جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 17-03-2016
•نشرت صحيفة "سلايت" الفرنسية تقريرا حول "الأخطاء" التي ارتكبها الغرب في حق سوريا، منذ بداية الاحتجاجات الشعبية التي طالبت بمزيد الإصلاحات في البلاد، ورأت أن الدور الغربي السلبي نتجت عنه مأساة، وصفها مراقبون بأنها الأسوأ منذ نهاية الحرب العالمية الثانية،واعتبرت الصحيفة أن جميع القرارات والخيارات التي اتخذها قادة الغرب خلال الأزمة السورية كانت خاطئة، وآخرها اتفاق وقف إطلاق النار المدعوم من الولايات المتحدة وروسيا. فقد استخفّ الغربيون منذ البداية بنظام الأسد، وأكدوا أنه لن يصمد طويلا في وجه الاحتجاجات التي انطلقت شرارتها من مدينة درعا السورية، تماما مثلما حدث مع الأنظمة السابقة في كل من تونس ومصر وليبيا،ولم تتوان العواصم الغربية حينها عن التصريح بضرورة "رحيل الأسد" والقول بأن "أيامه أصبحت معدودة"، دون أن تعير اهتماما لواقع فرضته تركيبة المجتمع السوري، فسوريا تحكمها تقسيمات طائفية وتواجهها عقبات كبيرة تتمثّل أساسا في صعوبة توحيد المعارضة، وتشبّث النظام السوري بالسلطة واستفادته من دعم حلفائه الروس والإيرانيين،وأضافت الصحيفة أنه من بين الأخطاء الاستراتيجية التي ارتكبها الغرب والتي أدت إلى فشله في التعامل مع الملفّ السوري الشائك؛ هي تشبيهه ما حدث في ليبيا بما يحدث في سوريا، خاصة أن الأسد جابه الاحتجاجات الشعبية بالقمع الوحشي، على الرغم من تقديمه "تنازلات"، منها رفع حالة الطوارئ وإطلاق سراح المئات من المعتقلين السياسيين، وهو ما دفع الغرب للتدخل من أجل تجنب تكرار السيناريو الليبي،وتحدّثت الصحيفة عن أسباب رفض الولايات المتحدة للتدخل العسكري في سوريا، خاصة بعدما انتقد الرئيس الأمريكي "تفاخر" الرئيس الفرنسي السابق، نيكولا ساركوزي، بالتدخل العسكري في ليبيا إبان ثورة شباط/ فبراير، حيث اعتبر ساركوزي أنه تم جرّ الولايات المتحدة إلى هذا التدخل عبر حلفائها الأوروبيين. لكن اعتبرت أمريكا أن القتال في سوريا ليس من أولوياتها، وهي ليست مستعدة لخوض حرب جديدة على غرار العراق وأفغانستان،وأفادت الصحيفة بأنه في ظلّ فشل التدخل المباشر في سوريا، بقي الغرب مترددا حول تسليح معارضي الأسد، لينتهي المطاف بفرض الاتحاد الأوروبي لحظر تصدير السلاح إلى سوريا، وذلك خوفا من وصول هذه الأسلحة إلى الجماعات المتطرفة، مثل جبهة النصرة التي تعدّ إحدى المجموعات التي تقاتل نظام بشار الأسد،وفي ربيع سنة 2013، دعمت أمريكا رفع الحظر على السلاح، وبدأت بتمويل المعارضة، إلا أن هذه المماطلة ساهمت في إضعاف الجيش السوري الحر الذي تصدر مقاتلوه المعتدلون صفوف المعارضة عند اندلاع الثورة في سوريا،وبيّنت الصحيفة أن رفض الجانب الأمريكي لفرض عقوبات على الأسد، على خلفية شنّه لهجوم كيميائي في سنة 2013 ضدّ شعبه، ما أودى بحياة حوالي 1400 مدني، بالإضافة إلى رفض مقترح إنشاء منطقة آمنة في شمال سوريا لحماية المدنيين، أو منطقة حظر جوي لمنع طائرات الأسد من قصف المدنيين، كانت كلها قرارات خاطئة. وعلى الرغم من إعلان فرنسا استعدادها "لمعاقبة" الأسد والتدخل لتدمير مخزون الأسلحة الكيميائية السورية، إلا أنها لم تحظ بدعم حلفائها،وبالتالي فإن قرار الرئيس الأمريكي القاضي برفض شنّ الهجمات على الأهداف العسكرية للنظام في دمشق، ساهم في فتح المجال لروسيا حتى تسيطر على الوضع في سوريا، وأدى لظهور عناصر تنظيم الدولة الذين استغلوا هذا الأمر،واعتبرت الصحيفة أن الولايات المتحدة كانت السبب وراء ظهور تنظيم الدولة في أعقاب غزو العراق سنة 2003، كما أن الحرب في سوريا وإضعاف السلطة في العراق، ساهما إلى حدّ كبير في توسع تنظيم الدولة،وأدى ظهور تنظيم الدولة إلى وضع الغرب أمام معضلة حقيقية تتمثل بين خياري القضاء على تنظيم الدولة، أو المطالبة بتنحي الأسد عن السلطة، أو القيام بالأمرين في آن واحد، وهو ما استفادت منه كل من روسيا وإيران، حيث دعمتا نظام الأسد واعتبرتا أن الأولوية حاليا هي القضاء على تنظيم الدولة،وقالت الصحيفة إن روسيا التي انخرطت عسكريا لدعم الأسد، وبحجّة القضاء على تنظيم الدولة، زادت من تواجدها العسكري في المنطقة، ووجّهت ضرباتها للمعارضة السورية بمساعدة كلّ من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني،وفي الختام رأت الصحيفة أنه بعد عرقلة مشروع قرارات الأمم المتحدة حول سوريا لمدة خمس سنوات، وفشل محادثات جنيف الأولى والثانية، استطاعت روسيا في النهاية إضعاف المعارضة وتغيير المعادلة السياسية والعسكرية في البلاد.
•كتب ماكس بوت مقالا نشرته صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأميركية، حاول فيه الإجابة عن سؤال "كيف هزم بوتين الولايات المتحدة في سوريا؟"، وقال إن الرئيس الأميركي باراك أوباما والقادة الأوروبيين يعتقدون أن أهم شيء هو بلورة الأجندة خلال المهرجانات الدولية "لأنهم يعيشون في القرن الـ21، أي عالم ما بعد القوة حيث يكون القانون الدولي أهم من القوة الغاشمة".
يُشار إلى أن أوباما قال لمجلة أتلانتيك مؤخرا إن غزو بوتين القرم أو محاولته تعزيز قوة الرئيس السوري بشار الأسد لا تجعله لاعبا مهما، "إننا لا نراه في أي من الاجتماعات الدولية يساهم في بلورة الأجندة. ولم يحدث أن وضع الروس أجندة تتعلق بقضية مهمة خلال اجتماعات مجموعة العشرين"،واستمر بوت قائلا إن بوتين بالمقابل يعيش في القرن التاسع عشر حيث يعمل الأقوياء على تحقيق مصالحهم الشخصية مع مراعاة هامشية لمشاعر الدول الأخرى، وأقل من ذلك لمشاعر المؤسسات المتعددة الأطراف مثل مجموعة العشرين أو الأمم المتحدة،وأوضح بوت أنه وفي الصراع بين وجهتي النظر إلى العالم المذكورتين، ليس صعبا تحديد التي ستنتصر، من القرم إلى سوريا يقوم بوتين بإعادة كتابة قواعد اللعبة الدولية لمصلحته،وذكر أن بوتين شغوف بإدهاش العالم "بتحركات" مثل تدخله المفاجئ في سوريا وانسحابه الأكثر مفاجأة منها، وعلق الكاتب بأن ذلك ليس بصعب على دكتاتور مطلق لا يتوجب عليه حشد التأييد لتحركاته والحصول على موافقة مؤسسات أخرى عليها،وأشار بوت في مقاله إلى أن الانسحاب المفاجئ للقوات الروسية من سوريا "ربما يكون بسبب إسقاط طائرة ميغ 21 السورية مؤخرا بصاروخ أرض جو محمول على الكتف يُقال إنه ستنغر أميركي"،وقال أيضا إن لبوتين هدفين في تدخله العسكري في سوريا، الأول هو ضمان عدم سقوط الأسد، والثاني هو تأكيد القوة الروسية في العالم -أي أن يؤكد أن روسيا ليست منعزلة بعد غزوها أوكرانيا وأنها على استعداد لتحدي أميركا في الشرق الأوسط حيث كانت الأولى مهيمنة لعقود- وقد تحقق ذلك، وكحافز لبوتين أن توفرت له الفرصة لعرض نظم جديدة من الأسلحة الروسية من المقاتلات إلى صواريخ كروز، والتي يأمل أن يبيعها لمستهلكين متحمسين بشدة على نطاق العالم.
•قالت صحيفة نيويورك تايمز بافتتاحيتها إن تدخل روسيا مكّنها من إظهار قوتها العسكرية، وأنه أجبر واشنطن على التعامل معها على قدم المساواة، وخاصة في ما يتعلق بمحاولة تأمين الاستقرار في سوريا،وأضافت أن تداعيات هذا الإعلان المفاجئ المتمثل بالانسحاب الروسي من سوريا لا تزال غير واضحة، ولكن يمكن اعتبار الانسحاب خطوة بناءة نحو تسوية سلمية بالبلاد التي مزقتها الحرب، ويمكن القول كذلك إنه يدل على عدم رغبة موسكو في التورط في المستنقع السوري.
•أشارت واشنطن بوست بافتتاحيتها إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما سبق أن صرح بأن بوتين أدخل بلاده في المستنقع من خلال تدخله العسكري بسوريا، لكنها أضافت بالقول إن العكس هو ما حدث، وأوضحت أن الرئيس الروسي ينجح في إعادة بلاده قوة فاعلة بالشرق الأوسط،وأضافت أن بوتين أنجز الكثير في المنطقة، وذلك على حساب مصالح الولايات المتحدة وعلى حساب أهداف أوباما المعلنة،وأوضحت أن أهم الإنجازات الروسية بالمنطقة تتمثل في تمكن موسكو من عكس مسار "الحرب الأهلية" بسوريا، وفي منح نظام الرئيس السوري بشار الأسد اليد العليا في المفاوضات مع المعارضة المدعومة من أميركا،وأضافت أن بوتين تمكن من تحطيم العزلة الدبلوماسية التي كانت تعانيها بلاده في أعقاب غزوه أوكرانيا، وأنه فرض نفسه لاعبا رئيسيا في تحديد ما إذا كان تدفق اللاجئين السوريين إلى أوروبا سيستمر، وأنه يسعى أيضا لرفع العقوبات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على نظامه هذا الصيف.
•أشارت افتتاحية غارديان إلى أن إعلان بوتين بدء انسحاب الجزء الرئيسي لقواته من سوريا فاجأ العالم، حتى أن الإدارة الأميركية على ما يبدو وجدت مشقة في استيعاب هذا التحول الروسي بعد ستة شهور فقط من الهزة العنيفة التي سببتها روسيا لصانعي السياسة الغربيين من تدخلها العسكري. وبدا الأمر مرة أخرى وكأن واشنطن أُخذت بغتة من قبل الرئيس الروسي في أزمة اختبرت مرارا مصداقية الولايات المتحدة. لكن السؤال الأعمق هو ما يكمن وراء خطوة بوتين، وكيف يمكن أن تؤثر في الأحداث،ورأت الصحيفة أن التكهن يلعب لا محالة دورا في تقييم تأثير التحرك الروسي المفاجئ، وأنه بالرغم من الهدوء النسبي للقتال لا تبدو نهاية الحرب قريبة. وقالت إن أحد الآمال الآن بين الدبلوماسيين الغربيين هو أن يتخلى بوتين عن بشار الأسد بعد أن أثبت الآن قوة روسيا بالشرق الأوسط، وما لهذا الأمر من دفع محادثات السلام إلى الأمام لأن مصير الأسد كان العقبة الكؤود،وألمحت أيضا إلى أن بوتين في سوريا كما في أوكرانيا يريد إظهار روسيا كقوة لا يمكن تجاهلها، ويعتقد أنه يستطيع كسب ود الرأي العام الروسي كلما بدا أنه يتفوق بالحيلة على الولايات المتحدة،وختمت الصحيفة بأنه إذا كان هناك شيء واضح من إعلان بوتين فهو أن زعم روسيا بأنها تدخلت في سوريا لمحاربة تنظيم الدولة قد انكشف بأنه كان خدعة. فلم ينج التنظيم فقط من معظم الغارات الجوية، لكن يمكن القول إنه استفاد من الانتكاسات التي ألحقتها روسيا بقوات المعارضة الثورية. ولم يتم سحق التنظيم، وبدلا من ذلك تمكن من المضي قدما وخاصة حول مدينة حلب.
•استهل كون كوغلين مقاله بصحيفة ديلي تاغراف بأن "الانسحاب الروسي يترك تنظيم الدولة سليما في سوريا". وقال إن موسكو حافظت على مصالحها العسكرية لكن الفشل في التصدي للإرهاب يترك المنطقة غير مستقرة،وعلق الكاتب بأنه مهما كانت الصعوبة التي قد يحاول بها الرئيس فلاديمير بوتين تصوير تدخله العسكري في سوريا باعتباره نجاحا كبيرا، لكن الحقيقة هي أن تورط موسكو المثير للجدل في الصراع السوري يرقى إلى أكثر قليلا من انتصار باهظ الثمن،وأوضح أن الطريقة الهادئة التي قدم بها بوتين إعلانه المفاجئ بسحب قواته توحي بأنه مدرك تماما لحدود مغامرته في سوريا، وبعيدا عن تحقيق تقدم هام في الصراع فإن كل ما حققه الروس هو دعم "الديكتاتور السوري" الذي لا يكنون له كثير احترام،وأضاف أن معارضة موسكو لسقوط دمشق بأيدي الجماعات المعارضة الموالية للغرب كانت بالأساس للحفاظ على وجودها العسكري الطويل الأمد بمدينتي طرطوس واللاذقية، ومع ذلك فقد فتر دعم بوتين للأسد خلال المحاولة الأخيرة لإيجاد حل دبلوماسي للصراع حيث أشارت موسكو إلى أنها غير ملزمة بالتمسك ببقاء الأسد طالما يمكن إيجاد خليفة له يضمن استمرار الوجود العسكري الروسي في المنطقة فضلا عن إنهاء "الحرب الأهلية.
•اعتبرت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن انسحاب الروس من سوريا جاء بدون انتصار، مشيرة إلى أن "بوتين حقق نقطة جيوسياسية للكرملين، لكن المقابل كان أرواح مئات السوريين، والتعزيز العسكري لتنظيم الدولة"،وأشارت "الغارديان" في افتتاحيتها إلى أن قرار الروس سحب "القوات الرئيسة" كان مفاجئا، حتى بالنسبة للإدارة الأمريكية، التي بدت كأنها خسرت مرة أخرى على يد الرئيس الروسي، في أزمة اختبرت أكثر من مرة مصداقية الولايات المتحدة،وردا على التساؤل حول أسباب حركة بوتين، وكيفية تأثيرها بالأحداث، قالت "الغارديان" إن المراقبة لعبت دورا كبيرا بتقييم أثر تحركات روسيا المفاجئة، إذ يبدو أنه لا يوجد هناك نهاية في الأفق للأزمة السورية،ويأمل الدبلوماسيون الغربيون أن يطلب بوتين بتأثيره من رئيس النظام السوري بشار الأسد، أن يتنحى عن السلطة، ما قد يسرع في عمليات السلام المتوقفة عند نقطة مصير الأسد، بحسب "الغارديان" التي استدركت بالقول إن الإشارات تدل على غير ذلك، حيث إن التدخل الخارجي جاء لتعزيز وتقوية الأسد، ووضع نهاية للتراجعات العسكرية التي واجهها النظام في 2015،وأوضحت "الغارديان" أن روسيا تبدو الآن معتمدة على ما يبدو أنه تراجع، بعدما قامت بما يجب للتقدم في مستقبل سوريا،واعتبرت أن إعلان بوتين لم يأت مصادفة مع استئناف محادثات السلام في جنيف، ما يسمح لروسيا بأن تبدو حريصة على إنهاء الحرب وأن تكون أول من سحب القوات من سوريا بدل نشر المزيد،وحلقت طائرات "السوخوي" الروسية من نقاط الحرب السورية بشكل علني، فيما لا يزال منتظرا رؤية ثبات وعمق هذا السحب، وسط أنباء عن استمرار الغارات الروسية الثلاثاء، وإعلان روسيا أنها ستبقي نقاطها العسكرية على الساحل، ما يعني استئناف العمليات في أي وقت،ويستطيع بوتين أن يتظاهر بأنه حقق أهدافه، عبر قوله إنه حقق نقطتين: منع هزيمة الأسد، وجعل من المستحيل على الولايات المتحدة وتركيا وأوروبا إنشاء مناطق آمنة في سوريا، كان من شأنها أن توفر بيئة قوة للثوار المعادين للأسد الذين حاول الغرب دعمهم، وكانوا هدفا رئيسا للقوات الروسية خصوصا في حلب،ووصفت الصحيفة البريطانية بوتين بأنه "أستاذ في المراوغة الدبلوماسية"، إذ إنه قال إن السحب الجزئي سيعزز التسوية عبر المفاوضات، ولفت الكرملين النظر إلى محادثة هاتفية أجراها بوتين مع الأسد، تعهد فيها الأسد بالالتزام بتسوية سياسية،وأكد انسحاب روسيا من سوريا أن دعواها بقتال تنظيم الدولة فضح أنها كذبة، إذ إن تظيم الدولة لم يكن بعيدا عن هذه الضربات، لكنه استفاد من التراجعات التي سببتها روسيا للثوار السوريين، فهي لم تطحن لكنها تقدمت خصوصا حلب،واختتمت "الغارديان" بقولها إن هذا لا يبدو أنه يزعج بوتين، الذي تدور حساباته الجيوسياسية على مساحات أخرى، إذ إن روسيا قتلت مئات المدنيين وعززت تنظيم الدولة، بينما يسعى بوتين لإعطاء انطباع بأنه يعرف ما يجري في سوريا، لكن تاريخه هناك قد يكون فعلا أليما ومدمرا.
•اعتبرت صحيفة "عكاظ" أن إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انسحاب قواته العسكرية من سورية ، يشكل خطوة إيجابية ورسالة واضحة لكل من يعنيه الأمر السوري ، من أنه لا يمكن لأحد إعادة عقارب الساعة إلى الوراء وأن التدخلات في الشأن السوري تضر ولاتنفع وأن حل الأزمة السورية يكمن في حتمية رحيل الأسد بلا قيد ولاشرط،وأوضحت أن أي حلول أخرى تفرض على الشعب السوري بالقوة ، ستكون مجحفة وموجعة وستعيد الأزمة إلى المربع صفر،وبينت أن العالم وبعد هذا القرار الروسي عليه أن يعي بشكل لا لبس فيه أن مفتاح الحل في سورية هو في رحيل المجرم بشار الذي غرق وأغرق شعبه في بحر من الدماء والأحقاد ، وأن ما جاء في وثيقة جنيف هو السقف السياسي للحل وإلا فإن على المجتمع الدولي أن يخرج هذا الطاغية من سورية بالقوة فمصيره إما الرحيل بعملية سياسية أو الرحيل كرها بعملية عسكرية.
•قالت صحيفة "اليوم": بصرف النظر عن الأسباب الحقيقية التي تقف خلف الانسحاب الروسي المفاجئ من الساحة السورية ، والتخريجات المتعددة لهذا الانسحاب ، تبقى روسيا لاعباً رئيسياً في أحداث هذه المنطقة ، سواء من خلال رعايتها للنظام السوري على مدى السنوات الخمس ، ودعمه عسكرياً ولوجستياً ومعنوياً ، أم اعتراضها على كل القرارات التي تبناها مجلس الأمن للحيلولة دون تمزق الوطن السوري،وأوضحت أن ثمن هذا الانحياز الروسي الذي خالف الاجماع الدولي باستثناء إيران ، والميليشيات الطائفية التي تأتمر بأمرها ، خمسة أعوام من الدماء النازفة ، ومساحات شاسعة من الدمار والأرض المحروقة ، وشتات الشعب السوري في كل المنافي بعد أقسى التجارب مع رحلات الموت عبر البحار ، وقبل هذا وذاك ارتفاع معدلات مسوغات التقسيم ، وتفتيت الدولة السورية بفعل الألاعيب الطائفية والمذهبية التي استخدمها النظام في حربه على الشعب والمعارضة،وتساءلت: هل تعيد روسيا بعد هذا الانسحاب قراءة موقفها من الأزمة السورية، وفقا لمستقبل مصالحها، مع شعب لن يغفر لها أنها ساهمت سياسيا وعسكريا مع طاغيته في ذبحه، وإطالة أمد موته على مدى سنوات خمس، كان من الممكن أن يسقط النظام في أيامها الأولى لولا دخولها مع إيران على خط حمايته، وهو الذي لا يستند على أي حاضنة شعبية، سوى حاضنة الرعب المخابراتي.
•رأت صحيفة "الرياض" أن فلاديمير بوتين يخلط أوراق الأزمة السورية من جديد ، فالرجل الذي فاجأ الجميع بإرساله قوات روسية إلى سورية في سبتمبر الماضي ، ها هو يفاجئ المتابعين للأزمة السورية والمعنيين بها بسحب "الجزء الأساسي" من قواته بعد ستة أشهر،وبينت أن ما يدور في رأس بوتين لا يمكن التنبؤ به ، هذا ما يخبرنا به مسار الأحداث على الأقل في الأزمة السورية ، لكن بالإمكان استنباط بعض الأسباب التي قد تكون دفعت الكرملين إلى اتخاذ هذه الخطوة المفاجئة،وأشارت إلى أن الحملة التي بررتها موسكو بأنها موجهة ضد الإرهاب لم تقض عليه ، فمواقع "داعش" والنصرة لم تتأثر بل من تأثر في الحقيقة هي مواقع المعارضة المعتدلة التي يصنفها نظام الأسد بأنها قوات إرهابية ، وتضعها موسكو محل اشتباه يرتقي لمستوى الإرهاب.
وخلصت إلى أن موسكو بالنسبة للسوريين غير مستساغة بعد أن فضلت الاصطفاف بجانب النظام ضد شعبه ، ولذا لا مستقبل لها إلا بحليف موثوق.