كشفت وزارة العدل الأميركية، الاثنين 9 كانون الأول، عن لائحة اتهام ضد اثنين من المسؤولين العسكريين في نظام بشار الأسد الهارب من سوريا بعد سقوط نظامه القمعي، تتعلق بارتكاب "جرائم حرب" ضد مدنيين، بينهم مواطنين أميركيين، وذلك خلال الحرب التي شهدتها سوريا.
وذكر موقع الوزارة في بيان، أن المسؤولين هما مدير إدارة المخابرات الجوية السابق جميل حسن (72 عاما)، والعميد السابق في القوات الجوية عبد السلام محمود (65 عاما)، ويواجه الاثنان اتهامات بالتورط في ممارسات غير إنسانية ضد المدنيين.
وتشمل لائحة الاتهام، التآمر لارتكاب جرائم حرب عبر المعاملة القاسية واللا إنسانية، ضد المحتجزين الذين كانوا تحت سيطرتهم في سجن المزة العسكري بالقرب من العاصمة دمشق، وصدر أمر، وفق البيان، بالقبض على المتهمين.
وقال وزير العدل الأميركي، ميريك غارلاند، ضمن بيان إعلان لائحة الاتهام، أنه يجب محاسبة "مرتكبي الفظائع في نظام الأسد ضد المواطنين الأميركيين وغيرهم من المدنيين خلال الحرب الأهلية السورية".
ووفق بيانات سابقة لوزارة العدل الأميركية، فإنه على مدار الصراع في سوريا، فإن هناك أكثر من 15 ألف حالة موثقة لأشخاص ماتوا بسبب التعذيب وغيره من ضروب سوء المعاملة، وبينهم مواطنون أميركيون.
وكانت الولايات المتحدة أعلنت في نوفمبر الماضي، إدراج عبد السلام محمود، وزوجته سهير نادر الجندي، وأولاده الأربعة البالغين على قائمة العقوبات، "بسبب تورطه في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، وهي التعذيب، أو المعاملة أو العقاب بصورة قاسية أو لا إنسانية أو مهينة".
وسبق ان أعلنت الولايات المتحدة فرض عقوبات على فواز الأخرس، والد أسماء زوجة بشار الأسد، وذلك غداة تقارير عن فرار رئيس النظام السابق إلى روسيا، إثر سيطرة فصائل مسلحة على العاصمة دمشق.
وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية في بيان، إدراج الأخرس على لائحة العقوبات، بسبب "تقديمه دعما وتسهيلات لبشار الأسد فيما يتعلق بالمسائل المالية والتهرب من العقوبات"، وأدى رحيل الأسد المفاجئ إلى نهاية أكثر من 5 عقود من حكم عائلته البلد الذي مزقته واحدة من أكثر الحروب دموية في القرن.
أعلن قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، الثلاثاء، أن إيران لم تعد تحتفظ بأي وجود عسكري في سوريا عقب سقوط نظام بشار الأسد.
جاءت هذه التصريحات خلال جلسة أمام البرلمان الإيراني تناولت التطورات الأخيرة في سوريا والاستراتيجيات العسكرية الإيرانية المستقبلية.
وأوضح سلامي أن المستشارين العسكريين والقوات الإيرانية كانت متواجدة في سوريا لدعم النظام السوري حتى سقوطه، مشيراً إلى أن الدور الإيراني في سوريا اقتصر على الدعم العسكري والاستشاري، وأنه لم يعد هناك أي تواجد عسكري إيراني على الأراضي السورية في الوقت الحالي.
جاءت تصريحات سلامي بعد سيطرة فصائل المعارضة السورية على العاصمة دمشق، فجر الأحد الماضي، وانسحاب قوات النظام السوري من المؤسسات العامة والشوارع. وبذلك، طُويت صفحة نظام حزب البعث الذي حكم سوريا لأكثر من 61 عاماً، منها 53 عاماً تحت حكم عائلة الأسد.
انسحاب إيران العسكري من سوريا بعد سقوط النظام يمثل نقطة تحول استراتيجية لطهران، التي دعمت نظام الأسد سياسياً وعسكرياً على مدار سنوات الحرب. ويأتي ذلك في وقت تواجه فيه إيران تحديات متزايدة على المستوى الإقليمي، خاصة مع تراجع نفوذها في سوريا بعد انهيار النظام الذي كان يُعتبر أحد أهم حلفائها الاستراتيجيين.
سقوط نظام الأسد لا يقتصر تأثيره على الداخل السوري فقط، بل يحمل تداعيات كبيرة على المستويين الإقليمي والدولي. حيث قامت اسرائيل باحتلال اراضي جديدة في سوريا وقصفت عشرات المواقع العسكرية وانظمة الدفاع الجوية، وفيما يبدو أنها بدأت بقتل كل علماء سوريا في مجالات الكيمياء والنووي.
ومع انتهاء عهد الأسد، يبدو أن المنطقة بأسرها تتجه نحو إعادة تشكيل موازين القوى، حيث ستكون سوريا في مرحلة ما بعد النظام مسرحاً للتنافس بين القوى الإقليمية والعالمية، وهنا تمكن ضرورة تدخل الدول العربية لدفع سوريا بالاتجاه الصحيح.
أكد "فضل عبد الغني" مدير "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" على ضرورة الحفاظ على الوثائق في السجون السورية، لما لها من أهمية في كشف مصير المعتقلين والمغيبين قسرا، والتي يمكن أن تساهم بتحديد أسماء مرتكبي الانتهاكات بعهد النظام المخلوع، مطالبا بضبط عمليات الإفراج عن السجناء.
وقال "عبد الغني" في مقابلة مع وكالة "الأناضول": إنه "فيما يتواصل خروج معتقلين من السجون السورية وإدلائهم بشهادات عن تعرضهم للتعذيب والتنكيل، إلى جانب أجسادهم التي تلخص واقعا مأساويا عاينوه في أقبية نظام عائلة الأسد الزائل".
وأضاف عبد الغني: "حاليا يجب التركيز على العمل للحصول على الوثائق اللي تتضمن أسماء القائمين على الأفرع الأمنية وسجلاتهم، والحفاظ عليها نظرا للحاجة الماسة إليها"، ولفت إلى أن "الوثائق تحتوي على تفاصيل التفاصيل لكي نعرف المتورطين في أعمال التعذيب، ونحن بالشبكة السورية لحقوق الإنسان نعرف بعضهم، ونجهل المئات أيضا".
ولفت إلى أن "تلك الوثائق يمكن مقارنتها مع بيانات الشبكة، ولابد أن نعرف أسماء المفرج عنهم ومن مات تحت التعذيب وما إلى ذلك من تفاصيل، فهذا كله يساعدنا في كشف الحقيقة"، وبين أن "الأفرع الأمنية داخل دمشق ذائعة الصيت، مثل فرع الخطيب وفرع 215 والمخابرات الجوية التي كان يتم تحويل المعتقلين إليها من مختلف الأفرع الأمنية السابقة، هي أصعب مراكز التعذيب".
أما السجون سيئة الصيت، فاعتبرها عبد الغني أنها "تأتي بالمرحلة الثانية، مثل سجن صيدنايا وسجن تدمر"، وأوجز عبد الغني حديثه حول تلك الأسماء، بالقول إن أفرع المخابرات الجوية في محافظات حلب وحماة وحمص ودمشق، هي الأسوأ، إلا أن أكثرها سوءا هو فرع دمشق، لأن المبنى ضخم وواسع ويضم أجنحة خاصة بالتعذيب".
وعن أهمية الوثائق مستقبلا، قال عبد الغني إنه من أجل "تحقيق التوازن بين العدالة وحقوق المعتقلين، لابد من ضبط عمليات الإفراج من مراكز الاحتجاز"، وحذّر من أن "الإفراج العشوائي عن معتقلين دون مراجعة دقيقة لملفاتهم قد ينجم عنه إطلاق سراح أفراد متورطين في ارتكاب جرائم، ما يلحق ضررا إضافيا بالضحايا وأسرهم".
واعتبر أن مثل هذه التصرفات قد تفسر على أنها دليل على غياب الجدية في تحقيق العدالة، ما يؤدي إلى زعزعة ثقة المجتمع بالقضاء وتعزيز شعور عام بعدم الأمان، ولفت إلى أن "الإفراج غير المنظم قد يُستغل من قبل بعض الأطراف لتبرير إطلاق سراح مرتكبي الجرائم، ما يضر بملف المعتقلين السياسيين ويضعف مصداقية المطالبات الحقوقية".
ودعا عبد الغني إلى "اتباع آليات واضحة ومدروسة في عمليات الإفراج، ومراجعة الملفات، وإشراف حقوقي مستقل، والتواصل مع الضحايا"، لضمان العدالة وتجنب هذه المشكلات، وفق "الأناضول".
ولفت إلى أنه "من الضروري ضمان الإفراج عن المعتقلين السياسيين الذين احتجزهم النظام السوري بشكل تعسفي وتعرضوا للتعذيب الوحشي"، وأكد أن "الحفاظ على الوثائق مسؤولية القوات التي سيطرت، وليست مهمتها فقط فتح السجون أو جعل الأهالي تفتح السجون، بل يجب أن تكون هناك عملية ضبط واضحة".
وبين أن "مباني إدارة السجون مهمة جدا لكي لا نفقد القوائم، وأي مساس بها يعتبر عملية تخريب للأدلة والحقيقة، وهو ما يؤثر علينا وعلى عملنا في كشف مصير المختفيين قسرا"، واستشهد بالقول: "90 بالمئة من المختفين قسرا لم نعثر عليهم حتى اللحظة، ونحن قارنّا بين أسماء الذين خرجوا وأسماء المختفيين، فوجدنا أن المغيبين قسرا لم يخرج منهم إلا نسبة قليلة جدا، بين واحد إلى 10 بالمئة".
وعن تلك الفئة، قال عبد الغني: "نريد معرفة مصيرهم وأين دفنوا، ومتى كان ذلك"، موضحا أن "إتلاف الوثائق هو تدمير للذاكرة السورية وللانتهاكات بحق المعتقلين"، وحذّر من أن الأمر "غاية بالحساسية والخطورة، وحسب قاعدة البيانات لدينا بين 96 ألف إلى مئة ألف من المغيبين قسرا، ويتبين الآن أن هذه الحصيلة يمكن أن تصل إلى 200 ألف، حيث تأتينا أعداد هائلة، لذا خطورتها كبيرة وتمس مئات آلاف السوريين".
وختم بالقول إن "حفظ الوثائق مثل صور (قانون حماية المدنيين في سوريا) قيصر لها أهميتها تاريخية، إذ لابد من معاينة البيانات والأسماء وتوثيق الانتهاكات، تمهيدا لملاحقة مرتكبيها وتقديمهم للعدالة كي ينالوا الجزاء القانوني".
توعد "أحمد الشرع"، قائد "إدارة العمليات العسكرية"، بمحاسبة المجرمين والقتلة وضباط الأمن والجيش المتورطين في تعذيب الشعب السوري، مؤكداً أنه سيتم ملاحقة "مجرمي الحرب ونطلبهم من الدول التي فروا إليها حتى ينالوا جزاءهم العادل".
وأكد "الشرع" أنه سيتم نشر قائمة رقم 1 تتضمن أسماء كبار المتورطين في تعذيب الشعب السوري، كما سيتم تقديم مكافآت لمن يدلي بمعلومات عن كبار ضباط الجيش والأمن المتورطين في جرائم حرب.
وأعلن الالتزام بالتسامح مع من لم تتلطخ أيديهم بدماء الشعب السوري، ومنح العفو لمن كان ضمن الخدمة الإلزامية، مشيراً إلى أن دماء الشهداء الأبرياء وحقوق المعتقلين أمانة لن نسمح أن تهدر أو تنسى.
يأتي هذا في وقت يسود الشارع الثوري حالة من الاحتقان الكبير، مع غياب مصير آلاف المعتقلين السوريين في سجون الأسد، رغم فتح كل السجون بما فيها سجن صيدنايا، إلا أن المفرج عنهم لايعادلون نسبة بسيطة من تعداد المعتقلين السوريين في السجون، علاوة عن فرار قيادات النظام وضباطه وعدم اعتقالهم لمحاسبتهم.
وكانت أعلنت مؤسسة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، انتهاء عمليات البحث عن معتقلين محتملين في زنازين وسراديب سرية غير مكتشفة داخل سجن صيدنايا سيئ السمعة، دون العثور على أي زنازين وسراديب سرية لم تفتح بعد.
وكان السجن يضم آلاف الأبرياء الذين اعتقلهم نظام الأسد البائد، وسط اعتقاد بأن بعضهم لم يتمكن من الخروج مع مئات المعتقلين خلال اليومين الماضيين، نظراً لوجودهم في مواقع محكمة الإغلاق، وفق روايات ذوي المفقودين والأهالي.
وعبرت المؤسسة "عن شعورنا بخيبة أمل كبيرة لوجود آلاف المعتقلين الذين مازالوا في عداد المفقودين، ولم يتمكن ذووهم من الوصول لأي معلومات تكشف مصيرهم، فإننا في الوقت نفسه نتضامن مع ذوي الضحايا ونتفهم تماماً شعورهم بانتظار أحبابهم وفلذات أكبادهم".
وسبق أن كشف "فضل عبد الغني" مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان، في تصريح خلال لقاء مباشر على شاشة "تلفزيون سوريا"، عن أن غالبية المعتقلين المختفين قسرياً في سجون النظام السوري السابق، هم متوفون، بعد أم تم تصفيهم، وفق بيانات وتوثيقات حصلت عليها الشبكة عبر دوائر النفوس ووثائق تثبت ذلك.
تصريحات "عبد الغني" جاءت وسط تضارب المعلومات عن مصير مئات آلاف المعتقلين في سجون النظم لم يكشف مصيرهم، في وقت يترقب ملايين السوريين بفارغ الصبر واللوعة، معرفة مصير ذويهم المغيب أي خبر عنهم، فيما يمكن أن يكشف الوصول للسجن عن جرائم وفظائع كبيرة ربما تكون قد ارتكبت بحق المعتقلين عبر تصفيات وإعدامات ميدانية كان يجري تنفيذها طيلة سنوات مضت، وتحتاج لأشهر طويلة لكشف سلسلة طويلة من تلك الجرائم التي مورست بكل فظاعة.
وكان بث نشطاء عل مواقع التواصل الاجتماعي اليوم الاثنين 9 كانون الأول 2024، مقاطع فيديو مصورة حديثاً، تظهر عشرات الجثث المكدسة في ثلاجة حفظ الموتى في "مشفى حرستا العسكري" في ريف دمشق، تعود لمعتقلين تم تصفيتهم حديثاً في سجون النظام ونقلهم للمشفى تمهيداً لدفنهم في مقابر جماعية.
ووفق الفيديوهات الواردة، فإن الجثث تعود لمعتقلين في سجون النظام السوري السابق، تم تصفيتهم بوقت قريب ونقلهم للمشفى العسكري، لكن سقوط النظام السريع حال دون دفنها في المقابر الجماعية السرية التي دفن فيها نظام الأسد مئات آلاف المعتقلين السوريين، والذين لايزال مصيرهم مجهولاً لذويهم.
ووفق مصادر حقوقية، ستكشف الأسابيع والأشهر القادمة عن آلاف الجرائم التي تم ارتكابها بحق المعتقلين في سجون نظام الأسد، إذ تشير الإفراجات التي تمت خلال تحرير جميع السجون إلى أن الخارجين منهم لايعادلون نسبة قليلة من حجم الأعداد المسلجة في سجون النظام، ولم يكشف عن مصيرهم، مايؤكد بشكل قطعي أنه تم تصفيتهم ودفنهم في مقابر جماعية ستتوضح في الفترة القادمة.
وكانت أعلنت "إدارة العمليات العسكرية" في وقت مبكر من فجر يوم الأحد 8 كانون الأول 2024، تحرير المعتقلين في "سجن صيدنايا المركزي، أحد أكثر السجون العسكرية السورية تحصينا، وعرفه السوريون طيلة حقبة ريرة من حكم عائلة الأسد بأنه "المسلخ البشري" بسبب صنوف الموت والتعذيب والقتل التي مورست به خلال سنوات مريرة، يبدو أنها وصلت لنهايتها، يضم السجن آلاف المعتقلين السوريين المغيبين منهم يعود اعتقاله لأكثر من 40 عاماً، ومصيره مجهول حتى اليوم.
وانتشرت عشرات المقاطع المصورة التي تظهر عمليات فتح الأبوب الموصدة على الزنازين وإخراج مئات المعتقلين منهم نساء وأطفال ورجال مسنين، تم ذلك بصورة عشوائية، كما رصد أرتال كبيرة لمدنيين في الشوارع قالت المصادر إنهم لمعتقلين خروجوا من سجن صيدنايا بعد فتح الأبواب من قبل مدنيين وعناصر من الثوار.
وتنتشر معلومات عن وجود آلاف المفقودين لم يتوضح مصيرهم، وسط معلومات متضاربة عن وجود طوابق سفلية في السجن الأحمر كما يعرف، وأن لها أبواب سرية موصدة بكلمات سر ولايعرف كيفية الدخول إليها، إذ ان العناصر المشرفة على السجن فرت قبل وصول الفصائل للمكان، ولم يبق أحد منهم.
ووفق توثيقات "الشَّبكة السورية لحقوق الإنسان" فإنَّ ما لا يقل عن 113218 شخصاً، بينهم 3129 طفلاً و6712 سيدة، لا يزالون قيد الاختفاء القسري على يد أطراف النزاع في سوريا منذ آذار/ 2011، كما أشارت إلى أنَّه لا أفق لإنهاء جريمة الاختفاء القسري في سوريا، منهم ما لا يقل 96321، بينهم 2329 طفلاً، و5742 سيدة (أنثى بالغة) على يد قوات النظام السوري.
قال المتحدث باسم "الأمم المتحدة" ستيفان دوجاريك، إن توغل "الجيش الإسرائيلي" داخل المنطقة العازلة في الجولان السوري المحتل، يشكل انتهاكاً لاتفاق فض الاشتباك بين سوريا وإسرائيل لعام 1974.
واعتبر دوجاريل أن قوة الأمم المتحدة المكلفة بمراقبة فض الاشتباك "يوندوف"، أبلغت الإسرائيليين أن هذه الأفعال تشكل انتهاكاً لاتفاق فض الاشتباك، ولفتت إلى أن الجيش الإسرائيلي الذي توغل بالمنطقة العازلة، لا يزال ينتشر في ثلاثة مواقع، وفق وكالة "الصحافة الفرنسية".
في السياق، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلي، ضرورة أن يكون التوغل الإسرائيلي "مؤقتاً"، مطالباً بالالتزام باتفاق فض الاشتباك.
وأدانت دول (السعودية ومصر وقطر والعراق) استيلاء إسرائيل على المنطقة العازلة، معتبرة أن إسرائيل تحاول تخريب فرص استعادة سوريا لأمنها واستقرارها ووحدة أراضيها.
وكانت نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصدر أمني كبير قوله، إن "إٍسرائيل" دمرت مقدرات الجيش السوري بأكبر عملية جوية قامت بها في التاريخ، في سياق استمرار الضربات الجوية الإسرائيلية التي أعقبت إعلان سقوط بشار الأسد وفراره إلى روسيا.
وعملت الطائرات الحربية الإسرائيلية لليوم الثالث على التوالي، علة تنفيذ غارات جوية عنيفة تستهدف مواقع عسكرية للنظام السابق، شملت محافظات دمشق وحمص وحماة، تتركز الغارات على مواقع الأسلحة التي تعتقد "إسرائيل" أنها تشكل خطراً عليها، بدعوى عدم السماح للمعارضة للوصول إليها، في ظل موقف دولي صامت حيال تصاعد الضربات الإسرائيلية وتدميرها البنية التحتية العسكرية في سوريا.
وبالتزامن مع إعلان سقوط نظام الأسد وفرار الأخير إلى روسيا، بدأ طيران الاحتلال الإسرائيلي، بشن غارات واسعة على مواقع عسكرية وبنىً تحتية وقواعد جوية في عدة مدن ومناطق في سورية، إضافة للتوسع عسكرياً على الأرض، في جبل الشيخ والقنيطرة وريف درعا.
واستهدفت الغارات الإسرائيلية مقر الفوج 54 قوات خاصة، ومنطقة شنشار جنوبي حمص، ومطار الشعيرات، ومعسكرات في منين بريف دمشق، واستهدف قصف عنيف قطعاً بحرية سورية في ميناء اللاذقية، ومطار المزة العسكرية والبحوث العلمية في جمرايا والمربع الأمني في دمشق وعدة مواقع في درعا.
يأتي ذلك في وقت أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو"، أن هضبة الجولان ستبقى إلى الأبد جزءا لا يتجزأ من "إسرائيل"، معتبراً أن الجميع يدرك اليوم الأهمية البالغة لسيطرتهم على هضبة الجولان، وقال إننا نعمل بطريقة منهجية عل تفكيك محور الشر.
وأضاف "نتنياهو" أنهم يعملون بطريقة منهجية على تفكيك محور الشر، وقال: "إننا سنغير الشرق الأوسط فقد دمرنا كتائب حماس وضربنا حزب الله في لبنان وقتلنا نصر الله"، وقال إنه فتح فصل جديد في تاريخ الشرق الأوسط فنظام الأسد انهار بعد 54 عاما من الحكم.
واعتبر أن محور الشر لم ينته ولكننا نغير الشرق الأوسط ونعزز موقعنا كدولة مركزية في المنطقة، وقال سيطرنا "على المنطقة العازلة في الجولان وزرتها ووجهت الجيش للقيام بكل ما من شأنه منع الإضرار بنا".
وقال التلفزيون الإسرائيلي، إن الجيش الإسرائيلي، يعزز مواقعه ويوسع سيطرته في الشريط الذي احتله على الجانب السوري، ويأتي ذلك بالتوزاي مع غارات جوية عنيفة للطيران الإسرائيلي لليوم الثاني على التوالي تستهدف المطارات والقوعد العسكرية الاستراتيجية على مشاف العاصمة دمشق.
أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي، مساء أمس الأحد، أن مجلس الوزراء قرر السيطرة على منطقة جبل الشيخ السورية المحاذية لهضبة الجولان عقب انسحاب قوات النظام السوري، وإنشاء منطقة عازلة، حيث أكد مسؤول اسرائيلي أن هذه الخطوة ستكون “عملية مؤقتة” عقب تهديدات من جهات وصفتها بالمليشيات.
وحسب مصادر خاصة لشبكة "شام" فإن سيطرة قوات اسرائيل لم تقتصر على جبل الشيخ فقط، بل سيطرت على كامل محافظة القنيطرة وتل الحارة في محافظة درعا وتواصل التقدم لأجزاء أخرى من درعا لغاية اللحظة، مع مواصلة شن الغارات الجوية منذ يوم أمس دون توقف، مع تشكل سحب دخان كثيفة جدا في عدد من المناطق المستهدفة.
وشن الطيران الحربي الاسرائيلي غارات جوية متواصلة دون توقف على مواقع عدة في الجنوب السوري، وخاصة التلال المنتشرة في درعا مثل تل الجابية وتل الجموع وتل قرين وتل الحارة، وايضا غالبية الثكنات والمقرات العسكرية المنتشرة في محافظة درعا، حتى تلك القريبة من الأحياء المدنية، حيث تواصل اسرائيل شن غاراتها الجوية على كل شيء عسكري في المحافظة.
أتى هذا التصعيد عقب تصريح رئيس الأركان الإسرائيلي حيث قال أن جيشه يقاتل على 4 جبهات وهي في قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان وبدءًا من الليلة في سوريا أيضا، إلا أن مسؤولا اسرائيليا سياسيا قال إن رئيس أركان الجيش أخطأ عندما ذكر سوريا كإحدى جبهات القتال.
وأعلنت "هيئة البث الإسرائيلية"، أن "إسرائيل" قصفت مركز البحوث العلمية بدمشق، وقالت أن هناك "تدار برامج أسلحة كيميائية وصواريخ باليستية"، وذلك في سياق مساعي "إٍسرائيل" لمنع وصول فصائل الثوار التي سيطرت على دمشق والحكم في سوريا، من الوصول لأسلحة لها تأثير على وجود كيان الاحتلال الإسرائيلي، بعد سقوط نظام الأسد، وفرار "بشار" من دمشق إلى موسكو.
وأفاد نشطاء من العاصمة دمشق، بأن طائرات حربية إسرائيلية، نفذت ضربات جوية عنيفة هزت العاصمة دمشق التي تشهد احتفالات كبيرة بمناسبة سقوط نظام بشار الأسد، وطالت الغارات مواقع في البحوث العلمية وجبل قاسيون ومطار المزة والمربع الأمني، سبقها غارات في ريفي القنيطرة ودرعا.
ووجه "الجيش الإسرائيلي" تحذير عاجلاً الى السكان في قرى (أوفانية - القنيطرة - الحميدية - الصمدانية الغربية - القحطانية) جنوب سوريا، للبقاء في منازلهم، بسبب عمليات يجريها الجيش الإسرائيلي في المنطقة العازلة وجبل الشيخ على الحدود السورية.
ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن الجيش الإسرائيلي سيطر على جبل الشيخ والشريط العازل الممتد داخل الجانب السوري شرق خط وقف إطلاق النار في الجولان “دون مقاومة”. كما أصدر الجيش تحذيرات لسكان خمس بلدات سورية حدودية بعدم التحرك أو الخروج من منازلهم حتى إشعار آخر، ودفع بتعزيزات من المدرعات والمشاة إلى المناطق الحدودية.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال زيارته موقعاً قرب الحدود السورية، أنه أصدر تعليمات للجيش بالاستيلاء على المنطقة العازلة والمواقع القيادية المجاورة، مشدداً على أن “اتفاقية فض الاشتباك لعام 1974 انهارت مع تخلي الجنود السوريين عن مواقعهم”. وأضاف: “لن نسمح لأي قوة معادية بترسيخ نفسها على حدودنا، وسنتخذ كل الإجراءات اللازمة لضمان أمننا”.
كما أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن قرارا اتخذ في وقت سابق اليوم بنشر قوات للجيش في منطقة عازلة تخضع لرقابة الأمم المتحدة على الحدود مع سوريا، في إطار خطة لضمان حماية كل الإسرائيليين الذين يقطنون هضبة الجولان.
وأضاف -خلال خطاب بثه التلفزيون من على الحدود مع سوريا بعد سقوط نظام الأسد- أن "إسرائيل عازمة على توفير الأمن في هضبة الجولان"، وكشف المراسل العسكري لصحيفة يديعوت أحرونوت أنه تم نقل جزء من القوات الإسرائيلية إلى منطقة الجولان عقب الأحداث المستجدة في سوريا.
كما ذكر مراسل موقع "والا" الاخباري" أن اللواء 210 يعزز من قواته في الجبهة الشمالية على حدود سوريا ومواقعه بتشكيلات قتالية من الدبابات والمدرعات والمدفعية، ويحضّر لكل السيناريوهات المحتملة في سوريا.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن تل أبيب تعمل على منع وقوع مخزون الأسلحة التابع للجيش السوري في أيدي المعارضة المسلحة، خوفاً من استخدامها ضدها في المستقبل. كما كشفت أن القوات الإسرائيلية نقلت تشكيلات قتالية إلى الجولان عقب سقوط نظام الأسد، وبدأت بتعزيز مواقعها تحسباً لأي تطورات.
وأكدت صحيفة “إسرائيل اليوم” أن الجيش الإسرائيلي يركز على تدمير مستودعات الأسلحة ومنظومات الدفاع الجوي السورية، لضمان عدم استخدامها من قبل أي جهات معادية، يأتي ذلك في وقت تستثمر إسرائيل سقوط نظام الأسد، والذي يبدو أنها تحاول منع السلطة الجديدة من امتلاك أي قدرات عسكرية.
أبدى الشيخ "معاذ الخطيب"، استغرابه من دعوة بيدرسون الى تمييع الثورة وتعقيد الأمور ونقلها إلى جنيف بمشاركة الأمم المتحدة، داعياً إلى القبض على المجرمين رؤساء فروع المخابرات، محذراً من انقلاب ماكر على الثورة بعد دفع الدول برحيل الطاغية فقط لأنه كان سيسقط بكل الحالات".
وقال الخطيب في منشور مطول على منصة "إكس"، إن التفاهم بين الثوار ورئيس الوزراء الحالي مقبول مؤقتاً وهو التطبيق العملي للقرارات الدولية ٢٢٥٤، متسائلاً عن سبب إصرار بعض أعضاء الائتلاف المشبوهين على خطة بيدرسون المريبة.
ولفت إلى أن ظهور مسؤولي النظام من وزير الاوقاف الى الدكتور الجعفري وغيرهم كالحملان الوديعة "مريب جداً"، كما تحدث عن قصف الاسرائيليين لوسط دمشق واحتلال القنيطرة وسفوح جبل الشيخ في يوم فرحة السوريين.
واعتبر أن اشغال الثوار بسجن صيدنايا وكان فيه الالاف ويعرفون كل بلاطة فيه "مريب للغاية"، كما أن فرار بشار وتبخر عائلة الأسد والهاء الناس بدخول بيته وانهيار النظام المفاجىء قبل قدوم الثوار مريب جداً، مؤكداً في ذات الوقت أن تبخر الجيش والأمن وانكفاء الروس والإيرانيين "مريب جداً".
واستنكر الخطيب، أعمال السلب والنهب العفوية في جانب والمخطط لها في كثير منها، وبين أن العناصر المستفزة التي ظهرت في صحن الجامع الاموي تتحدث عن مشاريع تخصها ولتحرق الثورة بها مريب جداً.
واعتبر الخطيب أن "إبقاء رئيس الوزراء الحالي مقبول حالياً ولكن إذا لم يتم اليوم وليس غدا وأكرر إذا لم يتم اليوم تغيير الوزراء بوجوه نظيفة وجميع السفراء خلال الايام القادمة فهذا يعني شيئا واحداً وهو أن النظام قد قام بانقلاب ماكر على الثورة ودفعت الدول برحيل الطاغية فقط لأنه كان سيسقط بكل الحالات".
يأتي ذلك في وقت تسود حالة من الترقب في أوساط الشارع الثوري في سوريا والدولي في عوام الدول المعنية بالشأن السوري، عن طبيعة المرحلة الانتقالية بعد سقوط نظام الأسد، وفرار "بشار" في الثامن من كانون الأول 2024، حيث تتوجه الأنظار إلى العاصمة دمشق مع أنباء عن نية "إدارة العمليات العسكرية" تسلم السلطة بشكل سلمي من حكومة النظام السابقة، والبدء بتشكيل حكومة انتقالية جديدة مباشرة.
وقالت المصادر، إن "أحمد الشرع" قائد "إدارة العمليات العسكرية" الذي وصل لدمشق يوم أمس الأحد، وأقام الصلاة في المسجد الأموي، سيجتمع مع "محمد الجلالي" رئيس الوزراء في نظام الأسد السابق، لتحديث آليات الانتقال السياسي، بعد أن كان طلب منه تسلم إدارة البلاد لحين تسليمها بوقت سابق.
ووفق المصادر، سيشارك في الاجتماع "محمد البشير" رئيس مجلس وزراء حكومة الإنقاذ حالياً، وهو الاسم المتوافق عليه مبدئياً لتولي حكومة انتقالية في سوريا، تتسلم السلطة من حكومة "الجلالي" وتشرف على إدارة المرحلة الانتقالية، ماينفي جميع ماتم ترويجه عن وجود مجلس انتقالي من شخصيات سورية معارضة خارج سوريا.
وأوضحت مصادر مقربة من "إدارة العمليات" أن الغرض من هذا الإجراء أن لا ينحل عقد الدولة، وأن لا تدخل سوريا في حالة فوضى فيما لو غادر المدراء والموظفين والسفراء أعمالهم، على أن يقوم "محمد البشير بتشكيل حكومة سورية جديدة، لهذه المرحلة الانتقالية، بالتوازي مع العمل على الوزارات الحساسة وذات الأولوية، مثل الدفاع والخارجية والداخلية والإعلام والمحافظات في الدرجة الأولى.
كشفت مواقع إعلام عبرية، عن مساعي إسرائيلية لاستعادة مفقوديها أحياء ورفات قتلاها من سوريا ولبنان، ومن بينهم جثمان "إيلي كوهين" أحد أشهر جواسيسها في سوريا، وذلك مستغلة حالة الفوضى الأمنية بعد سقوط نظام "بشار الأسد".
وأوضح موقع "واينت" العبري، أن لدى "إسرائيل" العديد من المفقودين في سوريا، ومنهم الجاسوس إيلي كوهين الذي دُفن في دمشق قبل 60 عاما، وغاي حيفر اختفى في الجولان قبل 27 عاما، ويهودا كاتس وتسفي فيلدمان مفقودان منذ معركة السلطان يعقوب عام 1982.
وأوضح الموقع أن أهالي المفقودين الإسرائيليين يشعرون بالأمل في استعادة ذويهم أحياء أو على الأقل استعادة جثامينهم، معتبرين هذه فرصة نادرة يجب استغلالها على أكمل وجه، وقالت "نادية كوهين" أرملة الجاسوس إيلي كوهين إنها تأمل في "أن يؤدي سقوط نظام الأسد إلى عودة جثمان زوجها الذي دفن في دمشق بمكان مجهول بعد إعدامه".
وأضافت في حديث لموقع "واينت": "منذ أن بدأ الوضع يتدهور في سوريا، اتصلت بالموساد على أمل أن يحاول حل المشكلة وجلب إيلي ليدفن في إسرائيل"، وقالت: صادف يوم الجمعة الماضي الذكرى لمئوية لميلاد إيلي وبهذه المناسبة تحدثت مع ديفيد برنيع رئيس الموساد وطلبت منه أن يكتب كلمة عنه، وردا على طلبي كتب برنيع كلمات أثرت بي كثيرا وذكرتني بأهمية استعادة جثته حالا".
أيضاَ تتطلع عائلات جنديين من الجيش الإسرائيلي اختفى أثرهما منذ معركة السلطان يعقوب في 1982 بلبنان، هما يهودا كاتس وزفيكا فيلدمان، وجندي ثالث اختفى في الجولان عام 1997، وأضافت هيمان: "رأينا سجناء لبنانيين يتم إطلاق سراحهم، لذلك فأنا أدقق باللقطات لمعرفة ما إذا كان يهودا بينهم".
وعبرت عنات شقيقة فيلدمان عن شعورها بالتفاؤل أيضا، قائلة: "الأحداث الجارية في سوريا الآن فرصة نادرة، ونأمل أن تعيد أخي إلى الوطن، ربما احتجزه الأسد ونظام والده الوحشي في زنزانات مظلمة لعقود من الزمن".
واعتبرت أن " أثار إطلاق سراح آلاف السجناء من السجون السورية بعد 50 عاما الأمل فينا، قلنا دائما إن زفيكا قد يكون محتجزا في مكان ما، يجب على الدولة أن تتحرك الآن، فهذه مسؤولية وطنية".
وتحدث ذوو جندي المدفعية بالجيش الإسرائيلي، جاي هيفر، الذي اختفى في 1997 من قاعدته في مرتفعات الجولان السورية المحتلة، وكان بعمر 20 تقريبا، وبرغم البحث المكثف عنه، فإن مصيره لا يزال لغزا منذ حمل بندقيته وغادر القاعدة، ومن وقتها اختفى أثره.
نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصدر أمني كبير قوله، إن "إٍسرائيل" دمرت مقدرات الجيش السوري بأكبر عملية جوية قامت بها في التاريخ، في سياق استمرار الضربات الجوية الإسرائيلية التي أعقبت إعلان سقوط بشار الأسد وفراره إلى روسيا.
وعملت الطائرات الحربية الإسرائيلية لليوم الثالث على التوالي، علة تنفيذ غارات جوية عنيفة تستهدف مواقع عسكرية للنظام السابق، شملت محافظات دمشق وحمص وحماة، تتركز الغارات على مواقع الأسلحة التي تعتقد "إسرائيل" أنها تشكل خطراً عليها، بدعوى عدم السماح للمعارضة للوصول إليها، في ظل موقف دولي صامت حيال تصاعد الضربات الإسرائيلية وتدميرها البنية التحتية العسكرية في سوريا.
وبالتزامن مع إعلان سقوط نظام الأسد وفرار الأخير إلى روسيا، بدأ طيران الاحتلال الإسرائيلي، بشن غارات واسعة على مواقع عسكرية وبنىً تحتية وقواعد جوية في عدة مدن ومناطق في سورية، إضافة للتوسع عسكرياً على الأرض، في جبل الشيخ والقنيطرة وريف درعا.
واستهدفت الغارات الإسرائيلية مقر الفوج 54 قوات خاصة، ومنطقة شنشار جنوبي حمص، ومطار الشعيرات، ومعسكرات في منين بريف دمشق، واستهدف قصف عنيف قطعاً بحرية سورية في ميناء اللاذقية، ومطار المزة العسكرية والبحوث العلمية في جمرايا والمربع الأمني في دمشق وعدة مواقع في درعا.
يأتي ذلك في وقت أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو"، أن هضبة الجولان ستبقى إلى الأبد جزءا لا يتجزأ من "إسرائيل"، معتبراً أن الجميع يدرك اليوم الأهمية البالغة لسيطرتهم على هضبة الجولان، وقال إننا نعمل بطريقة منهجية عل تفكيك محور الشر.
وأضاف "نتنياهو" أنهم يعملون بطريقة منهجية على تفكيك محور الشر، وقال: "إننا سنغير الشرق الأوسط فقد دمرنا كتائب حماس وضربنا حزب الله في لبنان وقتلنا نصر الله"، وقال إنه فتح فصل جديد في تاريخ الشرق الأوسط فنظام الأسد انهار بعد 54 عاما من الحكم.
واعتبر أن محور الشر لم ينته ولكننا نغير الشرق الأوسط ونعزز موقعنا كدولة مركزية في المنطقة، وقال سيطرنا "على المنطقة العازلة في الجولان وزرتها ووجهت الجيش للقيام بكل ما من شأنه منع الإضرار بنا".
وقال التلفزيون الإسرائيلي، إن الجيش الإسرائيلي، يعزز مواقعه ويوسع سيطرته في الشريط الذي احتله على الجانب السوري، ويأتي ذلك بالتوزاي مع غارات جوية عنيفة للطيران الإسرائيلي لليوم الثاني على التوالي تستهدف المطارات والقوعد العسكرية الاستراتيجية على مشاف العاصمة دمشق.
أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي، مساء أمس الأحد، أن مجلس الوزراء قرر السيطرة على منطقة جبل الشيخ السورية المحاذية لهضبة الجولان عقب انسحاب قوات النظام السوري، وإنشاء منطقة عازلة، حيث أكد مسؤول اسرائيلي أن هذه الخطوة ستكون “عملية مؤقتة” عقب تهديدات من جهات وصفتها بالمليشيات.
وحسب مصادر خاصة لشبكة "شام" فإن سيطرة قوات اسرائيل لم تقتصر على جبل الشيخ فقط، بل سيطرت على كامل محافظة القنيطرة وتل الحارة في محافظة درعا وتواصل التقدم لأجزاء أخرى من درعا لغاية اللحظة، مع مواصلة شن الغارات الجوية منذ يوم أمس دون توقف، مع تشكل سحب دخان كثيفة جدا في عدد من المناطق المستهدفة.
وشن الطيران الحربي الاسرائيلي غارات جوية متواصلة دون توقف على مواقع عدة في الجنوب السوري، وخاصة التلال المنتشرة في درعا مثل تل الجابية وتل الجموع وتل قرين وتل الحارة، وايضا غالبية الثكنات والمقرات العسكرية المنتشرة في محافظة درعا، حتى تلك القريبة من الأحياء المدنية، حيث تواصل اسرائيل شن غاراتها الجوية على كل شيء عسكري في المحافظة.
أتى هذا التصعيد عقب تصريح رئيس الأركان الإسرائيلي حيث قال أن جيشه يقاتل على 4 جبهات وهي في قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان وبدءًا من الليلة في سوريا أيضا، إلا أن مسؤولا اسرائيليا سياسيا قال إن رئيس أركان الجيش أخطأ عندما ذكر سوريا كإحدى جبهات القتال.
وأعلنت "هيئة البث الإسرائيلية"، أن "إسرائيل" قصفت مركز البحوث العلمية بدمشق، وقالت أن هناك "تدار برامج أسلحة كيميائية وصواريخ باليستية"، وذلك في سياق مساعي "إٍسرائيل" لمنع وصول فصائل الثوار التي سيطرت على دمشق والحكم في سوريا، من الوصول لأسلحة لها تأثير على وجود كيان الاحتلال الإسرائيلي، بعد سقوط نظام الأسد، وفرار "بشار" من دمشق إلى موسكو.
وأفاد نشطاء من العاصمة دمشق، بأن طائرات حربية إسرائيلية، نفذت ضربات جوية عنيفة هزت العاصمة دمشق التي تشهد احتفالات كبيرة بمناسبة سقوط نظام بشار الأسد، وطالت الغارات مواقع في البحوث العلمية وجبل قاسيون ومطار المزة والمربع الأمني، سبقها غارات في ريفي القنيطرة ودرعا.
ووجه "الجيش الإسرائيلي" تحذير عاجلاً الى السكان في قرى (أوفانية - القنيطرة - الحميدية - الصمدانية الغربية - القحطانية) جنوب سوريا، للبقاء في منازلهم، بسبب عمليات يجريها الجيش الإسرائيلي في المنطقة العازلة وجبل الشيخ على الحدود السورية.
ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن الجيش الإسرائيلي سيطر على جبل الشيخ والشريط العازل الممتد داخل الجانب السوري شرق خط وقف إطلاق النار في الجولان “دون مقاومة”. كما أصدر الجيش تحذيرات لسكان خمس بلدات سورية حدودية بعدم التحرك أو الخروج من منازلهم حتى إشعار آخر، ودفع بتعزيزات من المدرعات والمشاة إلى المناطق الحدودية.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال زيارته موقعاً قرب الحدود السورية، أنه أصدر تعليمات للجيش بالاستيلاء على المنطقة العازلة والمواقع القيادية المجاورة، مشدداً على أن “اتفاقية فض الاشتباك لعام 1974 انهارت مع تخلي الجنود السوريين عن مواقعهم”. وأضاف: “لن نسمح لأي قوة معادية بترسيخ نفسها على حدودنا، وسنتخذ كل الإجراءات اللازمة لضمان أمننا”.
كما أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن قرارا اتخذ في وقت سابق اليوم بنشر قوات للجيش في منطقة عازلة تخضع لرقابة الأمم المتحدة على الحدود مع سوريا، في إطار خطة لضمان حماية كل الإسرائيليين الذين يقطنون هضبة الجولان.
وأضاف -خلال خطاب بثه التلفزيون من على الحدود مع سوريا بعد سقوط نظام الأسد- أن "إسرائيل عازمة على توفير الأمن في هضبة الجولان"، وكشف المراسل العسكري لصحيفة يديعوت أحرونوت أنه تم نقل جزء من القوات الإسرائيلية إلى منطقة الجولان عقب الأحداث المستجدة في سوريا.
كما ذكر مراسل موقع "والا" الاخباري" أن اللواء 210 يعزز من قواته في الجبهة الشمالية على حدود سوريا ومواقعه بتشكيلات قتالية من الدبابات والمدرعات والمدفعية، ويحضّر لكل السيناريوهات المحتملة في سوريا.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن تل أبيب تعمل على منع وقوع مخزون الأسلحة التابع للجيش السوري في أيدي المعارضة المسلحة، خوفاً من استخدامها ضدها في المستقبل. كما كشفت أن القوات الإسرائيلية نقلت تشكيلات قتالية إلى الجولان عقب سقوط نظام الأسد، وبدأت بتعزيز مواقعها تحسباً لأي تطورات.
وأكدت صحيفة “إسرائيل اليوم” أن الجيش الإسرائيلي يركز على تدمير مستودعات الأسلحة ومنظومات الدفاع الجوي السورية، لضمان عدم استخدامها من قبل أي جهات معادية، يأتي ذلك في وقت تستثمر إسرائيل سقوط نظام الأسد، والذي يبدو أنها تحاول منع السلطة الجديدة من امتلاك أي قدرات عسكرية.
أصدرت وزارة الخارجية السعودية بياناً، اليوم الثلاثاء، أدانت فيه بشدة الاعتداءات التي قامت بها حكومة الاحتلال الإسرائيلي عبر الاستيلاء على المنطقة العازلة في هضبة الجولان واستهداف قوات الاحتلال للأراضي السورية.
وأكد البيان أن هذه الممارسات تعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وتهدف إلى تخريب الجهود الرامية إلى استعادة سوريا لاستقرارها وسيادتها ووحدة أراضيها.
وأوضحت المملكة العربية السعودية في بيانها أهمية إدانة المجتمع الدولي لهذه الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة، مشددة على ضرورة احترام سيادة سوريا واعتبار الجولان أرضاً عربية سورية محتلة.
تأتي هذه التصريحات السعودية في ظل التطورات الأخيرة في الجولان والقنيطرة، حيث أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن هضبة الجولان ستبقى جزءاً من إسرائيل “إلى الأبد”. ويأتي ذلك بعد سيطرة الجيش الإسرائيلي على منطقة جبل الشيخ والشريط العازل داخل الأراضي السورية، عقب انسحاب قوات نظام الأسد من مواقعها.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن السيطرة على الجولان جاءت في إطار استراتيجية لمنع وقوع أسلحة جيش الأسد بيد الفصائل المعارضة. وصرح نتنياهو أن إسرائيل لن تسمح بأي تهديد على حدودها وستتخذ التدابير اللازمة لحماية
أعلنت مؤسسة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، انتهاء عمليات البحث عن معتقلين محتملين في زنازين وسراديب سرية غير مكتشفة داخل سجن صيدنايا سيئ السمعة، دون العثور على أي زنازين وسراديب سرية لم تفتح بعد.
وكان السجن يضم آلاف الأبرياء الذين اعتقلهم نظام الأسد البائد، وسط اعتقاد بأن بعضهم لم يتمكن من الخروج مع مئات المعتقلين خلال اليومين الماضيين، نظراً لوجودهم في مواقع محكمة الإغلاق، وفق روايات ذوي المفقودين والأهالي.
وأكد الدفاع المدني السوري بأن فرقه المختصة بحثت في جميع أقسام ومرافق السجن وفي أقبيته وفي باحاته وخارج أبنيته، بوجود أشخاص كانوا بمرافقتها ولديهم دراية كاملة في السجن وتفاصيله، ولم تعثر على أي دليل يؤكد وجود أقبية سرية أو سراديب غير مكتشفة.
وشارك في عمليات البحث 5 فرق مختصة بينها فريقا k9 (فرق الكلاب البوليسية المدربة) إضافة لفرق الدعم والإسعاف، و تتبعت الفرق جميع المداخل والمخارج وفتحات التهوية وأنابيب الصرف الصحي والمياه والأسلاك الكهرباء وكابلات كاميرات المراقبة دون أن تجد أي أقبية أو سراديب غير مكتشفة.
وعبرت المؤسسة "عن شعورنا بخيبة أمل كبيرة لوجود آلاف المعتقلين الذين مازالوا في عداد المفقودين، ولم يتمكن ذووهم من الوصول لأي معلومات تكشف مصيرهم، فإننا في الوقت نفسه نتضامن مع ذوي الضحايا ونتفهم تماماً شعورهم بانتظار أحبابهم وفلذات أكبادهم".
ونوهت إلى الانتشار الكبير للمعلومات المضللة والشائعات حول السجون والمعتقلين، مطالبة بتوخي الحذر عند تلقي هذه المعلومات ومشاركتها عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، للحفاظ على مشاعر ذوي الضحايا وعدم التسبب بأي أذى نفسي لهم.
وناشدت المؤسسة جميع الأطراف والفعاليات وذوي الضحايا بعدم الحفر في السجون أو المساس بها لأن ذلك يؤدي إلى تدمير أدلة فيزيائية قد تكون أساسية للكشف عن الحقائق ودعم جهود العدالة والمحاسبة، ونؤكد لهم أن فرقنا المختصة جاهزة للتعامل مع أي سجن يتوقعون وجود معتقلين في أماكن سرية فيه.
وطالبت المؤسسات الدولية المختصة والسلطات المحلية بدعم جهود المجتمع المدني السوري للكشف عن مصير المفقودين من كل الأطراف, متعهدة أن يسخر الدفاع المدني السوري إمكانياته في هذا الخصوص للكشف عن المقابر الجماعية والتعرف على الجثث مجهولة الهوية وتسليمها لذويها على أمل المساعدة في لملمة الجراح ودعم جهود العدالة الانتقالية وبناء السلام.
كشف "فضل عبد الغني" مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان، في تصريح خلال لقاء مباشر على شاشة "تلفزيون سوريا"، عن أن غالبية المعتقلين المختفين قسرياً في سجون النظام السوري السابق، هم متوفون، بعد أم تم تصفيهم، وفق بيانات وتوثيقات حصلت عليها الشبكة عبر دوائر النفوس ووثائق تثبت ذلك.
تصريحات "عبد الغني" جاءت وسط تضارب المعلومات عن مصير مئات آلاف المعتقلين في سجون النظم لم يكشف مصيرهم، في وقت يترقب ملايين السوريين بفارغ الصبر واللوعة، معرفة مصير ذويهم المغيب أي خبر عنهم، فيما يمكن أن يكشف الوصول للسجن عن جرائم وفظائع كبيرة ربما تكون قد ارتكبت بحق المعتقلين عبر تصفيات وإعدامات ميدانية كان يجري تنفيذها طيلة سنوات مضت، وتحتاج لأشهر طويلة لكشف سلسلة طويلة من تلك الجرائم التي مورست بكل فظاعة.
وكان بث نشطاء عل مواقع التواصل الاجتماعي اليوم الاثنين 9 كانون الأول 2024، مقاطع فيديو مصورة حديثاً، تظهر عشرات الجثث المكدسة في ثلاجة حفظ الموتى في "مشفى حرستا العسكري" في ريف دمشق، تعود لمعتقلين تم تصفيتهم حديثاً في سجون النظام ونقلهم للمشفى تمهيداً لدفنهم في مقابر جماعية.
ووفق الفيديوهات الواردة، فإن الجثث تعود لمعتقلين في سجون النظام السوري السابق، تم تصفيتهم بوقت قريب ونقلهم للمشفى العسكري، لكن سقوط النظام السريع حال دون دفنها في المقابر الجماعية السرية التي دفن فيها نظام الأسد مئات آلاف المعتقلين السوريين، والذين لايزال مصيرهم مجهولاً لذويهم.
ووفق مصادر حقوقية، ستكشف الأسابيع والأشهر القادمة عن آلاف الجرائم التي تم ارتكابها بحق المعتقلين في سجون نظام الأسد، إذ تشير الإفراجات التي تمت خلال تحرير جميع السجون إلى أن الخارجين منهم لايعادلون نسبة قليلة من حجم الأعداد المسلجة في سجون النظام، ولم يكشف عن مصيرهم، مايؤكد بشكل قطعي أنه تم تصفيتهم ودفنهم في مقابر جماعية ستتوضح في الفترة القادمة.
وكانت أعلنت "إدارة العمليات العسكرية" في وقت مبكر من فجر يوم الأحد 8 كانون الأول 2024، تحرير المعتقلين في "سجن صيدنايا المركزي، أحد أكثر السجون العسكرية السورية تحصينا، وعرفه السوريون طيلة حقبة ريرة من حكم عائلة الأسد بأنه "المسلخ البشري" بسبب صنوف الموت والتعذيب والقتل التي مورست به خلال سنوات مريرة، يبدو أنها وصلت لنهايتها، يضم السجن آلاف المعتقلين السوريين المغيبين منهم يعود اعتقاله لأكثر من 40 عاماً، ومصيره مجهول حتى اليوم.
وانتشرت عشرات المقاطع المصورة التي تظهر عمليات فتح الأبوب الموصدة على الزنازين وإخراج مئات المعتقلين منهم نساء وأطفال ورجال مسنين، تم ذلك بصورة عشوائية، كما رصد أرتال كبيرة لمدنيين في الشوارع قالت المصادر إنهم لمعتقلين خروجوا من سجن صيدنايا بعد فتح الأبواب من قبل مدنيين وعناصر من الثوار.
وتنتشر معلومات عن وجود آلاف المفقودين لم يتوضح مصيرهم، وسط معلومات متضاربة عن وجود طوابق سفلية في السجن الأحمر كما يعرف، وأن لها أبواب سرية موصدة بكلمات سر ولايعرف كيفية الدخول إليها، إذ ان العناصر المشرفة على السجن فرت قبل وصول الفصائل للمكان، ولم يبق أحد منهم.
ولـ "سجن صيدنايا" تاريخ أسود في حياة السوريين عامة، فلا تكاد تخلوا بلدة أة قرية أو حي في مدينة إلا وذاق أبنائها مرارة الموت أو التعذيب أو التغييب لسنوات طويلة في ظلمات السجون، وذاق الويلات على يد عصابات النظام، لكن الأمل لايزال موجوداً للملايين أن يجدوا أبنائهم بين الأحياء الباقين في الزنازين الموصدة.
ووفق توثيقات "الشَّبكة السورية لحقوق الإنسان" فإنَّ ما لا يقل عن 113218 شخصاً، بينهم 3129 طفلاً و6712 سيدة، لا يزالون قيد الاختفاء القسري على يد أطراف النزاع في سوريا منذ آذار/ 2011، كما أشارت إلى أنَّه لا أفق لإنهاء جريمة الاختفاء القسري في سوريا، منهم ما لا يقل 96321، بينهم 2329 طفلاً، و5742 سيدة (أنثى بالغة) على يد قوات النظام السوري.
وكان أصدرت "رابطة معتقلي و مفقودي سجن صيدنايا"، بياناً، حول المعلومات المتداولة عن وجود معتقلين عالقين في سجن صيدنايا، بعد انتشار تقارير متضاربة حول الوضع في سجن صيدنايا العسكري سيء السمعة في سوريا، خاصة بعد سيطرة فصائل الثوار، تتحدث عن وجود معتقلين في زنازين سرية تحت الأرض لـم يتمكن أحد من الوصول إليها.
وأكدت "رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا، أن فريقها المتواجد داخل سجن صيدنايا تؤكد خلوه من المعتقلين بكافة أبنيته (الأبيض - والأحمر)، وتؤكد تحرير آخر معتقل من سجن صيدنايا يوم أمس 8 كانون الأول 2024 الساعة 11 صباحاً بتوقيت دمشق الحرة.
وقالت الرابطة إنه لا صحة لوجود معتقلين عالقين تحت الأرض والمعلومات الواردة في بعض التقرير الصحفية غير دقيقة، وناشدت الرابطة أهالي المعتقلين والمختفين قسراً عدم التوجه إلى السجن والتجمع داخله وخارجه فهذا يصعب مهمة الفرق المدنية العاملة على البحث عن أي أدلة تساهم في كشف مصير جميع المفقودين داخله.
وقالت :"حرصاً على سلامة الأهلي المتواجدين في محيط أبنية السجن (الأحمر والأبيض) نطلب عدم السير على الطرقات الترابية أو الاقتراب من الاسوار الداخلية والخارجية وعدم الجلوس أو المشي داخل المناطق العشبية، إن هذه المناطق تحتوي على ألغام ضد الافراد والدروع.
وناشدت الرابطة جميع المنظمات الإنسانية تقديم الدعم الكامل للمعتقلين المحررين وتوفير الرعاية الطبية والنفسية والاجتماعية اللازمة لمساعدتهم على تجاوز آثار هذه المحنة والاندماج مجددًا في المجتمع.
وطلبت من المؤسسات الإعلامية والنشطاء الإعلاميين توخي الدقة في نقل الأنباء والمعلومات عن السجن خلال هذا الوقت الحساس، وأكدت أن تحرير سجن صيدنايا ليس مجرد انتصار عسكري، بل هو انتصار للإنسانية جمعاء.
وأشارت إلى أنـه رمـز لانتصار إرادة الحياة على الموت، وإرادة الحرية على الاستبداد، إنه نهاية حقبة القمع والظلم. هو خطوة كبيرة على طريق تحقيق الحرية والكرامة لجميع السوريين. ونحن عازمون على المضي قدمًا في هذه المسيرة حتى نصل إلى سوريا جديدة، يسودها العدل والمساواة، وتتحقق فيها تطلعات شعبنا في الحرية والديمقراطية بدعم من إرادة الشعب السوري الحر.
وجه الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" رسالة إلى الشعب السوري، باللغة العربية، تضمن تحية لصمود السوريين، ومباركة لما حققوه من نصر على الإرهابي "بشار الأسد" وتأكيداً على موقف تركيا الثابت وإيمانها بحق الشعب السوري، وتمجيداً بشجاعتهم وانتصارهم، ونورد نص الرسالة كما هي:
إخوتي السوريون الأعزاء...
إن تركيا دولة وشعبا تقف إلى جانبكم اليوم وفي المستقبل كما فعلت بالأمس.
ورغم انعدام الإمكانات بكل أشكالها، إلّا أنكم سطّرتم ملحمة بدمائكم وأرواحكم وأسنانكم وأظافركم.
ولم تنحنوا لا للظلم ولا للظالم، ولم يدب اليأس في قلوبكم حتى في أحلك الأوقات.
ومنذ اليوم الأول ردّدتم عبارة "الله أكبر"، وقلتم "هو الرحمن الرحيم" و"هو رب العالمين"، ووضعتم ثقتكم بالله وحده وطلبتم العون منه فقط.
لقد سقطتم على الأرض، لكنكم نهضتم مرة أخرى على أقدامكم أقوى من قبل.
وسطّرتم بذلك قصة بطولية رائعة ستتناقلها الأجيال بكل فخر وعزّة.
إخوتي لا تنسوا...
من صبر ظفَر.
أنتم أصحاب هذا النصر المجيد "الذي ازدهر بعد الهزائم".
وبالنيابة عن بلدي وشعبي أحييكم بكل احترام.
وأتمنى أن يكون نصركم عزيزا مباركا.
وكما أننا لم نترككم وحدكم في نضالكم من أجل الحرية والعدالة، بمشيئة الله تعالى سندعمكم بكل إمكاناتنا في نضالكم من أجل التنمية.
وسنقف على قلب رجل واحد وسنتغلب على كل الصعوبات والعراقيل معا.
أريدكم أن تعلموا أننا مستعدون لبذل قصارى جهدنا من أجل إرساء السلام الدائم والاستقرار والأمن في سوريا.
واليوم مجدد أستذكر بالرحمة جميع الشهداء الذين ارتقوا في سبيل حرية سوريا منذ مذبحة حماة.
كما أحيي جميع إخوتي الذين ذرفوا دموع الفرح ودعواالله وسجدوا له شاكرين وعاشوا بعد سنوات فرحة العودة إلى منازلهم وبيوتهم واحتضان عائلاتهم وأحبائهم في مختلف المدن السورية المحررة من الأسر.
انتهت الرسالة
----------
وفي وقت سابق اليوم وفي تصريحات صحفية نقلت عنه:
قال الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، إن سوريا كانت تدار بالقمع وتم هدم هذه الديكتاتورية بعد أكثر من 60 سنة، متحدثاً عن القضاء على نظام البعث تماما بعد عقود في الحكم، وأكد أن الشعب السوري هم أخوة لنا ونقف إلى جانبه بكافة أطيافه العرقية والمذهبية.
وأضاف الرئيس التركي أن "أفراد الشعب السوري إخوة لنا ونقف إلى جانبهم بكافة أطيافهم العرقية والمذهبية"، وبين أن "حلب وحمص وحماة ودمشق عادت إلى أصحابها الأصليين"، وأن نظام الأسد ترك سوريا كومة من الأنقاض وفر هارباً.
ولفت أردوغان إلى أن "مددنا يدنا للحوار إلى نظام الأسد لكنه لم يفهم مطلبنا"، وبين أن "تركيا مرت باختبار صعب في المرحلة الماضية واستضافت السوريين ودافعت عن المظلومين في كافة المنصات".
وذكر أن "نظام الأسد الذي أدار البلاد بالظلم منذ سنين طويلة فقد شرعيته"، وبين أن تركيا ستقف إلى جانب سوريا حتى تصبح على أرضية صلبة وسنشرف على عودة السوريين إلى بلادهم، وقال "اعتبارا من أمس أغلقت مرحلة الظلام في سوريا وبدأت مرحلة مشرقة بالنسبة للسوريين".
وبين أن تركيا لا تطمع في أراضي أي دولة أخرى لكننا كنا نسعى إلى الحفاظ على أمننا القومي، قال إن سوريا للسوريين فقط وليس للمنظمات الإرهابية ومستقبل سوريا يحدده السوريون أنفسهم"، وأكد أنه "لا فرق بين أي من مكونات أو أطياف الشعب السوري ويجب أن يتعايش الجميع بدون أي تمييز أو فروق".
ووجه أردوغان كلامه للشعب السوري بالقول: "أقول للشعب السوري العزيز إن تركيا تقف إلى جانبكم اليوم وغدا وفي المستقبل، وأن على سوريا الحفاظ على أراضيها من الإرهابيين، وإننا لن نتخلى عنكم أبدا وسنبذل كل ما يمكننا من أجل إعادة إعمار بلدكم".
تتصاعد التصريحات الدولية تباعاً، لتحديد موقفها من التغيرات الحاصلة في سوريا، بعد سقوط حكم الإرهابي الفار "بشار الأسد"، توجه فيها الأطراف الدولية رسائل لموقفها مما جرى في سوريا، وتحدد فيها مواقف وترصد ردود أفعال وسياسات تلك الجهات حيال تسلم "إدارة العمليات العسكرية" لزمام الأمور.
ويعتبر يوم الأحد الثامن من شهر كانون الأول لعام 2024، عيداً وطنياً في الجمهورية العربية السورية الحرة الموحدة، إيذاناً بالخلاص من حكم السفاح وعائلة الديكتاتور "بشار الأسد"، والذي فرَّ هارباً من العاصمة دمشق أمام تقدم جحافل الثائرين من جميع المحافظات السورية، لتُحقق ثورة الشعب السوري الصامد، هدفها الذي طالما صدحت به حناجرهم، ويسقط الأسد ونظامه.
تداول نشطاء وإعلاميون على مواقع التواصل الاجتماعي، اليوم الاثنين 9 كانون الأول 2024، صوراً لجثة تعرضت للتعذيب في أحد السجون التابعة لنظام الأسد، قالوا إنها تعود للناشط "مازن حمادة"، مايوكد وفاته في سجون الأسد بعد سنوات من غياب المعلومات عن مصيره، إضافة لآلاف المعتقلين السوريين الذين لم يتوضح مصيرهم رغم سقوط نظام الأسد وفتح كافة السجون.
و"مازن حمادة" من مدينة دير الزور، لاجئ سوري في هولندا عاش فيها لسنوات، وكان يعمل موظفاً في شركة "شمبرغير" الفرنسية للتنقيب عن النفط في محافظة دير الزور بصفة فني، وكان مساهماً في إجراءات لمحاكمة نظام الأسد، وظهر في أفلام وثائقية سورية تحدث فيها عن التعذيب في معتقلات النظام.
أجرى "مازن حمادة" المعتقل السابق في سجون النظام لثلاث مرات تسوية مع سفارة النظام في برلين وعاد إلى دمشق في شباط 2020، وبحسب مصادر مقربة من "مازن"، فإن المخابرات اعتقلت حمادة عقب وصوله مباشرة إلى مطار دمشق وأخذته لمكان مجهول، وقالت حينها المصادر إن "حمادة" كان يعاني آنذاك من أزمة مالية ونفسية، ورتّب النظام إجراءات رجوعه إلى سوريا.
سبق أن تعرض "حمادة" للاعتقال ثلاث مرات منذ بداية الحراك الثوري، وامتد الاعتقال الأول لمدة أسبوع بتاريخ 24 نيسان/أبريل 2011 على يد فرع أمن الدولة بدير الزور، أما الاعتقال الثاني فكان بتاريخ 29 كانون الأول/ديسمبر 2011 من قبل الفرع نفسه، أثناء عودته من دمشق من قبل أحد الحواجز العسكرية على مدخل مدينة دير الزور، ودام نحو أسبوعين. فيما يعتبر الاعتقال الثالث الأطول في المدة والأشرس في التعامل، حيث اعتقله عناصر من فرع المخابرات الجوية في وسط دمشق حتى العام 2014.
وقدم حمادة شهادات عن التعذيب ضد النظام في محاكمة لاهاي، وقال عن ظروف اعتقاله في فرع المخابرات الجوية: "بمجرد دخولنا هنا بدأوا في ضربنا بالعصي، وجعلونا نخلع ثيابنا ونقف عارين، وبالطبع فإنهم أوثقوا أيدينا، ومن ثم تم أخذنا إلى مبنى الدراسات، ومن ثم إلى ما يسمى أمن الطائرات وهو مهجع بطول 12 مترا وعرض 7 أمتار، وكنا 170 معتقلاً نقف في تلك المساحة، وبقينا ثلاثة أشهر هناك، وبعدها تم تحويلنا إلى فرع التحقيق القديم، لنجد أنفسنا 12 شخصا ضمن زنزانة لا تزيد أبعادها عن حوالي المترين طولاً ومترين عرضاً".
وأكد حمادة في شهاداته أنه تعرض لأنواع مختلفة من التعذيب منها "الشبح والخازوق والتعذيب عن طريق استهداف الأعضاء التناسلية، واستخدام الزيت الحار والماء المغلي، وإطفاء السجائر على أجساد المعتقلين" كما برز حمادة كناشط سياسي حيث نشر مقاطع فيديو قال فيها أنه التقى مسؤولين غربيين لدراسة قضايا تتعلق بالثورة السورية، لكنه أغلق حساباته في مواقع التواصل.
كشف "فضل عبد الغني" مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان، في تصريح خلال لقاء مباشر على شاشة "تلفزيون سوريا"، عن أن غالبية المعتقلين المختفين قسرياً في سجون النظام السوري السابق، هم متوفون، بعد أم تم تصفيهم، وفق بيانات وتوثيقات حصلت عليها الشبكة عبر دوائر النفوس ووثائق تثبت ذلك.
تصريحات "عبد الغني" جاءت وسط تضارب المعلومات عن مصير مئات آلاف المعتقلين في سجون النظم لم يكشف مصيرهم، في وقت يترقب ملايين السوريين بفارغ الصبر واللوعة، معرفة مصير ذويهم المغيب أي خبر عنهم، فيما يمكن أن يكشف الوصول للسجن عن جرائم وفظائع كبيرة ربما تكون قد ارتكبت بحق المعتقلين عبر تصفيات وإعدامات ميدانية كان يجري تنفيذها طيلة سنوات مضت، وتحتاج لأشهر طويلة لكشف سلسلة طويلة من تلك الجرائم التي مورست بكل فظاعة.
وكان بث نشطاء عل مواقع التواصل الاجتماعي اليوم الاثنين 9 كانون الأول 2024، مقاطع فيديو مصورة حديثاً، تظهر عشرات الجثث المكدسة في ثلاجة حفظ الموتى في "مشفى حرستا العسكري" في ريف دمشق، تعود لمعتقلين تم تصفيتهم حديثاً في سجون النظام ونقلهم للمشفى تمهيداً لدفنهم في مقابر جماعية.
ووفق الفيديوهات الواردة، فإن الجثث تعود لمعتقلين في سجون النظام السوري السابق، تم تصفيتهم بوقت قريب ونقلهم للمشفى العسكري، لكن سقوط النظام السريع حال دون دفنها في المقابر الجماعية السرية التي دفن فيها نظام الأسد مئات آلاف المعتقلين السوريين، والذين لايزال مصيرهم مجهولاً لذويهم.
ووفق مصادر حقوقية، ستكشف الأسابيع والأشهر القادمة عن آلاف الجرائم التي تم ارتكابها بحق المعتقلين في سجون نظام الأسد، إذ تشير الإفراجات التي تمت خلال تحرير جميع السجون إلى أن الخارجين منهم لايعادلون نسبة قليلة من حجم الأعداد المسلجة في سجون النظام، ولم يكشف عن مصيرهم، مايؤكد بشكل قطعي أنه تم تصفيتهم ودفنهم في مقابر جماعية ستتوضح في الفترة القادمة.
وكانت أعلنت "إدارة العمليات العسكرية" في وقت مبكر من فجر يوم الأحد 8 كانون الأول 2024، تحرير المعتقلين في "سجن صيدنايا المركزي، أحد أكثر السجون العسكرية السورية تحصينا، وعرفه السوريون طيلة حقبة ريرة من حكم عائلة الأسد بأنه "المسلخ البشري" بسبب صنوف الموت والتعذيب والقتل التي مورست به خلال سنوات مريرة، يبدو أنها وصلت لنهايتها، يضم السجن آلاف المعتقلين السوريين المغيبين منهم يعود اعتقاله لأكثر من 40 عاماً، ومصيره مجهول حتى اليوم.
وانتشرت عشرات المقاطع المصورة التي تظهر عمليات فتح الأبوب الموصدة على الزنازين وإخراج مئات المعتقلين منهم نساء وأطفال ورجال مسنين، تم ذلك بصورة عشوائية، كما رصد أرتال كبيرة لمدنيين في الشوارع قالت المصادر إنهم لمعتقلين خروجوا من سجن صيدنايا بعد فتح الأبواب من قبل مدنيين وعناصر من الثوار.
وتنتشر معلومات عن وجود آلاف المفقودين لم يتوضح مصيرهم، وسط معلومات متضاربة عن وجود طوابق سفلية في السجن الأحمر كما يعرف، وأن لها أبواب سرية موصدة بكلمات سر ولايعرف كيفية الدخول إليها، إذ ان العناصر المشرفة على السجن فرت قبل وصول الفصائل للمكان، ولم يبق أحد منهم.
ولـ "سجن صيدنايا" تاريخ أسود في حياة السوريين عامة، فلا تكاد تخلوا بلدة أة قرية أو حي في مدينة إلا وذاق أبنائها مرارة الموت أو التعذيب أو التغييب لسنوات طويلة في ظلمات السجون، وذاق الويلات على يد عصابات النظام، لكن الأمل لايزال موجوداً للملايين أن يجدوا أبنائهم بين الأحياء الباقين في الزنازين الموصدة.
ووفق توثيقات "الشَّبكة السورية لحقوق الإنسان" فإنَّ ما لا يقل عن 113218 شخصاً، بينهم 3129 طفلاً و6712 سيدة، لا يزالون قيد الاختفاء القسري على يد أطراف النزاع في سوريا منذ آذار/ 2011، كما أشارت إلى أنَّه لا أفق لإنهاء جريمة الاختفاء القسري في سوريا، منهم ما لا يقل 96321، بينهم 2329 طفلاً، و5742 سيدة (أنثى بالغة) على يد قوات النظام السوري.