جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 07-02-2016
• قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن قوات النظام في سوريا شنت هجوماً بدعم جوي روسي على مواقع المقاتلين المعارضين في حلب، بالتزامن مع فشل محادثات السلام في جنيف، وساهم في تعزيز شكوك المعارضة أن روسيا والنظام أكثر اهتماماً في تأمين النصر العسكري على قوات المعارضة من التفاوض على تسوية، وأشارت الصحيفة إلى أن كثافة الغارات الجوية على ريف حلب الجنوبي ساعدت القوات النظامية في قطع طريق الإمداد الرئيسي لقوات المعارضة من الحدود التركية إلى جزء من مدينة حلب التي لا تزال تحت سيطرة المعارضة، وأضافت الصحيفة أن فقدان حلب، كبرى المدن السورية والمركز الحضري الأهم للمعارضة، لا شك أنه سيمثل ضربة محتملة حاسمة في مواجهة قوات بشار وحلفائه، ما قد يؤدي إلى خسارة الحرب كلها.
• نشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية موضوعا لمحرر شؤون الدفاع كيم سينغوبتا بعنوان "تداعيات إرسال المملكة العربية السعودية قوات برية على الحرب الأهلية في سوريا"، ويحذر سينغوبتا من أن القوات التى سترسلها المملكة إذا تم ذلك بهدف مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية قد تجد أنها في مواجهة مع قوات إيرانية أو قوات شيعية أخري موالية لنظام الأسد مثل مقاتلي حزب الله اللبناني وهو موقف ملتهب، ويشير الكاتب إلى إن إرسال هذه القوات لن تقتصر تداعياته على الحرب الأهلية في سوريا بل ستمتد للمنطقة بأسرها، ويضيف أن هذه الخطوة تأتي في الوقت الذي تراجعت فيه الآمال بالتوصل إلى حل سلمي للأزمة بعد انهيار محادثات جنيف ومحاولة القوات الموالية للنظام التقدم نحو حلب، ويوضح سينغوبتا أن العلاقات المتدهورة أيضا بين روسيا وتركيا وهما تقفان على طرفي النقيض في الأزمة السورية بحيث وصل الأمر إلى تبادل الاتهامات بين حكومتي البلدين بخصوص الموقف في حلب حيث اتهم الأتراك الروس بفرض حصار على حلب لتجويع وقتل المدنيين بينما اتهم الروس أنقرة بالإعداد لغزو سوريا، ويقول الكاتب إن القوات السعودية ستجد أنها في مواجهة مشتعلة مع القوات الإيرانية والمقاتلين الشيعة وهم الأعداء التقليديين للملكة بدلا عن مواجهة عناصر تنظيم الدولة الإسلامية، ويضيف أن السعودية وإيران بعدما انخرطا في حرب طائفية بالوكالة في عدة مناطق سابقا أخرها اليمن قد يجدان أنهما في حرب مباشرة في سوريا، ويختم الكاتب بقوله إن المملكة العربية السعودية مستعدة للإقدام على أي عمل بمفردها لكنه يتوقع أن جميع السيناريوهات ستبقى مجمدة حتى اجتماع قيادة حلف شمال الأطلنطي "الناتو" في بروكسل الأسبوع المقبل.
• نشرت صحيفة الغارديان البريطانية مقالا للكاتبة الفرنسية نتالي نوغايريد بعنوان "ما يحدث في حلب سيشكل مستقبل أوروبا"، وتقول الكاتبة إنه إذا كان لدى البعض أي شكوك حول أهداف روسيا من التدخل في سوريا فإن التصعيد الاخير للمقاتلات الروسية حول حلب قد أزال هذه الشكوك تماما، وتعتبر أنه لو سقطت حلب فإن ذلك سيشكل انعطافا خطيرا ومؤثرا على تطورات الأمور في المنطقة وله تأثير كبير وتبعات متوالية ليس في الشرق الأوسط فقط ولكن في أوروبا أيضا، وتشير نوغايريد إلى أن الهجوم الشرس على حلب شمالي سوريا يعد لحظة حاسمة لطبيعة العلاقات بين الغرب وروسيا حيث إن نجاح الهجوم سيعني عمليا أنه لاتوجد قوات على الأرض في سوريا سوى القوات الموالية للأسد وقوات تنظيم الدولة الإسلامية وهو مايؤدى بالطبع إلى انهيار تام لجميع الآمال في التوصل لحل ديبلوماسي بين المعارضة والنظام، وتعتبر الكاتبة أن هذا هو الهدف الأساسي للتدخل الروسي في سوريا وهو ببساطة تقويض أي مساعي للغرب أو الأمم المتحدة لحل الأزمة سلميا بين المعارضة "المعتدلة" والنظام، وتقول نوغايريد إن الغرب قد تعلم خلال عام 2015 أنه لايمكن أن يبقى بمنأي عن الأزمة في الشرق الأوسط وذلك بعدما تعلم خلال عام 2014 أن روسيا لايمكن اعتبارها دولة صديقة لكنها قوة رجعية قادرة على الغزو العسكري، وتوضح أن التدخل الروسي العسكري في سوريا قد وضع حلف شمال الأطلسي "الناتو" في مأزق بعدما جعل إحدى دوله الرئيسية وهي تركيا على الجبهة وأصبحت العلاقات الروسية التركية على المحك علنا بسبب الأزمة التى لحقت إسقاط أنقرة للمقاتلة الروسية، وتؤكد نوغايريد أن الأسلوب الذي ستختاره القيادة السياسية لتركيا للرد على سقوط حلب سيبقى متاحا في يديها وسيبقى سببا في الصداع المستمر للغرب.
• قالت صحيفة تايمز البريطانية في تقرير لها إن عشرات الآلاف من النازحين أصبحوا عالقين الليلة الماضية على الجانب السوري من الحدود مع تركيا واتخذوا من الأرض المفتوحة مكانا للنوم في طقس بارد، بينما تقول منظمات العون إن القصف الروسي تسبب في أسوأ أزمة إنسانية خلال الحرب في سوريا، وأضافت الصحيفة أن المنطقة شمال حلب فاضت بالنازحين، ونقلت عن مدير عمليات ميرسي كوربس (فيالق الرحمة) راي ماكقراس قوله إن هناك ما بين 70 و80 ألفا على الطريق، بالإضافة إلى الآلاف الموجودين في أعزاز والمدن شمال حلب، وخاطب ماكقراس المجتمع الدولي قائلا إن هذا ليس وقت الإعراب عن الاستنكار والإدانة للقصف الذي لا يميز بين مدنيين ومسلحين، في إشارة إلى ضرورة الإسراع بإغاثة النازحين.
• في صحيفة الشرق الأوسط اعتبر الكاتب فايز سارة أن المؤتمرات الدولية لبحث الأزمة السورية لن تنجح إلا إذا تبنت وجهة نظر المعارضة السورية في ضرورة الفصل بين "الإنساني و السياسي في القضية السورية"، ورأى تحت عنوان "الضروريات السورية الراهنة" أن أولى ضرورات المرحلة السورية الراهنة تكمن في تثبيت رؤية المعارضة حول العملية السياسية، ليس فقط لأنها تعالج القضية بصورة جوهرية، بل لأنها أيضاً تعالج في الوقت نفسه تداعياتها في وقف هجرة ولجوء السوريين إلى بلدان أخرى، وتحاصر الإرهاب، وتعزز الحرب عليه وصولاً إلى القضاء عليه.
• رأت صحيفة البيان الإماراتية في افتتاحيتها أن العامل الإنساني هو ما حال دون انطلاق مفاوضات جنيف الأخيرة حول الأزمة السورية، متسائلا: كيف تبدأ المفاوضات بينما القصف مستمر وبكثافة، والمدن والقرى محاصرة، ومعاناة المدنيين تتفاقم بشكل كارثي، وهو ما أكده المبعوث الأممي باستحالة البدء في المفاوضات دون حل المسائل الإنسانية من وقف القصف وفك الحصار، وإطلاق سراح الأسرى، واعتبرت الصحيفة أنه كان يجب عدم التسرع في عقد المفاوضات قبل حل هذه المسائل الإنسانية والإجرائية، وإمكانية العودة للمفاوضات في 25 فبراير ستتوقف بالقطع على حل هذه المسائل الإنسانية، والمسؤول عن حلها عليه أن يثبت مدى حسن نيته، وجديته في السعي للمفاوضات.
• رأى طارق مصاروة في صحيفة الرأي الأردنية أن إغاثة اللاجئين السوريين سواء في سوريا أو في الشتات ضرورة ملحة لما تشكله أزمة اللاجئين السوريين من عبء على الدول المضيفة حتى لا تنزف اقتصادياً وقومياً، وأقر الكاتب أن الأردن لم يعد يتحمل الاستمرار وحده في استيعاب أعباء اللاجئين النازحين إليه، وقال إن هناك 145 ألف طالب سوري في مدارس التربية والتعليم، لكن ماذا عن نصف المليون طفل لا مدارس لهم؟، وتابع أن وزير التربية يقدّر كلفة الذين في المدارس بـ260 مليون دينار، فكم يكلف الباقي؟، وتساءل الكاتب: هل يحتمل الأردن عمالة الاطفال، وانتشارهم في الشوارع، وغياب الاستيعاب الاجتماعي لهم؟، مضيفا أننا نجر مياه الديسي بكلفة مليار دينار لنشرب ونقيم السدود، ونفكر في تحلية البحر لسكان الأردن بعد تسع سنوات، وفي إقامة مفاعلات نووية لتوليد الطاقة، فكم ستكون كلفة مياه اللجوء السوري، وحاجته الى الطاقة؟"
• انتقد ياسر محجوب الحسين في جريدة الشرق القطرية تصرفات المجتمع الدولي الذي نجح من ناحية في جمع تبرعات تخطت السقف المتوقع لتبلغ 10 مليارات دولار، 6 منها لهذا العام، و5 مليارات حتى العام 2020، وفشل من ناحية أخرى في وقف استمرار دولة عظمى مثل روسيا وحلفائها في المنطقة في دعم النظام المتسبب في الأزمة، وكتب تحت عنوان "مانحو سوريا.. هل تتكرر تجربة العراق؟" أن المؤتمرون سبحوا في فضاء الأماني العذبة حين أعلنوا أنهم يهدفون إلى جمع التبرعات وتحديد الحلول للتمويل على الأمد الطويل والتصدي للاحتياجات بعيدة المدى للمتأثرين بالأزمة السورية عن طريق تحديد سبل خلق فرص عمل وتوفير التعليم, غير أن الحسين رأى أن كل هذه المحاولات لا تلغى المسؤولية الدولية التي تقتضي اجتثاث الأزمة من جذورها عبر آليات الأمم المتحدة، لكن النظام الدولي، نظام معلول غير قادر البتة على محاسبة الكبار.
• نوهت صحيفة الراية القطرية بإعلان المملكة العربية السعودية استعدادها للمشاركة في أي عمليات برية قد يتفق التحالف الدولي ضد تنظيم (داعش) على تنفيذها في سوريا، مؤكدة أن هذا الإعلان يضع المجتمع الدولي في امتحان واختبار حقيقي يكشف مدى جديته أولا في محاربة تنظيم (داعش) وثانيا في حل الأزمة السورية، ووصفت الصحيفة، في افتتاحيتها، موقف الرياض بأنه موقف إيجابي يؤكد أن المملكة دائما ما تكون سباقة لنداء الواجب، فهي مثلما قادت التحالف العربي في عمليتي عاصفة الحزم وإعادة الأمل باليمن، ها هي ترمي الكرة في ملعب المجتمع الدولي الذي أصبح عاجزا في مواجهة الأزمة الإنسانية غير المسبوقة بسوريا التي لن تحل إلا بدحر (داعش) وذهاب نظام الأسد.
• أشارت صحيفة عكاظ السعودية إلى إعلان المملكة في مؤتمر المانحين في لندن تقديم تبرع بمبلغ 100 مليون دولار، إضافة إلى المبلغ السابق الذي تعهدت به في مؤتمر الكويت لدعم السوريين، وكذلك المساعدات التي قدمتها المملكة على المستوى الرسمي والشعبي والتي تزيد على 780 مليون دولار تم صرفها بالتعاون مع الجهات العاملة في سورية والدول المجاورة، وأوضحت الصحيفة أنه عندما تدعو المملكة، الأمم المتحدة إلى تضافر الجهود من أجل فك الحصار عن المدن السورية وإدخال المساعدات الإنسانية وفق ما نص عليه القرار 2254، فهي تسعى في المقام الأول إلى وقف إطلاق النار وسفك الدماء وقتل الأبرياء، وشددت على أن المملكة بسعيها الدؤوب أخذت على عاتقها في كافة اللقاءات السياسية والمحافل الدولية الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، فهي تعمل بجدية على إنهاء الأزمة السورية والتوصل إلى حل يحقن نزيف الدماء هناك.