جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 17-02-2016
•كتبت صحيفة ديلي تلغراف أن الحرب الأهلية في سوريا كانت حدثا وحشيا ومأساويا لشعبها ومعرقلة لجيرانها الذين اضطروا لاستيعاب ملايين اللاجئين، مشيرة إلى أن الصراع الآن يهدد بالانتقال إلى مرحلة أخطر بعد دخول القوى الكبرى في دوامته بمواجهة بعضهم بعضا، وخاصة التوترات التاريخية بين روسيا وتركيا التي تتفاقم وتنذر بحمام دم على أعتاب البلدين، وترى الصحيفة أن قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين زيادة تأييده العسكري للنظام السوري شجعه على الاعتقاد بأن بإمكانه كسب الحرب الآن، وأنه أحد الأسباب وراء سعي روسيا للوساطة في وقف إطلاق النار في مباحثات ميونيخ لتعزيز مكاسب النظام .
•أفادت صحيفة نيويورك تايمز بأن احتمال اتساع نطاق الحرب خيَّم على ساحات القتال التي تتسم بفوضى تتفاقم يوما بعد يوم في شمال سوريا، بينما تسارعت وتيرة الاشتباكات بين حلفاء أميركا بعضهم ضد بعض، وازدادت التوترات بين قوتين كبيرتين هما روسيا وتركيا، واغتنمت قوات كردية فرصة الغارات الجوية العنيفة التي تشنها روسيا لتتقدم في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة شمال محافظة حلب، مما أثار حفيظة الفصائل الأخرى المدعومة من تركيا التي توعدت "بردٍّ قاسٍ" إذا تقدم الأكراد أكثر،ولم يحدث أن بلغ التوتر هذا الحد بين الطرفين لدرجة دفعت المعارضين السوريين لاتهام الأكراد بالانتهازية بعد أن شنوا عليهم هجمات بالتعاون مع روسيا والحكومة السورية اللتين تسعيان للسيطرة على المناطق المحاذية للحدود مع تركيا،
وأضافت الصحيفة أن تلك الاشتباكات تذكي أوار توترات متصاعدة تنذر بالخطر، لا سيما بين تركيا وروسيا، اللتين حرضتا فصيلين معارضين مدعومين من الولايات المتحدة أحدهما ضد الآخر، مع إن الأكراد والعديد من مجموعات المعارضة في حلب يتلقون دعماً أميركياً.
•أشارت صحيفة غارديان إلى أن الإخفاق في التوصل لوقف إطلاق النار في سوريا سيفتح على الغرب باباً من المشاكل أقلها تنظيم الدولة الإسلامية،وقالت الصحيفة إن الحملة العسكرية ضد التنظيم بدأت تتحول إلى استعراض جانبي مع دخول الحرب السورية مرحلة جديدة من النجاح أو الفشل، وتعتقد الصحيفة بأن الغرب يواجه الآن بعض الحقائق الواضحة: أولها أن تنظيم الدولة ليس هو الأزمة، وإنما عارض لحرب أهلية داخل "الإسلام" في الشرق الأوسط بين الشيعة والسنة وبين الاتجاهات السنية السائدة والمتطرفة، وأن الصراع الذي فيه التنظيم مجرد عارض هو النزاع بين إيران والسعودية من أجل الهيمنة "الدينية"، وأن القيادة الدولية غير المؤكدة لأوباما وبروز روسيا من جديد كلاعب مهم في المنطقة قد جعل سوريا ساحة للحروب بالوكالة.
•نشرت الصحف العربية أن تباين الآراء بشأن احتمال نشوب حرب إقليمية من عدمه، وتتزامن هذه الآراء مع مناورات عسكرية في المنطقة وهجمات تركية على المقاتلين الأكراد في شمال سوريا، وذلك فيما ساعد الدعم الجوي الروسي قوات الحكومة السورية في التقدم نحو استعادة الأجزاء التي تسيطر عليها المعارضة في مدينة حلب،وفي السياق نفسه، قال بسام هاشم في البعث السورية الناطقة باسم حزب البعث الحاكم إن "إردوغان لا يأبه من اللعب بالنار. الطاغية الذي عرف السياسة كسلسلة لا متناهية من القراءات المغلوطة والرهانات الفاشلة يتصرّف تصرّف اليائس. عبثاً يبحث عن تعويض ويجهد في احتواء الهزيمة ولملمة الخسائر،وتقول بغدادي "هذه الهستيريا السعودية والتركية، تستفحل أكثر كلما اطبق الجيش السوري على حلب من جميع الجهات، وهو ما يشير الى ان قادة السعودية وتركيا وصلوا الى حافة الجنون، وهم يشاهدون كيف تتبدد احلامهم، بعد أن كانوا ينكرون وجود أي مخطط لهم في سوريا إلا (إنقاذ الشعب السوري).
•نشرت صحيفة المستقبل اللبنانية أن جميع اللاعبين لا يملكون هامشاً واسعاً للمناورة لتحقيق أهدافهم، ثمة حدود لا يمكن لكل لاعب تجاوزها كثيراً... ما يعني أن الرهانات الحقيقية ما زالت معقودة على طاولة المفاوضات بدرجة كبيرة، غير أن عبد الباري عطوان يدق ناقوس الخطر في الديار اللبنانية، فيقول "إن مناورات رعد الشمال التي تشارك فيها قوات عدة من دول خليجية وعربية... امطرت حتى الآن 15 طائرة من طراز "اف 16?، استعدادا لبدء حرب ضد تنظيم 'الدولة الاسلامية' في الرقة ودير الزور والموصل،وإن التطور الابرز في المشهد السوري يمكن تلخيصه بالقول ان الحرب التي كانت تشن بالنيابة بين روسيا وأمريكا وحلفائهما على الارض السورية فشلت، وباتت هذه القوى تستعد لإرسال قواتها وحشد طائراتها لحرب مباشرة، وهنا تكمن الخطورة،ويخلص الصراع المتصاعد على الارض السورية بإمكانه أن يطيح بممالك ورؤوس كبرى، وامبراطوريات، ويؤدي، اذا ما انفجر، الى مواجهات دموية تؤدي الى مقتل مئات الآلاف، ان لم يكن الملايين.