محاربة الشعب السوري، وثنيه عن مطالبه في الحرية والعدالة والديمقراطية، إلا أن روسيا خلال سنوات من الحرب المدمرة والقتل الممنهج، لم تستطع حسم المعركة الغير متكافئة، واستطاع ثوار سوريا بكل أطيافهم إسقاط الطاغية بشار، وكسر شوكة كل من يحالفه بصمودهم وثباتهم على مواقفهم وحقوقهم وتحرير كامل التراب السوري من كل من دنسه.
شكل سقوط نظام بشار الأسد لحظة تحول مفصلية في تاريخ سورية الحديث، التي حكم فيها آل الأسد البلاد 54 عاماً، بدأت في عام 1970 بحكم حافظ الأسد، حكم فيها البلاد نحو ثلاثين عاماً أسس خلالها نظاماً استخباراتياً ديكتاتورياً قمعياً، أورثه لابنه بشار بعد وفاته في عام 2000، الذي حكم سورية منذ ذلك التاريخ إلى سقوطه على يد فصائل المعارضة والشعب الثائر في كل أنحاء البلاد.
بشار حافظ الأسد هو الابن الثاني لحافظ الأسد وأنيسة مخلوف، من مواليد دمشق 11 سبتمبر عام 1965، تلقى تعليمه في مدرسة اللاييك الفرنسية بدمشق، وتابع دراسته الجامعية في كلية الطب بجامعة دمشق، وأكمل في تخصص طب العيون في بريطانيا، حيث تعرّف هناك إلى أسماء الأخرس، التي تزوجها بعد توليه السلطة خلفاً لأبيه وأنجب منها ثلاثة أبناء، هم: حافظ، وزين، وكريم.
اختير بشار من قبل والده لرئاسة سورية، بعد وفاة أخيه الأكبر باسل عام 1994 في حادث سير غامض، والذي كان يُعَدّ لهذه المهمة، فأصبح بشار البعيد عن السياسة خيار الضرورة لدى حافظ الأسد، الذي استدعاه من بريطانيا من أجل إعداده ليكون وريثه في الحكم. وفي عام 2000، توفي حافظ الأسد وعُدِّل الدستور بتخفيض سنّ رئيس الجمهورية إلى أكثر من 34 عاماً بعد أن كان الدستور ينص على وجوب تجاوز الرئيس الـ40 عاماً، بهدف فتح الطريق دستورياً أمام بشار لتولي رئاسة البلاد.
بروباغندا تثبيت حكم بشار الأسد
رغم تعيين بشار الأسد من قبل النظام الأمني الذي أسسه والده، ما استوجب تعديل الدستور على مقاسه، ورغم تنصيبه أميناً عاماً لحزب البعث وقائداً عاماً للجيش والقوات المسلحة، إلا أن الكثير من السوريين استبشروا بقدومه خيراً، لكونه رئيساً شاباً إصلاحياً ومنفتحاً على الغرب، وبسبب البروباغدا التي نسجتها السلطة حوله شخصاً يسعى للتغيير ومحارباً للفساد، ومطلقاً للحريات.
ومما زاد من شعبيته بداية تسلمه السلطة إطلاقه حملة لمكافحة الفساد في مؤسسات السلطة التنفيذية، وإصداره قانون المطبوعات، الذي سمح بإصدار صحف خاصة، وغضّ الطرف عن انتقاد السلطة، سواء من خلال المطبوعات أو من خلال الأعمال الفنية والدرامية، وإطلاقه للحريات العامة، وسماحه للمنتديات السياسية والثقافية التي كانت محظورة في عهد والده بالنشاط من جديد، بالإضافة إلى طرحه فكرة التحديث الاقتصادي في البلاد.
إلا أن فترة الازدهار هذه، والتي سميت بـ"ربيع دمشق"، لم تدم أكثر من عام بدأ بعدها بتقييد الحريات وإغلاق المنتديات وإعادة المعارضين السياسيين إلى السجون دون محاكمات، وتفعيل القوانين التي تحاسب المواطنين على آرائهم بحجج واهية، مثل وهن عزيمة الأمة وإضعاف الشعور القومي، وغيرها من التهم، لتتحول سورية إلى دولة أمنية كما كانت في عهد والده.
وفي عام 2003، بالتزامن مع الغزو الأميركي للعراق، ساءت علاقته بالغرب بسبب موقفه المعارض للغزو، وأقرت الولايات المتحدة بحقه "قانون محاسبة سورية"، الذي فرض عليه عقوبات، بعد اتهامه بتهريب أسلحة إلى العراق. وفي عام 2005، وجهت اتهامات لنظام بشار الأسد بالتواطؤ مع حزب الله اللبناني بالضلوع في اغتيال رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان، في ذلك الوقت، ما أدى إلى زيادة الضغوط الدولية عليه وإجباره على سحب الجيش السوري من لبنان بعد نحو ثلاثين عاماً من وجوده هناك.
وفي عام 2006، قاد بشار الأسد عملية تحول اقتصادي في البلاد، من الاقتصاد الاشتراكي إلى اقتصاد السوق الاجتماعي، دون امتلاك الحكومة السورية لأدوات هذا التحول، فرفع الدعم عن السلع الأساسية، وعن حوامل الطاقة التي كانت تدعمها الحكومة بسبب تدني الدخل، دون إيجاد بدائل لهذا الرفع، الأمر الذي أدى إلى رفع كلف الإنتاج الزراعي والصناعي وانتشار الفساد الذي تحولت التجارة من خلاله إلى وكالات حصرية لمتنفذين في الدولة، ما أدى إلى انتشار البطالة وإلى حركة هجرة واسعة من مناطق الإنتاج الزراعي شمال شرقي سورية إلى أطراف المدن الكبرى، مثل دمشق وحلب. وأدى أيضاً إلى ارتفاع نسبة الجريمة، وظهرت بوادر جرائم منظمة في سورية، كذلك تسببت بموجة غليان شعبي كانت على وشك الانفجار.
الثورة السورية
في عام 2011 انطلقت مظاهرات في كل من دمشق ودرعا، تأثراً بثورات الربيع العربي في كل من تونس ومصر، تطالب بإصلاحات سياسية وإطلاق الحريات العامة، سرعان ما تحولت إلى مظاهرات حاشدة تطالب بإسقاط النظام بسبب قرار الأسد مواجهتها بالرصاص وقتل المتظاهرين، الأمر الذي أدى إلى اتساع رقعة الاحتجاجات في كل الجغرافية السورية، فردّ عليها الأسد بإرسال الجيش إلى المدن والبلدات ومحاصرتها بالدبابات، ما دفع الكثير من عناصر هذا الجيش إلى الانشقاق عن النظام وتشكيل ما عرف باسم "الجيش الحر"، الذي أسسه المقدم حسين الهرموش، بهدف حماية المتظاهرين السلميين.
وبالتوازي مع تصعيد النظام باستهداف المنتفضين على حكمه واستخدامه الطائرات بقصف المدنيين، تشكلت فصائل من أهالي المناطق المنتفضة والجنود المنشقين وشكلت مجالس عسكرية، فعمد الأسد إلى إخراج سجناء متهمين بالإرهاب من سجن صيدنايا لتشكيل فصائل إسلامية متطرفة منحت الأسد ذريعة لتصوير نفسه أمام المجتمع الدولي بأنه يحارب مجموعات إرهابية.
وفي المقابل، استقدم الأسد حزب الله من لبنان ومليشيات تابعة لإيران لتسانده في حربه ضد السوريين، وتشكل فرع لتنظيم القاعدة سُمي "جبهة النصرة"، التي انقسمت فيما بعد إلى تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة"، سيطرت الأولى على محافظتي دير الزور والرقة، فيما بدأت الأخرى بابتلاع فصائل معارضة شمال غربي سورية، وشكلت تحالفاً مع "حركة أحرار الشام" وفصائل أخرى، وتمكنت من السيطرة على كل محافظة إدلب وجزء من ريف حماة الشمالي وجزء من ريف اللاذقية الشرقي، وريف حلب الغربي. كذلك سيطرت فصائل جنوب سورية على محافظة درعا، وسيطرت الفصائل الموجودة بدمشق على غوطة دمشق الشرقية، وسيطرت فصائل محافظة حمص على ريف حمص الشمالي.
في عام 2015، شارف نظام بشار الأسد على السقوط، فاستعان بحليفه الأقوى روسيا، التي تدخلت لمساندته متبعة سياسة الأرض المحروقة، مكنته من خلالها من استعادة معظم المناطق التي خسرها، وأعادت مناطق ريف حمص الشمالي والغوطة الشرقية ودرعا، من خلال سياسة الحصار والتجويع وفرض مصالحات هجرت خلالها كل من لم يقبل بتلك المصالحات إلى شمال غرب سورية.
وفي شمال شرق سورية، دعمت الولايات المتحدة تشكيل "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) في عام 2015 بهدف محاربة تنظيم "داعش"، التي تمكنت بدعم من التحالف الدولي من طرد التنظيم من المنطقة التي أصبحت تحت سيطرة "قسد"، واعتبرتها تركيا تهدد أمنها القومي.
وفي شمال غرب سورية، دعمت تركيا فصائل معارضة شكلت الجيش الوطني السوري المعارض، ومكنته من خلال ثلاث عمليات عسكرية من السيطرة على مناطق الباب وعفرين ورأس العين وتل أبيض، لتتحول سورية إلى مناطق نفوذ لفصائل وقوى سورية مدعومة من دول مختلفة، وتحولت إلى مركز لقواعد عسكرية لكل من روسية وإيران والولايات المتحدة وتركيا، بالإضافة إلى قواعد لبعض الدول الغربية مثل بريطانيا وفرنسا، ولتنتقل القضية السورية من قضية شعب ثائر في وجه نظام مستبد إلى صراع نفوذ ومصالح بين الدول المتدخلة في القضية السورية.
الأسد سياسياً
أما على الصعيد السياسي، فمنذ بداية الثورة السورية قطعت جامعة الدول العربية علاقاتها بنظام الأسد وجمدت عضويته في جامعة الدول العربية. كذلك بدأت الدول الغربية بقطع علاقاتها تباعاً بنظام الأسد. وفي عام 2012، اجتمعت مجموعة من الدول الفاعلة في جنيف تحت مسمى "أصدقاء الشعب السوري" طالبت بتشكيل هيئة حكم انتقالي في سورية، وبدعم الثورة السورية.
وفي عام 2013، استخدم النظام السلاح الكيميائي ضد المدنيين في غوطتي دمشق، وتسبب بمقتل أكثر من 1500 شخص، فصدر في العام نفسه القرار 2118 عن مجلس الأمن الذي قضى بتجريد النظام من سلاحه الكيميائي. لكن الأسد عاد واستخدم السلاح الكيميائي عدة مرات بعد قرار مجلس الأمن دون أي تدخل يذكر من المجتمع الدولي، ليستمر الأسد بقتل السوريين من خلال مختلف صنوف الأسلحة، دون أي تدخل دولي بسبب استخدام روسيا حق الفيتو على كل مشاريع القرارات التي تدين الأسد.
وفي عام 2015، صدر القرار 2254 عن مجلس الأمن الذي يقضي بتشكيل هيئة حكم انتقالي مفتاحاً للحل السياسي في سورية، خلال مدة ستة أشهر، إلا أن الأسد رفض الدخول في العملية السياسية فعلياً بمساندة من روسية، من خلال كسب الوقت وعدم إحراز أي تقدّم في تطبيق القرار الذي اختُزِل بلجنة دستورية لم تنجز أي بند من الدستور المزمع إنجازه.
وفي عام 2017، ابتدعت موسكو بالتشارك مع إيران وتركيا مساراً جديداً للحل السياسي بديلاً لمسار جنيف القائم على القرار 2254، واستطاعت من خلاله تمييع القرار الأممي واستعادة معظم المناطق التي كانت بحوزة المعارضة لسيطرة النظام، واقتصر دور هذا المسار على خفض التصعيد بين المعارضة والنظام الذي لم يلتزمه النظام. ولم يعترف بشار الأسد بالمعارضة السورية السياسية التي شكلت منذ نهاية عام 2011 المجلس الوطني، ومن ثم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة عام 2012، ولم يتعاطَ معها سياسياً، وحتى هيئة التفاوض التي شُكِّلَت عام 2017 بهدف التوصل إلى حل سياسي لم يتعاطَ بإيجابية أو يعترف بها باعتبارها مكوناً سورياً.
بشار الأسد مسؤول عن مقتل مئات آلاف السوريين وتشريد الملايين منهم وتهجيرهم، وعن استنزاف موارد الدولة السورية في سبيل بقائه في السلطة، بالإضافة إلى تدمير الكثير من المدن والبلدات على رؤوس أصحابها بمختلف أنواع الأسلحة، وها هو اليوم يسقط مع منظومة الاستبداد التي يرأسها لتنتصر إرادة الشعب السوري.
المصدر: الجزيرة نت
وحققت معركة "ردع العدوان" التي أطلقتها "إدارة العمليات العسكرية" يوم الأربعاء 27 تشرين الثاني، خلال 11 يوماً، ما انتظره الشعب السوري الثائر خلال 13 عاماً ونيف، قدموا فيها التضحيات الجسام، للوصول إلى هذه اللحظة التاريخية التي أعلن فيها عن سقوط الطاغية "بشار الأسد"، وتحرير دمشق من حكم عائلة الأسد لأول مرة منذ 50 عاماً.
ومنذ بداية انطلاقتها أعطت معركة "ردع العدوان" بارقة أمل كبيرة لملايين المدنيين المهجرين في تحرير المناطق المغتصبة والمحتلة من قبل قوات النظام وميليشيات إيران بأرياف حلب وإدلب لإفساح المجال لعودة أهلها إلى قراهم وبلداتهم، وأعادت المعركة روح الثورة والتحرير وكانت موضع التفاف واسع إعلامياً ومدنياً حتى المعارضين لها في المناطق المحررة.
وفي فجر اليوم الأحد 8 كانون الأول 2024، تمكن مقاتلو "إدارة العمليات العسكرية"، من دخول العاصمة دمشق، معقل الإرهابي الأكبر "بشار الأسد" المفترض في القصر الجمهوري، وتلذي تبين أنه فرَّ هارباً إلى جهة لم تحدد، لتحقق عملية "ردع العدوان" أسمى هدف للثورة السورية الحرة، في إسقاط "بشار الأسد" ونظامه، بعد أن عاث فساداً وقتلاً وتدميراً في سوريا، خلال سنوات عجاف مرت على الشعب السوري لقرابة 50 عاماً من حكم عائلة الأسد.
بتحرير مدينة دمشق، وماسبقها من عمليات تحرير ضمن عملية "ردع العدوان"، في كامل تراب سوريا الحرة، تتحرر سوريا وتنفض غبار أكثر من 50 عاماً من حكم آل الأسد بالحديد والنار، ويسقط الأسد وكافة رموزه، فدخول الثوار اليوم لمدينة دمشق، يفتح الطريق بشكل كامل باتجاه الخلاص وبلوغ هدف الثورة في إسقاط الأسد وكافة رموزه.
أعلنت مؤسسة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء"، وصول فرقها إلى سجن صيدنايا بريف دمشق، بعد سلسلة نداءات وجهها نشطاء وذوي معتقلين، تتحدث عن وجود طوابق لم يستطع أحد الوصول إليها ضمن المعتقل الكبير، وأن هناك أبواب سرية لايعرفها أحد، بعد فرار قوات النظام السابق دون فتح أبوب المسلخ البشري.
وأكد المؤسسة أنها لم تعثر حتى اللحظة على أي أبواب سرية يتم الحديث عنها، وتعمل الفرق بأدوات الخرق والبحث والمجسات الصوتية وبوجود فرق k9 التي تضم كلاباً مدربة، ويرافقنا في البحث أشخاص يعرفون كل تفاصيل السجن إضافة لاعتمادنا على إرشادات من أناس تم التواصل معهم من قبل الأهالي على أنهم يعرفون مداخل السجن والأقبية السرية،
وقالت المؤسسة إنه لا دلائل تؤكد وجود معتقلين ضمن أقبية أو سراديب السجن، معلنة في البحث حتى التأكد من جميع أقسامه وبدقة.
وكانت أعلنت "إدارة العمليات العسكرية" في وقت مبكر من فجر يوم الأحد 8 كانون الأول 2024، تحرير المعتقلين في "سجن صيدنايا المركزي، أحد أكثر السجون العسكرية السورية تحصينا، وعرفه السوريون طيلة حقبة ريرة من حكم عائلة الأسد بأنه "المسلخ البشري" بسبب صنوف الموت والتعذيب والقتل التي مورست به خلال سنوات مريرة، يبدو أنها وصلت لنهايتها، يضم السجن آلاف المعتقلين السوريين المغيبين منهم يعود اعتقاله لأكثر من 40 عاماً، ومصيره مجهول حتى اليوم.
وانتشرت عشرات المقاطع المصورة التي تظهر عمليات فتح الأبوب الموصدة على الزنازين وإخراج مئات المعتقلين منهم نساء وأطفال ورجال مسنين، تم ذلك بصورة عشوائية، كما رصد أرتال كبيرة لمدنيين في الشوارع قالت المصادر إنهم لمعتقلين خروجوا من سجن صيدنايا بعد فتح الأبواب من قبل مدنيين وعناصر من الثوار.
وتنتشر معلومات عن وجود آلاف المفقودين لم يتوضح مصيرهم، وسط معلومات متضاربة عن وجود طوابق سفلية في السجن الأحمر كما يعرف، وأن لها أبواب سرية موصدة بكلمات سر ولايعرف كيفية الدخول إليها، إذ ان العناصر المشرفة على السجن فرت قبل وصول الفصائل للمكان، ولم يبق أحد منهم.
ووسط تضارب المعلومات، يترقب ملايين السوريين بفارغ الصبر واللوعة، معرفة مصير ذويهم المغيب أي خبر عنهم، فيما يمكن أن يكشف الوصول للسجن عن جرائم وفظائع كبيرة ربما تكون قد ارتكبت بحق المعتقلين عبر تصفيات وإعدامات ميدانية كان يجري تنفيذها طيلة سنوات مضت، وتحتاج لأشهر طويلة لكشف سلسلة طويلة من تلك الجرائم التي مورست بكل فظاعة.
ولـ "سجن صيدنايا" تاريخ أسود في حياة السوريين عامة، فلا تكاد تخلوا بلدة أة قرية أو حي في مدينة إلا وذاق أبنائها مرارة الموت أو التعذيب أو التغييب لسنوات طويلة في ظلمات السجون، وذاق الويلات على يد عصابات النظام، لكن الأمل لايزال موجوداً للملايين أن يجدوا أبنائهم بين الأحياء الباقين في الزنازين الموصدة.
يقع السجن قرب دير صيدنايا على بعد 30 كيلومترا شمال العاصمة دمشق، بني عام 1987، وينقسم إلى جزأين، يُعرف الجزء الأول بـ"المبنى الأحمر"، وهو مخصص للمعتقلين السياسيين والمدنيين، أما الثاني فيعرف بـ"المبنى الأبيض"، وهو مخصص للسجناء العسكريين.
يتميز سجن صيدنايا بتصميم فريد يجعله أحد أشد السجون العسكرية تحصينا، ويتكون من 3 مبان كبيرة تلتقي في نقطة يطلق عليها "المسدس"، ويتكون كل مبنى من 3 طوابق لكل منها جناحان، ويحتوي الجناح الواحد على 20 مهجعا جماعيا بقياس 8 أمتار طولا و6 أمتار عرضا، تتراص في صف واحد بعيدة عن النوافذ، لكن تشترك كل 4 منها في نقطة تهوية واحدة.
نقطة المسدس هي منطقة تلاقي المباني الثلاثة، وهي النقطة الأكثر تحصينا في السجن، توجد فيها الغرف الأرضية والسجون الانفرادية، وفيها كذلك حراسات على مدار الساعة لمراقبة المساجين ومنعهم من مشاهدة أي ملمح من ملامح بناء السجن أو وجوه السجّانين، وفق "الجزيرة نت".
كان كشف تقرير صدر عن رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا عن 3 مستويات تمر بها المنظومة الأمنية للسجن، إذ تعتبر الشرطة العسكرية (الفرقة الثالثة للجيش السوري) هي خط الدفاع الأول لحماية الجدران الخارجية من التهديدات الأمنية ومنع هروب المعتقلين.
كما تتولى وحدات من اللواء 21 التابع للفرقة الثالثة تأمين الجزء الداخلي من السجن ومراقبة وتأديب المعتقلين، ويحيط بالسجن حقلا ألغام، داخلي وخارجي، أحدهما مضاد للأفراد والآخر مضاد للدبابات، وتوجد أيضا وحدة معينة مختصة بمراقبة الاتصالات الأرضية واللاسلكية الواردة إلى السجن والصادرة منه، إضافة إلى جميع الاتصالات اللاسلكية القريبة.
كان سائدا أن يفرز المعتقلون داخل أقسام سجن صيدنايا حسب التهم السياسية الموجهة إليهم، فكان يضم معتقلي جماعة الإخوان المسلمين وحزب التحرير الإسلامي وحركة التوحيد الطرابلسية، كما ضم السجن معتقلين لبنانيين من أطراف عدة غير موالية لسوريا، وفلسطينيين متهمين بأن لهم علاقة جيدة مع المعارضة السورية، ومعتقلين شيوعيين ومن الأحزاب الكردية على اختلافها، إضافة إلى بعض العسكريين السوريين.
بدأ سجن صيدنايا منذ غزو العراق عام 2003 باستيعاب المتطوعين العرب العائدين من القتال في العراق وأعضاء تنظيم القاعدة، وضم كذلك أشخاصا من تيار "السلفية الجهادية" والتنظيمات الإسلامية الصغيرة غير المعروفة، إضافة إلى الفارين من أحداث مخيم نهر البارد في لبنان، وشيئا فشيئا تحول إلى "سجن للجهاديين" بسبب ارتفاع أعداد المعتقلين العائدين منهم من العراق.
وسبق أن دعت منظمة العفو الدولية الأمم المتحدة في فبراير/شباط 2017 إلى إجراء تحقيق مستقل لما يجري في سجن صيدنايا من إعدامات للمعتقلين بعد تقرير كشف إعدام قوات الجيش السوري نحو 13 ألف شخص شنقا بين عامي 2011 و2015.
وأفاد التقرير بأن ما بين 20 و50 شخصا يقتادون إلى المشنقة كل أسبوع في منتصف الليل، وقالت وزارة الخارجية الأميركية عام 2017 إن الحكومة السورية لجأت إلى حرق آلاف السجناء في سجن صيدنايا، محاولة إخفاء عدد القتلى والتخلص من الأدلة التي قد تدينها بجرائم حرب.
وسبق أن استطاعت فصائل الثوار في "إدارة العمليات العسكرية" إطلاق سراح آلاف السجناء في السجون التي وصلت إليها واستطاعت تحرير من فيها، في مدينة حلب، ومدينة حماة ممثلاً بالسجن المركزي وسجون الأفرع الأمنية، كما وصل ثوار السويداء للإفراج عن الآلاف في سجن السويداء، إضافة للعديد من السجون التي دخلت سياق التحرير، على أمل كشف مصير عشرات آلاف المعتقلين السوريين المغيبين في السجون.
نقل موقع "أكسيوس" الأمريكي عن أحد المسؤولين الأمريكيين، قوله إن الولايات المتحدة تعمل مع عدة دول أخرى في الشرق الأوسط لـ"منع وقوع الأسلحة الكيميائية التي يمتلكها نظام بشار الأسد في الأيدي الخطأ".
وأوضح أن الولايات المتحدة وحلفاءها يشعرون بالقلق من أن انهيار جيش النظام سيسمح للجماعات المسلحة بالاستيلاء على الأسلحة الخطيرة التي يحتفظ بها نظام الأسد"، في حين قال مسؤول إسرائيلي للموقع: "علينا مسؤولية التأكد من عدم وقوع أنظمة الأسلحة الاستراتيجية في الأيدي الخطأ".
وقال مسؤولون إسرائيليون إنه خلال الـ48 ساعة الماضية، شنت القوات الجوية الإسرائيلية غارات على عشرات القواعد العسكرية السورية ومستودعات الأسلحة والمنشآت "التي كانت جزءا من برامج الأسلحة الكيميائية والصواريخ الباليستية السورية".
وبين مسؤول أمريكي آخر، أن إدارة (الرئيس جو) بايدن ركزت في الأيام الأخيرة على الأسلحة الكيميائية السورية، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة تتمتع بـ"موثوقية جيدة" فيما يتعلق بوضع مخزون الأسلحة في سوريا، وأن خبراء الاستخبارات الأمريكية يعتقدون أنه لا يزال تحت السيطرة.
وقال: "نحن نتخذ تدابير حذرة للغاية بشأن هذا الأمر... نحن نبذل كل ما في وسعنا لضمان أن تلك المواد ليست متاحة لأي طرف وتتم العناية بها"، مضيفا: "نريد التأكد من أن الكلور أو المواد التي هي أسوأ بكثير يتم تدميرها أو تأمينها. هناك عدة جهود في هذا الصدد مع شركاء في المنطقة".
وألمح المسؤول الأمريكي أن إدارة بايدن تواصلت في الأيام الأخيرة مع جميع جماعات المعارضة السورية بما في ذلك هيئة تحرير الشام. وقال: "نحن على اتصال مع كافة المجموعات السورية ولدينا طرق للتواصل مع الجميع في سوريا".
وكانت قالت مصادر عسكرية في الجيش الإسرائيلي، إن "إسرائيل"، استهدفت عدة مواقع عسكرية استراتيجية قرب العاصمة السورية دمشق، بيها "مطار المزة العسكرية"، و"البحوث العلمية" والمربع الأمني، في سياق مساعي كيان الاحتلال لمنع قوى الثورة من الوصول لأسلحة قالت إنها "تدار برامج أسلحة كيميائية وصواريخ باليستية".
وكانت أعلنت "هيئة البث الإسرائيلية"، اليوم الأحد، أن "إسرائيل" قصفت مركز البحوث العلمية بدمشق، وقالت أن هناك "تدار برامج أسلحة كيميائية وصواريخ باليستية"، وذلك في سياق مساعي "إٍسرائيل" لمنع وصول فصائل الثوار التي سيطرت على دمشق والحكم في سوريا، من الوصول لأسلحة لها تأثر على وجود كيان الاحتلال الإسرائيلي، بعد سقوط نظام الأسد، وفرار "بشار" من دمشق.
وفي فجر اليوم الأحد 8 كانون الأول 2024، تمكن مقاتلو "إدارة العمليات العسكرية"، من دخول العاصمة دمشق، معقل الإرهابي الأكبر "بشار الأسد" المفترض في القصر الجمهوري، وتلذي تبين أنه فرَّ هارباً إلى جهة لم تحدد، لتحقق عملية "ردع العدوان" أسمى هدف للثورة السورية الحرة، في إسقاط "بشار الأسد" ونظامه، بعد أن عاث فساداً وقتلاً وتدميراً في سوريا، خلال سنوات عجاف مرت على الشعب السوري لقرابة 50 عاماً من حكم عائلة الأسد.
تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو من داخل مكتب اللواء "ماهر الأسد" الهارب خارج سوريا، يظهر وجود جثة اللواء علي محمود، مدير مكتب ماهر الأسد، مقتولا في "ظروف غامضة" على كرسيه داخل المكتب، يرجح اغتياله أو انتحاره.
واللواء علي محمود من المقربين من ماهر الأسد، شقيق الإرهابي الهارب بشار الأسد، وأحد كبار القادة في النظام، ومن قائد الفرقة الرابعة، التي كانت تعتبر واحدة من أكثر القوات الموالية للنظام، متورطة بارتكاب انتهاكات جسمية في سوريا.
ولعب علي محمود دورا بارزا في العديد من العمليات العسكرية التي قادها ماهر الأسد وأسفرت عن مقتل الآلاف من السوريين، وتولى قيادة عدة حملات عسكرية في عدد من المناطق السورية، بما في ذلك حملة درعا في عام 2018، التي انتهت بسيطرة قوات النظام على المدينة.
وعُرفت الفرقة الرابعة التي قادها "ماهر الأسد" بتورطها في العديد من العمليات العسكرية الدموية ضد المناطق السورية في مختلف مناطق البلاد، بما في ذلك الهجمات على المدن والقرى وقتل المدنيين وتعذيبهم، وكانت تتمتع بمكانة وسطوة كبيرة في جيش الأسد الهارب، علماً أنها تشكلت لحماية النظام منذ عهد رفعت الأسد (شقيق حافظ الأسد وعم بشار وماهر) في بداية التسعينيات من القرن الماضي.
وفي فجر اليوم الأحد 8 كانون الأول 2024، تمكن مقاتلو "إدارة العمليات العسكرية"، من دخول العاصمة دمشق، معقل الإرهابي الأكبر "بشار الأسد" المفترض في القصر الجمهوري، وتلذي تبين أنه فرَّ هارباً إلى جهة لم تحدد، لتحقق عملية "ردع العدوان" أسمى هدف للثورة السورية الحرة، في إسقاط "بشار الأسد" ونظامه، بعد أن عاث فساداً وقتلاً وتدميراً في سوريا، خلال سنوات عجاف مرت على الشعب السوري لقرابة 50 عاماً من حكم عائلة الأسد.
تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو من داخل مكتب اللواء "ماهر الأسد" الهارب خارج سوريا، يظهر وجود جثة اللواء علي محمود، مدير مكتب ماهر الأسد، مقتولا في "ظروف غامضة" على كرسيه داخل المكتب، يرجح اغتياله أو انتحاره.
واللواء علي محمود من المقربين من ماهر الأسد، شقيق الإرهابي الهارب بشار الأسد، وأحد كبار القادة في النظام، ومن قائد الفرقة الرابعة، التي كانت تعتبر واحدة من أكثر القوات الموالية للنظام، متورطة بارتكاب انتهاكات جسمية في سوريا.
ولعب علي محمود دورا بارزا في العديد من العمليات العسكرية التي قادها ماهر الأسد وأسفرت عن مقتل الآلاف من السوريين، وتولى قيادة عدة حملات عسكرية في عدد من المناطق السورية، بما في ذلك حملة درعا في عام 2018، التي انتهت بسيطرة قوات النظام على المدينة.
وعُرفت الفرقة الرابعة التي قادها "ماهر الأسد" بتورطها في العديد من العمليات العسكرية الدموية ضد المناطق السورية في مختلف مناطق البلاد، بما في ذلك الهجمات على المدن والقرى وقتل المدنيين وتعذيبهم، وكانت تتمتع بمكانة وسطوة كبيرة في جيش الأسد الهارب، علماً أنها تشكلت لحماية النظام منذ عهد رفعت الأسد (شقيق حافظ الأسد وعم بشار وماهر) في بداية التسعينيات من القرن الماضي.
وفي فجر اليوم الأحد 8 كانون الأول 2024، تمكن مقاتلو "إدارة العمليات العسكرية"، من دخول العاصمة دمشق، معقل الإرهابي الأكبر "بشار الأسد" المفترض في القصر الجمهوري، وتلذي تبين أنه فرَّ هارباً إلى جهة لم تحدد، لتحقق عملية "ردع العدوان" أسمى هدف للثورة السورية الحرة، في إسقاط "بشار الأسد" ونظامه، بعد أن عاث فساداً وقتلاً وتدميراً في سوريا، خلال سنوات عجاف مرت على الشعب السوري لقرابة 50 عاماً من حكم عائلة الأسد.
باركت مؤسسة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء"، للشعب السوري العظيم الحرية والانعتاق من الاستبداد والظلم، بعد نحو أربعة عشر عاماً من القتل والإخفاء القسري والتهجير وتدمير حضارة سوريا من قبل نظام الأسد البائد، لتبدأ مرحلة جديدة على أساس المواطنة والعمل المشترك لبناء وطن يسوده العدل والمساواة.
وأوضحت أن ما حصل من انهيار لمنظومة الاستبداد هو الخطوة الأولى نحو انتصار الشعب السوري بعد التضحيات التي قدمها، وحفاظاً على حقه في الحرية والكرامة، وفرصة تاريخية لبناء السلم الأهلي والمجتمعي والحفاظ على وحدة الأراضي السورية وتعزيز الوحدة المجتمعية وترسيخ مبادئ العدل والمساواة بين جميع مكونات المجتمع السوري، وبناء دولة القانون والمؤسسات بما يحقق آمال السوريين.
وأكدت مؤسسة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) والتي كانت طول السنوات الماضية إلى جانب السوريين في مطالبهم بالحرية والتغيير، أنها ستبقى على عهدها بالاستجابة لكافة السوريين دون النظر لانتمائهم ملتزمة بمبادئ العمل الإنساني، ومنطلقة من الثقة التي منحها إياها السوريون.
وأعلنت مؤسسة الدفاع المدني السوري عن برنامج عمل يهدف للوصول إلى المدنيين ومساعدتهم في كافة المناطق السورية التي يمكننا الوصول إليها، انطلاقاً من التزامها الوطني بالوقوف إلى جانب أهلنا في كافة الجغرافيا السورية، في ظل الاحتياجات الإنسانية المتزايدة.
وتعمل المؤسسة على وضع استراتيجية للعمل في المرحلة القادمة لتكون قادرة دعم المجتمعات وتمكينها واستعادة سبل عيشها، ووضع خطط لتأهيل البنية التحتية المدمرة، بما يساهم بعودة المهجرين والنازحين وإنهاء معاناتهم.
وقالت إنها تنظر المؤسسة إلى أن العدالة على أنها أساس السلام المستدام، وتؤكد على سعيها لكشف الحقائق وضمان محاسبة مرتكبي الجرائم بحق السوريين ومنع إفلاتهم من العقاب، ليتمكن السوريون من تجاوز آلامهم وليصبح العالم أكثر أمناً وسلاماً.
ولفتت إلى أنها تولي أهمية خاصة للكشف عن مصير المفقودين من كل الأطراف والتعرف على الجثث مجهولة الهوية والمقابر الجماعية للمساعدة في لملمة جراح الشعب السوري.
وطالبت المؤسسة جميع الأطراف السورية وخاصة المسلحة منها بحماية المدنيين واحترام القانون الإنساني الدولي وعدم التدخل بالسياسة، فقد عانى شعبنا مايكفي من ويلات حكم العسكر، ونحثّ الأطراف الدولية على الوقوف إلى جانب الشعب السوري في هذه المرحلة الحرجة ودعم حقه بتقرير مصيره بحرية وديمقراطية ضمن عملية انتقالية شفافة ومستقلة.
ودعت الأمم المتحدة ومنظماتها والدول المانحة لدعم أعمال العمال الإنسانيين المحليين والمنظمات السورية لضمان الاستجابة الطارئة الفعالة لإغاثة السكان وتلبية احتياجاتهم الأساسية المتزايدة وخاصة في المدن والبلدات التي يعود إليها سكانها المهجرون، وإطلاق مشاريع لتأمين فرص العمل ودفع مسارات التنمية الاقتصادية.
أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي، مساء أمس الأحد، أن مجلس الوزراء قرر السيطرة على منطقة جبل الشيخ السورية المحاذية لهضبة الجولان عقب انسحاب قوات النظام السوري، وإنشاء منطقة عازلة، حيث اكد مسؤول اسرائيلي أن هذه الخطوة ستكون “عملية مؤقتة” عقب تهديدات من جهات وصفتها بالمليشيات.
وحسب مصادر خاصة لشبكة شام فإن سيطرة قوات اسرائيل لم تقتصر على جبل الشيخ فقط، بل سيطرت على كامل محافظة القنيطرة وتل الحارة في محافظة درعا وتواصل التقدم لأجزاء أخرى من درعا لغاية اللحظة، مع مواصلة شن الغارات الجوية منذ يوم أمس دون توقف، مع تشكل سحب دخان كثيفة جدا في عدد من المناطق المستهدفة.
وشن الطيران الحربي الاسرائيلي غارات جوية متواصلة دون توقف على مواقع عدة في الجنوب السوري، وخاصة التلال المنتشرة في درعا مثل تل الجابية وتل الجموع وتل قرين وتل الحارة، وايضا غالبية الثكنات والمقرات العسكرية المنتشرة في محافظة درعا، حتى تلك القريبة من الأحياء المدنية، حيث تواصل اسرائيل شن غاراتها الجوية على كل شيء عسكري في المحافظة.
أتى هذا التصعيد عقب تصريح رئيس الأركان الإسرائيلي حيث قال أن جيشه يقاتل على 4 جبهات وهي في قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان وبدءًا من الليلة في سوريا أيضا، إلا أن مسؤولا اسرائيليا سياسيا قال إن رئيس أركان الجيش أخطأ عندما ذكر سوريا كإحدى جبهات القتال.
من جانبه قال وزير الخارجية الإسرائيلي لنظيره الفرنسي أنهم لا يتدخلون في ما يحدث في سوريا بل يتخوذون خطوات لضمان أمننا.
وأعلنت "هيئة البث الإسرائيلية"، أمس الأحد، أن "إسرائيل" قصفت مركز البحوث العلمية بدمشق، وقالت أن هناك "تدار برامج أسلحة كيميائية وصواريخ باليستية"، وذلك في سياق مساعي "إٍسرائيل" لمنع وصول فصائل الثوار التي سيطرت على دمشق والحكم في سوريا، من الوصول لأسلحة لها تأثير على وجود كيان الاحتلال الإسرائيلي، بعد سقوط نظام الأسد، وفرار "بشار" من دمشق إلى موسكو.
وأفاد نشطاء من العاصمة دمشق، بأن طائرات حربية إسرائيلية، نفذت ضربات جوية عنيفة هزت العاصمة دمشق التي تشهد احتفالات كبيرة بمناسبة سقوط نظام بشار الأسد، وطالت الغارات مواقع في البحوث العلمية وجبل قاسيون ومطار المزة والمربع الأمني، سبقها غارات في ريفي القنيطرة ودرعا.
ووجه "الجيش الإسرائيلي" تحذير عاجلاً الى السكان في قرى (أوفانية - القنيطرة - الحميدية - الصمدانية الغربية - القحطانية) جنوب سوريا، للبقاء في منازلهم، بسبب عمليات يجريها الجيش الإسرائيلي في المنطقة العازلة وجبل الشيخ على الحدود السورية.
ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن الجيش الإسرائيلي سيطر على جبل الشيخ والشريط العازل الممتد داخل الجانب السوري شرق خط وقف إطلاق النار في الجولان “دون مقاومة”. كما أصدر الجيش تحذيرات لسكان خمس بلدات سورية حدودية بعدم التحرك أو الخروج من منازلهم حتى إشعار آخر، ودفع بتعزيزات من المدرعات والمشاة إلى المناطق الحدودية.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال زيارته موقعاً قرب الحدود السورية، أنه أصدر تعليمات للجيش بالاستيلاء على المنطقة العازلة والمواقع القيادية المجاورة، مشدداً على أن “اتفاقية فض الاشتباك لعام 1974 انهارت مع تخلي الجنود السوريين عن مواقعهم”. وأضاف: “لن نسمح لأي قوة معادية بترسيخ نفسها على حدودنا، وسنتخذ كل الإجراءات اللازمة لضمان أمننا”.
كما أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن قرارا اتخذ في وقت سابق اليوم بنشر قوات للجيش في منطقة عازلة تخضع لرقابة الأمم المتحدة على الحدود مع سوريا، في إطار خطة لضمان حماية كل الإسرائيليين الذين يقطنون هضبة الجولان.
وأضاف -خلال خطاب بثه التلفزيون من على الحدود مع سوريا بعد سقوط نظام الأسد- أن "إسرائيل عازمة على توفير الأمن في هضبة الجولان".
وكشف المراسل العسكري لصحيفة يديعوت أحرونوت أنه تم نقل جزء من القوات الإسرائيلية إلى منطقة الجولان عقب الأحداث المستجدة في سوريا.
كما ذكر مراسل موقع "والا" الاخباري" أن اللواء 210 يعزز من قواته في الجبهة الشمالية على حدود سوريا ومواقعه بتشكيلات قتالية من الدبابات والمدرعات والمدفعية، ويحضّر لكل السيناريوهات المحتملة في سوريا.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن تل أبيب تعمل على منع وقوع مخزون الأسلحة التابع للجيش السوري في أيدي المعارضة المسلحة، خوفاً من استخدامها ضدها في المستقبل. كما كشفت أن القوات الإسرائيلية نقلت تشكيلات قتالية إلى الجولان عقب سقوط نظام الأسد، وبدأت بتعزيز مواقعها تحسباً لأي تطورات.
وأكدت صحيفة “إسرائيل اليوم” أن الجيش الإسرائيلي يركز على تدمير مستودعات الأسلحة ومنظومات الدفاع الجوي السورية، لضمان عدم استخدامها من قبل أي جهات معادية.
شن الطيران الحربي الاسرائيلي غارات جوية متواصلة دون توقف على مواقع عدة في الجنوب السوري، وخاصة التلال المنتشرة في درعا مثل تل الجابية وتل الجموع وتل قرين وتل الحارة، وايضا الثكنات والمقرات العسكرية.
أتى هذا التصعيد عقب تصريح رئيس الأركان الإسرائيلي حيث قال أن جيشه يقاتل على 4 جبهات وهي في قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان وبدءًا من الليلة في سوريا أيضا، إلا أن مسؤولا اسرائيليا سياسيا قال إن رئيس أركان الجيش أخطأ عندما ذكر سوريا كإحدى جبهات القتال.
من جانبه قال وزير الخارجية الإسرائيلي لنظيره الفرنسي أنهم لا يتدخلون في ما يحدث في سوريا بل يتخوذون خطوات لضمان أمننا.
وأعلنت "هيئة البث الإسرائيلية"، اليوم الأحد، أن "إسرائيل" قصفت مركز البحوث العلمية بدمشق، وقالت أن هناك "تدار برامج أسلحة كيميائية وصواريخ باليستية"، وذلك في سياق مساعي "إٍسرائيل" لمنع وصول فصائل الثوار التي سيطرت على دمشق والحكم في سوريا، من الوصول لأسلحة لها تأثير على وجود كيان الاحتلال الإسرائيلي، بعد سقوط نظام الأسد، وفرار "بشار" من دمشق إلى موسكو.
وأفاد نشطاء من العاصمة دمشق، بأن طائرات حربية إسرائيلية، نفذت ضربات جوية عنيفة هزت العاصمة دمشق التي تشهد احتفالات كبيرة بمناسبة سقوط نظام بشار الأسد، وطالت الغارات مواقع في البحوث العلمية وجبل قاسيون ومطار المزة والمربع الأمني، سبقها غارات في ريفي القنيطرة ودرعا.
ووجه "الجيش الإسرائيلي" تحذير عاجلاً الى السكان في قرى (أوفانية - القنيطرة - الحميدية - الصمدانية الغربية - القحطانية) جنوب سوريا، للبقاء في منازلهم، بسبب عمليات يجريها الجيش الإسرائيلي في المنطقة العازلة وجبل الشيخ على الحدود السورية.
وسبق أن قالت "إذاعة الجيش الإسرائيلي"، إن مجلس الوزراء الإسرائيلي، قرر احتلال منطقة "جبل الشيخ" السورية وإنشاء منطقة عازلة، لافتة إلى أن الجيش الإسرائيلي سيكون القوة التنفيذية في المنطقة العازلة على الحدود مع سوريا، وأعلنت "يديعوت أحرونوت" أن الجيش الإسرائيلي سيطر على جبل الشيخ السوري في الساعات الأخيرة دون مقاومة.
أعلن الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن في سلسلة تصريحات، عن تحرير سوريا من نظام بشار الأسد، مؤكداً أن هذه التطورات تمثل لحظة تاريخية وفرصة للشعب السوري لبناء السلام واستعادة استقراره.
وأوضح بايدن أن الأسد، الذي غادر البلاد متوجهاً إلى موسكو، تسبب مع والده بسنوات من الجرائم والانتهاكات بحق الشعب السوري.
أكد بايدن أن الولايات المتحدة ستعمل مع جميع المجموعات السورية تحت مظلة الأمم المتحدة، مشدداً على أن بلاده ستقيّم "مسلحي المعارضة" بناءً على أقوالهم وأفعالهم لضمان تحقيق الاستقرار في سوريا.
وأشار إلى أن المعارضة السورية أجبرت الأسد على ترك منصبه ومغادرة البلاد، معرباً عن التزام بلاده بالتعاون مع أصحاب المصلحة لتحقيق السلام.
وقال بايدن إن المحاولات المتكررة من قبل إيران ووكلائها، إضافة إلى حزب الله وروسيا، لحماية نظام الأسد باءت بالفشل.
وأضاف أن الأسد امتنع عن الانخراط في عملية سياسية جدية، وواصل ارتكاب الجرائم ضد شعبه، ما أدى إلى انهيار نظامه في النهاية.
وأشار إلى أن سياسة إدارته السابقة بفرض عقوبات على الأسد كانت جزءاً من الجهود الدولية للضغط عليه.
وتعهد بايدن بمواصلة دعم دول الجوار السوري، بما فيها الأردن والعراق ولبنان وإسرائيل، لضمان استقرار المنطقة. وأكد أن بلاده لن تسمح بتحول سوريا إلى ملاذ آمن لتنظيم داعش، وستستمر في حماية قواتها الموجودة في سوريا لتنفيذ مهمتها بمكافحة التنظيم الإرهابي.
كما شدد بايدن على أن إدارته تبذل قصارى جهدها لتوفير المساعدات الإنسانية والإغاثة للشعب السوري، بهدف طي صفحة الفظائع التي ارتكبها نظام الأسد. وأكد أن هذه المرحلة تمثل فرصة فريدة للسوريين لتحقيق المصالحة وإعادة بناء بلدهم على أسس من السلام والعدالة.
أكد مصدر في الكرملين مساء اليوم الأحد (8 ديسمبر 2024) ، أن بشار الأسد المجرم وعائلته قد وصلوا إلى العاصمة الروسية موسكو، وقد أصبحوا لاجئين فيها.
وقال مصدر روسي، أن الأسد وعائلته حصلوا على حق اللجوء السياسي، وذلك بعد هروب الأسد من سوريا وسقوط نظام حكمه الإجرامي.
وكان الحديث إن بشار الأسد غادر البلاد على متن طائرة إلى وجهة غير معلومة، في وقت مبكر من صباح اليوم (الأحد)، بالتزامن مع دخول فصائل الثوار إلى وسط مدينة دمشق.
وأظهرت بيانات موقع «فلايت رادار» الإلكتروني المعني بتتبع الرحلات الجوية، أن طائرة تابعة للخطوط الجوية السورية أقلعت من مطار دمشق في التوقيت نفسه تقريباً الذي تواترت فيه أنباء سيطرة مقاتلين من المعارضة السورية المسلحة على العاصمة.
وحلّقت الطائرة في البداية باتجاه الساحل السوري، لكنها حوّلت اتجاهها فجأة، وحلّقت في الاتجاه المعاكس لبضع دقائق قبل أن تختفي من على الخريطة.
ويأتي دخول العاصمة السورية دمشق، بعد أن كانت أعلنت "إدارة العمليات العسكرية"، السبت 7 كانون الأول 2024، تحرير مدينة حمص، لتنضم إلى رفيقات التحرير (حلب وحماة وإدلب ودرعا والسويداء)، وتعيش مدينة الوليد، حمص العدية، فرحة الحرية التي طالما انتظرها أبنائها المعذبين بظلم نظام الأسد وميليشياته الطائفية التي عانى سكانها من بطشهم وجورهم وجرائمهم.
بتحرير مدينة دمشق، وماسبقها من عمليات تحرير ضمن عملية "ردع العدوان"، في كامل تراب سوريا الحرة، تتحرر سوريا وتنفض غبار أكثر من 50 عاماً من حكم آل الأسد بالحديد والنار، ويسقط الأسد وكافة رموزه، فدخول الثوار اليوم لمدينة دمشق، يفتح الطريق بشكل كامل باتجاه الخلاص وبلوغ هدف الثورة في إسقاط الأسد وكافة رموزه.