جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 08-02-2016
• اتهمت مجلة فورين بوليسي الأمريكية الرئيس الأميركي باراك أوباما، بخيانة المعارضة السورية والتواطؤ مع روسيا لانتشال نظام الأسد من السقوط وتغيير كافة موازين القوى لصالح النظام في فترة لم تتجاوز العام الواحد، ونشرت المجلة تحليلاً للباحث العربي في "المعهد البريطاني لدراسة السياسات الاستراتيجية الدولية" إميل حكيّم، تضمّن اتهامات صريحة لإدارة أوباما بترك روسيا تنجح في تغيير قواعد اللعبة، وضمان بقاء الأسد بما يناقض التطمينات الأميركية السابقة، واصفاً خذلان المعارضة بـ"الكارثي"، ورأى الكاتب المختصّ في الشؤون الأمنية لمنطقة الشرق الأوسط ومؤلف كتاب عن الثورة السورية، أن روسيا وضعت جيران سورية أمام أمر واقع جديد، بتركيزها على محافظات إدلب وحلب في الشمال ومحافظة درعا في الجنوب، مبرزا أن الهدف الذي تسعى لتحقيقه روسيا من خلال تركيزها على جبهة حلب، هو قطع طريق المعارضة السورية إلى تركيا، وقطع إمدادات الأسلحة والأغذية، غير أنه حذّر من أن هذا الهدف إن تحقق، فمعناه أن يتحول الطريق إلى مسارات أخرى، يسيطر عليها الجهاديون، خصوصاً في محافظة إدلب، وبالتالي تقوية التنظيمات المتطرفة على حساب المعارضة المعتدلة، ولفت الكاتب إلى أن الولايات المتحدة قدمت تنازلات كبيرة في ما يتعلق بنظام الأسد، لكنها لم تحصل لحلفائها على أي مقابل من جانب موسكو، والنتيجة انتشار شعور واسع النطاق بين المعارضين السوريين وحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة عموماً، بخيانة إدارة أوباما لهم، وخلصت فورين بوليسي إلى القول إن واشنطن غافلة عن إدراك ما سيكون لدبلوماسيتها الفاشلة من تكلفة على المدى القصير والبعيد، لعل أقلّها فقدان الولايات المتحدة للاحترام وخسارتها للثقة وقد يضطر من سيأتي بعد أوباما إلى بذل جهود مضاعفة لاستعادة الثقة والاحترام، أما أوباما فسوف تكون تركته من وجهة نظر المجلة مثيرة للاستهزاء والسخط في آن واحد.
• نشرت جريدة الصانداي تليغراف البريطانية موضوعا بعنوان "داخل مخيم للاجئين السوريين يستضيف 70 ألف شخص"، تحاول الجريدة من خلال الموضوع وصف حجم المعاناة التي يمر بها اللاجئون السوريون على الحدود المشتركة لبلادهم مع تركيا، مشيرة إلى التقارير التي تناولت نزوح ما يقرب من 70 ألف لاجئ نحو الحدود التركية بعد اشتعال المعارك بين القوات الموالية لنظام الأسد وقوات المعارضة في حلب، وتحاول الجريدة تقديم بعض النماذج من اللاجئين وتجري معهم بعض الأحاديث السريعة لمعرفة الأهوال التي مروا بها ومنهم علي صاحب الأعوام الثمانية والعشرين والذي قالت إنه كان يقف على خط الحدود الفاصل يستجدي حرس الحدود الأتراك للسماح لوالدته المقعدة بالعبور إلى داخل تركيا حيث الأمان، وتنقل الجريدة عن علي قوله إنه فقد في ذلك الصباح سابع فرد من أسرته خلال الحرب الأهلية حيث توفي محمود ابن أخيه بعدما التقط ما كان يظنه لعبة أطفال لكن اتضح أنها قنبلة عنقودية انفجرت فيه، وتشير الجريدة إلى تصريحات المسؤولين الأتراك التي أكدوا فيها أن ما يزيد عن 35 ألف لاجئ قد أقاموا معسكرا لهم قرب معبر باب السلام الحدودي، وتوضح أن أغلب هؤلاء اللاجئين هم من الأفقر في سوريا وهذا هو السبب الذي دفعهم لعدم الفرار طوال الأعوام الخمسة الماضية من البلاد حيث أنهم لا يمتلكون المال الكافي لذلك لكن الآن لم يعد لديهم خيار أخر بعد حملة نظام الأسد بدعم جوي روسي للسيطرة على حلب.
• قالت صحيفة الإندبندنت البريطانية إن مقاتلي المعارضة السورية المسلحة يخوضون معركة من أجل البقاء في مدينة حلب وريفها بشمالي البلاد، واعتبرت الصحيفة أن الهجوم الذي شنه الجيش الحكومي بدعم من الطيران الحربي الروسي الأربعاء الماضي وأدى إلى قطع آخر خطوط الإمداد للثوار من تركيا إلى حلب، "ضربة مدمرة" للمعارضة السورية المسلحة، وبحسب الصحيفة، تتقاسم القوات الموالية للحكومة وعدد من فصائل المعارضة المختلفة السيطرة على حلب، غير أن مجموعات المعارضة غير متحدة في قتالها ضد نظام الأسد، حيث ينأى الائتلاف الوطني السوري بنفسه عن التنظيمات الإسلامية، مثل تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة، كما أن وحدات حماية الشعب الكردية تسيطر من جانبها على منطقة شمالي حلب، ورأت الصحيفة أن هذه الخسارة قد تضعف كثيرا الفصائل المعارضة في قتالها ضد تنظيم الدولة، وهو ما من شأنه أن يساعد على تمكين هذه المجموعة الإرهابية أكثر، ومن شأن المعارك الدائرة حول حلب أن تفاقم الأزمة الإنسانية بعد فرار حوالي مئتي ألف من السكان نحو الحدود التركية، وهو وضع وجدت الأمم نفسها عاجزة أمامه عن توصيل المعونات إلى المدن التي تحاصرها قوات الحكومة، وفق الصحيفة.
• نطالع في صحيفة الشرق الأوسط مقالا لمشاري الذايدي تحت عنوان "ما هو أبعد من البر السوري"، تطرق فيه إلى الإعلان السعودي الإماراتي، عن الاستعداد لإرسال قوات على الأرض لقتال «داعش» بسوريا، بشرط أن يكون ذلك ضمن التحالف الدولي الذي يضم أكثر من ثلاثين دولة، مبرزا أن هذا الإعلان يعتبرا تطورا نوعيا، وقد لقي ترحيبا فوريا من وزير الدفاع الأميركي، وسيتم نقاش التفاصيل في اجتماع الدول المتحالفة لحرب «داعش» في بروكسل، واعتبر الكاتب أن هذه الحركة السعودية مؤثرة في هذا التوقيت، ليس من الناحية العسكرية وحسب بل من الناحية السياسية المستقبلية أيضا، كما أنها حركة مؤثرة معنويا وإعلاميا لصورة غالبية المسلمين من السنة، الذين يراد شيطنتهم في الوجدان العالمي، وتحميلهم وزر الإرهاب الأصولي، ولفت الكاتب إلى وجود تحالف آخر يعمل بشراسة على الجغرافيا السورية، وهو تحالف: روسيا – إيران نظام الأسد الميليشيات الشيعية من لبنان وأفغانستان، مشيرا إلى أن هدف هذا التحالف هو دعم نظام بشار أيا كان خصمه، وختم الكاتب مقاله متسائلا: هل تستطيع روسيا المضي منفردة، ومعها إيران، في احتكار المعركة السورية، بشرعية الحرب على الإرهاب، بعد الآن؟
• في صحيفة الحياة اللندنية يتساءل جورج سمعان: "هل يستسلم أردوغان وشركاؤه لرفع أيديهم عن سورية؟"، وأوضح الكاتب أن الخيارات تضيق أمام تركيا وشريكاتها الداعمة للمعارضة، معتبرا أن خيارها الوحيد هو التنسيق مع هؤلاء الشركاء ومد الفصائل المقاتلة بأسلحة نوعية تعيد بعض التوازن على الأرض، ودفع هذه الفصائل إلى توحيد صفوفها، ورأى الكاتب أنه إذا كان على تركيا فعلاً ترجمة حرصها على أمنها القومي لن يكون أمامها سوى التدخل في عمليات نوعية لحماية تركمانها على الأقل للحفاظ على الحد الأدنى من صدقيتها، لافتا إلى أن إبداء السعودية استعدادها لإرسال قوات برية إلى سورية لمحاربة "داعش" بعد تدريبات لقواتها في الشمال مؤشر إلى رغبة الرياض في امتحان جدية التحالف الدولي في حربه على التنظيم الإرهابي، وحجز موقع بانتظار ما قد يحمل المستقبل من تغييرات، وأكد الكاتب أنه أياً كان مصير "جنيف 3"، لن يتحقق لروسيا إعادة سورية إلى حضن النظام، وجل ما يمكنها هو توسيع خريطة «سورية المفيدة»، منوها إلى أن سياسة موسكو قد تدفع مزيداً من اليائسين بعد تخلي المجتمع الدولي عنهم إلى أحضان "دولة الخلافة"، وهو ما يعقد مواجهة التنظيم الإرهابي، وخلص الكاتب إلى أن غياب التسوية السياسية لا يسهل الحرب على تنظيم الدولة في سورية بقدر ما يعزز صفوفها، مثلما لا يسهل على روسيا إخضاع جموع السوريين مهما ملأت طائراتها فضاء المنطقة.
• في صحيفة الغد الأردنية، اعتبر فهد الخيطان أن إرسال قوات سعودية إلى سوريا -وإن كان بذريعة القضاء على داعش- هو انتقال من مرحلة الحرب بالوكالة مع إيران إلى الحرب المباشرة، وقال الخيطان إنه في ضوء التسريبات عن حجم وعديد القوات المرشحة للمشاركة في العملية، يبدو جليا أن الهدف من التدخل يتعدى القضاء على "داعش"، وصولا إلى فرض توازن جديد لميزان القوى ميدانيا لصالح قوات المعارضة المحسوبة على الرياض، وتساءل الكاتب: هل تقدم السعودية حقا على هكذا مغامرة؟.
• اعتبرت صحيفة الراية القطرية في افتتاحيتها أن تعليق مفاوضات (جنيف 3) لتسوية الأزمة السورية من شأنه تعطيل أي أفق لحل سياسي لهذه الأزمة التي مر عليها نحو خمس سنوات ولايزال الجرح السوري ينزف يوما بعد يوم، ولاحظت الصحيفة أن تعقيدات الأزمة السورية أقعدت الأمم المتحدة وجعلتها عاجزة تماما عن الإمساك بزمام المبادرة لتحقيق السلام في سوريا، ولذلك فشل مبعوثها ستيفان دي ميتسورا ولم يستطع حتى الآن إنجاز شيء يذكر، مطالبة الرئيس الأمريكي باراك أوباما ببذل كل الجهود الممكنة لحل الأزمة السورية وانتشال الشعب السوري من براثن الانشقاق والقهر والاستبداد والظلم.
• ترى صحيفة الشرق القطرية أنه مع تصاعد حملة نظام بشار الأسد وحلفائه في مناطق حلب، والتي أجبرت عشرات الآلاف من السكان على الفرار من بلداتهم التي تتعرض لغارات عنيفة، سيكون العالم والمجتمع الدولي بمؤسساته أمام اختبار جديد لإنسانيته، قبل مسؤولياته المنصوص عليها في مواثيق الأمم المتحدة، وأشارت الصحيفة في افتتاحيتها إلى أن أوروبا باتحادها ودولها ذات الإمكانيات الضخمة، والتي ظلت تضج وتصرخ بسبب تدفق اللاجئين السوريين على أراضيها والذين لم يتجاوز عددهم المليون حتى الآن، تنسى أن دولا مثل تركيا ولبنان والأردن وحدها تتحمل عبء استضافة أكثر من 5 ملايين لاجئ على أراضيها، مسجلة في هذا السياق تقاعس المجتمع الدولي عن القيام بالدور المنوط به في حفظ السلم والأمن الدوليين.
• قالت صحيفة عكاظ السعودية إن إعلان المملكة استعدادها الجاد للتدخل البري في سورية، ضمن أي عملية عسكرية للتحالف الدولي ضد داعش، وضع صدقية دول العالم في محاربة الإرهاب على المحك، وبينت أن ويلات الإرهاب وخرابه الذي ضرب أغلب الدول وفي مقدمتها سورية، يتطلب التركيز ومضاعفة الجهود الدولية، والعمل بشكل جاد للحد من خطورة هذه التنظيمات الإرهابية على واقع ومستقبل الشعوب، مبرزة أن المملكة ومن منطلق دورها الريادي وأهميتها، ولغتها الحازمة بدأت في تشكيل ملامح هذا التحرك، وأضافت الصحيفة أن النجاح في تكوين هذه القاعدة، سيضمن للعالم العيش في سلام، وسيطفئ ثورة الإجرام ومخططاته المدمرة، لذا يتوقع أن يعمل المجتمع الدولي، والدول الإسلامية على تفعيل الاقتراح السعودي.