مقالات مقالات رأي بحوث ودراسات كتاب الثورة
٣١ مايو ٢٠٢٠
"تنمر أم إنكار وتكبر" هدئي من روعك يا ...


أن تكون ناشطاً في الثورة السورية تنقل أوجاع المدنيين وصورة الواقع في وجه الظلم لهو فخر ووسام على صدرك، ليس لك فيه فضل أو منية على أحد فهناك دماء تسيل وأعراض تنتهك وعذابات مستمرة، ولكن أن تتسلق هذا المضمار لتحقق الشهرة والنجومية وتلغي عمل من سبق ظهورك لهو "تنمر على الثورة السورية كلها".

منذ الصرخة الأولى المطالبة بالحرية في سوريا، لم تكن لتصل لولا وجود الناشط الإعلامي، الذي تحدى في سنين الثورة الأولى كل الظروف الأمنية والملاحقة والمخاطر والصعوبات، لينقل صوت الثائرين، تعرض للاعتقال والملاحقة مع ذويه، وعمل بأدوات ووسائل بسيطة لينقل صوت أعظم ثورة على مر التاريخ.

لعب "الناشط الإعلامي" منذ بدايات الحراك، دوراً بارزاً في نقل صوت الحراك الشعبي، وقضى على هذا الدرب المئات من الشهداء "لايسع المقال لذكرهم خوفاً من ظلم من لم يشتهر اسمه وقضى بصمت"، كما أن المئات منهم لايزالون في سجون النظام وأخرون مغيبون في سجون داعش وباقي الفصائل، ومع ذلك استمرت المسيرة.

مسيرة العطاء للثورة، أي تحمل العبء بأن تكون ممثلاً لثورة الأحرار، وصوتاً لها أمام العالم، تنقل الصورة بكل صدق، وتواصل حرب النظام وكل من ينتهك حدود الثورة بسلاح الكلمة والصورة، هكذا سار الأوائل من رواد العمل الإعلامي، منهم من وصل اسمه للعالمية ولكن بعمله وكده وتعبه وموقعه الذي برز فيه، مسطراً أروع البطولات والتضحيات، هي من قدمته بطلاً ورمزاً ولم يسعى لها والأسماء كثيرة.

مصاعب جمة وكبيرة واجهها الناشط الإعلامي خلال سنوات الثورة الأولى، لنقل الصورة، وتحدي الصعاب وهي كثيرة ولايمكن ذكرها جميعاً، من ملاحقة وتهديد وقصف وتشريد، ومعاناة في إيصال واقع منطقته، مع ضعف الإمكانيات وقلة وسائل التواصل والأنترنت التي قد تتطلب منه المغامرة بحياته لنقل مقطع فيديو واحد، وفعلها وتحدى كل تلك العراقيل ونجح في محاربة النظام وكسر شوكته الإعلامية وتعريته أمام العالم.

لم يكن الناشط صحفياً متعمقاً في هذا المجال، بل مواطناً عادياً منهم العمال وطلاب الجامعات والمعلمين "شباباً وشابات"، عملوا بصمت، وخرجوا على أثير القنوات لما تطلب ذلك بالصوت والصورة، متحدين كل ألة القتل والفتك التابعة للنظام وميليشياته، ولم تكسرهم كل التهديدات وتثنيهم عن مواصلة الطريق في نقل صوت الشعب الثائر، كثير منهم لايزال يواصل المسيرة لخدمة القضية.

ولم تكن الملاحقة الأمنية وعراقيل التغطية ماواجهه الناشط الإعلامي فحسب، فبعد الطفرة الإعلامية بعد عام 2015 مع توسع المناطق المحررة، بات العمل الإعلامي وللأسف الشديد "مهنة رائجة" بهدف الكسب المالي أو تحقيق الشهرة لتدق أول أسفين في صدر هذا المجال، على حساب من سبقهم وحساب دماء وتضحيات الشعب السوري، والأمثلة على هؤلاء كثر.

تلك الطفرة في عمل الناشط الإعلامي، دفعت الكثير من النشطاء الأوائل لوقف نشاطهم بسبب ظروفهم التي وصلوا إليها بعد سنين من التضحية، محتفظين بما قدموه كوسام شرف لهم وآخرون مستمرون، في وقت تسلق الكثير من رواد هذا المجال، وباتوا يتبنون العمل الإعلامي، ويحتكرونه، بل وصل الأمر بهم لنفي كل من سبقهم وعدم الإقرار بمن مهد الطريق وواجه كل الصعوبات ليأتي متأخراً متفاخراً، ويدعي تمثيل الحراك.

الطموح شيئ كبير، وأن تصل للعالمية تمثل صوت المجتمع السوري الثوري شيئ عظيم، ومحض فخر، ولكن شريطة أن تحسن التمثيل، وتستغل هذا الوصول لخدمة القضية، لا المصلحة الشخصية، فالتاريخ يسجل ولن يرحم، وكل من تسلق على حساب الدماء والتضحيات وتعب من سبقه لن يستطيع التخفي وراء جوائز تسلمها بدون تعب أو عناء.

اقرأ المزيد
١٩ مايو ٢٠٢٠
رامي مخلوف..من الفساد إلى الميليشيات حتى السوشال ميديا

قبل الثورة كان هناك نشاطات لتحريك الاهتمام بالشأن العام، ولو لم تكن ضمن النشاط السياسي المباشر، من بينها كانت حملة مقاطعة شركتي سيرياتيل و إم تي إن على الفيسبوك وحققت مشاركة لافتة يومها في بلد مثل سوريا، تمثل فيه هذه الأفعال مدلولاً سياسياً محرّماً، ويمكن اعتبارها حقاً أحد مظاهر الإرهاصات أو القابلية للثورة القادمة في سوريا.
وفي اليوم الأول من مظاهرات درعا 18-3-2011 برزت الهتافات ضد رامي مخلوف (رامي الحرامي)، ثم كان الهجوم الرمزي على فرع سيرياتيل في درعا المحطة وحرق محتوياته 20-3، كرمز للسلطة الفاسدة ومركب الثراء والفساد والطائفية والقمع الذي تمثله، وخلال الأيام اللاحقة مع اقتحام الجامع العمري 23-3 ثم اقتحام درعا 25-4 ساهم رامي مخلوف بقطع الاتصالات عن درعا ومحاولة مراقبة الهواتف ومنع الوصول إلى الانترنت والسوشال ميديا.
كان الظهور الأول لرامي مخلوف بعد ذلك في مقابلة قال فيها إن أمن نظام الأسد هو من أمن إسرائيل، كأول رسالة صريحة من النظام في تطمين إسرائيل وتخويفها من بديل ديمقراطي في سوريا، لاحقاً رعى رامي مخلوف عبر جمعية البستان الميليشيات الأولى للشبيحة، وكان الغطاء المالي لتمويل الميليشيات وإمدادها لوجستياً وتامين معونات لعوائل المقاتلين والقتلى، ومثلت الجمعية الغطاء "المدني" الأكبر للنشاط الميليشياوي الرديف للنظام، على مستوى اللجان الشعبية ثم قوات الدفاع الوطني وبناء شبكات المناصرين والمنتفعين.

في عهد الأسد الأب كان هناك صعود لطبقة رجال أعمال جدد مع تصدي الأسد لانتفاضة الثمانين، وبناء تحالف مع طبقة من التجار والمشايخ السنة في دمشق وحلب، اغتنت لاحقاً على حساب طبقة أقدم من التجار ورجال الأعمال من البورجوازية التقليدية.
كان رامي مخلوف ضمن طبقة رجال الأعمال الشباب التي صعدت مع توريث الأسد الابن، والتي مثلت مزيج التسلطية الليبرالية (حسب مصطلح جمال باروت) وتحالف عوائل الحكم وتوريث الطائفية، والتي اغتنت عبر صفقات " التحول نحو اقتصاد السوق الاجتماعي" الذي ظهر عملياً كتقاسم مزرعة بشكل فج كان مستتراً ومراعياً أكثر للاقتصاد التقليدي في عهد الأسد الأب.

وبعد ال 2011 ظهرت طبقة أخرى من رجال الأعمال المغتنين عبر اقتصاد الحرب والميليشيات، مثل آل القاطرجي وسامر فوز وغيرهم، صفقات نقل المقاتلين والميليشيات المحلية والأجنبية، وعقود النفط وحواجز المناطق المحاصرة ونهب المناطق المهجرة ... الخ، وهي الطبقة التي أشار إليها رامي مخلوف منزعجاً من صعودها على حسابه هو كممثل لطبقة رجال أعمال ما بعد ال 2000 ومصالح الجناح الطائفي لعائلة مخلوف ومن استثمر معهم، وهو نفسه كان قد حلّ سابقاً محلّ طبقة رجال أعمال سبقته.
ما بعد 2020 وقانون قيصر يبدو أن طبقة رجال أعمال ما بعد 2011 أيضاً سيتم استبدالها وحلول استثمارات ومجموعات جديدة من طفيليات السلطة أو الأموال الأجنبية التي ستصبح إمداداً عزيزاً وأداة ابتزاز قوية مع انهيارات الاقتصاد المتسارعة.

الحجز اليوم على شركة سيرياتيل وأموال مخلوف، وظهوره المتكرر كمتمرد على قرارات النظام، لا شك أنه مظهر لصراع داخل عوائل وأجنحة النظام التقليدية، وإن كان حجم تأثيره على النظام ما زال محلّ شك واختلاف، ويمثل انطواء مرحلة وطبقة.
ولكن الأهمّ والأكثر رمزيةً في الموضوع، هو أنه بعد تسع سنوات من الثورة، لم يجد رامي مخلوف -بكل ما يمثله من واجهة لتسلط النظام وفساده وطائفيته وميليشياته- إلا وسائل الثورة نفسها في الاعتراض، مستخدماً خطابها وكلماتها وشعاراتها نفسها، ظهر كناشط على السوشال ميديا يخاطب الناس مباشرة على الفضاء الافتراضي يشكو أجهزة الامن وفساد الحكومة وتعديها على الحريات والأموال وكرامة المواطن واستعمالها الظلم والتهديد والفساد.

الثورات العظيمة تحكم عقول أعدائها وتصبح الموجه لهم والنموذج القيمي الذي يحتكم إليه الجميع، هذا علامة انتصارها العظيم.

اقرأ المزيد
٧ مايو ٢٠٢٠
لن تمروا إلا بمرافقتنا.. "تحرير الشام و(أم 4) والدوريات الروسية التركية"

يصعب على المتتبع لتطورات الوضع السوري، فهم طبيعة التفكير الذي تتعامل به قيادة "هيئة تحرير الشام" وتقلبها وانقلابها على شعاراتها ومبادئها وسياساتها، لمجرد تغير المصلحة والمنفعة، "فهي مستعدة أن تخلع كل شيئ نعم كل شيء ولربما تتحول لفصيل علماني مثلاً إن اقتضت الحاجة"، كما يقول متابعون.

رفعت "تحرير الشام" خلال الأسابيع الماضية شعار "لن تمروا" للدوريات الروسية، على الطريق الدولي "أم 4" ورعت اعتصاماً بدأ مدنياً بمطالب محقة وتحول لاعتصام أمني عسكري للهيئة بواجهة مدنية، إلا أن هذا الشعار سرعان ماتخلت عنه وضربت بكل ماتحدثت به وحاربت حتى القوات التركية لأجله.

المتتبع لتصرفات "تحرير الشام" بين الأمس واليوم يصاب بالذهول، فبالأمس كانت ترى الاعتصام وتجبر الموظفين تحت التهديد على الاعتصام والمناوبة، بدعوى منع الدوريات الروسية، وتهدد النشطاء الممتنعين عن التغطية، واليوم هي من تحمي منطقة عبور الدوريات وتمنع أي أحد من الوصول للمنطقة حتى لالتقاط صورة أو رفع علم للثورة مسجلاً ولو موقفاً برفض الدورية.

ماذا تغير بين الأمس واليوم، وكيف استطاعت الهيئة بين يوم وليلة إقناع عناصرها على أقل تقدير بين رفض الدوريات والتهديد عبر "عنتريات الصبيان" باستهدافها، وبين حماية تلك الدوريات اليوم ومنع المدنيين والنشطاء من الوصول للطريق الدولي من النيرب حتى أريحا عبر إغلاق المنطقة بالحواجز والعناصر.

نعم، لمرة جديدة تثبت "تحرير الشام" التي رفعت الشعارات الدينية بمنهجها، والتحرير للشام والقدس وروما بأسمائها، أنها قابلة للتغيير والتحول كما تقتضيه الحاجة والمصلحة، وكله "في مصلحة الساحة ومن وراء القصد" كما يبرر شرعييها، في حال أقروا بهذا التحول، ولكن السؤال اليوم، أين مرقعي ومطبلي الهيئة وما هو موقفهم اليوم.

اقرأ المزيد
٣٠ أبريل ٢٠٢٠
في عيد العمال ....الأيدي السورية المبدعة تستمر بحياكة أعظم ثورات التاريخ

كما أن الروابط لا تنفصم بين بناء الحضارة الإنسانية وتطورها وازدهارها وبين قيمة العمل والإعلاء من شأنه ومن شأن اليد التي تنتج وتعطي، كذلك هذه الروابط لا تنفصم بين عيد العمال وبين ما يعنيه ويرمز إليه من عطاء وحقوق وكرامة وعدالة، في هذه الذكرى تحيي الشعوب على مدى المعمورة، أيدي وعقول أبنائها الذين تبنى على قطرات عرقهم الدول وتشاد الحضارة وترفع الصروح، وتستذكر عطاءهم وتعلي جهودهم وتطالب بحقوقهم التي خاض العمال مسيرة طويلة وقدّموا التضحيات لتحصيلها بتفاوت من أمة لأخرى حسب مرحلة التطور السياسي والأخلاقي التي بلغتها حتى بات معيار حقوق العمال مقياس تقدم للدول وتمايز البنى السياسية.

ولعيد العمال عند أهل الأرض التي خطت حرف الحضارة الأول معناه المميز والخاص، فأيدي أبناء سورية التي أهدت البشرية الخيط واللون منذ آلاف السنين واستمرت في العطاء على مرِّ التاريخ وتتالت مساهماتها وتنوعت من النسيج إلى المعمار إلى الفن إلى الصناعة وليس أخرها السيف والبروكار الدمشقي وسواها من مسيرة حافلة منذ فجر التاريخ إلى يومنا هذا، بل إن أيدي وعقول السوريين كفت ثغورها وأمدت الأمصار بالمهرة والصناع على مر الزمان حتى نقل الملوك والسلاطين أمهر الصناع ليشيدوا حواضرهم، كما أسهم السوريون حديثاً في نشأة وتأسيس الدول الشقيقة في الخليج العربي وما زالوا وهم اليوم يبعثون الحياة في أسواق أعمال الدول التي لجأوا إليها وفق ما شهد لهم به القاصي والداني.

حتى أصبح اتقان العمل وحسن الصنعة واليد السورية صنوان ورسّخت تعاليم الدين الحنيف أصول الاتقان وحسن وصدق المعاملات لتضاف إلى الكياسة في العرض واللباقة في التسويق.

أثبتت آلاف السنين التي تعاقبت على هذه الأرض، تجدد الجذور الضاربة في الحضارة التي تستمر في الخلق والأبداع، ورمزية ذلك أن اندثار صناعة سر السيف الدمشقي الذي يحير الباحثين حتى اليوم والتي اندثرت بعد غزو المغول، لم تحل دون أن تسمّى عملية تطعيم السيوف "دمشقة"، كذلك فإن ازدهار صناعة النسيج خلال القرون الثلاثة الأخيرة في سورية ما هي إلا استمرار لكونها الأرض التي وهبت الخيط وألوانه الزاهية للبشر قبل 7000 آلاف عام، فالسوريون بهذا المعنى يستمرون في حياكة قصتهم مع الإبداع والعطاء بخيوط من نور.

ورغم أن الكارثة التي حلّت بالعمال وبالعمل في سورية جرّاء حرب هذا النظام على الشعب الذي ثار من أجل حقوقه، ليست أقل سوءاً من تلك التي حلّت إبّان غزو المغول الذين هدموا الحضارة، ولا همجيته بأقل من همجية المغول، كذلك فإن روح التجدد والانبعاث ما زالت حاضرة كما كانت على مرِّ التاريخ في عقل السوريين الجمعي، واليوم تصارع روح التجدد هذه للبقاء وتنتصر وتبدع في تمسكها بالحياة والاستمرار، سواء في المناطق المحررة من قبضة نظام الإجرام أو في دول اللجوء والشتات، بل إن العاملين من نصف الشعب المهجّر والنازح هم من يحملون في الواقع أعباء معيشة نسبة كبيرة من النصف الآخر القابع تحت وطأة فساد النظام وبطشه، خاصّة وأن نسبة البطالة في مناطق النظام بلغت مستويات فاقت الـ50% ومن يعملون يحصلون على دخل لا يذكر مع انهيار قيمة النقد الوطني والقيمة والقدرة الشرائية، فأفضل الأجور التي يتقاضاها موظفو القطاع العام اليوم لا تزيد عن ما قيمته 100 دولار، ومعظم السوريين في مناطق سيطرة النظام إنما يعيشون على الحوالات المالية التي تصلهم من ذويهم في الخارج، بينما يقتات النظام الذي دمر الاقتصاد، على الجباية ما أمكن من جيوب أهلنا الذين أتعبتهم سنوات الحرب، وعلى ما تمن عليه به حليفته في قتل السوريين إيران التي تسرق من قوت شعبها الفقير لتغذي مشروعها العدواني في المنطقة لقاء خدمات النظام في إفساح الطريق لمشروعها.

وسورية التي كانت تنزف خيرة كفاءاتها والأيدي الماهرة فيها وخبراتها قبل الثورة على مرِّ حكم الأسد الأب ثم الأبن، غادرها أبناؤها بالملايين بعد بدء حرب الإبادة والتدمير التي شنها النظام، لكن سورية هذه قبل كل شيء هي شعبها الخلّاق صاحب ذلك الإرث من القدرة على التجدد، و الذي أصبح محط إعجاب لا بل ومدار حديث الإعلام وحتى حسد البعض أحياناً في قدرته على دخول أسواق واقتصاديات دول اللجوء والشتات، فنجح السوريون في الانخراط في دورة الحياة الاقتصادية لدول اللجوء ورأس مالهم الأول هو إتقانهم وإبداعهم وإصرارهم على الحياة، فنجحت مشاريعهم في تركيا ومصر والأردن وغيرها وتميزوا في كافة المجالات، وأبدعوا في بناء شبكات التكافل التي أجلى مظاهرها التكافل الأسري ثم توسعت حلقاته الاجتماعية والمناطقية ببعدها الإيجابي والذي تزيده جلاء في هذه الأيام قيم الشهر الفضيل وأزمة وباء كورونا، فاليوم يضع السوريون أيديهم بأيدي بعض ليعبروا هذه الظروف الصعبة كما عبروها عبر التاريخ وليلقوا هذا النظام وحقبته خلف ظهورهم في يوم سيأتي لا محالة، وهم من كان يردد (بدك تسقط وبدنا نعيش).

في عيد حقوق العمال وكرامتهم وتقدير عطائهم، تُذكر الهمم العالية والنفوس الباذلة المعطاءة والأيدي الماهرة لأبناء سورية التي ستعود يوماً قريباً إن شاء الله لتبني سورية بسواعد وعقول أبنائها، على نسغ تلك الجذور الضاربة في التاريخ، وتزيل أنقاض النظام وآثار حقبته من تخريب للإنسان وللاقتصاد وللمجتمع وتطوي صفحته للأبد ليعود لبلادنا دورها الريادي في المنطقة والعالم بهمة أبنائها ولتعود قطرات عرقهم لتصب في إعادة بناء ما هدمه النظام، كما تطّهر دماؤهم اليوم أرض الوطن من دنسه، لتصطبغ وتكتمل حياكة الثورة العظيمة بالأرجوان وتقدمها للتاريخ كنهاية حقبة الاستبداد، ليس في سورية وحدها بل في العالم كله.

اقرأ المزيد
٣٠ أبريل ٢٠٢٠
"هيئة تحرير وفتح الشام" أسماء فضفاضة استخدمها "الجولاني" لتمكين مشروعه على حساب "ثورة الياسمين"

"هيئة تحرير وفتح الشام" أسماء فضفاضة استخدمها "الجولاني" لتمكين مشروعه على حساب "ثورة الياسمين"منذ بدء تحولها وامتطائها الحراك الثوري السوري، عملت "جبهة النصرة" التي يقودها "أبو محمد الجولاني" مجهول النسب، على تغليب مصلحتها على حساب مصلحة الثورة السورية، مستغلة الشعارات الدينية التي جذبت الشباب ورائها وغامرت بسمعة الصادقين بتصرفاتها وسياستها المستمرة.

لـ "هيئة تحرير الشام" آخر الأسماء التي يخفي الجولاني خلفها مشاريعه، أو لنقل للصادقين في صفوف الهيئة، مشاركة فاعلة لا يمكن نكرانها في عمليات التحرير وقضى جلهم شهداء هم أولاً وأخراً من أبناء الشعب السوري والغيورين على ثورة السوريين، ولكن هناك من شوه صورة جهادهم بتغليبه مصالحه وبسياسته الأمنية التي لم تختلف عن سياسة النظام بشيئ.

رفعت "جبهة النصرة" منذ تأسيسها في في 24 كانون الثاني من عام 2012، شعار "النصرة لأهل الشام"، كذلك رفعت شعارات دينية مع تحولها لـ "فتح وتحرير الشام"، فكان اسم الشام وتحريريها سمة قائمة وكذلك الأقصى ولربما روما في شعاراتها التي رفعتها لتمكين ديمومتها واستمرارها وشد الشباب الثائر لصفوفها.

طيلة السنوات الماضية، أثبتت جبهة "الجولاني" أن المصلحة والمنفعة الخاصة للمشروع هو هدفها وديدنها، ولم تغلب مرة مصلحة الثورة والثوار والمدنيين السوريين لمرة واحدة على مصلحتها، فتخلت عن عشرات المناطق وفاوضت النظام وعقدت الاتفاقيات المشبوهة بصفقات سرية وعلنية، وكلها لم تكن في صالح المحرر.

من صفقة الراهبات للمدن الأربعة لصفقات جند الأقصى وحراس الدين والكثير من الصفقات مع النظام وحلفائه، أبرمتها "هيئة تحرير الشام" سراً وعلانية، كذلك صفقات الصحفيين الأجانب ونقل خيرات المحرر من معامل ومصانع وسكك حديدية وأثار لخارج الحدود، وعمليات التهريب المنظم وليس بأخرها المعابر التي أنهكت المدنيين، كلها عادت بالربح لهيئة تحرير الشام.

"هيئة تحرير الشام" اسم فضفاض بعد تكشف الغطاء وانجلاء الغبار، بات واضحاً أن للهيئة أهداف اقتصادية وأمنية للهيمنة على ماتبقى من مناطق محررة بمن فيها من مدنيين، وأن أهدافها في استعادة الأراضي و "تحرير الشام" ليس إلا شعاراً ينتهي عند حد معبر مع النظام تحقق فيه ملايين الدولارات لخزينتها.

ولعل حالة التفكك التي تعانيها "هيئة تحرير الشام" خلال الفترة الأخيرة، والفصل بين الجناح الأمني والاقتصادي من جهة، والجناح العسكري الذي بات ضعيفاً من جهة أخرى، يشير بشكل واضح لأن الهيئة خانت كل شعاراتها واستخدمتها لتمكين سيطرتها على المناطق المحررة، بل وتسليم مساحات كبيرة من تلك المناطق دون قتل.

ساهم "الجولاني" خلال مسيرته التي وزعها بأسماء مختلفة من التشكيلات رفعت رايات مختلفة كلها باسم "الشام"، في إضعاف فصائل الثورة السورية، وإنهاء عشرات الفصائل من الجيش السوري الحر، بحجج ودعاوى زائفة منها العلمانية والتعامل مع الغرب والعمالة لتركيا، ورفع شعارات تحرير "روما والقدس والشام" تكشف لاحقاً زيف هذه الادعاءات وكيف استغلها لتضليل الشباب السوري الثائر.

كما حارب "الجولاني" أبناء الحراك الشعبي ونشطائه، واعتقل من نجا منهم من قبضة النظام وحلفائه، وقتل العشرات منهم ولايزال الكثير منهم في السجون، كما حارب الفعاليات المدنية والمنظمات الإنسانية، عبر تمكين سطوة ماسمي بالمؤسسات المدنية، وامعانها في التضييق على عملها لتحقيق المكسب المالي من لقمة عيش المدنيين.


ويواصل الجولاني عبر "هيئة تحرير الشام" التحكم في الشمال السوري المحرر، آخر رقعة باقية للمدنيين لم يتم تسليمها بعد، محتفظاً بتاريخ حافل من عمليات البغي والصفقات المشبوهة، في وقت بات واضحاً تململ الحاضنة الشعبية ورفضها لتصرفاته، إلا أن استخدام القبضة الأمنية ضدهم وتسليطها بعمليات الترهيب والاعتقال تحول دون حراكهم.

اقرأ المزيد
٣٠ أبريل ٢٠٢٠
"هيئة تحرير وفتح الشام" أسماء فضفاضة استخدمها "الجولاني" لتمكين مشروعه على حساب "ثورة الياسمين"

"هيئة تحرير وفتح الشام" أسماء فضفاضة استخدمها "الجولاني" لتمكين مشروعه على حساب "ثورة الياسمين"منذ بدء تحولها وامتطائها الحراك الثوري السوري، عملت "جبهة النصرة" التي يقودها "أبو محمد الجولاني" مجهول النسب، على تغليب مصلحتها على حساب مصلحة الثورة السورية، مستغلة الشعارات الدينية التي جذبت الشباب ورائها وغامرت بسمعة الصادقين بتصرفاتها وسياستها المستمرة.

لـ "هيئة تحرير الشام" آخر الأسماء التي يخفي الجولاني خلفها مشاريعه، أو لنقل للصادقين في صفوف الهيئة، مشاركة فاعلة لا يمكن نكرانها في عمليات التحرير وقضى جلهم شهداء هم أولاً وأخراً من أبناء الشعب السوري والغيورين على ثورة السوريين، ولكن هناك من شوه صورة جهادهم بتغليبه مصالحه وبسياسته الأمنية التي لم تختلف عن سياسة النظام بشيئ.

رفعت "جبهة النصرة" منذ تأسيسها في في 24 كانون الثاني من عام 2012، شعار "النصرة لأهل الشام"، كذلك رفعت شعارات دينية مع تحولها لـ "فتح وتحرير الشام"، فكان اسم الشام وتحريريها سمة قائمة وكذلك الأقصى ولربما روما في شعاراتها التي رفعتها لتمكين ديمومتها واستمرارها وشد الشباب الثائر لصفوفها.

طيلة السنوات الماضية، أثبتت جبهة "الجولاني" أن المصلحة والمنفعة الخاصة للمشروع هو هدفها وديدنها، ولم تغلب مرة مصلحة الثورة والثوار والمدنيين السوريين لمرة واحدة على مصلحتها، فتخلت عن عشرات المناطق وفاوضت النظام وعقدت الاتفاقيات المشبوهة بصفقات سرية وعلنية، وكلها لم تكن في صالح المحرر.

من صفقة الراهبات للمدن الأربعة لصفقات جند الأقصى وحراس الدين والكثير من الصفقات مع النظام وحلفائه، أبرمتها "هيئة تحرير الشام" سراً وعلانية، كذلك صفقات الصحفيين الأجانب ونقل خيرات المحرر من معامل ومصانع وسكك حديدية وأثار لخارج الحدود، وعمليات التهريب المنظم وليس بأخرها المعابر التي أنهكت المدنيين، كلها عادت بالربح لهيئة تحرير الشام.

"هيئة تحرير الشام" اسم فضفاض بعد تكشف الغطاء وانجلاء الغبار، بات واضحاً أن للهيئة أهداف اقتصادية وأمنية للهيمنة على ماتبقى من مناطق محررة بمن فيها من مدنيين، وأن أهدافها في استعادة الأراضي و "تحرير الشام" ليس إلا شعاراً ينتهي عند حد معبر مع النظام تحقق فيه ملايين الدولارات لخزينتها.

ولعل حالة التفكك التي تعانيها "هيئة تحرير الشام" خلال الفترة الأخيرة، والفصل بين الجناح الأمني والاقتصادي من جهة، والجناح العسكري الذي بات ضعيفاً من جهة أخرى، يشير بشكل واضح لأن الهيئة خانت كل شعاراتها واستخدمتها لتمكين سيطرتها على المناطق المحررة، بل وتسليم مساحات كبيرة من تلك المناطق دون قتل.

ساهم "الجولاني" خلال مسيرته التي وزعها بأسماء مختلفة من التشكيلات رفعت رايات مختلفة كلها باسم "الشام"، في إضعاف فصائل الثورة السورية، وإنهاء عشرات الفصائل من الجيش السوري الحر، بحجج ودعاوى زائفة منها العلمانية والتعامل مع الغرب والعمالة لتركيا، ورفع شعارات تحرير "روما والقدس والشام" تكشف لاحقاً زيف هذه الادعاءات وكيف استغلها لتضليل الشباب السوري الثائر.

كما حارب "الجولاني" أبناء الحراك الشعبي ونشطائه، واعتقل من نجا منهم من قبضة النظام وحلفائه، وقتل العشرات منهم ولايزال الكثير منهم في السجون، كما حارب الفعاليات المدنية والمنظمات الإنسانية، عبر تمكين سطوة ماسمي بالمؤسسات المدنية، وامعانها في التضييق على عملها لتحقيق المكسب المالي من لقمة عيش المدنيين.


ويواصل الجولاني عبر "هيئة تحرير الشام" التحكم في الشمال السوري المحرر، آخر رقعة باقية للمدنيين لم يتم تسليمها بعد، محتفظاً بتاريخ حافل من عمليات البغي والصفقات المشبوهة، في وقت بات واضحاً تململ الحاضنة الشعبية ورفضها لتصرفاته، إلا أن استخدام القبضة الأمنية ضدهم وتسليطها بعمليات الترهيب والاعتقال تحول دون حراكهم.

اقرأ المزيد
٢٨ أبريل ٢٠٢٠
نرفض معابر الموت ... "مضايا وذكريات الموت جوعاً"

تعود الذاكرة لسنوات قليلة إبان حصار النظام السوري وإيران وروسيا لمضايا والزبداني، وكيف استخدم التجويع سلاحاً لتركيع الثوار وكسر إرادة المدنيين الثائرين، ومع ذلك صمدوا وصابروا لأشهر طويلة تحملوا فيها كل الموت اليومي والبؤس وندرة الغذاء وانعدام الدواء ولم يركعوا أو يهادنوا حتى وقعت الفصائل الاتفاق المشؤوم لتهجيرهم وكانت شريكة في إخراجهم من أرضهم.

علما أن الفصائل كان بإمكانها الضغط بالأوراق التي كانت تملكها حينها لفك الحصار عنهم وإرغام النظام على إدخال الطعام والغذاء لهم إلا أن تلك الأوراق وهي "حصار كفريا والفوعة" كانت عكسية للأسف حيث لعبت الفصائل دون استثناء على تمكين التهريب عبر الأنفاق وفي الطرقات الفرعية يومياً للميليشيات مقابل الكسب المالي دون أن تراعي معاناة أهالي مضايا لأجل المال والمنفعة ...... وهذا ليس بحثنا

اليوم إدلب وبكل مافيها من خيرات قادمة عبر الحدود سواء كان من المنظمات الدولية أو المعابر الواصلة مع الدولة الجارة تركيا، تملك مقومات الصمود لسنوات طويلة دون الحاجة للنظام ودون أن تشعر بالجوع أو تحتاج للنظام، وبالتالي الإفادة من المعابر التي تنوي "تحرير الشام" افتتاحها تصب في صالح النظام واقتصاده المنهار، ودعم عملته، مقابل المنفعة الاقتصادية للهيئة فقط دون سواها بجناحها الأمني والاقتصادي فقط

أي معبر مع النظام أياً كان في مناطق إدلب ومناطق شمال وشرق حلب هي خيانة لدماء وتضحيات وعذابات الشعب السوري الذي تحمل الجوع والضيم لسنوات من الحصار في الزبداني ومضايا والغوطة لأجل أن يحيا بكرامة لا لأجل أن يفتح تجار الحروب والأزمات المعابر ويبادلون النظام تجارياً ويدعمونه اقتصادياً، وهو تطبيع رسمي مع النظام مثله مثل أي تطبيع من أي دولة تقبل التعامل معه ....

اقرأ المزيد
٢٨ أبريل ٢٠٢٠
أرض "ميزناز" التي احتضنت جثامين الشهداء الأحرار تُدنسها معابر "تحرير الشام"

أثار إعلان "هيئة تحرير الشام" نيتها افتتاح معبر تجاري مع النظام في منطقة "ميزناز" بريف حلب الغربي، القريبة من بلدة معارة النعسان، حفيظة نشطاء وأبناء الحراك الثوري السوري، لما لهذه البقعة من الأرض من ذكريات مؤلمة، خلال المعارك الأخيرة مع النظام.

ووفق نشطاء، فإن منطقة "ميزناز" شهدت خلال الحملة العسكرية الأخيرة قبل أشهر، معارك عنيفة وصفت بكسر العظم، قد خلالها أبناء الثورة السورية من الثوار المقاتلين الشرفاء، من مختلف المكونات، ضروباً في التضيحة لمنع تمدد النظام في المنطقة، وارتوت ترابها بدمائهم الغالية، وفق تعبيرهم.

وأوضح النشطاء أن عشرات الشهداء من فصائل الثوار، بقيت على أرض ميزناز وجبهاتها، لم تستطع الفصائل سحبها حتى اليوم، حيث دخلت قوات النظام لتلك المناطق، وصورت عشرات الجثث للشهداء التي يجهل مصيرها حتى اليوم.

وفي عدم احترام لتضحيات الشهداء - وفق النشطاء - تبادر هيئة تحرير الشام وقبل التئام الجرح، لافتتاح معبر تجاري مع النظام للتبادل التجاري وتحقيق الربح المادي على حساب عذابات المدنيين وآلام ذوي الشهداء، لتقدم الدعم الاقتصادي للنظام.

وعبر نشطاء وفعاليات ثورية عبر مواقع التواصل وفي بيانات عدة، عن رفضهم لافتتاح أي معبر تجاري في المنطقة المذكورة أو غيرها، مطالبين قيادة الهيئة باحترام دماء الشهداء التي رويت على جبهات القتال لتبقى الأرض محررة، لا أن تدنسها تلك المعابر والتعاون مع النظام.


وكان تجمع العشرات من المحتجين على الطريق العام الواصل بين بلدة معارة النعسان بريف إدلب، ومناطق سيطرة النظام، لقطع الطريق الذي تنوي هيئة تحرير الشام فتح معبر تجاري هناك، وسط رفض شعبي كبير لهذا الإجراء.

وقالت مصادر "شام" إن توتراً أمنياً كبيراً تشهده المنطقة بين القوات التركية التي أغلقت الطريق أمس ليلاً بسواتر ترابية عالية، وبين قوى أمنية تابعة لهيئة تحرير الشام، تحاول إعادة فتح الطريق لفتح معبر تجاري مع النظام.

وفي السياق، تجمهر العشرات من المدنيين في المنطقة، وقاموا بإشعال الإطارات على الطريق تعبيراً عن رفضهم لفتح أي معبر تجاري مع النظام، معبرين أن ذلك خيانة لدماء الشهداء ودعم واضح للنظام اقتصادياً على حساب المدنيين.

اقرأ المزيد
٢٦ أبريل ٢٠٢٠
في اعتصام النيرب وعنتريات الصبية ودوريات الروس

مقال: أحمد نور

مما لا شك فيه أن أي قطرة دم تسيل على الأرض في كامل التراب السوري هي موضع إدانة وشجب وغير مقبولة مهما كان السبب والمسبب ولايختلف على هذا الكلام شخصان .. وماجرى اليوم فيما يسمى "اعتصام الكرامة" من صدام بين القوات التركية والمعتصمين على الطريق الدولي وسقوط جرحى من الطرفين وقتيلين من المعتصمين ليس في صالح الطرفين كوننا نلتقي مع الأتراك في مصلحة مشتركة لحماية أهلنا المدنيين ضد الروس والإيرانيين.

قتيلان سقطا اليوم، مدنيان كانا أو من أي طرف كان، هما من أبناء الشعب السوري، سقطا برصاص القوات التركية التي دخلت لتدافع عن هذا الشعب بكل أطيافه وأقطابه، وحياة هؤلاء يجب أن تكون أولوية للقوات التركية، كما أنه في المقابل حياة الجنود الأتراك أمانة يتوجب علينا أن نصونها، وأن تكون بندقيتنا بجانب بندقيتهم لا موجهة لصدورهم لنصل لمرحلة الصدام.

وفي ظل الظروف العصيبة التي نعيشها اليوم في الشمال السوري مع تخلي كل دول العالم عنا، ودخول حليف تتقاطع المصالح بيننا على أقل تقدير، يتوجب أن يكون هناك وعي لدى الجميع لاستثمار هذا الموقف التركي الدعم بما يخدم ثورتنا وقضيتنا، دون أن نترك أي ثغرة تخدم روسيا وحلفائها، وتزيد الشقاق بيننا وبين الأتراك الذين امتزجت دمائهم ودمائنا على أرض واحدة.

المشكلة اليوم ليست في هدف الاعتصام العلني في منع الدوريات الروسية، فهذا مطلب حق، ولكن في ماهية الاعتصام وهدفه والجهات التي تديره، والأهداف التي تسعى لتحقيقها "الهيئة" باسم الاعتصام على أنه مدني، ولماذا يُجبر موظفي الإنقاذ على الحضور للمكان والمناوبة وفق نوبات محددة تحت التهديد بخصم الراتب أو الفصل .... كذلك أمنيي الهيئة وعناصرها بلباس مدني.

ثم إن تسخيف مطالب المدنيين في عموم الشمال المحرر بأنها فقط رفض الدوريات الروسية على الطريق "أم 4" علما أن هدف الاعتصام الحقيقي هو الضغط على الطرف التركي والروسي لقبول فتح معبر تجاري مع النظام بسراقب يديره طرف عسكري معروف وأقر بذلك وفشل في فتحه بسبب الرفض الشعبي له والضغط الإعلامي.

مطالب المدنيين من خلال الاعتصام حُصرت في رفض مرور دورية، وبتنا نرى العنتريات والتفاعل الكبير لعناصر وقيادات الهيئة ومطبليهم، في وقت نسي الكثير منهم القضية الأبرز وهي استعادة الأراضي المغتصبة من قبل روسيا والنظام وعودة المدنيين إليها والتي تم نسيانها وبات الالتفاف والأولوية لفتح المعابر وترسيم الحدود وقبول الوضع على حاله لقاء الكسب المالي ولو على حساب الجميع.

أين كانت تلك العنتريات والحمية والغيرة ورفض تدنيس الروس للشمال السوري المحرر عندما كانت تسقط المدن تباعاً دون أي طلقة .. وعندما سحب السلاح الثقيل من الجبهات وترك بعض مجموعات من الصادقين من مختلف الفصائل وحدهم يقاتلون بما تيسر لهم من إمكانيات في وقت رفضت قيادات الفصائل لاسيما الهيئة دعمهم ولولا دخول القوات التركية لما كان بقي لدينا محرر اليوم نعيش فيه وكانت دنست روسيا والنظام كل المنطقة.

اتفاق إدلب الأخير بين روسيا وتركيا بالتأكيد ليس مطلباً بقدر ماهو مصلحة فرضته عليها الظروف العسكرية الأخيرة والتراجع الكبير على الأرض، ولم يكن هناك بدائل لوقف المذبحة والتقدم للنظام، وإلا من يقول غير هذا الكلام ويرفض الاتفاق كان عليه وقف تمدد الروس واستعادة ماتقدم إليه دون الحاجة لتدخل الأتراك، وليتولى الأتراك حماية نقاطهم فقط.

وباعتقادي اليوم، أن من يعرقل اتفاق إدلب يغامر بحياة 4 مليون إنسان في الشمال السوري المحرر قولاً واحداً، ولنا تجربة كبيرة في رفض تنفيذ اتفاق سوتشي الذي فرض علينا أيضاَ وماخلفه هذا الرفض من تقدم النظام وسيطرته على ريف حماة وإدلب وحلب وفشل الفصائل في الدفاع عن تلك المناطق التي سقط غالبها دون قتال، وبالتالي علينا الاستفادة من التجارب الماضية على أقل تقدير، وعدم الوقوع لمرة جديدة ضحية البازارات الدولية التي تراعي مصالحها أولاً ولو على حساب الشعوب.

النظام وروسيا لايمكن الوثوق بهم، وهم استغلوا كل الاتفاقيات السابقة لتعزيز صفوفهم والتحضير للمعركة التي تليها ولم يستطع الأتراك ردعهم في البداية، في وقت لم نر هذا التوجه من قبل الفصائل والتي وقعت في ذات الفخ في كل مرة، ولم تستطع الدفاع عن المنطقة، حتى دخول القوات التركية بقوة لاحقاً، ووقف التمدد الأخير وبالتالي من لايستطيع الدفاع على المحرر عليه أن يترك عنترياته جانياً ويكفي مغامرة بحياة الملايين.

دخول روسيا لأرضنا بدورية أو بغيرها مرفوضة ولكن علينا تغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، ومن لايرد تسيير الروس للدوريات اليوم، ويرفض الخطوات التركية الساعية للتهدئة، عليه أن يجد لنا الحل البديل بما يضمن أمن المحرر المتبقي لنا أولاً ويعيد لنا ما سلب منا مؤخراً على أقل تقدير ونحن معه ونسانده، أما عنتريات الصبيان هذه فلن تجلب لنا إلا الخراب والقتل وسيغيب هؤلاء الصبية عن المشهد عندما تشعل نار الحرب.

اقرأ المزيد
١٥ أبريل ٢٠٢٠
بـ "عنتريات الصبية" تحرير الشام تقود المحرر للهلاك وتُغلب مصالحها على حياة ملايين المدنيين

تداولت حسابات مناصرة لهيئة تحرير الشام وحسابات لنشطاء من إدلب، مقطع فيديو لأحد عناصر هيئة تحرير الشام، يتوعد فيها عناصر من القوات التركية بالذبح، في مشهد أثار ردود فعل كبيرة في الأوساط الإعلامية والثورة، عن سبب تكرار مثل هذه "العنتريات" في وقت تعيش المنطقة أصعب مراحلها منذ سنوات.

المشهد اليوم، ليس فردياً ولا حادثة عارضة، بل هي سياسة ممنهجة تقوم هيئة تحرير الشام على تدريسها في معاهدها الشرعية، ولطالما شنت حملات البغي ضد فصائل الثورة من الجيش السوري الحر بحجج التعامل مع الغرب وتركيا تحديداً.

ورغم فشلها كفصيل أكبر هيمن على المناطق المحررة، في الدفاع عن تلك المناطق التي قاتلت فصائلها وهجرتها وشتتتها، أمام تقدم النظام وروسيا، وخسارة الهيئة مساحات واسعة من السيطرة على ريف إدلب وحماة وحلب، إلا أنها تواصل عبر "عنتريات الصبيان" اللعب بدماء ملايين المدنيين في المحرر.

خسرت هيئة تحرير الشام خلال السنوات الماضية الكثير من شعبيتها في المناطق المحررة، وخذلت المدنيين الذين ظنوا فيها خيراً وسنداً ومدافعاً عن المحرر، بعد أن زجت شبابهم في حروب داخلية وحملات بغي متلاحقة، وقنعتهم أن هذا في صالح المحرر الذي سرعان ما تخلت عنه وعن مدنييه وتركتهم لمصيرهم من القتل والتشريد.

كما خسرت هيئة تحرير الشام الكثير من كوادرها من المقاتلين، ممن فضلوا الدفاع عن المحرر، وعدم الانصات لقادتهم التي خذلتهم وتركتهم على الجبهات دون دعم بالأسلحة الثقيلة والمعدات، ارتقى منهم المئات شهداء بينهم قادة معروفين، رفضوا الاستسلام والتسليم والانسحاب وقاتلوا حتى الرمق الأخير.

وخلال سنوات عدة، انقلبت هيئة تحرير الشام على جل شعاراتها التي رفعتها، ومواقفها التي اتخذتها، وتوضح جلياً أنها أول الموافقين على اتفاقيات الشمال السوري، وكانت أول الملتزمين بها، إلا أنها تقوم بين الحين والآخر بعمليات استفزازية صبيانية، دون أي حسابات لنتائجها، لا سميا في المرحلة الأخيرة ومايتعلق باتفاقيات الشمال المحرر.

هذه التصرفات التي تواصل الهيئة بين الحين والآخر ممارستها، تقوم بها مجموعات وتيارات ضمن الهيئة، لاسيما في الاعتصام الذي تنظمه على الطريق "أم 4" تقود مناطق الشمال السوري مجدداً للتصعيد، وتعطي العدو الروسي حجة لاستئناف القصف، وتستفز الطرف التركي الساعي للتهدئة ووقف شلال الدم.

ولكن السؤال اليوم الذي يراود كل من في المحرر، أنه في حال نجاح الهيئة في ضرب وقف إطلاق النار، لحسابات شخصية ومصالح خاصة على حساب عذابات المدنيين، وفي حال عودة التصعيد والمعارك، مامدى جدية قيادتها في الدفاع عما تبقى من محرر، بعد أن ضحت بمناطق واسعة ومدن استراتيجية.

عذابات المدنيين في الشمال المحرر اليوم، تتطلب من قيادة هيئة تحرير الشام مراجعة حقيقية، وإدراك لمخاطر الطريق والسياسة التي اتبعتها منذ سنوات، والتي أدت لنتائج عسكرية وخسارة الثورة لمساحات كبيرة من أراضيها، وزيادة في عذابات المدنيين ومعاناتهم، لم تقف عند هذا الحد، بل تعداها للتضييق عليهم في مناطق نزوحها عبر مؤسساتها الأخرى، علاوة عن أخطائها التي أقرت بها ضمنياً منها حرب الفصائل وإنهاك المحرر ومحاربة أبناء الثورة، دون أن تتخذ أي خطوات لإصلاح مامضى.

اقرأ المزيد
١٣ أبريل ٢٠٢٠
"تحرير الشام" تقمع المتظاهرين في باب الهوى وتدافع عنهم في النيرب ... ازدواجية أم مصالح !!؟

مقال: يتابع المتتبع لتصرفات الجناح الأمني في "هيئة تحرير الشام"، مع الحراك الشعبي السوري في الشمال السوري المحرر، بحالة من الذهول، لازدواجية المعايير والتصرفات وفق المصالح للتنظيم وماتقتضيه المرحلة من انقلاب على الذات والشعارات والأفكار.

بالأمس في كانون الأول، كانت أمنية هيئة تحرير الشام تقمع المتظاهرين الذين حاولوا الوصول لمعبر باب الهوى لتوجيه رسالتهم للعالم بأن الأرض ضاقت بهم ويتوجب وقف قصف النظام وروسيا، واليوم تقف في صف من تقول أنهم معتصمون سلميون في النيرب بوجه الدرك التركي.

مشهد متناقض، فذات السلاح وجه لصدور المدنيين وراية الثورة السورية في باب الهوى ومدينة إدلب ومواقع عدة، ومنعت التظاهرات الشعبية ورفع أعلام الثورة، وحاربت النشطاء واعتقلتهم وكسرت معداتهم ومزقت أعلام الثورة، واليوم تقوم هي وعبر عناصرها ومناصريها برفع أعلام الثورة وتنظيم اعتصاماً في النيرب وتنبري للدفاع عنه في وجه القوات التركية.

أبواق الهيئة ذاتهم الذين حاربوا الحراك الثوري وعلم الثورة وشجعوا على ملاحقة زملائهم من النشطاء، اليوم يهللون للهيئة على اعتبار أنها دافعت عن المعتصمين، في وجه من.. في وجه القوات التركية التي أرادت إبعاد نقطة الاعتصام التي أحدثتها الهيئة بمقربة من نقاط التماس مع النظام.

المشهد يتكرر ولكن بازدواجية تناقض واضح من قبل قيادة الهيئة وأمنييها ومرقعيها من المحسوبين عليها من نشطاء ومن يسمون فعاليات مدنية، فماذا تغير بين الأمس واليوم، فالحراك الشعبي الثوري وعلم الثورة هو ذاته ومطالب الجماهير لم تتغير، أم أن المصالح اليوم هي من تغيرت ومصالح من ..؟ مصالح التنظيم والمنهج على حساب الثورة ودماء السوريين.

اقرأ المزيد
٧ أبريل ٢٠٢٠
سوريا.. حرب وكالات لم تنته

تقلص عدد الجهات المتحكمة بالقضية السورية، وتلاشت معظم الخرائط المتوقعة إلا تلك التي ارتضتها بعض القوى الفاعلة، وانحصرت خيوط اللعبة بين ثلاث دول هي روسيا وأمريكا وتركيا مع اختلاف على حدود سيطرتهم وحول مناطق نفوذهم، الخلاف الذي لا يستحق الصدام فيما بينهم.

تقاسمت الدول الثلاث النفوذ في سوريا، وحيدت كل منها الجهات التي كانت تضر بمصالحها وأمنها القومي، واحتفظت كل منها بجهة رسمية تدعمها داخل الحدود السورية، وتبرر تواجدها بدواعي أمنية أو إنسانية، كما تصر على الإعلان عن دعمها العلني في المحافل الدولية والمفاوضات الجارية، مع الخلاف في كم ونوع الدعم المقدم لأطراف النزاع السوري، إلى جانب دعمهم الخفي لجهات أخرى غير قانونية داخل تلك الحدود، اقتضت المصلحة لدعمهم أو التغاضي عنهم رغم ما تسببه تلك الجهات لهم من إحراج وما ترتكبه من أخطاء.

بدأت روسيا بدعم النظام مع استخدام سلاح الجو الروسي، وتوجيه ضربات داخل الأراضي السورية بتاريخ 30 سبتمبر 2015م، بعد أن طلب بشار الأسد من موسكو دعماً عسكرياً من أجل كبح القوات المعارضة له بعد سيطرتها على مناطق واسعة، واقتربت الفصائل الثورية المسلحة من القصر الجمهوري في دمشق، ووافق مجلس الاتحاد الروسي على تفويض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستخدام القوات المسلحة الروسية خارج البلاد، وتعتبر روسيا تدخلها قانونياً إلى جانب الحكومة الرسمية وقد وضعت يدها على الثروات التي تحت سيطرته بعد انتزاعها من المعارضة، وتعتبرها تعويض عن خسائرها بعد تدخلها، كما وقعت من أجل ذلك صفقات وعقود طويلة الأمد مع رأس النظام السوري، مما يجعل تخليها عنه أمراً مستبعداً على المدى القصير حفاظاً على تلك المصالح.

أمريكا هي الأخرى دعمت الكرد، وقامت بتسليحهم في سوريا، هذا ما أعلنه ترامب صراحة تحت غطاء القضاء على الإرهاب لما له من تداعيات إقليمية ودولية، من هنا يأتي التنسيق بين الطرفين الأمريكي ووحدات حماية الشعب الكردية شمال سوريا، ووضعت الولايات المتحدة يدها على ثروات شرق الفرات واعتبرته خطاً أحمر تقطع يد من يحاول الاقتراب منه.

تركيا بدورها دعمت المعارضة الفقيرة تحت دواعي إنسانية وبحجة الأمن القومي التركي، ويقتصر انتشار قواتها على مناطق جبلية وسهلية حدودية خالية من الثروات، وقد بدأَ التدخل العسكري التركي في سوريا في 24 آب/أغسطس 2016م من خلال عملية عسكرية حملت اسم عملية درع الفرات وذلك بهدف تطهير الحدود السورية التركية من "الجماعات الإرهابية" وفي مايو/أيار 2017، أعلنت تركيا وروسيا وإيران توصلها إلى اتفاق "منطقة خفض التصعيد" بإدلب، في إطار اجتماعات أستانة المتعلقة بالشأن السوري، إلا أن محاولة النظام والمليشيات الإيرانية قضم تلك المناطق، دفع الأتراك للتدخل وإرسال تعزيزات عسكرية كبيرة، بالتزامن مع إعلان وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أن بلاده أطلقت عملية "درع الربيع" العسكرية في إدلب ضد الجيش السوري انتقاماً لخسائرها الفادحة هناك.

التدخل الرسمي لتلك القوى الثلاث عبر جيوشها النظامية لا يعني أنها لا تدعم من تحت الطاولة جهات أخرى غير قانونية، وبشكل سري على استحياء لما تلك القوى من أحلام توسعية عابرة للحدود، وتشكل تهديداً للقانون الدولي باعتبارها مصنفة في قوائم الإرهاب.

تدعم روسيا المليشيات الإيرانية والشيعية الطائفية ذات الأحلام الفارسية، بينما تدعم أمريكا حزب العمال الكردستاني والانفصاليين الكرد الحالمين بتشكيل دولة كردية، مما دفع الأتراك للتغاضي عن هيئة تحرير الشام وباقي التنظيمات الإسلامية بما تحويه من مهاجرين في مناطق سيطرة المعارضة، لما تشكله من قوة ردع ولما تملكه عناصرها من عقيدة قتالية مقابل الجهات الإيدلوجية الأخرى، وتتغاضى تركيا عن استفزاز تلك التنظيمات من أجل الحفاظ على الحاضنة الشعبية، وللحفاظ على سلامة جنودها المنتشرة في مناطق تواجدها.

رُهن الحل السياسي السوري بحل هذه الملفات هذه التنظيمات المعقدة، وتسوية أوضاع قادتها وعناصرها أو ترحيلهم أو القضاء عليهم، لذا تحاول القوى الداعمة لأطراف النزاع في سوريا دائماً توجيه أصابع الاتهام والدندنة حول تلك التنظيمات والتعريض لها في مؤتمراتهم وتصريحاتهم الصحفية، وتتهم كل منها باقي الأطراف بدعمهم وتمويلهم، وتربطهم بأي اعتداء ينالها، وتجعل منهم شماعة لتعليق أي هجوم معادي عليها مثل المسيرات والمفخخات وباقي الهجمات.

يعتبر الموقف التركي هو الأضعف بين تلك القوى، لعدة اعتبارات أبرزها الخلاف في صفوف المعارضة، والصراع الفصائلي الداخلي، وسيطرة دول عربية وأجنبية على قرارات بعض الفصائل والهيئات السياسية المعارضة، لذا جاء التدخل التركي خجولاً ومتردداً ومتأخراً عن التدخل الروسي والأمريكي، وبسبب تخلي الناتو عن دعم حليفهم التركي بالأنظمة العسكرية المتطورة، وعندما لم تجد تركيا من الأوربيين وحلف الناتو إلا الوعود الخلبية الكاذبة بدأت حشد قواتها منفردة في مواجهة قوات النظام والمليشيات الشيعية المدعوم من قبل روسيا، بعد أن تقدم الأخير وحاصر نقاط المراقبة وقضم مناطق شاسعة من منطقة خفض التصعيد، فأرسلت بتعزيزات ضخمة توزعت على خطوط التماس مع النظام، وأوقفت زحفه باتجاه الغرب بعد أن عجز شرقاً عن التقدم لما توجهه أمريكا من ضربات موجعة لكل من يحاول الاقتراب إلى مناطق نفوذها.

تستمر الأرتال بالدخول عبر الحدود السورية التركية وتتوزع حول طريق M4 بالإضافة إلى شرق إدلب وأرياف جسر الشغور وجبل الزاوية، حيث تتخذ من التلال الاستراتيجية والجبال العالية مقرات لها مثل "شنان وترعان وإحسم وأطراف البارة ومنطقة الرادار في جبل الزاوية" كما تموضعت في " تل خطاب والمشيرفة ومدرسة السواقة” و”بداما” و”الزعينية” و”الناجية وبفطامون والزيارة وفريكة ” في ريف جسر الشغور والمحاذية لطريق حلب اللاذقية، كذلك اتخذت مقرات لها في "نحليا ومعترم وحرش بسنقول" بالقرب من أريحا، بالإضافة إلى "سرمين والمسطومة وبنش ومطار تفتناز وامتدت القوات التركية حتى ريف إدلب الشرقي والشمالي.

يبدو أن تركيا عازمة على إرجاع النظام لحدود سوتشي كما هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أكثر من مرة، وتأتي التعزيزات التركية في هذا السياق، مع ورود أنباء عن حشود مليشيات إيرانية وبعض قوات النظام في أرياف كل من حلب وكفرنبل وريف إدلب الجنوبي، إلا أني أرى أنه من المستبعد تقدم النظام لقضم منطقة جديدة، بعد أن حشدت تركيا بجيشها الأول والثاني، وأرى أن حشوده هي ردة فعل للتعزيزات التركية، التي تدفع إلى مناطق انتشارها شتى أنواع الأسلحة الاستراتيجية لتعويض الغطاء الجوي، بعد أن رفضت روسيا استخدام تركيا المجال الجوي السوري لتأمين حماية جنودها وقواتها الخاصة من هجمات انتقامية متوقعة، فتجنب الأتراك الصدام مع الروس بدفعهم تعزيزات ضخمة.

تشكل القوة العسكرية التركية حزاماً آمناً حول إدلب تشكر عليه، بعد أن أوقف زحف المليشيات الشيعية المهاجمة، ومن المتوقع إن تساهم في إجبار النظام على العودة إلى حدود سوتشي كما هو متفق عليه في أستانة، وحينها يمكن عودة المهجرين الآمنة إلى بيوتهم، فإن فعلت تركيا هذا فقد كسبت ثقة أهالي تلك المناطق المهجرة، وهدأت نفوسهم الغاضبة والمأزومة جراء الهجوم الأخير، وإن لم تفعل فإنها على أقل تقدير سوف تشكل قوة ردع تمنع النظام من المغامرة والاقتراب لقضم مناطق جديدة، إلا أن خريطة التوزع الأخيرة سوف يحرج تركيا أمام الحاضنة الشعبية، وستواجه أزمة ثقة مع الأهالي الذين بنوا أحلام عودتهم إلى بلداتهم وقراهم على الوعود التركية، بعد أن فقدوا الثقة بقدرة الفصائل منفردة على مواجهة القوات والمليشيات المدعومة من روسيا.

اقرأ المزيد
4 5 6 7 8

مقالات

عرض المزيد >
● مقالات رأي
٨ ديسمبر ٢٠٢٤
لم يكن حلماً بل هدفاً راسخاً .. ثورتنا مستمرة لصون مكتسباتها وبناء سوريا الحرة
Ahmed Elreslan  (أحمد نور)
● مقالات رأي
٦ ديسمبر ٢٠٢٤
حتى لاتضيع مكاسب ثورتنا ... رسالتي إلى أحرار سوريا عامة 
Ahmed Elreslan  (أحمد نور)
● مقالات رأي
١٣ سبتمبر ٢٠٢٤
"إدلب الخضراء"... "ثورة لكل السوريين" بكل أطيافهم لا مشاريع "أحمد زيدان" الإقصائية
ولاء زيدان
● مقالات رأي
٣٠ يوليو ٢٠٢٤
التطبيع التركي مع نظام الأسد وتداعياته على الثورة والشعب السوري 
المحامي عبد الناصر حوشان
● مقالات رأي
١٩ يونيو ٢٠٢٤
دور تمكين المرأة في مواجهة العنف الجنسي في مناطق النزاع: تحديات وحلول
أ. عبد الله العلو 
● مقالات رأي
١٩ يونيو ٢٠٢٤
صمود المرأة ودورها القيادي في مواجهة التحديات
فرح الابراهيم
● مقالات رأي
١٩ يونيو ٢٠٢٤
العنف الجنسي في حالات النزاع: تحديات وآثار وحلول ودور المرأة في هذه الظروف
أحمد غزال