•أشارت صحيفة واشنطن تايمز الأميركية إلى الانسحاب الروسي من سوريا، وقالت إن روسيا أطاحت بالنفوذ الأميركي في الشرق الأوسط، وإنها تمكنت بالحيلة من إيجاد موطئ قدم لها في المنطقة،فقد نشرت الصحيفة مقالا تحليليا للكاتب تود وود وصف فيه الخطوة الروسية بأنها الحيلة الماهرة التي اتبعها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوريا في إطار سعيه لإعادة بلاده إلى المسرح العالمي،وأضاف الكاتب أن فكرة الانسحاب تتماشى مع هدف موسكو لاسترداد نفوذها الدولي، وأن محور روسيا وإيران وسوريا صار هو المهيمن في الشرق الأوسط،وأشار إلى أن روسيا تمكنت في خمسة أشهر من إقصاء الهيمنة الأميركية في المنطقة على الرغم من الخسائر المالية والبشرية الباهظة التي تكبدتها الولايات المتحدة فيها،وأضاف وود أن الهدف الرئيسي من تدخل روسيا في سوريا كان لتقديم الدعم لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، والحفاظ على الخيارات التي تمكن موسكو من البقاء في الشرق الأوسط من خلال استعادة مكانتها كقوة عسكرية عظمى وحفاظها على المصالح الوطنية الروسية،وقال إن روسيا أثبتت قدرتها على نشر قوات كبيرة قادرة على العمل بشكل فعال خارج حدودها، وإنها تمكنت من اختبار أنظمتها الجوية والعسكرية وتجريب تكتيكات جديدة لها في المنطقة،وأشار الكاتب إلى أن بوتين أراد من خلال الانسحاب عدم توريط بلاده في حروب خارجية، وبالتالي الحفاظ على شعبيته بين الناخبين وتفادي أي عذر لاضطرابات داخلية،وأضاف أنه أصبح للروس الآن سبب آخر يشعرهم بالفخر ويجعلهم يدعمون زعيمهم بشكل مستمر، وأن هذا هو ما يمثل المفتاح لبقاء بوتين على الرغم من الصعوبات الاقتصادية التي يعانيها الروس العاديون.
•نشرت مجلة "ذي أتلانتك"الأمريكية مقالا للكاتب روبرت كولسون استعرض من خلاله آراء بعض الساسة والنخب الروس بشأن التدخل العسكري في سوريا، والذين تنوعت وجهات نظرهم حيال العملية الروسية برمتها،وقال الكاتب إن من الروس من رأوا أن الانسحاب جاء في توقيت كانت تخشى فيه موسكو من أن تذهب عملية التدخل العسكري برمتها سدى، خاصة في أعقاب انقطاع العلاقات مع تركيا وبعد تصريح وزير الخارجية السعودي لوسائل الإعلام الألمانية المتمثل في أن حكومته تدرس تزويد المعارضة السورية بصواريخ أرض جو،ومن الروس من وجدوا في الانسحاب أنه قرار غير متوقع حتى بالنسبة للقادة الروس أنفسهم، خاصة بعد أن عملت وسائل الإعلام الرسمية الروسية على إقناع الروس لأشهر بأن سبب التدخل في سوريا هو القضاء على "الإرهاب" ومنعه من الوصول إلى روسيا،وأضاف الكاتب أن من الروس من يرون أن الانسحاب جاء في توقيت أصبحت فيه موسكو تفكر بأن النتيجة المقبولة للوضع في سوريا هي تقسيمها شريطة احتفاظ الرئيس بشار الأسد بالمناطق الساحلية، وأنه في حال حدوث طارئ فإنه يسهل فرض السيطرة والدفاع عن تلك المناطق،وأشار إلى أن البعض يرى أن انتهاء الحملة في سوريا يمكن أن يكون جزءا من إستراتيجية روسية تتعلق بأسعار النفط، وبالتالي فإن الانسحاب قد يمهد الطريق لتقليص الدعم الروسي للأسد بهدف التمكن من إجراء محادثات مع السعودية بشأن أسعار النفط،وأضاف أن من الروس من ينظرون للعملية برمتها على أنها عبثية وأنها تمثل نزوة جيوسياسية لا تخضع لأي منطق، فلا أحد يعلم ما الذي كانت تبحث عنه روسيا في سوريا، وأنه يصعب معرفة ما إذا كانت موسكو قد عززت نفوذها الدولي، ولكن تبين للعالم أنها لاعب يصعب التكهن بتحركاته،ويستدرك الكاتب أن من الروس من يرون أن الانسحاب كشف عن قدرة موسكو على العمل من الناحية الجيوسياسية دون الاستشارة أو الاتفاق مع آخرين، وهو ما قد لا تستطيع دول أخرى القيام به، لأن مثل هذه العمليات تتطلب وقتا طويلا للوصول إلى إجماع داخل أروقة الأمم المتحدة أو غيرها من المنظمات الدولية.
•قال المحلل العسكري الإسرائيلي في صحيفة "معاريف"، ألون بن دافيد، في مقال له الجمعة، إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، دفع ثمن تدخله في سوريا بالدماء والأموال، ولكنه حقق هدفه، "وهو القدرة على تحديد مصير سوريا"،وقال إن بوتين "دخل إلى سوريا دون أن يتوقع أحد ذلك. فقد أوقف عملية انهيار نظام بشار الأسد، وفاجأ من جديد هذا الأسبوع عندما أعلن أن المهمة قد تحققت، وأنه بدأ بسحب قواته، موشحا أن بوتين "فهم الأمر"، وهو "أن استمرار وجوده في المنطقة سيغرق جيشه في حرب استنزاف لن يستطيع الخروج منها منتصرا"،ولفت إلى أن الآلاف من الضربات الروسية على مدى خمسة أشهر ساعدت الأسد في ثلاث قضايا أساسية، هي: "الذهاب شمالا باتجاه حلب التي فرغت تقريبا من سكانها بسبب القصف الكثيف، والتوجه شرقا نحو تدمر التي يسيطر عليها داعش، وأخيرا النزول جنوبا إلى حوران، حتى يتم احتلال أجزاء من درعا"،ومن نتائج 22 أسبوعا من التدخل العسكري الروسي، فإن الأسد يسيطر على الخط الصاعد من درعا في الجنوب حتى دمشق، ومن دمشق حتى حلب. وقد مكّنه بوتين من تعزيز السيطرة على خُمس ما كان يسمى سوريا، لكن هذا الخُمس يشمل جميع الممتلكات المهمة للدولة: مطار دمشق وموانئ اللاذقية وطرطوس، بحسب المحلل العسكري الإسرائيلي،وقال دافيد إن التدخل الروسي "جاء منذ البداية لمنع سقوط الأسد، وكي يثبت أنه مهتم بحلفائه، لكن بوتين لا ينوي الانتحار من أجل الأسد. فلقد دفع ثمنا كبيرا بسبب الحرب في سوريا، من دماء جنوده، وتكلفة اقتصادية كبيرة، وأضر بمكانة روسيا في العالم السني"،وأضاف القول: "صحيح أن بوتين هو حليف إيران والأسد، لكنه لا ينوي قطع صلاته مع السعودية ومصر. ولم ينس هذا الأسبوع المشاركة في تعزية الأتراك بسبب العملية في أنقرة والإشارة إلى أنه على استعداد لإنهاء الصدام مع أردوغان".
وقال إن أهم ما أراد بوتين أن يحققه هو "أن يحجز مقعده في رأس الطاولة التي ستحدد مستقبل سوريا. وقد حقق ذلك. لن يكون أي حل في سوريا دون روسيا. وأكثر من ذلك: يستطيع بوتين أن يُضمن في أي حل مستقبلي في سوريا مسألة الاعتراف باحتلاله في أوكرانيا"،وقال إن بوتين سيحاول في البداية التوصل إلى اتفاق يعيد سلامة سوريا الجغرافية. وهو لا يلتزم باستمرار سيطرة نظام الأسد في سوريا. لن تكون له مشكلة في إخراج الأسد إلى المنفى واستبداله بشخصية أخرى متفق عليها من خلال اتفاق يبقي نظام البعث. ومن المشكوك فيه التوصل إلى اتفاق كهذا في هذه الأثناء،ورأى أن "من الأسهل تخيل اتفاق تكون فيه سوريا مقسمة إلى مكونات عرقية: علوية، كردية، درزية وسنية،وقال المحلل العسكري الإسرائيلي إن حقيقة ترك الطائرات الحربية الروسية المنطقة ومعها صواريخ "أس.400"، هي أنباء جيدة، بالنسبة لإسرائيل،وأضاف أن "سوريا هي ساحة الاحتكاك الأساسية في الحرب بين الشيعة والسنة. الدرس الذي تم تعلمه من سنوات الحرب الخمس، هو أنه لا يوجد أي نظام محصن في منطقتنا. كل من يؤيد في أوساطنا مقولة ما لم ينجح بالقوة، ينجح بمزيد من القوة، ثبت له أن سوريا هي البرهان، حيث إن قتل 400 ألف شخص لم يوقف شعبا قرر الثورة ضد من يسيطر عليه"
•تحت عنوان (السوريون يتمسكون بمشروعهم ضد الأسد وداعش)، كتبت صحيفة "الشرق" بدا لافتاً مع بدء سريان الهدنة في سوريا أن الثورة الشعبية ضد نظام حكم بشار الأسد لم تفقد بريقها رغم كل الجرائم التي مورست بحق جمهورها والمشاركين فيها من قتلٍ وتعذيبٍ وتجويعٍ. نزل السوريون إلى الشوارع في عددٍ من المدن والبلدات ليعيدوا الوجه الأول لثورتهم، فنظموا المسيرات ورفعوا الهتافات الشعبية والسياسية وأعادوا إلى الأذهان ما وقع قبل 5 سنوات حينما اصطفوا مدنياً ضد نظام الأسد فجُنَّ جنونه وقرر قمعهم بعنف بالغ،وعبرت: هذه المسيرات الأخيرة التي خرجت في أكثر من مدينة سورية تؤكد مُجدَّداً الطابع المدني والشعبي للانتفاضة وتُفشِل محاولات النظام الحثيثة لوسمها بالإرهاب والتطرف،وقالت: العقل الجمعي للسوريين الرافضين لهذا النظام يدرك مدى الارتباط بين الأسد والتطرف، ويراهما وجهين لعملة واحدة هما عملتا القتل والإقصاء،وختمت: لذا كانت المظاهرات الأخيرة ضد هذين الوجهين، وليس غريباً أن يتشابه رد فعل النظام ضدها مع رد فعل المجموعات المتطرفة، فكلاهما يخشيان مشروع الدولة المدنية القائمة على المؤسسات والعدالة بين الأفراد.
•رى حامد عزت في صحيفة أخبار الخليج البحرينية أن القرار الروسي بالانسحاب من سوريا "هو هزيمة ساحقة ماحقة لروسيا وإيران"،ويضيف الكاتب: "لم تكن المغامرة الروسية في سوريا خلال الـ 6 شهور الماضية نزهة أو ألعابا نارية تطلقها من بوارجها الحربية في بحر قزوين، بل كانت اقتحاما عنيدا لأخص خصوصيات العرب، وهدما تاما لـ 400 بلدة وقرية ومدينة ومجمعا سكنيا بـ 9 آلاف طلعة جوية، ساهمت في زيادة جراح السوريين، وقتلهم، وتهجيرهم، وخراب بلادهم، وتشريد أطفالهم، وضياع مستقبلهم."
•يرى حسن البراري في جريدة الشرق القطرية أن القرار الروسي يُعد "نقطة تحول كبيرة"، حيث إنه "سيدفع بشار الأسد إلى تقديم تنازلات ما كان ليفكر بها لو بقيت روسيا ملتزمة بأجندات الأسد العملياتية والعسكرية. هذا في وقت سيكون فيه القرار متنفسا للرئيس أوباما الذي يقاوم ضغوطات كبيرة للتدخل وكبح جماح الدب الروسي في سوريا".
•ترى رندة حيدر في جريدة النهار اللبنانية أن روسيا ستكون هي "الدولة العظمى الوحيدة المؤثرة في ما يجري في دول المنطقة" إلى أن تنتخب الولايات المتحدة رئيساَ جديداً لها ويبدأ عمله في البيت الأبيض، "وأكبر دليل على ذلك أن انسحابها العسكري من سوريا أحدث ضجة وتأثيراً كبيرين".
•كتب خالد عباس في جريدة عكاظ السعودية يقول: "لا يزال باب التكهنات حول الانسحاب الروسي وأسبابه مفتوحا وسرا كبيرا، فربما غادرت وهي تجر ذيل هزيمة موجعة على الصعيد الاقتصادي والسياسي وعدم تحقيق مكاسب ميدانية، وربما هربت من مستنقع لن يعالج عسكريا، الأهم في هذا كله أنها غادرت وخروجها رحمة للشعب السوري والمنطقة .. باي باي روسيا بلا رجعة."
•يقول عيسى الشعيبي في مقال تحت عنوان "شيفرة بوتين" في جريدة الغد الأردنية: "إذا كان للمرء أن يجتهد قليلاً في تفسير هذا التراجع الروسي المباغت، فيما الحرب لم تضع أوزارها بعد، فإن من المنطقي القول، إن سبباً جوهرياً غير معلوم بعد، أدى إلى اتخاذ هذا القرار غير المنطقي، وإن أمرا محرجا يصعب البوح به الآن، أخرج "أبو علي بوتين" عن طوره، كأن يكون هناك تمرد من الأسد على ولي أمره، سواء تعلق الأمر باختلاف حول التكتيكات الحربية، أو اتصل بمتطلبات العملية السياسية الجارية في جنيف."
•يقول طارق مصاورة في جريدة الرأى الاردنية إن قرار الرئيس بوتين سحب جزء كبير من قواته من سوريا يعود "للأسباب ذاتها التي منعت الرئيس أوباما من دخول حرب في سوريا طيلة خمس سنوات".
•نشرت صحيفة لوفيغارو الفرنسية تقريرين حول تداعيات القرار الذي اتخذته روسيا، والقاضي بسحب جزء من قواتها من سوريا، واعتبرت أن هذا القرار يصبّ في مصلحة إيران، ويساهم في تعزيز موقفها وضمان بقاء الأسد في السلطة،وقالت الصحيفة في هذين التقريرين مقتطفات منهما، إن التدخل العسكري لروسيا، منذ أيلول/ سبتمبر 2015، أدخل تغييرات على التوازن الاستراتيجي في سوريا، خاصة حينما تراجع الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن "معاقبة" نظام الأسد إثر استعمال هذا الأخير للأسلحة الكيماوية ضد شعبه. واليوم مثّل الانسحاب الروسي نقطة تحول في الصراع السوري، وسيخدم مصالح عديد الأطراف الأخرى، أبرزها إيران، وذكرت الصحيفة أن الكرملين حقّق الأهداف التي كان يصبو إليها منذ بداية تدخّله في المنطقة، والتي تتمثل أساسا في تصدر المشهد السياسي والعسكري في منطقة الشرق الأوسط، وتحقيق موازنة مع الولايات المتحدة. فمنذ تدخل روسيا العسكري ثم حديثها عن ضرورة التهدئة ووقف إطلاق النار، وصولا إلى الانسحاب، أثبت بوتين أنه "سيّد اللعبة" في سوريا،وأشارت الصحيفة إلى أن قرار بوتين بالانسحاب سيجنب روسيا العبء الإضافي على اقتصادها المنهك، نظرا لتكلفة الحرب الباهظة التي تخوضها في سوريا، وسيدفعها لمزيد من الضغط على نظام الأسد حتى يقوم بالتفاوض خلال محادثات جنيف، التي ستعقد خلال الفترة القادمة. كما سيكون لقرار الانسحاب انعكاس إيجابي على عديد القضايا، منها مأساة اللاجئين الفارين من القصف الروسي، بالإضافة إلى العلاقات الروسية التركية المهددة بالتصعيد،وأضافت الصحيفة نقلا عن المختص في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، إميل حكيم، أن "انسحاب روسيا سيدفع الجميع لإعادة النظر في مسؤوليّاتهم، بما في ذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، كما سيصبّ هذا الانسحاب في مصلحة إيران، وسيساهم في تعزيز موقفها في سوريا وضمان بقاء الأسد في السلطة"،وفي هذا الصدد نقلت الصحيفة موقف مسؤول إيراني، فضل عدم الكشف عن هويّته، أن "طهران ستسعى لنشر حوالي 2500 جندي من فيلق القدس في سوريا، بالإضافة إلى عدد من عناصر قوات الباسيج الذين تلقوا تدريبات خاصة في إيران، وذلك بهدف مساندة كل من الجيش السوري والمليشيات الموالية للأسد على الميدان"،وأوردت الصحيفة أن وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، رحّب بقرار انسحاب القوات الروسية؛ حيث اعتبرت إيران منذ البداية أن التدخل الروسي ساهم في تعقيد الوضع في البلاد، خاصة أن الأسد أصبح يعتمد أكثر على حليفه الروسي. وبالتالي فإن انسحاب روسيا سيفتح المجال أمام إيران حتى تستعيد مكانتها في خضم التحالف الإيراني - السوري الذي جمع بين الجانبين منذ أكثر 30 سنة،وأشارت الصحيفة إلى أن إيران تكبّدت خسائر فادحة على خلفية مشاركتها في القتال جنبا إلى جنب مع قوات النظام السوري، حيث ارتفع عدد القتلى في صفوف الإيرانيين إلى 260 قتيلا، منذ إعلان الحرس الثوري زيادة عدد مستشاريه العسكريين في سوريا، لكنّ ذلك لم يثنيها عن مواصلة دعم نظام الأسد، خاصة بعد انسحاب الجانب الروسي،وذكرت الصحيفة أن تعزيز قوة إيران وموقفها داخل الأراضي السورية، بعدما أعلن بوتين عن انسحاب قواته، سيمثّل مصدر قلق لعدد من الدول، على رأسها السعودية، التي لطالما سعت جاهدة إلى الحدّ من توسّع عدوّها الشيعي، خاصة في أعقاب التوقيع على الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة،كما اعتبرت أن انسحاب روسيا لن يؤثر على مصير تنظيم الدولة، على الأقلّ على المدى القصير؛ لأن القصف الروسي لم يستهدف منذ البداية مواقع هذا التنظيم، بل سعى فقط إلى إضعاف المعارضة السورية، وهو ما مكن تنظيم الدولة من الصمود حتّى هذه اللحظة، في ظل عدم جدية العديد من الدول في القضاء على هذا التنظيم، وعوضا عن ذلك سعت كلّ دولة إلى حماية مصالحها الفردية داخل البلاد،ورجحت الصحيفة أن انسحاب روسيا لن يهدّئ من رحى الحرب التي تدور منذ أكثر من خمس سنوات على الأراضي السورية؛ نظرا لتعدد الأطراف وتداخل المصالح فيها، إلا إذا استطاع بوتين فرض حلّ دبلوماسي من شأنه حلّ هذا الصراع،واعتبر إميل حكيم أن "الأزمة السورية ستغير المنطقة بشكل جذري، وربما كانت تداعياتها على المستوى الإقليمي من إقامة الدولة اليهودية".
•وصفت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية ما يُسمى بانتصار روسيا في سوريا بأنه فارغ لأنه لم يفعل شيئا يُذكر لوقف الحرب "الأهلية" هناك، وترك تنظيم الدولة يسيطر على مناطق واسعة من البلاد، ولم يغيّر شيئا في الانقسامات على الأرض، ولم يضمن استقرارا طويل المدى لسوريا،وأوضحت أن الرئيس الروسي اشتهر منذ فترة بخلق المفاجآت على المسرح الدولي، وأنه فعل ذلك مرة أخرى بسحب الجزء الأكبر من قواته من سوريا بعد أقل من ستة شهور من تدخلها، وترك إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما وبقية العالم في حيرة من تحركاته هذه،وأشارت الصحيفة إلى أن هناك تساؤلات حول حجم الانسحاب، خاصة وأن لروسيا قاعدة عسكرية قديمة في طرطوس السورية وأخرى جديدة بالقرب من اللاذقية ما يعطي موسكو القدرة على إعادة مقاتلاتها ومعداتها العسكرية بأي لحظة، إذا رأت أن الرئيس السوري بشار الأسد بحاجة لعودتها،وأضافت أن بوتين منع بالفعل ما يعتقد أنها آخر محاولة أميركية للإطاحة بحاكم قوي مستبد، كما أنه حافظ على نفوذ بلاده بالشرق الأوسط وعززه، وفك عزلة موسكو التي فرضها الغرب بعد غزو أوكرانيا، وأجبر واشنطن على الاعتراف بأنه جهة مهمة لتقرير مستقبل سوريا،وفي الداخل تقول فايننشال تايمز أشادت وسائل الإعلام الروسية بعودة بلادها كلاعب رئيسي بالمسرح الجيوسياسي العالمي بعد الانزواء الطويل عقب سقوط الاتحاد السوفياتي، وصوّرت حملة موسكو في سوريا بأنها انتصار عسكري مؤزر،وذكرت الصحيفة أنه وبسحب روسيا بعض معداتها العسكرية من سوريا، يمكن لموسكو أن تتفادى الغوص في وحل سوريا وتكرار ما جرى لها في أفغانستان، كما أن الكرملين سيكون في موقف جيّد لدخول الانتخابات البرلمانية بعد ستة شهور تقريبا،ورغم كل ذلك تقول الصحيفة فإن التدخل الروسي فشل في أمرين رئيسيين، أولهما ترك تنظيم الدولة يسيطر على مساحات كبيرة من سوريا، الأمر الذي يكشف نفاق بوتين بأنه تدخل لمكافحة "الإرهاب". كما أنه فشل في تغيير الانقسامات السورية على الأرض، وترك نظام الأسد أكثر قوة مقارنة بما قبل تدخله دون القضاء على المعارضة، الأمر الذي يجعل مستقبل البلاد في مهب حرب أهلية طويلة الأمد.
•فقد أشار مقال صحيفة إندبندنت إلى أن روسيا برزت من المغامرة السورية قوة محورية في الشرق الأوسط، ووضعت حدا لفكرة إمكان عزلها دبلوماسيا. ويرى الكاتب ألكسندر تيتوف أن هناك أربعة أسباب وراء انسحاب روسيا من سوريا،أولها: التطلع لأعلى، بمعنى أن الكرملين منذ البداية كان لديه مجموعة أصغر من الأهداف وهدف أكبر. وكانت الأهداف الصغرى هي تحقيق الاستقرار لنظام الأسد الذي كان يفتقده بشدة في ذاك الوقت، كما أن الكرملين كان يرمي للاعتراف به لاعبا محوريا في الشرق الأوسط وقوة عالمية على قدم المساواة مع الولايات المتحدة.
وكان الهدف الأكبر هو تحويل تيار العلاقات الروسية مع الغرب بعد تدميرها بسبب الأزمة الأوكرانية، على أمل أن الخطر المشترك من تنظيم الدولة سيدفع الغرب للتغلب على وساوسه في التعامل مع منتهك حرمة أوكرانيا ويشكل تحالفا جديدا ضد التنظيم. وكان هذا هو محور خطاب الرئيس فلاديمير بوتين في الأمم المتحدة عشية بداية الحملة الجوية في سوريا، حيث عقد مقارنة بالتحالف ضد النازية في الحرب العالمية الثانية،والسبب الثاني العلاقة الناجحة، أي أن التنسيق المشترك للحملة الجوية الروسية مع الجيش السوري وحلفائه، إيران وحزب الله، ساعد في ترسيخ الهدف البعيد المدى للروس لتعطيل طرق الإمداد ومستودعات التخزين والبنية التحتية للثوار، كما ساعد هذا التحالف في شن سلسلة من الهجمات الناجحة،وثالث أسباب الانسحاب الحوار، فقد تجددت العملية الدبلوماسية التي كانت تهدف إلى تقسيم المعارضة إلى معسكرين كبيرين؛ أولئك المقبولين في المفاوضات، والمرفوضين (تنظيم الدولة والقاعدة). وقد كرس جزء كبير من المفاوضات الأولية مع الولايات المتحدة لوضع قائمة بجماعات المعارضة ومواقعها، وعندما أُعلن وقف الأعمال العدائية كان لدى الروس والأميركيين فكرة واضحة عمن شمله وقف إطلاق النار وأماكن وجودهم،وكان الجزء الأخير في اللغز أن يقرر بوتين كيفية التعامل مع بشار الأسد، فجاء إعلان الانسحاب العسكري من سوريا بأنه سيساعد في ترسيخ وجهة نظر الكرملين داخل روسيا بأن الأسد ليس لديه شيك على بياض من الروس، وسيتعين عليه أخذ محادثات السلام على محمل الجد، خاصة بعد أن أطلق الأسد رسالة في فبراير/شباط 2016، أثناء المفاوضات الدبلوماسية الروسية الأميركية، أعاد فيها تأكيد عزمه على استعادة كل سوريا، مما دفع الدبلوماسيين الروس لتوجيه توبيخ مهذب له،والسبب الرابع هو منظور أوسع، فبانسحابه الرسمي أثناء وقف إطلاق النار الذي كان هو نفسه العقل المدبر له، وعلى خلفية المكاسب العسكرية الهامة يستطيع بوتين سحب قواته برأس مرفوعة. وبعد أن أثبت خطأ منتقديه وأظهر قدرة روسيا العسكرية (بأسلحتها الجديدة التي تمثل إعلانا تجاريا كبيرا لأي مشتر للأسلحة الروسية) يستطيع بوتين الآن التركيز على الجانب الدبلوماسي لعملية السلام، المجال الذي تتفوق فيه موسكو عادة.
•نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" تقريرا أعده كل من ديفيد غاردنر وإريكا سولومون، ناقشا فيه تداعيات قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سحب قواته من سوريا بعد تدخل عسكري استمر لستة أشهر، مشيرين إلى أن الانسحاب الجزئي قاد إلى عدد من التكهنات حول استعداد بوتين للتخلي عن رئيس النظام السوري بشار الأسد، الذي تدخل لإنقاذه في أيلول/ سبتمبر 2015.
ويقول الكاتبان إنه "من المبكر الحديث عن تخلي روسيا عن الأسد، وربما كان الانسحاب دافعا للأسد لكي يقدم تنازلات، وتسهيل عملية نقل السلطة في المباحثات، التي تلقى دعما من الروس والأمريكيين، والجارية في جنيف"،وتنقل الصحيفة عن الباحث يزيد صايغ من معهد كارنيغي، قوله: "اكتشف بوتين حدود النفوذ الروسي على نظام الأسد، الذي يتحدث بشكل مفتوح عن السيادة والاستقلال منذ إعلان وقف العمليات القتالية في شهر شباط/ فبراير"، ويضيف صايغ: "روسيا قريبة من الجيش السوري، الذي تعرقل عمله شبكات النظام، وليس للجيش أي تأثير عليه".
ويستدرك التقرير بأنه رغم حديث الأسد عن عزمه استعادة السيطرة على كامل سوريا، وحديث حكومته عن خطوط حمراء فيما يتعلق بتغيير الرئيس، إلا أن سوريا هي "عنبر" مكون من دولتين: روسيا وإيران،ويشير الكاتبان إلى أن المراقبين للحرب الأهلية المتغيرة، التي كلفت الشعب السوري أكثر من 300 ألف ضحية، وشردت نصف السكان البالغ عددهم 23 مليون نسمة، لاحظوا أن الأسد تعرض للانهيار في ثلاث مناسبات؛ الأولى في صيف عام 2012، والثانية في نهاية صيف 2013، والأخيرة صيف عام 2015، وحتى وصول الجيش الروسي، قدم الحرس الثوري الإيراني، ووكلاء إيران في سوريا حزب الله والمليشيات الشيعية العراقيةالدعم للأسد،وتذكر الصحيفة أن تلك الجهود لم تؤد إلا إلى حماية مدينة دمشق ومناطق العلويين في شمال غرب البلاد، أما سيطرة النظام على باقي المناطق فهي ضعيفة، إن لم تكن موجودة أصلا، حيث أن تنظيم الدولة يسيطر على أجزاء من شمال وشرق البلاد، فيما يسيطر أكراد سوريا على مناطق في الشمال، مستدركة بأنه رغم الضربات التي تعرض لها المسلحون التابعون للمعارضة، إلا أنهم لا يزالون يسيطرون على مناطق في الشمال والجنوب،ويفيد التقرير بأنه رغم الجهود التي بذلها الروس لإعادة تشكيل الجيش التابع للنظام، إلا أنه لا يزال يعتمد على مجموعة قليلة من الوحدات الموالية للنظام ومليشيات بنتها إيران وحزب الله، مشيرا إلى أنه بعد خمس سنوات من حرب الاستنزاف، فإن الحرب جعلت من نقص الجنود حالة مزمنة،ويورد الكاتبان أن المحللين منقسمون حول ما يمكن لبوتين ممارسته من ضغط على الأسد، لكنهم متفقون بشكل كبير على أنه فقد الصبر مع الأسد لرفضه التغيير واعتماده على الطيران الروسي والقوات الإيرانية على الأرض من أجل تحقيق النصر،ويلفت التقرير إلى أن هناك خلافا بين السوريين والروس حول نتائج المحادثات، ويرى الجنرال اللبناني المتقاعد أمين حطيط أن "الروس لا يريدون تحمل مسؤولية القرارات السياسية في سوريا، ولهذا انسحبوا، وعلى السوريين اليوم اتخاذ قرارات صعبة".
ويبين الكاتبان أن هذه القرارات تشمل كيفية التعامل مع الإصلاح، ويقول بلوط إن الروس يريدون تغييرا على بنية النظام العميقة والدستور، ومقارنة مع ذلك يرغب الأسد بتحقيق "حكومة وحدة وطنية"، وليست انتقالية، كما تتحدث المعارضة،وتذهب الصحيفة إلى أن النزاع الحالي في حالة توقف، لكن الأسد في وضع أقوى مما كان عليه في الخريف، ورغم الدعم الروسي الجوي، إلا أن النظام كافح من أجل السيطرة على مناطق، مشيرة إلى أن حسابات النظام لن تتغير في بلد تبلغ فيه نسبة السنة 70%، حتى مع مستويات العنف الكارثية والتشرد والمعاناة التي عاشها السوريون. وتختم "فايننشال تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أنه في محاولة من نظام دمشق الحصول على تأكيدات من إيران، فإنها أرسلت نائب وزير الخارجية فيصل مقداد،إلى طهران، ويقول دبلوماسي عربي مؤيد لروسيا: "سيعودون من جديد إلى إيران؛ ولتوقعهم وصول مساعدات من إيران، فإن النظام لن يتغير حتى يشعر أنه على حافة الانهيار".
•وصفت صحيفة ديلي تلغراف أن الانسحاب الروسي من سوريا بالمناورة وأنه يكشف مخاطر تقاعس الغرب، وقالت إن الزعيم الروسي تصرف بوضوح وحسم بينما تردد الآخرون.
لكنها أردفت بأن هذا ليس معناه الثناء عليه، وأنه لمجرد الإشارة إلى مخاطر هذا التردد الغربي -كما قال وزير الخاريجة البريطاني فيليب هاموند في مجلس العموم أمس الأول- يمكن الإشادة بقصف المدنيين وتدمير المدارس والمستشفيات.
•اعتبرت افتتاحية صحيفة فايننشال تايمز خطوة بوتين انتصارا أجوف، وأن التدخل العسكري الروسي لم يفعل الكثير لوقف الحرب الأهلية، وشككت في الحجم الحقيقي للانسحاب،وقالت إنه رغم سحب موسكو الطائرات الحربية وبعض الأسلحة الأساسية فإن قاعدتها البحرية في طرطوس والقاعدة الجوية الجديدة قرب اللاذقية تعطيها القدرة على إعادة تأكيد نفسها إذا ما انقلبت الأحداث ضد بشار الأسد عميلها القديم.
•في جريدة النهار اللبنانية تقول موناليزا فريحة إن "بوتين ضاق ذرعاً بالأسد"،وتضيف: "برزت في الأسابيع الأخيرة علامات واضحة على تململ روسي من القيادة السورية... الانسحاب الروسي المفاجئ يشكل بالتأكيد ضغطاً على الأسد بقدر ما يوجه رسائل مهادنة للغرب."
•تقول سامح المهاريق في جريدة الرأي الأردنية يتساءل "هل بدأت مرحلة ما بعد الأسد،ويقول المهاريق: "الانسحاب الروسي يضيف تحديات كبيرة على المستوى الميداني، فتحت مظلة القصف الروسي المتواصل تمكن الجيش السوري من التمدد في مساحات واسعة على الأرض الأمر الذي يجعله اليوم، ودون الغطاء الروسي، عرضة لمواجهة واسعة مع مختلف أطياف المعارضة المسلحة."
•في جريدة الدستور الأردنية يعرب الكاتب عريب الرنتاوي عن رأي مماثل، متحدثا عن ما سمّاه "دبلوماسية الصدمة"،ويقول الرنتاوي: "لا يمكن فهم القرار الروسي المفاجئ من دون إدراجه في مسارين متلازمين، مسار التفاهمات والتوافقات التي تم إنجازها بين موسكو وواشنطن، ومسار الخلاف والتباين مع دمشق وحلفائها الإقليميين، حول مآلات الأزمة السورية وسبل حلها."
في الجريدة ذاتها، يري ياسر الزعاترة أن القرار يمكن فهمه لأن بوتين "كان خائفاً من تورط طويل في سوريا"،ويضيف الزعاترة: "جاء بطء التقدم ليؤكد مخاوفه، لا سيما أنه يدرك تمام الإدراك حقيقة النوايا الأمريكية حياله، والغربية عموماً."
•تقول صحيفةالرياض السعودية في افتتاحيتها إن "الهدف الحقيقي من وراء الحملة العسكرية (الروسية) كما يظهر اليوم إلى حد كبير كان تأهيل النظام وإعادة تعويمه؛ ليخوض المفاوضات من منطق القوة لا من منطق الضعف فيحافظ من خلال ذلك على مصالح روسيا الاستراتيجية في الشرق الأوسط."
•نشرت صحيفة "سلايت" الفرنسية تقريرا حول "الأخطاء" التي ارتكبها الغرب في حق سوريا، منذ بداية الاحتجاجات الشعبية التي طالبت بمزيد الإصلاحات في البلاد، ورأت أن الدور الغربي السلبي نتجت عنه مأساة، وصفها مراقبون بأنها الأسوأ منذ نهاية الحرب العالمية الثانية،واعتبرت الصحيفة أن جميع القرارات والخيارات التي اتخذها قادة الغرب خلال الأزمة السورية كانت خاطئة، وآخرها اتفاق وقف إطلاق النار المدعوم من الولايات المتحدة وروسيا. فقد استخفّ الغربيون منذ البداية بنظام الأسد، وأكدوا أنه لن يصمد طويلا في وجه الاحتجاجات التي انطلقت شرارتها من مدينة درعا السورية، تماما مثلما حدث مع الأنظمة السابقة في كل من تونس ومصر وليبيا،ولم تتوان العواصم الغربية حينها عن التصريح بضرورة "رحيل الأسد" والقول بأن "أيامه أصبحت معدودة"، دون أن تعير اهتماما لواقع فرضته تركيبة المجتمع السوري، فسوريا تحكمها تقسيمات طائفية وتواجهها عقبات كبيرة تتمثّل أساسا في صعوبة توحيد المعارضة، وتشبّث النظام السوري بالسلطة واستفادته من دعم حلفائه الروس والإيرانيين،وأضافت الصحيفة أنه من بين الأخطاء الاستراتيجية التي ارتكبها الغرب والتي أدت إلى فشله في التعامل مع الملفّ السوري الشائك؛ هي تشبيهه ما حدث في ليبيا بما يحدث في سوريا، خاصة أن الأسد جابه الاحتجاجات الشعبية بالقمع الوحشي، على الرغم من تقديمه "تنازلات"، منها رفع حالة الطوارئ وإطلاق سراح المئات من المعتقلين السياسيين، وهو ما دفع الغرب للتدخل من أجل تجنب تكرار السيناريو الليبي،وتحدّثت الصحيفة عن أسباب رفض الولايات المتحدة للتدخل العسكري في سوريا، خاصة بعدما انتقد الرئيس الأمريكي "تفاخر" الرئيس الفرنسي السابق، نيكولا ساركوزي، بالتدخل العسكري في ليبيا إبان ثورة شباط/ فبراير، حيث اعتبر ساركوزي أنه تم جرّ الولايات المتحدة إلى هذا التدخل عبر حلفائها الأوروبيين. لكن اعتبرت أمريكا أن القتال في سوريا ليس من أولوياتها، وهي ليست مستعدة لخوض حرب جديدة على غرار العراق وأفغانستان،وأفادت الصحيفة بأنه في ظلّ فشل التدخل المباشر في سوريا، بقي الغرب مترددا حول تسليح معارضي الأسد، لينتهي المطاف بفرض الاتحاد الأوروبي لحظر تصدير السلاح إلى سوريا، وذلك خوفا من وصول هذه الأسلحة إلى الجماعات المتطرفة، مثل جبهة النصرة التي تعدّ إحدى المجموعات التي تقاتل نظام بشار الأسد،وفي ربيع سنة 2013، دعمت أمريكا رفع الحظر على السلاح، وبدأت بتمويل المعارضة، إلا أن هذه المماطلة ساهمت في إضعاف الجيش السوري الحر الذي تصدر مقاتلوه المعتدلون صفوف المعارضة عند اندلاع الثورة في سوريا،وبيّنت الصحيفة أن رفض الجانب الأمريكي لفرض عقوبات على الأسد، على خلفية شنّه لهجوم كيميائي في سنة 2013 ضدّ شعبه، ما أودى بحياة حوالي 1400 مدني، بالإضافة إلى رفض مقترح إنشاء منطقة آمنة في شمال سوريا لحماية المدنيين، أو منطقة حظر جوي لمنع طائرات الأسد من قصف المدنيين، كانت كلها قرارات خاطئة. وعلى الرغم من إعلان فرنسا استعدادها "لمعاقبة" الأسد والتدخل لتدمير مخزون الأسلحة الكيميائية السورية، إلا أنها لم تحظ بدعم حلفائها،وبالتالي فإن قرار الرئيس الأمريكي القاضي برفض شنّ الهجمات على الأهداف العسكرية للنظام في دمشق، ساهم في فتح المجال لروسيا حتى تسيطر على الوضع في سوريا، وأدى لظهور عناصر تنظيم الدولة الذين استغلوا هذا الأمر،واعتبرت الصحيفة أن الولايات المتحدة كانت السبب وراء ظهور تنظيم الدولة في أعقاب غزو العراق سنة 2003، كما أن الحرب في سوريا وإضعاف السلطة في العراق، ساهما إلى حدّ كبير في توسع تنظيم الدولة،وأدى ظهور تنظيم الدولة إلى وضع الغرب أمام معضلة حقيقية تتمثل بين خياري القضاء على تنظيم الدولة، أو المطالبة بتنحي الأسد عن السلطة، أو القيام بالأمرين في آن واحد، وهو ما استفادت منه كل من روسيا وإيران، حيث دعمتا نظام الأسد واعتبرتا أن الأولوية حاليا هي القضاء على تنظيم الدولة،وقالت الصحيفة إن روسيا التي انخرطت عسكريا لدعم الأسد، وبحجّة القضاء على تنظيم الدولة، زادت من تواجدها العسكري في المنطقة، ووجّهت ضرباتها للمعارضة السورية بمساعدة كلّ من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني،وفي الختام رأت الصحيفة أنه بعد عرقلة مشروع قرارات الأمم المتحدة حول سوريا لمدة خمس سنوات، وفشل محادثات جنيف الأولى والثانية، استطاعت روسيا في النهاية إضعاف المعارضة وتغيير المعادلة السياسية والعسكرية في البلاد.
•كتب ماكس بوت مقالا نشرته صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأميركية، حاول فيه الإجابة عن سؤال "كيف هزم بوتين الولايات المتحدة في سوريا؟"، وقال إن الرئيس الأميركي باراك أوباما والقادة الأوروبيين يعتقدون أن أهم شيء هو بلورة الأجندة خلال المهرجانات الدولية "لأنهم يعيشون في القرن الـ21، أي عالم ما بعد القوة حيث يكون القانون الدولي أهم من القوة الغاشمة".
يُشار إلى أن أوباما قال لمجلة أتلانتيك مؤخرا إن غزو بوتين القرم أو محاولته تعزيز قوة الرئيس السوري بشار الأسد لا تجعله لاعبا مهما، "إننا لا نراه في أي من الاجتماعات الدولية يساهم في بلورة الأجندة. ولم يحدث أن وضع الروس أجندة تتعلق بقضية مهمة خلال اجتماعات مجموعة العشرين"،واستمر بوت قائلا إن بوتين بالمقابل يعيش في القرن التاسع عشر حيث يعمل الأقوياء على تحقيق مصالحهم الشخصية مع مراعاة هامشية لمشاعر الدول الأخرى، وأقل من ذلك لمشاعر المؤسسات المتعددة الأطراف مثل مجموعة العشرين أو الأمم المتحدة،وأوضح بوت أنه وفي الصراع بين وجهتي النظر إلى العالم المذكورتين، ليس صعبا تحديد التي ستنتصر، من القرم إلى سوريا يقوم بوتين بإعادة كتابة قواعد اللعبة الدولية لمصلحته،وذكر أن بوتين شغوف بإدهاش العالم "بتحركات" مثل تدخله المفاجئ في سوريا وانسحابه الأكثر مفاجأة منها، وعلق الكاتب بأن ذلك ليس بصعب على دكتاتور مطلق لا يتوجب عليه حشد التأييد لتحركاته والحصول على موافقة مؤسسات أخرى عليها،وأشار بوت في مقاله إلى أن الانسحاب المفاجئ للقوات الروسية من سوريا "ربما يكون بسبب إسقاط طائرة ميغ 21 السورية مؤخرا بصاروخ أرض جو محمول على الكتف يُقال إنه ستنغر أميركي"،وقال أيضا إن لبوتين هدفين في تدخله العسكري في سوريا، الأول هو ضمان عدم سقوط الأسد، والثاني هو تأكيد القوة الروسية في العالم -أي أن يؤكد أن روسيا ليست منعزلة بعد غزوها أوكرانيا وأنها على استعداد لتحدي أميركا في الشرق الأوسط حيث كانت الأولى مهيمنة لعقود- وقد تحقق ذلك، وكحافز لبوتين أن توفرت له الفرصة لعرض نظم جديدة من الأسلحة الروسية من المقاتلات إلى صواريخ كروز، والتي يأمل أن يبيعها لمستهلكين متحمسين بشدة على نطاق العالم.
•قالت صحيفة نيويورك تايمز بافتتاحيتها إن تدخل روسيا مكّنها من إظهار قوتها العسكرية، وأنه أجبر واشنطن على التعامل معها على قدم المساواة، وخاصة في ما يتعلق بمحاولة تأمين الاستقرار في سوريا،وأضافت أن تداعيات هذا الإعلان المفاجئ المتمثل بالانسحاب الروسي من سوريا لا تزال غير واضحة، ولكن يمكن اعتبار الانسحاب خطوة بناءة نحو تسوية سلمية بالبلاد التي مزقتها الحرب، ويمكن القول كذلك إنه يدل على عدم رغبة موسكو في التورط في المستنقع السوري.
•أشارت واشنطن بوست بافتتاحيتها إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما سبق أن صرح بأن بوتين أدخل بلاده في المستنقع من خلال تدخله العسكري بسوريا، لكنها أضافت بالقول إن العكس هو ما حدث، وأوضحت أن الرئيس الروسي ينجح في إعادة بلاده قوة فاعلة بالشرق الأوسط،وأضافت أن بوتين أنجز الكثير في المنطقة، وذلك على حساب مصالح الولايات المتحدة وعلى حساب أهداف أوباما المعلنة،وأوضحت أن أهم الإنجازات الروسية بالمنطقة تتمثل في تمكن موسكو من عكس مسار "الحرب الأهلية" بسوريا، وفي منح نظام الرئيس السوري بشار الأسد اليد العليا في المفاوضات مع المعارضة المدعومة من أميركا،وأضافت أن بوتين تمكن من تحطيم العزلة الدبلوماسية التي كانت تعانيها بلاده في أعقاب غزوه أوكرانيا، وأنه فرض نفسه لاعبا رئيسيا في تحديد ما إذا كان تدفق اللاجئين السوريين إلى أوروبا سيستمر، وأنه يسعى أيضا لرفع العقوبات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على نظامه هذا الصيف.
•أشارت افتتاحية غارديان إلى أن إعلان بوتين بدء انسحاب الجزء الرئيسي لقواته من سوريا فاجأ العالم، حتى أن الإدارة الأميركية على ما يبدو وجدت مشقة في استيعاب هذا التحول الروسي بعد ستة شهور فقط من الهزة العنيفة التي سببتها روسيا لصانعي السياسة الغربيين من تدخلها العسكري. وبدا الأمر مرة أخرى وكأن واشنطن أُخذت بغتة من قبل الرئيس الروسي في أزمة اختبرت مرارا مصداقية الولايات المتحدة. لكن السؤال الأعمق هو ما يكمن وراء خطوة بوتين، وكيف يمكن أن تؤثر في الأحداث،ورأت الصحيفة أن التكهن يلعب لا محالة دورا في تقييم تأثير التحرك الروسي المفاجئ، وأنه بالرغم من الهدوء النسبي للقتال لا تبدو نهاية الحرب قريبة. وقالت إن أحد الآمال الآن بين الدبلوماسيين الغربيين هو أن يتخلى بوتين عن بشار الأسد بعد أن أثبت الآن قوة روسيا بالشرق الأوسط، وما لهذا الأمر من دفع محادثات السلام إلى الأمام لأن مصير الأسد كان العقبة الكؤود،وألمحت أيضا إلى أن بوتين في سوريا كما في أوكرانيا يريد إظهار روسيا كقوة لا يمكن تجاهلها، ويعتقد أنه يستطيع كسب ود الرأي العام الروسي كلما بدا أنه يتفوق بالحيلة على الولايات المتحدة،وختمت الصحيفة بأنه إذا كان هناك شيء واضح من إعلان بوتين فهو أن زعم روسيا بأنها تدخلت في سوريا لمحاربة تنظيم الدولة قد انكشف بأنه كان خدعة. فلم ينج التنظيم فقط من معظم الغارات الجوية، لكن يمكن القول إنه استفاد من الانتكاسات التي ألحقتها روسيا بقوات المعارضة الثورية. ولم يتم سحق التنظيم، وبدلا من ذلك تمكن من المضي قدما وخاصة حول مدينة حلب.
•استهل كون كوغلين مقاله بصحيفة ديلي تاغراف بأن "الانسحاب الروسي يترك تنظيم الدولة سليما في سوريا". وقال إن موسكو حافظت على مصالحها العسكرية لكن الفشل في التصدي للإرهاب يترك المنطقة غير مستقرة،وعلق الكاتب بأنه مهما كانت الصعوبة التي قد يحاول بها الرئيس فلاديمير بوتين تصوير تدخله العسكري في سوريا باعتباره نجاحا كبيرا، لكن الحقيقة هي أن تورط موسكو المثير للجدل في الصراع السوري يرقى إلى أكثر قليلا من انتصار باهظ الثمن،وأوضح أن الطريقة الهادئة التي قدم بها بوتين إعلانه المفاجئ بسحب قواته توحي بأنه مدرك تماما لحدود مغامرته في سوريا، وبعيدا عن تحقيق تقدم هام في الصراع فإن كل ما حققه الروس هو دعم "الديكتاتور السوري" الذي لا يكنون له كثير احترام،وأضاف أن معارضة موسكو لسقوط دمشق بأيدي الجماعات المعارضة الموالية للغرب كانت بالأساس للحفاظ على وجودها العسكري الطويل الأمد بمدينتي طرطوس واللاذقية، ومع ذلك فقد فتر دعم بوتين للأسد خلال المحاولة الأخيرة لإيجاد حل دبلوماسي للصراع حيث أشارت موسكو إلى أنها غير ملزمة بالتمسك ببقاء الأسد طالما يمكن إيجاد خليفة له يضمن استمرار الوجود العسكري الروسي في المنطقة فضلا عن إنهاء "الحرب الأهلية.
•اعتبرت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن انسحاب الروس من سوريا جاء بدون انتصار، مشيرة إلى أن "بوتين حقق نقطة جيوسياسية للكرملين، لكن المقابل كان أرواح مئات السوريين، والتعزيز العسكري لتنظيم الدولة"،وأشارت "الغارديان" في افتتاحيتها إلى أن قرار الروس سحب "القوات الرئيسة" كان مفاجئا، حتى بالنسبة للإدارة الأمريكية، التي بدت كأنها خسرت مرة أخرى على يد الرئيس الروسي، في أزمة اختبرت أكثر من مرة مصداقية الولايات المتحدة،وردا على التساؤل حول أسباب حركة بوتين، وكيفية تأثيرها بالأحداث، قالت "الغارديان" إن المراقبة لعبت دورا كبيرا بتقييم أثر تحركات روسيا المفاجئة، إذ يبدو أنه لا يوجد هناك نهاية في الأفق للأزمة السورية،ويأمل الدبلوماسيون الغربيون أن يطلب بوتين بتأثيره من رئيس النظام السوري بشار الأسد، أن يتنحى عن السلطة، ما قد يسرع في عمليات السلام المتوقفة عند نقطة مصير الأسد، بحسب "الغارديان" التي استدركت بالقول إن الإشارات تدل على غير ذلك، حيث إن التدخل الخارجي جاء لتعزيز وتقوية الأسد، ووضع نهاية للتراجعات العسكرية التي واجهها النظام في 2015،وأوضحت "الغارديان" أن روسيا تبدو الآن معتمدة على ما يبدو أنه تراجع، بعدما قامت بما يجب للتقدم في مستقبل سوريا،واعتبرت أن إعلان بوتين لم يأت مصادفة مع استئناف محادثات السلام في جنيف، ما يسمح لروسيا بأن تبدو حريصة على إنهاء الحرب وأن تكون أول من سحب القوات من سوريا بدل نشر المزيد،وحلقت طائرات "السوخوي" الروسية من نقاط الحرب السورية بشكل علني، فيما لا يزال منتظرا رؤية ثبات وعمق هذا السحب، وسط أنباء عن استمرار الغارات الروسية الثلاثاء، وإعلان روسيا أنها ستبقي نقاطها العسكرية على الساحل، ما يعني استئناف العمليات في أي وقت،ويستطيع بوتين أن يتظاهر بأنه حقق أهدافه، عبر قوله إنه حقق نقطتين: منع هزيمة الأسد، وجعل من المستحيل على الولايات المتحدة وتركيا وأوروبا إنشاء مناطق آمنة في سوريا، كان من شأنها أن توفر بيئة قوة للثوار المعادين للأسد الذين حاول الغرب دعمهم، وكانوا هدفا رئيسا للقوات الروسية خصوصا في حلب،ووصفت الصحيفة البريطانية بوتين بأنه "أستاذ في المراوغة الدبلوماسية"، إذ إنه قال إن السحب الجزئي سيعزز التسوية عبر المفاوضات، ولفت الكرملين النظر إلى محادثة هاتفية أجراها بوتين مع الأسد، تعهد فيها الأسد بالالتزام بتسوية سياسية،وأكد انسحاب روسيا من سوريا أن دعواها بقتال تنظيم الدولة فضح أنها كذبة، إذ إن تظيم الدولة لم يكن بعيدا عن هذه الضربات، لكنه استفاد من التراجعات التي سببتها روسيا للثوار السوريين، فهي لم تطحن لكنها تقدمت خصوصا حلب،واختتمت "الغارديان" بقولها إن هذا لا يبدو أنه يزعج بوتين، الذي تدور حساباته الجيوسياسية على مساحات أخرى، إذ إن روسيا قتلت مئات المدنيين وعززت تنظيم الدولة، بينما يسعى بوتين لإعطاء انطباع بأنه يعرف ما يجري في سوريا، لكن تاريخه هناك قد يكون فعلا أليما ومدمرا.
•اعتبرت صحيفة "عكاظ" أن إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انسحاب قواته العسكرية من سورية ، يشكل خطوة إيجابية ورسالة واضحة لكل من يعنيه الأمر السوري ، من أنه لا يمكن لأحد إعادة عقارب الساعة إلى الوراء وأن التدخلات في الشأن السوري تضر ولاتنفع وأن حل الأزمة السورية يكمن في حتمية رحيل الأسد بلا قيد ولاشرط،وأوضحت أن أي حلول أخرى تفرض على الشعب السوري بالقوة ، ستكون مجحفة وموجعة وستعيد الأزمة إلى المربع صفر،وبينت أن العالم وبعد هذا القرار الروسي عليه أن يعي بشكل لا لبس فيه أن مفتاح الحل في سورية هو في رحيل المجرم بشار الذي غرق وأغرق شعبه في بحر من الدماء والأحقاد ، وأن ما جاء في وثيقة جنيف هو السقف السياسي للحل وإلا فإن على المجتمع الدولي أن يخرج هذا الطاغية من سورية بالقوة فمصيره إما الرحيل بعملية سياسية أو الرحيل كرها بعملية عسكرية.
•قالت صحيفة "اليوم": بصرف النظر عن الأسباب الحقيقية التي تقف خلف الانسحاب الروسي المفاجئ من الساحة السورية ، والتخريجات المتعددة لهذا الانسحاب ، تبقى روسيا لاعباً رئيسياً في أحداث هذه المنطقة ، سواء من خلال رعايتها للنظام السوري على مدى السنوات الخمس ، ودعمه عسكرياً ولوجستياً ومعنوياً ، أم اعتراضها على كل القرارات التي تبناها مجلس الأمن للحيلولة دون تمزق الوطن السوري،وأوضحت أن ثمن هذا الانحياز الروسي الذي خالف الاجماع الدولي باستثناء إيران ، والميليشيات الطائفية التي تأتمر بأمرها ، خمسة أعوام من الدماء النازفة ، ومساحات شاسعة من الدمار والأرض المحروقة ، وشتات الشعب السوري في كل المنافي بعد أقسى التجارب مع رحلات الموت عبر البحار ، وقبل هذا وذاك ارتفاع معدلات مسوغات التقسيم ، وتفتيت الدولة السورية بفعل الألاعيب الطائفية والمذهبية التي استخدمها النظام في حربه على الشعب والمعارضة،وتساءلت: هل تعيد روسيا بعد هذا الانسحاب قراءة موقفها من الأزمة السورية، وفقا لمستقبل مصالحها، مع شعب لن يغفر لها أنها ساهمت سياسيا وعسكريا مع طاغيته في ذبحه، وإطالة أمد موته على مدى سنوات خمس، كان من الممكن أن يسقط النظام في أيامها الأولى لولا دخولها مع إيران على خط حمايته، وهو الذي لا يستند على أي حاضنة شعبية، سوى حاضنة الرعب المخابراتي.
•رأت صحيفة "الرياض" أن فلاديمير بوتين يخلط أوراق الأزمة السورية من جديد ، فالرجل الذي فاجأ الجميع بإرساله قوات روسية إلى سورية في سبتمبر الماضي ، ها هو يفاجئ المتابعين للأزمة السورية والمعنيين بها بسحب "الجزء الأساسي" من قواته بعد ستة أشهر،وبينت أن ما يدور في رأس بوتين لا يمكن التنبؤ به ، هذا ما يخبرنا به مسار الأحداث على الأقل في الأزمة السورية ، لكن بالإمكان استنباط بعض الأسباب التي قد تكون دفعت الكرملين إلى اتخاذ هذه الخطوة المفاجئة،وأشارت إلى أن الحملة التي بررتها موسكو بأنها موجهة ضد الإرهاب لم تقض عليه ، فمواقع "داعش" والنصرة لم تتأثر بل من تأثر في الحقيقة هي مواقع المعارضة المعتدلة التي يصنفها نظام الأسد بأنها قوات إرهابية ، وتضعها موسكو محل اشتباه يرتقي لمستوى الإرهاب.
وخلصت إلى أن موسكو بالنسبة للسوريين غير مستساغة بعد أن فضلت الاصطفاف بجانب النظام ضد شعبه ، ولذا لا مستقبل لها إلا بحليف موثوق.
•نشرت الديلي تليغراف موضوعا بعنوان "روسيا تقرر سحب قواتها من سوريا"،تقول الجريدة إن قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المفاجيء وغير المتوقع بسحب القوات الروسية من سوريا خاصة في هذه المرحلة يمثل لحظة مفصلية في الحرب الأهلية التى تشهدها البلاد منذ 5 سنوات،وتضيف أن القرار شكل مفاجأة للولايات المتحدة والغرب خاصة أنه جاء في الوقت الذي تتواصل فيه المفاوضات بين ممثلي نظام الأسد ووفد المعارضة المعترف بها من الغرب في جنيف،وتؤكد أن القرار في حال تنفيذه سيكون علامة واضحة ومؤكدة على رغبة روسيا في وضع حد للصراع في سوريا والذي تسبب في قتل أكثر من 300 ألف شخص وشرد الملايين،لكن الجريدة تشير أيضا إلى تحذيرات عدد من المحللين السياسيين الذين قالوا إن قرار روسيا لن يشكل أي تغيير على الساحة السورية إذا لم توقف موسكو غاراتها الجوية على فصائل المعارضة،وتقول الجريدة إن الحكومة الروسية تؤكد أنها حققت أهدافها "بمحاربة الإرهاب" في سوريا رغم أن تنظيم الدولة الإسلامية لازال يسيطر على ثلث مساحة البلاد بالإضافة إلى مساحات كبيرة من الأراضي المتصلة في العراق،وتوضح الجريدة أن الرئيسين الروسي والأمريكي تواصلا هاتفيا مساء الاثنين لمناقشة القرار الروسي كما تحدثا عن الخطوة التالية التى يجب اتخاذها لحل الأزمة في سوريا مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أصر خلال المكالمة على ضرورة وجود فترة "انتقال سياسي"،وتنقل الجريدة عن وزير الخارجية الالماني فرانك ولتر شتاينماير تأكيده ان القرار الروسي يشكل ضغطا قويا على نظام الأسد لخوض المفاوضات في جنيف بشكل اكثر جدية.
•كتبت صحيفة تايمز أن الحرب السورية التي دخلت عامها الخامس اليوم، لا تزال تشعل المنطقة وتدفع مئات الآلاف للفرار من بيوتهم، وقد جلبت العار إلى العالم العربي وكشفت عجز الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي، ومنحت روسيا مدخلا إستراتيجيا استغله الرئيس فلاديمير بوتين الذي سعى بالأمس لإحداث تحول دراماتيكي من داع للحرب إلى صانع سلام عندما أعلن عن انسحاب جزئي لقواته من سوريا،وترى افتتاحية الصحيفة أن محادثات السلام الحالية تواجه مهمة شبه مستحيلة ألا وهي انتخاب حكومة جديدة خلال 18 شهرا لإيجاد مخرج من الورطة التي دفعت الأسد إلى سياسته الواقعية المتضائلة،وأضافت أن هناك سؤالين مهمين بحاجة لإجابة: كيف يمكن إسقاط مثل هذا الدكتاتور الذي اقترف كل هذه الفظاعات في محاولته للتشبث بالسلطة؟ وكيف يمكن الحفاظ على لُحمة سوريا دولة قومية بعد استسلامه،وأشارت الصحيفة إلى أن تشكيل حكومة تكبح السلطة التنفيذية وتحترم التعددية السياسية يتضاءل بشكل كبير وقد تكون النتيجة النهائية لعملية السلام هي الاعتراف بأن سوريا لا يمكن أن تحيا سليمة، وأضافت أنه إذا كان الأسد عاجزا عن تسليم السلطة لحكومة شرعية فالمستقبل البديل الوحيد قد يكون في تقسيم البلد بين محمية روسية يحكمها العلويون في اللاذقية ومنطقة سنية وأخرى كردية،لكنها أردفت بأن تقسيم سوريا يمكن أن يجعلها أكثر خطورة وأن تقطيع أوصالها بهذه الطريقة سيكون سابقة مرعبة للدول الأخرى الهشة في الشرق الأوسط.
•تقول صحيفة "التايمز" البريطانية، في تقرير أعده الكاتب روجر بويز، إنه بعد لقاء بوتين مع قادته العسكريين في الكرملين، فقد أعلن أن أهداف العملية العسكرية في سوريا قد تحققت، وقال إن القوات السورية، وبدعم من الطيران الروسي، كانت قادرة على تحقيق تقدم مهم في الحرب ضد الإرهاب الدولي "ولهذا أصدر أمري لوزارة الدفاع كي تبدأ من يوم غد بسحب قواتنا العسكرية من الجمهورية العربية السورية"،ويورد التقرير نقلا عن بوتين قوله إنه أمر وزير الخارجية بتكثيف المشاركة الروسية في جهود السلام لحل الأزمة، مشيرا إلى أن القرار جاء مفاجئا للولايات المتحدة، حيث أخبر بوتين رئيس النظام السوري بشار الأسد بقراره عبر الهاتف،وينقل الكاتب عن محللين قولهم إن بوتين قرر التحرك والخروج من سوريا لتجنب التورط في حرب طويلة هناك.
وترى الصحيفة أن القرار سيسهم على المدى القصير بدعم جهود السلام، التي ستبدأ اليوم في جنيف، في ذكرى مرور خمسة أعوام على الحرب السورية، أو قد يحرر روسيا من اللوم في حال فشل المحادثات،ويلفت التقرير إلى أن بوتين قد أمر قواته بالتدخل في سوريا في نهاية شهر أيلول/ سبتمبر 2015، حيث أسهم الطيران الروسي بدعم جيش النظام السوري لتحقيق تقدم في عدد من الجبهات، وقال وزير الدفاع الروسي إن المقاتلات الروسية شنت خلال الفترة الماضية تسعة آلاف غارة، وإن ما مجموعه 400 بلدة وقرية ومجمع سكني تم تحريرها،ويشير بويز إلى أن التدخل الروسي ساهم بحرف ميزان الحرب لصالح الأسد، وأن هناك مخاوف من أن يؤدي الانسحاب الروسي إلى تراجع القوات حتى قبل أن تبدأ العملية السياسية، بحسب تعبير الصحيفة.
وتورد الصحيفة نقلا عن الكرملين قوله إنه سيحتفظ بحضور له في سوريا، من أجل مراقبة الهدنة، مشيرة إلى أن روسيا ستبقي وجودها العسكري في قاعدة طرطوس البحرية والقاعدة الجوية في حميميم قرب اللاذقية، التي تعمل منها 48 مقاتلة، وكانت روسيا قد نقلت منذ بداية الحملة حوالي 2400 جندي،وينقل التقرير عن المحلل السياسي يفيغيني مينشنكو، قوله إن القرار يعني انسحاب روسيا وهي متقدمة، بدلا من التورط في الحرب، ويضيف: "أكبر خطر للعملية في سوريا هو الانجرار في حرب طويلة، وهذا لم يحدث"،ويعلق الكاتب على قرار بوتين قائلا إنه "لن يؤدي إلى استعراض نصر في الساحة الحمراء؛ لأن النصر لم يتحقق، فالهدف الرئيس لدخول الروس في الحرب السورية كان مواجهة تنظيم الدولة، ولا يزال التنظيم يسرح ويمرح في العراق وسوريا، وكل ما فعله الكرملين هو أنه وجه ضرباته ضد المعارضة المعتدلة، وأضعفها قبل أن تبدأ محادثات السلام هذا الأسبوع"،وتنوه الصحيفة إلى أن الهدف الثاني لبوتين هو تعزيز موقع الأسد، مستدركة بأن تحول بوتين المفاجئ من قائد عسكري إلى صانع سلام، قاد إلى سلسلة من التكهنات في الغرب؛ الأول: أن بوتين قرر التخلي عن الأسد، فمن خلال سحب القوة العسكرية، فإنه عبر عن دعمه لتشكيل حكومة انتقالية، وسيقود هذا إلى التخلص من العقبة الكبيرة لنجاح المحادثات، وكان بوتين يعاني من مشكلات مع الأسد، وربما عثر عن نسخة أخرى مختلفة له من المؤسسة العسكرية، وذات صلات مع المخابرات الروسية،ويذكر التقرير أن الاحتمال الثاني هو: انسحاب تكتيكي قبل انهيار المحادثات التي تتوقعها روسيا، ولاعتقاد موسكو أن القوات السورية في وضع جيد للتعامل مع قوات المعارضة الضعيفة الآن، ويمكن مساعدة الأسد من خلال المخابرات والوحدات الإلكترونية والصواريخ طويلة المدى في داغستان.
•قالت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" إن إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الاثنين، سحب القوات الروسية من سوريا، بعد أقل من ستة أشهر من بدء الغارات ضد القوى المعادية لرئيس النظام السوري بشار الأسد جاء مفاجئا للجميع،ويستدرك التقرير بأن بوتين وصف قراره بأنه محاولة لدعم الجهود السلمية، وذلك بعد بدء الجولة الجديدة من المحادثات بين المفاوضين من الحكومة والمعارضة لها، وهي التي تلقى دعما من موسكو وواشنطن، مشيرا إلى أن بوتين لم يقدم جدولا زمنيا للانسحاب أكثر من قوله إنه سيبدأ اليوم الثلاثاء، حيث قال بوتين: "لقد عبدنا الطريق أمام العملية السلمية"، وتشير الصحيفة إلى أن إعلان الانسحاب يتزامن مع الذكرى الخامسة للثورة السورية، التي بدأت في 15 آذار/ مارس عام 2011، وبدأت ثورة سلمية، ومن ثم تطورت إلى عسكرية، لافتة إلى أنه تم التوافق على اتفاق لوقف الأعمال العدائية في 27 شباط/ فبراير بشكل أدى إلى تخفيض مستوى العنف، بحسب مسؤولين أمريكيين وروس،ويذكر التقرير أن الرئيس الروسي أكد نجاح الحملة العسكرية في سوريا وما حققته هناك، مشيرا إلى أن حملته أدت إلى استعادة مئات القرى والبلدات، وأدت إلى تدمير المعارضة وترسانات الأسلحة التي تملكها، وقوافل النفط، بالإضافة إلى عدة إنجازات،وتلفت الصحيفة إلى أن بوتين عبر عن ثقته بقدرة جيش النظام السوري والجماعات المتحالفة معه، التي خدمت على الأرض بدعم من الطيران الروسي، على الاحتفاظ بالمكاسب، مبينة أن مصير رئيس النظام السوري بشار الأسد لا يزال نقطة مثيرة للجدل،ويورد التقرير أن الولايات المتحدة لا تتوقع انسحابا كاملا للقوات الروسية من سوريا في الأشهر المقبلة، بحسب مسؤول رفض الكشف عن هويته،ونكشف الصحيفة عن أن المخابرات الأمريكية تعتقد أن إعلان بوتين عن سحب قواته جاء من أجل الضغط على الأسد للتنحي جانبا، والسماح لحكومة صديقة لروسيا بتسلم السلطة، مشيرة إلى أن رحيل الروس عن سوريا يعني خسارة المناطق التي استعادها النظام خلال الأشهر الماضية،وينوه التقرير إلى أن المسؤولين الأمريكيين قد انتقدوا التدخل الروسي في سوريا، ودعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأسد علانية إلى التنحي عن السلطة، مستدركا بأن التدخل الروسي أسهم في تقوية سيطرة الأسد على البلاد، ولا تزال نسبة 60% من السكان تسكن في المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام، بما في ذلك دمشق وحمص وغرب حلب والمناطق الساحلية،وتذهب الصحيفة إلى أن نشر روسيا لقواتها في سوريا كان مناسبة لاستعراض آخر منتجاتها العسكرية من المقاتلات وصواريخ "كروز" والمصفحات، حيث شنت روسيا ألاف الغارات ضد الجماعات المعارضة للأسد، التي عدتها "إرهابية"، لافتة إلى أنه مع بدء تطبيق اتفاقية وقف إطلاق النار تراجع مستوى الغارات الجوية الروسية، وانخفض العنف بنسبة 90%،ويشير التقرير إلى استهداف الروس جبهة النصرة وأي جهة تتعاون معها، وزعمت الحكومة السورية أنها منحت فرصة للعديد من المقاتلين للعودة إلى مناطقهم ضمن جهود المصالحة الوطنية،وتستدرك الصحيفة بأن النقاد يقولون إن هذه الجهود ليست إلا استسلاما، وتمت الموافقة عليها من أجل تجنب الجوع في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة،وتختم "لوس أنجلوس تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن من بين المقاتلين الذين تدفقوا إلى سوريا أعدادا من المتطوعين الروس، وقالت موسكو إن جزءا من أهداف الحملة هو التأكد من عدم عودة الروس الذين تعرضوا للتشدد في سوريا إلى بلادهم.
•شككت صحيفة ديلي تلغراف في نجاح جولة محادثات السلام الثالثة في جنيف، ورأت أنه رغم موافقة طرفي الصراع على حضور المفاوضات أخيرا فإنهما لن يقدما تنازلات أو حتى الالتقاء وجها لوجه،وأشارت الصحيفة إلى أن الطريق إلى المحادثات كان مليئا بالمطبات، وأن الجولة الحالية كان من المفترض أن تبدأ في يناير/كانون الثاني الماضي، ومع ذلك بمجرد وصول طرفي الصراع شن النظام السوري مدعوما بغطاء جوي روسي هجوما كبيرا على مواقع الثوار حول مدينة حلب.
•كتبت صحيفة إيزفستيا القريبة من الكرملين أن "سحب القوات الروسية يضع حدا للتوتر الذي تثيره الغارات الجوية" الروسية، وأضافت أن "الانسحاب يظهر أيضا أن الجيش السوري بات قادرا الآن على مواجهة قوات تنظيم الدولة الإسلامية بنفسه"،وعلق المحلل الروسي غيورغي بوفت لإذاعة بزنيس أف أم، أن "موسكو منذ البداية لم تكن تسعى إلى إنقاذ نظام الرئيس السوري بشار الأسد بأي ثمن، بل هدفها الرئيسي كان الخروج من العزلة الدولية وهذا ما تمكنت من تحقيقه"،وتابع بوفت أن روسيا "حققت أقصى ما يمكن التوصل إليه دون القيام بعملية برية" فيما يتعلق بمكافحة تنظيم الدولة، متفادية أن تتحول سوريا إلى "أفغانستان جديدة".
•كتبت صحيفة كومرسانت أن "موسكو كان يمكن أن تغرق في مستنقع هذه الحرب (...) إلا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن سحب قواته العسكرية، وباتت لديه حجج قوية ليقول إن حملته في سوريا انتصار له"،وتابعت الصحيفة أن موسكو لم تكن تهدف إلى تحرير كل الأراضي السورية، وهو "ما يمكن أن يستغرق سنوات دون أي ضمانات بتحقيق نتيجة إيجابية".
وأشارت الصحيفة إلى أن روسيا -بفضل الحملة العسكرية في سوريا- نجحت في الخروج من العزلة الدولية التي فرضت عليها بسبب النزاع في أوكرانيا، مشيرة إلى أن قرار سحب القوات لم يكن من الممكن أن يتخذ دون اتفاق مع الولايات المتحدة.
•يقول علي حمادة في جريدة النهار اللبنانية إن قرار الرئيس الروسي "أتى مفاجئا لكل الأطراف"،ويناقش الكاتب ما إذا كانت روسيا قد حققت أهدافها من العملية العسكرية، قائلاً إن "الإجابة الأولية تفيد بنعم"، حيث أن "التدخل العسكري الروسي أدى إلى تحقيق جملة أهداف، أولها أنه أبعد شبح سقوط نظام بشار الأسد بالوسائل العسكرية"،وفي ما يخص أسباب اتخاذ الخطوة الروسية في هذا التوقيت، يقول الكاتب: "لا معلومات موثوقًا بها حتى الآن، لكنه في الفترة الأخيرة برزت مؤشرات لخلافات بين النظرة الروسية إلى مجمل الأزمة والحل، ونظرة كل من نظام بشار الأسد والقيادة الإيرانية".
•نشرت صحيفة الغارديان مقالا للكاتب تشارلز غلاس بعنوان "روسيا والولايات المتحدة يمتلكان القوة الان لفرض سلام في سوريا"،يقول غلاس إنه رغم التأجيل المتكرر للجولة الثالثة من مفاوضات جنيف بين نظام الأسد والفصائل المعارضه المعترف بها غربيا إلا أن اليوم الذي تنعقد فيه قد يتحول ليوم مصالحة وطنية في سوريا إذا قام الجانبان الروسي والامريكي بتقديم رؤية جديدة،ويضيف أنه لو قرأ الطرفان من الأوراق المكتوبة أمامهما كما حدث في الجولتين السابقتين فإن الوضع سينتهي إلى فشل جديد،ويوضح غلاس ان المؤتمر بدأ فقط لأن موسكو وواشنطن أرادا ذلك معتبرا أن الطرفين أدركا مؤخرا أن حجر العثرة الذي أعاق التوصل لحل في الجولتين السابقتين وهو مصير الأسد لم يعد يستحق عناء استمرار الحرب الاهلية في سوريا.
ويقول أن الجميع أدرك أن هذه الحرب التى تجري بين روسيا والولايات المتحدة في سوريا بالوكالة قد خرجت عن السيطرة خاصة بعدما تعرضت أوروبا ودول الاتحاد الاوروبي لموجة هائلة من المهاجرين والنازحين بسبب المعارك الجارية هناك،ويضيف أن الولايات المتحدة إن لم تكن راغبة في الدفع بالمزيد من المقاتلات إلى الساحة السورية والمخاطرة بتصعيد روسي مقابل قد يدفع إلى حرب عالمية ثالثة فإنه ينبغي عليها أن تغير سياستها،ويؤكد ان هذا بالضبط مابدأ وزير الخارجية الامريكي جون كيري في التعبير عنه منذ نهاية العام الماضي عندما قال إن واشنطن وحلفاءها لايسعون لتغيير النظام في سوريا،ويخلص غلاس إلى أن روسيا والولايات المتحدة ينبغي عليهما أن يفرضا حلا سياسيا على الأطراف المختلفة في مباحثات جنيف لأنهما الطرفان المسؤولان عن إشعال الصراع ووصول الامر إلى مانراه الأن.
•نشرت الإندبندنت مقالا لروبرت فيسك بعنوان الغرب أغفل حلفاء بشار الأسد الإيرانيين يحاول فيسك العودة بالذاكرة إلى بداية الربيع عام 2011 حين زار السفيران الفرنسي والامريكي مدينة حمص ليجلسوا مع عشرات الآلاف من المتظاهرين السلميين المطالبين برحيل الأسد ونظامه،ويضيف أن الغرب نصح المعارضة السورية وقتها بعدم التفاوض مع الأسد لأنهم افترضوا أن نظامه على وشك الانهيار وهو مايعتبره فيسك خطئا جسيما،ويشير فيسك إلى أن اللحظة التى صدرت فيها الاوامر للجيش بإطلاق النار على المتظاهرين هى اللحظة التى بدأ فيها فعليا تشكل الجيش الحر وبدأت الانشقاقات ثم بعد ذلك بدأ السوريون يشعرون بأنهم بحاجة للأسلحة لحماية أسرهم وتلى ذلك تدفق رجال الميليشيات للدفاع عن نظام الأسد وتحول الأمر إلى حرب طائفية لتعكس طبيعة منطقة الشرق الأوسط المسيطرة،ويؤكد فيسك ان الغرب استخدم الطوائف لتشكيل الحكومات في المنطقة طوال الأعوام المائة المنصرمة مشيرا إلى ان الفرنسيين استخدموا العلويين كقوات خاصة لهم للسيطرة على البلاد.
•استهل تشارلز غلاس مقاله بصحيفة غارديان بأن "روسيا وأميركا لديهما الآن القدرة على فرض السلام في سوريا"،ويقول الكاتب إنه على الرغم من التأجيل المتكرر للجولة الثالثة من مفاوضات جنيف بين نظام الأسد والمعارضة المدعومة من الغرب فإن جولة اليوم تتم لأن روسيا وأميركا تريدان ذلك، ويبدو أنهما قد أدركتا أخيرا أن العقبة التي كانت في الجولتين السابقتين -وهي مصير الرئيس الأسد- لم تعد تستحق عناء استمرار الحرب الأهلية في سوريا،لكنه أردف أنه إذا قرأ الطرفان من الأوراق المكتوبة أمامهما كما حدث في الجولتين السابقتين فستنتهي المفاوضات إلى فشل آخر.وأوضح الكاتب أن الجميع أدرك أن هذه الحرب التي تجري بين روسيا والولايات المتحدة في سوريا بالوكالة قد خرجت عن السيطرة، خاصة بعدما تعرضت أوروبا لهذه الموجة الهائلة من اللاجئين التي تهدد وحدة الاتحاد الأوروبي الهشة، كما أنها أدت لامتداد الصراع إلى العراق وتهدد باندلاعه في لبنان والأردن،وختم بأنه إذا قدر لهذه الحرب أن تنتهي فإن على الدول التي أشعلتها أن تفرض حلا في جنيف.
•كتبت صحيفة فايننشال تايمز أن تثبيت وقف إطلاق النار في سوريا يجب أن يكون الأولوية العظمى بعد هذه الحرب التي دامت نحو خمس سنوات وأودت بحياة الآلاف وشردت الملايين داخل وخارج البلاد،وترى الصحيفة أن بإمكان المعارضة السورية أن تستغل فترة الراحة من الغارات الجوية لإعادة تنظيم صفوفها لشن هجوم جديد لإحداث التحول السياسي الذي لا يزال هدفها.
واعتبرت الصحيفة الهدنة المؤقتة إنجازا كبيرا، وأنها قد تكون التطور الأكثر ملاءمة في البلاد منذ بدء الحرب لأنها قللت العنف بشكل كبير وسمحت بوصول المساعدات الإنسانية لآلاف الأشخاص الذين كانوا على وشك الموت جوعا،ومع توقف الغارات الجوية في العديد من المناطق تجرأ المحتجون على استئناف المظاهرات السلمية في دمشق وحلب ودرعا وحمص، واستأنفت سيارات الأجرة عملها في تلك المناطق وغيرها، وتجرأ السوريون من جميع الأطراف على تمني وصول هذا الرعب الذي كان يعيشونه إلى نهايته أخيرا.
•نشرت ديلي تلغراف تحذير المبعوث الأممي لسوريا ستفان دي ميستورا في مقابلة أجرتها معه من أن الخلافات الدولية بشأن السبيل الأمثل لحل الأزمة في سوريا لا يفيد إلا تنظيم الدولة.
وأشارت الصحيفة إلى أن تصريحات دي ميستورا تأتي قبيل ساعات من بدء الجولة الثالثة التي تقرر أن تكون اليوم الاثنين،وأضافت أن المحادثات هي الجولة الدبلوماسية الأولى لمحاولة حل الأزمة في سوريا منذ التدخل العسكري الروسي لدعم نظام الأسد، مشيرة إلى أن وقف إطلاق النار بين الطرفين قد تمكن من الصمود لأكثر من أسبوعين مع نسب نجاح وصلت إلى منع نحو 90% من الاشتباكات التي كانت تحدث قبل سريانه،وأشارت الصحيفة إلى أن خطة الأمم المتحدة المقترحة -التي تمتد إلى 18 شهرا وتتضمن تشكيل حكومة انتقالية ووضع دستور جديد وانتخابات في نهاية المطاف- تبقى في مهب الريح أمام عدم الاستجابة حتى الآن لطلبات المعارضة بإطلاق فوري لسراح عشرات الآلاف من السياسيين المحتجزين في سجون النظام.
•كتب روبرت فيسك في صحيفة "إندبندنت" تقريرا في الذكرى الخامسة لاندلاع الثورة السورية، عن مصير نظام الرئيس بشار الأسد، قال فيه إن توقع المعلقين في ذروة الربيع العربي سقوط النظام السوري سريعا، كبقية الأنظمة العربية، نابع من فشلهم في فهم الدور الإيراني في سوريا،ويقول الكاتب: "قبل مغادرتي سوريا الشهر الماضي، التقاني في مقهى في دمشق رجل لبناني فرنسي طويل، يتحدث بفصاحة، وقدم نفسه على أنه المهندس المعماري الخاص لبشار الأسد، وقال إنه جاء لكي يكشف له عن كيفية إعادة بناء المدن السورية"،ويتحدث فيسك بدهشة عن فكرة الإعمار، ويقول إنه "بعد خمسة أعوام على بداية المأساة السورية، التي هزت النظام في الأشهر الستة على بدايتها، وتوقع الغرب، الذي شهد سقوط معمر القذافي وحسني مبارك، نهاية محتومة للأسد، وبعد هذا كله تتحدث الحكومة السورية عن إعادة إعمار المدن"،ويذكّر الكاتب بزيارة سفيري كل من الولايات المتحدة وفرنسا حمص، حيث جلسا مع آلاف المتظاهرين السلميين، الذين طالبوا برحيل الأسد، ويقول إن "الدبلوماسيين الغربيين كانوا يطالبون المعارضة السورية بألا تتفاوض مع الأسد، وهو خطأ كبير؛ لأنه طلب قائم على افتراض زائف يقول إن الأسد سينهار قريبا، أما الصحافيون فكانوا يتجمعون حول المعارضة السورية في شرق حلب للزحف القادم نحو دمشق"،وكتب فيسك ساخرا من توقعات مراكز البحث في واشنطن، والكم الهائل من "الخبراء"، بأن نظام الرئيس السوري وصل إلى نقطة الانهيار، ودعت هيلاري كلينتون الأسد إلى الرحيل، فيما قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن الأسد "لا يستحق أن يعيش على هذا الكوكب"، وطلبت "إندبندنت" من فيسك تحضير "نعي" للأسد كي يستخدم في المستقبل،ويعذر الكاتب من أخطأوا في التقدير، مشير إلى أنهم كانوا يعيشون ذروة الربيع العربي، من تونس وليبيا ومصر إلى اليمن، حيث اعتاد الصحافيون على الحديث عن "تحرير" المدن العربية،ويفسر فيسك التاريخ برؤيته وعبر النظرة الطائفية، ويقول إن الديكتاتوريين الذين أطيح بهم كلهم كانوا من السنة، وكانوا لا يتمتعون بقاعدة شعبية، ونسي أن علي عبدالله صالح هو زيدي، لكنه يمعن بالقول إن السعوديين لم يستطيعوا إنقاذ حسني مبارك، ونسي أن أمريكا لم تنقذ مبارك حليفها الأكبر.
ويشير الكاتب إلى أنه "بالنسبة لإيران، فإنها لم تكن مستعدة للتخلي عن حليفها العلوي الوحيد في المنطقة، ففي البداية تصرف حزب البعث والأجهزة الأمنية بطريقتهما المعروفة، حيث تم تعذيب الفتيان الذين كتبوا شعارات جدارية ضد النظام في درعا، وتم التحرش بقادة العشائر، وأرسل نائب وزير للاعتذار عن أخطاء الحكومة"،ويستدرك التقرير الذي ترجمته "عربي21"، بأن التعذيب كان الأداة الوحيدة التي تستخدمها الدولة، بحيث لم تعرف الأجهزة الأمنية طريقا غير هذا لحل التحدي الجديد للنظام، وطلب من الجيش التدخل وإطلاق النار على المتظاهرين، ومن هنا نشأ "الجيش السوري الحر"، المكون من منشقين عن النظام، الذين عاد بعضهم إلى الجيش من جديد، أو رجعوا إلى مناطقهم دون أن يمسهم النظام، ويلفت فيسك إلى أن تدخل الجماعات المسلحة في "اليقظة العربية" السورية كان واضحا منذ البداية، مشيرا إلى أن طاقم قناة "الجزيرة" صور في عام 2011 رجالا مسلحين يطلقون النار على القوات السورية قرب الحدود اللبنانية، لكن القناة لم تبث اللقطات ،وتكشف الصحيفة عن أن طاقما يعمل في تلفزيون الحكومة السورية أظهر منذ البداية صورا لرجال يحملون المسدسات والكلاشينكوفات في تظاهرة ضد الحكومة نظمت في دعا.
ويفيد التقرير بأن "المؤامرة الخليجية التركية، التي يتحدث عنها النظام اليوم، لم تثبت، لكن الناس شعروا بأنهم بحاجة إلى حماية عائلاتهم بالرصاص والبنادق، التي كانت متوفرة للمعارضة حينئذ، وعندما أعطت الحكومة الضوء الأخضر لمليشياتها بالهجوم على المتظاهرين، بدأت المذابح، واكتشف مراسل صحافي غربي أنه تم ذبح المدنيين كلهم تقريبا في بلدة في محافظة اللاذقية".
ويجد الكاتب أن الطبيعة الطائفية في الشرق الأوسط تم التلاعب بها ولأكثر من قرن، فقد قام الغرب باستخدام الصورة الطائفية لإنشاء حكومات "وطنية" ذات طبيعة طائفية، في فلسطين بعد حرب عام 1948، وفي قبرص ولبنان وسوريا، حيث استخدم الفرنسيون الطائفة العلوية في سوريا ليكونوا قوات خاصة لهم، وفي العراق بعد غزو عام 2003، ويقول فيسك إن "هذا لم يسمح لنا بتصوير الشرق الأوسط باعتباره طائفي النزعة، لكنه سمح لنا بتناسي المستوى الذي يدفع الأقليات لدعم الديكتاتوريين، إن الصحافيين يتناسون، أو أنهم وقعوا ضحية أنفسهم عندما تحدثوا عن التسيد العلوي لسوريا، مع أن 80 % من الحكومة السورية هم من السنة، الذين قاتلوا أبناء جلدتهم عبر العقود الماضية،وتنوه الصحيفة إلى التغير الذي حدث على جيش النظام السوري، الذي كان في لبنان غير منظم ومتورطا في تعاملات مشبوهة، مستدركة بأن مذابح جبهة النصرة لجنوده، حولته إلى مخلوق جديد يحب القتل،ويقول الكاتب إن معظم الذين قابلهم على خطوط القتال كانوا من الجنرالات السنة والعلويين أيضا، ويعيد القول إن من يقوم اليوم بحماية النظام ليس التحالف العلوي المسيحي، لكنه قوة تحالف سنية علوية مسيحية،ويضيف أن في سوريا اليوم قوتين قادرتين على مواجهة تنظيم الدولة وجبهة النصرة، وهما الأكراد وجيش النظام السوري، اللذان تلقيا دعما جويا من الطيران الروسي، وهما القوتان اللتان تربحان الحرب،ويلاحظ فيسك قوة جديدة في شوارع المدن السورية التي يسيطر عليها النظام، وهي صورة للأسد وبجانبه العقيد سهيل الحسن "النمر" أو "رومل" سوريا، ويصفه بأنه "رجل شرس قابلته، والآن نشاهد صورته كونه ضابطا سوريا إلى جانب الأسد، ويجب أن ننتبه لهذه الظاهرة، ويعلن الجيش ولاءه للأسد، وفي كل مرة يتحدث فيها الأسد يبدأ بدهاء بذكر (شهداء) الجيش السوري"،ويتساءل الكاتب: "هل هذا هو السبب الذي دعا ضباط المخابرات الفرنسيين والأمريكيين إلى التواصل، من بيروت طبعا، مع نقاط الاتصال القديمة لهم في المخابرات السورية؟ هل هذا هو السبب الذي قاد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري للقول إن الأمريكيين قد يتحدثون مرة ثانية مع الأسد؟".،ويختم فيسك قائلا: "من حيث المبدأ، أنا لا أحب الجيوش أيا كانت، لكن هذا لا يعني أنه يمكن تجاهلها، كما أنه لا يمكن تجاوز الأسد أيضا".
•اعتبرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أن الأزمة السورية والحرب الدائرة قد غيرت من شكل العالم وأثرت تأثيرا هائلا على السياسة العالمية،وذكرت الصحيفة أنه نظراً لوجود فراغ في الصراع السوري والأحداث المتدهورة منذ عام 2011، فقد ملأ تنظيم “الدولة” ذلك الفراغ وأحكم سيطرته على مدينة الرقة شرقي سوريا ومن ثم توسع حتى أحكم قبضته على الموصل العراقية لينتهي به الأمر في نهاية المطاف بالسيطرة على مساحة تمتد بين البلدين بحجم بريطانيا مع كل الأسلحة، والثروة، والموظفين على طول الطريق،وتابعت الصحيفة: “شن التنظيم هجمات إرهابية من فرنسا إلى اليمن، وإنشاء موطئ قدم لهم في شمالي ليبيا يمكن أن تكون امتداداً لما يسمى بـالخلافة في سوريا والعراق”،ولفتت الصحيفة إلى أن أهم هذه التأثيرات على السياسية العالمية هو عودة روسيا حيث أنشأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين موطئ قدم له في الشرق الأوسط بدعمه لبشار الأسد بالأسلحة والمستشارين والمساعدة الاقتصادية ولم يكتف بذلك، بل أرسل قواته الجوية لقصف المعارضين للحكومة السورية ، والآن روسيا هي اللاعب الرئيسي في المنطقة عند الحديث عن إنهاء الصراع في السوريا أو غيرها،وأشارت إلى أنه من بين التأثيرات زعزعة الاستقرار في أوروبا، مضيفة أنه عندما اعتمدت أوروبا اتفاقيات الحدود المفتوحة في وقت متأخر من القرن الماضي، لم تكن تتوقع أن يدخلها أكثر من مليون مهاجر -معظمهم من اللاجئين من سوريا- في عام واحد فقط، كما حدث في عام 2015، كما أن كثيرين لقوا حتفهم فيما كانوا يحاولون العبور عن طريق البحر، مما يشكل تحدياً أخلاقياً بالنسبة للقارة، وفقاً للصحيفة، وما تزال أعداد اللاجئين تتدفق إلى أوروبا الأمر الذي يترتب عليه حالة من الكراهية نحو الأجانب،وبينت الصحيفة الأمريكية أن أزمة اللجوء في أوروبا تتضاءل أمام أزمة اللاجئين التي حدثت وتحدث عبر دول الجوار السوري، إذ تستضيف تركيا ولبنان والأردن حول 4.4 ملايين لاجئ من سوريا، ورغم الانتعاش الاقتصادي الذي سببه اللاجئون إلا أن هذه الدول مهددة بأزمات تزعزع استقرارها،وأضافت أن الصراع السوري قد أدى إلى تعزيز نفوذ إيران في المنطقة والذي بات يمتد الآن من بيروت إلى طهران مع الحكومات التي توالي إيران في بغداد ودمشق إضافة إلى المليشيات التي تحركها إيران في كلا البلدين، أما في لبنان فإن إيران ممثلة بقوة من قبل حزب الله الذي يرسل المقاتلين ليقاتلوا جنباً إلى جنب مع الوحدات العسكرية الروسية والإيرانية، كما أنه يهمش المعارضة المدعومة سعودياً في الحكومة اللبنانية.
•كتب هاشم عبده هاشم في جريدة الرياض السعودية طارحاً عدداً من التساؤلات حول نتائج المحادثات في ضوء تصريحات المبعوث الأممي إلى سورية دي مستورا التي قال فيها إن هذه الجولة من شأنها تناول تشكيل حكومة وطنية وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية،وكتب هاشم: "هل الحل السياسي الذي يتحدثون عنه بات ممكن التحقيق.. ولمَ لمْ يتم بعد تحديد أطراف التفاوض المعنية بدقة.. وبصورة مقبولة من المعارضة الممثلة للشعب.. أم أننا سنرى أطرافاً مفروضة على الجميع تجد طريقها إلى طاولة المفاوضات،وحذر الكاتب النظام السوري الحالي قائلا: "نحن أمام عملية 'كسر عظم' لشعب قُتل منه مئات الآلاف.. وهُجِّر الملايين.. وسوف تلاحق لعنته النظام الحالي وكل من يقود سورية إلى الجحيم وليس إلى السلام والأمان والوئام والاستقرار والوحدة".
•نقلت صحيفة واشنطن بوست عن معارضين "معتدلين" مقيمين في بلدة غازي عنتاب التركية أقوالا بأن الاحتجاجات الأولى ضد النظام السوري ربيع 2011 كانت سلمية وكانت أعداد المحتجين تتزايد يوميا قبل أن ينضم إليها "الإسلاميون المتطرفون" الذين أطلقتهم السلطة بالآلاف من سجونها بموجب عفو أصدره الرئيس بشار الأسد،"واشنطن بوست:كثير من السوريين والمراقبين رأوا في وقت مبكر أن الإفراج عن "المتطرفين" يمكن أن يكون مقصودا لتحويل الثورة من سلمية إلى "عنيفة" لإقناع المجتمع الدولي بأن النظام أفضل الشرين"،وأضاف هؤلاء المعارضون أن النظام السوري كان ينفذ حملات اعتقالات واسعة ضدهم بالتزامن مع إطلاقه تلك الأعداد من "المتطرفين"،وقال التقرير إن كثيرا من السوريين والمراقبين رأوا في وقت مبكر أن الإفراج عن "المتطرفين" يمكن أن يكون مقصودا لتحويل الثورة من سلمية إلى "عنيفة" لإقناع المجتمع الدولي بأن النظام أفضل الشرين،ونسب التقرير إلى السفير الأميركي آنذاك لدى سوريا روبرت فورد قوله "الأمر يتعلق بالأرقام، لقد أفرج الأسد عن كثير من السجناء الإسلاميين في 2011"، مضيفا أن النظام كان على علم بأن هؤلاء المفرج عنهم سينضمون إلى الاحتجاجات ويرجح أنهم سيرتكبون أعمال عنف يستطيع استغلالها ليبرر عنفه ضد الاحتجاجات "لكنني لا أعتقد أن النظام كان يتوقع بروز جبهة النصرة ولا تنظيم الدولة الإسلامية ونموهما إلى حجمهما الحالي"،وأشار التقرير إلى أن تغيّر ميزان القوى وسط المحتجين لصالح "الإسلاميين المتطرفين" حدث عندما حمل المحتجون السلاح أولا ليدافعوا عن المحتجين السلميين ويردوا عنهم رصاص النظام، وثانيا لشن حرب صريحة، الأمر الذي شجع تدفق الأموال من تركيا والخليج لشراء السلاح "الذي كان يذهب معظمه إلى الإخوان المسلمين"، وبعد فترة قصيرة ظهرت "التنظيمات الأكثر تطرفا"،وقال السفير فورد إن الثوار الأوائل مرروا لعبة النظام بسماحهم بصعود "المتطرفين" وتسهيلهم بروز تنظيم الدولة "ولم يعوا لعبة النظام إلا في عام 2014، كما أنهم لا يزالون ينسقون مع جبهة النصرة"،ويقول "المعارضون المعتدلون" إن اي خيار آخر لم يكن متوفرا لديهم، فالولايات المتحدة تلكأت في الوفاء بوعودها بالدعم، وإنهم شعروا بأنهم في حاجة لأي مساعدة يحصلون عليها لمواجهة النظام الذي بدأ باستخدام الرصاص، ثم الغارات، ثم الصواريخ البالستية والأسلحة الكيميائية.
•نشرت صحيفة نيورك تايمز تقريرا عن التهدئة الحالية ووصفتها بأنها جزئية وقالت إنها أثبتت أنها أكثر إيجابية وصمودا مما كان يُتوقع وأنها خففت العنف كثيرا منذ أن بدأت في 27 فبراير/شباط الماضي،وأضافت أن المبعوث الدولي ستافان دي ميستورا يشعر بالارتياح حيال نتائج التهدئة بما يكفي لعقد جولة جديدة من المحادثات بين النظام والمعارضة التي ستبدأ غدا قبل يوم واحد من الذكرى السنوية الخامسة لقيام الثورة السورية،وقالت إنه رغم استمرار الغارات والقصف يوميا، فإن حصيلة القتل ومستوى الخوف انخفضا كثيرا، وإن دي ميستورا قال الأسبوع الماضي إن وقف إطلاق النار الذي خُطط له ليستمر أسبوعين من الممكن أن يستمر إلى أجل غير محدد،وكتبت أيضا عن الاحتجاجات التي نُظمت خلال الهدنة وعن مؤشرات جديدة على ضغوط تمارسها روسيا على الأسد والضغوط العسكرية الكبيرة التي يتعرض لها تنظيم الدولة في سوريا.
•روت صحيفة "الغارديان" البريطانية، قصة 10 أشقاء سوريين قاتلوا مع ثوار المعارضة، وتفاصيل مثيرة بعد انضمامهم إلى الكتائب المقاتلة ضد نظام بشار الأسد، إلا أنها قالت إن حكايتهم انتهت بأنهم "أصبحوا مخدوعين ومتفرقين"،وبحسب تقرير الصحيفة الذي ترجمته "عربي21"، فقد كانت بداية هؤلاء الأشقاء من محافظة إدلب، إذ سارعوا هناك للانضمام إلى الفصائل العسكرية التي شكلها الثوار في سوريا، للإطاحة بالنظام السوري، "مندفعين بالحماسة التي شهدتها بدايات الثورة، وقناعتهم بأنها الطريق لإزاحة النظام، وإعادة تشكيل الدولة السورية".
وقالت إنهم كانوا يعتقدون حينها بأن الإطاحة بالأسد ستؤدي إلى إعادة تقويم السلطة في سوريا، تتويجا للتيار الشعبي الذي خرج في بداية الثورة السورية، الذي كان واضحا في شوارع درعا في أوائل عام 2011،وتابعت بأن الأمور بالنسبة للأشقاء العشرة "كانت أكثر بساطة في ذلك الوقت، إلا أن تطورات الأزمة السورية جعلتهم لا يعرفون جيدا العدو من الصديق"، معتبرة أن هذه كانت الانعطافة الرئيسة للوضع في سوريا، بعدما تحولت الثورة عن طريقها بدخول تنظيم الدولة إلى الساحة، ثم دخول روسيا، ووفقا للصحيفة فقد تسللت خيبة الأمل ببطء إلى الأشقاء، وكان ذلك بسبب عوامل عدة. وبدأ ذلك مع إدراك أن خطوط الجبهة التي كانت قد ظهرت بدأت هشة وديناميكية في وقت مبكر من عام 2013، لتصبح بعد ذلك راكدة في وقت لاحق من ذلك العام.
وأوردت "الغارديان" أن الأشقاء توجهوا بعد ذلك إلى حلب ثاني أكبر مدن سوريا، ومركزها التجاري، للانضمام للفصائل الثورية المقاتلة هناك، ثم تحوّل بهم الأمر تدريجيا إلى أماكن شتى، بعدما شعروا بخيبة الأمل،ونقلت الصحيفة عن أحدهم ويدعى رضا، حديثه عن موقف تعرّض له بصحبة خمسة من أشقائه، حين اعتقلتهم مجموعة مسلحة، وأخذت منهم أسلحتهم الشخصية، وكان يبدو أنهم سيقدمون على عمل شيء ما بشكل عنيف، لكنهم تراجعوا بعدما تأكدوا من هويتهم، وأنهم من إدلب، وأن لهم الكثير من الأشقاء وأبناء العمومة القادرين على الثأر، فتركوهم يرحلون.
وسردت الصحيفة ما وصل إليه حال الأشقاء في محطة رحلتهم الأخيرة؛ أنه بقي منهم ثلاثة أشقاء فقط على الساحة السورية حتى الآن، وذلك بعد مرور خمس سنوات على انطلاقة الثورة.
وأوضحت أن اثنين منهم يعملان في مركز طبي ميداني، والثالث يقاتل على إحدى الجبهات مع فصائل الثورة، بينما قتل أحدهم.. أما الستة الباقون، فنزحوا إلى أماكن مختلفة، ومنهم رضا الذي تحوّل إلى لاجئ في ألمانيا،ونقلت الصحيفة كذلك عن رأفت، وهو أحد الأشقاء العشرة، قوله إنه لا يزال في حلب، لكنه فقد أمله في أن يرى أهداف الحرب قد تحققت، مضيفا أنه "بات من الصعب جدا الآن أن نرى ذلك.. خصوصا منذ تدخل الروس" في سوريا.
•نشر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني تقريرا حول مساعي الأكراد لإقامة نظام فيدرالي في سوريا بدعم روسي، وقال إن الولايات المتحدة ربما تساند هذا السيناريو بشكل سري أو غير مباشر، في ظل رفض من تركيا وفصائل المعارضة السورية الذين يخشون أن تكون الفيدرالية تمهيدا للتقسيم،وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن مصادر كردية ومراقبين سياسيين؛ أجمعوا على أن بشار الأسد وحلفاءه الروس أصبحوا أقرب من أي وقت مضى لقبول حل الحكم الذاتي للأكراد. وقد دعا وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، يوم الجمعة الماضي الأمم المتحدة إلى إشراك الأكراد في المفاوضات القادمة، في إشارة إلى التطور الذي شهدته العلاقة بين روسيا والأكراد،وأضاف التقرير أن واشنطن لا تزال تتمسك بشكل رسمي برفض فكرة الفيدرالية في سوريا، ولكنها في مواجهة تغير الأوضاع الميدانية وتطور مواقف موسكو والنظام السوري؛ ويقول بعض المحللين إنها قد تنظر في هذه الفكرة،وأشار التقرير إلى أن هذه الفكرة ليست جديدة، حيث إن موسكو تفكر فيها منذ مدة، بهدف الحد من النفوذ التركي في شمال سوريا. ونقل في هذا السياق تصريح إدريس نعسان، المسؤول الكردي في منطقة عين العرب (كوباني)، الذي قال: "إن النظام السوري يعلم جيدا أنه لم يعد بإمكانه استعادة كامل سوريا، ولهذا فهو مستعد لقبول حل الفيدرالية، كما أن الأكراد أيضا يحاربون لهذا الهدف، حيث يريدون إدارة بلداتهم ومدنهم ذاتيا، ولذلك سيكونون في صف الأسد"، وقال نعسان: "إن الرغبة الروسية في مساعدة الأكراد ظهرت من خلال سلسلة الغارات الجوية التي قام الطيران الروسي بشنها لتوفير الغطاء الجوي لتقدمهم على الأرض، والهدف الحقيقي لروسيا من هذه العملية كان إضعاف النفوذ التركي في سوريا. كما أن روسيا تعرف جيدا أن تعطيل الدور التركي في سوريا يعني إضعاف فصائل المعارضة وتقوية نظام بشار الأسد، وهي تريد أيضا من خلال هذا التوجه لعب دور مستقبلي في الإقليم الكردي، جنبا إلى جنب مع الولايات المتحدة"، وأشار التقرير إلى أن التوتر بين موسكو وأنقرة بدأ بسبب تعارض المواقف من الحرب في سوريا، إلا أن العلاقات بينهما شهدت تدهورا حادا في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، عندما قام سلاح الجو التركي بإسقاط طائرة "سوخوي 24" روسية، بعد أن اخترقت الأجواء التركية. ومنذ ذلك الوقت أصبح المسؤولون الروس ووسائل الإعلام لا يخفون دعمهم لأكراد سوريا وتركيا ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان،وأورد التقرير في هذا السياق أن تطور العلاقات بين روسيا والأكراد تمت ترجمته في شهر شباط/ فبراير الماضي، من خلال افتتاح تمثيلية دبلوماسية كردية في موسكو، في خطوة غير مسبوقة تهدف من خلالها روسيا لبناء علاقات قوية مع الأكراد لمرحلة ما بعد الحرب،وذكر التقرير أن موقف واشنطن من هذه المسألة قد يكون بصدد التغيير، حيث إن الولايات المتحدة في العلن لا تزال تعارض بشدة فكرة منطقة حكم ذاتي للأكراد، إلا أن مسؤولين أكرادا يؤكدون أن هنالك دعما أمريكيا سريا لاتفاق سوري على نوع من الفيدرالية، تقسم بموجبه البلاد إلى ثلاث مناطق، للعلويين والأكراد والسنة،ونقل التقرير في هذا السياق موقف السفير الأمريكي السابق في سوريا، روبرت فورد، الذي قال: "إن الأولوية بالنسبة للولايات المتحدة هي جعل الحكومة المركزية في دمشق قوية بما يكفي لمواجهة المجموعات المسلحة الناشطة في البلاد". كما أكد أن "الولايات المتحدة ليست ضد الفيدرالية وليست في الوقت نفسه مع هذه الفكرة، وكل ما يهمها هو أن تكون الحكومة في دمشق قادرة على مواجهة تنظيم الدولة وجبهة النصرة"،ونقل التقرير رأي نيكولاس هيراس، الباحث في المركز الأمريكي للدراسات الأمنية، الذي أكد "أن الولايات المتحدة لا تريد أن تظهر كأنها تساند حل تقسيم سوريا، ولذلك فهي تقول إنها ضد التقسيم، إلا أن الفيدرالية لا تعني تقسيما، بل هي تحافظ على قدر من السلطة للعاصمة دمشق، وفي المستقبل المنظور يبدو أن الأسد هو الذي يسيطر على العاصمة"،وأشار التقرير إلى أن منظمة الأمم المتحدة أيضا بصدد النظر في هذا الاقتراح، حيث إن مبعوثها الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستوار، ناقش مسألة الفيدرالية مع المعارضة السورية خلال مباحثات جنيف الأخيرة، إلا أن المعارضة رفضت كل مقترحاته وشددت على أن سوريا يجب أن تظل دولة موحدة ذات حكم مركزي،واعتبر التقرير أن فكرة الفيدرالية هناك ما يدعمها على الأرض، حيث إن الأكراد حققوا تقدما ميدانيا هاما في الفترة الأخيرة على حساب مناطق سيطرة تنظيم الدولة، بدعم روسي أمريكي كبير، إلا أن الفصائل الكردية لا تزال غير قادرة على التوحد على كلمة واحدة، إذ أن المجلس الوطني الكردي المدعوم من مسعود برزاني يفضل العمل مع المعارضة السورية في جنيف، بينما تم إقصاء حزب الاتحاد الديمقراطي من هذه المحادثات بطلب من تركيا،كما أن هنالك اتهامات متبادلة بين الطرفين، حيث يوجه المجلس الوطني الكردي اتهامات لحزب الاتحاد الديمقراطي بالعمل مع الحكومة السورية، فيما يتهم الثاني الأول بالعمل مع تركيا التي ترفض فكرة الحكم الذاتي للأكراد في سوريا،وفي المقابل أشار التقرير إلى أن فكرة الفيدرالية في سوريا تلقى معارضة كبيرة من تركيا وفصائل المعارضة المدعومة من السعودية. ونقل عن نيكولاس هيراس قوله: "إن تركيا تخشى من ظهور دولة كردية في شمال سوريا، ولهذا فهي ترفض بشكل قطعي فكرة الفيدرالية؛ لأن هذا سيمكن حزب العمال الكردستاني المصنف كتنظيم إرهابي من أن تكون له قواعد خلفية لشن هجماته على تركيا"وختاما؛ أشار التقرير إلى إمكانية إيجاد حل وسط لتأليف هذه المواقف المتعارضة والاتفاق على الفيدرالية في سوريا، حيث إن بشار الأسد يمكنه أن يقنع تركيا بقبول هذا الحل إذا وعدها بالوقوف معها ضد حزب العمال الكردستاني، رغم أن هذا يبقى في الوقت الحاضر مستبعدا في ظل سيطرة روسيا على القرار السوري وتدهور علاقاتها مع تركيا.
•قال الكاتب السياسي الفلسطيني ماجد كيالي أنه لا يجدر بالمعارضة السورية أن تقف عند حدود الحديث عن الرغبات أو الأمنيات فقط، ولا أن تقول ما ترفضه، أو ما يمكن أن تقبله فحسب، وكأنها في كل ذلك قامت بما عليها أو ما هو مفترض منها،هكذا ينتظر من هذه المعارضة، بعد خمسة أعوام من الثورة، أن تقف إزاء ذاتها، لمراجعة ونقد مسيرتها وأشكال عملها وخطاباتها، وبالخصوص أن تكاشف شعبها بما تقوم به، في مواجهة التحديات والتعقيدات التي تواجهها ثورة السوريين. مثلاً، مطلوب منها أن توضّح ما تفعله من أجل بناء كياناتها السياسية والعسكرية؟ وهل تفعل ذلك بالطريقة الصحيحة؟ ما تفعله من أجل تنظيم أو إدارة “مجتمعات” السوريين في الداخل والخارج؟ وما تفعله من أجل بناء نماذج أفضل للسلطة في ما يعتبر “مناطق محررة”؟ وأيضاً ما الذي تفعله من أجل استعادة الثورة لبعدها الشعبي ولخطاباتها المتعلقة بالحرية والكرامة والعدالة والتغيير الديمقراطي؟ وما الذي تفعله من أجل تعزيز مكانة السوريين وفرض حقوقهم ورؤيتهم في أي تصور لبناء سوريا المستقبل، بحيث تكون سوريا لكل السوريين بكل أطيافهم ومكوناتهم من ذلك يمكن الاستنتاج بأن المعارضة ليست مجرد صورة أو صوت أو بيان في الفضائيات، وأن ثورة السوريين مازالت تواجه التحدي الأهم المتعلق بإيجاد كيان سياسي يمثل السوريين وثورتهم، ويعبر عنهم،وهذه الأيام ثمة مساران يمكن للمعارضة السورية أن تستفيد من معطياتهما. الأول يتمثل في عودة الروح إلى مجتمع السوريين في كافة أنحاء سوريا، واستعادة ثورتهم لطابعها الشعبي والسلمي، وهو ما يمكن تبيّنه من المظاهرات التي اندلعت يومي الجمعة الماضيين، بعد تراجع حدة القصف الجوي، نتيجة فعاليات الهدنة، ما يؤكد أن هذه الثورة في جوهرها هي شعبية وسلمية، وأن التوجه لحمل السلاح لم يكن خياراً، وإنما جاء نتيجة دافعين، أولهما، انتهاج النظام لأقصى العنف، وثانيهما، التدخلات الخارجية المضرة. هذا يفيد بأن على المعارضة أن تستثمر في هذا الاتجاه وأن تشتغل على تطويره، وضمنه أن تشتغل على توضيح ذاتها باستعادة خطاباتها الأولى، كثورة من أجل الحرية والكرامة والعدالة والتغيير الديمقراطي،أما المسار الثاني فيتعلق بالمفاوضات الجارية في جنيف، خاصة أن المبعوث الدولي، ستافان دي مستورا، أكد بوضوح أنها ستركّز على الحوكمة وصوغ الدستور، وصولاً إلى تنظيم انتخابات رئاسية وبرلمانية، وأن الملف الإنساني؛ وقف القتال ورفع الحصار، بات محسوماً (طبعا تتبقىّ مسألة الإفراج عن المعتقلين) وأنه لا يوجد مدى زمني لوقف إطلاق النار، وأن المهم تحقيق الانتقال السياسي، وهذا كلام مهم جداً، ولا سيما مع تأكيد ديمستورا أن المفاوضات تجري وفقا لإعلان جنيف 2012. ويستنتج من ذلك أن المفاوضات هي مرحلة مهمة في الصراع السوري، ويمكن أن تفيد بتعزيز الكيان السياسي للمعارضة، عند السوريين، وفي العالم، كما يمكن أن تفيد بالتعويض عن الخلل في موازين القوى، عبر تجنّب الصراع المسلح الدامي والمدمر، والذي لا يفيد إلا النظام وحلفاءه، لأنهم من يملك الطيران والمدفعية والصواريخ وقوة النيران،الآن من الواضح ومع دخول الثورة السورية عامها السادس، إن هذه الثورة التي تعتبر الأكثر كلفة بين ثورات الربيع العربي، لم تبق على براءتها الأولى، كثورة شعب ضد نظام تأسس على الاستبداد والفساد، إذ تواجدت طبقات أخرى،أولها؛ إدخال أطراف خارجية على خط الصراع، أي إيران وميليشياتها اللبنانية والعراقية،وثانيها؛ دخول أطراف عربية وإقليمية على الخط، للسيطرة على الثورة والتحكم بتداعياتها، بحيث بتنا أيضا إزاء صراع إقليمي على سوريا،وثالثها؛ الناجم عن الطبقتين المذكورتين بظهور الجماعات الإسلامية المتطرفة المحسوبة على “القاعدة” وأخواتها، أي جبهة النصرة وبعدها داعش، وهذه طبقة تم تصنيعها، ولكنها مع الزمن اكتسبت ديناميتها الخاصة،وطبعا ثمة طبقة رابعة؛ دخول الولايات المتحدة وروسيا على الخط مع اختلاف أجندة كل منهما. على ذلك فإن المشكلة هي أن هذه الطبقات باتت تخنق الطبقة الأولى أي الثورة السورية وتضعف صدقيتها أو شرعيتها، ما يعني أن مهمة المعارضة هي استنهاض هذه الطبقة من الصراع.
•قالت واشنطن بوست في افتتاحية لها إن الوقف الجزئي للأعمال العدائية في سوريا خلال الأيام الماضية خفف بشكل ملموس معاناة المواطنين التي طالت، لكن تكلفة ذلك كانت عالية لأنها ضمنت استمرار الرئيس السوري وفقدان فرصة السلام الدائم، وأوضحت الصحيفة أن بعض التقديرات تشير إلى انخفاض أعمال العنف بنسبة تزيد على 80%، وأن قوافل الطعام والأدوية قد وصلت حتى اليوم إلى 150 ألف سوري من أصل خمسمئة ألف كانوا تحت الحصار، بينما استأنفت المعارضة احتجاجاتها السلمية ضد الرئيس السوري بشار الأسد الأمر الذي يشير إلى أن الأسد قد فشل في تحطيم الثورة الشعبية التي بدأت ضده قبل خمس سنوات، وأضافت أن الرابح في وقف إطلاق النار هي روسيا التي ظل رئيسها فلاديمير بوتين يصوّر نفسه مؤخرا على أنه صانع سلام وأنه رجل دولة، بينما يستمر في تنفيذ أهدافه العسكرية في مناطق إستراتيجية تحت غطاء قتال "الإرهابيين"، كما أن قوات الأسد مستمرة -بالدعم الجوي الروسي- في محاولاتها لقطع آخر طريق للإمدادات يؤدي إلى الجزء الذي تسيطر عليه المعارضة المسلحة في حلب، كما تحاول الاستيلاء على مناطق رئيسية قريبة من دمشق، وبذلك -تقول الصحيفة- إن بوتين أصبح في وضع يمكنه من إضعاف المعارضة السورية التي يساندها الغرب، وفي الوقت نفسه يضمن أن النظام "الدكتاتوري الاستئصالي" الذي يدعمه سيستمر في البقاء، وأشارت الصحيفة إلى أن من المفترض أن يؤدي وقف إطلاق النار إلى استئناف المباحثات حول مستقبل سوريا، لكنها أعربت عن تشاؤمها من أن يتم ذلك، وقالت إن المسؤولين الأميركيين لا يزالون يتوقعون -بشكل غير منطقي- أن يتعاون بوتين في إجبار الأسد على مغادرة السلطة وفتح المجال لتشكيل حكومة جديدة، لكنها قالت إن أفضل ما يمكن أن يأمله المراقب هو تقسيم سوريا مع استمرار القتال وعدم الاستقرار بمستوى أقل من الآن، واختتمت قائلة إن بوتين ربما يبدأ سعيا لرفع العقوبات الغربية ضد روسيا مقابل تهدئة الصراع في سوريا وتخفيف معدل اللجوء المرافق إلى أوروبا، أو استئناف هجماته العسكرية لاستعادة قبضة النظام على حلب، معلقة بأن الرئيس الأميركي باراك أوباما قد منح بوتين هذه الخيارات مقابل تفادي تدخل واشنطن العميق في سوريا.
•قالت الكاتبة رولا خلف في مقالها بصحيفة فايننشال تايمز إن المعجزات لا تحدث في الشرق الأوسط وخاصة في سوريا، لكنها أردفت أن مستوى العنف في الحرب الأهلية السورية المستمرة منذ أكثر من خمس سنوات، قد انخفض بشكل كبير منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ قبل أسبوعين، وأضافت أن هناك من المحللين من لا يعتبره وقف إطلاق نار بأية حال، وأنه مجرد "هدنة" أو "وقف للأعمال العدائية"، لأنه لا يزال هشا بحيث يمكن أن يتصدع في أي لحظة مما يؤدي إلى سفك الدماء على نطاق أوسع، ومع ذلك اعتبرت الكاتبة أي "فترة راحة قصيرة" أفضل من لا شيء على الإطلاق، وأن هذا الأمر كان أشبه بمعجزة لكثير من السوريين، حيث إن البعض بالفعل عادوا خلال الأسبوع الماضي يتفحصون بيوتهم المهجورة واستمتع البعض الآخر بليلة نوم هادئة نادرة من دون دوي المدفعية أو هدير الطائرات الحربية، وآخرون خرجوا مرة أخرى محتجين في الشوارع تذكيرا بالحرب الأهلية التي بدأت عام 2011 كانتفاضة سلمية ضد الطغيان.
ورأت خلف أنه إذا استمر وقف إطلاق النار صامدا فقد تتجه سوريا إلى ما يطلق عليه "الصراع المجمد" على غرار شرق أوكرانيا، حيث إن روسيا هي صاحبة القرار هناك أيضا.
وأضافت أن هذا الأمر قد لا يكون هو الطريق إلى السلام بقدر ما هو تقسيم فعلي للبلد إلى ثلاثة كيانات: واحد تحت سيطرة النظام السوري، وآخر تحت سيطرة الثوار، وثالث تحت السيطرة الكردية، وأوضحت الكاتبة أن القتال يمكن أن يكون مبررا بالرغم من اتفاق وقف إطلاق النار، لأن إحدى جماعات الثوار -وهي جبهة النصرة- مصنفة منظمة إرهابية، ولا يزال من الممكن استهدافها (بالإضافة إلى تنظيم الدولة) من قبل قوات الأسد والقوات الروسية، وأضافت أن وقف إطلاق النار يسمح لموسكو بمواصلة دعم سعي النظام السوري للسيطرة على كل المدن الكبرى، وإقامة ممر آمن من دمشق على طول الطريق إلى ساحل البحر المتوسط.
•يقول تقرير لمنظمة "سيف ذا تشيلدرن" (أنقذوا الأطفال) البريطانية إن الهدنة لم تؤد إلى وقف وفاة الأطفال، حيث ينتظرون الأدوية التي ستنقذ حياتهم على نقاط التفتيش، فيما اضطر الكبار لتناول الحشائش وعلف الحيوانات، ويشير التقرير إلى أن العائلات تقوم بحرق وسائد النوم من أجل الحصول على دفء هربا من برد الشتاء، واضطرت المدارس للعمل من تحت الأرض لتجنب البراميل المتفجرة، أما الجرحى جراء الغارات الجوية فقد تركوا يموتون بسبب نقص الأدوية ومواد التخدير والمسكنات والأدوية اللازمة لمن يعانون من أمراض مزمنة، بالإضافة إلى موت الأطفال بسبب قلة الطعام وحتى من داء الكلب بسبب نقص اللقاحات،ىوتذكر المنظمة أن الموت يحيط بالمدن والقرى المحاصرة من كل جانب، فلو لم يمت الناس من الجوع أو المرض، فإنهم يموتون بفعل رصاص القناصة وانفجار الألغام، وتعلق صحيفة "الغارديان" على التقرير بالقول إن "هذه المشاهد ليست من الحرب العالمية الثانية ومعسكرات الموت فيها، أو الغولاغ السوفييتي، بل هي واقع الحياة لأكثر من مليون سوري يعيشون في المناطق المحاصرة في مناطق مختلفة من البلاد، بحسب منظمة (سيف ذا تشيلدرن)"وينقل التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، عن المديرة التنفيذية للمنظمة تانيا ستيل، قولها: "يموت الأطفال من نقص الطعام والدواء في أجزاء مختلفة من سوريا، مع أن مستودعات الطعام ليست بعيدة عنهم، وهم يدفعون ثمن صمت العالم". وتضيف أن ربع مليون طفل يعيشون في المناطق المحاصرة، وفي ظروف تصفها المنظمة بأنها "سجن مفتوح"، وتبين الصحيفة أن تقرير المنظمة قام على سلسلة من المقابلات والنقاشات مع الآباء والأطفال والأطباء وعمال الإغاثة في المناطق المحاصرة، ويكشف التقرير عن الوحشية التي تتميز بها الحرب السورية، التي ستدخل عامها السادس الأسبوع المقبل، وقد قتل فيها أكثر من 450 ألف شخص.، وتلفت الصحيفة إلى أن معاناة الأطفال والناس في المناطق السورية المحاصرة هي إدانة لفشل المجتمع الدولي في وضع نهاية للأزمة، فلم تتلق سوى نسبة 1% من المناطق المحاصرة طعاما، فيما تلقت نسبة 3% عناية صحيةوينقل التقرير عن رحاب، التي تعيش في الغوطة قرب دمشق، قولها: "تمكن الخوف منا، وينتظر الأطفال دورهم في القتل، ويعيش الكبار بانتظار دورهم للموت"، وتفيد الصحيفة بأنه كان من المؤمل أن تؤدي الهدنة، التي شرع بتطبيقها قبل أكثر من عشرة أيام، إلى وصول المساعدات الإنسانية، إلا أن الناشطين وعمال الإغاثة يتهمون نظام بشار الأسد، الذي يسيطر على الحواجز، ويقوم بعمليات الحصار، بتأخير وصول المواد الإنسانية، في خرق واضح لشروط الهدنة، وينوه التقرير إلى أن وقف العمليات القتالية لم يخفف من معاناة سكان المناطق المحاصرة، التي يعيش فيها كما تقول منظمة أطباء بلا حدود 1.9 مليون نسمة، وبحسب تقرير "أنقذوا ألاطفال"، فإن كل الذين اتصلت بهم تحدثوا عن وفاة أطفال في مناطقهم المحاصرة، حيث أجبر السكان المحاصرون على تخفيف كمية الطعام في الوجبات اليومية، فيما لم يستطع آخرون الحصول على ما يكفي لوجبة طعام، وتكشف الصحيفة عن أن تقرير المنظمة يشير إلى مآس أخرى يعاني منها السكان تحت الحصار، مثل العنف الجنسي، وعمالة الأطفال، وجرائم السرقة، والعنف، وإغلاق المدارس بسبب الغارات الجوية، ونقص المواد التدريسية، وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن أحمد، الذي يعيش في بلدة دوما المحاصرة، يقول: "عندما أسمع صوت القصف أو الطائرات أشعر بالخوف وأسارع بالاختباء تحت السرير"، وتقول رحاب: "لم يعد هنا أطفال، بل هم كبار صغار في العمر".
•قال الكاتب محمد برهومة أن التداعيات والمخاطر المحتملة المخيفة لمشروع روسيا بشأن فيدرالية سورية، تجعل الأصوات تتصاعد محذرة من المسّ بالجغرافيا التي أرستها معاهدة "سايكس-بيكو" قبل مائة عام. وبالتأكيد أن صعود تنظيم "داعش" في سورية، منذ عامين على الأقل، مثّل ضربة للمعاهدة الأكثر شهرة ومؤامراتية في الشرق الأوسط. وبالتأكيد أيضا أن عودة سورية إلى ما كانت عليه قبل العام 2011 أُمنية صعبة التحقق قبل عقدٍ من الآن. لكنّ الطرح الفيدرالي الروسي يذهب إلى إنتاج جغرافيا سياسية تقطع الصلة كلية مع "سايكس-بيكو" ولا تقوم بتعديلات طفيفة عليها فقط،والجغرافيا السياسية التي ترغب موسكو في إرسائها في سورية بقوة الضربات الجوية، تلامس وتراً حسّاساً لدى الأكراد والعلويين من موقعين مختلفين لكلّ منهما. فإذ نشاهد صعوداً وانتعاشاً للهوية الكردية وأحلام الاستقلال وبناء كيانية على جغرافيا أغنى في الموارد والسكان والأرض، نرى أنّ مقترح أو مخطط موسكو لفيدرالية سورية يُقدَّمُ إلى العلويين كطوق نجاةٍ بعدما استنزفت حرب السنوات الست في سورية أبناء الطائفة العلوية، وأفنت طيفاً واسعاً من شبانها. ولا أدري إن كان ثمة مبالغة في القول إن العلويين سينظرون، ربما، إلى مقترح الفيدرالية بوصفها "غيتو" يحميهم ويمنع تقلّصهم واستنزافهم وخسارتهم، فيما سيستقبلها الأكراد بوصفها نتاجاً لصلابتهم وقوتهم المتصاعدة، ومحضهم من قبل الأميركيين والروس على حدّ سواء الدعمَ والإسناد والاعتراف بهم كشركاء أساسيين، والاستثمار فيهم إلى درجة عدم الاكتراث الأميركي بانزعاج أنقرة من تنامي هذا الاستثمار، وتقصّد موسكو إزعاجها عبر هذه الشراكة، التي أجهضت المنطقة الآمنة شمال سورية، وجعلت الصراع التركي-الكردي اليوم ينتقل إلى مرحلة جديدة ستتضح معالمها أكثر فأكثر إن قُيّض لمشروع الفيدرالية الجديد أن يرى النور، وهو احتمال واردٌ في ظلّ صمتٍ أميركي ملتبسٍ يُسهّل على بعضهم الاستنتاج المجانيّ والحديث عن "تفاهم أميركي-روسي" على إعادة رسم الخرائط وتعديل أوزان المكونات وإبعاد السنّة إلى جغرافيا أقل استراتيجية ونفوذاً وتأثيراهي وصفة للتدمير الذاتي، وإذا صحّ هذا الاتهام فإن تاريخ المنطقة يُذكّر بأنّ مشاريع الوحدة العربية القسرية التي تمتْ قبل عقود عُنوةً ومن دون ظروف كافية للنجاح أورثت أهل المنطقة مزيداً من المآسي والخيبات والتخلّف والضياع والعنف والتمزق، فكيف بمشاريع إعادة تقطيع "سايكس-بيكو" بالدم وغارات "السوخوي" والتشريد والقهر والصمت الأم، ومن المهم، على الأقل، بلورة رؤية عربية لقيادة جهد دبلوماسي وبناء خطوات وشراكات على الأرض تستهدف إقناع القوى الدولية بأن الاستعجال بفرض الحلول المشوّهة في سورية سيضرّ بالأمن الإقليمي والدولي ويُحفّز نوازع العنف والكراهية والإرهاب، ويستنزف موارد الجميع في سعيهم لمحاصرة ألسنة النيران ووقف الكارثة.
•تشن موناليزا فريحة في صحيفة "النهار" اللبنانية هجوما على سياسة الحكومة التركية في التعامل مع أزمة اللاجئين، قائلة: "تستغل أنقرة على نحو فاضح معاناة اللاجئين السوريين الهاربين من الحرب لتحقّق مكاسب اقتصادية وسياسية على حساب الدول الأوروبية المرتبكة حيال التعامل مع أزمة إنسانية تتحول أزمات سياسية واقتصادية في عدد من تلك الدول".
وتضيف الكاتبة: "إذا كانت السياسة هي المحرك الوحيد لتركيا في إدارتها لملف اللاجئين، من المعيب أن تتواطأ أوروبا في تحويل هؤلاء النساء والأطفال والشيوخ مجرد بيادق في لعبة الشطرنج الدولية".
•يتهم أحمد منصور في "الوطن" القطرية الحكومات الأوروبية بأنها تتعامل مع اللاجئين بـ" قهر وتسلط وعنصرية وظلم"،ويضيف الكاتب: "كل هؤلاء اللاجئين هم ضحايا للسياسات الأوروبية والأمريكية وللحروب التي أشعلها هؤلاء وتركوا نيرانها تحرق الأخضر واليابس".
•يرى فيصل جلول في "الخليج" الإماراتية أن "التراجع التركي عن الامتناع عن استقبال المرفوضين من أوروبا يشكل منعطفاً" في قضية اللاجئين، معللا أن "المرشحين الجدد للهجرة سيكون بعلمهم من الآن فصاعداً أن احتمال استقبالهم سيكون ضعيفاً وبالتالي لا يستحق مغامرة الهجرة"، ويضيف الكاتب أن "الحل الأمثل لمشكلة الهجرة إلى أوروبا يكمن في إقفال النزاع السوري الذي ألقى ويلقي بكتل بشرية مستقرة في أراضيها على دروب الجلجلة".
•كتبت صحيفة "اليوم"السعودية إن عمليا المعارضة العسكرية، لديها تفكير جدي أنها في وقت المواجهة الحربية، فهي تستهدف قوات الاسد اولا، والميليشيات الداعمة له. الحلول السياسية، لا تعني فرض قواعد الحل السياسي وفقا لما تراه موسكو، بل لما تراه القوى الوطنية السورية، ورأت إن الحلول القاصرة، يكمن في داخلها الاقتتال العنيف، وان الذين يحاولون عدم رؤية الحقيقة، بحثا عن انتصارات وهمية، يدركون أكثر من غيرهم، أن هذه الانتصارات التلفزيونية لا تصمد، ولا تؤسس لمستقبل آمن ومستقر في سوريا والمنطقة، وشددت إن على الامم المتحدة ان تعي جيدا دورها في بناء الامن والسلم الدوليين، وان شعوب المنطقة بدأت ومنذ سنوات، في رؤية مختلفة لهذه المنظمة الدولية، التي أصبحت شاهد زور على الكوارث الانسانية، ولم يتبق للامين العام للامم المتحدة من دور سوى الشجب والاستنكار والتعبير عن القلق.
•قالت صحيفة "الرياض"السعودية إن الهدنة التي تولت أمرها روسيا كشفت حجم الدمار المادي والبشري الذي تركته خمس سنين لم يمر على الكون أبشع منها منذ الحرب العالمية الثانية، فصور الدمار تتحدث عن هول الجريمة التي اُرتكبت في هذا البلد التاريخي، وزادت : لكن الذي لم يُدمر ولم تفلح معه البراميل المتفجرة أو الأسلحة الكيماوية أو الصواريخ الاستراتيجية أو المليشيات العابرة للحدود أو التنظيمات الإرهابية هو إصرار الشعب السوري على الحرية، وعلى رحيل النظام الذي قتل منهم حوالي نصف مليون إنسان وهجّر الملايين، وأختتمت : كان خروج الناس رافعين شعارات رحيل نظام الأسد الفاشي رسالة بالغة لكل من حاول الرهان على النظام وإنقاذه أو محاولة إبقائه أو حتى تأهيله، فلا مجال لنظام ترك في كل بيت سوري ثأراً معه، ولا لدول وكيانات تراهن على ترك موطئ قدم لها في سورية بأنه يمكنها أن تظل رغماً عن الشعب الذي لا شك أوصل رسالته بعد أن انقشع غبار القصف ودفن الناس شهداءهم ليعاود رفع شعاره "إرحل".
•شدد جميل النمري في صحيفة الغد الأردنية على أهمية "التوصل إلى اتفاق على الحل السياسي في سوريا"، مضيفاً: "لكن قد تصبح المعادلة معكوسة؛ أي أن التدخل الدولي البري هو السبيل للقضاء على "داعش"، ثم فرض الحل السياسي والسلام في سورية."
•في صحيفة الخليج الإماراتية يعزو عبدالإله بلقزيز عدم سقوط النظام السوري خلال السنوات الخمس الماضية لـ : "وجود قاعدة اجتماعية عريضة وحقيقية يستند إليها ولتماسُك الجيش واستمرار جسمه الغالب موحَداً."، وأضاف بلقزيز: "أمّا 'الثورة'، التي بدأت مدنيةً وسلمية، فافتقرت إلى التنظيم بسبب ضَعف المعارضة وطغيان النزعة العفوية في 'الشارع'. وما لبثت سلميتُها أن تبدّدت بعد بضعة أشهر حين دخلت الجماعات المسلّحة على خطها. ولأنها هي القوى المنظَّمة الوحيدة من خارج النظام، فقد آلت إليها مقاليد 'الثورة السورية' لتأخذ البلد إلى الجحيم. وهكذا لم تكتف بتدمير الدولة والمجتمع فحسب، بل زادت على ذلك بتدمير حُلم مئات الآلاف من المواطنين الذين تظاهروا في مارس/آذار 2011 من أجل الإصلاح السياسي!"
•استنكرت صحيفة الرياض السعودية "حجم الدمار المادي والبشري الذي تركته خمس سنين لم يمر على الكون أبشع منها منذ الحرب العالمية الثانية، فصور الدمار تتحدث عن هول الجريمة التي اُرتكبت في هذا البلد التاريخي."، وأضافت الجريدة: "لكن الذي لم يُدمر ولم تفلح معه البراميل المتفجرة أو الأسلحة الكيماوية أو الصواريخ الاستراتيجية أو المليشيات العابرة للحدود أو التنظيمات الإرهابية هو إصرار الشعب السوري على الحرية وعلى رحيل النظام الذي قتل منهم حوالي نصف مليون إنسان وهجّر الملايين."
•يتساءل طلال آل الشيخ في جريدة الوطن السعودية عن الطرف "المستفيد" مما يجري في سوريا، مضيفاً: "التدخل الروسي الغريب والموقف الأمريكي المتذبذب لن يغيرا حقائق ثابتة خلاصتها أن على الأسد الرحيل إذا ما أراد أن يبقي على نافذة أمل تنقذ بلاده من نار تلظت بسعيرها بسبب الجماعات الإرهابية التي سيكون تأثيرها الداخلي أشد فتكاً على المدى البعيد."
•تناولت صحيفة الموندو الإسبانية تجدد المظاهرات السلمية في سوريا بالتزامن مع حالة الهدوء النسبي التي عمت البلاد، واعتبرت أن هذه التحركات أعادت أجواء الربيع العربي في سنة 2011، ولكنها حذرت في الوقت ذاته من أن الأسد لا يتعامل مع هذه التحركات إلا بالقوة وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن السوريين لم يحتاجوا لأكثر من هدنة هشة ليعودوا للتظاهر السلمي في الشوارع، ويطالبوا برحيل نظام بشار الأسد، ويلوحوا بعلم الثورة السورية الذي كان معتمدا في سوريا قبل استحواذ البعثيين على السلطة، وأضافت أن يوم الجمعة شهد تجمع أعداد من السوريين والتعبير عن مواقفهم التي لم تكن فقط معارضة للنظام، بل معارضة أيضا للتطرف والمجموعات المتشددة، وهو ما أحيا آمال السوريين بأن الثورة التي اندلعت في سنة 2011 ما زالت حية ولم تمت، وذلك في أول فرصة تتاح لهم خلال خمس سنوات للتعبير عن آرائهم في الشوارع دون الخوف من قصف طائرات النظام، وأشارت الصحيفة إلى بعض المطالب والشعارات التي تم ترديدها من سكان بلدة الأتارب في محافظة حلب يوم الجمعة، التي تمثلت خاصة في "حرية... حرية"، و"الموت ولا المذلة"، و"الثورة مستمرة". كما تم رفع الشعارات ذاتها في عدة مناطق على امتداد البلاد، رغم أنه لم يعد من السهل تقدير أعداد المشاركين في هذه التحركات ونسبة الدعم الشعبي لهذه المطالب، بعد أن تعرض جزء كبير من الشعب للتهجير، وذكرت الصحيفة أن سنتي 2011 و2012 شهدتا احتجاجات شعبية كبيرة، كانت تخرج خاصة في أيام الجمعة من كل أسبوع، وكان يقودها في بعض الأحياء أئمة المساجد، وفي مناطق أخرى نشطاء إسلاميون ومسيحيون، مثل الناشط مارسيل شهوارو في حي قصر بستان في حلب، وقالت الصحيفة إنه مع بداية تلك الاحتجاجات في سنة 2011، كان بشار الأسد قد استنجد مباشرة بالقناصة والمجموعات المسلحة غير النظامية التي تعرف بالشبيحة، لإطلاق النار على المتظاهرين واعتقالهم وممارسة التعذيب في المعتقلات. وهو ما أدى لموجة من الانشقاقات في الجيش السوري، والتجاء المعارضة لتسليح نفسها أمام بطش النظام، لتأخذ الأمور منحى أكثر دموية بعد ذلك باعتماد النظام على الطيران لمعاقبة المناطق الخارجة عن سيطرته.
وأشارت الصحيفة إلى أن مظاهرات الجمعة الماضية، تركزت في المناطق المفتوحة. ففي محافظة درعا في الجنوب تجمع المتظاهرون في المسرح الروماني في بصرى الشام، المصنف في قائمة التراث العالمي من قبل منظمة اليونيسكو، كما ظهرت تسجيلات مصورة لتحركات مماثلة في معرة النعمان وإدلب، وذكرت الصحيفة أن الهدنة الهشة التي توصلت إليها الولايات المتحدة وروسيا خلال الأسبوع الماضي، أدت لانخفاض ملحوظ في عدد ضحايا عمليات القتال والقصف الجوي. وقد أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 135 شخصا قتلوا منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في المناطق التي يفترض أن الاتفاق يشملها، من بينهم 32 مدنيا، وأشارت الصحيفة إلى أن مظاهرات الجمعة الماضية شهدت أيضا حضور عناصر من جبهة النصرة، حيث إن بعض نشطاء المعارضة السورية تذمروا من وجود أفراد يحملون أعلام سوداء، ويرددون شعارات معادية للديمقراطية والعلمانية، كما شهدت هذه المظاهرات عودة عدد من المنشدين الذين برزوا خلال بدايات الثورة السورية، مثل الشاب رائد حمود الملقب "بالعندليب"، الذي قاد هتافات الأهالي في إدلب ضد النظام. كما ردد المتظاهرون أغنية "يلا ارحل يا بشار" التي اشتهر بها إبراهيم قاشوش، الذي قاد الاحتجاجات في حماة في سنة 2011، ثم عثر عليه مقتولا في تموز/ يوليو من العام نفسه، بعد أن قامت قوات النظام بذبحه واقتلعت حنجرته.
•ذكرت صحيفة "ميل أون صاندي" أن المخابرات الخارجية "إم آي-6" والشرطة البريطانية تقومان بالتحقيق في هجمات ارتكبها الطيران الروسي ضد أهداف مدنية في سوريا؛ بهدف تقديم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمحاكمة بتهم ارتكاب جرائم حرب، ويقول مارك نيكول في تقريره إن محققين من إسكتلند يارد سافروا إلى لبنان، من أجل مراقبة الغارات الجوية الروسية، في ظل التقارير التي قالت إن المقاتلات الروسية تسببت بوفاة مئات المدنيين السوريين ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن منظمات الإغاثة الإنسانية والمنظمات الطبية شجبت استهداف الطائرات الروسية، وتلك التابعة للنظام، مناطق واقعة تحت سيطرة المقاتلين المعارضين لنظام الرئيس بشار الأسد، وتكشف الصحيفة عن أن الخدمات الاستخباراتية البريطانية وقوات الأمن تقوم بإعداد ملف يوثق هجمات بعينها، والتي قد تقود إلى تقديم بوتين إلى محاكمة بتهمة ارتكاب جرائم حرب، ويلفت الكاتب إلى أن التحركات البريطانية تأتي بعد تحذير وزير الخارجية فيليب هاموند موسكو في الشهر الماضي، من أن الغارات على المستشفيات والعيادات الطبية قد تصل إلى مستوى جرائم حرب، ويفيد التقرير بأن مصادر في وزارة الخارجية أكدت أن بريطانيا تقوم بمراقبة الوضع في سوريا عن كثب ،ويورد نيكول أن منظمة "أمنستي إنترناشونال" ترى أن استهداف المقاتلات الروسية للمناطق التابعة للمعارضة تهدف إلى ترويع المواطنين، وإجبارهم على دعم نظام بشار الأسد، وينوه التقرير إلى أن ثماني مستشفيات في مدينة حلب، التي تسيطر المعارضة على أجزاء منها، تعرضت للقصف، وفي 15 شباط/ فبراير، قتل 25 شخصا في معرة النعمان، بعد استهداف الطيران الروسي عيادات طبية تابعة لمنظمة أطباء بلا حدود، وتتمتع المؤسسات الطبية في مناطق الحرب للحماية بموجب القانون الدولي، وتذكر الصحيفة أن روسيا نفت أن تكون استهدفت المراكز الطبية، وأكدت أنها قامت بضرب مواقع "إرهابية"، مستدركة بأن وزير الخارجية السابق لورد أوين رفض مبررات روسيا، وقال: "المزاعم بملاحقة روسيا لأهدافا تابعة لتنظيم الدولة فقط غير صحيحة، وحان الوقت للكشف عن هذا النفاق، ويجب أن تكون بريطانيا في المقدمة"، وتختم "ميل أون صاندي" تقريرها بالإشارة إلى أن لجنة مؤثرة في الكونغرس صوتت لصالح إنشاء محكمة جرائم حرب لسوريا، ويتوقع أن يحاول الدبلوماسيون الأمريكيون دعم التحرك من الأمم المتحدة، ويمكن أن تقدم الأدلة التي تم جمعها من المؤسسات الأمنية البريطانية أمام محكمة كهذه.
•قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن الهدنة الجزئية في سوريا تترنح وسط اتهامات متصاعدة للنظام بشنه هجمات، ونقص في إيصال مساعدات إنسانية وإغاثية موعودة للسكان المحاصرين، وأشارت الصحيفة إلى تحذيرات أطلقتها المعارضة السورية بأن استمرار هجمات النظام السوري سيؤدي إلى انهيار الهدنة الجزئية واستئناف مفاوضات السلام برعاية الأمم المتحدة يوم الأربعاء المقبل، ونقلت الصحيفة عن مقاتل من المعارضة يتصدى لهجوم قوات الأسد في جبال محافظة اللاذقية قوله إنهم يتعرضون لأكثر من خمسين غارة جوية روسية يوميا منذ بدء الهدنة، ولفتت الـ”وول ستريت جورنال” الأمريكية إلى أن وقف إطلاق النار أعاد الاحتجاجات السلمية لبعض مناطق سوريا التي تسيطر عليها المعارضة وقالت الصحيفة، بحسب الترجمة التي أوردتها قناة الجزيرة، إنه وفي مشهد لم يكن من الممكن تخيّل حدوثه قبل أشهر، خرج أمس الجمعة متظاهرون في عشرات المدن والأحياء السورية التي تقع تحت سيطرة المعارضة يلوحون بأعلام الثورة ويهتفون بالحرية، وأضافت أن رفع اللافتات وإطلاق الهتافات ضد نظام الأسد وسط هذه الظروف يعتبر تذكيرا جريئا بالاحتجاجات السلمية التي انطلقت في ربيع عام ألفين وأحد عشر، وأشارت الصحيفة إلى أن الإعلام الرسمي السوري أهمل تغطية المظاهرات، كما تعرضت منطقة المظاهرات السلمية في دوما بضاحية دمشق لقصف بالهاون بعد نصف ساعة من تفرق المتظاهرين.
•قال برئيل في مقاله في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية: "فجأة، يتحدث الجميع عن الفكرة الروسية الجديدة. تقسيم سوريا إلى كانتونات على نمط سويسرا وإقامة حكم فيدرالي مع مقاطعات فيها حكم ذاتي كحل محتمل للأزمة السورية"، ولفت إلى أن المغزى الفعلي للاقتراح الروسي إذا تحقق هو أنه "ليس الأكراد في سوريا فقط يمكنهم السيطرة على مقاطعة فيها حكم ذاتي وقد أعلنوا عنها، بل أن تكون أيضا للعلويين مقاطعة خاصة بهم في اللاذقية التي تحتوي على المعسكرات البحرية وأغلبية المعسكرات الجوية لروسيا، ويبدو أن مقاطعة درعا في الجنوب ستحظى هي الأخرى بحكم ذاتي"، وأوضح أن ميزة هذه الخطة بحسب مؤيديها في سوريا، هي أن صلاحيات الأسد ستتقلص وتقتصر على السياسة الخارجية والدفاع عن الدولة في مواجهة الأعداء الخارجيين لكن على الطرف الآخر، يلاحظ خوف المعارضة. ووفقا لما صرح به المعارض جورج صبرا، فإن "أهداف روسيا تلتقي مع أهداف أعداء سوريا من إسرائيل وحتى طهران".
وقال برئيل إن روسيا في هذه الحالة يمكنها البقاء في سوريا بشكل دائم وبشكل رسمي تقريبا، أما إيران فستستمر في فرض الإجراءات السياسية داخل الدولة عن طريق رئيس النظام بشار الأسد.
ورأى برئيل أن التطورات الأخيرة في الشمال السوري، والتي تمثلت بقيام وحدات الدفاع الشعبي الكردية بالسيطرة على طريق بين حلب وإدلب وإكمال حصار قوات المعارضة في حلب بالإضافة إلى السيطرة على مناطق كبيرة محاذية لحدود تركيا، تمثل تهديدا خطيرا للأخيرة، وهدف الأتراك الآن هو منع الأكراد من إنشاء تواصل جغرافي لإقامة منطقة حكم ذاتي.
وأشار إلى أن تركيا الآن تواجه صراعا ثلاثيا، أبرزه الأكراد، وتعزز علاقاتهم بأمريكا، بالإضافة إلى الصراع الموجه مع روسيا التي تضررت علاقاتها معها في أعقاب إسقاط الطائرة الروسية.
وشدد برئيل على أن أنقرة تعتبر أن الفكرة الروسية لإقامة فيدرالية في سوريا، تهدف إلى إلحاق الضرر بمصالحها الاستراتيجية، والتأثير على الحرب ضد المنظمات الإرهابية الكردية، وتقليص تأثيرها في الخطوات السياسية لحل الأزمة السورية.
•قال الخبير الأمني الإسرائيلي يوسي ميلمان بصحيفة معاريف أن الحرب السورية أدت إلى طي صفحة إعادة هضبة الجولان للسوريين مقابل اتفاق سياسي، وهذا الأمر يحظى بموافقة المجتمع الدولي، وقد تراجع كل من ينادي بفكرة الجولان مقابل السلام، وأشار ميلمان في مقاله إلى أنه لم تعد هناك دولة في سوريا، وقد فقدت البلاد الكثير من ترسانتها الصاروخية، وتم تدمير سلاحها الكيميائي، كما أن استنزاف حزب الله في الحرب السورية يقوي من موقع إسرائيل الإستراتيجي، ويقلل من تهديد المنظمة الشيعية اللبنانية، ويرى ميلمان أن اتفاق وقف إطلاق النار يساعد بشار الأسد ويمنح جيشه استراحة محارب، وقد حصل على فرصة إضافية لزيادة قوته لشن جولة جديدة من القتال إذا تجددت المعارك، بعد أن حقق النظام السوري إنجازات ذات قيمة، خاصة في جبهة حلب، ومنحته قدرة على توسيع سيطرته على مناطق إضافية،ويشير الخبير الأمني الإسرائيلي إلى أن معظم الخبراء والمحللين الإسرائيليين لم يتوقعوا أن يصمد وقف إطلاق النار في سوريا، رغم الاتهامات المتبادلة من قوات النظام والمعارضة بخرق الهدنة المعلنة، لكنها ما زالت صامدة حتى اليوم، وبحسب ميلمان فإن أكثر ما يثير الانتباه أن السماء السورية تبدو هادئة، لكن الطيران الروسي يواصل مراقبته ورصده للأهداف دون إلقاء صواريخ أو قذائف، إلا على مواقع تابعة لـتنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة، ويؤكد ميلمان -الوثيق الصلة بالدوائر الأمنية الإسرائيلية- أن قائد مركز السيطرة والتنسيق الروسي في سوريا الجنرال سيرغي كورلينكو هو من أعدّ الخطط التفصيلية لاتفاق وقف إطلاق النار مع نظرائه الأميركيين من خلال غرفة العمليات الموجودة في العاصمة الأردنية عمان، حيث يوجد تعاون عالي المستوى بين موسكو وواشنطن، يشمل تبادل معلومات أمنية عن المجموعات المسلحة التي تحترم وقف إطلاق النار أو تخرقه، ويشير الكاتب إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار يعد إنجازا إستراتيجيا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لأنه يظهره شريكا للرئيس الأميركي باراك أوباما، وزعيما يسعى لوقف نزيف الدماء في سوريا، الذي قتل حتى اليوم أكثر من ثلاثمئة ألف سوري وأصاب نصف مليون آخرين وأبقى ما يقارب 22 مليون سوري من دون مأوى أو لاجئين خارج حدود الدولة السورية.
وتعد هذه المرة الأولى التي تتفق فيها واشنطن وموسكو على التنسيق العسكري والأمني، منذ أن فرضت واشنطن عقوبات اقتصادية على موسكو، عقب اجتياحها أوكرانيا خلال الحرب الدائرة هناك قبل سنوات
•نشرت صحيفة "لاستمبا" الإيطالية تقريرا حول المسلمين الإيغور الذين قدموا من الصين إلى سوريا لمحاربة نظام الأسد، وحول انعكاسات تواجدهم على الدور الصيني في الحرب القائمة في سوريا، وذكرت الصحيفة في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، أن المسلمين الإيغور توجهوا بالآلاف إلى سوريا واستقروا في القرى العلوية المهجورة في ريف إدلب، بعدما تكبّدوا عناء رحلة طويلة وخطرة بدأت من أفغانستان، ثم جمهوريات آسيا الوسطى، مرورا بتركيا وصولا إلى سوريا، وذلك لهدف واحد هو محاربة الأسد، وذكرت الصحيفة أن المسلمين الإيغور، الذين يمثلون الأغلبية العرقية في منطقة شينغيانغ غرب الصين، سيطروا على عدة مواقع نائية واستراتيجية في محافظة إدلب، وذلك بهدف التصدي لبطش نظام الأسد، والمساهمة في المعركة التي تدور رحاها على الأراضي السورية، مع العلم أن المقاتلين الإيغور مشهورون بحنكتهم القتالية ويعدون السلاح السري للمعارضة السورية، وأشارت الصحيفة إلى أن الحزب الإسلامي في تركستان، وهو منظمة مسلحة إيغورية تدعو إلى إنشاء دولة إسلامية مستقلة في تركستان الشرقية شمال غرب الصين وتسعى إلى الحصول على استقلال إقليم شينغيانغ؛ درّب المقاتلين الإيغور حتى يكونوا على أهبة الاستعداد عند محاربة نظام الأسد، ويذكر أنه بعد سيطرة المعارضة السورية على محافظة إدلب، فقد تدفق الآلاف من المقاتلين الأجانب الذين أرادوا الانضمام إلى صفوف المعارضة، ومن أبرزهم المسلمون الإيغور الذين التحقوا بالقتال بطلب من جبهة النصرة آنذاك، ويبلغ عدد هؤلاء المقاتلين حوالي خمسة آلاف شخص، يحتلون الصفوف الأمامية خلال المعارك للدفاع عن المدن الاستراتيجية في محافظة إدلب، مثل جسر الشغور والمناطق المحيطة بها، وأضافت الصحيفة، أنه وفقا لأشرطة فيديو الدعاية، فإن المقاتلين في محافظة إدلب أصبح بحوزتهم العديد من الأسلحة المتطورة، مثل الصواريخ المضادة للدبابات التي استولوا عليها خلال المعارك. وقد بات التحالف الذي يجمع بين المقاتلين الإيغور وجبهة النصرة، يسيطر تقريبا على كامل محافظة إدلب، وأشارت الصحيفة إلى أن المقاتلين الإيغور المنتمين إلى الحزب الإسلامي لتركستان كانوا متواجدين داخل معسكرات التدريب في باكستان، حيث قتل زعيمهم "عبد الحق" على يد القوات الباكستانية سنة 2010، ثم لاذوا بعد ذلك بالفرار وتوجهوا إلى أفغانستان ومن ثم إلى آسيا الوسطى وصولا إلى سوريا، وذكرت الصحيفة أن المعارضة المعتدلة في سوريا تخشى من تأزم الوضع عبر تدخل الصين في سوريا، بهدف القضاء على المقاتلين الإيغور الذين استهدفوا في عدة مناسبات الصين ونفذوا عمليات عسكرية على أراضيها، وفي الفترة الأخيرة، أعلنت الحكومة السورية عن "تعزيز للوفد الأمني" قرب السفارة الصينية في دمشق، وعن وصول "فريق من الخبراء العسكريين الصينيين" إلى مطار مزة العسكري في العاصمة.
وفي الختام، فقد بيّنت الصحيفة أن المقاتلين الإيغور لا ينوون الرحيل من سوريا، وهم يستقرون في الوقت الراهن في المناطق التي كان حلفاء الأسد من العلويين يعيشون فيها، كما أن عائلاتهم بدأت تنضم إليهم بهدف العيش على الأراضي السورية.
•نشرت "نيوزويك" تقريرا لناشط سوري من دير الزور، قال فيه إن النظام السوري وحليفه الروسي يشنان حربا ضد المدنيين، ليس فقط بالأسلحة الخفيفة والثقيلة والمتفجرات، التي لا تميز، ولكن أيضا بالسلاح الاقتصادي، كما فعلوا خلال الشهرين الماضيين في دير الزور، ويشير التقرير إلى أن الطائرات الروسية قامت في 15 كانون الثاني/ يناير، بإنزال ستة صناديق تحتوي على مساعدات إنسانية في منطقتي الجورة والقصور في دير الزير، وهما منطقتان تحت سيطرة قوات النظام، ويحاصرهما تنظيم الدولة منذ أكثر من عام، وتذكر المجلة أن الطائرات الروسية قامت بإنزال ستة صناديق أخرى في 19 كانون الثاني/ يناير، وسبعة في 20 كانون الثاني/ يناير، وأربعة في 25 كانون الثاني/ يناير، مشيرا إلى أن نجاح هذا الإنزال يعني أن النظام قادر على الإنزال وكسر حصار تنظيم الدولة متى شاء، ويلفت الناشط إلى أن شبكة روسيا اليوم بثت تصريح رئيس الأركان الروسي سيرجي ردسكوي في مؤتمر صحافي لوزارة الدفاع، حيث قال إن روسيا أرسلت طائرة محملة بـ 22 طنا من المساعدات الإنسانية التي أنزلت لأهالي دير الزير المحاصرين، ويكشف التقرير عن أن ما حدث في الواقع هو أن قوات من الفرقة 137 من جيش النظام السوري ذهبت إلى مكان إنزال الصناديق، ونقلتها إلى مقر المحافظة في الجورة، وتورد المجلة أنه بحسب بيانات النظام، فإن ذلك كان لتخزين المواد قبل توزيعها للمدنيين، مستدركة بأنه بعد أن تم تخزين المواد، فإن قوات النظام قامت بنقلها بسرعة إلى شارع الوادي، وبدأت ببيع الطعام بأسعار باهظة، فمثلا علبة السردين (200 غم) بيعت بـ 1200 ليرة سورية (4 دولارات)، وكيلو السكر بسبعة آلاف ليرة سورية (20 دولارا)، وقطع الدجاج المثلج 150 غم بـ 1600 ليرة سورية (5 دولارات)، ويذكر الناشط أن الأمم المتحدة قررت أن تنزل 21 طنا من المساعدات الغذائية على المدينة في شهر شباط/ فبراير، حتى يقوم الهلال الأحمر السوري في دير الزور بتوزيعها، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة كانت تعد عملية الإنزال مجازفة، وحذرت من امكانية تضرر الصناديق خلال العملية، أو أن تسقط الصناديق في أماكن لا يمكن للهلال الأحمر الوصول إليها، ويفيد التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، بأن الهلال الأحمر أعلن على "تويتر" بأن الصناديق وصلت دون أضرار أصابتها، لكن مرصد العدالة من أجل الحياة في دير الزور قال إن من بين الـ21 صندوقا، تضررت أربعة صناديق، وسقطت سبعة في أماكن لا يمكن وصول الهلال الأحمر إليها، والعشرة الأخرى لا أحد يعرف أين ذهبت، وتنقل المجلة عن بتينة لويستشر من برنامج الغذاء العالمي، قولها: "لم نقم بأي إنزال من علو في سوريا، وكانت هناك رياح قوية وبعض المظلات لم تفتح"، وينوه الكاتب إلى أن التناقض بين ما قالته الأمم المتحدة والهلال الأحمر لم يخف على الناس، فالكثير منهم يعتقد أن الهلال الاحمر هو تابع النظام، ويقول إنه من الواضح أن النظام يستخدم سلاح التجويع، الذي هو سلاح لا يميز، يستخدمه النظام ضد المعارضة والمدنيين، الذين يعيشون في المناطق التي تسيطر عليها المعاردضة، بغض النظر عمن يؤيدون.
ويشير التقرير إلى تصريح لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري، يصف فيه هذا التكتيك قائلا: "مأساة مضايا ليست هي الحالة الوحيدة، لكن وبشكل عام منذ العام الماضي وصل للنظام السوري 113 طلبا من الأمم المتحدة لإيصال معونات إنسانية، ولم يسمح سوى لـ 13 من هذه الطلبات، وفي الوقت ذاته هناك أناس يموتون، وأطفال يعانون، ليس بسبب إصابة في الحرب، ولكن بسبب تكتيك متعمد اسمه (استسلم أو مت جوعا)، وهذا التكتيك يتعارض بشكل مباشر مع قانون الحرب"، وتبين المجلة أن تنظيم الدولة يستخدم عاصفة الرمل غطاء من القصف الروسي السوري لمواقعه، الذي بدأ الهجوم ضد المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة في المدينة، بما في ذلك الحويقة والرشيدية والموظفين والجبيلة، وبحسب الناشط، فقد بدأ التنظيم بالضغط على الجبهة الجنوبية والقاعدة الجوية في جبل ثردة في الريف الشرقي، وتزامن هذا مع هجمات في الريف الغربي على قرية البغيلية، ركزت على فندق فرات الشام وعلى مخازن ذخيرة في قرية عياش، وقام تنظيم الدولة بضرب الفرقة 137 بالسيارات الفخخة ابتداء، ثم حاول اقتحام مواقع الفرقة، ويكشف التقرير عن أن السرعة التي تقدم بها التنظيم، وعدد القتلى بين الجنود، بعض المصادر تقدر العدد بـ 135، أديا إلى انهيار معنويات جنود النظام، وهروبهم بأعداد كبيرة من الجبهات، لافتا إلى أن معظم الفارين هم من المجندين حديثا، وتم اعتقال 400 شاب بتهمة التهرب من الخدمة العسكرية في المناطق التي يحاصرها تنظيم الدولة في الجورة والقصور، وتلفت المجلة إلى أن سكان الجورة والقصور، البالغ عددهم 183 ألف مواطن، اللتين يحاول تنظيم الدولة أخذهما من قوات النظام، عانوا من حصار خانق منذ 15 كانون الثاني/ يناير، حيث منع الحصار دخول المواد الغذائية، في الوقت الذي أصدر تنظيم الدولة أحكاما تصف السكان بأنهم كفار.
ويجد الكاتب أنه من هنا يكمن الخوف على حياة السكان، فقد يقترف التنظيم مذبحة بحقهم إذا ما استطاع التقدم والسيطرة على المنطقة، مشيرا إلى أن النظام السوري وروسيا ردا بشراسة، حيث قامت طائراتهما بالهجوم على دير الزير وما حولها، بما في ذلك قرية خشام شرق دير الزور، في 22 كانون الثاني/ يناير، والبوليل شرق دير الزور في 19 كانون الثاني/ يناير، وبلدات وقرى الحسينية والجنينة وقرية الشقرة في الريف الغربي في 23 كانون الثاني/ يناير، ومناطق في المدينة ذاتها، مثل "الجبيلة والحميدية والشيخ ياسين وشارع التكايا وكنمات".وبحسب التقرير، فإن الشبكة السورية لحقوق الإنسان وثقت بأن النظام وروسيا قتلا 249 مدنيا في دير الزور في شهر كانون الثاني/ يناير، 226 منهم في غارات جوية روسية، مبينا أنه من الصعب التمييز بين النظام السوري وروسيا، اللذين أصبحا الجهة ذاتها، يقصفان أعداء النظام، ويستخدمان التكتيك ذاته بقصف المدنيين، وتذكر المجلة أن الشبكة السورية لحقوق الإنسان وتقت مقتل 1282 مدنيا خلال شهر كانون الثاني/ يناير، منهم 516 قتلتهم روسيا و679 قتلهم النظام السوري، وهذا يعني أن الطرفين مسؤولان عن 86% من الضحايا المدنيين، وفي المقابل فإن تنظيم الدولة مسؤول عن مقتل 98 مدنيا (أي 7% من مجموع الضحايا المدنيين في شهر كانون الثاني/ يناير)، وتختم "نيوزويك" تقريرها بالإشارة إلى أنه حتى قبل دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، فإن النظام قال إنه لن يطبق الاتفاق في بعض المدن، مثل داريا؛ بسبب وجود جبهة النصرة هناك، وكذلك في دير الزور، فلا يسري فيها وقف إطلاق النار؛ لأن النظام يقاتل تنظيم الدولة، مستدركة بأنه إذا استمر النظام في تطبيق تكتيكاته التي لا تميز فإن معاناة المدنيين ستستمر.
•قال آرون ديفد ميلر نائب رئيس مركز وودرو ويلسون الأميركي للدراسات في مقال له بصحيفة وول ستريت جورنال التي استعرض فيها احتمالات الخطة التي يتحدث عنها وزير الخارجية الأميركي جون كيري إذا فشل الاتفاق مع روسيا، وأشار إلى أن كيري تحدث كثيرا عن "الخطة باء" خلال الإدلاء بشهادته أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، ونسب إلى كيري القول إن واشنطن تفكر، في حال فشل الاتفاق مع روسيا، في حملة أكثر تنسيقا لمساعدة المعارضة السورية على إضعاف الرئيس السوري بشار الأسد وربما الإطاحة به، وتساءل ميلر عما إذا كانت واشنطن تتجه إلى زيادة الضغط على روسيا أم أن هناك سببا للاعتقاد بأن إدارة أوباما تخطط لحرب بالوكالة مع روسيا وحلفائها في سوريا إذا انتهت الهدنة الحالية،و "من الصعب تخيّل أن أوباما سيغيّر فجأة نهجه في تفادي المخاطر، ومن المؤكد أنه لن يلزم نفسه بشيء لا يستطيع تنفيذه خلال سنته الأخيرة في الرئاسة"، وأكد أن أي خطة من إدارة أوباما لن ترغم موسكو على التفاوض "لأنه من الصعب تخيّل أن أوباما سيغيّر فجأة نهجه في تفادي المخاطر، ومن المؤكد أنه لن يلزم نفسه بشيء لا يستطيع تنفيذه خلال سنته الأخيرة في الرئاسة"، وتوقع أن يكون ما يقوله كيري مجرد تكتيك، واستعرض الكاتب تصريحات بعض المسؤولين الأميركيين لما يمكن أن تقوم به أميركا في سوريا والتي لخصوها في "الأعمال شبه العسكرية التي تجعل من الصعوبة على الروس مهاجمة المعارضة المسلحة وتلحق أضرارا حقيقية بالروس"، مشيرا إلى تصريحات أدلى بها وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر ومدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أي) جون برينان ورئيس الأركان جوزيف دنفورد،وقال إنه ليس من الواضح ما إذا كانت واشنطن ستتحرك لإقامة "منطقة آمنة للاجئين" أو "منطقة حظر طيران" أو تدريب المعارضين المسلحين أو إرسال قوات أميركية برية، مضيفا أن أي تصعيد من واشنطن يتضمن خيارات غير حاسمة أو سيئة ستجر على أميركا مخاطر أكبر دون تحقيق النتائج المرجوة، وأوضح أنه من المؤكد أن إدارة أوباما لن توسع حملتها العسكرية لتشمل دعما للمعارضة المسلحة أو تدخلا مباشرا في سوريا، وحذر من مخاطر "التهديدات الفارغة" التي تطلقها واشنطن، قائلا إن روسيا وإيران وحزب الله مستعدون تماما للدفاع عن الأسد بقوة لحماية مصالحهم، أما أميركا ورغم نجاحها في استخدام الأكراد، فإن فرص وصولها لأغلب مناطق سوريا محدودة وإن مساعدتها للأكراد خلقت مشاكل كبيرة مع تركيا، وأشار ميلر من أجل إثبات أن الوضع في سوريا سيتدهور كثيرا إذا فشل الاتفاق الأميركي الروسي، إلى أن السعودية هددت بتسليح المعارضة بصواريخ أرض جو قادرة على إسقاط المقاتلات الروسية، كما أن تركيا هددت بالتحرك ضد الأكراد شمالي سوريا، واختتم بأنه دون مساعدة من روسيا لن يتحسن الوضع في سوريا.
•رأت صحيفة "الشرق" إن الهدنة، التي أقرتها كل من واشنطن وموسكو في سوريا، لاتبدو قابلة للنجاح، وأن تكون مقدمة لسلام حقيقي في هذه البلاد، التي تحوَّلت إلى ساحة قتال على مدى 5 سنوات، وأوضحت إن هذه الهدنة لاتزال مهددة بالانهيار بسبب عدم التزام نظام الأسد، وموسكو بها من حيث استمرار الضربات الجوية ضد قوى المعارضة، ومحاولات قوات الأسد التقدم على الأرض، وتسائلت : كيف سيقرر السوريون مصيرهم ومستقبل الأسد، إذا كان حماة الأسد أرسلوا طائراتهم وميليشياتهم الطائفية، التي لاتزال تقتل، وتقصف، وتحرق الأراضي السورية ! أوليس من المفترض وقبل البدء بأي عملية سياسية أن تخرج جميع هذه القوات من سوريا ليقرر السوريون مصير بلادهم!
•في السفير اللبنانية حذر منير الخطيبمن انهيار الهدنة، قائلاً: "الهدنة الأولى في مسار سنوات الحرب السورية الخمس مرشحة للانهيار في أي لحظة، في ظل وجود عشرات الفصائل المسلحة السهلة الاختراق. يستحق السوريون هدنة، بل سلاماً دائماً. إلا أن الوقائع لا تشي باقتراب تحقيق ذلك"، وأضاف الكاتب: "لا يكفي أن تتفق واشنطن وموسكو على أمر ما كي يتحقق. وإذا كان ما يتسرّب من أخبار عن مخططات لتقسيم سوريا صحيحاً، فهذا يعني على أقل تقدير أن أبواب جهنم ستبقى مفتوحة لفترة طويلة، ما لم يتمدّد حريقها الى الجوار.
•وصفت افتتاحية تايمز وقف إطلاق النار في سوريا بالهش، لكنها اعتبرت أن أفضل أمل لضحايا الحرب المدنيين هو السلام في الوطن وليس المصير المجهول كلاجئين، وأشارت الصحيفة إلى أن وقف النار، خلافا للتوقعات، أدى إلى تحسينات سريعة على أرض الواقع حيث قل المتوسط اليومي لسقوط الضحايا المدنيين بالرغم من تسجيل عشرات الانتهاكات من جانب النظام السوري والقوات الروسية،"استمرار وقف إطلاق النار يعتمد في الأساس على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأنه هو الذي حرص على بقاء الأسد في السلطة"، كما أن المساعدات بدأت تصل إلى المدن والقرى التي كان يموت فيها المدنيون جوعا ببطء، وللمرة الأولى منذ عام 2011 هناك تقارير عن لاجئين يفكرون في العودة لديارهم، وترى الصحيفة أن استمرار وقف النار يعتمد في الأساس على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأنه هو الذي حرص على بقاء بشار الأسد في السلطة، وأنه هو فقط الذي لديه النفوذ الآن لإبقاء قوات الأسد فضلا عن قواته في ثكناتها، وأضافت أن أول الأعمال في أجندة بوتين هو شق طريق العودة لطاولة التفاوض الدبلوماسية، والفوز بتخفيف العقوبات المفروضة عليه بعد غزوه شرق أوكرانيا، وقالت إنه حقق هدفه الأول لكنه لم يفز بالثاني.
وختمت الصحيفة بأنه يجب على أوروبا أن تقف بحزم مع العقوبات على أسس أخلاقية وإستراتيجية، وأنه ليس هناك طريق آخر أمام الغرب لتأمين تعاون روسيا في حل أزمة اللاجئين، وبدون هذا التعاون لن تحل الأزمة.
•أشارت مجلة ذي ناشونال إنترست الأميركية إلى الأزمة المتفاقمة في سوريا، وتساءلت عن سر فاعلية إستراتيجية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فيها، فقد نشرت مقالا لـ زاتش أبيلز أشار فيه إلى التدخل العسكري الروسي، وقال إن الولايات المتحدة ترى أنه لا يوجد حل عسكري للأزمة السورية وأن التدخل الروسي محكوم عليه بالفشل، لكن الكاتب قال إن النهج القمعي والاستبدادي الذي يتبعه بوتين في سوريا يثبت أن نظرة الأميركيين إلى الأزمة السورية خاطئة، وأضاف أن الرئيس الأميركي باراك أوباما يحاول كسب قلوب وعقول السكان المحليين في سوريا بهدف حرمان المتمردين من قاعدتهم، لكن "تكتيكات الأرض المحروقة" التي يتبعها بوتين أثبتت دورها في نفوذ موسكو بشأن وقف إطلاق النار بالبلاد التي تعصف بها الحرب منذ سنوات، وأشار أبيلز إلى أن الإستراتيجية الروسية في سوريا تعتمد على تحويل ميزان القوى لصالح دمشق وإلى ترجمة تلك الحقائق الجديدة إلى نفوذ على طاولة المفاوضات، وأن موسكو نشرت معدات عسكرية مناسبة لتحقيق أهدافها في سوريا، وأضاف أن القصف العشوائي الذي يتبعه بوتين في سوريا يزيد من تخريب العلاقة بين واشنطن وشركائها السُنة المحليين، وأوضح الكاتب أن روسيا تسعى في سوريا لإلحاق أضرار جسيمة بالمعارض، وذلك لتسهيل استيلاء دمشق على مزيد من الأراضي، مضيفا أن هذا النهج الروسي هو ما يجعل المعارضة تنفر من طاولة المفاوضات، وأشار أيضا إلى أن موسكو تنتهك وقف إطلاق النار في سعيها للعودة إلى المربع الأول، وذلك كي تمضي في تغيير ميزان القوى لصالح النظام السوري.
•خصصت صحيفة التايمز مقالها الافتتاحي لوقف إطلاق النار في سوريا، فوصفته بأنه الأمل الوحيد لضحايا الحرب الأهلية إذ يحمل لهم السلم في بلادهم، عكس المصير المجهول الذي ينتظرهم كلاجئين ،وترى الصحيفة أن 4،6 ملايين سوري الذين تركوا بلادهم لاجئين إلى البلدان المجاورة وإلى أوروبا، لا ينبغي قطع الأمل في عودتهم إلى بلادهم، لأن العائلات لا تترك ديارها إلا إذا كانت المخاطر كبيرة، وتحمل التايمز الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مسؤولية ضمان استمرار وقف إطلاق النار، لأنه برأيها هو من يبقي الرئيس السوري، بشار الأسد، في الحكم، ويتهمه حلف شمال الأطلسي باستعمال "سلاح اللاجئين" لزعزعة الاستقرار في أوروبا، وتنتقد التايمز قرار المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، بفتح حدودها لجميع اللاجئين السوريين، الصيف الماضي، وتصفه بأنه تصرف غير محسوب العواقب، وإن كانت نيته طيبة، وتشيد بتصريحات رئيس المجلس الأوروبي، دونالد تسك، الذي توجه للمهاجرين واللاجئين بقوله: "لا تأتوا إلى أوروبا"، وتصفها بأنها واضحة ومباشرة.
•نشرت صحيفة ديلي تلغراف تقريرا عن السوريين الهاربين من تنظيم الدولة الإسلامية إلى مخيمات على الحدود الأردنية، وتقول ديلي تلغراف إن آلاف السوريين هربوا من تنظيم الدولة الإسلامية، ليجدوا أنفسهم في صحراء قاحلة على الحدود الأردينة، والسلطات تخشى أن يكون بينهم متشددون، وتضيف الصحيفة أن الظروف في المخيمات سيئة، إذا لا ماء ولا مؤونة، باستثناء ما يوفره العاملون في المنظمات الإنسانية، وتحدثت ديلي تلغراف إلى لاجئة سورية جاءت إلى المخيم من منطقة يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية، لتضع مولدها، وتصف السيدة ظروف الحياة في مناطق تنظيم الدولة الإسلامية بالقاسية، وتتوقع أن يزداد الأمر سوءا لأن حكم التنظيم بدأ يضعف، وهو ما جعل عناصره يزدادون شراسة، ويحصي العاملون في المنظمات الإنسانية، حسب الصحفية، عدد اللاجين بنحو 30 ألف شخص، وكانوا العام الماضي 3 آلاف شخص فقط،وتقول الحكومة الأردنية إنها تتحقق من هوية اللاجئين وتعالج بين 50 و100 ملف يوميا، ولكنها تحرص على حماية حدودها، لأن السلطات الأردنية تخشى أن يتسلل متشددون بين اللاجئين.
•كتبت صحيفة "الشرق" ما إن بدأت الهدنة التي أقرتها الأمم المتحدة وأجبرت قوات النظام وحلفاءه على وقف إطلاق النار في حربهم المجنونة ضد الشعب السوري طيلة خمس سنوات، حتى عاد السوريون إلى التظاهر السلمي تعبيراً عن تمسكهم بحقوقهم ، وأوضحت إن هذه المظاهرات التي انطلق شبابها بين أنقاض البيوت والمساكن المهدمة وعلى قلة أعداد المشاركين فيها؛ تؤكد مرة أخرى أن الشعب السوري لايزال متمسكاً بهدفه الأول وهو إسقاط النظام ، ورأت إن هذه المظاهرات تؤكد للمجتمع الدولي مرة أخرى ألا بديل عن إسقاط النظام، وأن السوريين متمسكون بحقهم برفض هذا النظام، وهي رسالة إلى كل دول العالم ممثلة بالمجتمع الدولي، أن السوريين ليسوا تنظيمات دينية متطرفة مثل «داعش» وأخواته، بل هم الشعب السوري الذي يمتد تاريخ حضارته إلى آلاف السنين.
•في السفير اللبنانية حذر منير الخطيب من انهيار الهدنة، قائلاً: "الهدنة الأولى في مسار سنوات الحرب السورية الخمس مرشحة للانهيار في أي لحظة، في ظل وجود عشرات الفصائل المسلحة السهلة الاختراق. يستحق السوريون هدنة، بل سلاماً دائماً. إلا أن الوقائع لا تشي باقتراب تحقيق ذلك"، وأضاف الكاتب: "لا يكفي أن تتفق واشنطن وموسكو على أمر ما كي يتحقق. وإذا كان ما يتسرّب من أخبار عن مخططات لتقسيم سوريا صحيحاً، فهذا يعني على أقل تقدير أن أبواب جهنم ستبقى مفتوحة لفترة طويلة، ما لم يتمدّد حريقها الى الجوار."
•في صحيفة الجزيرة السعودية، تحدث جاسر عبدالعزيز الجاسر عمّا أسماه "غرباء سوريا الذين استقدمهم بشار الأسد لحماية نظامه"، قائلاً إن هؤلاء "يضمون عشرات الآلاف من جند حسن نصر الله الذين يقاتلون تحت راية حزب الشيطان"، وفي نفس الصحيفة، وجّه خالد محمد باطرفي نقداً لاذعاً لدور حزب الله اللبناني ليس فقط في سوريا بل في بلاد أخرى في المنطقة، على حد قول الكاتب. يقول باطرفي: "يشارك الحزب علنا في العراق مع الحشد الشيعي الذي يمارس التقتيل والتهجير نفسه في المناطق السنية. أما سراً فمرتزقته يدرّبون الإرهابيين والانتحاريين وعملاء الولي الفقيه في اليمن والسعودية والبحرين والكويت"، ودعا الكاتب إلى أن "تتحد جهود المتضررين من إرهاب الحزب وأسياده في اللجوء للقضاء الدولي والعمل على تجفيف منابع التمويل وتقييد حركتهم وتبادل المعلومات الأمنية حول أنشطتهم ومواجهة إرهابييهم في كل مكان بالقتل والإبادة".
•يرى الكاتب في مقاله بصحيفة ديلي تلغراف أن الدلائل على الأرض تشير إلى صعوبة البت فيما إذا كان وقف إطلاق النار هو الخطوة الأولى نحو إنهاء هذه الحرب الوحشية، أو أنه مجرد توقف مؤقت قبل دخول الصراع في مرحلة جديدة قد تكون أكثر خطورة، وأردف أنه رغم كل أوجه القصور في الاتفاق الذي تم التوصل إليه في ميونيخ فإن وقف إطلاق النار ربما يمثل لأوروبا الفرصة الوحيدة والأفضل لمعالجة أزمة المهاجرين التي تشكل الآن تهديدا خطيرا لأمن حدودها، وقال الكاتب إن هذا الوضع يمكن أن يتغير في سوريا إذا ما قدر لوقف إطلاق نار حقيقي أن يصمد، وأمكن التوصل إلى إطار سياسي لحل الصراع ومن ثم تمكين السوريين العاديين من البدء في العملية المضنية لإعادة بناء بلدهم،وختم بأن أفضل طريقة لإقناع الروس بأخذ اتفاق وقف إطلاق النار بجدية هي باعتراف زعماء الغرب بأن موسكو -مع حلفائها الإيرانيين- نجحت في هدفها بإنقاذ نظام الأسد، لأن أحد أكبر أخطاء الغرب في هذا الصراع كانت المطالبة بإزاحة الأسد عندما كان أكبر تهديد لأمن الغرب يأتي من تنظيم الدولة الإسلامية.
•أشارت افتتاحية ذي غارديان إلى أن الوقت يمضي بسرعة لإيجاد حل لأزمة اللاجئين وأن الغاز المدمع والأسلاك الشائكة ليست الحل لهذه الجموع الغفيرة من اللاجئين الذين يتزاحمون على أبواب أوروبا، ونبهت الصحيفة إلى أن أوروبا تقترب من النقطة التي يمكن أن تكون الطريقة الوحيدة فيها للسيطرة على المهاجرين اليائسين هي الاستخدام المنظم للقوة المادية، كما يحدث على الحدود اليونانية المقدونية وفي كاليه بفرنسا. وأضافت أن كل هذا يشير إلى اقتراب أوروبا من الخط الذي يجب عدم عبوره على الإطلاق، وحملت الصحيفة أوروبا مسؤولية وفاة العديد من المهاجرين لأنها لم تقدم لهم بديلا سوى المخاطرة بحياتهم في البحر أو البر، واعتبرت ذلك أمرا سيئا بما فيه الكفاية وسبة في سجلها، والأسوأ من ذلك التعارك مع المهاجرين.
ولخصت حل هذه الأزمة في تقاسم العبء بإنصاف بين الدول الأوروبية من ناحية، وبين أوروبا والمنطقة التي يأتي منها معظم اللاجئين من ناحية أخرى.
•أشارت صحيفة واشنطن تايمز إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتخد من اللاجئين السوريين سلاحا ضد أوروبا، ونسبت الصحيفة إلى القائد الأعلى لقوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) ورئيس القيادة العسكرية الأميركية في أوروبا الجنرال فيليب بريدلاف القول إن القوات الروسية وقوات الرئيس السوري بشار الأسد تتعمد قصف المدنيين في سوريا، وذلك كي تجبرهم على ترك بلادهم والتوجه إلى أوروبا، وأضاف بريدلاف أن تحركات روسيا العدوانية في سوريا وأوروبا الشرقية تجعل من موسكو "تهديدا وجوديا" للولايات المتحدة.
•ترى موناليزا فريحة في النهار اللبنانية أن حديث نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريباكوف عن دولة فيدرالية في سوريا "يكتسب أهمية إضافية، بعدما أثبتت الهدنة النفوذ المتزايد للروس لدى نظام بشار الأسد، وبعد إشارات عدة صدرت أخيراً تصب في سياق السيناريو نفسه".
ارفعوا أيديكم عن السوريين على جانبي الطاولة، وسترون أنهم لن يختاروا إلّا سوريا واحدة موحدة، لا اتحادية.. كل الاجتماعات والمبادرات وحتى المعارك أكدت أن السوريين يريدون وطنهم موحدا في دولة واحدة،و تقول الكاتبة: "ثمة ميل إلى الاعتقاد بأن خيار الفيديرالية في سوريا تحديدا يؤدي إلى مشاكل خيار التقسيم نفسها وانه في كلتا الحالتين ونظراً الى تداخل المجموعات البشرية، يكمن الخطر في قيام بعض المجموعات بعمليات تطهير عرقي لتحقيق غالبيات في مناطق معينة".
•رأت صحيفة "اليوم" ان روسيا ليست الفاعل الوحيد والرئيس في الشأن السوري، وان تدخلها العسكري كان نتيجة لانهيار قوة النظام والميليشيات، ولان روسيا تعتقد بان الهدنة ستؤدي لفرض حلول على المعارضة والشعب السوري، وانها بذلك تؤكد بأنها استطاعت الحصول على تسوية للازمة السورية، فان هذا ليس الا مجرد وهم سياسي كبير، ومحاولة للهروب الى الامام.
وأكدت إن كل التحليلات المعمقة للازمة السورية تشير، الى أن الشعب السوري طيلة تاريخه السياسي لم يكن طائفيا، ولو كان طائفيا لما قبل اساسا بالعلويين لحكمه طيلة هذه الفترة، لكن سبب رفضه لهم، هو الامعان بالاذلال والقمع والفساد الكبير، واخيرا تسليم سوريا الى ولاية الفقيه والعبث بالامن العربي،وشددت على إن الحل في سوريا، ليس حالة صراع سياسي، بل ان الحل الحقيقي المؤدي للامن والاستقرار الاقليمي والدولي، يتطلب ازاحة الاسد، باعتباره السبب الرئيس في مشكلات سوريا، بسبب تسليم ارادة سوريا للايرانيين، وبسبب العقلية الامنية والبوليسية.
•اعتبرت صحيفة "عكاظ" إن استمرار خروقات روسيا ونظام الأسد للهدنة على جبهات القتال في سورية، أرسلت المعارضة السورية رسالة للعالم أنها كانت ولا تزال مع الهدنة ومع قرارات الشرعية الدولية التي رفضها النظام السوري، وأضافت : وسط هذه الخروقات للهدنة طالعتنا روسيا بموقف جديد من نوعه، إذ أورد نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، في تصريح أن موسكو تأمل بأن يتوصل المشاركون في المفاوضات السورية إلى فكرة إنشاء جمهورية فيدرالية،وزادت : مخطئ من يعتقد في الغرب أنه قادر على تقسيم سورية، ومن الخطأ الفادح أن تفكر روسيا في تقسيم المقسم في سورية التي تكالب الأعداء عليها سواء من حزب الله أو الباسيج الذين قاموا بتقسيمها وتحويلها لدولة طائفية. الشعب السوري ما خرج في ثورته ليقسم أرضه، وما قدم الدماء والتضحيات ليتفرق شعوبا وقبائل.
•في المستقبل اللبنانية، يقول غازي دحمان: "تتقاطع مصالح هذه الأطراف (الأسد، روسيا، إيران) عند نقطة تقليص مساحة سوريا في إطار الحيز الجغرافي المفيد فيها، وتمارس هذه الأطراف مناورات سياسية وعسكرية للوصول إلى هذا الهدف، وكل ما تتحدث عنه تلك الأطراف من حرصها على وحدة سوريا واستمرارها ليس سوى تقية للحصول على أغراضهم وتحميل الخصم مسؤولية التقسيم الذي يشتهونه ويعملون عليه".