جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 16-03-2016
•نشرت الديلي تليغراف موضوعا بعنوان "روسيا تقرر سحب قواتها من سوريا"،تقول الجريدة إن قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المفاجيء وغير المتوقع بسحب القوات الروسية من سوريا خاصة في هذه المرحلة يمثل لحظة مفصلية في الحرب الأهلية التى تشهدها البلاد منذ 5 سنوات،وتضيف أن القرار شكل مفاجأة للولايات المتحدة والغرب خاصة أنه جاء في الوقت الذي تتواصل فيه المفاوضات بين ممثلي نظام الأسد ووفد المعارضة المعترف بها من الغرب في جنيف،وتؤكد أن القرار في حال تنفيذه سيكون علامة واضحة ومؤكدة على رغبة روسيا في وضع حد للصراع في سوريا والذي تسبب في قتل أكثر من 300 ألف شخص وشرد الملايين،لكن الجريدة تشير أيضا إلى تحذيرات عدد من المحللين السياسيين الذين قالوا إن قرار روسيا لن يشكل أي تغيير على الساحة السورية إذا لم توقف موسكو غاراتها الجوية على فصائل المعارضة،وتقول الجريدة إن الحكومة الروسية تؤكد أنها حققت أهدافها "بمحاربة الإرهاب" في سوريا رغم أن تنظيم الدولة الإسلامية لازال يسيطر على ثلث مساحة البلاد بالإضافة إلى مساحات كبيرة من الأراضي المتصلة في العراق،وتوضح الجريدة أن الرئيسين الروسي والأمريكي تواصلا هاتفيا مساء الاثنين لمناقشة القرار الروسي كما تحدثا عن الخطوة التالية التى يجب اتخاذها لحل الأزمة في سوريا مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أصر خلال المكالمة على ضرورة وجود فترة "انتقال سياسي"،وتنقل الجريدة عن وزير الخارجية الالماني فرانك ولتر شتاينماير تأكيده ان القرار الروسي يشكل ضغطا قويا على نظام الأسد لخوض المفاوضات في جنيف بشكل اكثر جدية.
•كتبت صحيفة تايمز أن الحرب السورية التي دخلت عامها الخامس اليوم، لا تزال تشعل المنطقة وتدفع مئات الآلاف للفرار من بيوتهم، وقد جلبت العار إلى العالم العربي وكشفت عجز الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي، ومنحت روسيا مدخلا إستراتيجيا استغله الرئيس فلاديمير بوتين الذي سعى بالأمس لإحداث تحول دراماتيكي من داع للحرب إلى صانع سلام عندما أعلن عن انسحاب جزئي لقواته من سوريا،وترى افتتاحية الصحيفة أن محادثات السلام الحالية تواجه مهمة شبه مستحيلة ألا وهي انتخاب حكومة جديدة خلال 18 شهرا لإيجاد مخرج من الورطة التي دفعت الأسد إلى سياسته الواقعية المتضائلة،وأضافت أن هناك سؤالين مهمين بحاجة لإجابة: كيف يمكن إسقاط مثل هذا الدكتاتور الذي اقترف كل هذه الفظاعات في محاولته للتشبث بالسلطة؟ وكيف يمكن الحفاظ على لُحمة سوريا دولة قومية بعد استسلامه،وأشارت الصحيفة إلى أن تشكيل حكومة تكبح السلطة التنفيذية وتحترم التعددية السياسية يتضاءل بشكل كبير وقد تكون النتيجة النهائية لعملية السلام هي الاعتراف بأن سوريا لا يمكن أن تحيا سليمة، وأضافت أنه إذا كان الأسد عاجزا عن تسليم السلطة لحكومة شرعية فالمستقبل البديل الوحيد قد يكون في تقسيم البلد بين محمية روسية يحكمها العلويون في اللاذقية ومنطقة سنية وأخرى كردية،لكنها أردفت بأن تقسيم سوريا يمكن أن يجعلها أكثر خطورة وأن تقطيع أوصالها بهذه الطريقة سيكون سابقة مرعبة للدول الأخرى الهشة في الشرق الأوسط.
•تقول صحيفة "التايمز" البريطانية، في تقرير أعده الكاتب روجر بويز، إنه بعد لقاء بوتين مع قادته العسكريين في الكرملين، فقد أعلن أن أهداف العملية العسكرية في سوريا قد تحققت، وقال إن القوات السورية، وبدعم من الطيران الروسي، كانت قادرة على تحقيق تقدم مهم في الحرب ضد الإرهاب الدولي "ولهذا أصدر أمري لوزارة الدفاع كي تبدأ من يوم غد بسحب قواتنا العسكرية من الجمهورية العربية السورية"،ويورد التقرير نقلا عن بوتين قوله إنه أمر وزير الخارجية بتكثيف المشاركة الروسية في جهود السلام لحل الأزمة، مشيرا إلى أن القرار جاء مفاجئا للولايات المتحدة، حيث أخبر بوتين رئيس النظام السوري بشار الأسد بقراره عبر الهاتف،وينقل الكاتب عن محللين قولهم إن بوتين قرر التحرك والخروج من سوريا لتجنب التورط في حرب طويلة هناك.
وترى الصحيفة أن القرار سيسهم على المدى القصير بدعم جهود السلام، التي ستبدأ اليوم في جنيف، في ذكرى مرور خمسة أعوام على الحرب السورية، أو قد يحرر روسيا من اللوم في حال فشل المحادثات،ويلفت التقرير إلى أن بوتين قد أمر قواته بالتدخل في سوريا في نهاية شهر أيلول/ سبتمبر 2015، حيث أسهم الطيران الروسي بدعم جيش النظام السوري لتحقيق تقدم في عدد من الجبهات، وقال وزير الدفاع الروسي إن المقاتلات الروسية شنت خلال الفترة الماضية تسعة آلاف غارة، وإن ما مجموعه 400 بلدة وقرية ومجمع سكني تم تحريرها،ويشير بويز إلى أن التدخل الروسي ساهم بحرف ميزان الحرب لصالح الأسد، وأن هناك مخاوف من أن يؤدي الانسحاب الروسي إلى تراجع القوات حتى قبل أن تبدأ العملية السياسية، بحسب تعبير الصحيفة.
وتورد الصحيفة نقلا عن الكرملين قوله إنه سيحتفظ بحضور له في سوريا، من أجل مراقبة الهدنة، مشيرة إلى أن روسيا ستبقي وجودها العسكري في قاعدة طرطوس البحرية والقاعدة الجوية في حميميم قرب اللاذقية، التي تعمل منها 48 مقاتلة، وكانت روسيا قد نقلت منذ بداية الحملة حوالي 2400 جندي،وينقل التقرير عن المحلل السياسي يفيغيني مينشنكو، قوله إن القرار يعني انسحاب روسيا وهي متقدمة، بدلا من التورط في الحرب، ويضيف: "أكبر خطر للعملية في سوريا هو الانجرار في حرب طويلة، وهذا لم يحدث"،ويعلق الكاتب على قرار بوتين قائلا إنه "لن يؤدي إلى استعراض نصر في الساحة الحمراء؛ لأن النصر لم يتحقق، فالهدف الرئيس لدخول الروس في الحرب السورية كان مواجهة تنظيم الدولة، ولا يزال التنظيم يسرح ويمرح في العراق وسوريا، وكل ما فعله الكرملين هو أنه وجه ضرباته ضد المعارضة المعتدلة، وأضعفها قبل أن تبدأ محادثات السلام هذا الأسبوع"،وتنوه الصحيفة إلى أن الهدف الثاني لبوتين هو تعزيز موقع الأسد، مستدركة بأن تحول بوتين المفاجئ من قائد عسكري إلى صانع سلام، قاد إلى سلسلة من التكهنات في الغرب؛ الأول: أن بوتين قرر التخلي عن الأسد، فمن خلال سحب القوة العسكرية، فإنه عبر عن دعمه لتشكيل حكومة انتقالية، وسيقود هذا إلى التخلص من العقبة الكبيرة لنجاح المحادثات، وكان بوتين يعاني من مشكلات مع الأسد، وربما عثر عن نسخة أخرى مختلفة له من المؤسسة العسكرية، وذات صلات مع المخابرات الروسية،ويذكر التقرير أن الاحتمال الثاني هو: انسحاب تكتيكي قبل انهيار المحادثات التي تتوقعها روسيا، ولاعتقاد موسكو أن القوات السورية في وضع جيد للتعامل مع قوات المعارضة الضعيفة الآن، ويمكن مساعدة الأسد من خلال المخابرات والوحدات الإلكترونية والصواريخ طويلة المدى في داغستان.
•قالت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" إن إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الاثنين، سحب القوات الروسية من سوريا، بعد أقل من ستة أشهر من بدء الغارات ضد القوى المعادية لرئيس النظام السوري بشار الأسد جاء مفاجئا للجميع،ويستدرك التقرير بأن بوتين وصف قراره بأنه محاولة لدعم الجهود السلمية، وذلك بعد بدء الجولة الجديدة من المحادثات بين المفاوضين من الحكومة والمعارضة لها، وهي التي تلقى دعما من موسكو وواشنطن، مشيرا إلى أن بوتين لم يقدم جدولا زمنيا للانسحاب أكثر من قوله إنه سيبدأ اليوم الثلاثاء، حيث قال بوتين: "لقد عبدنا الطريق أمام العملية السلمية"، وتشير الصحيفة إلى أن إعلان الانسحاب يتزامن مع الذكرى الخامسة للثورة السورية، التي بدأت في 15 آذار/ مارس عام 2011، وبدأت ثورة سلمية، ومن ثم تطورت إلى عسكرية، لافتة إلى أنه تم التوافق على اتفاق لوقف الأعمال العدائية في 27 شباط/ فبراير بشكل أدى إلى تخفيض مستوى العنف، بحسب مسؤولين أمريكيين وروس،ويذكر التقرير أن الرئيس الروسي أكد نجاح الحملة العسكرية في سوريا وما حققته هناك، مشيرا إلى أن حملته أدت إلى استعادة مئات القرى والبلدات، وأدت إلى تدمير المعارضة وترسانات الأسلحة التي تملكها، وقوافل النفط، بالإضافة إلى عدة إنجازات،وتلفت الصحيفة إلى أن بوتين عبر عن ثقته بقدرة جيش النظام السوري والجماعات المتحالفة معه، التي خدمت على الأرض بدعم من الطيران الروسي، على الاحتفاظ بالمكاسب، مبينة أن مصير رئيس النظام السوري بشار الأسد لا يزال نقطة مثيرة للجدل،ويورد التقرير أن الولايات المتحدة لا تتوقع انسحابا كاملا للقوات الروسية من سوريا في الأشهر المقبلة، بحسب مسؤول رفض الكشف عن هويته،ونكشف الصحيفة عن أن المخابرات الأمريكية تعتقد أن إعلان بوتين عن سحب قواته جاء من أجل الضغط على الأسد للتنحي جانبا، والسماح لحكومة صديقة لروسيا بتسلم السلطة، مشيرة إلى أن رحيل الروس عن سوريا يعني خسارة المناطق التي استعادها النظام خلال الأشهر الماضية،وينوه التقرير إلى أن المسؤولين الأمريكيين قد انتقدوا التدخل الروسي في سوريا، ودعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأسد علانية إلى التنحي عن السلطة، مستدركا بأن التدخل الروسي أسهم في تقوية سيطرة الأسد على البلاد، ولا تزال نسبة 60% من السكان تسكن في المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام، بما في ذلك دمشق وحمص وغرب حلب والمناطق الساحلية،وتذهب الصحيفة إلى أن نشر روسيا لقواتها في سوريا كان مناسبة لاستعراض آخر منتجاتها العسكرية من المقاتلات وصواريخ "كروز" والمصفحات، حيث شنت روسيا ألاف الغارات ضد الجماعات المعارضة للأسد، التي عدتها "إرهابية"، لافتة إلى أنه مع بدء تطبيق اتفاقية وقف إطلاق النار تراجع مستوى الغارات الجوية الروسية، وانخفض العنف بنسبة 90%،ويشير التقرير إلى استهداف الروس جبهة النصرة وأي جهة تتعاون معها، وزعمت الحكومة السورية أنها منحت فرصة للعديد من المقاتلين للعودة إلى مناطقهم ضمن جهود المصالحة الوطنية،وتستدرك الصحيفة بأن النقاد يقولون إن هذه الجهود ليست إلا استسلاما، وتمت الموافقة عليها من أجل تجنب الجوع في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة،وتختم "لوس أنجلوس تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن من بين المقاتلين الذين تدفقوا إلى سوريا أعدادا من المتطوعين الروس، وقالت موسكو إن جزءا من أهداف الحملة هو التأكد من عدم عودة الروس الذين تعرضوا للتشدد في سوريا إلى بلادهم.
•شككت صحيفة ديلي تلغراف في نجاح جولة محادثات السلام الثالثة في جنيف، ورأت أنه رغم موافقة طرفي الصراع على حضور المفاوضات أخيرا فإنهما لن يقدما تنازلات أو حتى الالتقاء وجها لوجه،وأشارت الصحيفة إلى أن الطريق إلى المحادثات كان مليئا بالمطبات، وأن الجولة الحالية كان من المفترض أن تبدأ في يناير/كانون الثاني الماضي، ومع ذلك بمجرد وصول طرفي الصراع شن النظام السوري مدعوما بغطاء جوي روسي هجوما كبيرا على مواقع الثوار حول مدينة حلب.
•كتبت صحيفة إيزفستيا القريبة من الكرملين أن "سحب القوات الروسية يضع حدا للتوتر الذي تثيره الغارات الجوية" الروسية، وأضافت أن "الانسحاب يظهر أيضا أن الجيش السوري بات قادرا الآن على مواجهة قوات تنظيم الدولة الإسلامية بنفسه"،وعلق المحلل الروسي غيورغي بوفت لإذاعة بزنيس أف أم، أن "موسكو منذ البداية لم تكن تسعى إلى إنقاذ نظام الرئيس السوري بشار الأسد بأي ثمن، بل هدفها الرئيسي كان الخروج من العزلة الدولية وهذا ما تمكنت من تحقيقه"،وتابع بوفت أن روسيا "حققت أقصى ما يمكن التوصل إليه دون القيام بعملية برية" فيما يتعلق بمكافحة تنظيم الدولة، متفادية أن تتحول سوريا إلى "أفغانستان جديدة".
•كتبت صحيفة كومرسانت أن "موسكو كان يمكن أن تغرق في مستنقع هذه الحرب (...) إلا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن سحب قواته العسكرية، وباتت لديه حجج قوية ليقول إن حملته في سوريا انتصار له"،وتابعت الصحيفة أن موسكو لم تكن تهدف إلى تحرير كل الأراضي السورية، وهو "ما يمكن أن يستغرق سنوات دون أي ضمانات بتحقيق نتيجة إيجابية".
وأشارت الصحيفة إلى أن روسيا -بفضل الحملة العسكرية في سوريا- نجحت في الخروج من العزلة الدولية التي فرضت عليها بسبب النزاع في أوكرانيا، مشيرة إلى أن قرار سحب القوات لم يكن من الممكن أن يتخذ دون اتفاق مع الولايات المتحدة.
•يقول علي حمادة في جريدة النهار اللبنانية إن قرار الرئيس الروسي "أتى مفاجئا لكل الأطراف"،ويناقش الكاتب ما إذا كانت روسيا قد حققت أهدافها من العملية العسكرية، قائلاً إن "الإجابة الأولية تفيد بنعم"، حيث أن "التدخل العسكري الروسي أدى إلى تحقيق جملة أهداف، أولها أنه أبعد شبح سقوط نظام بشار الأسد بالوسائل العسكرية"،وفي ما يخص أسباب اتخاذ الخطوة الروسية في هذا التوقيت، يقول الكاتب: "لا معلومات موثوقًا بها حتى الآن، لكنه في الفترة الأخيرة برزت مؤشرات لخلافات بين النظرة الروسية إلى مجمل الأزمة والحل، ونظرة كل من نظام بشار الأسد والقيادة الإيرانية".