بتريوس: نجاح "الشرع" هو نجاح للولايات المتحدة ورفع العقوبات خطوة في الاتجاه الصحيح
بتريوس: نجاح "الشرع" هو نجاح للولايات المتحدة ورفع العقوبات خطوة في الاتجاه الصحيح
● أخبار سورية ٢٠ أكتوبر ٢٠٢٥

بتريوس: نجاح "الشرع" هو نجاح للولايات المتحدة ورفع العقوبات خطوة في الاتجاه الصحيح

أكد المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ديفيد بتريوس، أن نجاح الرئيس أحمد الشرع، في قيادة البلاد وإعادة إعمارها بعد سقوط نظام الأسد، يُعد "نجاحاً للولايات المتحدة أيضاً"، مشدداً على أن واشنطن "تدعم جهود الشرع في بناء سوريا الجديدة واستعادة الاستقرار".

واشنطن ترى في الشرع شريكاً موثوقاً لإعادة بناء سوريا
وفي حديثه لموقع "روداو" يوم الأحد، أشار بتريوس، الذي شغل سابقاً منصب قائد القوات الأميركية في العراق، إلى أن المرحلة الحالية في سوريا تمثل اختباراً حقيقياً لجهود المجتمع الدولي في دعم التحول السياسي والإعمار بعد الحرب، مؤكداً أن "الولايات المتحدة يجب أن تساعد في نجاح الرئيس الشرع، لأن نجاحه هو نجاح لنا جميعاً"، بحسب تعبيره.

وأشاد بتريوس بخطوات الرئيس الأميركي دونالد ترامب في رفع العقوبات عن سوريا، معتبراً أن هذا القرار يعكس تحولاً في الرؤية الأميركية تجاه دمشق، من سياسة العزلة إلى دعم الاستقرار والتنمية، مضيفاً: "هذه لحظة يجب البناء عليها، لا التراجع عنها".

إشادة بخبرة الرئيس الشرع وبناء مؤسسات حقيقية
وقال بتريوس إنه "على دراية تامة بماضي الرئيس أحمد الشرع، أكثر مما قد يتخيله كثيرون"، لافتاً إلى أن الشرع خلال قيادته السابقة في إدلب "نجح في بناء مؤسسات إدارية وعسكرية حقيقية"، مضيفاً: "لم تكن تلك مجرد ميليشيات محلية، بل كانت منظومة حكم متكاملة تضم نظاماً تعليمياً وقضائياً وإدارياً، واليوم يحاول الشرع توحيد البلاد من جديد وإعادة مؤسسات الدولة إلى العمل".

وأوضح أن هذا المشروع الطموح سيواجه "تحديات كبرى" بالنظر إلى تنوع المجتمع السوري وتعقيداته، لكنه وصف الشرع بأنه "يمتلك من الواقعية والخبرة ما يؤهله للتعامل مع هذه التحديات ضمن رؤية وطنية شاملة".

تحديات بناء دولة ديمقراطية
وفي رده على سؤال حول قدرة الشرع على تأسيس نظام ديمقراطي، قال بتريوس إن هذه المهمة تمثل "الاختبار الأهم لقيادته"، مشيراً إلى أن مستقبل سوريا يتوقف على مدى نجاح الحكومة الجديدة في إدارة التعددية السياسية والعرقية والدينية داخل البلاد.

وأضاف: "إن لم تنجح هذه المهمة، ستتحول سوريا إلى دولة فاشلة أخرى في الشرق الأوسط، لكننا نثق أن أحمد الشرع يدرك خطورة هذا التحدي، ويسعى لتأسيس حكومة تمثل جميع السوريين وتحمي حقوق الأقليات والأغلبية في آن واحد".

وأكد بتريوس أن الدعم الدولي للشرع يجب أن يكون مشروطاً بالشفافية والمساءلة، قائلاً:"كما قال كيسنجر ونكسون في مفاوضات الحد من الأسلحة: لا تثق، بل تحقق. الدعم يجب أن يكون مبنياً على النتائج، لا الوعود".

مصير “قسد” ودورها في سوريا الجديدة
وفي ما يتعلق بمستقبل قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، أشاد بتريوس بدورها في محاربة تنظيم "داعش"، لكنه توقع أن يتم دمجها تدريجياً في الجيش السوري ضمن عملية إعادة هيكلة شاملة للمؤسسة العسكرية.

وأوضح أن المحادثات بين الرئيس الشرع وقائد “قسد” مظلوم عبدي تمثل خطوة إيجابية، قائلاً:  "هذا حوار جدير بالاهتمام، لأنه يفتح الباب أمام تسوية مستدامة ويضع حداً لانقسام الجغرافيا السورية".

وأشار إلى أن قضية مخيم الهول تبقى من أبرز التحديات الإنسانية والأمنية التي يجب معالجتها ضمن هذه العملية، مشدداً على ضرورة وضع خطة واضحة للتعامل مع عائلات مقاتلي تنظيم الدولة، بما يضمن الأمن ويحقق العدالة في آن واحد.

دعم دولي متزايد لسوريا الجديدة
وختم بتريوس تصريحه بالتأكيد على أن المرحلة الراهنة في سوريا تمثل فرصة تاريخية لإعادة البناء والتكامل الوطني، معتبراً أن مشروع الرئيس أحمد الشرع لإعادة هيكلة الدولة ومؤسساتها يحظى باهتمام متزايد من واشنطن والعواصم الغربية، التي ترى فيه نموذجاً سياسياً جديداً قابلاً للاستمرار في المنطقة.

وختم حديثه بالقول: "سوريا اليوم أمام مفترق طرق، وإذا تمكن أحمد الشرع من تحقيق المصالحة الوطنية وإطلاق عملية تنمية حقيقية، فسيكون ذلك إنجازاً ليس لسوريا وحدها، بل للمنطقة والعالم بأسره".

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ