جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 07-03-2016
•تناولت صحيفة الموندو الإسبانية تجدد المظاهرات السلمية في سوريا بالتزامن مع حالة الهدوء النسبي التي عمت البلاد، واعتبرت أن هذه التحركات أعادت أجواء الربيع العربي في سنة 2011، ولكنها حذرت في الوقت ذاته من أن الأسد لا يتعامل مع هذه التحركات إلا بالقوة وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن السوريين لم يحتاجوا لأكثر من هدنة هشة ليعودوا للتظاهر السلمي في الشوارع، ويطالبوا برحيل نظام بشار الأسد، ويلوحوا بعلم الثورة السورية الذي كان معتمدا في سوريا قبل استحواذ البعثيين على السلطة، وأضافت أن يوم الجمعة شهد تجمع أعداد من السوريين والتعبير عن مواقفهم التي لم تكن فقط معارضة للنظام، بل معارضة أيضا للتطرف والمجموعات المتشددة، وهو ما أحيا آمال السوريين بأن الثورة التي اندلعت في سنة 2011 ما زالت حية ولم تمت، وذلك في أول فرصة تتاح لهم خلال خمس سنوات للتعبير عن آرائهم في الشوارع دون الخوف من قصف طائرات النظام، وأشارت الصحيفة إلى بعض المطالب والشعارات التي تم ترديدها من سكان بلدة الأتارب في محافظة حلب يوم الجمعة، التي تمثلت خاصة في "حرية... حرية"، و"الموت ولا المذلة"، و"الثورة مستمرة". كما تم رفع الشعارات ذاتها في عدة مناطق على امتداد البلاد، رغم أنه لم يعد من السهل تقدير أعداد المشاركين في هذه التحركات ونسبة الدعم الشعبي لهذه المطالب، بعد أن تعرض جزء كبير من الشعب للتهجير، وذكرت الصحيفة أن سنتي 2011 و2012 شهدتا احتجاجات شعبية كبيرة، كانت تخرج خاصة في أيام الجمعة من كل أسبوع، وكان يقودها في بعض الأحياء أئمة المساجد، وفي مناطق أخرى نشطاء إسلاميون ومسيحيون، مثل الناشط مارسيل شهوارو في حي قصر بستان في حلب، وقالت الصحيفة إنه مع بداية تلك الاحتجاجات في سنة 2011، كان بشار الأسد قد استنجد مباشرة بالقناصة والمجموعات المسلحة غير النظامية التي تعرف بالشبيحة، لإطلاق النار على المتظاهرين واعتقالهم وممارسة التعذيب في المعتقلات. وهو ما أدى لموجة من الانشقاقات في الجيش السوري، والتجاء المعارضة لتسليح نفسها أمام بطش النظام، لتأخذ الأمور منحى أكثر دموية بعد ذلك باعتماد النظام على الطيران لمعاقبة المناطق الخارجة عن سيطرته.
وأشارت الصحيفة إلى أن مظاهرات الجمعة الماضية، تركزت في المناطق المفتوحة. ففي محافظة درعا في الجنوب تجمع المتظاهرون في المسرح الروماني في بصرى الشام، المصنف في قائمة التراث العالمي من قبل منظمة اليونيسكو، كما ظهرت تسجيلات مصورة لتحركات مماثلة في معرة النعمان وإدلب، وذكرت الصحيفة أن الهدنة الهشة التي توصلت إليها الولايات المتحدة وروسيا خلال الأسبوع الماضي، أدت لانخفاض ملحوظ في عدد ضحايا عمليات القتال والقصف الجوي. وقد أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 135 شخصا قتلوا منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في المناطق التي يفترض أن الاتفاق يشملها، من بينهم 32 مدنيا، وأشارت الصحيفة إلى أن مظاهرات الجمعة الماضية شهدت أيضا حضور عناصر من جبهة النصرة، حيث إن بعض نشطاء المعارضة السورية تذمروا من وجود أفراد يحملون أعلام سوداء، ويرددون شعارات معادية للديمقراطية والعلمانية، كما شهدت هذه المظاهرات عودة عدد من المنشدين الذين برزوا خلال بدايات الثورة السورية، مثل الشاب رائد حمود الملقب "بالعندليب"، الذي قاد هتافات الأهالي في إدلب ضد النظام. كما ردد المتظاهرون أغنية "يلا ارحل يا بشار" التي اشتهر بها إبراهيم قاشوش، الذي قاد الاحتجاجات في حماة في سنة 2011، ثم عثر عليه مقتولا في تموز/ يوليو من العام نفسه، بعد أن قامت قوات النظام بذبحه واقتلعت حنجرته.
•ذكرت صحيفة "ميل أون صاندي" أن المخابرات الخارجية "إم آي-6" والشرطة البريطانية تقومان بالتحقيق في هجمات ارتكبها الطيران الروسي ضد أهداف مدنية في سوريا؛ بهدف تقديم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمحاكمة بتهم ارتكاب جرائم حرب، ويقول مارك نيكول في تقريره إن محققين من إسكتلند يارد سافروا إلى لبنان، من أجل مراقبة الغارات الجوية الروسية، في ظل التقارير التي قالت إن المقاتلات الروسية تسببت بوفاة مئات المدنيين السوريين ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن منظمات الإغاثة الإنسانية والمنظمات الطبية شجبت استهداف الطائرات الروسية، وتلك التابعة للنظام، مناطق واقعة تحت سيطرة المقاتلين المعارضين لنظام الرئيس بشار الأسد، وتكشف الصحيفة عن أن الخدمات الاستخباراتية البريطانية وقوات الأمن تقوم بإعداد ملف يوثق هجمات بعينها، والتي قد تقود إلى تقديم بوتين إلى محاكمة بتهمة ارتكاب جرائم حرب، ويلفت الكاتب إلى أن التحركات البريطانية تأتي بعد تحذير وزير الخارجية فيليب هاموند موسكو في الشهر الماضي، من أن الغارات على المستشفيات والعيادات الطبية قد تصل إلى مستوى جرائم حرب، ويفيد التقرير بأن مصادر في وزارة الخارجية أكدت أن بريطانيا تقوم بمراقبة الوضع في سوريا عن كثب ،ويورد نيكول أن منظمة "أمنستي إنترناشونال" ترى أن استهداف المقاتلات الروسية للمناطق التابعة للمعارضة تهدف إلى ترويع المواطنين، وإجبارهم على دعم نظام بشار الأسد، وينوه التقرير إلى أن ثماني مستشفيات في مدينة حلب، التي تسيطر المعارضة على أجزاء منها، تعرضت للقصف، وفي 15 شباط/ فبراير، قتل 25 شخصا في معرة النعمان، بعد استهداف الطيران الروسي عيادات طبية تابعة لمنظمة أطباء بلا حدود، وتتمتع المؤسسات الطبية في مناطق الحرب للحماية بموجب القانون الدولي، وتذكر الصحيفة أن روسيا نفت أن تكون استهدفت المراكز الطبية، وأكدت أنها قامت بضرب مواقع "إرهابية"، مستدركة بأن وزير الخارجية السابق لورد أوين رفض مبررات روسيا، وقال: "المزاعم بملاحقة روسيا لأهدافا تابعة لتنظيم الدولة فقط غير صحيحة، وحان الوقت للكشف عن هذا النفاق، ويجب أن تكون بريطانيا في المقدمة"، وتختم "ميل أون صاندي" تقريرها بالإشارة إلى أن لجنة مؤثرة في الكونغرس صوتت لصالح إنشاء محكمة جرائم حرب لسوريا، ويتوقع أن يحاول الدبلوماسيون الأمريكيون دعم التحرك من الأمم المتحدة، ويمكن أن تقدم الأدلة التي تم جمعها من المؤسسات الأمنية البريطانية أمام محكمة كهذه.
•قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن الهدنة الجزئية في سوريا تترنح وسط اتهامات متصاعدة للنظام بشنه هجمات، ونقص في إيصال مساعدات إنسانية وإغاثية موعودة للسكان المحاصرين، وأشارت الصحيفة إلى تحذيرات أطلقتها المعارضة السورية بأن استمرار هجمات النظام السوري سيؤدي إلى انهيار الهدنة الجزئية واستئناف مفاوضات السلام برعاية الأمم المتحدة يوم الأربعاء المقبل، ونقلت الصحيفة عن مقاتل من المعارضة يتصدى لهجوم قوات الأسد في جبال محافظة اللاذقية قوله إنهم يتعرضون لأكثر من خمسين غارة جوية روسية يوميا منذ بدء الهدنة، ولفتت الـ”وول ستريت جورنال” الأمريكية إلى أن وقف إطلاق النار أعاد الاحتجاجات السلمية لبعض مناطق سوريا التي تسيطر عليها المعارضة وقالت الصحيفة، بحسب الترجمة التي أوردتها قناة الجزيرة، إنه وفي مشهد لم يكن من الممكن تخيّل حدوثه قبل أشهر، خرج أمس الجمعة متظاهرون في عشرات المدن والأحياء السورية التي تقع تحت سيطرة المعارضة يلوحون بأعلام الثورة ويهتفون بالحرية، وأضافت أن رفع اللافتات وإطلاق الهتافات ضد نظام الأسد وسط هذه الظروف يعتبر تذكيرا جريئا بالاحتجاجات السلمية التي انطلقت في ربيع عام ألفين وأحد عشر، وأشارت الصحيفة إلى أن الإعلام الرسمي السوري أهمل تغطية المظاهرات، كما تعرضت منطقة المظاهرات السلمية في دوما بضاحية دمشق لقصف بالهاون بعد نصف ساعة من تفرق المتظاهرين.
•قال برئيل في مقاله في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية: "فجأة، يتحدث الجميع عن الفكرة الروسية الجديدة. تقسيم سوريا إلى كانتونات على نمط سويسرا وإقامة حكم فيدرالي مع مقاطعات فيها حكم ذاتي كحل محتمل للأزمة السورية"، ولفت إلى أن المغزى الفعلي للاقتراح الروسي إذا تحقق هو أنه "ليس الأكراد في سوريا فقط يمكنهم السيطرة على مقاطعة فيها حكم ذاتي وقد أعلنوا عنها، بل أن تكون أيضا للعلويين مقاطعة خاصة بهم في اللاذقية التي تحتوي على المعسكرات البحرية وأغلبية المعسكرات الجوية لروسيا، ويبدو أن مقاطعة درعا في الجنوب ستحظى هي الأخرى بحكم ذاتي"، وأوضح أن ميزة هذه الخطة بحسب مؤيديها في سوريا، هي أن صلاحيات الأسد ستتقلص وتقتصر على السياسة الخارجية والدفاع عن الدولة في مواجهة الأعداء الخارجيين لكن على الطرف الآخر، يلاحظ خوف المعارضة. ووفقا لما صرح به المعارض جورج صبرا، فإن "أهداف روسيا تلتقي مع أهداف أعداء سوريا من إسرائيل وحتى طهران".
وقال برئيل إن روسيا في هذه الحالة يمكنها البقاء في سوريا بشكل دائم وبشكل رسمي تقريبا، أما إيران فستستمر في فرض الإجراءات السياسية داخل الدولة عن طريق رئيس النظام بشار الأسد.
ورأى برئيل أن التطورات الأخيرة في الشمال السوري، والتي تمثلت بقيام وحدات الدفاع الشعبي الكردية بالسيطرة على طريق بين حلب وإدلب وإكمال حصار قوات المعارضة في حلب بالإضافة إلى السيطرة على مناطق كبيرة محاذية لحدود تركيا، تمثل تهديدا خطيرا للأخيرة، وهدف الأتراك الآن هو منع الأكراد من إنشاء تواصل جغرافي لإقامة منطقة حكم ذاتي.
وأشار إلى أن تركيا الآن تواجه صراعا ثلاثيا، أبرزه الأكراد، وتعزز علاقاتهم بأمريكا، بالإضافة إلى الصراع الموجه مع روسيا التي تضررت علاقاتها معها في أعقاب إسقاط الطائرة الروسية.
وشدد برئيل على أن أنقرة تعتبر أن الفكرة الروسية لإقامة فيدرالية في سوريا، تهدف إلى إلحاق الضرر بمصالحها الاستراتيجية، والتأثير على الحرب ضد المنظمات الإرهابية الكردية، وتقليص تأثيرها في الخطوات السياسية لحل الأزمة السورية.
•قال الخبير الأمني الإسرائيلي يوسي ميلمان بصحيفة معاريف أن الحرب السورية أدت إلى طي صفحة إعادة هضبة الجولان للسوريين مقابل اتفاق سياسي، وهذا الأمر يحظى بموافقة المجتمع الدولي، وقد تراجع كل من ينادي بفكرة الجولان مقابل السلام، وأشار ميلمان في مقاله إلى أنه لم تعد هناك دولة في سوريا، وقد فقدت البلاد الكثير من ترسانتها الصاروخية، وتم تدمير سلاحها الكيميائي، كما أن استنزاف حزب الله في الحرب السورية يقوي من موقع إسرائيل الإستراتيجي، ويقلل من تهديد المنظمة الشيعية اللبنانية، ويرى ميلمان أن اتفاق وقف إطلاق النار يساعد بشار الأسد ويمنح جيشه استراحة محارب، وقد حصل على فرصة إضافية لزيادة قوته لشن جولة جديدة من القتال إذا تجددت المعارك، بعد أن حقق النظام السوري إنجازات ذات قيمة، خاصة في جبهة حلب، ومنحته قدرة على توسيع سيطرته على مناطق إضافية،ويشير الخبير الأمني الإسرائيلي إلى أن معظم الخبراء والمحللين الإسرائيليين لم يتوقعوا أن يصمد وقف إطلاق النار في سوريا، رغم الاتهامات المتبادلة من قوات النظام والمعارضة بخرق الهدنة المعلنة، لكنها ما زالت صامدة حتى اليوم، وبحسب ميلمان فإن أكثر ما يثير الانتباه أن السماء السورية تبدو هادئة، لكن الطيران الروسي يواصل مراقبته ورصده للأهداف دون إلقاء صواريخ أو قذائف، إلا على مواقع تابعة لـتنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة، ويؤكد ميلمان -الوثيق الصلة بالدوائر الأمنية الإسرائيلية- أن قائد مركز السيطرة والتنسيق الروسي في سوريا الجنرال سيرغي كورلينكو هو من أعدّ الخطط التفصيلية لاتفاق وقف إطلاق النار مع نظرائه الأميركيين من خلال غرفة العمليات الموجودة في العاصمة الأردنية عمان، حيث يوجد تعاون عالي المستوى بين موسكو وواشنطن، يشمل تبادل معلومات أمنية عن المجموعات المسلحة التي تحترم وقف إطلاق النار أو تخرقه، ويشير الكاتب إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار يعد إنجازا إستراتيجيا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لأنه يظهره شريكا للرئيس الأميركي باراك أوباما، وزعيما يسعى لوقف نزيف الدماء في سوريا، الذي قتل حتى اليوم أكثر من ثلاثمئة ألف سوري وأصاب نصف مليون آخرين وأبقى ما يقارب 22 مليون سوري من دون مأوى أو لاجئين خارج حدود الدولة السورية.
وتعد هذه المرة الأولى التي تتفق فيها واشنطن وموسكو على التنسيق العسكري والأمني، منذ أن فرضت واشنطن عقوبات اقتصادية على موسكو، عقب اجتياحها أوكرانيا خلال الحرب الدائرة هناك قبل سنوات