جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 11-02-2016
• كشفت مجلة فورين بوليسي الأميركية نقلا عن مسؤولين في المعارضة السورية وأتراك، أن مهندسين روسا منخرطون في أعمال تشييد وبناء بأحد حقول الغاز في منطقة خاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية شمالي سوريا، وقالت المجلة في تقرير لمراسلها من إسطنبول التركية إن هذا التطور يقف شاهداً على وجود علاقات تجارية بين التنظيم الجهادي والنظام السوري، كما يدل على تعاون بين التنظيم وشركة روسية للطاقة لها علاقة بالرئيس فلاديمير بوتين، وأوضحت المجلة أن نظام الأسد ورجال أعمال سوريين وروسا وتنظيم الدولة ومجموعات سورية معتدلة، يسعون جميعهم عبر تجهيز هذا الحقل المثير للجدل، إلى جني فوائد مالية ولوجستية منه، ومضت فورين بوليسي إلى القول إن أعمال التشييد والبناء ظلت تمضي ببطء حتى استولى على منشأة الغاز في توينان فصائل سورية معارضة في عملية مشتركة مع جبهة النصرة في يناير/كانون الثاني 2013، ونسبت المجلة إلى شخص يُكنى أبو خالد -وهو عضو في لواء أويس القرني المنضوي تحت تحالف المعارضة- القول إنهم عندما دخلوا المنطقة فرَّ منها المهندسون والاستشاريون الروس تاركين وراءهم العاملين السوريين، وأضاف القرني أننا قررنا حينها حماية هذه المنشأة، وكنا نظن أنها ملك للشعب السوري طالما أنها تتبع للدولة السورية، وقد ظل حقل توينان للغاز خاضعا لسيطرة تنظيم الدولة منذ أوائل العام 2014، وقال مسؤول تركي إنه بعد استيلاء التنظيم على الحقل، واصلت ستروي ترانس غاز -عبر مقاولها من الباطن شركة هيسكو- أعمال البناء بإذن من تنظيم الدولة، ومن ثم ظل المهندسون الروس منخرطين في العمل داخلها لإكمال المشروع.
• أفادت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية بأن قوى المعارضة للنظام في سوريا بدأت تستشعر انحسار دعم الولايات المتحدة لها، بعدما كانت هي وحلفاؤها يغدقون ملايين الدولارات على المجموعات المعتدلة والعلمانية والمنظمات المدنية، وتخشى هذه الفصائل اليوم أن واشنطن وحلفاءها ربما يريدون لها أن تخسر الحرب في واقع الأمر، مما حدا بالعديد من قادة المعارضة الذين ظلوا يتلقون الدعم الغربي، إلى التوجه الثلاثاء لمقابلة مسؤولين أميركيين وآخرين في مدينتي إسطنبول وأنقرة في تركيا، لكنهم لم يعودوا يأملون تغيير الأوضاع في بلادهم، وأعادت الصحيفة إلى الأذهان ما ظل يقوله الرئيس الأميركي باراك أوباما من ضرورة تنحي الأسد وفرض قيود على استخدام أسلحة كيميائية، قبل أن ينكص عن كلا الوعدين، مما زعزع ثقة المعارضين السوريين في ما يقوله، على أن الإرباك والقنوط بلغ مدى جديدا الأسبوع الماضي بعدما أحرزت القوات الموالية للأسد مزيدا من التقدم شمالا صوب محافظة حلب، وما نجم عنه من نزوح عشرات الألوف من المهاجرين الجدد نحو الحدود التركية، ونوهت الصحيفة إلى أن المعارضة المدعومة أميركياً لطالما اعتادت على موقف الولايات المتحدة الذي لا يريدها في الحقيقة أن تكسب الحرب حتى لا يؤدي السقوط المفاجئ للأسد إلى تولي الإسلاميين مقاليد الحكم، لكنها في ذات الوقت تسعى للحيلولة دون انهزامها لوقت طويل للضغط على حكومة دمشق وإرغامها على التفاوض من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة.
• دعت إدارة تحرير صحيفة الإندبندنت البريطانية، الولايات المتحدة إلى حرف ميزان الحرب في سوريا باتجاه المعتدلين، وتقول الصحيفة في افتتاحيتها إن "الصراع السوري لم يعد يوصف بصراع يعاني من الجمود، فقوات النظام السوري مدعومة من الطيران الروسي تهدد بحصار مدينة حلب، التي تعد معقل المعارضة المسلحة، وفي حال سيطرت قوات النظام عليها، فستكون أكبر هزيمة للمعارضة منذ اندلاع الثورة عام 2011، واتهمت الافتتاحية الولايات المتحدة بأنها أصبحت تلعب لعبة بشار الأسد، عندما حاولت تخفيف التصعيد، وقررت الولايات المتحدة تخفيف الدعم عن المعارضة قبل بدء محادثات جنيف، وضغطت على دول الخليج كي تخفض من عمليات الدعم العسكري، وهو ما عرض المعارضة للهجوم العسكري، الذي قد لا تتعافى منه أبدا، وتشير الصحيفة إلى أن هناك طريقين أمامنا في تطور الصراع؛ الأول: قيام النظام والروس بسحق المعارضة تدريجيا، ما يعني ارتكاب عمليات قتل جماعي، أما الطريق الثاني فهو قيام الغرب ودول الخليج بمساعدة المعارضة، وحرف ميزان الحرب، والعودة إلى حالة الجمود في الساحة العسكرية، ما يفتح الطريق أمام العودة للتفاوض، وهذا يقتضي من إدارة الرئيس أوباما استثمارا عسكريا أكثر مما هو مستعد لإنفاقه، ولكنه الخيار الصحيح، وتجد الافتتاحية أنه ينبغي على أوباما التفكير في العرض الذي تقدمت به كل من السعودية والإمارات لإرسال قوات برية، وعليه المساعدة في إقامة منطقة آمنة في شمال سوريا، خاصة أن تركيا ترفض السماح للاجئين بدخول أراضيها، وعليه إنزال مساعدات غذائية على المناطق المحاصرة، وتختم الصحيفة افتتاحيتها بالقول: لو تراجعت الولايات المتحدة أكثر، فستكون قد خانت الشعب السوري، وأدارت ظهرها للكارثة الإنسانية التي تدخل أحلك مراحلها.
• نقرأ في صحيفة الغارديان البريطانية مقالاً لناتاليا نوغريدي بعنوان "مصير حلب سيشكّل مستقبل أوروبا"، وقالت كاتبة المقال إنه في حال سقوط حلب، فإن الحرب الدامية في سوريا ستأخذ منحى جديدا، وسيكون لها عواقب بعيدة المدى ليس على المنطقة فحسب بل على أوروبا أيضاً، وأردفت الكاتبة أن العملية الأخيرة التي تشنها القوات السورية النظامية على المدينة المحاصرة شمالي سوريا تزامناً مع الضربات الجوية الروسية، دفعت بعشرات الآلاف من السكان إلى الهروب من حلب في الأيام القليلة الماضية، وأشارت إلى أن هزيمة قوات المعارضة السورية التي تسيطر على أجزاء من حلب منذ عام 2012 ستترك البلاد تحت سيطرة قوات الأسد وتنظيم "الدولة الإسلامية"، وأضافت أن الأمل بالتوصل إلى حل خلال محادثات السلام في سوريا سيتلاشى، مشيرة إلى أن هذا يمثل الهدف الأقصى الذي تسعى روسيا لتحقيقه منذ اتخاذها قرار شن ضربات عسكرية في سوريا منذ 4 شهور.
• نطالع في صحيفة الفايننشال تايمز البريطانية مقالاً لديمتري ترنين بعنوان "مستقبل سوريا يكمن في أيدي جيرانها"، وقال كاتب المقال إن النجاح الذي يحققه الجيش السوري في حلب أمر طالما انتظرته روسيا منذ بدء تدخلها العسكري في سوريا في شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، وأضاف كاتب المقال أن الضربات الجوية الروسية كانت تهدف لتخفيف قوة جماعات المعارضة للأسد - أي تنظيم "الدولة الاسلامية" وغيره - والعمل على تهيئة الوضع لتبدأ دمشق هجوماً مضاداً، وأردف أنه لا يمكننا توقع انتصار سريع لدمشق، لأن جماعات المعارضة في حلب قد تدعو جماعات أخرى (السعوديين والأتراك على الأخص) للمجيء إلى سوريا، وأوضح كاتب المقال أنه في حال حدوث ذلك، فإن الحرب ستتخذ اتجاها آخر مرة أخرى، مضيفاً أن سوريا ستصبح أول ساحة حرب في المنافسة العالمية من أجل السلطة والنفوذ والتي توقفت منذ 25 عاما، ورأى الكاتب أن تداعيات هذه الحرب يصعب التنبؤ بها، ويطرح الكاتب عدة تساؤلات: هل ستجتاح تركيا بقواتها البرية الأراضي السورية لتحتل المناطق الكردية فيها؟ وهل من الممكن أن تقصف تركيا الأراضي السورية؟ وهل أن الهجمات السعودية ستستهدف تنظيم "الدولة الإسلامية" أو الإيرانيين وعناصر حزب الله في سوريا؟ وختم كاتب المقال بالقول إن منطقة الشرق الأوسط، دخلت مرحلة قد تستمر عقدين من الزمن حيث من المتوقع أن تشهد القليل من السلام والكثير من القتال.
• نطالع في صحيفة الشرق الأوسط مقالا لعبد الرحمن الراشد تحت عنوان "إقامة دولة تلائم الأسد"، الكاتب اعتبر أن التصريح الأخير للمبعوث الأممي الخاص، ستيفان دي ميستورا، بتحميل نظام الأسد مسؤولية تعطيل المفاوضات، لا يرتقي إلى مستوى الجرائم والأحداث الخطيرة في سوريا التي ازدادت هذه الأيام، مشددا على أن ما نسمعه من ديمستورا أقل مما هو متوقع من الأمم المتحدة ومبعوثها، ومن الحكومات الكبرى، وكذلك الحكومات العربية المعنية حيال ما يحدث من تطهير طائفي متعمد، وتغيير ديموغرافي صريح، وعمليات قتل وتشريد تستهدف مئات الآلاف من المدنيين في مناطق مكتظة سكانيًا، واعتبر الكاتب أن السياسيين هم مخطئون عندما يتعاطون مع الأزمة السورية على أنها مجرد قضية متفرعة من تشابكات العلاقات المتوترة في منطقة الشرق الأوسط، وأوضح أن الحرب في سوريا في الأصل قضية قائمة بذاتها وليست جزًءا من الصراع العربي الإيراني، أو السني الشيعي، أو الروسي الأميركي، منوها إلى أنه ومن أجل الإبقاء على الأسد في دمشق قام الروس والإيرانيون بذبح ثلث مليون إنسان، وتشريد اثني عشر مليونًا آخرين، وتدمير عشرات المدن، وهم الآن يحاولون طرد نصف الشعب السوري من مناطقهم لبناء دولة مكوناتها الإثنية تلائم قدرة الأسد الذي ينتمي إلى طائفة نسبتها من السكان عشرة في المائة فقط، وختم الكاتب مقاله معربا عن استغرابه من قبول حكومات المنطقة السكوت عن هذه المهزلة والمأساة الخطيرة؟!.
• في صحيفة الحياة اللندنية نقرأ مقالا لحسان حيدر بعنوان "روسيا وإيران تتقدمان في سورية ...وكيري يهددهما بـ «الخطة ب»"، الكاتب أشار إلى الصورة التي تبدو قاتمة للغاية في حلب ومنطقتها حيث يستخدم طيران ومدفعية روسيا والنظام السوري كثافة نارية هائلة في تدمير ممنهج لمناطق تمركز المعارضة، مستغله الميليشيات الإيرانية والعراقية في التقدم بهدف محاصرة المدينة وقطع خطوط الإمداد إليها، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن واشنطن تتولى لجم أنقرة وتمنعها من أي تدخل، بعدما أقفل الروس المجال الجوي السوري أمام طيرانها، من دون أي رد فعل من الأميركيين وحلف شمال الأطلسي، ورأى الكاتب أن ذلك يعني أن المعارضة السورية التي أبدت ممانعة في الذهاب إلى «جنيف 3» لأنه من دون أولويات ومرجعية واضحة، ثم قررت بعد ذهابها عدم التفاوض في ظل استمرار العمليات العسكرية الروسية، وخصوصاً قصف المناطق المدنية، تخضع حالياً لعملية «تأديب» مشتركة بين أميركا وروسيا كي تستجيب للشروط التي صاغتها الدولتان الكبريان في قرار مجلس الأمن 2254، ولفت الكاتب إلى أن المدنيين السوريون الذين يواجهون منذ خمس سنوات أشرس حرب إبادة تعرض لها شعب على الإطلاق، لا خيار أمامهم سوى المزيد من التشرد، في ظل انشغال دول العالم بتصنيف من يصلح منهم للحصول على اللجوء.
• رأت صحيفة عكاظ السعودية أن العالم ما كان يحتاج إلى تقرير مفتشي الأمم المتحدة، ليدرك أن نظام بشار الأسد الدموي، وحلفاءه عصابة إرهابية إجرامية ارتكبوا إبادة جماعية ضد الشعب السوري وخاصة المعتقلين، وقالت إن ست سنوات كانت تحمل في كل دقيقة منها جريمة موصوفة، بحق شعب ذنبه أنه طالب بكرامته، وآلة القتل تعمل ليل نهار وضحاياها أطفال ونساء وكهول، وتابعت الصحيفة قائلة إن ست سنوات عجاف، جاء بعدها تقرير محققي الأمم المتحدة متأخراً، كرسالة الزمن الماضي التي كانت تصل لصاحبها بعد وفاته، مبرزة أن تقرير محققي الأمم المتحدة حول سورية والذي اتهم نظام الأسد بإبادة معتقلين يجب أن يكون جرس إنذار حقيقي للمجتمع الدولي أن النظام الأسدي يجب أن يرحل طوعاً أو كرهاً، لأن سلوك النظام الإجرامي ضد شعبه تجاوز حد الإبادة كجريمة ضد الإنسانية، وأصبح بشار مجرم حرب بامتياز.