جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 10-02-2016
• قال الصحفي الأميركي روجر كوهين في مقاله الأسبوعي بصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إنه بات من العسير التمييز بين سياسة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تجاه سوريا وبين تلك التي ينتهجها نظيره الأميركي باراك أوباما، وكتب كوهين أن سياسة بوتين في سوريا واضحة بما يكفي، إذ بدأت تؤتي أكلها في حلب الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة، بينما يفر عشرات الآلاف من سكانها صوب الحدود التركية، وأضاف أن إدارة أوباما ما تزال تعطيك من طرف اللسان حلاوة بزعمها أن بشار الأسد جزء من المشكلة وليس الحل، وأنه إذا ظل على سدة الحكم خلال فترة انتقالية سياسية متفق عليها فإنه لن يبقى بعدها، لكن تلك مجرد أقوال، فالرئيس فلاديمير بوتين وروسيا يضطلعان بدور حاسم في سوريا في غياب أي التزام مقابل أو سياسة واضحة من قبل الرئيس أوباما، ومضى يقول إن حلب قد تكون هي سراييفو سوريا، ويعني بذلك أن محنة المدينة اليوم -بتعرضها لنزوات بوتين ومكائد الأسد العديمة الشفقة- هي نتاج العجز وغياب المغزى لدى إدارة أوباما طيلة السنوات الخمس الماضية تقريبا، وخلص المقال إلى أن سياسة بوتين هي سياسة أميركا، ذلك أن الولايات المتحدة لم تقدم بديلاً جدياً لها، وأن الأوان قد فات لكي نتوقع تغييراً كبيرا في سياسة أوباما تجاه سوريا.
• نشرت مجلة فورين بوليسي الأميركية مقتطفات من تقرير لمحققين تابعين للأمم المتحدة، تناول أوضاع سجون النظام السوري ونماذج لمعتقلين فقدوا أرواحهم نتيجة التعذيب بداخلها، واستهلت المجلة تقريرا إخباريا بالقول إنه منذ اندلاع الحرب الأهلية في سوريا عام 2011 فرَ 9.5 ملايين شخص من ديارهم، بينما لم يجد عشرات آلاف آخرون فرصة للهرب فوقعوا أسرى في يد قوات الأسد، وأجرى محققو الأمم المتحدة مقابلات مع أكثر من 500 من الناجين من سجون النظام حيث تعرض جميعهم تقريبا للتعذيب أو كانوا شهوداً على حالات تعذيب في المعتقلات، بينما شاهد مئتان ونيف زميلا لهم وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة داخل السجن على يد أفراد الأمن السوري، وبحسب التقرير الأممي، فإن معاملة المدنيين في تلك السجون ترقى إلى وصفها بسياسة إبادة حكومية وجريمة ضد الإنسانية. غير أن الأمم المتحدة لم تستثن بعض جماعات المعارضة المسلحة من تلك التصرفات، إذ اتهم تقريرها أيضا تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة بنفس جريرة حكومة دمشق، وتمضي المجلة في نقلها من التقرير إلى الإشارة إلى أن من يتعرضون للتعذيب من المعتقلين غالباً ما تتلوث جروحهم، لكنهم لا يتلقون علاجاً في السجن، وطبقا للتقرير الأممي، فإن زنازين السجون مكتظة بالنزلاء وفي كثير من الأحيان يُضطرون للتناوب على الجلوس والوقوف، كما يضطر هؤلاء أحيانا لقضاء الحاجة داخل الزنزانة بسبب القيود على الذهاب إلى المراحيض.
• نطالع في صحيفة الغارديان البريطانية مقالاً لإيان بلاك بعنوان "لا ضوء في نهاية النفق في ظل استمرار المعاناة في سوريا"، وقال كاتب المقال إن الحرب في سوريا تواجه أياماً صعبة للغاية مع تدفق كم هائل من اللاجئين السوريين من حلب إلى الحدود التركية تزامناً مع الضربات الجوية الروسية التي تساند القوات البرية السورية على الأرض، وأضاف أنه ليس هناك أي بصيص أمل من الحراك الدبلوماسي لحل الأزمة في سوريا لتخفيف معاناة الشعب السوري، وأوضح بلاك أنه من المرتقب أن تجتمع المجموعة الدولية لدعم سوريا التي تحاول التوصل إلى حل لإنهاء الصراع في ميونيخ، مضيفاً أن هذا الاجتماع يمكن أن يمثل الفرصة الأخيرة للتوصل إلى حل سياسي لإنهاء 5 سنوات من الحرب، ونقلاً عن الناشطة المدنية ريم التركماني فإن المواطنين السوريين يشعرون بأن القصف الجوي الروسي يتم بموافقة أمريكية، لذا فهم يشعرون بالخيانة، وهذا أمر كارثي... هناك شعور بالخسارة، وقال كاتب المقال إن المحادثات التي يجريها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في جنيف ستكشف إن كانت محادثات جنيف ستستأنف في الموعد الذي حدده المبعوث الدولي لسوريا ستيفان دي مستورا، وأضاف أن استئناف المفاوضات يجب أن يصاحبه بادرة إنسانية على الأقل، تتمثل بإلقاء المساعدات الغذائية من الطائرات على القرى والبلدات السورية المحاصرة، وختم كاتب المقال بالقول إن الأسبوع يبدو مزدحماً بالنشاطات والأحداث، ويتمثل ذلك بسقوط مزيد من القتلى السوريين وبازدحام قاعات اتخاذ القرارات الدولية، إلا أنه في نهاية المطاف، ليس هناك بصيص أمل بانتهاء الحرب في سوريا.
• جاءت افتتاحية صحيفة الفايننشال تايمز البريطانية تحت عنوان "الضربات الروسية على حلب ستضاعف أزمة المهاجرين"، وقالت الصحيفة إنه في كل يوم يمر، فإن أزمة المهاجرين تزداد تفاقماً، وأضافت أن الحكومات الأوروبية حاولت في الأسابيع القليلة الماضية إبطاء وتيرة تدفق المهاجرين من الشرق الأوسط والبلقان وشمال أفريقيا، وذلك بتجميد بعض مزايا تأشيرة شنغن الأوروبية وكذلك بفرض معايير جديدة على الحدود، وأوضحت الصحيفة أن خلال الشهر الماضي، عبر نحو 61 ألف لاجئ الحدود التركية إلى اليونان، أي أكثر 35 مرة من الشهر نفسه العام الماضي، وقالت الصحيفة إن كان هذا الرقم ليس كافياً لبث القلق في العواصم الأوروبية، فإن العمليات التي يشنها الجيش السوري بمساندة الطيران الروسي على حلب، تهدد بجعل هذه الأزمة أسوأ بكثير مما كانت عليه من قبل، وأوضحت الصحيفة أن الضربات الجوية الروسية أجبرت 100 ألف سوري على الهرب إلى شمال البلاد نحو الحدود التركية، وهم يتوسلون الأتراك لإدخالهم إلى تركيا، وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مصمم على سحق المعارضين السوريين بنفس الضراوة التي انتهجها ضد الشيشانيين، وختمت الصحيفة بالقول إن بوتين لا يستخدم طائراته فقط لتعزيز قوة روسيا في الشرق الأوسط، بل لتأجيج أزمة اللاجئين التي تهدد الاتحاد الأوروبي.
• في صحيفة الحياة اللندنية نقرأ مقالا لرندة تقي الدين بعنوان "الأسد تحت الوصاية الروسية الإيرانية"، أكدت فيه أن الشاهد الحقيقي على إرث بشار الأسد وجماعته سيكون الشعب السوري المهجر والكوارث الإنسانية التي يشهدها العالم من نزوح وغرق في البحر لمحاولة الهرب من قصف القنابل الروسية وقنابل جيش النظام، وأوضحت الكاتبة أن سياسة أوباما الكارثية إزاء سورية سلمت سورية لروسيا بوتين لأن أوباما أكثر اهتماماً بصفقة مع روسيا مما هو مهتم بما يحصل في سورية، مبرزة أن بقاء الأسد مرتبط بأسياده الروس والإيرانيين، وأكدت الكاتبة أن إرث أوباما معيب في ما يخص سورية، واعتبرت أن بوتين قد خدع أوباما عندما أقنعه في عام 2013 بأنهما سيتحركان معاً لمنع الأسد من استخدام السلاح الكيماوي، وبعدها تدخل بقواته الجوية لإبقاء الأسد واستخدامه كورقة قوة في تعامله مع الأوروبيين والأميركيين، مشيرة إلى أن بوتين يعتقد أنه تمكن بفضل تراجع أوباما من عودة الهيمنة في الشرق الأوسط إلى أجل غير محدد حتى يأتي رئيس أميركي جديد يهتم في شكل أكبر بهيبة بلده المتدهورة على الساحة الدولية.
• نطالع في صحيفة الشرق الأوسط مقالا لطارق الحميد تحت عنوان "سوريا.. استعادة الأراضي ليست انتصاًرا"، ورأى الكاتب أن الحديث عن أن استعادة النظام الأسدي لبعض المناطق بدعم جوي روسي، ومقاتلين من الميليشيات الشيعية على الأرض، يعني أن الروس والإيرانيين هم من يحددون قواعد اللعبة الآن هو مجرد وهم، وأوضح أنه بمقدور الروس، وإيران، ومعهما الأسد، استعادة أراض بسوريا من المعارضة أو «داعش»، لكن ذلك لا يعني انتصار طالما أن الأراضي تستعاد والبشر تهجر، وتقتل، وتقمع، وتجوع، وتقصف، مشددا على أنه طالما أن لا حلول حقيقية لمصدر الأزمة، وهو بشار الأسد، والدعم الإيراني له، فإنه لا حلول، ولفت الكاتب إلى أن قمع البشر، وتكريس الطائفية، يعني أن لا استقرار، كما يعني أن على الجميع توقع مزيد من المتطرفين بقادم الأيام، والأعوام، مبرزا أن استعادة الأراضي لا تعني استعادة القلوب، وفي النهاية دعا الكاتب الروس والأمريكيين والإيرانيين وكل المدافعين عن الأسد إلى الاستفادة من درس العراق الذي تحول إلى مستنقع طائفي، ولم يعرف الهدوء منذ 2003، وذلك بسبب غياب الحلول الجذرية، وهو ما سيحدث في سوريا سواء استعاد الأسد قرى، أو حلب نفسها، مؤكدا أن استعادة الأراضي شيء، وتطمين القلوب، وإقناع العقول شيء آخر.
• صحيفة العربي الجديد نشرت مقالا لميشيل كيلو تحت عنوان "عن وقف إطلاق النار في سورية"، الكاتب سلط الضوء على المعلومات التي تقول إن لقاء ميونيخ الذي سيتم غداً الخميس سيطالب بوقف إطلاق النار في سورية، وشدد على أن وقف إطلاق النار في سورية هذا يجب أن يتوزع على النحو التالي: 60% للجيش الروسي، 20% لجيش ملالي إيران، 10% لجيش الأسد وحليفته الاستراتيجية داعش، و10% للجيش الحر والفصائل، وبما أن القسم الأكبر من إطلاق النار يأتي من الجانب المعادي للشعب السوري، ويعادل 90% من النار التي تطلق ضد سورية وفيها، فإن وقف إطلاق النار لن يكون حقيقياً وجدياً، إن بدأ بالجيش الحر والفصائل، أو اقتصر عليهما، وسيكون، في المقابل، ملموساً وحقيقياً، إن طبقته، والتزمت به القوى الغازية والمعادية لشعب سورية، وأوضح الكاتب أن هناك وجهتا نظر متناقضتان في ما يتعلق بوقف إطلاق النار: واحدة تراه منفصلاً عن الحل السياسي، وأخرى تراه بدلالته، وتعتبره جزءاً تكوينياً منه، لا يجوز فصله عنه، أو إفضاؤه إلى نتائج مناقضة له، مبرزا أن أعداء الشعب السوري وغزاته يتبنون التصور الأول، على الرغم من أن القرار 2254 يربط تنفيذ وقف إطلاق النار بتقدم الحل السياسي، ونتبنى نحن، أهل الثورة والحل، التصور الثاني الذي يضعه في خدمة حل سياسي سلمي نسعى إليه، ونريد أن تسهم فيه جميع الأطراف السورية.
• في صحيفة الخليج الإماراتية يتوقع حافظ البرغوثي أن هناك حربا قاسية قادمة في سوريا في الشهر المقبل، وقال إن المعلومات تشير إلى أن إيران كثفت من تواجدها في سوريا، وأرسلت المزيد من القوات عبر العراق، وكذلك روسيا، ما يعني أن هناك معركة قاسية ستبدأ في الشهر المقبل، لا سيما مع تصريحات السعودية والإمارات باستعدادهما لإرسال قوات برية، ورأى الكاتب أن هذا السبب هو مادفع القوى المعارضة السورية لتزيد من إلحاحها على الدول الداعمة لها بضرورة تزويدها بالأسلحة النوعية ضد الدبابات والمضادات الجوية لعرقلة القصف الجوي الروسي الذي رجح كفة الميزان العسكري لمصلحة النظام حتى الآن، مبرزا أن قلب الوضع العسكري في سوريا بات أمراً ملحاً بالنسبة للغرب، وكذلك تركيا.
• انتقد الكاتب صنهات العتيبي في صحيفة الوطن الكويتية القنابل الفراغية الروسية التي تتساقط على رؤوس السوريين الأبرياء، وقال إن الحرب السورية "حرب بالوكالة"، متسائلا: لصالح من تقتل روسيا السوريين؟ ولصالح من يقاتل الأكراد بشقيهم العراقي والسوري وحتى شقهم الثالث التركي؟، وتابع أن الطائرات الروسية تقصف السوريين بعنف لا مثيل له ولا تقتصر على المقاتلين بل تقصف القرويين العزل في قراهم البسيطة ما سبب رعباَ وهلعاَ دفع الناس إلى ترك قراهم ويمموا نحو الحدود التركية السورية في تغريبة جديدة للسوريين لن ينساها التاريخ، مؤكدا أن نظام الأسد والعصابات التي تقاتل معه هو المستفيد الأول مما يجري في السماء وعلى الأرض السورية.