ألغيت فعاليات مايسمى "مؤتمر الشتات السوري"، الذي كان من المقرر أن يُعقد في غرفة الاجتماعات بمبنى مكاتب مجلس النواب الأمريكي يوم الاثنين، وذلك بعد أن أثار أحد المشرعين مخاوف بشأن المجموعة وقيادتها، وفقاً لمصادر مطلعة على الوضع.
المؤتمر، الذي نظمته جمعية العلويين في الولايات المتحدة بالتعاون مع منظمات سورية أمريكية أخرى، كان يستهدف مناقشة قضايا الأقليات الدينية في سوريا، حيث تم استضافة الفعالية في بداية الأمر كما هو مُخطط. وقد قام أحد أعضاء الكونغرس بحجز القاعة نيابة عن الجمعية، إلا أن هذا العضو سحب رعايته للفعالية بعد بدء الاجتماع، ما أدى إلى إلغاء الفعالية وفقاً لسياسات مجلس النواب التي تتطلب مغادرة القاعة حال فقدان الرعاية.
فيما نفت جمعية العلويين إلغاء المؤتمر وزعمت أنه تم تأجيله كما كان مقررًا من أجل عقد اجتماعات مع أعضاء الكونغرس. ووفقًا للجمعية، كانت هناك جلسات إضافية مقررة في صباح يوم الثلاثاء، لكنها تم تنظيمها بالقرب من مبنى الكابيتول.
وفي الأيام التي سبقت المؤتمر، بعث النائب الجمهوري جو ويلسون (من ولاية ساوث كارولينا) برسالة إلى رئيس وعضو لجنة الإدارة في مجلس النواب، مطالبًا بالتدخل لإلغاء الحدث، وزعم ويلسون في رسالته أن قيادة جمعية العلويين "تسعى إلى استغلال" وضع الأقليات الدينية في سوريا، وهو ما قد يؤدي إلى تقويض الجهود الرامية إلى معالجة قضاياهم.
ولفت إلى أن رئيس المجموعة كان قد تطوع للعمل في جمعية خيرية مدرجة على قائمة عقوبات الاتحاد الأوروبي وسويسرا بسبب علاقتها بالميليشيات الموالية لنظام الأسد.
ردت جمعية العلويين في وقت لاحق عبر بيان نشرته في عطلة نهاية الأسبوع، حيث أدانت ما وصفته بـ "حملة التحريض المُنسّقة" ضد المؤتمر، معتبرة أن الاتهامات الموجهة لها هي "باطلة" و"تهدف إلى تشويه سمعتها".
وأوضحت الجمعية أن هذه الحملة تهدف إلى "إسكات الأصوات الأمريكية" و"ترهيب الأقليات السورية". وأضافت الجمعية أن هناك "محاولات متعمدة" لربط منظمتها بأفراد ليس لديهم أي انتماء لها.
تحركات مشبوهة في واشنطن: "رابطة العلويين" تروج لمشروع تقسيم سوريا تحت ستار حقوق الأقليات
كشف تقرير لموقع "تلفزيون سوريا" عن أنشطة سياسية وإعلامية تقودها مجموعة تدعي تمثيل العلويين السوريين في الولايات المتحدة، تحت اسم "رابطة العلويين في الولايات المتحدة". هذه الرابطة تعمل بتنسيق وثيق مع تيار مدني يضم شخصيات لها ارتباطات مباشرة بالأجهزة الأمنية التابعة لنظام بشار الأسد السابق.
الرابطة تطالب بتدخل أمريكي ضد الحكومة السورية
وفقًا للتقرير، أرسلت الرابطة في الأشهر الماضية رسائل إلى الكونغرس الأمريكي تزعم أن العلويين في سوريا يتعرضون لـ"تطهير عرقي" و"إبادة جماعية"، وتطالب بدعم مؤتمر تنظمه الرابطة في 12 و13 مايو الجاري في مبنى الكونغرس بواشنطن.
وتؤكد الوثائق التي حصل عليها موقع "تلفزيون سوريا" أن الرابطة أعلنت عن انطلاقها في فبراير الماضي، أي قبل اندلاع التوترات الأخيرة في الساحل السوري، مما يوحي بوجود خطة عمل ممنهجة.
علاقات مع شخصيات أمنية بارزة
تشير الوثائق إلى أن الرسائل الموجهة إلى الكونغرس تحمل توقيع شخص يُدعى عيسى سلامة، وهو زوج سارة حيدر العضو البارز في الرابطة. ويُعتقد أن سلامة ينتمي إلى عائلة مقربة من العميد أديب سلامة، أحد أبرز قادة المخابرات الجوية في نظام الأسد السابق، والمتهم بارتكاب العديد من انتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك القتل والاعتقال والتعذيب.
رابطة العلويين ودورها في ترويج الخطاب الطائفي
الرابطة يرأسها الدكتور مرهف إبراهيم، الطبيب السوري المقيم في الولايات المتحدة والذي يرتبط بنظام الأسد عبر "مؤسسة العرين الإنسانية" التي تديرها أسماء الأسد. ومن الجدير بالذكر أن الدكتور إبراهيم كان قد روج لمبادرات إنسانية على صلة بجيش النظام السوري، ما يعزز شكوكًا حول ارتباط الرابطة بنظام الأسد القمعي.
الجماعات الموالية تنشط مجددًا تحت غطاء مدني
كما تكشف الوثائق عن ارتباط "رابطة العلويين في الولايات المتحدة" و"التيار السوري المدني الحر"، الذي يضم شخصيات عملت سابقًا ضمن تشكيلات "الشبيحة" ويعيدون تقديم أنفسهم كناشطين مدنيين. العنوان الرئيس لهذا التيار هو الدعوة العلنية لتقسيم سوريا إلى كانتونات طائفية، وهو ما يعكس استراتيجيات إضعاف الوحدة السورية.
"المؤتمر السوري الأميركي من أجل الديمقراطية": مغالطات وتناقضات
تستعد "رابطة العلويين في الولايات المتحدة" لتنظيم مؤتمر بعنوان "المؤتمر السوري الأميركي من أجل الديمقراطية" في الكونغرس الأمريكي، بهدف ادعاء "حماية الأقليات وتعزيز التعددية". لكن الوثائق تكشف عن أن هذه المبادرة ليست سوى واجهة سياسية تهدف إلى الترويج لخطاب طائفي وتحقيق مصالح لأفراد ارتبطوا بنظام الأسد المخلوع. المؤتمر يروج لمطالب مغلوطة تشمل محاسبة الحكومة السورية الجديدة بزعم أنها "جهاديون" وتنفيذ "حملة تطهير طائفي" ضد الأقليات.
أدوات النظام تستعيد نفوذها تحت ستار جديد
في الحقيقة، يظهر أن هذه المبادرات جزء من مشاريع دولية تهدف إلى تقسيم سوريا إلى كيانات طائفية تحت ذريعة حماية الأقليات. بينما تسعى هذه المجموعات لتسويق نفسها كداعم لحقوق الأقليات، فإنها في الواقع تروج لأجندات تهدف إلى إعادة إدماج رموز نظام الأسد في المعادلة السياسية.
الشخصيات الرئيسية المشاركة في التحركات المشبوهة
من بين الشخصيات المرتبطة بـ "رابطة العلويين في الولايات المتحدة" و"التيار السوري المدني الحر" نجد مرهف إبراهيم، عيسى سلامة، سارة حيدر، عزيز وهبي، وعدي حسن، وهم يشتركون في الترويج لأجندة تقسيمية تحت مسمى "حماية الأقليات" في سوريا. هؤلاء يشكلون جزءًا من تحالف أمني-مدني يروج للانقسام والشرذمة في البلاد.
تؤكد المصادر أن هذه الأنشطة تأتي في سياق محاولات إعادة تدوير أدوات نظام الأسد عبر خطاب مدني مزيف يسعى للحصول على اعتراف دولي وتنفيذ مشاريع تقسيمية في سوريا.
أعلن رئيس غرفتي تجارة الأردن وعمان، العين خليل الحاج توفيق، عن زيارة تاريخية سيقوم بها إلى العاصمة السورية دمشق في 26 مايو الحالي، بهدف تعزيز العلاقات الاقتصادية بين الأردن وسوريا بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين.
وفي منشور على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أكد الحاج توفيق أن هذه الزيارة تعتبر الأولى من نوعها للقطاع الخاص الأردني تحت مظلة غرفة تجارة الأردن. وأوضح أن الزيارة تأتي بالتنسيق مع وزارة الخارجية الأردنية والسفارة الأردنية في دمشق، بالإضافة إلى اتحاد غرف التجارة السوري.
وأشار الحاج توفيق إلى أن الوفد الذي سيرافقه سيستمر في سوريا لمدة يومين، ويضم رؤساء غرف التجارة وممثلين عن القطاعات التجارية والخدمية المختلفة. كما سيشمل اللقاءات مع وزراء الاقتصاد والتجارة والخدمات في الحكومة السورية، بالإضافة إلى مسؤولي اتحاد غرف التجارة السورية وعدد من رجال الأعمال السوريين.
وفي سياق متصل، عبّر الحاج توفيق عن أمله في أن تشكل هذه الزيارة بداية مرحلة جديدة في العلاقات التجارية بين البلدين، مشدداً على أهمية دراسة إمكانية تشكيل مجلس أعمال مشترك مع سوريا، فضلاً عن الاتفاق على تنظيم منتدى أعمال في العاصمة الأردنية عمان في المستقبل القريب.
وأكد أن هذه الزيارة تأتي في وقت حساس بالنسبة لسوريا، حيث تهدف إلى دعم الاقتصاد السوري في مرحلة إعادة الإعمار، خاصة بعد رفع العقوبات وعودة سوريا إلى مكانتها على الساحتين العربية والدولية. وأشار الحاج توفيق إلى استعداد القطاع الخاص الأردني لتقديم كل الدعم اللازم في مجالات تعزيز الجهاز المصرفي والتحول الرقمي، مستفيداً من الخبرات الأردنية الواسعة في هذه المجالات.
وفي إحصاءات صادرة عن غرفة تجارة عمان، تم التأكيد على أن صادرات الأردن إلى سوريا خلال الشهرين الأولين من العام الجاري قد بلغت 35.4 مليون دينار، بينما بلغت الواردات من سوريا 8.3 مليون دينار.
عبر الرئيس السوري "أحمد الشرع"، في خطاب هام ألقاه اليوم الأربعاء 14 أيار 2025، موجه للشعب السوري، عن فرحته بقرار رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا، مشيدًا بالجهود المبذولة على المستوى الإقليمي والدولي التي ساعدت في تحقيق هذا التحول التاريخي.
وأشار الشرع إلى أن سوريا مرت بمرحلة مأساوية تحت حكم النظام الساقط، حيث تسببت السياسات السابقة في قتل الشعب وتدمير البلد، وأدت إلى العزلة الدولية. إلا أن التحولات التي شهدتها سوريا في الآونة الأخيرة، خاصة في ظل الثورة السورية، أدت إلى إعادة بناء الدولة على أسس جديدة.
وأضاف الرئيس السوري أن لقاءاته مع عدد من القادة الإقليميين والدوليين مثل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والشيخ تميم بن حمد أمير قطر، والرئيس عبد الفتاح السيسي وغيرهم، ساهمت في دعم مسار سوريا نحو المستقبل الجديد. كما أثنى على المواقف التاريخية لدول مثل الإمارات العربية المتحدة، البحرين، الأردن، ومصر التي كانت على الدوام داعمة لسوريا وشعبها.
وشدد الرئيس الشرع على أن هذا القرار لا يمثل فقط رفع العقوبات بل هو نتيجة للجهود التي بذلها السوريون في الداخل والخارج، والتضامن الذي أبدوه مع بلدهم في هذه المرحلة الحساسة. كما أكد أن سوريا ستعمل على تعزيز علاقاتها مع الدول الشقيقة والصديقة من أجل تحقيق الاستقرار والازدهار الاقتصادي.
ووجه الرئيس الشكر لجميع من ساند سوريا في محنتها، مشيرًا إلى أن سوريا بدأت الآن مرحلة جديدة من الإعمار والتقدم، مع التزام القيادة السورية بإحداث تغيير جذري في كافة جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وأضاف أن سوريا اليوم بدأت نهضتها الحديثة، داعيًا الجميع للعمل معًا من أجل بناء سوريا جديدة مليئة بالتقدم والازدهار.
أكّد الرئيس السوري أحمد الشرع أن سوريا ملتزمة بتعزيز المناخ الاستثماري، وتطوير التشريعات الاقتصادية، وتقديم التسهيلات اللازمة التي تساهم في تمكين رأس المال الوطني والأجنبي من الإسهام الفاعل في إعادة الإعمار والتنمية الشاملة. وأضاف أن الحكومة السورية ستعمل على إرساء بيئة محفزة للاستثمارات في كافة القطاعات الحيوية، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة وعودة البلاد إلى سابق عهدها من القوة الاقتصادية.
وأعرب الشرع عن ترحيب سوريا بجميع المستثمرين من أبناء الوطن في الداخل والخارج، ومن الأشقاء العرب والأتراك والأصدقاء من جميع أنحاء العالم، داعيًا إياهم للاستفادة من الفرص المتاحة في مختلف المجالات، لا سيما في قطاعات مثل الطاقة، البنية التحتية، الصناعات التحويلية، والتكنولوجيا.
وشدد الرئيس الشرع على أن سوريا ستظل وفية لكل يد تمتد إليها بالخير، مؤكداً أن البلاد لن تكون ساحة لصراع النفوذ ولا منصة للأطماع الخارجية، مشيراً إلى أن أي محاولة لتقسيم سوريا أو لإحياء سرديات النظام السابق التي تهدف لتفتيت الشعب السوري ستُرفض تماماً.
وأضاف أن سوريا اليوم هي لكل السوريين، بجميع طوائفهم وأعراقهم، ولمن يعيش على هذه الأرض الطيبة المباركة. وأكد على أن التعايش بين مختلف مكونات الشعب السوري هو إرث تاريخي حافظ عليه الشعب السوري على مر العصور، وأن الانقسامات التي حدثت كانت بفعل التدخلات الخارجية التي فشلت في زعزعة وحدة الشعب السوري.
وفي حديثه عن المستقبل، شدّد الرئيس الشرع على أن المحن التي مر بها الشعب السوري قد علمته أن قوته تكمن في وحدته، وأن طريق النهوض والازدهار لا يعبد إلا بالتكاتف والعمل الجاد بين أبناء الوطن. كما أكد على أن سوريا لن تنسى أبداً شهداءها وجرحاها، وأن حقوق من فقدوا أحبتهم ستظل حاضرة في كل خطوة نحو المستقبل، في سبيل بناء سوريا جديدة.
وفي الختام، شدد الرئيس السوري على أن سوريا ستكون دائماً أرض السلام والعمل المشترك، وفية لكل يد مدّت إليها بالخير، وأن مستقبل سوريا سيكون مشرقاً بمشاركة جميع أبنائها وبتعاونهم البناء نحو إعادة الإعمار والازدهار.
لقاء رباعي يجمع "ترامب والشرع" بحضور "بن سلمان" وأردوغان يُشارك عبر تقنية الفيديو
وكان عقد لقاء رباعي جمع كلاً من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس السوري أحمد الشرع، إلى جانب ولي العهد السعودي، وبمشاركة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الاجتماع عبر تقنية الفيديو، في المملكة العسكرية السعودية، اليوم الأربعاء 14 أيار 2025، وصف أنه تاريخي ومفصلي لسوريا والشعب السوري.
ويُعد هذا اللقاء أول لقاء بين رئيس أمريكي ورئيس سوري منذ عقود طويلة، ما يفتح بابًا جديدًا في سياق التعاون بين البلدين، ويتوقع أن يسهم في تحسين العلاقات السياسية والاقتصادية بين سوريا والولايات المتحدة، ويأني في وقت حساس، حيث تسعى سوريا إلى تحقيق الاستقرار الداخلي وتعزيز العلاقات الإقليمية والدولية بعد سنوات من النزاع والدمار.
"ترمب" يشيد "الشرع": شاب مقاتل وقائد مذهل لديه فرصة حقيقية للحفاظ على سوريا
وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في تصريحات له، الرئيس السوري أحمد الشرع بـ "الشاب المقاتل والقائد المذهل" الذي قاد ثورة بلاده. وأكد ترمب أن الشرع لديه فرصة حقيقية للحفاظ على وحدة سوريا وتحقيق استقرارها في المستقبل. كما أشار إلى أن قرار رفع العقوبات عن سوريا قد لاقى ترحيبًا واسعًا، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف ترامب في تصريحات صحفية: "الرئيس الشرع قدم نفسه كقائد قوي، وهو يمتلك الفرصة التاريخية لقيادة سوريا نحو المستقبل. ونحن نرى في هذا التوجه فرصة مهمة للحفاظ على وحدة سوريا واستقرار المنطقة ككل."
وأشار الرئيس الأمريكي إلى أن هناك احتمالاً كبيراً لانضمام سوريا إلى اتفاقيات أبراهام في المستقبل، وهي الاتفاقيات التي تهدف إلى تعزيز التعاون بين الدول العربية وإسرائيل.
جاء اللقاء عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الثلاثاء 13 أيار 2025، عن قراره برفع العقوبات المفروضة على سوريا، وذلك بعد مناقشات مع ولي العهد السعودي والرئيس التركي، مؤكداً أن إدارته قد اتخذت الخطوة الأولى لتطبيع العلاقات مع دمشق. هذا القرار يعتبر تحولاً مهماً في السياسة الأمريكية تجاه سوريا، ويثير تساؤلات حول تبعاته الاقتصادية والسياسية على البلاد والمنطقة.
ترحيب دولي واسع لقرار ترامب
لاقى القرار ترحيباً واسعاً في الأوساط الشعبية السورية التي خرجت للساحات بالآلاف، وعبرت عن تقديرها للخطوة التي من أشنها دعم التعافي للشعب السوري، وشكرها للدول التي دعمت وساهمت في الوصول إليها، ورحبت الدول العربية والإسلامية وجامعة الدول العربية ورابطة العالم الإسلامي، والأمم المتحدة ومسؤولين أممين وأمريكيين وأوربيين، مؤكدين أنها فرصة تاريخية للنهوض بسوريا الجديدة.
سجّلت الليرة السورية يوم الأربعاء ارتفاعاً ملحوظاً أمام الدولار الأميركي، في أقوى تحسّن لها منذ سنوات، عقب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب رفع العقوبات المفروضة على سوريا.
وتراجع سعر صرف الدولار في دمشق إلى نحو 8,700 ليرة للشراء و9,000 ليرة للمبيع، مقارنةً بـ9,600 ليرة في تداولات اليوم السابق، ما يمثل تحسناً بأكثر من 600 ليرة خلال 24 ساعة.
وفي محافظات أخرى، استقر سعر الدولار عند 8,500 ليرة للشراء و8,800 ليرة للمبيع في كل من حلب وإدلب، بينما بلغ في الحسكة نحو 9,000 ليرة للشراء و9,200 ليرة للمبيع.
في المقابل، لا يزال السعر الرسمي المحدد من قبل مصرف سوريا المركزي ثابتاً عند 11,000 ليرة للشراء و11,110 ليرة للمبيع، بحسب نشرة الأسعار الصادرة يوم الثلاثاء.
بالمقابل يُنسب التحسّن في سعر صرف الليرة بشكل رئيسي إلى التطورات السياسية الأخيرة، وعلى رأسها إعلان الرئيس الأميركي رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا، في خطوة وصفتها مصادر مطلعة بأنها "تاريخية" وذات تأثير مباشر على ثقة السوق.
وجاء الإعلان عقب لقاء رسمي جمع الرئيس السوري أحمد الشرع مع نظيره الأميركي دونالد ترامب في الرياض، بحضور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في إطار قمة إقليمية تهدف إلى تعزيز الاستقرار الاقتصادي والسياسي في المنطقة.
المحللون يرون في هذه التطورات مؤشراً على بداية مرحلة جديدة من الانفراج الاقتصادي في سوريا، وإن كانوا يحذرون من أن استدامة التحسن تتوقف على الخطوات التنفيذية التالية، بما في ذلك تدفق الاستثمارات وإعادة ربط البلاد بالأسواق الدولية.
شهدت أسعار الذهب في سوريا تراجعاً حاداً وغير مسبوق خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، على القرار التاريخي، الذي اعلن عنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم أمس برفع جميع العقوبات المفروضة على سوريا.
فقد هبط سعر غرام الذهب من عيار 21 قيراط، اليوم الأربعاء 14 أيار، إلى 775,000 ليرة سورية مقارنة بـ895,000 ليرة يوم أمس، ليسجل خسارة كبيرة بلغت 120,000 ليرة سورية خلال يوم واحد فقط.
وبحسب تقارير اقتصادية فإن هذا التراجع القوي في أسعار الذهب جاء مدفوعًا بـ"الدعم المطلق" الذي تلقاه سعر صرف الليرة السورية، عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن رفع العقوبات عن سوريا.
وهو القرار الذي فاجأ الأسواق الإقليمية والدولية، وأدى إلى كسر الدولار في السوق الموازي لتهبط دون مستويات الـ9000 ليرة لأول مرة منذ أعوام.
وبحسب أسعار الذهب بلغ عيار 21 قيراط، 775,000 ليرة سورية ما يعادل 90.50 دولار أمريكي وعيار 18 قيراط 665,000 ليرة سورية 77.50 دولار أمريكي.
وبلغت الليرة الذهبية 21 قيراط 6.200.000 ليرة سورية و الليرة الذهبية 22 قيراط: 6.470.000 ليرة سورية.
على المستوى العالمي، بلغ سعر الأونصة الذهبية 3,233.68 دولار، بينما يعادل سعرها في السوق السورية 29.1 مليون ليرة سورية، وفقاً لسعر الصرف الرائج.
ورغم ارتفاع أسعار الذهب عالمياً بدفع من بيانات التضخم الأمريكية وتزايد إقبال المستثمرين على الملاذات الآمنة، فإن السوق السورية تسير عكس الاتجاه، في ظل التحولات السياسية الكبرى التي أعادت خلط الأوراق، وفتحت أبواباً جديدة للتكهنات حول مستقبل الاقتصاد السوري وقوة العملة المحلية.
ورأت الأكاديمية والمحللة الاقتصادية لانا بادفان أن "رفع العقوبات الأمريكية يمكن أن يُحدث تحولاً جذرياً في الاقتصاد السوري، حيث سيسمح بفتح الأسواق أمام البضائع والسلع الأساسية، مما يسهل الحصول على المواد الغذائية والدوائية".
كما "سيفتح المجال أمام مشاريع إعادة الإعمار التي تحتاجها البنية التحتية المتضررة من النزاع، بما يشمل بناء المدارس والمستشفيات والطرق".
وقالت "رغم التخفيف المحتمل للعقوبات الأمريكية، تبقى هناك تحديات كبيرة تواجه هذا المسار، بما في ذلك استمرار حالة عدم الاستقرار السياسي والتهديدات الأمنية، فالأوضاع الحالية تتطلب استعادة الثقة بين مختلف فئات المجتمع السوري، وتحقيق مصالحة وطنية حقيقية"، وفق تعبيرها.
كما أضافت أن "رفع العقوبات ينبغي أن يشمل إجراءات تضمن الشفافية ومكافحة الفساد، بحيث تستخدم الموارد بشكل فعّال في إعادة الإعمار والتنمية المستدامة
لذا، فإن الحلول الفعالة تتطلب تنسيقاً بين الجهود الدولية والمحلية، لضمان أن يكون رفع العقوبات خطوة نحو تحقيق سلام دائم واستقرار شامل، وليس مجرد إجراء اقتصادي بحت".
بدوره المحلل الاقتصادي عابد فضلية، قال إنه "ربما من المبكر الحديث عن حجم التأثير الإيجابي لرفع العقوبات الأمريكية الذي تم الإعلان عنه مؤخراً، خاصة أنه لم يُعرف بعد حدود وطبيعة هذا التخفيض وتوقيت ذلك".
وتابع "باعتبار أن التخفيض الأمريكي للعقوبات سيليه قرار أوروبي مماثل ومن جهات أخرى، فهذا لا يعني تحقيق رخاء اقتصادي واجتماعي فوري، لكنه سيخلق مبدئياً مناخاً استثمارياً إيجابياً وقوياً للمستثمرين السوريين وغير السوريين"
وتابع أن "هذه القرارات ستنعكس أيضاً على التعاون الاقتصاد الدولي السوري - الأجنبي، لذا فإن مسألة رفع العقوبات ليست هي بذاتها الحل السحري لأزمات الاقتصاد السوري بل الأهم هو الانفتاح وحجم الاستثمارات التي ستليها، والمتوقع أنها ستكون هائلة على المديين المتوسط والطويل".
إلى ذلك، أشار الأكاديمي والخبير الاقتصادي السوري عمار يوسف إلى أن "إلغاء العقوبات الأمريكية يعني فتح الباب أمام المستثمرين، خاصة أن البلاد تعرّضت لدمار كبير وتعد اليوم أرضاً خصبة لمشاريع كثيرة كإعادة الإعمار والاستثمار في قطاعي النفط والطاقة والسياحة والزراعة".
وأضاف أن هناك معوقات كبيرة أمام الاقتصاد السوري، لكن رفع العقوبات مسألة ضرورية وفي غاية الأهمية، وستساهم في استعادة ما خسرته البلاد جراء الحرب من خلال إعادة الإعمار وعودة الإنتاج المحلي في قطاعات متعددة".
يشار أن خلال الفترة الماضية أصدرت القيادة السورية الجديدة قرارات عدة لصالح الاقتصاد السوري، أبرزها السماح بتداول العملات الأجنبية، والدولار في التعاملات التجارية والبيع والشراء، وحتى الأمس القريب، وكان النظام البائد يجرّم التعامل بغير الليرة ويفرض غرامات وعقوبات قاسية تصل إلى السجن سبع سنوات.
وصلت صباح اليوم إلى مطار دمشق الدولي طائرة شحن قطرية محمّلة بكميات كبيرة من المواد الغذائية، وذلك ضمن حملة إغاثية تنفذها مؤسسة حمد بن خليفة الخيرية لدعم الشعب السوري في ظل الظروف الإنسانية الصعبة.
وقد جرى استقبال الطائرة بحضور رسمي، ضم ممثلين عن السفارة القطرية في دمشق، إلى جانب الدكتور ناصر علي الهاجري، الرئيس التنفيذي للمؤسسة. وأعرب الحضور عن تقديرهم لهذه المبادرة التي تعكس عمق الروابط الأخوية بين قطر وسوريا، وتؤكد التزام دولة قطر المستمر في تقديم الدعم الإنساني والتنموي لسوريا.
وفي هذا السياق، صرح الدكتور ناصر علي الهاجري: "في مؤسسة حمد بن خليفة الخيرية، نؤمن بأن العطاء الحقيقي يبدأ من تلبية الاحتياجات الأساسية للإنسان. ووصول طائرة المواد الغذائية اليوم إلى دمشق هو امتداد لرسالة المحبة والدعم التي تحملها قطر، قيادةً وشعبًا، لأشقائنا في سوريا."
وفي وقت متزامن مع وصول الطائرة، بدأت مؤسسة حمد بن خليفة الخيرية حملتها الإغاثية داخل سوريا، حيث دخلت 280 شاحنة محمّلة بـ 7000 طن من الطحين وجرارات مجهزة بمعداتها. وقد تم إدخال أولى القوافل عبر 60 شاحنة كمرحلة أولى، مع استمرار دخول باقي الشاحنات تباعاً حتى استكمال الكمية.
وأكدت المؤسسة أن هذه الحملة تمثل بداية لسلسلة من المبادرات الإغاثية والتنموية القادمة، والتي يتم تنفيذها بالتنسيق مع الجهات الرسمية السورية والمؤسسات الشريكة، بما يعكس رؤية المؤسسة في تحقيق أثر ملموس وشراكة فاعلة لتمكين الإنسان حيثما وُجدت الحاجة.
أعلن وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، عن عقد لقاء ثلاثي يوم غد مع نظيريه الأميركي ماركو روبيو والسوري أسعد حسن شيباني، بعد اختتام اجتماع وزراء خارجية الناتو غير الرسمي في مدينة أنطاليا التركية.
وفي تصريح لقناة "TRT Haber"، أكد فيدان أهمية استضافة تركيا لهذا الحدث، مشيراً إلى أن استضافة تركيا له تضيف بُعداً إضافياً للقاء، مما يعكس أهمية هذه المحادثات على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وفي رده على سؤال حول إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب نيته رفع العقوبات عن سوريا، أوضح فيدان أن تركيا تتعامل مع الملف السوري من خلال رؤية شاملة تشمل جميع الأطراف الإقليمية المعنية. وأضاف أن هذه الرؤية تهدف إلى إشراك كافة الأطراف في حل الأزمة السورية، ويتطلب ذلك دوراً إيجابياً من الأوروبيين والأميركيين. كما أشار إلى دور السعودية في هذا الإطار، مؤكداً أن تركيا تعمل بشكل منسق مع المملكة.
وفيما يتعلق بالعلاقات السورية، أكد فيدان أن الرئيس السوري أحمد الشرع ووزير الخارجية أسعد حسن شيباني كثّفا تحركاتهما الدبلوماسية، مشيراً إلى أن المجتمع الدولي يتفاعل إيجابياً مع دبلوماسية الإدارة السورية الجديدة.
وشدد فيدان على ضرورة رفع العقوبات المفروضة على سوريا خلال فترة النظام المخلوع، قائلاً إن هذا الإجراء ضروري لتسهيل عودة السوريين إلى بلادهم وتعزيز الاقتصاد الوطني. وأوضح أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان طرح هذه المسألة مع ترمب، بالتوازي مع مناقشة الأوضاع في غزة، وأن الرئيس الأميركي استجاب بشكل إيجابي لما عرضه الرئيس أردوغان.
وأضاف فيدان أن الاجتماع الرباعي الذي جمع تركيا والولايات المتحدة والسعودية وسوريا كان "تاريخياً" ووصفه بأنه لقاء "إيجابي جداً". وأكد أنه سيعقد اجتماعاً ثلاثياً مع الوزيرين روبيو وشيباني لمناقشة تفاصيل التوافق الذي وضعه القادة خلال اللقاء.
في ختام حديثه، أعرب فيدان عن أمله في أن يؤدي "الرفع الرسمي للعقوبات في أقرب وقت إلى زيادة الاستثمارات في سوريا، مما يعزز من فرص إعادة إعمار البلاد".
أعرب فريد المذهان المعروف بـ "قيصر"، عن سعادته بقرار رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا، والذي صدر يوم الثلاثاء، 13 أيار/مايو الجاري، وهنأ، من خلال مقطع فيديو متداول عبر منصات التواصل الاجتماعي، الشعب السوري بهذه الخطوة، متمنياً أن تكون انطلاقة جديدة نحو التعافي والاستقرار.
وفي كلمة مصورة، توجّه بالشكر لمن وصفهم بـ"رجال المواقف" الذين وقفوا مع الشعب السوري في أحلك الظروف، موجّهًا تحية خاصة إلى: سمو الأمير محمد بن سلمان، سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، واصفًا إياه بـ"أمير القلوب وصوت الحق"، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب.
كما عبّر عن أمله بأن تكون الحكومة السورية الحالية على قدر هذه اللحظة التاريخية، داعياً إياها إلى العمل بجدية لتحقيق تطلعات الشعب السوري بالعيش الكريم والعدالة الاجتماعية.
تكريماً لجهوده ودوره .. الرئيس "الشرع" يلتقي "قيصر" في زيارته الأولى إلى فرنسا
التقى رئيس الجمهورية العربية السورية السيد أحمد الشرع ووزير الخارجية والمغتربين السيد أسعد الشيباني، بالسيد فريد المذهان المعروف بـ "قيصر" على هامش زيارتهما إلى جمهورية فرنسا، وهو أول لقاء يعقده "الشرع" عقب وصوله إلى فرنسا، تقديراً لجهود ورمزية "المذهان" ودوره في الثورة السورية وفضح ممارسات النظام البائد.
وكان وصل الرئيس السوري أحمد الشرع إلى العاصمة الفرنسية باريس اليوم الأربعاء 7 أيار، في زيارة هي الأولى له إلى أوروبا منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد في 8 ديسمبر، ومن المقرر أن يلتقي الشرع نظيره الفرنسي في الساعة الخامسة مساءً وفقًا لبيان صادر عن الرئاسة الفرنسية، وذلك في إطار سعيه للحصول على دعم دولي لجهوده الرامية إلى تحقيق المزيد من الاستقرار في سوريا.
وكان حظي البطلان السوريان المعروفان طيلة سنوات طويلة باسم "سامي وقيصر"، المسؤولان عن تسريب صور تعذيب الضحايا في سجون النظام البائد، بإشادة واهتمام واسع من قبل كافة أبناء الشعب السوري بمختلف انتمائهم وتوجهاتهم، تقديراً لعملهم البطولي، والذي لعب دوراً محورياً في كسر شوكة النظام وملاحقته دولياً.
وخلد البطلان "سامي وقيصر" أسمائهما في تاريخ سوريا الحديث والمستقبل، كشخصيتين، واجهتا كل غطرسة النظام، واستطاعا بشجاعة كبيرة، القيام بعمل كان حدثاً بارزاً في تاريخ ثورة السوريين، في فضح القتل والتعذيب وجرائم الحرب التي حاول النظام البائد جاهداً لإخفائها، فكانا شاهدين رئيسيين في إدانة نظام الأسد بالجرائم، مسطران أسمائهم التي كشفو عنها كبطلين يستحقان كل التقدير والتكريم.
وبعد سنوات طويلة من الاختباء وراء اسماء مستعارة، كشف البطل "قيصر" المعروف باسم "الشاهد الملك" عن شخصيته، لأول مرة وعبر قناة "الجزيرة" القطرية، وهو المساعد أول "فريد المذهان" رئيس قلم الأدلة القضائية بالشرطة العسكرية في دمشق وينحدر من مدينة درعا، وقبله شريكه "سامي" وهو المهندس المدني "أسامة عثمان" الذي يرأس اليوم مجلس إدارة منظمة "ملفات قيصر للعدالة".
وقال"قيصر" الذي كشف عن هويته للمرة الأولى في برنامج "للقصة بقية" على قناة "الجزيرة"، إن أوامر التصوير وتوثيق جرائم النظام يصدران من أعلى هرم السلطة للتأكد من أن القتل ينفذ فعلياً.
وأكد "قيصر" المعروف بـ "الشاهد الملك" أن قادة الأجهزة الأمنية كانوا يعبرون عن ولائهم المطلق لنظام الأسد عبر صور جثث ضحايا الاعتقال، وبين أن أول تصوير لجثث معتقلين كان بمشرحة مستشفى تشرين العسكري لمتظاهرين من درعا في مارس ٢٠١١.
وأكد المساعد أول "فريد المذهان" أن الموقوف بمجرد دخوله المعتقل يوضع رقم على جثته بعد قتله، وبين أن أماكن تجميع وتصوير جثث ضحايا الاعتقال كانت في مشرحة مستشفيي تشرين العسكري وحرستا.
ولفت "قيصر" إلى تحويل مرآب السيارات في مستشفى المزة العسكري لساحة تجميع الجثث لتصويرها مع ازدياد عدد القتلى، وقال إنه في بداية الثورة السورية كانت عدد الجثث من ١٠ إلى ١٥ يوميا لتصل إلى ٥٠ في اليوم.
وأوضح أن النظام كان يكتب أن سبب وفيات من قتلهم هو توقف القلب والتنفس، وكشف عن عمليات ابتزاز ممنهجة مورست ضد الآلاف من أهالي المعتقلين دون الحصول على أي معلومات.
ارتبط اسم "سامي" و"قيصر" بملفات التعذيب البشعة في سجون نظام الأسد المهزوم في سوريا، وذلك منذ عام 2014، بعد أن استطاع ضمن فريق لم تكشف هويتهم طيلة سنوات ماضية، ليكشف اليوم عن هويته الحقيقية بعد سقوط نظام الأسد، والذي لعب دوراً بارزاً في نقل صور التعذيب للعالم المنظمات الدولية، وفضح جرائم النظام البشعة، والتي كانت سبباً في فرض القيود والعقوبات الدولية التي ساهمت بتقويض سلطته ومحاصرته دولياً
استُخدمت الصور التي نقلها "سامي وقيصر" في محاكم بدول غربية لإدانة ضباط سوريين بتهم التعذيب وارتكاب انتهاكات خلال فترات عملهم في سوريا وقبل فرارهم منها، ليكشف اليوم سامي أو مايعرف باسم "الشاهد التوأم" مع قيصر، عن شخصيته في مقابلة مع صحيفة "الشرق الأوسط".
"سامي" الذي تردد اسمه طويلاً، هو المهندس المدني "أسامة عثمان" الذي يرأس اليوم مجلس إدارة منظمة "ملفات قيصر للعدالة"، كان يعمل مهندساً مدنياً عندما اندلعت الثورة السورية عام 2011، وله قريب عرف باسم "قيصر" كان يعمل في مناطق سيطرة قوات النظام، بمهمة توثيق الوفيات في أقسام أجهزة الأمن السورية
كان دور "قيصر" توثيق جثث ضحايا التعذيب بكل بشاعتها بعد وصولها من الأفرع الأمنية، جثث عراة تحمل أرقاماً، تضمنتها آلاف الصور لنساء ورجال وأطفال، بأبشع مارأته البشرية في تاريخها، دفعت تلك الجرائم كلاً من "سامي وقيصر" إلى العمل معاً لتوثيق ما يحصل في السجون والمعتقلات السورية، وتحديداً في دمشق حيث كان يعمل "قيصر" والذي كان يوثق أحياناً موت ما لا يقل عن 70 شخصاً يومياً.
وبدأ الرجلان التعاون في جمع وثائق التعذيب في مايو (أيار) 2011. كان "قيصر" يهرب الصور عبر محرك أقراص محمول (يو أس بي) ويعطيها لسامي في مناطق المعارضة، وأثمرت جهود الرجلين "سامي وقيصر" تهريب عشرات آلاف الصور لجثث ضحايا التعذيب إلى خارج سوريا.
وكُشف عن الصور للمرة الأولى في العام 2014 بعدما صارا خارج سوريا، واليوم باتت الصور التي هرباها جزءاً من "لائحة الاتهام" ضد الأجهزة الأمنية التابعة لنظام الأسد، مشدداً على ضرورة "المحاسبة" في سوريا اليوم بعد إطاحة النظام السابق،
دعت "المنظمة الدولية للهجرة" المجتمع الدولي إلى تكثيف الدعم لمساعدة سوريا في التعافي وإعادة بناء مجتمعها، مؤكدة أن الدعم العالمي ضروري لتحقيق عودة السوريين إلى وطنهم ورسم مستقبل أفضل للبلاد.
وأشارت مديرة المنظمة، إيمي بوب، إلى أن السوريين أثبتوا مرونة وقدرة على الابتكار، ولكنهم بحاجة ماسة إلى الدعم للمساعدة في إعادة بناء حياتهم ومجتمعاتهم. وأكدت بوب على أهمية توجيه الجهود الإنسانية وعمليات التعافي بشكل فعّال لدعم هذا التحول.
وأوضحت بوب أن المنظمة قد أعادت تفعيل قدراتها في جمع البيانات داخل سوريا، مشيرة إلى أن تقرير "مؤشر مجتمعات العودة" يمثل أحدث مساهمات المنظمة في دعم الجهود الإنسانية، ويسهم في تحديد المناطق التي يحتاج فيها السوريون إلى دعم مستمر لبناء مستقبلهم بشكل أكثر استدامة.
وأوضح تقرير "مؤشر مجتمعات العودة" أن المنظمة قيمت الظروف في 1100 منطقة، حيث عاد نحو 1.87 مليون سوري، سواء من النازحين داخليًا أو العائدين من الخارج.
وبإعادة تأسيس وجودها في دمشق، تسعى "المنظمة الدولية للهجرة" إلى تلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة وتعزيز جهود التعافي، في وقت تسعى فيه لتوفير بيئة مناسبة لعودة السوريين بطريقة سلمية وطوعية ومستدامة.
توفي الشاب مصطفى الإبراهيم "الضبع"، اليوم الأربعاء الموافق 14 أيار/مايو، أثناء عمله في ترميم أحد المنازل المدمرة في بلدة الهبيط بريف إدلب الجنوبي، في حادثة أثارت موجة من التحذيرات بين الناشطين المدنيين بشأن خطورة إعادة إعمار الأبنية المتضررة دون إشراف هندسي.
وبحسب ما أفاد به الناشط المدني وأحد أبناء البلدة، عيسى جلول، لشبكة "شام"، فإن مصطفى كان يعمل في إعادة ترميم منزل تعرض في وقت سابق لقصف من قبل قوات النظام السوري، ما تسبب بتهدمه جزئيًا. وأثناء عمله انهار سقف المبنى عليه. وقد حاول مدنيون إخراجه قبل وصول فرق الدفاع المدني، التي أسعفته بدورها، لكنه فارق الحياة قبل وصوله إلى مشفى حماة الوطني متأثراً بنزفه للدم. وأشار جلول إلى أن نسبة الدمار في منازل الهبيط كبيرة جداً، حيث تُقدّر الأضرار الكلية بنحو 70% من الأبنية، فيما يعاني نحو 30% منها من أضرار جزئية.
ويذكر أن أغلب المنازل في القرى والمدن في حالة إنشائية متدهورة لا تتيح العمل على ترميمها دون وجود تقييم هندسي دقيق. وترميم الأبنية حالياً محفوف بالمخاطر، ليس فقط لاحتمالية الانهيار المفاجئ، وإنما لوجود مخلفات حربية وذخائر غير منفجرة، بالإضافة إلى انتشار الأفاعي والزواحف في هذه البيوت المهجورة منذ سنوات.
الناشطون في المنطقة أطلقوا تحذيرات، داعين المدنيين إلى تجنّب العمل العشوائي في المباني المتضررة دون تقييم فني مسبق، مشددين على أهمية الاستعانة بمهندسين مختصين لتحديد سلامة الأبنية قبل الشروع بأي عملية ترميم، وذلك لحماية الأرواح وتفادي كوارث مماثلة. وبحسب شهادات مدنيين عادوا إلى البلدة مؤخراً، فإن حالة الدمار تختلف من منزل إلى آخر؛ فبعضها قد يصلح لترميم جزئي، بينما يحتاج بعضها الآخر لإعادة بناء كاملة من الأساس، وهو أمر لا يمكن تحديده إلا من خلال فحص فني هندسي شامل.
ويُشار إلى أن عدداً كبيراً من قرى وبلدات إدلب، حماة، حلب ومناطق أخرى تعرضت لدمار واسع بسبب سنوات من القصف والمعارك، لا سيما في المناطق التي شهدت معارك ميدانية مباشرة. كما وثقت تقارير إعلامية وحقوقية قيام عناصر من قوات بشار الأسد المجرم في أوقات سابقة بسرقة محتويات الأبنية المدمرة، بل ووصل الأمر إلى تفكيك الأسقف لاستخراج قضبان الحديد لبيعها، كما ظهر في فيديو مسرّب من مدينة سراقب في آب/أغسطس عام 2020.
وتأتي هذه الممارسات كجزء من سياسات انتقامية اتُّبعت ضد السكان الذين طالبوا بالحرية والعدالة، منذ انطلاق الحراك الشعبي في سوريا عام 2011، حيث تعرّضت مناطق المعارضة إلى عمليات تدمير ممنهجة ونهب للموارد والممتلكات، ما زاد من معاناة السكان العائدين في محاولاتهم لإعادة بناء حياتهم.
أعلنت شركة MTN سوريا عن إطلاق خدمة الشريحة الإلكترونية eSIM لأول مرة في البلاد، لتتيح لمشتركيها تجربة رقمية متطورة بمعايير عالمية.
وأوضحت الشركة أن الخدمة ستكون متاحة اعتباراً من يوم الإثنين الموافق 19 أيار 2025، عبر جميع مراكز خدمة MTN في سوريا.
ودعت الشركة الراغبين بالحصول على الشريحة الإلكترونية إلى التواصل مع خدمة الزبائن على الرقم 111 للحصول على مزيد من المعلومات.
ويأتي هذا التطور في إطار السعي لتحسين الخدمات الرقمية وتعزيز تجربة المشتركين في ظل التقدم التقني.
وكان التقى وزير الاتصالات بفريق عمل حاضنة نمو التقنية في كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية بجامعة دمشق، واستمع إلى أفكار المشاريع الطلابية والشركات الناشئة.
وأكد على أهمية دعم المشاريع الناشئة وتفعيل دور الحاضنات العلمية في توجيه الرواد نحو تحقيق النجاح في السوق، مشيراً إلى ضرورة وجود خطة وطنية تعزز الأفكار التجارية والتقنية المبتكرة.
وأبرز الإمكانات الهائلة لتطوير الشركات في سوريا، مشيدًا بالإمكانات الإبداعية التي يمتلكها رواد الأعمال، مؤكدًا أهمية إزالة العقبات التي حالت دون انطلاق الأفكار الريادية في السابق، ودعا رواد الأعمال لتوحيد الرؤى والأفكار لضمان نجاح المشاريع في الساحة التجارية.
يشار إلى أن وزير الاتصالات السوري، أعلن مؤخرًا إطلاق الجيل الخامس من الإنترنت "5G" بشكل تجريبي، وذلك خلال إطلاق مؤتمر AI-SYRIA 2025، الذي يعد الأول من نوعه في سوريا والمتخصص في الذكاء الاصطناعي.
وتشير معلومات أن الدولة السورية تعتزم إطلاق مشروع ضخم اليوم لتحديث البنية التحتية للاتصالات في البلاد، وسيكون له أثر كبير على حركة الإنترنت بين دول المنطقة.
ومن المرجح أن تقوم وزارة الاتصالات السورية بدعوة كبرى شركات الاتصالات الإقليمية والعالمية لإبداء الاهتمام بالمشروع وتقديم رؤاها للحلول الفنية.
وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في تصريحات له، الرئيس السوري أحمد الشرع بـ "الشاب المقاتل والقائد المذهل" الذي قاد ثورة بلاده. وأكد ترمب أن الشرع لديه فرصة حقيقية للحفاظ على وحدة سوريا وتحقيق استقرارها في المستقبل. كما أشار إلى أن قرار رفع العقوبات عن سوريا قد لاقى ترحيبًا واسعًا، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف ترامب في تصريحات صحفية: "الرئيس الشرع قدم نفسه كقائد قوي، وهو يمتلك الفرصة التاريخية لقيادة سوريا نحو المستقبل. ونحن نرى في هذا التوجه فرصة مهمة للحفاظ على وحدة سوريا واستقرار المنطقة ككل."
وأشار الرئيس الأمريكي إلى أن هناك احتمالاً كبيراً لانضمام سوريا إلى اتفاقيات أبراهام في المستقبل، وهي الاتفاقيات التي تهدف إلى تعزيز التعاون بين الدول العربية وإسرائيل.
وتعتبر هذه التصريحات جزءًا من سياسة الإدارة الأمريكية الجديدة تجاه سوريا، والتي تسعى إلى إعادة تشكيل العلاقات الإقليمية في المنطقة ودعم خطوات من شأنها تحقيق الاستقرار والتعاون بين الدول المعنية.
مساعدة ترامب توضح مطالب "ترامب" من "الشرع" وتؤكد: فرصة عظيمة أمام سوريا
كشفت كارولاين ليفيت، مساعدة الرئيس ترامب والسكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، في بيان صحفي على تفاصيل اللقاء الذي جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع الرئيس السوري أحمد الشرع اليوم الأربعاء في الرياض، الاجتماع الذي دُعي إليه من قبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وشهد أيضًا مشاركة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عبر الهاتف.
وأوضحت ليفيت أن ترامب قال في حديثه مع الرئيس "الشرع"، إن أمامه فرصة عظيمة لصنع تاريخ جديد في سوريا، حاثًا إياه على اتخاذ خطوات عملية لتحسين الوضع في البلاد.
وتشمل هذه الخطوات - وفق سكرتيرة البيت الأبيض - (توقيع اتفاقيات إبراهيم مع إسرائيل - طلب مغادرة جميع الإرهابيين الأجانب من سوريا - ترحيل الإرهابيين الفلسطينيين - التعاون مع الولايات المتحدة لمنع عودة تنظيم داعش - تحمل مسؤولية مراكز احتجاز داعش في شمال شرق سوريا).
من جهته، شكر الرئيس الشرع الرئيس ترامب، وولي العهد السعودي، والرئيس أردوغان على جهودهم في تنظيم هذا اللقاء التاريخي. وأقر الرئيس الشرع بالفرصة التي يقدمها خروج القوات الإيرانية من سوريا، مؤكدًا أن هناك مصالح مشتركة بين سوريا والولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب والقضاء على الأسلحة الكيميائية. كما أكد الرئيس الشرع التزامه بفك الارتباط مع إسرائيل وفقًا لاتفاقية 1974.
وفي ختام اللقاء، أعرب الرئيس الشرع عن أمله في أن تصبح سوريا حلقة وصل أساسية في تسهيل التجارة بين الشرق والغرب، ودعا الشركات الأمريكية إلى الاستثمار في مجالات النفط والغاز السوريين. كما تم مناقشة الحرب بين روسيا وأوكرانيا والأحداث الجارية في قطاع غزة، في إطار تعزيز التعاون الإقليمي والدولي.
وقالت السكرتيرة أن الرئيس أردوغان أشاد بقرار الرئيس ترامب رفع العقوبات عن سوريا، معبرًا عن تقديره لهذه الخطوة وواعدًا بالعمل مع المملكة العربية السعودية لتعزيز السلام والازدهار في سوريا. كما وصف ولي العهد السعودي الرئيس ترامب بالـ"شجاع" لهذه المبادرة. من جانبه، شكر الرئيس ترامب كلا من الرئيس أردوغان وولي العهد على صداقتهما ودعمهما.
"البيت الأبيض" يُعلق على لقاء "ترامب والشرع": فرصة تاريخية لسوريا في صناعة المستقبل
أعلن البيت الأبيض اليوم الأربعاء عن تفاصيل اللقاء الذي جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنظيره السوري أحمد الشرع في الرياض، بحضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عبر الهاتف.
ووفقًا للبيان الصادر عن البيت الأبيض، أكد ترامب خلال اللقاء للشرع أن أمامه فرصة تاريخية لكتابة فصل جديد في تاريخ سوريا، مشيرًا إلى أهمية الانضمام إلى اتفاقات أبراهام مع إسرائيل والتعاون مع الولايات المتحدة لمكافحة عودة تنظيم "داعش".
من جانبه، أكد الرئيس السوري أحمد الشرع أن الفرصة أصبحت سانحة في ظل انسحاب القوات الإيرانية من الأراضي السورية، مشددًا على المصالح المشتركة بين سوريا والولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب والقضاء على الأسلحة الكيميائية.
لقاء رباعي يجمع "ترامب والشرع" بحضور "بن سلمان" وأردوغان يُشارك عبر تقنية الفيديو
عقد لقاء رباعي جمع كلاً من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس السوري أحمد الشرع، إلى جانب ولي العهد السعودي، وبمشاركة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الاجتماع عبر تقنية الفيديو، في المملكة العسكرية السعودية، اليوم الأربعاء 14 أيار 2025، وصف أنه تاريخي ومفصلي لسوريا والشعب السوري.
ويُعد هذا اللقاء أول لقاء بين رئيس أمريكي ورئيس سوري منذ عقود طويلة، ما يفتح بابًا جديدًا في سياق التعاون بين البلدين، ويتوقع أن يسهم في تحسين العلاقات السياسية والاقتصادية بين سوريا والولايات المتحدة، ويأني في وقت حساس، حيث تسعى سوريا إلى تحقيق الاستقرار الداخلي وتعزيز العلاقات الإقليمية والدولية بعد سنوات من النزاع والدمار.
وكان أكد أردوغان في تصريح له عقب الاجتماع، أن قرار رفع العقوبات عن سوريا يعد خطوة تاريخية هامة تفتح الباب لمرحلة جديدة من التعاون بين سوريا والولايات المتحدة، ولفت أردوغان إلى أن هذا القرار يشكل تحولاً إيجابياً ويعزز فرص استقرار المنطقة.
وأشار إلى أن رفع العقوبات سيكون بمثابة نموذج للدول الأخرى التي فرضت عقوبات على دمشق، وجدد الرئيس التركي دعم بلاده للحكومة السورية في حربها ضد التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم داعش، مؤكداً التزام تركيا باستمرار دعم دمشق في هذا المجال.
وكانت قالت وزارة الخارجية السورية، إن اليوم شهد لقاءً تاريخيًا جمع بين رئيس الجمهورية السورية أحمد الشرع، وولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بحضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووزراء خارجية كل من السعودية وسوريا والولايات المتحدة الأميركية.
وأكدت الخارجية، أن اللقاء أكد على ضرورة رفع العقوبات المفروضة على سوريا كخطوة حاسمة لدعم مسار التعافي وإعادة الإعمار. حيث شدد سمو الأمير محمد بن سلمان على أن رفع العقوبات يعد خطوة أساسية لتحقيق الاستقرار في المنطقة، وهو ما لاقى تأكيدًا من الرئيس الأمريكي ترامب الذي أعلن التزام بلاده التام بدعم سوريا في هذه المرحلة المفصلية.
ولفتت إلى إن الرئيس السوري أحمد الشرع عبر عن امتنانه للدعم الإقليمي والدولي الذي تلقته سوريا، مؤكدًا أن هذا الدعم سيعزز من فرص سوريا في بناء مستقبل مزدهر وآمن. كما أشار إلى أن سوريا ماضية بثقة في تنفيذ مشاريعها التنموية رغم التحديات التي تواجهها.
كما تم مناقشة سبل تعزيز التعاون بين سوريا والولايات المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب، وتنسيق الجهود للقضاء على المجموعات المسلحة التي تهدد استقرار المنطقة، بما في ذلك تنظيم داعش والتهديدات الأخرى.
كما أفاد البيان الصادر عن وزارة الخارجية السورية أن هذا اللقاء يمثل بداية مرحلة جديدة من التعاون بين سوريا والولايات المتحدة، مؤكدًا على أهمية هذه التفاهمات في تعزيز الاستقرار الإقليمي، ومن المتوقع أن يتبع هذا اللقاء اجتماع بين وزير الخارجية السوري ونظيره الأمريكي ماركو روبيو لمتابعة التنسيق وتعزيز التفاهمات التي تم التوصل إليها.
جاء اللقاء عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الثلاثاء 13 أيار 2025، عن قراره برفع العقوبات المفروضة على سوريا، وذلك بعد مناقشات مع ولي العهد السعودي والرئيس التركي، مؤكداً أن إدارته قد اتخذت الخطوة الأولى لتطبيع العلاقات مع دمشق. هذا القرار يعتبر تحولاً مهماً في السياسة الأمريكية تجاه سوريا، ويثير تساؤلات حول تبعاته الاقتصادية والسياسية على البلاد والمنطقة.
ترحيب دولي واسع لقرار ترامب
لاقى القرار ترحيباً واسعاً في الأوساط الشعبية السورية التي خرجت للساحات بالآلاف، وعبرت عن تقديرها للخطوة التي من أشنها دعم التعافي للشعب السوري، وشكرها للدول التي دعمت وساهمت في الوصول إليها، ورحبت الدول العربية والإسلامية وجامعة الدول العربية ورابطة العالم الإسلامي، والأمم المتحدة ومسؤولين أممين وأمريكيين وأوربيين، مؤكدين أنها فرصة تاريخية للنهوض بسوريا الجديدة.
عثرت قوى الأمن العام في محافظة حمص يوم الثلاثاء 13 أيار/ مايو، على كميات من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة في منطقة القصير بريف حمص الجنوبي الغربي، وسط سوريا.
وأوضح الإعلامي "محمد الخالد"، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن عمليات التفتيش التي نفذتها دوريات تابعة للأمن العام في محيط مدينة القصير، قادت إلى العثور على الأسلحة.
مشيراً إلى أن جزءاً منها كان مدفوناً داخل حظائر لتربية الحيوانات، فيما دُفن جزء آخر ضمن أراضٍ زراعية.
وأضاف "الخالد" أن مصدر الأسلحة لم يُعرف بعد، ولا يُعلم ما إذا كانت قديمة أم دُفنت مؤخراً من قبل فلول تتبع لنظام الأسد، بحسب تعبيره.
وفي تطور متصل، ذكرت المصادر ذاتها أن مديرية أمن حمص ضبطت شحنة من صواريخ "غراد" في المنطقة ذاتها كانت معدّة للتهريب خارج البلاد، في إطار عمليات رقابة الحدود المشتركة مع لبنان.
وبحسب القناة الإخبارية السورية الرسمية، تواصل الجهات المختصة تحقيقاتها لكشف المتورطين في محاولة التهريب واتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم.
وكانت مناطق عدة في ريف حمص قد شهدت، خلال الأشهر الماضية، عمليات "تسليم طوعي" للأسلحة من قبل الأهالي، آخرها في قرية "بعيون" التابعة لناحية "حديدة"، حيث سُلّمت أسلحة فردية لإدارة الأمن العام ضمن مبادرة مشتركة مع الأهالي.
وأفادت مصادر أمنية أن وحدات الأمن عثرت مؤخرًا على مستودع في ريف حمص، يحتوي على أسلحة خفيفة ومتوسطة وذخائر متنوعة، كانت تُستخدم كمورد إمداد لمجموعات خارجة عن القانون تسعى لزعزعة أمن المنطقة.
كما تم العثور على كميات إضافية من الأسلحة موزعة بين قرى وبلدات ريف حمص الغربي، حيث قامت الجهات المختصة بمصادرتها وفق الضوابط القانونية، بعد أن تبين أنها كانت مخبأة بطريقة محكمة.
وأكدت المديرية أن هذه العمليات تندرج ضمن استراتيجية وزارة الداخلية لضبط الحدود ومكافحة التهريب بما يسهم في دعم الأمن الوطني وتعزيز استقرار المناطق الحدودية مع لبنان.
وفي وقت سابق نفذت وحدات من الامن الداخلي عملية مداهمة استطاعت من خلالها القاء القبض على تجار ومروجي المخدرات في ريف حمص الجنوبي حيث تم ضبط مادتي الكبتاغون والحشيش قادمة من مناطق لبنانية بدعم من ميليشا حزب الله اللبناني.
تجدر الإشارة إلى أن هناك ستة معابر رسمية بين سوريا ولبنان، بينما يوجد 124 معبرًا غير شرعي كان يُستخدم في عمليات التهريب خلال فترة سيطرة النظام البائد وميليشيات حزب الله، ويتركز معظمها قرب مدينتي القصير وتلكلخ في ريف حمص.
يذكر أن رئيس هيئة الأركان اللواء "علي النعسان" قد عقد اجتماعًا مع مدير مكتب التعاون والتنسيق في الجيش اللبناني العميد "ميشيل بطرس" لمناقشة آلية ضبط الحدود بين البلدين.