•كتبت صحيفة ديلي تلغراف أن الحرب الأهلية في سوريا كانت حدثا وحشيا ومأساويا لشعبها ومعرقلة لجيرانها الذين اضطروا لاستيعاب ملايين اللاجئين، مشيرة إلى أن الصراع الآن يهدد بالانتقال إلى مرحلة أخطر بعد دخول القوى الكبرى في دوامته بمواجهة بعضهم بعضا، وخاصة التوترات التاريخية بين روسيا وتركيا التي تتفاقم وتنذر بحمام دم على أعتاب البلدين، وترى الصحيفة أن قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين زيادة تأييده العسكري للنظام السوري شجعه على الاعتقاد بأن بإمكانه كسب الحرب الآن، وأنه أحد الأسباب وراء سعي روسيا للوساطة في وقف إطلاق النار في مباحثات ميونيخ لتعزيز مكاسب النظام .
•أفادت صحيفة نيويورك تايمز بأن احتمال اتساع نطاق الحرب خيَّم على ساحات القتال التي تتسم بفوضى تتفاقم يوما بعد يوم في شمال سوريا، بينما تسارعت وتيرة الاشتباكات بين حلفاء أميركا بعضهم ضد بعض، وازدادت التوترات بين قوتين كبيرتين هما روسيا وتركيا، واغتنمت قوات كردية فرصة الغارات الجوية العنيفة التي تشنها روسيا لتتقدم في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة شمال محافظة حلب، مما أثار حفيظة الفصائل الأخرى المدعومة من تركيا التي توعدت "بردٍّ قاسٍ" إذا تقدم الأكراد أكثر،ولم يحدث أن بلغ التوتر هذا الحد بين الطرفين لدرجة دفعت المعارضين السوريين لاتهام الأكراد بالانتهازية بعد أن شنوا عليهم هجمات بالتعاون مع روسيا والحكومة السورية اللتين تسعيان للسيطرة على المناطق المحاذية للحدود مع تركيا،
وأضافت الصحيفة أن تلك الاشتباكات تذكي أوار توترات متصاعدة تنذر بالخطر، لا سيما بين تركيا وروسيا، اللتين حرضتا فصيلين معارضين مدعومين من الولايات المتحدة أحدهما ضد الآخر، مع إن الأكراد والعديد من مجموعات المعارضة في حلب يتلقون دعماً أميركياً.
•أشارت صحيفة غارديان إلى أن الإخفاق في التوصل لوقف إطلاق النار في سوريا سيفتح على الغرب باباً من المشاكل أقلها تنظيم الدولة الإسلامية،وقالت الصحيفة إن الحملة العسكرية ضد التنظيم بدأت تتحول إلى استعراض جانبي مع دخول الحرب السورية مرحلة جديدة من النجاح أو الفشل، وتعتقد الصحيفة بأن الغرب يواجه الآن بعض الحقائق الواضحة: أولها أن تنظيم الدولة ليس هو الأزمة، وإنما عارض لحرب أهلية داخل "الإسلام" في الشرق الأوسط بين الشيعة والسنة وبين الاتجاهات السنية السائدة والمتطرفة، وأن الصراع الذي فيه التنظيم مجرد عارض هو النزاع بين إيران والسعودية من أجل الهيمنة "الدينية"، وأن القيادة الدولية غير المؤكدة لأوباما وبروز روسيا من جديد كلاعب مهم في المنطقة قد جعل سوريا ساحة للحروب بالوكالة.
•نشرت الصحف العربية أن تباين الآراء بشأن احتمال نشوب حرب إقليمية من عدمه، وتتزامن هذه الآراء مع مناورات عسكرية في المنطقة وهجمات تركية على المقاتلين الأكراد في شمال سوريا، وذلك فيما ساعد الدعم الجوي الروسي قوات الحكومة السورية في التقدم نحو استعادة الأجزاء التي تسيطر عليها المعارضة في مدينة حلب،وفي السياق نفسه، قال بسام هاشم في البعث السورية الناطقة باسم حزب البعث الحاكم إن "إردوغان لا يأبه من اللعب بالنار. الطاغية الذي عرف السياسة كسلسلة لا متناهية من القراءات المغلوطة والرهانات الفاشلة يتصرّف تصرّف اليائس. عبثاً يبحث عن تعويض ويجهد في احتواء الهزيمة ولملمة الخسائر،وتقول بغدادي "هذه الهستيريا السعودية والتركية، تستفحل أكثر كلما اطبق الجيش السوري على حلب من جميع الجهات، وهو ما يشير الى ان قادة السعودية وتركيا وصلوا الى حافة الجنون، وهم يشاهدون كيف تتبدد احلامهم، بعد أن كانوا ينكرون وجود أي مخطط لهم في سوريا إلا (إنقاذ الشعب السوري).
•نشرت صحيفة المستقبل اللبنانية أن جميع اللاعبين لا يملكون هامشاً واسعاً للمناورة لتحقيق أهدافهم، ثمة حدود لا يمكن لكل لاعب تجاوزها كثيراً... ما يعني أن الرهانات الحقيقية ما زالت معقودة على طاولة المفاوضات بدرجة كبيرة، غير أن عبد الباري عطوان يدق ناقوس الخطر في الديار اللبنانية، فيقول "إن مناورات رعد الشمال التي تشارك فيها قوات عدة من دول خليجية وعربية... امطرت حتى الآن 15 طائرة من طراز "اف 16?، استعدادا لبدء حرب ضد تنظيم 'الدولة الاسلامية' في الرقة ودير الزور والموصل،وإن التطور الابرز في المشهد السوري يمكن تلخيصه بالقول ان الحرب التي كانت تشن بالنيابة بين روسيا وأمريكا وحلفائهما على الارض السورية فشلت، وباتت هذه القوى تستعد لإرسال قواتها وحشد طائراتها لحرب مباشرة، وهنا تكمن الخطورة،ويخلص الصراع المتصاعد على الارض السورية بإمكانه أن يطيح بممالك ورؤوس كبرى، وامبراطوريات، ويؤدي، اذا ما انفجر، الى مواجهات دموية تؤدي الى مقتل مئات الآلاف، ان لم يكن الملايين.
•قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية، إن الشهور الأخيرة من الأزمة السورية شهدت ظهور عدة سمات جديدة، متسائلا بقوله: "هل وصل الصراع السوري إلى مرحلة حاسمة، و إن أول هذه السمات هو أن الضربات الجوية الروسية المكثفة وتقدم قوات النظام لم تستهدف تنظيم الدولة، وأن أقل اللاعبين ظهورا في الأزمة السورية، وهم الأكراد، قاموا أكثر من الباقين جميعا بتشكيل واقع جديد،وما عقد الأمور هو أن الولايات المتحدة استخدمت "وحدات حماية الشعب" كقوة على الأرض لدفع تنظيم الدولة من أجزاء من غرب شمال سوريا نحو الرقة، كما أن المقاتلات الأمريكية حمت مدينة كوباني من هجوم موسع لتنظيم الدولة، ومنذ ذلك الحين توثقت العلاقات بين الطرفين، على حساب تركيا، حليفة أمريكا وعضو تحالف "الناتو"،ويظل الحزام الصغير شمال سوريا هو خط الدعم المتبقي لتنظيمات الثوار، واللاجئين الهاربين من الحرب، وهو الذي سيحدد مكان تركيا في الحرب، بينما تتفرج بغضب على الثوار الذين يتعرضون لقصف روسي كثيف، لم يبال بدعوات السلام في "جنيف 3"
•أشارت صحيقة تايمز في افتتاحيتها إلى وجود فجوة واضحة بين ما يريده المجتمع الدولي وما هو على استعداد للقيام به على الأرض، ومن ثم تعرض اتفاق التوصل لوقف الأعمال العدائية لشبهة قاتلة حيث يبدو أن العديد من اللاعبين الرئيسيين ينفذون أجنداتهم الخاصة، وهكذا أصبح وقف حقيقي لإطلاق النار حلما بعيد المنال،وأكدت الصحيفة أن الاهتمام الرئيسي لكل الذين يعلنون أنهم يهتمون بمستقبل سوريا يجب أن يكون الدفاع عن مدينة حلب التي تعيش خطر التجويع والحصار والاقتحام من قبل قوات بشار الأسد المدعومة بالقوة الجوية الروسية والقوات الإيرانية ومليشيا حزب الله اللبناني،وختمت بأن الحرب السورية لن تنتهي قريبا كما هو واضح، وأنها تتسارع وستكون هناك عواقب غامضة، وأن الوقت ليس ملائما لتركيا لتسوية المسألة الكردية بالقوة وينبغي أن تركز الحملة التي تقودها الولايات المتحدة- على ضرورة دحر تنظيم الدولة دون تمزيق أواصر سوريا لأن هذا سيكون نصرا للتنظيم من باب خلفي.
•تحمل افتتاحية صحيفة الديلي تلغراف البريطانية بأن الحرب الأهلية في سوريا هي فصل مأساوي ومتوحش في تأثيره على شعبها، ومزعج جدا لدول الجوار التي ترتب عليها استضافة أعداد كبيرة من اللاجئين الذين فروا هربا من الموت، لكنها الآن تتجه نحو شكل أكثر خطورة، مع حصول مواجهة على أراضي سوريا بين قوى عظمى مختلفة، وقد شجع قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمضاعفة الدعم العسكري لدمشق الأسد على الاعتقاد بأن بإمكانه كسب المعركة، وهذا بدون شك أحد الأسباب التي شجعت روسيا على رعاية وقف لإطلاق النار، وذلك بهدف تعزيز مكاسب النظام.
•نشرت صحيفة فايننشال تايمز تحذيرا لدبلوماسيين وسياسيين غربين من أن روسيا تتعمد مهاجمة المدنيين في شمالي سوريا في محاولة لتكثيف أزمة اللاجئين، وقال السيناتور الأميركي جون ماكين إن جزءا محوريا من إستراتيجية روسيا هو تضخيم أزمة اللاجئين واستخدامها سلاحا لشق التحالف وتقويض المشروع الأوروبي، وأشارت الصحيفة إلى أن العمليات الجوية لموسكو رجحت ميزان القوة لصالح نظام الأسد تاركة العديد من جماعات المعارضة المعتدلة المدعومة من واشنطن على وشك الاستسلام .
•ذكرت صحيفة "الشرق" ، أنه للسنة الخامسة على التوالي والنظام السوري مستمر في قذف البراميل المتفجرة على الشعب السوري ، وكأن هذا الشعب لا يعني له شيئاً ولا يهتم بأنهم مواطنون سوريون ولاؤهم لوطنهم وأرضهم، وقالت: إن الرياض اليوم تحالفت مع القوى العربية والإسلامية والدولية منذ تكوينها لضرب التنظيمات الإرهابية التي فرخها النظام السوري ودعم انتشار كثير منها واستغلال بعضها لتبرير قذفه تلك البراميل المتفجرة على شعبه بحجة أنه يضرب الإرهاب، ولكنه في الحقيقة كان يقذفها على شعب أعزل بعيد عن السلاح، ورأت أن المجتمع الدولي قال كلمته بضرورة التحالف لضرب هذا التنظيم الذي أصبح كالأخطبوط ينتشر في عدد من المدن السورية، وحصلوا على تمويلات قوية مما مهد لهم احتلال منابع للنفط واحتلال مدن ومحافظات بكاملها ليقوموا بنشر أفكارهم التطرفية ضد العالم، وشددت على أن الرياض قد ضاقت ذرعاً بهذه الممارسات التي تحاول النيل من وحدة الوطن ، لتسهم اليوم بآلاف الجنود والطائرات العسكرية التي ستدعم التحالف الدولي للقيام بهذه الحرب ، وضرب هذا التنظيم في المدن السورية كي لا تكون هناك حجة أخرى لدى النظام السوري في قذف آلاف البراميل المتفجرة ضد شعبه الأعزل وقتل الأبرياء والأطفال بحجة القضاء على الإرهاب.
• قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية في تقرير لها من غازي عنتاب التركية قرب الحدود السورية إن تركيا رفضت بغضب الدعوات العديدة لها بفتح أبوابها لعشرات الآلاف من النازحين السوريين. ونقلت عن مسؤولين أتراك قولهم إن فتح الأبواب يرقى إلى المشاركة في القصف الروسي لطرد المعارضين المسلحين من محافظة حلب، وأوضحت الصحيفة أن الاعتراف الصريح بأن السياسة جزء من الحسابات في هذه الأزمة الإنسانية الأخيرة يبرز الورطة التي تواجه تركيا في وقت تحاول فيه التعامل مع أزمة نازحين جديدة، بالإضافة إلى الخوف من أن يستولي أعداؤها على أراض قرب حدودها، وأضافت واشنطن بوست أن ما يجري يذكّر أيضا بالطرق التي يصبح بها اللاجئون مخالب في الصراع السوري الذي تسبب حتى الآن في نزوح أكثر من نصف سكان البلاد، في شتات سكاني يقترب عدده من 5.5 ملايين لاجئ خارج الحدود.
صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية نشرت تقريرا يقول إن التدخل الروسي في سوريا قلّص خيارات واشنطن كثيرا، وأوضح أن أميركا ظلت تصر خلال الأشهر الماضية على أنه لا حل عسكريا للحرب الأهلية في سوريا، وأن الحل الوحيد يكمن في التوصل إلى اتفاق سياسي بين الرئيس السوري بشار الأسد ومجموعات المعارضة المتفرقة، لكن وبعد أيام من القصف الروسي المكثف، ربما يكون الروس على وشك إثبات خطأ أوباما، ونقلت عن أحد المسؤولين العسكريين الأميركيين قوله "يمكن أن يكون هناك حل عسكري، لكنه ليس حلنا، إنه حل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين"، واستمرت الصحيفة تقول إن وزير الخارجية الأميركي جون كيري سيدخل مفاوضات جنيف بخيارات قليلة جديدة، فقد قطع الروس كثيرا من الممرات التي كانت الاستخبارات المركزية الأميركية تستخدمها في السابق لتسليح بعض مجموعات المعارضة السورية، ونقلت عن مؤيدي كيري داخل الإدارة الأميركية قولهم إنه أصبح يشعر بالإحباط بشكل متزايد جراء المستوى المنخفض من الجهد العسكري الأميركي لسوريا.
• نطالع في صحيفة الإندبندنت البريطانية تقريرا لكيم سينغوبتا بعنوان "السعوديون يريدون إرسال قوات إلى سوريا"، وقال كاتب المقال إنه في ظل استمرار هروب آلاف السوريين من حلب باتجاه تركيا، فإن دول الخليج وتركيا يدفعون بقوة لإرسال قوات برية إلى سوريا، من أجل إنشاء منطقة آمنة في بلد يعاني من ويلات الحرب، وأضاف سينغوبتا أن القمة الدولية التي سُتعقد اليوم ستنظر في الاقتراحات المميزة التي تقدمت بها السعودية، وتتمثل بتوليها قيادة الجيوش التي سترسل إلى سوريا، وأشار إلى أن دول الخليج تضغط بقوة لبدء العمليات البرية في سوريا، وأوضح كاتب المقال أن وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر ونظيره البريطاني مايكل فالون مع زملائهم من حكومات غربية سيجتمعون مع مسؤولين سعوديين وخليجيين وأتراك لمناقشة توسيع العمليات بعد ازدياد حدة العنف من قبل النظام السوري المدعوم بالضربات الجوية الروسية، وأردف أن البحرين والإمارات عرضتا إرسال قوات برية إلى سوريا، ونقل التقرير عن مصادر دبلوماسية قولها إنه تم النظر في خيار واحد، يتمثل بضم هذه القوات البرية إلى الجنود الأتراك في إنشاء "منطقة آمنة" داخل سوريا، وأوضح كاتب المقال أن الأتراك والسعوديين عقدوا اجتماعات ثنائية لمناقشة هذا الاقتراح، مشيرا إلى أن تدفق عشرات الآلاف من اللاجئين الهاربين من حلب باتجاه تركيا، دفعها للتفكير بإنشاء منطقة آمنة، وختم سينغوبتا بالقول أن هناك تقارير تفيد بأن روسيا تقترح وقفاً لإطلاق النار يبدأ سريانه في الأول من مارس/ آذار المقبل، إلا أن الولايات المتحدة تتعامل مع الموضوع بحذر لغاية الآن.
• نقرأ في صحيفة الغارديان البريطانية تقريرا لمحرر شؤون الشرق الأوسط إيان بلاك بعنوان "تقرير النزاع في سوريا: 11 في المئة من التعداد السكاني قُتلوا أو أُصيبوا"، ونقل بلاك عن تقرير للمركز السوري لبحوث السياسات إن الصراع أدى إلى مقتل 470 ألف سوري، فيما أضحت المؤسسات الطبية غير موجودة بسبب التأثير الكارثي للحرب المتواصلة منذ 5 سنوات، ويعتبر هذا المركز مؤسسة بحثية مستقلة غير حكومية وغير ربحية، ويعمل على إنتاج البحوث الموجهة للسياسات العامة بهدف تقليص الفجوة بين البحث وصناعة السياسات، وأوضح بلاك أن عدد القتلى وفقا للتقرير يُعادل نحو ضعف العدد الذي ظلت الأمم المتحدة تذكره قبل أن تتوقف عن الإحصاء منذ 18 شهراً، وبحسب التقرير فإن 11 في المئة من التعداد السكاني للبلاد ماتوا أو أصيبوا خلال الحرب التي نشبت منذ مارس/ آذار 2011، وأوضح التقرير أن عدد المصابين بلغ 1.88 مليون شخص، كما أن متوسط عمر الفرد انخفض من 70 عاماً إلى 55.4 عاماً في عام 2015، وقدّر التقرير الخسائر الاقتصادية في سوريا بـ255 مليار دولار، وأفاد كاتب المقال بأن المعارضة السورية تطالب بتحرك عاجل لإنهاء معاناة عشرات الآلاف من السوريين، وختم كاتب المقال بالقول إنه وفقا لتقرير المركز السوري لبحوث السياسات فإن 700 ألف من القتلى السوريين قضوا جراء العنف، فيما 70 ألفا منهم قتلوا بسبب عدم توفر الخدمات الصحية الضرورية والمياه النظيفة والطعام.
• أكدت صحيفة يني شفق التركية، أن التدخل العسكري التركي في سوريا بات ضروريًا للحافظ على الأراضي التركية مستقبلًا من خطر التقسيم، وقالت الصحيفة المقربة من الحكومة التركية في مقال لها إنه يجب على تركيا أن تتدخّل في سوريا بشكل مباشر يشمل تحرّكًا عسكريًّا، إذا كانت كل من روسيا وإيران قد دخلتا سوريا تحت مبررات واهية، واستطاعتا ضرب حدودنا وطرد الشعب السوري إلى تركيا، فمبررات تركيا وحججها للتدخل أكثر واقعية وشرعية منهما، وأضاف الصحيفة في المقال الذي كتبه إبراهيم كاراغل إن لا أحد يريد أن تندلع حرب حقيقية، ولا أحد يريد أن تقع حرب بين تركيا وروسيا وإيران، ولا أحد يتمنى ذلك، ولكن هذه المرة الأمر خطير للغاية، إذا لم نتحرك اليوم سنجد أنفسنا يوم غد في حرب تكلفتها أكبر من التدخل، وشددت الصحيفة على أنه يجب ألا يُسمح لموسكو وطهران أن تشكّلا تهديدًا على سوريا وتركيا، وتخططان لحصارنا وضربنا عن طريق سوريا، مضيفة أن هاتان الدولتان فتحتا أبواب الحرب على كل من تركيا والشعب السوري، حيث تسعى طهران وموسكو لتحويل هذه الحرب باتجاه تركيا، وفي الحقيقة هاتان الدولتان تحاربان تركيا، ولم يعد هذا أمرًا خافيًا على أحد، وحذَّرت الصحيفة من التردد في اتخاذ قرارات مصيرية في مثل هذه الظروف، وقالت إننا سنجد أنفسنا أمام مواجهة عشرات المنظمات الإرهابية وليس حزب العمال الكردستاني فحسب، وسيكون وراء كل تنظيم دولة تتحكم به، وسيحاربون كلهم تركيا بالوكالة، وحذر الكاتب في نهاية مقاله من إنه إذا لم يحدث تدخل في سوريا فسنجد أنفسنا بعد عدة سنوات نتحدث عن تقسيم تركيا.
• في مقاله بصحيفة الشرق الأوسط يتساءل نديم قطيش "هل ربح الأسد؟"، ويرى الكاتب أن كذبة محاربة الإرهاب، التي ملأت بها موسكو عناوين الأخبار الدولية، ولا تزال، تشظت في معركة إسقاط حلب، عاصمة الثورة السورية، ومحاولة إعادة تسليمها لبشار الأسد، مبرزا أن هذه الكذبة لا تزال مع ذلك تساهم في تشكيل رأي عام سياسي وصناعة سياسات حول العالم، ويلفت الكاتب إلى نتائج ولاية نيوهامبشير الأميركية التي فاز فيها المرشحان، دونالد ترامب ممثلاً يمين الحزب الجمهوري، وبيرني ساندرز ممثلاً يسار الحزب الديمقراطي، ويوضح أن ما عبر عنه الرجلان حيال السياسة الخارجية الأميركية، وجزء مما صوت له ناخبو هذه الولاية، يتقاطع عند ما يريد بوتين للعالم أن يفكر فيه، وهو: لا بديل عن بشار الأسد إلا «داعش»، ما يجعل الأسد أفضل الخيارات الكريهة، ويعتبر الكاتب أن الحريق المندلع في الإقليم ليس حريقًا سنيًا شيعيًا وحسب، بل هو في مكان ما حرب أهلية سنية سنية، قوامها ثلاثة أطراف بتفاوت: الحكومات الشرعية، الإخوان المسلمون، و«داعش» و«النصرة» ومشتقاتهما من التنظيمات المتطرفة السنية، مشيرا إلى أن كل اللاعبين في الإقليم يلعبون بهذه الأوراق ومعها.
• تحت عنوان "حلب تستغيث" ، كتبت صحيفة الشرق السعودية أن نصف سكان مدينة حلب هاجروا بسبب الحرب الأهلية الدائرة فيها، وبسبب البراميل المتفجرة، التي يلقيها النظام السوري على سكان المدينة، رغم أنهم يحملون الهوية السورية، وليسوا غرباء عنها، أو قادمين من خارج البلاد، وأوضحت أن أبناء مدينة حلب، وهي أكبر المدن السورية مساحة، ويزيد عدد سكانها عن 4.5 مليون نسمة، لا يختلفون أبداً عن أبناء المحافظات الأخرى، فقبل بدء المعارك فيها عام 2012 خرجوا في مظاهرات سلمية «2011» تزامناً مع خروج إخوانهم في باقي المحافظات، مطالبين بالإصلاحات، وتغيير نظام الأسد، وكانت المدينة عصية على النظام السوري، فقد قام أبناؤها بحمايتها حاملين سلاحهم ليواجهوا نظاماً ديكتاتورياً مجرماً، فتشكَّلت عدة فصائل في إطار «المعارضة المعتدلة»، حاربت قوات السلطة القمعية، وسيطرت على أحياء عديدة في المدينة، وفرضت النظام داخلها، ولفتت إلى أن أهالي المدينة اليوم في حاجة إلى وقفة إنسانية من كافة دول العالم بتقديم المساعدات لهم بعد أن أصبحوا فريسة للبراميل المتفجرة، والحصار.
• تحدثت صحيفة الرياض السعودية، عن تلويح رئيس الدبلوماسية الأمريكية جون كيري في حوار مع واشنطن بوست باللجوء إلى خطة "ب" إذا لم يقم الروس بخطوات جادة لإنهاء الأزمة السورية التي تدخل اليوم منعطفاً هو الأكثر أهمية وخطورة منذ اندلاع الأزمة قبل خمسة أعوام، وتساءلت: ماذا يمكن أن تقوم به إدارة الرئيس أوباما في حال استمرت روسيا في منهجها بضرب المعارضة السورية. وبينت أن مسألة إقامة منطقة حظر جوي ستكون أقل كلفة سياسياً ومادياً؛ لو تم ذلك في وقت سابق عندما قصف النظام السوري الغوطة بالأسلحة الكيماوية، لكن يبدو أن الرئيس الأميركي سيجد نفسه مضطراً إلى اتخاذ هذه الخطوة، إلا إذا قدمت له موسكو عرضاً على غرار ما حدث في "أزمة الكيماوي".. ويبدو أن الكرملين يعد لذلك.
• قالت صحيفة الوسط البحرينية إن تصريح مدير وكالة المخابرات العسكرية الأمريكية، الجنرال فنسنت ستيوارت، احتل حيزا كبيرا في تغطية الفضائيات ووكالات الأنباء خلال اليومين الماضيين، حيث توقع أن يزيد تنظيم (داعش) وتيرة هجماته العابرة للحدود وقدرته الفتاكة في الأشهر المقبلة، وأوضحت الصحيفة أن التدخل العسكري الروسي مؤخرا في سورية قلب الموازين التي استقرت خلال السنوات الأربع الماضية، وأن أخطر ما سينتج عن هذا التطور ليس في سورية والعراق، فهذه المسألة باتت شبه محسومة ضد (داعش)، وإنما لجوء هذا التنظيم الإرهابي إلى شمال إفريقيا، "وهذا هو الكارثة المقبلة"، مشيرة إلى أن التنظيم وضع يديه على مساحة مفتوحة من الأرض الفراغ في ليبيا، تعج بكل أنواع الأسلحة، يمكن أن يتخذها قاعدة صلبة ينطلق منها لغزواته القادمة.
• كشفت مجلة فورين بوليسي الأميركية نقلا عن مسؤولين في المعارضة السورية وأتراك، أن مهندسين روسا منخرطون في أعمال تشييد وبناء بأحد حقول الغاز في منطقة خاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية شمالي سوريا، وقالت المجلة في تقرير لمراسلها من إسطنبول التركية إن هذا التطور يقف شاهداً على وجود علاقات تجارية بين التنظيم الجهادي والنظام السوري، كما يدل على تعاون بين التنظيم وشركة روسية للطاقة لها علاقة بالرئيس فلاديمير بوتين، وأوضحت المجلة أن نظام الأسد ورجال أعمال سوريين وروسا وتنظيم الدولة ومجموعات سورية معتدلة، يسعون جميعهم عبر تجهيز هذا الحقل المثير للجدل، إلى جني فوائد مالية ولوجستية منه، ومضت فورين بوليسي إلى القول إن أعمال التشييد والبناء ظلت تمضي ببطء حتى استولى على منشأة الغاز في توينان فصائل سورية معارضة في عملية مشتركة مع جبهة النصرة في يناير/كانون الثاني 2013، ونسبت المجلة إلى شخص يُكنى أبو خالد -وهو عضو في لواء أويس القرني المنضوي تحت تحالف المعارضة- القول إنهم عندما دخلوا المنطقة فرَّ منها المهندسون والاستشاريون الروس تاركين وراءهم العاملين السوريين، وأضاف القرني أننا قررنا حينها حماية هذه المنشأة، وكنا نظن أنها ملك للشعب السوري طالما أنها تتبع للدولة السورية، وقد ظل حقل توينان للغاز خاضعا لسيطرة تنظيم الدولة منذ أوائل العام 2014، وقال مسؤول تركي إنه بعد استيلاء التنظيم على الحقل، واصلت ستروي ترانس غاز -عبر مقاولها من الباطن شركة هيسكو- أعمال البناء بإذن من تنظيم الدولة، ومن ثم ظل المهندسون الروس منخرطين في العمل داخلها لإكمال المشروع.
• أفادت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية بأن قوى المعارضة للنظام في سوريا بدأت تستشعر انحسار دعم الولايات المتحدة لها، بعدما كانت هي وحلفاؤها يغدقون ملايين الدولارات على المجموعات المعتدلة والعلمانية والمنظمات المدنية، وتخشى هذه الفصائل اليوم أن واشنطن وحلفاءها ربما يريدون لها أن تخسر الحرب في واقع الأمر، مما حدا بالعديد من قادة المعارضة الذين ظلوا يتلقون الدعم الغربي، إلى التوجه الثلاثاء لمقابلة مسؤولين أميركيين وآخرين في مدينتي إسطنبول وأنقرة في تركيا، لكنهم لم يعودوا يأملون تغيير الأوضاع في بلادهم، وأعادت الصحيفة إلى الأذهان ما ظل يقوله الرئيس الأميركي باراك أوباما من ضرورة تنحي الأسد وفرض قيود على استخدام أسلحة كيميائية، قبل أن ينكص عن كلا الوعدين، مما زعزع ثقة المعارضين السوريين في ما يقوله، على أن الإرباك والقنوط بلغ مدى جديدا الأسبوع الماضي بعدما أحرزت القوات الموالية للأسد مزيدا من التقدم شمالا صوب محافظة حلب، وما نجم عنه من نزوح عشرات الألوف من المهاجرين الجدد نحو الحدود التركية، ونوهت الصحيفة إلى أن المعارضة المدعومة أميركياً لطالما اعتادت على موقف الولايات المتحدة الذي لا يريدها في الحقيقة أن تكسب الحرب حتى لا يؤدي السقوط المفاجئ للأسد إلى تولي الإسلاميين مقاليد الحكم، لكنها في ذات الوقت تسعى للحيلولة دون انهزامها لوقت طويل للضغط على حكومة دمشق وإرغامها على التفاوض من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة.
• دعت إدارة تحرير صحيفة الإندبندنت البريطانية، الولايات المتحدة إلى حرف ميزان الحرب في سوريا باتجاه المعتدلين، وتقول الصحيفة في افتتاحيتها إن "الصراع السوري لم يعد يوصف بصراع يعاني من الجمود، فقوات النظام السوري مدعومة من الطيران الروسي تهدد بحصار مدينة حلب، التي تعد معقل المعارضة المسلحة، وفي حال سيطرت قوات النظام عليها، فستكون أكبر هزيمة للمعارضة منذ اندلاع الثورة عام 2011، واتهمت الافتتاحية الولايات المتحدة بأنها أصبحت تلعب لعبة بشار الأسد، عندما حاولت تخفيف التصعيد، وقررت الولايات المتحدة تخفيف الدعم عن المعارضة قبل بدء محادثات جنيف، وضغطت على دول الخليج كي تخفض من عمليات الدعم العسكري، وهو ما عرض المعارضة للهجوم العسكري، الذي قد لا تتعافى منه أبدا، وتشير الصحيفة إلى أن هناك طريقين أمامنا في تطور الصراع؛ الأول: قيام النظام والروس بسحق المعارضة تدريجيا، ما يعني ارتكاب عمليات قتل جماعي، أما الطريق الثاني فهو قيام الغرب ودول الخليج بمساعدة المعارضة، وحرف ميزان الحرب، والعودة إلى حالة الجمود في الساحة العسكرية، ما يفتح الطريق أمام العودة للتفاوض، وهذا يقتضي من إدارة الرئيس أوباما استثمارا عسكريا أكثر مما هو مستعد لإنفاقه، ولكنه الخيار الصحيح، وتجد الافتتاحية أنه ينبغي على أوباما التفكير في العرض الذي تقدمت به كل من السعودية والإمارات لإرسال قوات برية، وعليه المساعدة في إقامة منطقة آمنة في شمال سوريا، خاصة أن تركيا ترفض السماح للاجئين بدخول أراضيها، وعليه إنزال مساعدات غذائية على المناطق المحاصرة، وتختم الصحيفة افتتاحيتها بالقول: لو تراجعت الولايات المتحدة أكثر، فستكون قد خانت الشعب السوري، وأدارت ظهرها للكارثة الإنسانية التي تدخل أحلك مراحلها.
• نقرأ في صحيفة الغارديان البريطانية مقالاً لناتاليا نوغريدي بعنوان "مصير حلب سيشكّل مستقبل أوروبا"، وقالت كاتبة المقال إنه في حال سقوط حلب، فإن الحرب الدامية في سوريا ستأخذ منحى جديدا، وسيكون لها عواقب بعيدة المدى ليس على المنطقة فحسب بل على أوروبا أيضاً، وأردفت الكاتبة أن العملية الأخيرة التي تشنها القوات السورية النظامية على المدينة المحاصرة شمالي سوريا تزامناً مع الضربات الجوية الروسية، دفعت بعشرات الآلاف من السكان إلى الهروب من حلب في الأيام القليلة الماضية، وأشارت إلى أن هزيمة قوات المعارضة السورية التي تسيطر على أجزاء من حلب منذ عام 2012 ستترك البلاد تحت سيطرة قوات الأسد وتنظيم "الدولة الإسلامية"، وأضافت أن الأمل بالتوصل إلى حل خلال محادثات السلام في سوريا سيتلاشى، مشيرة إلى أن هذا يمثل الهدف الأقصى الذي تسعى روسيا لتحقيقه منذ اتخاذها قرار شن ضربات عسكرية في سوريا منذ 4 شهور.
• نطالع في صحيفة الفايننشال تايمز البريطانية مقالاً لديمتري ترنين بعنوان "مستقبل سوريا يكمن في أيدي جيرانها"، وقال كاتب المقال إن النجاح الذي يحققه الجيش السوري في حلب أمر طالما انتظرته روسيا منذ بدء تدخلها العسكري في سوريا في شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، وأضاف كاتب المقال أن الضربات الجوية الروسية كانت تهدف لتخفيف قوة جماعات المعارضة للأسد - أي تنظيم "الدولة الاسلامية" وغيره - والعمل على تهيئة الوضع لتبدأ دمشق هجوماً مضاداً، وأردف أنه لا يمكننا توقع انتصار سريع لدمشق، لأن جماعات المعارضة في حلب قد تدعو جماعات أخرى (السعوديين والأتراك على الأخص) للمجيء إلى سوريا، وأوضح كاتب المقال أنه في حال حدوث ذلك، فإن الحرب ستتخذ اتجاها آخر مرة أخرى، مضيفاً أن سوريا ستصبح أول ساحة حرب في المنافسة العالمية من أجل السلطة والنفوذ والتي توقفت منذ 25 عاما، ورأى الكاتب أن تداعيات هذه الحرب يصعب التنبؤ بها، ويطرح الكاتب عدة تساؤلات: هل ستجتاح تركيا بقواتها البرية الأراضي السورية لتحتل المناطق الكردية فيها؟ وهل من الممكن أن تقصف تركيا الأراضي السورية؟ وهل أن الهجمات السعودية ستستهدف تنظيم "الدولة الإسلامية" أو الإيرانيين وعناصر حزب الله في سوريا؟ وختم كاتب المقال بالقول إن منطقة الشرق الأوسط، دخلت مرحلة قد تستمر عقدين من الزمن حيث من المتوقع أن تشهد القليل من السلام والكثير من القتال.
• نطالع في صحيفة الشرق الأوسط مقالا لعبد الرحمن الراشد تحت عنوان "إقامة دولة تلائم الأسد"، الكاتب اعتبر أن التصريح الأخير للمبعوث الأممي الخاص، ستيفان دي ميستورا، بتحميل نظام الأسد مسؤولية تعطيل المفاوضات، لا يرتقي إلى مستوى الجرائم والأحداث الخطيرة في سوريا التي ازدادت هذه الأيام، مشددا على أن ما نسمعه من ديمستورا أقل مما هو متوقع من الأمم المتحدة ومبعوثها، ومن الحكومات الكبرى، وكذلك الحكومات العربية المعنية حيال ما يحدث من تطهير طائفي متعمد، وتغيير ديموغرافي صريح، وعمليات قتل وتشريد تستهدف مئات الآلاف من المدنيين في مناطق مكتظة سكانيًا، واعتبر الكاتب أن السياسيين هم مخطئون عندما يتعاطون مع الأزمة السورية على أنها مجرد قضية متفرعة من تشابكات العلاقات المتوترة في منطقة الشرق الأوسط، وأوضح أن الحرب في سوريا في الأصل قضية قائمة بذاتها وليست جزًءا من الصراع العربي الإيراني، أو السني الشيعي، أو الروسي الأميركي، منوها إلى أنه ومن أجل الإبقاء على الأسد في دمشق قام الروس والإيرانيون بذبح ثلث مليون إنسان، وتشريد اثني عشر مليونًا آخرين، وتدمير عشرات المدن، وهم الآن يحاولون طرد نصف الشعب السوري من مناطقهم لبناء دولة مكوناتها الإثنية تلائم قدرة الأسد الذي ينتمي إلى طائفة نسبتها من السكان عشرة في المائة فقط، وختم الكاتب مقاله معربا عن استغرابه من قبول حكومات المنطقة السكوت عن هذه المهزلة والمأساة الخطيرة؟!.
• في صحيفة الحياة اللندنية نقرأ مقالا لحسان حيدر بعنوان "روسيا وإيران تتقدمان في سورية ...وكيري يهددهما بـ «الخطة ب»"، الكاتب أشار إلى الصورة التي تبدو قاتمة للغاية في حلب ومنطقتها حيث يستخدم طيران ومدفعية روسيا والنظام السوري كثافة نارية هائلة في تدمير ممنهج لمناطق تمركز المعارضة، مستغله الميليشيات الإيرانية والعراقية في التقدم بهدف محاصرة المدينة وقطع خطوط الإمداد إليها، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن واشنطن تتولى لجم أنقرة وتمنعها من أي تدخل، بعدما أقفل الروس المجال الجوي السوري أمام طيرانها، من دون أي رد فعل من الأميركيين وحلف شمال الأطلسي، ورأى الكاتب أن ذلك يعني أن المعارضة السورية التي أبدت ممانعة في الذهاب إلى «جنيف 3» لأنه من دون أولويات ومرجعية واضحة، ثم قررت بعد ذهابها عدم التفاوض في ظل استمرار العمليات العسكرية الروسية، وخصوصاً قصف المناطق المدنية، تخضع حالياً لعملية «تأديب» مشتركة بين أميركا وروسيا كي تستجيب للشروط التي صاغتها الدولتان الكبريان في قرار مجلس الأمن 2254، ولفت الكاتب إلى أن المدنيين السوريون الذين يواجهون منذ خمس سنوات أشرس حرب إبادة تعرض لها شعب على الإطلاق، لا خيار أمامهم سوى المزيد من التشرد، في ظل انشغال دول العالم بتصنيف من يصلح منهم للحصول على اللجوء.
• رأت صحيفة عكاظ السعودية أن العالم ما كان يحتاج إلى تقرير مفتشي الأمم المتحدة، ليدرك أن نظام بشار الأسد الدموي، وحلفاءه عصابة إرهابية إجرامية ارتكبوا إبادة جماعية ضد الشعب السوري وخاصة المعتقلين، وقالت إن ست سنوات كانت تحمل في كل دقيقة منها جريمة موصوفة، بحق شعب ذنبه أنه طالب بكرامته، وآلة القتل تعمل ليل نهار وضحاياها أطفال ونساء وكهول، وتابعت الصحيفة قائلة إن ست سنوات عجاف، جاء بعدها تقرير محققي الأمم المتحدة متأخراً، كرسالة الزمن الماضي التي كانت تصل لصاحبها بعد وفاته، مبرزة أن تقرير محققي الأمم المتحدة حول سورية والذي اتهم نظام الأسد بإبادة معتقلين يجب أن يكون جرس إنذار حقيقي للمجتمع الدولي أن النظام الأسدي يجب أن يرحل طوعاً أو كرهاً، لأن سلوك النظام الإجرامي ضد شعبه تجاوز حد الإبادة كجريمة ضد الإنسانية، وأصبح بشار مجرم حرب بامتياز.
• قال الصحفي الأميركي روجر كوهين في مقاله الأسبوعي بصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إنه بات من العسير التمييز بين سياسة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تجاه سوريا وبين تلك التي ينتهجها نظيره الأميركي باراك أوباما، وكتب كوهين أن سياسة بوتين في سوريا واضحة بما يكفي، إذ بدأت تؤتي أكلها في حلب الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة، بينما يفر عشرات الآلاف من سكانها صوب الحدود التركية، وأضاف أن إدارة أوباما ما تزال تعطيك من طرف اللسان حلاوة بزعمها أن بشار الأسد جزء من المشكلة وليس الحل، وأنه إذا ظل على سدة الحكم خلال فترة انتقالية سياسية متفق عليها فإنه لن يبقى بعدها، لكن تلك مجرد أقوال، فالرئيس فلاديمير بوتين وروسيا يضطلعان بدور حاسم في سوريا في غياب أي التزام مقابل أو سياسة واضحة من قبل الرئيس أوباما، ومضى يقول إن حلب قد تكون هي سراييفو سوريا، ويعني بذلك أن محنة المدينة اليوم -بتعرضها لنزوات بوتين ومكائد الأسد العديمة الشفقة- هي نتاج العجز وغياب المغزى لدى إدارة أوباما طيلة السنوات الخمس الماضية تقريبا، وخلص المقال إلى أن سياسة بوتين هي سياسة أميركا، ذلك أن الولايات المتحدة لم تقدم بديلاً جدياً لها، وأن الأوان قد فات لكي نتوقع تغييراً كبيرا في سياسة أوباما تجاه سوريا.
• نشرت مجلة فورين بوليسي الأميركية مقتطفات من تقرير لمحققين تابعين للأمم المتحدة، تناول أوضاع سجون النظام السوري ونماذج لمعتقلين فقدوا أرواحهم نتيجة التعذيب بداخلها، واستهلت المجلة تقريرا إخباريا بالقول إنه منذ اندلاع الحرب الأهلية في سوريا عام 2011 فرَ 9.5 ملايين شخص من ديارهم، بينما لم يجد عشرات آلاف آخرون فرصة للهرب فوقعوا أسرى في يد قوات الأسد، وأجرى محققو الأمم المتحدة مقابلات مع أكثر من 500 من الناجين من سجون النظام حيث تعرض جميعهم تقريبا للتعذيب أو كانوا شهوداً على حالات تعذيب في المعتقلات، بينما شاهد مئتان ونيف زميلا لهم وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة داخل السجن على يد أفراد الأمن السوري، وبحسب التقرير الأممي، فإن معاملة المدنيين في تلك السجون ترقى إلى وصفها بسياسة إبادة حكومية وجريمة ضد الإنسانية. غير أن الأمم المتحدة لم تستثن بعض جماعات المعارضة المسلحة من تلك التصرفات، إذ اتهم تقريرها أيضا تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة بنفس جريرة حكومة دمشق، وتمضي المجلة في نقلها من التقرير إلى الإشارة إلى أن من يتعرضون للتعذيب من المعتقلين غالباً ما تتلوث جروحهم، لكنهم لا يتلقون علاجاً في السجن، وطبقا للتقرير الأممي، فإن زنازين السجون مكتظة بالنزلاء وفي كثير من الأحيان يُضطرون للتناوب على الجلوس والوقوف، كما يضطر هؤلاء أحيانا لقضاء الحاجة داخل الزنزانة بسبب القيود على الذهاب إلى المراحيض.
• نطالع في صحيفة الغارديان البريطانية مقالاً لإيان بلاك بعنوان "لا ضوء في نهاية النفق في ظل استمرار المعاناة في سوريا"، وقال كاتب المقال إن الحرب في سوريا تواجه أياماً صعبة للغاية مع تدفق كم هائل من اللاجئين السوريين من حلب إلى الحدود التركية تزامناً مع الضربات الجوية الروسية التي تساند القوات البرية السورية على الأرض، وأضاف أنه ليس هناك أي بصيص أمل من الحراك الدبلوماسي لحل الأزمة في سوريا لتخفيف معاناة الشعب السوري، وأوضح بلاك أنه من المرتقب أن تجتمع المجموعة الدولية لدعم سوريا التي تحاول التوصل إلى حل لإنهاء الصراع في ميونيخ، مضيفاً أن هذا الاجتماع يمكن أن يمثل الفرصة الأخيرة للتوصل إلى حل سياسي لإنهاء 5 سنوات من الحرب، ونقلاً عن الناشطة المدنية ريم التركماني فإن المواطنين السوريين يشعرون بأن القصف الجوي الروسي يتم بموافقة أمريكية، لذا فهم يشعرون بالخيانة، وهذا أمر كارثي... هناك شعور بالخسارة، وقال كاتب المقال إن المحادثات التي يجريها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في جنيف ستكشف إن كانت محادثات جنيف ستستأنف في الموعد الذي حدده المبعوث الدولي لسوريا ستيفان دي مستورا، وأضاف أن استئناف المفاوضات يجب أن يصاحبه بادرة إنسانية على الأقل، تتمثل بإلقاء المساعدات الغذائية من الطائرات على القرى والبلدات السورية المحاصرة، وختم كاتب المقال بالقول إن الأسبوع يبدو مزدحماً بالنشاطات والأحداث، ويتمثل ذلك بسقوط مزيد من القتلى السوريين وبازدحام قاعات اتخاذ القرارات الدولية، إلا أنه في نهاية المطاف، ليس هناك بصيص أمل بانتهاء الحرب في سوريا.
• جاءت افتتاحية صحيفة الفايننشال تايمز البريطانية تحت عنوان "الضربات الروسية على حلب ستضاعف أزمة المهاجرين"، وقالت الصحيفة إنه في كل يوم يمر، فإن أزمة المهاجرين تزداد تفاقماً، وأضافت أن الحكومات الأوروبية حاولت في الأسابيع القليلة الماضية إبطاء وتيرة تدفق المهاجرين من الشرق الأوسط والبلقان وشمال أفريقيا، وذلك بتجميد بعض مزايا تأشيرة شنغن الأوروبية وكذلك بفرض معايير جديدة على الحدود، وأوضحت الصحيفة أن خلال الشهر الماضي، عبر نحو 61 ألف لاجئ الحدود التركية إلى اليونان، أي أكثر 35 مرة من الشهر نفسه العام الماضي، وقالت الصحيفة إن كان هذا الرقم ليس كافياً لبث القلق في العواصم الأوروبية، فإن العمليات التي يشنها الجيش السوري بمساندة الطيران الروسي على حلب، تهدد بجعل هذه الأزمة أسوأ بكثير مما كانت عليه من قبل، وأوضحت الصحيفة أن الضربات الجوية الروسية أجبرت 100 ألف سوري على الهرب إلى شمال البلاد نحو الحدود التركية، وهم يتوسلون الأتراك لإدخالهم إلى تركيا، وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مصمم على سحق المعارضين السوريين بنفس الضراوة التي انتهجها ضد الشيشانيين، وختمت الصحيفة بالقول إن بوتين لا يستخدم طائراته فقط لتعزيز قوة روسيا في الشرق الأوسط، بل لتأجيج أزمة اللاجئين التي تهدد الاتحاد الأوروبي.
• في صحيفة الحياة اللندنية نقرأ مقالا لرندة تقي الدين بعنوان "الأسد تحت الوصاية الروسية الإيرانية"، أكدت فيه أن الشاهد الحقيقي على إرث بشار الأسد وجماعته سيكون الشعب السوري المهجر والكوارث الإنسانية التي يشهدها العالم من نزوح وغرق في البحر لمحاولة الهرب من قصف القنابل الروسية وقنابل جيش النظام، وأوضحت الكاتبة أن سياسة أوباما الكارثية إزاء سورية سلمت سورية لروسيا بوتين لأن أوباما أكثر اهتماماً بصفقة مع روسيا مما هو مهتم بما يحصل في سورية، مبرزة أن بقاء الأسد مرتبط بأسياده الروس والإيرانيين، وأكدت الكاتبة أن إرث أوباما معيب في ما يخص سورية، واعتبرت أن بوتين قد خدع أوباما عندما أقنعه في عام 2013 بأنهما سيتحركان معاً لمنع الأسد من استخدام السلاح الكيماوي، وبعدها تدخل بقواته الجوية لإبقاء الأسد واستخدامه كورقة قوة في تعامله مع الأوروبيين والأميركيين، مشيرة إلى أن بوتين يعتقد أنه تمكن بفضل تراجع أوباما من عودة الهيمنة في الشرق الأوسط إلى أجل غير محدد حتى يأتي رئيس أميركي جديد يهتم في شكل أكبر بهيبة بلده المتدهورة على الساحة الدولية.
• نطالع في صحيفة الشرق الأوسط مقالا لطارق الحميد تحت عنوان "سوريا.. استعادة الأراضي ليست انتصاًرا"، ورأى الكاتب أن الحديث عن أن استعادة النظام الأسدي لبعض المناطق بدعم جوي روسي، ومقاتلين من الميليشيات الشيعية على الأرض، يعني أن الروس والإيرانيين هم من يحددون قواعد اللعبة الآن هو مجرد وهم، وأوضح أنه بمقدور الروس، وإيران، ومعهما الأسد، استعادة أراض بسوريا من المعارضة أو «داعش»، لكن ذلك لا يعني انتصار طالما أن الأراضي تستعاد والبشر تهجر، وتقتل، وتقمع، وتجوع، وتقصف، مشددا على أنه طالما أن لا حلول حقيقية لمصدر الأزمة، وهو بشار الأسد، والدعم الإيراني له، فإنه لا حلول، ولفت الكاتب إلى أن قمع البشر، وتكريس الطائفية، يعني أن لا استقرار، كما يعني أن على الجميع توقع مزيد من المتطرفين بقادم الأيام، والأعوام، مبرزا أن استعادة الأراضي لا تعني استعادة القلوب، وفي النهاية دعا الكاتب الروس والأمريكيين والإيرانيين وكل المدافعين عن الأسد إلى الاستفادة من درس العراق الذي تحول إلى مستنقع طائفي، ولم يعرف الهدوء منذ 2003، وذلك بسبب غياب الحلول الجذرية، وهو ما سيحدث في سوريا سواء استعاد الأسد قرى، أو حلب نفسها، مؤكدا أن استعادة الأراضي شيء، وتطمين القلوب، وإقناع العقول شيء آخر.
• صحيفة العربي الجديد نشرت مقالا لميشيل كيلو تحت عنوان "عن وقف إطلاق النار في سورية"، الكاتب سلط الضوء على المعلومات التي تقول إن لقاء ميونيخ الذي سيتم غداً الخميس سيطالب بوقف إطلاق النار في سورية، وشدد على أن وقف إطلاق النار في سورية هذا يجب أن يتوزع على النحو التالي: 60% للجيش الروسي، 20% لجيش ملالي إيران، 10% لجيش الأسد وحليفته الاستراتيجية داعش، و10% للجيش الحر والفصائل، وبما أن القسم الأكبر من إطلاق النار يأتي من الجانب المعادي للشعب السوري، ويعادل 90% من النار التي تطلق ضد سورية وفيها، فإن وقف إطلاق النار لن يكون حقيقياً وجدياً، إن بدأ بالجيش الحر والفصائل، أو اقتصر عليهما، وسيكون، في المقابل، ملموساً وحقيقياً، إن طبقته، والتزمت به القوى الغازية والمعادية لشعب سورية، وأوضح الكاتب أن هناك وجهتا نظر متناقضتان في ما يتعلق بوقف إطلاق النار: واحدة تراه منفصلاً عن الحل السياسي، وأخرى تراه بدلالته، وتعتبره جزءاً تكوينياً منه، لا يجوز فصله عنه، أو إفضاؤه إلى نتائج مناقضة له، مبرزا أن أعداء الشعب السوري وغزاته يتبنون التصور الأول، على الرغم من أن القرار 2254 يربط تنفيذ وقف إطلاق النار بتقدم الحل السياسي، ونتبنى نحن، أهل الثورة والحل، التصور الثاني الذي يضعه في خدمة حل سياسي سلمي نسعى إليه، ونريد أن تسهم فيه جميع الأطراف السورية.
• في صحيفة الخليج الإماراتية يتوقع حافظ البرغوثي أن هناك حربا قاسية قادمة في سوريا في الشهر المقبل، وقال إن المعلومات تشير إلى أن إيران كثفت من تواجدها في سوريا، وأرسلت المزيد من القوات عبر العراق، وكذلك روسيا، ما يعني أن هناك معركة قاسية ستبدأ في الشهر المقبل، لا سيما مع تصريحات السعودية والإمارات باستعدادهما لإرسال قوات برية، ورأى الكاتب أن هذا السبب هو مادفع القوى المعارضة السورية لتزيد من إلحاحها على الدول الداعمة لها بضرورة تزويدها بالأسلحة النوعية ضد الدبابات والمضادات الجوية لعرقلة القصف الجوي الروسي الذي رجح كفة الميزان العسكري لمصلحة النظام حتى الآن، مبرزا أن قلب الوضع العسكري في سوريا بات أمراً ملحاً بالنسبة للغرب، وكذلك تركيا.
• انتقد الكاتب صنهات العتيبي في صحيفة الوطن الكويتية القنابل الفراغية الروسية التي تتساقط على رؤوس السوريين الأبرياء، وقال إن الحرب السورية "حرب بالوكالة"، متسائلا: لصالح من تقتل روسيا السوريين؟ ولصالح من يقاتل الأكراد بشقيهم العراقي والسوري وحتى شقهم الثالث التركي؟، وتابع أن الطائرات الروسية تقصف السوريين بعنف لا مثيل له ولا تقتصر على المقاتلين بل تقصف القرويين العزل في قراهم البسيطة ما سبب رعباَ وهلعاَ دفع الناس إلى ترك قراهم ويمموا نحو الحدود التركية السورية في تغريبة جديدة للسوريين لن ينساها التاريخ، مؤكدا أن نظام الأسد والعصابات التي تقاتل معه هو المستفيد الأول مما يجري في السماء وعلى الأرض السورية.
• من حسن حظ الرئيس الأميركي باراك أوباما ووزير خارجيته جون كيري أن الانتخابات التمهيدية الجارية حاليا في الولايات المتحدة لاختيار المرشحين الذين سيتبارون على رئاسة البلاد تستحوذ على اهتمامات واشنطن وإلا للفتت الأزمة الإنسانية والإستراتيجية في سوريا انتباه كثير من الناس، بهذه المقدمة استهلت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية تقريرا تحت عنوان "سلام القبور السوري"، مشيرة إلى أنه بينما كان كيري يراقب محادثات السلام السورية في جنيف الأسبوع الماضي كان بشار الأسد وحلفاؤه الروس والإيرانيون يطبقون حصارهم الدموي على مدينة حلب وريفها التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة، ورأت الصحيفة أن الهدف الرئيسي من هذا الهجوم هو استرداد المدينة التي كانت يوما العاصمة التجارية لسوريا، وإقامة ملاذ آمن في غرب البلاد يسيطر عليه العلويون، كما أن الأسد يريد أن يحرم المعارضة منفذا إلى البحر الأبيض المتوسط وإلى المناطق الحدودية مع تركيا، ومضت الصحيفة إلى القول إن هجوم الأسد على حلب وما جاورها يفاقم المأساة الإنسانية في سوريا، حيث تجمع ما يقارب سبعين ألف نازح على طول الحدود التركية فرارا من القصف الذي لا يميز بين المقاتلين والمدنيين، وباتت ما تسميها الصحيفة "المأساة السورية" واضحة بحيث بدأ حتى أعضاء مؤسسة الأمن القومي الأميركية الموالين لأوباما يطالبونه بالتخلي عن سياسة "دعها تحترق" التي يتبناها.
• نشرت صحيفة لوفيغارو الفرنسية تقريرا حول تطورات المعركة في محافظة حلب، التي دخلت منعرجا حاسما بعد أن تمكنت قوات النظام من محاصرتها بدعم جوي من القوات الروسية، وقالت الصحيفة إن الدعم الروسي يبقى غير قادر لوحده على قلب المعادلة الدبلوماسية لصالح النظام السوري في محادثات جنيف، ما لم تكن هنالك قوة موازية على أرض المعركة قادرة على حسم المواجهة بين النظام والمعارضة السورية، وأضافت الصحيفة أن الخطّة العسكرية للنظام السوري؛ تعتمد على تطويق محافظة حلب ومحاصرتها من كل الجوانب لتفادي الاصطدام المباشر مع قوات المعارضة السورية، التي تتواجد بكثافة في شوارع المدينة، لذلك اكتفت قوات الأسد بالتمركز على مشارف المدينة للاستفادة من الغطاء الجوي الذي توفره الطائرات الروسية، وأضافت الصحيفة أن مدينة حلب تختزل الصراع بين قوات النظام وقوات المعارضة السورية في أعنف تجلياته، منذ أن سيطرت هذه الأخيرة على مناطق شاسعة من المدينة التي تمتلك أهمية اقتصادية واستراتيجية كبيرة في صيف سنة 2012، واعتبر الكثيرون في ذلك الوقت أن سقوط مدينة حلب سيمهد لانهيار نظام بشار الأسد الذي انحصر نفوذه في مناطق محدودة في ثاني أكبر مدينة سورية، قبل أن تتمكن الغارات الجوية الروسية من قلب المعادلة لصالح النظام السوري خلال أشهر قليلة، وفي الختام؛ قالت الصحيفة إن الوضع يبدو أكثر تعقيدا من أن تتمكن قوات بشار الأسد من حسمه لصالحها خلال الأيام القادمة، خاصة وأن الحرب على مشارف حلب لا زالت في بدايتها، بعد أن نشرت جبهة النصرة تعزيزات إضافية في شوارع المدينة.
• نشرت جريدة الديلي تليغراف البريطانية موضوعا يتناول الملف السوري وأخر التطورات في مجال الإصابات الناتجة عن المعارك في حلب بعنوان "طبيب في حلب بعد القصف السوري: نستقبل إصابات لم نشاهد مثلها من قبل"، وتقول الجريدة إن العاملين في المجال الطبي في سوريا ظنوا بعد خمس سنوات من الحرب الأهلية أنهم شاهدوا كل انواع الإصابات والجروح لكن بعد القصف الجوي الروسي الأخير على حلب دعما للقوات الموالية لنظام الأسد اتضح انهم كانوا خاطئين، وتقول الجريدة إن الإصابات التى استقبلها العاملون في المجال الطبي في حلب الأسبوع الماضي تسببت في صدمة لهم بسبب كم الاصابات الكبير وطبيعتها الوحشية حسب ما تنقل عن أحد الأطباء هناك واسمه عادل، ويقول عادل المسؤول عن مركز استقبال المصابين قرب الحدود السورية التركية إننا لم نعد نعالج الجروح فالأجساد يتم تفجيرها وتتحول إلى أشلاء، ويؤكد الطبيب أن أغلب المصابين من المدنيين بسبب قيام الطيران الروسي بقصف المناطق السكنية بشكل عشوائي كما قصف مناطق كان يقيم فيها لاجئون نزحوا عن منازلهم في مناطق أخرى من سوريا في وقت سابق، وتشير الجريدة إلى كلام أحد المصابين والذي أوضح أن النظام عندما كان يقوم بقصف قراهم كان يشن غارة او اثنتين ويكتفي بذلك بينما يقوم الطيران الروسي بالقصف حاليا بشكل متواصل، وتضيف الجريدة أن الرجل أعقب كلامه بكشف الغطاء عن فخذه ليريهم إصابة كبيرة قائلا: إنها نتجت عن قذيفة لم يسمع صوتها قبل أن تضرب المنطقة.
• وصفت صحيفة التايمز البريطانية، والدة بشار الأسد، أنيسة مخلوف، التي أعلن عن وفاتها عن عمر يناهز الـ86 عاما، بأنها كانت تمثل شخصية الأم التي وقفت خلف حكم العائلة الوحشي، وتشير الصحيفة إلى أنه عندما خرج السوريون إلى الشارع يطالبون بالحرية والعدالة والديمقراطية، كانت أنيسة وراء الحل الأمني، ودفعت ابنها وأجهزته لقمع التظاهرات بالقوة، وتنقل الصحيفة عن المؤرخ البريطاني باتريك سيل، قوله إن أنيسة كانت مخبأ أسرار زوجها، وأثرت على أولادها، وقال سيل في كتابه "الأسد: المعركة على الشرق الأوسط": أثبتت أنها زوجة وأم مخلصة وموثوقة، وفرت له جوا عائليا يحظى فيه باحترام، وتفيد الصحيفة بأن أنيسة ترتبط بعدد من أبناء عائلة مخلوف، الذين أصبحوا مؤثرين في الحياة العامة، وقاموا في ظل حكم آل الأسد ببناء إمبراطورية تجارية، مبرزة أن ابن شقيق أنيسة، رامي مخلوف، يعد من أثرى رجال الأعمال في البلاد، وتقدر ثروته بقيمة 6 مليارات دولار، ويدير إحدى شبكتي الهواتف النقالة في سوريا، وصنفته وزارة الخزانة الأمريكية عام 2008، بأنه "شخص يستفيد من الفساد"، وصوره المتظاهرون في عام 2011 بأنه رمز للمحسوبية وحكم العائلة، وتختم التايمز تقريرها بالإشارة إلى أن أنيسة ولدت عام 1930، لعائلة ثرية في منطقة اللاذقية، وتزوجت حافظ الأسد عندما كان ضابطا في الجيش السوري عام 1957، وأصبح وزيرا للدفاع بعد الانقلاب عام 1971.
• كتب الصحافي الاستقصائي غاريث بورتر تقريرا في موقع ميدل إيست آي، شرح فيه التغير في الموقف الأمريكي من الأزمة السورية، الذي بدا عليه ميلا واضحا في مواقف وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى الجانب الروسي، ويقول الكاتب إن التطورات الأخيرة في سوريا جلبت معها تطورا مقابلا، وهو تحول في سياسة أوباما تجاه الأزمة السورية، فقد قلب التدخل العسكري الروسي، الذي جاء بسبب انتصارات الجماعة المرتبطة بتنظيم القاعدة، جبهة النصرة، والجماعات المتحالفة على قوات النظام في العام الماضي، الميزان العسكري رأسا على عقب، وهو ما قاد إلى تراجع الولايات المتحدة عن ثيمتها الداعية إلى خروج الأسد من السلطة، ويضيف بورتر أن هذه التغيرات العسكرية الجديدة تركت أثرها على عملية جنيف للسلام، التي ترعاها الأمم المتحدة، وأصبح بإمكان نظام الأسد والقوى المتحالفة معه استثمار المحادثات سياسيا، فيما ستقاطع القوى المسلحة هذه المحادثات في المستقبل القريب، ويشير التقرير إلى أن الداعمين للمعارضة السورية عبروا عن غضبهم لما يرونه "خيانة أوباما" للمعارضة السورية، مستدركا بأنه يجب فهم التحول في سياسة أوباما، كغيره من قرارات السياسة المتعلقة بالشرق الأوسط، باعتبارها ردا على الأحداث الخارجية التي تفرضها الاعتبارات المحلية، ويختم الكاتب تقريره بالقول: إن إدارة أوباما لم تعد تعول على تحول الميزان العسكري لصالح المعارضة ضد النظام، كي يقدم بناء على ذلك تنازلات، ولا يعرف إن كان النجاح العسكري سيكون كافيا بدرجة حاسمة لترجمته إلى حل للنزاع، وفي الوقت الحالي ستظل محادثات السلام السورية متوقفة بشكل تام.
• صحيفة الشرق الأوسط نشرت مقالا لعبد الرحمن الراشد تحت عنوان "يوم استقبل الروس الأسد منفيًا"، شدد فيه على أن بشار الأسد الذي ارتكب أعظم كارثة سياسية وإنسانية في منطقة الشرق الأوسط، صار إبعاده ضرورة منذ خمس سنوات، بعد أن عالج الأزمة بالقتل والدمار واستحالت المصالحة بعدها، لافتا إلى أن استمرار بقائه سيؤدي إلى كوارث أعظم للنظام السياسي، وعائلته، وطائفته، والبلاد، والمنطقة بل والعالم كله بسبب تنامي الإرهاب، وأشار الكاتب إلى أن الجميع سيكتشفون في النهاية أن الأسد لن يستطيع الاستمرار في الحكم رغم كل هذا الدعم، والحرب عنه بالنيابة، لأن نظامه أصبح محطًما، وبعد أن دعا الروس إلى لعب دور إيجابي في ما تبقى من زمن الأزمة، ومساندة إقصاء الأسد، أكد الكاتب أنهم بذلك سيرممون ما تبقى من سوريا، ومن صورتهم، وينهون هذه المأساة الكبرى.
• في صحيفة المستقبل اللبنانية نقرأ مقالا لخير الله خير الله بعنوان "الحلقة المفقودة في «جنيف ـ 3»"، ورأى الكاتب أنه يمكن أن يكون هناك من معنى للقاء جنيف المخصص للأزمة السورية في حال الاتفاق بين القوى المؤثرة، في مقدّمها الولايات المتحدة وروسيا، على أنّ المرحلة الانتقالية تستهدف نقل السلطة، أي خروج بشّار الأسد ونظامه من دمشق، معتبرا أن كلّ ما عدا ذلك، هو إضاعة للوقت ليس إلّا وتجاهل لواقع يتمثّل في أنّ النظام السوري سقط ولا وجود لحلول سياسية يمكن أن تعيد الحياة إليه بأي شكل من الأشكال، وأوضح الكاتب أن ثمّة حلقة ناقصة في مفاوضات جنيف، تتمثّل في غياب الرغبة الأميركية ـ الروسية في إنهاء الأزمة السورية، وشدد على أن كل ما يمكن قوله عن لقاء جنيف المقرّر له أن يستمرّ ستة أشهر أنّه يستهدف الانتهاء من سوريا لا أكثر، مبرزا أن الضمانة الوحيدة لبلوغ المطلوب من جنيف ـ 3 هو متابعة الحرب على الشعب السوري كي يشعر النظام أنّه قادر على الانتصار على شعبه.
• ينتقد عبد العزيز العويشق في صحيفة الوطن السعودية تعامل دول الاتحاد الأوروبي مع أزمة توافد اللاجئين على أراضي الاتحاد، ويقول العويشق إن فشل الاتحاد الأوروبي في إقناع بعض دوله بقبول حصص يسيرة من هؤلاء اللاجئين لا تتجاوز بضع مئات، وأغلقت معظم دول الاتحاد الأوروبي أبوابها أمام اللاجئين، أو سمحت بأعداد محدودة منهم، وكلف بعضها قوات الأمن بطردهم بالقوة أو ملاحقتهم في البحر لمنعهم من الوصول إلى الموانئ الأوروبية، ووصف الكاتب مواقف بعض الزعماء الأوروبيين بـ"العنصرية تجاه اللاجئين".
• في مقال بعنوان: "شتاء اللاجئين"، تقول سوسن دهنيم في صحيفة الوسط البحرينية: كنتُ أعرفُ أن شتاء اللاجئين قاسٍ ومؤلم ومليء بالحسرة، لكنني لم أعِ مقدار كل هذا إلا عندما زرتُ تركيا شتاءً وجرَّبتُ معنى أن تكون ضعيفاً وغريباً أمام شتاءٍ لا يرحم، وتناشد دهنيم المجتمع الدولي تقديم يد العون للاجئين السوريين، مضيفة إنني ما زلتُ أتذكر توسلات أطفال اللاجئين وهم يمدون أيديهم طلباً للعون كي يشتري لهم السواح وجبة أو يعطوهم أجرة المترو كي يصلوا إلى أماكن سكنهم آمنين بعد يوم طويل ومرهق قضوه وهم يتوسلون الناس مساعدتهم بأصوات منكسرة وقلوب تنزف وطناً مهدوراً.
• شددت صحيفة الراية القطرية على أن المحنة الإنسانية غير المسبوقة التي يواجهها أكثر من 70 ألف نازح سوري من ريف حلب على الحدود التركية تتطلب موقفا دوليا واضحا بخصوص إنقاذهم من الموت جوعا وبردا، مؤكدة أن الصمت الدولي المخجل تجاه هذه المأساة يؤكد مدى الفشل واللامبالاة تجاه الأزمة السورية والتي اختصرها المجتمع الدولي والدول الكبرى في الدعوة للحوار السياسي، واعتبرت الصحيفة في افتتاحيتها أنه بات من المهم أن يدرك المجتمع الدولي بأن الصمت الدولي تجاه هذه القضية المأساوية يمثل فضيحة دولية وفشلا ذريعا ليس له تفسير سوى أنه تواطؤ من الجميع لإبادة الشعب السوري وتمكين نظام الأسد من فرض سياسة الأمر الواقع.
• اتهمت مجلة فورين بوليسي الأمريكية الرئيس الأميركي باراك أوباما، بخيانة المعارضة السورية والتواطؤ مع روسيا لانتشال نظام الأسد من السقوط وتغيير كافة موازين القوى لصالح النظام في فترة لم تتجاوز العام الواحد، ونشرت المجلة تحليلاً للباحث العربي في "المعهد البريطاني لدراسة السياسات الاستراتيجية الدولية" إميل حكيّم، تضمّن اتهامات صريحة لإدارة أوباما بترك روسيا تنجح في تغيير قواعد اللعبة، وضمان بقاء الأسد بما يناقض التطمينات الأميركية السابقة، واصفاً خذلان المعارضة بـ"الكارثي"، ورأى الكاتب المختصّ في الشؤون الأمنية لمنطقة الشرق الأوسط ومؤلف كتاب عن الثورة السورية، أن روسيا وضعت جيران سورية أمام أمر واقع جديد، بتركيزها على محافظات إدلب وحلب في الشمال ومحافظة درعا في الجنوب، مبرزا أن الهدف الذي تسعى لتحقيقه روسيا من خلال تركيزها على جبهة حلب، هو قطع طريق المعارضة السورية إلى تركيا، وقطع إمدادات الأسلحة والأغذية، غير أنه حذّر من أن هذا الهدف إن تحقق، فمعناه أن يتحول الطريق إلى مسارات أخرى، يسيطر عليها الجهاديون، خصوصاً في محافظة إدلب، وبالتالي تقوية التنظيمات المتطرفة على حساب المعارضة المعتدلة، ولفت الكاتب إلى أن الولايات المتحدة قدمت تنازلات كبيرة في ما يتعلق بنظام الأسد، لكنها لم تحصل لحلفائها على أي مقابل من جانب موسكو، والنتيجة انتشار شعور واسع النطاق بين المعارضين السوريين وحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة عموماً، بخيانة إدارة أوباما لهم، وخلصت فورين بوليسي إلى القول إن واشنطن غافلة عن إدراك ما سيكون لدبلوماسيتها الفاشلة من تكلفة على المدى القصير والبعيد، لعل أقلّها فقدان الولايات المتحدة للاحترام وخسارتها للثقة وقد يضطر من سيأتي بعد أوباما إلى بذل جهود مضاعفة لاستعادة الثقة والاحترام، أما أوباما فسوف تكون تركته من وجهة نظر المجلة مثيرة للاستهزاء والسخط في آن واحد.
• نشرت جريدة الصانداي تليغراف البريطانية موضوعا بعنوان "داخل مخيم للاجئين السوريين يستضيف 70 ألف شخص"، تحاول الجريدة من خلال الموضوع وصف حجم المعاناة التي يمر بها اللاجئون السوريون على الحدود المشتركة لبلادهم مع تركيا، مشيرة إلى التقارير التي تناولت نزوح ما يقرب من 70 ألف لاجئ نحو الحدود التركية بعد اشتعال المعارك بين القوات الموالية لنظام الأسد وقوات المعارضة في حلب، وتحاول الجريدة تقديم بعض النماذج من اللاجئين وتجري معهم بعض الأحاديث السريعة لمعرفة الأهوال التي مروا بها ومنهم علي صاحب الأعوام الثمانية والعشرين والذي قالت إنه كان يقف على خط الحدود الفاصل يستجدي حرس الحدود الأتراك للسماح لوالدته المقعدة بالعبور إلى داخل تركيا حيث الأمان، وتنقل الجريدة عن علي قوله إنه فقد في ذلك الصباح سابع فرد من أسرته خلال الحرب الأهلية حيث توفي محمود ابن أخيه بعدما التقط ما كان يظنه لعبة أطفال لكن اتضح أنها قنبلة عنقودية انفجرت فيه، وتشير الجريدة إلى تصريحات المسؤولين الأتراك التي أكدوا فيها أن ما يزيد عن 35 ألف لاجئ قد أقاموا معسكرا لهم قرب معبر باب السلام الحدودي، وتوضح أن أغلب هؤلاء اللاجئين هم من الأفقر في سوريا وهذا هو السبب الذي دفعهم لعدم الفرار طوال الأعوام الخمسة الماضية من البلاد حيث أنهم لا يمتلكون المال الكافي لذلك لكن الآن لم يعد لديهم خيار أخر بعد حملة نظام الأسد بدعم جوي روسي للسيطرة على حلب.
• قالت صحيفة الإندبندنت البريطانية إن مقاتلي المعارضة السورية المسلحة يخوضون معركة من أجل البقاء في مدينة حلب وريفها بشمالي البلاد، واعتبرت الصحيفة أن الهجوم الذي شنه الجيش الحكومي بدعم من الطيران الحربي الروسي الأربعاء الماضي وأدى إلى قطع آخر خطوط الإمداد للثوار من تركيا إلى حلب، "ضربة مدمرة" للمعارضة السورية المسلحة، وبحسب الصحيفة، تتقاسم القوات الموالية للحكومة وعدد من فصائل المعارضة المختلفة السيطرة على حلب، غير أن مجموعات المعارضة غير متحدة في قتالها ضد نظام الأسد، حيث ينأى الائتلاف الوطني السوري بنفسه عن التنظيمات الإسلامية، مثل تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة، كما أن وحدات حماية الشعب الكردية تسيطر من جانبها على منطقة شمالي حلب، ورأت الصحيفة أن هذه الخسارة قد تضعف كثيرا الفصائل المعارضة في قتالها ضد تنظيم الدولة، وهو ما من شأنه أن يساعد على تمكين هذه المجموعة الإرهابية أكثر، ومن شأن المعارك الدائرة حول حلب أن تفاقم الأزمة الإنسانية بعد فرار حوالي مئتي ألف من السكان نحو الحدود التركية، وهو وضع وجدت الأمم نفسها عاجزة أمامه عن توصيل المعونات إلى المدن التي تحاصرها قوات الحكومة، وفق الصحيفة.
• نطالع في صحيفة الشرق الأوسط مقالا لمشاري الذايدي تحت عنوان "ما هو أبعد من البر السوري"، تطرق فيه إلى الإعلان السعودي الإماراتي، عن الاستعداد لإرسال قوات على الأرض لقتال «داعش» بسوريا، بشرط أن يكون ذلك ضمن التحالف الدولي الذي يضم أكثر من ثلاثين دولة، مبرزا أن هذا الإعلان يعتبرا تطورا نوعيا، وقد لقي ترحيبا فوريا من وزير الدفاع الأميركي، وسيتم نقاش التفاصيل في اجتماع الدول المتحالفة لحرب «داعش» في بروكسل، واعتبر الكاتب أن هذه الحركة السعودية مؤثرة في هذا التوقيت، ليس من الناحية العسكرية وحسب بل من الناحية السياسية المستقبلية أيضا، كما أنها حركة مؤثرة معنويا وإعلاميا لصورة غالبية المسلمين من السنة، الذين يراد شيطنتهم في الوجدان العالمي، وتحميلهم وزر الإرهاب الأصولي، ولفت الكاتب إلى وجود تحالف آخر يعمل بشراسة على الجغرافيا السورية، وهو تحالف: روسيا – إيران نظام الأسد الميليشيات الشيعية من لبنان وأفغانستان، مشيرا إلى أن هدف هذا التحالف هو دعم نظام بشار أيا كان خصمه، وختم الكاتب مقاله متسائلا: هل تستطيع روسيا المضي منفردة، ومعها إيران، في احتكار المعركة السورية، بشرعية الحرب على الإرهاب، بعد الآن؟
• في صحيفة الحياة اللندنية يتساءل جورج سمعان: "هل يستسلم أردوغان وشركاؤه لرفع أيديهم عن سورية؟"، وأوضح الكاتب أن الخيارات تضيق أمام تركيا وشريكاتها الداعمة للمعارضة، معتبرا أن خيارها الوحيد هو التنسيق مع هؤلاء الشركاء ومد الفصائل المقاتلة بأسلحة نوعية تعيد بعض التوازن على الأرض، ودفع هذه الفصائل إلى توحيد صفوفها، ورأى الكاتب أنه إذا كان على تركيا فعلاً ترجمة حرصها على أمنها القومي لن يكون أمامها سوى التدخل في عمليات نوعية لحماية تركمانها على الأقل للحفاظ على الحد الأدنى من صدقيتها، لافتا إلى أن إبداء السعودية استعدادها لإرسال قوات برية إلى سورية لمحاربة "داعش" بعد تدريبات لقواتها في الشمال مؤشر إلى رغبة الرياض في امتحان جدية التحالف الدولي في حربه على التنظيم الإرهابي، وحجز موقع بانتظار ما قد يحمل المستقبل من تغييرات، وأكد الكاتب أنه أياً كان مصير "جنيف 3"، لن يتحقق لروسيا إعادة سورية إلى حضن النظام، وجل ما يمكنها هو توسيع خريطة «سورية المفيدة»، منوها إلى أن سياسة موسكو قد تدفع مزيداً من اليائسين بعد تخلي المجتمع الدولي عنهم إلى أحضان "دولة الخلافة"، وهو ما يعقد مواجهة التنظيم الإرهابي، وخلص الكاتب إلى أن غياب التسوية السياسية لا يسهل الحرب على تنظيم الدولة في سورية بقدر ما يعزز صفوفها، مثلما لا يسهل على روسيا إخضاع جموع السوريين مهما ملأت طائراتها فضاء المنطقة.
• في صحيفة الغد الأردنية، اعتبر فهد الخيطان أن إرسال قوات سعودية إلى سوريا -وإن كان بذريعة القضاء على داعش- هو انتقال من مرحلة الحرب بالوكالة مع إيران إلى الحرب المباشرة، وقال الخيطان إنه في ضوء التسريبات عن حجم وعديد القوات المرشحة للمشاركة في العملية، يبدو جليا أن الهدف من التدخل يتعدى القضاء على "داعش"، وصولا إلى فرض توازن جديد لميزان القوى ميدانيا لصالح قوات المعارضة المحسوبة على الرياض، وتساءل الكاتب: هل تقدم السعودية حقا على هكذا مغامرة؟.
• اعتبرت صحيفة الراية القطرية في افتتاحيتها أن تعليق مفاوضات (جنيف 3) لتسوية الأزمة السورية من شأنه تعطيل أي أفق لحل سياسي لهذه الأزمة التي مر عليها نحو خمس سنوات ولايزال الجرح السوري ينزف يوما بعد يوم، ولاحظت الصحيفة أن تعقيدات الأزمة السورية أقعدت الأمم المتحدة وجعلتها عاجزة تماما عن الإمساك بزمام المبادرة لتحقيق السلام في سوريا، ولذلك فشل مبعوثها ستيفان دي ميتسورا ولم يستطع حتى الآن إنجاز شيء يذكر، مطالبة الرئيس الأمريكي باراك أوباما ببذل كل الجهود الممكنة لحل الأزمة السورية وانتشال الشعب السوري من براثن الانشقاق والقهر والاستبداد والظلم.
• ترى صحيفة الشرق القطرية أنه مع تصاعد حملة نظام بشار الأسد وحلفائه في مناطق حلب، والتي أجبرت عشرات الآلاف من السكان على الفرار من بلداتهم التي تتعرض لغارات عنيفة، سيكون العالم والمجتمع الدولي بمؤسساته أمام اختبار جديد لإنسانيته، قبل مسؤولياته المنصوص عليها في مواثيق الأمم المتحدة، وأشارت الصحيفة في افتتاحيتها إلى أن أوروبا باتحادها ودولها ذات الإمكانيات الضخمة، والتي ظلت تضج وتصرخ بسبب تدفق اللاجئين السوريين على أراضيها والذين لم يتجاوز عددهم المليون حتى الآن، تنسى أن دولا مثل تركيا ولبنان والأردن وحدها تتحمل عبء استضافة أكثر من 5 ملايين لاجئ على أراضيها، مسجلة في هذا السياق تقاعس المجتمع الدولي عن القيام بالدور المنوط به في حفظ السلم والأمن الدوليين.
• قالت صحيفة عكاظ السعودية إن إعلان المملكة استعدادها الجاد للتدخل البري في سورية، ضمن أي عملية عسكرية للتحالف الدولي ضد داعش، وضع صدقية دول العالم في محاربة الإرهاب على المحك، وبينت أن ويلات الإرهاب وخرابه الذي ضرب أغلب الدول وفي مقدمتها سورية، يتطلب التركيز ومضاعفة الجهود الدولية، والعمل بشكل جاد للحد من خطورة هذه التنظيمات الإرهابية على واقع ومستقبل الشعوب، مبرزة أن المملكة ومن منطلق دورها الريادي وأهميتها، ولغتها الحازمة بدأت في تشكيل ملامح هذا التحرك، وأضافت الصحيفة أن النجاح في تكوين هذه القاعدة، سيضمن للعالم العيش في سلام، وسيطفئ ثورة الإجرام ومخططاته المدمرة، لذا يتوقع أن يعمل المجتمع الدولي، والدول الإسلامية على تفعيل الاقتراح السعودي.
• قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن قوات النظام في سوريا شنت هجوماً بدعم جوي روسي على مواقع المقاتلين المعارضين في حلب، بالتزامن مع فشل محادثات السلام في جنيف، وساهم في تعزيز شكوك المعارضة أن روسيا والنظام أكثر اهتماماً في تأمين النصر العسكري على قوات المعارضة من التفاوض على تسوية، وأشارت الصحيفة إلى أن كثافة الغارات الجوية على ريف حلب الجنوبي ساعدت القوات النظامية في قطع طريق الإمداد الرئيسي لقوات المعارضة من الحدود التركية إلى جزء من مدينة حلب التي لا تزال تحت سيطرة المعارضة، وأضافت الصحيفة أن فقدان حلب، كبرى المدن السورية والمركز الحضري الأهم للمعارضة، لا شك أنه سيمثل ضربة محتملة حاسمة في مواجهة قوات بشار وحلفائه، ما قد يؤدي إلى خسارة الحرب كلها.
• نشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية موضوعا لمحرر شؤون الدفاع كيم سينغوبتا بعنوان "تداعيات إرسال المملكة العربية السعودية قوات برية على الحرب الأهلية في سوريا"، ويحذر سينغوبتا من أن القوات التى سترسلها المملكة إذا تم ذلك بهدف مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية قد تجد أنها في مواجهة مع قوات إيرانية أو قوات شيعية أخري موالية لنظام الأسد مثل مقاتلي حزب الله اللبناني وهو موقف ملتهب، ويشير الكاتب إلى إن إرسال هذه القوات لن تقتصر تداعياته على الحرب الأهلية في سوريا بل ستمتد للمنطقة بأسرها، ويضيف أن هذه الخطوة تأتي في الوقت الذي تراجعت فيه الآمال بالتوصل إلى حل سلمي للأزمة بعد انهيار محادثات جنيف ومحاولة القوات الموالية للنظام التقدم نحو حلب، ويوضح سينغوبتا أن العلاقات المتدهورة أيضا بين روسيا وتركيا وهما تقفان على طرفي النقيض في الأزمة السورية بحيث وصل الأمر إلى تبادل الاتهامات بين حكومتي البلدين بخصوص الموقف في حلب حيث اتهم الأتراك الروس بفرض حصار على حلب لتجويع وقتل المدنيين بينما اتهم الروس أنقرة بالإعداد لغزو سوريا، ويقول الكاتب إن القوات السعودية ستجد أنها في مواجهة مشتعلة مع القوات الإيرانية والمقاتلين الشيعة وهم الأعداء التقليديين للملكة بدلا عن مواجهة عناصر تنظيم الدولة الإسلامية، ويضيف أن السعودية وإيران بعدما انخرطا في حرب طائفية بالوكالة في عدة مناطق سابقا أخرها اليمن قد يجدان أنهما في حرب مباشرة في سوريا، ويختم الكاتب بقوله إن المملكة العربية السعودية مستعدة للإقدام على أي عمل بمفردها لكنه يتوقع أن جميع السيناريوهات ستبقى مجمدة حتى اجتماع قيادة حلف شمال الأطلنطي "الناتو" في بروكسل الأسبوع المقبل.
• نشرت صحيفة الغارديان البريطانية مقالا للكاتبة الفرنسية نتالي نوغايريد بعنوان "ما يحدث في حلب سيشكل مستقبل أوروبا"، وتقول الكاتبة إنه إذا كان لدى البعض أي شكوك حول أهداف روسيا من التدخل في سوريا فإن التصعيد الاخير للمقاتلات الروسية حول حلب قد أزال هذه الشكوك تماما، وتعتبر أنه لو سقطت حلب فإن ذلك سيشكل انعطافا خطيرا ومؤثرا على تطورات الأمور في المنطقة وله تأثير كبير وتبعات متوالية ليس في الشرق الأوسط فقط ولكن في أوروبا أيضا، وتشير نوغايريد إلى أن الهجوم الشرس على حلب شمالي سوريا يعد لحظة حاسمة لطبيعة العلاقات بين الغرب وروسيا حيث إن نجاح الهجوم سيعني عمليا أنه لاتوجد قوات على الأرض في سوريا سوى القوات الموالية للأسد وقوات تنظيم الدولة الإسلامية وهو مايؤدى بالطبع إلى انهيار تام لجميع الآمال في التوصل لحل ديبلوماسي بين المعارضة والنظام، وتعتبر الكاتبة أن هذا هو الهدف الأساسي للتدخل الروسي في سوريا وهو ببساطة تقويض أي مساعي للغرب أو الأمم المتحدة لحل الأزمة سلميا بين المعارضة "المعتدلة" والنظام، وتقول نوغايريد إن الغرب قد تعلم خلال عام 2015 أنه لايمكن أن يبقى بمنأي عن الأزمة في الشرق الأوسط وذلك بعدما تعلم خلال عام 2014 أن روسيا لايمكن اعتبارها دولة صديقة لكنها قوة رجعية قادرة على الغزو العسكري، وتوضح أن التدخل الروسي العسكري في سوريا قد وضع حلف شمال الأطلسي "الناتو" في مأزق بعدما جعل إحدى دوله الرئيسية وهي تركيا على الجبهة وأصبحت العلاقات الروسية التركية على المحك علنا بسبب الأزمة التى لحقت إسقاط أنقرة للمقاتلة الروسية، وتؤكد نوغايريد أن الأسلوب الذي ستختاره القيادة السياسية لتركيا للرد على سقوط حلب سيبقى متاحا في يديها وسيبقى سببا في الصداع المستمر للغرب.
• قالت صحيفة تايمز البريطانية في تقرير لها إن عشرات الآلاف من النازحين أصبحوا عالقين الليلة الماضية على الجانب السوري من الحدود مع تركيا واتخذوا من الأرض المفتوحة مكانا للنوم في طقس بارد، بينما تقول منظمات العون إن القصف الروسي تسبب في أسوأ أزمة إنسانية خلال الحرب في سوريا، وأضافت الصحيفة أن المنطقة شمال حلب فاضت بالنازحين، ونقلت عن مدير عمليات ميرسي كوربس (فيالق الرحمة) راي ماكقراس قوله إن هناك ما بين 70 و80 ألفا على الطريق، بالإضافة إلى الآلاف الموجودين في أعزاز والمدن شمال حلب، وخاطب ماكقراس المجتمع الدولي قائلا إن هذا ليس وقت الإعراب عن الاستنكار والإدانة للقصف الذي لا يميز بين مدنيين ومسلحين، في إشارة إلى ضرورة الإسراع بإغاثة النازحين.
• في صحيفة الشرق الأوسط اعتبر الكاتب فايز سارة أن المؤتمرات الدولية لبحث الأزمة السورية لن تنجح إلا إذا تبنت وجهة نظر المعارضة السورية في ضرورة الفصل بين "الإنساني و السياسي في القضية السورية"، ورأى تحت عنوان "الضروريات السورية الراهنة" أن أولى ضرورات المرحلة السورية الراهنة تكمن في تثبيت رؤية المعارضة حول العملية السياسية، ليس فقط لأنها تعالج القضية بصورة جوهرية، بل لأنها أيضاً تعالج في الوقت نفسه تداعياتها في وقف هجرة ولجوء السوريين إلى بلدان أخرى، وتحاصر الإرهاب، وتعزز الحرب عليه وصولاً إلى القضاء عليه.
• رأت صحيفة البيان الإماراتية في افتتاحيتها أن العامل الإنساني هو ما حال دون انطلاق مفاوضات جنيف الأخيرة حول الأزمة السورية، متسائلا: كيف تبدأ المفاوضات بينما القصف مستمر وبكثافة، والمدن والقرى محاصرة، ومعاناة المدنيين تتفاقم بشكل كارثي، وهو ما أكده المبعوث الأممي باستحالة البدء في المفاوضات دون حل المسائل الإنسانية من وقف القصف وفك الحصار، وإطلاق سراح الأسرى، واعتبرت الصحيفة أنه كان يجب عدم التسرع في عقد المفاوضات قبل حل هذه المسائل الإنسانية والإجرائية، وإمكانية العودة للمفاوضات في 25 فبراير ستتوقف بالقطع على حل هذه المسائل الإنسانية، والمسؤول عن حلها عليه أن يثبت مدى حسن نيته، وجديته في السعي للمفاوضات.
• رأى طارق مصاروة في صحيفة الرأي الأردنية أن إغاثة اللاجئين السوريين سواء في سوريا أو في الشتات ضرورة ملحة لما تشكله أزمة اللاجئين السوريين من عبء على الدول المضيفة حتى لا تنزف اقتصادياً وقومياً، وأقر الكاتب أن الأردن لم يعد يتحمل الاستمرار وحده في استيعاب أعباء اللاجئين النازحين إليه، وقال إن هناك 145 ألف طالب سوري في مدارس التربية والتعليم، لكن ماذا عن نصف المليون طفل لا مدارس لهم؟، وتابع أن وزير التربية يقدّر كلفة الذين في المدارس بـ260 مليون دينار، فكم يكلف الباقي؟، وتساءل الكاتب: هل يحتمل الأردن عمالة الاطفال، وانتشارهم في الشوارع، وغياب الاستيعاب الاجتماعي لهم؟، مضيفا أننا نجر مياه الديسي بكلفة مليار دينار لنشرب ونقيم السدود، ونفكر في تحلية البحر لسكان الأردن بعد تسع سنوات، وفي إقامة مفاعلات نووية لتوليد الطاقة، فكم ستكون كلفة مياه اللجوء السوري، وحاجته الى الطاقة؟"
• انتقد ياسر محجوب الحسين في جريدة الشرق القطرية تصرفات المجتمع الدولي الذي نجح من ناحية في جمع تبرعات تخطت السقف المتوقع لتبلغ 10 مليارات دولار، 6 منها لهذا العام، و5 مليارات حتى العام 2020، وفشل من ناحية أخرى في وقف استمرار دولة عظمى مثل روسيا وحلفائها في المنطقة في دعم النظام المتسبب في الأزمة، وكتب تحت عنوان "مانحو سوريا.. هل تتكرر تجربة العراق؟" أن المؤتمرون سبحوا في فضاء الأماني العذبة حين أعلنوا أنهم يهدفون إلى جمع التبرعات وتحديد الحلول للتمويل على الأمد الطويل والتصدي للاحتياجات بعيدة المدى للمتأثرين بالأزمة السورية عن طريق تحديد سبل خلق فرص عمل وتوفير التعليم, غير أن الحسين رأى أن كل هذه المحاولات لا تلغى المسؤولية الدولية التي تقتضي اجتثاث الأزمة من جذورها عبر آليات الأمم المتحدة، لكن النظام الدولي، نظام معلول غير قادر البتة على محاسبة الكبار.
• نوهت صحيفة الراية القطرية بإعلان المملكة العربية السعودية استعدادها للمشاركة في أي عمليات برية قد يتفق التحالف الدولي ضد تنظيم (داعش) على تنفيذها في سوريا، مؤكدة أن هذا الإعلان يضع المجتمع الدولي في امتحان واختبار حقيقي يكشف مدى جديته أولا في محاربة تنظيم (داعش) وثانيا في حل الأزمة السورية، ووصفت الصحيفة، في افتتاحيتها، موقف الرياض بأنه موقف إيجابي يؤكد أن المملكة دائما ما تكون سباقة لنداء الواجب، فهي مثلما قادت التحالف العربي في عمليتي عاصفة الحزم وإعادة الأمل باليمن، ها هي ترمي الكرة في ملعب المجتمع الدولي الذي أصبح عاجزا في مواجهة الأزمة الإنسانية غير المسبوقة بسوريا التي لن تحل إلا بدحر (داعش) وذهاب نظام الأسد.
• أشارت صحيفة عكاظ السعودية إلى إعلان المملكة في مؤتمر المانحين في لندن تقديم تبرع بمبلغ 100 مليون دولار، إضافة إلى المبلغ السابق الذي تعهدت به في مؤتمر الكويت لدعم السوريين، وكذلك المساعدات التي قدمتها المملكة على المستوى الرسمي والشعبي والتي تزيد على 780 مليون دولار تم صرفها بالتعاون مع الجهات العاملة في سورية والدول المجاورة، وأوضحت الصحيفة أنه عندما تدعو المملكة، الأمم المتحدة إلى تضافر الجهود من أجل فك الحصار عن المدن السورية وإدخال المساعدات الإنسانية وفق ما نص عليه القرار 2254، فهي تسعى في المقام الأول إلى وقف إطلاق النار وسفك الدماء وقتل الأبرياء، وشددت على أن المملكة بسعيها الدؤوب أخذت على عاتقها في كافة اللقاءات السياسية والمحافل الدولية الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، فهي تعمل بجدية على إنهاء الأزمة السورية والتوصل إلى حل يحقن نزيف الدماء هناك.
• دعا مقال بصحيفة نيويورك تايمز الأميركية واشنطن التي قل نفوذها بسوريا كثيرا إلى تقديم معونات مالية وتسهيلات قانونية للجوء الضباط والمسؤولين الراغبين في الانشقاق من النظام السوري، واصفة ذلك بأنه وسيلة فعّالة للضغط على دمشق لإنهاء الحرب بأسرع وقت، وقال كاتب المقال محمد علاء غانم، وهو مدير العلاقات الحكومية في المجلس السوري الأمريكي، إن السخط وسط العلويين أنفسهم وكذلك الدروز والأقليات الأخرى قد ارتفع إلى مستوى لم يبلغه منذ 2012، عندما انشق العشرات من كبار الضباط والمسؤولين من النظام، وأضاف أنه في العام 2012 تواصل مسؤول بنظام الأسد مع الجالية السورية بمدينة واشنطن، وكان مستعدا للانشقاق ويرغب في الحصول على مساعدة، لكن وزارة الخارجية الأميركية ردت عليه بأن يتبع الطرق العادية في الحصول على تأشيرة دخول للولايات المتحدة، مما دفعه للتخلي عن فكرة الانشقاق، وذكر الكاتب حادثة أخرى لضابط علوي كبير كان يحاول معرفة ما إذا كانت واشنطن ستدعمه إذا تخلى عن منصبه، مشيرا إلى أن هذا الضابط كان بإمكانه تحريض الموالين له ضد النظام إذا حصل على مساعدة، لكن واشنطن تجاهلته، ومع ذلك أقر الكاتب بأن إدارة الرئيس باراك أوباما ظلت تتصل سرا بمسؤولين سوريين كبار طيلة سنوات لتشجيعهم على الانشقاق، لكن تلك الاتصالات كانت مقصورة على نطاق ضيق وعلى مسؤولين كبار فقط ولم تتضمن تقديم حوافز ملموسة. وأوضح أنه ولكي تكون هذه الوسيلة مثمرة، يجب على واشنطن أن تقدم مساعدات كبيرة للضباط والمسؤولين الأقل رتبا أيضا، واقترح تقديم لجوء مؤقت ودفعتين من المساعدات المالية الأولى تُقدم للمنشقين فور تخليهم عن النظام، وبعد ذلك مرتب شهري ببضعة آلاف من الدولارات، وقال إن هذه مساعدة ليست بالقليلة، لكنها لا تساوي كثيرا إذا ما قورنت بالثلاثة مليارات دولار التي تنفقها واشنطن على الحملة ضد تنظيم الدولة، وختم الكاتب مقاله بالقول إنه إذا تخلت الأقليات السورية عن النظام بأعداد كبيرة، فإن الصراع سيفقد كثيرا من طابعه الطائفي الخطر وإن فرص التحوّل السياسي المستقر ستزداد.
• في مقال مشترك بصحيفة الديلي تلغراف البريطانية نبه سياسيان ألمانيان بارزان إلى ضرورة عدم ترك الولايات المتحدة تخون ثوار سوريا لأجل بوتين والأسد، وقالا إنه إذا لم تقف أوروبا إلى جانب المعارضة السورية فلن يقف أحد بجانبها، وهذا الأمر ستكون له عواقبه الوخيمة على القارة، وقال جو كوكس وأوميد نوريبور إن الوقت قد فات إذا ما اعتبرت أوروبا الصراع في سوريا مشكلة بعيدة عن دارها لأن انزلاق البلاد من الاحتجاج السلمي إلى الفوضى العنيفة له تداعياته الواضحة عليها بداية من اليائسين الفارين من العنف بحثا عن الأمان في الاتحاد الأوروبي إلى التهديد المتزايد للإرهاب في شوارعها، واعتبرا الأمر الآن أزمة أوروبا لأن حكوماتها ظلت طويلا في موقف المتفرج مع تزايد الأوضاع سوءا، وفي الفجوة التي تشكلت من تقاعسها وغياب استجابة أوروبية منسقة ومتماسكة صبت روسيا الزيت على النار وفاقمت المعاناة، وختم الكاتبان بأن تكثيف روسيا حملة القصف في سوريا أثناء التجهيز لمفاوضات السلام دليل على عبث النهج الأميركي والحاجة إلى استجابة أوروبية أشدة قوة تتمثل في ممارسة ثقل دبلوماسي كبير بنهج منسق لإيجاد حل سلمي للصراع السوري لا يركز فقط على تنظيم الدولة الإسلامية، لأنه والأسد ليسا مشكلتين منفصلتين، وثانيا ضرورة التوقف عن استرضاء الأسد بشأن الوضع الإنساني في المدن المحاصرة واستغلاله كسلاح حربي والبدء في خطة عاجلة لإسقاط المساعدات جوا.
• نشرت صحيفة الديلي تلغراف البريطانية أن هناك نحو نصف مليون امرأة حامل من بين السوريين النازحين واللاجئين، وفقا لأرقام أممية جديدة تظهر مرة أخرى الحجم الهائل للأزمة الإنسانية التي أثارتها الحرب، وأشار مسؤول أممي إلى وجود نحو 10 ولادات يومية في مخيم الزعتري وحده شمال الأردن وأن عدد الولادات الإجمالية للاجئين كان بمئات الآلاف، وأضاف أن من بين الأربعة ملايين لاجئ الحاليين هناك نحو 70 ألف امرأة يعتقد أنها حامل، بالإضافة إلى 360 ألفا بين أولئك النازحين داخليا، ونبه المسؤول إلى بعض الآثار السلبية للحرب، مثل اضطرار النساء للولادة قيصريا بسبب نقص الإمكانات وقصف المستشفيات، كما أن آلاف الأطفال يصعب تسجيلهم في ظل هذه الظروف مما يشكل جيلا ضائعا من الأطفال الذين لم يذهبوا إلى المدارس ولم يسجلوا وبقوا بدون جنسية.
• نطالع في صحيفة الشرق الأوسط مقالا لعبد الرحمن الراشد تحت عنوان "التدخل البري السعودي في سوريا"، سلط فيه الضوء على تصريح المتحدث والمستشار العسكري لوزير الدفاع السعودي، العميد أحمد عسيري، عن استعداد الرياض للقتال في سوريا بًرا، ولفت إلى أن هذا التصريح أثار الكثير من التساؤلات: فهل هو تبدل في السياسة الخارجية؟ ولماذا نقاتل في أرض بعيدة؟ ولماذا نقاتل مع التحالف الدولي؟ وإذا كانت هناك الرغبة فلماذا لا نقاتل نظام الأسد الأكثر إجراًما؟، أما لماذا القتال ضمن التحالف الدولي؟، أشار الكاتب إلى أن من بين الأسباب، هو السبب القانوني، موضحا أن على السعودية إما أن تحصل على موافقة من نظام الأسد في سوريا، كما تفعل روسيا اليوم، وهو أمر مستحيل أن تطلبه الرياض ومستبعد أن توافق عليه دمشق، أو تأذن به الأمم المتحدة، كما يحدث حاليًا في اليمن، حيث تحارب القوات السعودية بموافقة من مجلس الأمن، ولهذا يمنحها التحالف الدولي الغطاء الشرعي، ويمثل منظومة متكاملة من ثلاث عشرة دولة، ورأى الكاتب أن السؤال الأكثر إحراًجا هو: لماذا نحارب «داعش» ونترك نظام الأسد الذي ارتكب أكبر جرائم قتل وتدمير في تاريخ المنطقة؟، وأجاب: أولاً أن السعودية ليست دولة مجاورة لسوريا، بل يفصلها عنها العراق والأردن، وثانيًا، لا تستطيع القتال هناك دون تفويض دولي وإلا اعتبر عملاً عدوانيًا، وله تبعات خطيرة، واعتبر الكاتب أن مقاتلة «داعش»، عمل سياسي لا عسكري فقط، ستلغي ذريعة الروس والإيرانيين التي جعلوها لهم حجة لتدمير المعارضة السورية الوطنية، التي لا علاقة لها بالجماعات المتطرفة والمقاتلين الأجانب، مبرزا أن إضعاف «داعش» بالقضاء على معظم مقاتليه، سيعزز وضع المقاومة السورية التي طالما استهدفها المتطرفون وقوات نظام الأسد وحلفاؤه.
• في صحيفة القدس العربي نقرأ مقالا لفيصل القاسم تحت عنوان "الجيش السوري حبيب إسرائيل المفضل!"، أشار فيه إلى أن نظام الأسد أوهم السوريين بأنه رأس الحربة العربية في مواجهة المشروع الصهيوني، ولطالما قضى ألوف السوريين في السجون لمجرد الاشتباه بأنهم اتصلوا، ولو بطريقة غير مباشرة، بـ"العدو الصهيوني"، منوها إلى أن السوريين كانوا يظنون أن النظام ألد أعداء إسرائيل في المنطقة، واتخذوا، بناء على ذلك، موقفاً معادياً جداً من إسرائيل، كذباً أو صدقاً، مجاراة لنظامهم «الممانع والمقاوم»، ورأى الكاتب أن المضحك في الأمر هو أن ذلك الجيش «العقائدي» لم يخض سوى حرب (تحريك لا تحرير) يتيمة ضد إسرائيل في عهد الأسد، وهو منذ أربعين عاماً وأزيد، يستهلك سبعين بالمائة من الميزانية السورية وهو قابع في المعسكرات والثكنات، بينما اعتدت إسرائيل عشرات المرات على سوريا، ودمرت مواقع نووية واستراتيجية، ولفت إلى أن الثورة السورية جاءت لتؤكد أن الجيش العقائدي المزعوم هدفه الوحيد حماية النظام وإسرائيل من الشعب السوري، بحيث صب حممه على السوريين عندما تحركوا ضد النظام بمباركة إسرائيلية، واعتبر الكاتب أن أبسط سؤال يسأله السوريون الآن بعد أن انكشاف الأكاذيب هو: لماذا لم تستغل إسرائيل ضعف الجيش السوري العقائدي الذي يزعم النظام أنه يشكل أكبر خطر على إسرائيل، وتسحق «عدوها المزعوم» بالضربة القاضية وهو في أسوأ وأضعف حالاته؟ مضيفا أنه وللمفارقة، فإن إسرائيل أكثر المطالبين بحماية المؤسسة العسكرية في سوريا، وهي التي استنزفت ثروات السوريين على مدى نصف قرن من الزمان بحجة التصدي لإسرائيل.
• اعتبرت صحيفة الراية القطرية أن التزام المجتمع الدولي، ومن خلال مؤتمر المانحين في لندن، بتوفير11 مليار دولار لدعم الشعب السوري يمثل رسالة واضحة بأن المجتمع الدولي لن يتخلى عن هذا الشعب وأن المطلوب ليس توفير الدعم له فحسب، وإنما إنقاذه من الإبادة الممنهجة التي يتبعها النظام وحلفاؤه، وسجلت الصحيفة في افتتاحيتها، أن محنة الشعب السوري لا تزال قائمة بل وتزداد سوء بالرغم من عدد اللقاءات والمبادرات بشأن الأزمة القائمة منذ خمس سنوات، مؤكدة بدورها على ضرورة أن يعمل المجتمع الدولي على تسوية الأزمة السورية.
• كتبت صحيفة الأهرام المصرية في افتتاحيتها بعنوان "سوريا الحوار هو الحل" أن الكثير توقع فشل مفاوضات جنيف لأن الفرقاء كلهم ذهبوا إلى هناك وفى أذهانهم أن الصراع فى سوريا سيتم حله بالخيار العسكري، مع أن كل الحقائق المنطقية تشير إلى أنه لن يحل الصراع إلا من خلال الخيار السياسي والحوار، وبعد أن ذكرت أن كل طرف وراءه نصير دولي يمده بالسلاح، شددت الصحيفة على أن الحل السياسي هو الضمانة الوحيدة لوقف مسلسل الدم، وقالت إن الفرصة حتى الآن لاتزال سانحة لإنقاذ سوريا، بشرط أن يعود الجميع لطاولة المفاوضات.
• تطرقت صحيفة الرياض السعودية إلى توقف المفاوضات بين المعارضة السورية، والنظام قبل أن تبدأ، مبرزة أن مؤتمر السلام الذي يراد له أن يستمر لستة أشهر لم يستطع أن يصمد لستة أيام! قبل أن يتدارك «دي ميستورا» الواقع الصعب والمعقد للأزمة السورية، وأشارت الصحيفة إلى أن من المنتظر أن تشهد الأيام المقبلة ضغطاً عسكرياً منقطع النظير تشنه روسيا وجيش النظام ومليشيات الحرس الثوري، التي تحقق نجاحات واختراقات عسكرية بفضل الغطاء الجوي الكثيف، وأكدت على أن حال الصراع في سورية يمكن أن تشبّه بأزمة مغلقة الثابت فيها هو رحيل الأسد إنما استمرارية الصراع العسكري لن تتوقف ما دام نهر الدم يسيل، وإن مفاتيح إغلاق هذا السيل المنهمر لا شك في أيدي القوى الدولية التي تدعي أن الأمر برمته عائد للسوريين فيما هو في حقيقته عائد إليها.
• نشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية مقالا افتتاحيا تناولت فيه المحادثات السورية في جنيف، مشيرة إلى مواصلة القوات الحكومية هجماتها على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، وتقول الإندبندنت إنه لا أمل في حصول أي تقدم في سوريا عندما يستعمل الأسد المفاوضات لشن هجمات وحشية على حلب، وتضيف أن المؤلم في محادثات السلام السورية في جنيف، التي علقتها الأمم المتحدة، أنها حتى إن توجت باتفاق بين جميع الأطراف فإن الحرب الأهلية لن تتوقف، والسبب، حسب الصحيفة، هو أن فصيلين من الفصائل الثلاثة الضالعة في النزاع، وهما تنظيم الدولة الإسلامية والأكراد، اللذان يسيطران على ثلثي مناطق البلاد، لا يشاركان في المحادثات، وترى الإندبندنت أنه لا يمكن أن يدعى تنظيم الدولة الإسلامية إلى المفاوضات، وسيواصل القتال، كما أن الأكراد سيستمرون في مواجهة التنظيم، وتضيف الصحيفة أن حظوظ التوصل إلى أي اتفاق تضاءلت بعدما استغل الأسد وداعموه الروس محادثات جنيف لشن هجوم كبير على مدينة حلب، شمالي البلاد، بهدف قطع طرق الإمداد عن المعارضة المسلحة، على ما يبدو.
• قالت صحيفة الديلي تلغراف البريطانية، إن عمال الإغاثة ببرنامج الرعاية الدولية (كير إنترناشيونال) في الأردن قالوا إن نصف مليون لاجئ سوري يدرسون مغادرة البلاد والانضمام إلى الهجرة الجماعية المتجهة إلى أوروبا، إذا لم يحصلوا على عمل أو مساعدة أخرى، وكان برنامج الرعاية الدولية قد أجرى مسحا للاجئين في الأردن كشف أن نصفهم يفكرون في المجازفة بمحاولة الذهاب إلى أوروبا لأنهم يفتقدون "مستقبلا بكرامة"، ويقول عمال الإغاثة إن العائلات ترسل الأبناء للعمل بدلا من البالغين لأن احتمال معاقبتهم أقل إذا قبض عليهم. ويتقاضى هؤلاء الأطفال 60 دولارا شهريا، ويقومون بأعمال مثل تنظيف الأرضيات في المقاهي، وتأمل الأمم المتحدة أن تستغل فرصة انعقاد مؤتمر لندن للمانحين غدا لجمع 7.7 مليارات دولار لمساعدة أكثر من 22 مليون شخص تأثروا بالحرب في سوريا، وقال المدير الإقليمي لصندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إن وحشية الحرب وحقيقة أنها تبدو بلا نهاية، تجبر الأسر على مواقف مستحيلة لدرجة أن المزيد من الفتيات القاصرات يتم بيعهن للزواج، والمزيد من الأسر بدأت تتخلى عن أمل العودة إلى ديارها، وأضاف أن 2.8 مليون طفل سوري خارج المدرسة، والكثير منهم ظلوا بدون تعليم خمس سنوات أو لم يتعلموا على الإطلاق، وهناك 50 ألف معلم فقدوا وظائفهم.
• في صحيفة الشرق الأوسط نقرأ مقالا لصالح القلاب تحت عنوان "«جنيف3» على خطى «جنيف1».. ولا حَّل إلاَّ بالقوة!"، ورأى الكاتب أن على الأطراف الداعمة للمعارضة (المعتدلة) العربية وغير العربية أن تدرك أَّن فشل «جنيف3» سيكون أكبر كثيًرا من فشل «جنيف2»، ورأى أن قرارات مجلس الأمن الدولي رقم 2254 لن يطبق منها شيء، وأن موافقة روسيا على هذه القرارات، الغارق بعضها في الرمادية والقابل للتفسيرات المتعددة، دافعها الحصول على مزيد من الوقت لإحراز التفوق العسكري الذي تسعى إليه وإضعاف المعارضين السوريين حتى حدود القبول بالاستسلام ورفع الأيدي إن ليس القضاء عليهم بصورة نهائية، على غرار ما كان فعله فلاديمير بوتين بـ«غروْزني» الشيشانية، وشدد الكاتب على أن الروس لو أنهم يريدون النجاح لهذه الجولة "المحادثاتية" لكانوا أعلنوا وقفًا لإطلاق النار، برا وجوا، ولكانوا أْلزموا نظام بشار الأسد، الذي لا يستطيع إلا أن يلتزم بأوامرهم، بإطلاق سراح المعتقلات وإطلاق سراح الأطفال المعتقلين وتنفيذ كل ما يتعلق بما يسمى «القضايا الإنسانية» وفقًا لقرار مجلس الأمن الدولي الأخير رقم 2254، وأكد الكاتب أن أي قرار يتعلق بالمسألة أو الأزمة السورية هو قرار روسي أولاً وأخيًرا، وهو قرار الرئيس فلاديمير بوتين تحديدًا، مبرزا أن بشار الأسد هو مجرد «شاهد ما شافش حاجة»، ولذلك فإن الواضح وإَّن ما لا نقاش فيه هو أن الروس يريدون مصيًرا لـ«جنيف3» كمصير «جنيف1».
• تحت عنوان "أبعد من الدويلة العلوية" اعتبر الكاتب وليد شقير في صحيفة الحياة اللندنية أن تأجيل انطلاقة المفاوضات بين النظام والمعارضة في جنيف - 3 هو نسخة طبق الأصل عن إفشال جنيف - 1 وجنيف -2، ورأى أن الهدف البعيد هو نسف الحل السياسي لتكون النتيجة الواقعية بقاء بشار الأسد في السلطة من دون تغيير في تركيبة سلطته، لافتا إلى أنه إذا كان إفشال المحاولتين السابقتين تم لإعطاء المزيد من الوقت لإيران كي تعدّل ميزان القوى على الأرض فإن تأجيل جنيف - 3 هو لإعطاء المزيد من الوقت لموسكو كي تواصل تعديل ميزان القوى الميداني بالتحالف مع إيران والميليشيات المتعددة الجنسية التابعة لها، وأبرز الكاتب أن التطورات الميدانية التي تعجل الآلة العسكرية الروسية الوحشية في تحقيقها أخذت تكشف عن أهداف تتعدى ما قاله وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند عن أن روسيا تساعد الأسد على إقامة دولة علوية على الساحل السوري، موضحا أن موسكو تهدف إلى استعادة معظم المناطق السورية التي تسيطر عليها المعارضة وصولاً إلى حلب في الشمال، بهدف تقزيم الدور التركي في سورية، وإلغاء المعارضة والفصائل المعتدلة بهدف إعادة النظر بتركيبة الوفد المفاوض مع النظام، وإبقاء المناطق التي تسيطر عليها في مناطق محدودة على الحدود مع العراق، وترك المناطق الشرقية والشمالية الشرقية بعهدة «داعش»، بحجة أن تطهيرها يتم لاحقاً، بحيث تصبح مناطق سيطرة النظام أكبر بكثير من دويلة الساحل.
• في صحيفة النهار اللبنانية يتساءل سركيس نعوم: "هل تُطلِق استعادة حلب صراع أميركا وروسيا؟"، ولفت الكاتب إلى أن الجيش السوري و"حزب الله" نجح بغطاء من الطيران الحربي الروسي في فكّ الحصار عن قريتي نبّل والزهراء الشيعيّتين الواقعتين في ريف حلب، ونجحا أيضاً في استعادة قرى كانت في أيدي التنظيمات المعادية لنظام الأسد، معتبرا أن الإنجاز الأهم في هذه الحملة العسكريّة كان قطع الطريق بين الشطر "المعارض والمتمرِّد" من حلب وتركيا، وهو مايعني، بحسب الكاتب، أن طريق الإمداد الوحيد له قد أُقفل وأنه قد يتعرّض إلى حصار، وربما يدفع ذلك الأسد وحليفيه بوتين والجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى شن هجوم عسكري واسع لتوحيد حلب وعودة "الشرعيّة" السوريّة إليها، ورأى الكاتب أن الـ 48 ساعة المقبلة قد تكون مشوّقة ومهمَّة، متسائلا في هذا السياق: هل تتدخّل تركيا التي اعتبرت حلب دائماً جزءاً منها والتي ترفض اقتراب الجيش السوري وميليشيات إيران وجيش روسيا من حدودها؟ وهل تُعلن أميركا منطقة حظر طيران في سوريا؟ وهل تتدخّل قوات أميركيّة جويّة ضد القوى النظاميّة السوريّة وتحذِّر روسيا من استعمال سلاحها الجوّي الموجود في سوريا ضد هذه الخطوة؟ وأوضح الكاتب أن كل هذه الأسئلة على الطاولة الآن، وأعرب عن عدم تفاؤله رغم ذلك، مبرزا أن السؤال الأساسي الذي يلازم بل يقضّ مضاجع القادة في أميركا هو: هل نريد صراعاً مع روسيا في سوريا أو ما تبقّى منها؟، إلاّ أن السؤال الذي يجب أن يطرحه الأميركيّون هو: لماذا الروس متقدّمون علينا دائماً بخطوة في سوريا؟ علماً أنّهم يعرفون الجواب وهو: لأن موسكو تعرف بدقّة ماذا تريد.
• قالت صحيفة القدس العربي إن القوات الروسية المتواجدة في سوريا قامت بإرسال تعزيزات عسكرية إلى محافظة دير الزور، مشيرة إلى أن الروس يقومون باستطلاع ميداني لبناء قاعدة عسكرية على مقربة من بلدة العالية، وأشارت الصحيفة إلى أن قيادات ميدانية روسية أوعزت في محافظة الحسكة، بإرسال تعزيزات تقدر بحوالي 400 مقاتل إلى محافظة دير الزور لدعم قوات نظام بشار الأسد والتي تعرضت لخسائر كبيرة خلال أسبوعين من الاشتباكات في مركز المدينة ومحيطها، ونقلت الصحيفة عن ناشط إعلامي على صلة قرابة بأحد كبار الضباب بميليشيات الأسد والمرافق للضباط الروس في الحسكة، تأكيده إرسال حوالى 400 مقاتل مع كامل تجهيزاتهم العسكرية إلى محافظة دير الزور تحت إمرة القيادي في ميليشيات "حزب الله" الشيعي اللبناني الحاج فريد للإشراف على العمليات القتالية بناء على رغبة الضباط الروس، مضيفا أن تلك القوة تضم مقاتلين شيعة من لبنان وسوريا، وأوضح أن الحاج آدم القيادي المعروف في صفوف ميليشيات حزب الله في سوريا مع ضابط إيراني كبير قد التحقا بالحاج فريد بعد مناقشات مطولة مع الضباط الروس تم الاتفاق خلالها على خطة روسية للهجوم على مدينة دير الزور والمطار، فيما كشف عن قيام القوات الروسية الخاصة بإجراء استطلاع ميداني لبناء قاعدة عسكرية روسية في منطقة كناكير الواقعة في ريف منطقة رأس العين قرب بلدة العالية الخالية من السكان.
• حملت صحيفة الراية القطرية فشل مفاوضات جنيف لحل الأزمة السورية لكل من دمشق وموسكو والميليشيات الطائفية المتحالفة مع هذا النظام ، ملاحظة أن هذه المفاوضات ولدت ميتة وأن المعارضة السورية ذهبت للمشاركة فيها حتى لا يعلق الفشل على شماعتها، ومعتبرة أن تجميدها لم يكن مستغربا في ظل فشل المجتمع الدولي في إلزام النظام بالاستجابة للضمانات التي طلبتها المعارضة، وترى الصحيفة في افتتاحيتها أن تجميد المحادثات السورية من أجل المزيد من المشاورات لن يحل الأزمة، وعلى الأمم المتحدة أن تدرك أن أساس الأزمة هو النظام في دمشق المدعوم من روسيا وإيران، مضيفة أن المطلوب ليس تجميد المحادثات وإنما إلزام هذا النظام بشكل قاطع بتلبية جميع الضمانات التي طلبتها المعارضة السورية لأنها الأساس لحل الأزمة و في مقدمتها وقف القصف العسكري الروسي و رفع الحصار عن البلدات.
• أكدت صحيفة الوطن القطرية في افتتاحيتها أن وقائع الأحداث التي لا يمكن التهرب منها الآن، تشير إلى أن الواقع الراهن في سوريا بات يشكل مأساة إنسانية غير مسبوقة، مشيرة الى أن هنالك شواهد كثيرة تؤكد بأن خمس سنوات من الأزمة في سوريا قد أدت إلى تزايد معاناة الشعب ومواجهته خيارات قاسية، وترى الصحيفة أن من بين المسائل العاجلة التي لم تعد تحتمل التأجيل مسألة تدهور الأوضاع الإنسانية بمناطق يحاصرها النظام، مشددة على أن ضمير العالم يواجه حاليا تحدي الصحوة واليقظة لمواجهة حقائق الوضع الإنساني المتدهور في سوريا، و بالتالي فإنه لا يمكن السماح بتأجيل الحلول الإنسانية.
• نشرت صحيفة ليبراسيون الفرنسية تقريرا حول القيادي في المعارضة السورية رياض حجاب، الذي رأت أن هذا الرجل بما يمتلكه من كاريزما وخبرة سياسية أهلته ليكون المنسق العام لقوى الثورة السورية، فهو يتمتع بالمصداقية والأهلية ليكون شخصية محورية في مفاوضات السلام، التي انطلقت في جنيف منذ يوم الاثنين الماضي، واعتبرت الصحيفة أن تعيين رياض حجاب مؤخرا منسقا عاما للهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل قوى المعارضة، يمكن أن يغير من قواعد اللعبة بين النظام والمعارضة، ولفتت إلى أن حجاب الذي عمل داخل نظام بشار الأسد ويعرف دهاليز النظام وأسراره ومناوراته، يبدو أنه يمتلك الوزن والخبرة اللازمتين ليقود بنجاح قوى الثورة السورية، وأوردت الصحيفة أن مطالب وفد المعارضة السورية الذي يقوده رياض حجاب في جنيف، تتلخص خاصة في رفع الحصار عن المدن المحاصرة وتحرير المعتقلين في سجون النظام، وإيقاف عمليات القصف العشوائي على المدنيين من قبل طائرات النظام وروسيا، ونوهت إلى أن مطلب إيصال المساعدات الإنسانية للمدن السورية المحاصرة يواجه صعوبات كبيرة؛ لأن النظام يرفض ذلك وروسيا وإيران كثفتا من دعمهما لبشار الأسد على الميدان، بالتوازي مع اقتراب موعد المفاوضات في جنيف، واعتبرت الصحيفة أن كل هذه الخلافات تمثل عوائق كبيرة يواجهها رياض حجاب في مهمته في جنيف، حيث إن الوفد الذي يقوده حجاب مطالب بالمشاركة في محادثات السلام حتى لا يواجه اللوم من قبل القوى الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة وموسكو والأمم المتحدة، ولكنه في الوقت ذاته يواجه معضلة تعنت النظام السوري وتشبثه بعدم القيام بأي تنازلات، وهو ما عمق من قلق رياض حجاب الذي يقول بأن أكبر مخاوفه هي "اختفاء سوريا كدولة.
• قالت مجلة فورين بوليسي الأمريكية إن وسائل الإعلام الغربية تبالغ كثيراً حين تقول إن أوروبا هي أكبر جهة تستقبل اللاجئين في العالم، وتقول المجلة إن الغالبية العظمى من النازحين من أوطانهم يعيشون الآن في دول تفتقر إلى الموارد اللازمة لاستضافتهم، مثل الأردن ولبنان وغيرهما، وأضافت المجلة أن الوضع لا يقتصر على تلك الدول وحدها، فللقارة الأفريقية نصيب من تلك الأزمة، وطبقاً للمفوضية العليا للاجئين، فإن الصراعات الملتهبة بالكونغو الديمقراطية والسودان وجنوب السودان والصومال وأفريقيا الوسطى يُعزى لها القدح المعلى في نزوح البشر، والذي من المرجح أن يوازي ضعف تعداد سكان القارة (4.2 مليارات) بحلول عام 2050، وتحتل إثيوبيا في تصنيف المفوضية المرتبة الخامسة بالدول الأكثر استضافة للاجئين في العالم، وتقول فورين بوليسي إن العالم قد يشهد قريبا مجاعة في هذا البلد تضرب نحو 15 مليونا من سكانها، وتخلص المجلة إلى أن شيئاً من ذلك لا يحدث في أوروبا، مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي لديه القدرة على التصدي لهذه الأزمة، بل إن فورين بوليسي ترى أن التحدي الذي يمثله اللاجئون قد يكون في حقيقة الأمر بمثابة حافز لأوروبا لتُدرك ما فاتها من مهام داخلية ظلت طي الإهمال زمناً طويلاً ألا وهي تشديد القيود على حدودها الخارجية، وتعزيز تكاملها السياسي وتبني إجراءات جادة نحو سياسات خارجية وأمنية مشتركة، وتختم المجلة الأميركية بالقول إن العالم اليوم أصغر من أن يسمح بغرق جزء منه في الفوضى واليأس.
• تناولت صحيفة الإندبندنت البريطانية الشأن السوري، وتحدث المحرر السياسي للصحيفة أوليفر رايت عن المسلمين والهجمات الجوية البريطانية في سوريا، وقال إن وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون دعا، في إجراء غير معتاد، 30 من زعماء وقادة الرأي في الجاليات المسلمة في بريطانيا إلى مقر وزارة الدفاع الأربعاء لاطلاعهم على العملية العسكرية البريطانية، التي تقول الحكومة إنها تستهدف تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، وقال التقرير إن فالون سوف يقول، خلال اللقاء، إنه لا يزال يُنظر في بعض أوساط الجالية المسلمة في بريطانيا إلى الحملة الجوية البريطانية في سوريا على أنها "صدام حضارات" بين الإسلام والمسيحية، ويعتبر رايت أن هذا الإجراء إقرار بالصعوبات التي تواجهها الحكومة البريطانية في الدفاع عن قضية الحرب أمام المسلمين في مواجهة آلة الدعاية الفعالة لتنظيم الدولة الإسلامية، ويقول الكاتب إن فالون يشبه التدخل البريطاني في سوريا بالتدخل في كوسوفو والبوسنة في تسعينيات القرن الماضي، الذي استهدف حماية السكان المدنيين المسلمين، ونقل رايت عن أحد القادة المسلمين ترحيبه بالمبادرة وإن اعتبرها متأخرة.
• ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن التقارب الحاصل في العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة يصب في مصلحة كل من الأسد وإسرائيل، وأورد الخبير العسكري رون بن يشاي أن تزايد التدخل الميداني من قبل الدول العظمى في الملف السوري سيجعل الأمور أكثر استقرارا، وربما يؤدي في النهاية لتقليص خطر اندلاع حرب إسرائيلية مع حزب الله في الجبهة الشمالية، وشكك المتحدث في الوقت ذاته بنجاح محادثات جنيف الحالية بتحقيق اختراق في العملية السياسية في سوريا ووضع حد لحمام الدماء هناك، وأضاف بن يشاي أن موسكو وواشنطن توصلتا إلى جملة تفاهمات، من بينها التنازل عن مطلب إسقاط الأسد كشرط أساسي لبدء المحادثات، حيث يبدو الأسد الرابح الأساسي من هذه التفاهمات، لأنه ومعه طائفته العلوية كسبوا عامين إضافيين في الحكم، واعتبر الخبير العسكري أن إسرائيل أيضا رابحة من هذه التفاهمات، نظرا لارتباطها بعلاقات وثيقة مع الدولتين الكبيرتين -الولايات المتحدة وروسيا- مما قد يمنحها القدرة على التأثير في تصميم الحل النهائي لمستقبل سوريا.
• قال عريب الرنتاوي في صحيفة الدستور الأردنية إن الحديث عن وقف إطلاق النار في سوريا يبدو رومانسياً بأكثر مما ينبغي، ومن الصعب تنزيله على الأرض، وأضاف الرنتاوي أن الحكومة السورية ستواصل عملياتها العسكرية تحت شعار الحرب على الإرهاب، وأن خصوم الحكومة سيواصلون عملياتهم أقله تحت شعار "الرد على خروقات النظام"، وقد تنفتح جميع الجبهات في أية لحظة، وشدد على أنه كان من الأفضل لو أن مسار جنيف بدأ بوقف شامل لإطلاق النار، ووقف نزيف الدم السوري، لكن من المؤسف أن هذا المسار، سيتطور على وقع المدافع والصواريخ، إلى أن تضع الحرب والمفاوضات أوزارهما معاً.
• قالت صحيفة الوطن القطرية في افتتاحيتها إن الحل السياسي والسلمي للأزمة السورية المتصاعدة لا يمكن الوصول إليه إلا عبر مائدة الحوار والتفاوض والمباحثات، وكتبت الوطن أن السؤال الذي لم تتلق المعارضة السورية ولا كل المراقبين والمتابعين جواباً شافياً له يتعلق حتماً بجدوى التفاوض، بينما يواصل النظام ومؤيدوه قتل الشعب السوري، مبرزة أن الحالة في الداخل السوري وما يدلي به وفد النظام من تصريحات لا يبعثان على التفاؤل، بل الأحرى أن نقول إن ثمة تشاؤماً يطبق على الأجواء.
انتقدت موناليزا فريحة في جريدة النهار اللبنانية دور الأمم المتحدة التي ترعي مباحثات جنيف، قائلة إن سلوكها يتناقض والنداءات القوية التي توجهها المؤسسات التابعة لها لمساعدة السوريين، ولا يلبي متطلبات الصورة المأسوية والمخيفة جداً التي ترسمها للوضع الإنساني في سوريا، وتضيف الكاتبة أن اتفاقات وقف النار المحلية التي رعتها الأمم المتحدة في سوريا بدت في نظر كثيرين بمثابة مكافأة لنظام الأسد على تجويعه المدنيين، متسائلة: هل تصير سياسة "التجويع حتى الاستسلام" في رعاية دولية عنوان المرحلة المقبلة؟.
• كتبت صحيفة عكاظ السعودية أنه بين مطرقة عجز المجتمع الدولي وسندان تعنت وإجرام نظام بشار الأسد، وحلفائه يواجه الشعب السوري شبح الموت، بكل أنواعه وأصنافه إما تحت براميل الإجرام المتفجرة، أو بواسطة طائرات تتفنن بالقتل والدمار أو عبر ميليشيات طائفية تسلب منه أمنه وأمانه وإن نجا من كل ذلك، فالموت ينتظره على شواطئ أوروبا وبحر إيجة، وأضافت الصحيفة أن هذه المأساة الإنسانية، التي تحدث عنها الجميع وأغمض عينيه عنها عجزا وأمعنوا فيها قهرا، هي مأساة العصر وكل العصور عندما يبرر العالم للظالم ظلمه، وعندما يتطوع الجميع لمسح الدماء عن خنجره، وشددت على أن العالم في جنيف بحاجة أن ينتصر لنفسه قبل أن ينتصر للشعب السوري، حيث يسعى نظام الأسد في إفشال المحادثات التي انطلقت بحضور وفد المعارضة لأنه لايرغب في السلام ولايرغب في إنهاء مأساة الشعب ويريد أن يستمر في حكمه الجائر على جثث السوريين الشرفاء.
• أشارت صحيفة اليوم السعودية إلى أن موافقة المعارضة السورية على الانخراط في مفاوضات جنيف، بعد جولة من المشاورات المستفيضة في الرياض؛ تؤكد على أنها معارضة وطنية بحق، كل غايتها أن تتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية يحفظ ما تبقى من الدم السوري المراق، وأوضحت أن المعارضة انخرطت في المفاوضات لتقول للعالم إنها ليست هي من يُغلق الباب أمام الحل السلمي، وإنما النظام وأعوانه هم من يفعلون ذلك، وهو موقف أخلاقي يجب أن يحظى بما يستحق من الاحترام من القوى التي ترعى عملية التفاوض، ورأت الصحيفة أن العالم كله الآن أمام اختبار أخلاقي، مبرزة أن عليه أن يبيّن حسن نواياه، ويعمل مع المعارضة السورية التي تطالب بخطوات جادة من النظام؛ لإظهار حسن النية، كرفع الحصار عن المدن والبلدات، والسماح لقوافل الإغاثة والمعونات الإنسانية بالعبور، وغيرها من الخطوات.
• قالت صحيفة الوسط البحرينية إن أغلب الأطراف المعنية بالأزمة السورية لا تزال تعول على الحسم العسكري وإحداث تغيير في ميزان القوى إما لمصلحة النظام أو لبعض أطراف المعارضة المسلحة، وبالتالي كسب الوقت لإدارة الأزمة، وكتبت الصحيفة أن الصراع لم يعد صراعا بين السوريين فقط وإنما صراع القوى الخارجية التي تجعل من الروس والأمريكيين وبعض الدول الإقليمية يتدخلون في تفاصيل الأزمة السورية وفي تحديد أعضاء الوفد المعارض ومن يحدد مستقبل سورية، معتبرة أن مؤتمر (جنيف 3) يعني وجع الشعب السوري ومآسيه، وهو عنوان فشل النخبة السياسية بأطيافها في تقرير مصير سورية التي تم تدمير بنيتها التحتية والاجتماعية والعلاقات الإنسانية فيها تدميرا انتقاميا ممنهجا.
• انتقدت مجلة فورين بوليسي الأمريكية بشدة الإدارة الأميركية على تعاملها الذي وصفته بالأخرق إزاء مفاوضات السلام السورية قبل انطلاقها في مدينة جنيف السويسرية، وقالت المجلة ذات النفوذ على واضعي السياسة الخارجية بالولايات المتحدة، إن واشنطن بتذللها لروسيا وقبولها بقدرة بشار الأسد على الاستمرار في الحكم، تكون قد حكمت تقريباً على الحرب "الدموية" في سوريا بالاستمرار، واستبعدت المجلة إمكانية تحقيق نجاح في جنيف ليس بسبب تعنت المعارضة كما تقول، بل لأن إدارة الرئيس باراك أوباما نفسها زادت من احتمالات فشل المفاوضات حتى قبل أن تبدأ، وأوضحت أن ميل الإدارة الأميركية نحو الموقف الروسي فيما يتعلق بمصير الأسد وقبولها بأنه قد يضطلع بدور في المرحلة الانتقالية، أدى إلى تقويض إمكانية تحقيق نجاح، وأضر بمصداقية الولايات المتحدة، كما قلَّص من نفوذ أميركا في الشرق الأوسط، وقالت المجلة إن الأوان لم يفت بعد لكي تُغيِّر الإدارة من مسارها، بيد أن احتمالات قيامها بذلك تبقى ضعيفة، ولفتت الانتباه إلى ما قاله وزير الخارجية الأميركي جون كيري لتوضيح التحول في سياسة إدارته، حيث أعرب عن قناعته بأن المفاوضات ما إن تبدأ حتى تنتهي بتلبية مطالب المعارضة، وخلصت فورين بوليسي إلى القول إن على البيت الأبيض إيضاح مدى التزامه باستراتيجية سورية شاملة تتصدى لتنظيم الدولة الإسلامية ونظام الأسد، كما يتعين عليه التشديد على أن محور مفاوضات جنيف يجب أن يكون انتقالاً سياسياً للسلطة، بينما ينبغي عليه دعم إجراءات بناء الثقة بين النظام والمعارضة على نحو أكثر قوة، بما في ذلك وضع حدٍّ لحصار مدينة مضايا واستخدام البراميل المتفجرة.
• تساءلت الكاتبة الأمريكية آن بيرس على صفحة الرأي في صحيفة واشنطن تايمز الأمريكية: هل هذه هي فعلاً الولايات المتحدة الأمريكية، التي تواصل مراعاة روسيا وإيران، ومعهما بشار الأسد، وسألت بيرس: هل مكنت سلوكياتنا وكلماتنا ظهور أشد الأنظمة في العالم فتكاً وقسوة وتدميراً وزعزعة للاستقرار؟ وهل فقدنا إحساسنا الاستراتيجي وبوصلتنا الأخلاقية لنُكرر نفس السياسة التي جعلت الحرب والفظاعات في سوريا أكثر سوءاً؟ نعم، تقول بيرس، إن الأجابة على هذا السؤال مقلقة للغاية، فالأخبار الجديدة تبدو مثل التي وردتنا في ديسمبر( كانون الأول)، عندما صوت مجلس الأمن الدولي لتطبيق عملية سلام تبدأ في الشهر الحالي، بوقف إطلاق النار، وإجراء محادثات بين النظام والمعارضة، ما يُفضي إلى تشكيل حكومة انتقالية، وتلبية لرغبات الروس والإيرانيين، لم تُصرّ الولايات المتحدة على رحيل الأسد عن السلطة، وتُشير بيرس إلى أنه في الوقت الذي انشغل في الروس والإيرانيون والأمريكيون بالاتفاق على حل سياسي، تمكن الجيش السوري، الذي مُني بخسائر كبيرة، من التقدم في معقل رئيسي للمعارضة بالقرب من مدينة اللاذقية بمساعدة الضربات الجوية الروسية، والقوات الإيرانية، وتبين أن روسيا وإيران حريصتان على إبقاء الأسد في السلطة، وعلى توسيع نفوذهما ولا تُبديان أي اهتمام بحلول سلمية، وتُشير الكاتبة إلى أن ذلك يعني أنه أنه لا جديد في الملف السوري، فالإدارة الأمريكية رفضت في 2012 خطة سلام وضعتها جامعة الدول العربية، ودعمت خطةً روسية أممية لا تقضي بتنحي الأسد، وتختم بيرس مقالها بالقول إن: دعوات عدة لعقد مؤتمرات سلام حول سوريا فشلت حتى قبل أن تبدأ، ويُدرك مقاتلو المعارضة أنه فور إلقاء السلاح، سيعمد الأسد إلى سحقهم، وأنه لن يقبل بأي تسوية إذا لم يتكبد هزيمةً على الميدان العسكري.
• علق ريتشارد سبنسر في مقاله بصحيفة الديلي تلغراف البريطانية على مفاوضات السلام السورية في جنيف بأنها مجرد ستار لتصاعد العنف، وأنه طالما أن روسيا ترى المحادثات ذريعة لمساعدة نظام الأسد فلن تتحسن الأوضاع في سوريا، وأشار الكاتب إلى مفاوضات سابقة قبل عامين سارت فيها الأمور بنفس الوتيرة ولم تفضِ إلى شيء جديد باستثناء تزايد حدة القتل، وتساءل عن جدوى المفاوضات الحالية إذا كانت تسير على نفس النهج، وأوضح سبنسر أنه منذ التحرك الأخير الذي أعلنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سبتمبر/أيلول للجلوس إلى طاولة المفاوضات قضي أكثر من 1400 مدني بضرباته الجوية، وكان مئات القتلى من هؤلاء من الأطفال، وحتى انعقاد المحادثات يوم الجمعة الماضي قتل 47 مدنيا بأيدي النظام وحلفائه، وأضاف: قد يقول قائل إن مثل هذه القصص هي بالضبط السبب في ضرورة عقد هذه المفاوضات لوضع حد لهذا التقتيل قبل أن تصير الوفيات أكثر روتينية وأقل جدارة بالملاحظة، وشكك الكاتب في مفاوضات جنيف-3 بأن القصد منها هو التعود على العنف والإثبات للعالم من خلال عناد المشاركين أن القتال يجب أن يستمر وأن الدعم الدولي لهم كان مبررا، ويرى سبنسر أن الاستدلال المنطقي الوحيد هو أن بوتين يرى المفاوضات ليست منتدى لتقديم تنازلات تؤدي إلى السلام ولكن باعتبارها ممارسة في "تعزيز حكومة فعالة" تحت ستار المفاوضات، وأضاف أن مسألة الحضور أو عدمه شقت صف الجماعات السلفية الأكثر تشددا مما سمح للنظام بتحقيق مكاسب ضدهم، وختم بأن الوضع برمته يبدو غير مثمر وأنه طالما أن أحد الطرفين يفكر بطريقة أنه يستطيع تحقيق نصر حاسم فلا يمكن للمفاوضات أن تنجح، كما قال أحد مسؤولي النظام مؤخرا "لن نعطي اليوم ما لم نقدمه خلال السنوات الخمس الماضية.
• ترى صحيفة الغارديان البريطانية أن إيران لم تتغير أبدا بعد بدء تطبيق الاتفاق النووي، ورفع العقوبات عنها، وتعلق الصحيفة في افتتاحيتها على زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني، قائلة إن زيارته الأخيرة إلى أوروبا كانت تعبيرا عن رغبة إيران بالتخلص من وضع الدولة المنبوذة، ورغبتها باستئناف العلاقات التجارية والمالية مع الدول الغربية، وتشير الافتتاحية إلى أن روحاني وقع في هذه الزيارة على عشرات العقود التجارية، التي تقدر بالمليارات، وقابل في الزيارة البابا فرانسيس، والرئيس الفرنسي، وعددا آخر من قادة رجال الأعمال، وتجد الصحيفة أن إيران ربما كان لديها رئيس يملك نظرة معتدلة، لديه نهج سلس يبعث على الارتياح بعد سنوات أحمدي نجاد، لكن هذا لا يعني أن طبيعة النظام الإيراني وأهداف سياسته الخارجية قد تغيرت، فلا تزال إيران في مقدمة الدول القمعية في العالم، ولم يتغير الوضع، وتلفت الصحيفة إلى أن "إيران لم تغير من تصرفاتها في منطقة الشرق الأوسط، ففي سوريا أصبح الحرس الثوري متورطا في جرائم الحرب التي ارتكبها نظام الأسد ضد شعبه، ويؤدي حليف إيران الرئيس، حزب الله، دورا مهما في حصار وتجويع سكان بلدة مضايا، حيث مات أطفال من الجوع، وهو جزء من حصارات مماثلة في مناطق آخرى، وتعلق الافتتاحية ساخرة على تغطية التماثيل العارية أثناء زيارة روحاني حتى لا يخدش شعوره والوفد المرافق له، بالقول: إن الأمر مضحك؛ لأن القوات الإيرانية كانت تواصل عملياتها الوحشية في سوريا كالعادة، في الوقت ذاته الذي كان يقوم فيه الرئيس بحملته الدبلوماسية، وتختم الغارديان افتتاحيتها بالقول إن إيران مسؤولة عن الجرائم التي أدت إلى أزمة اللاجئين، وهي جريمة مقرفة، وهذا هو الفحش الحقيقي، وليس مجموعة من التماثيل العارية في متحف الكابتولاين.
• ذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن الحكومة الروسية أجرت تحقيقا داخليا وفي أعقابه أكدت لإسرائيل أن الأسلحة الروسية الموردة لسوريا لا تقع بأيدي حزب الله، وأوضحت الصحيفة أن السفير الإسرائيلي في موسكو تسفي خيفيتس المتواجد حاليا في إسرائيل للمشاركة في المؤتمر السنوي للسفراء الذي تعقده وزارة الخارجية الإسرائيلية، قال خلال إفادته أمام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع بالكنيست، أن هذا التأكيد جاء قبل أسابيع عدة، ردا على تقرير إعلامي نشره موقع "ديلي بيست" الإخباري الأمريكي حول تسليح روسيا لحزب الله، وإدعى التقرير الإعلامي، أن “قياديين” في حزب الله ذكروا أن الروس يسلمونهم صواريخ "أرض-أرض" وصواريخ موجهة بالليزر، وصواريخ مضادة للدبابات، وحسب عدد من النواب الإسرائيليين حضروا جلسة الاستماع في الكنيست يوم الاثنين الماضي، وطلبوا من "هآرتس" عدم الكشف عن هويتهم، ذكر السفير خيفيتس خلال إفادته أن هذا التقرير الإعلامي دفع بالسفير الروسي في تل أبيب إلى الاتصال بمسؤولين كبار في وزارة الخارجية الإسرائيلية، ليؤكد أن مثل هذه التقارير عديمة الأساس على الإطلاق وتابع خيفيتس أن الحكومة الروسية أجرت تحقيقا داخليا حول الموضوع، أظهر أنه لم تكن هناك أي عمليات لنقل الأسلحة من الجنود الروس في سوريا لحزب الله، وأضاف السفير الإسرائيلي أن موسكو تعهدت أيضا بأنها لن تسلم أي أسلحة لحزب الله في سياق عملياتها العسكرية بسوريا، ووصف خيفيتس العلاقات بين روسيا وإسرائيل بأنها تزدهر أكثر من أي وقت مضى، مضيفا أن المشاورات بين الحكومتين حول الوضع في سوريا مستمرة بدون انقطاع.
• نطالع في صحيفة الحياة اللندنية مقالا لعبد الباسط سيدا كتبه تحت عنوان "القيامة السورية أمام بوّابة جنيف"، وأشار الكاتب إلى أننا ومنذ اليوم الأول للثورة السورية، نعاني السلبية المراوغة للمجتمع الدولي، والولايات المتحدة تحديداً في مواجهة ما تعرّض ويتعرّض له الشعب السوري من قتلٍ وتدميرٍ وتشريدٍ، منوها إلى أننا نُقابل بسياسة التغافل عند إقدام النظام على استخدام كل أنواع الأسلحة المحرمة دولياً، وبتجاهل مريب لواقع إقدام النظام على فتح البلاد أمام الجيوش والميليشيات الأجنبية، لتشن حربها على السوريين، وأوضح الكاتب أن المعارضة تردّدت كثيراً قبل اتخاذ قرار التوجه إلى جنيف، لعدم ثقتها بالعملية التي لا توحي مقدماتها وآلياتها بإمكانية تحقق شيء إيجابي، يخفّف قسطاً من معاناة السوريين التي تستعصي على أي وصف، مبرزا أن القرار بالمشاركة اتخذ في نهاية المطاف بعد مداخلات ومناقشات بينية مطوّلة، وعلى أثر تقاطر الوعود الوردية التي تأتي عادة في اللحظات الحرجة لتتناثر لاحقاً، وتغدو كقوس قزح يخدع العيون من دون البطون، وفي نهاية مقاله، شدد الكاتب على أن المجتمع الدولي هو الذي أوصل الوضع إلى ما هو عليه الآن، ومسؤولية هذا المجتمع أن يتحمّل وزر ما تسبّب به، ويتدخل بفاعلية لإنهاء محنة السوريين وعذاباتهم، مؤكدا أن الولايات المتحدة تتحمّل المسؤولية الأساس، لأنها القوة الأكبر القادرة على مساعدة السوريين إذا شاءت وأرادت.
• في مقاله الذي نشرته صحيفة العربي الجديد يتساءل رضوان زيادة: "لماذا ستفشل مفاوضات جنيف؟"، وفي إجابته على هذا السؤال، أشار الكاتب إلى أن المواقف الدولية لم تختلف من سورية والصراع عليها بعد مرور خمس سنوات، وأوضح أنه بالنسبة إلى القوى الغربية، بدت الثورة السورية مصدر إزعاج دولي، أكثر من كونها أولوية في السياسة الخارجية، ولم تلتزم هذه القوى بنهج ثابت وحاسم لإنهاء الصراع، ورأى الكاتب أن سورية، بالنسبة إلى المسؤولين الأميركيين، بأقلياتها العرقية ومراكزها السكانية الكثيفة وريفها المحافظ، لا تزال تعتبر في السياسة الخارجية كارثةً إنسانيةً ومستنقعاً عسكرياً من الأفضل تجنبه، مهما كانت الضغوط، ولاسيما في ضوء التجربة المروّعة للولايات المتحدة في كل من العراق وأفغانستان، واعتبر أن عودة سورية إلى الحياة الطبيعية مستحيلة في المدى المنظور، ومن سخرية القدر الاعتقاد أن مفاوضات سياسية سوف تقود إلى نزع صلاحيات الأسد السياسية والأمنية، مشددا على أن الأسد الذي فعل بسورية، اليوم، ما لم يفعله أي محتل أو غاز أجنبي من قبل لا يحتاج إلى مفاوضات سياسية كي يقوم بتسليم السلطة، وفي نهاية مقاله وصف الكاتب مفاوضات جنيف بأنها عبارة عن مسرحية، إخراجها مؤلم، ونهايتها ليست معروفة، ومشاهدوها كثيرون، لكن ممثلوها يلعبون أدوارهم بدمائهم.
• تحت عنوان "جنيف... المسخرة الثالثة؟" كتب راجح الخوري مقاله في صحيفة النهار اللبنانية، وبدأ الكاتب مقاله بالتساؤل: هل كان على المعارضة السورية ألا تركب الطائرة إلى جنيف قبل أن ينفّذ دو ميستورا وعوده الخادعة في شأن مباشرة تنفيذ المادتين ١٢ و١٣ من القرار الأممي رقم ٢٢٥٤، اللتين تنصّان صراحة على رفع حصار التجويع عن البلدات والإفراج عن المعتقلين وقف الهجمات على المدنيين، ورأى الكاتب أن الضغوط الأميركية تعدّت المعارضة إلى الدول التي تدعمها بهدف إرسال الوفد الى جنيف، مبرزا أن هذه الدول أرادت ألا تَظهر هي والمعارضة كأنهما تعطّلان ما يزعم جون كيري أنها "فرصة تاريخية للحل"، وتابع الكاتب متسائلا: أنه وأمام هذه الصورة المعقدة والمتداخلة هل يمكن الحديث عن معجزات يمكن أن يحققها "جنيف ٣" وخصوصاً بعدما تبيّن أن واشنطن تماشي موسكو وطهران لجهة إسقاط كل ما قيل عن مرحلة انتقالية تنقل السلطة من الأسد في النهاية، والاكتفاء بالحديث عن حكومة وحدة وطنية لن تحصل المعارضة فيها بالتأكيد على شيء من مطالبها؟، وأكد أنه لا مكان للمعجزات عندما يتصور الأسد أن في إمكانه بالحديد الإيراني والنار الروسية استعادة السيطرة على ما خسره في سوريا، وعندما تصرّ المعارضة على تنحيه وهو الذي يتلقى دعماً روسياً عسكرياً متصاعداً، وايرانياً ميدانياً متسعاً، وأميركياً سياسياً مخاتلاً، واسرائيلياً معلناً منذ خمسة أعوام.
• تطرقت صحيفة الشرق القطرية في افتتاحيتها لمفاوضات جنيف حول الأزمة السورية وكذلك لمؤتمر المانحين لتقديم المساعدات إلى اللاجئين السوريين، الذي يعقد في لندن، معتبرة أن هذا الحراك الدولي يعد الفرصة الأخيرة لوقف الحرب في سوريا والتوصل إلى حل سياسي يقوم على مبادئ إعلان جنيف1، بما يحقق تطلعات الشعب ويحفظ وحدة سوريا وسلامة أراضيها، وطالبت الصحيفة مجلس الأمن الدولي بأن يرمي بثقله لفرض الحل السياسي ورحيل بشار الأسد، واتخاذ تدابير تضمن نجاح المفاوضات وفرض عقوبات على النظام السوري.
• ترى صحيفة الراية القطرية أن تأكيد المعارضة السورية سعيها للمشاركة في العملية السياسية لإنهاء معاناة الشعب السوري يثبت مدى جدية المعارضة التي جاءت بهدف محدد وهو حل الأزمة الإنسانية بسوريا، مشددة على أن الكرة تحولت إلى ملعب المجتمع الدولي باعتباره الضامن لهذه المحادثات، إن حل الأزمة السورية، تضيف الصحيفة في افتتاحيتها، مرهون بإرادة دولية واضحة تجاه محادثات جنيف الحالية، مؤكدة أن على المجتمع الدولي العمل من أجل أن تقود هذه الجولة من المحادثات إلى إنهاء معاناة الشعب السوري من خلال إلزام نظام دمشق بقبول الضمانات التي حددها المبعوث الدولي حتى تقود المحادثات إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية انتقالية لا مكان فيها للأسد أو نظامه.