•قالت صحيفة وول ستريت جورنال إن النظام السوري سيتقدم بحل سياسي لإنهاء الحرب، يُبقي على بشار الأسد في السلطة، ويخالف الأجندة التي تدافع عنها روسيا -حليفه الرئيسي- في وقت تستعد فيه دمشق وحلفاؤها لاستعادة حلب،وأوضحت الصحيفة في تقرير لهاأن خطة النظام السوري ستتكشف مع الانتخابات البرلمانية التي ستجرى بالمناطق التي تسيطر عليها الحكومة الأربعاء المقبل، ويسافر في اليوم التالي لها ممثلو الأسد إلى جنيف للمشاركة في محادثات السلام حول سوريا، حيث يُتوقع أن يتقدموا بحل للحرب بشروط الأسد،وقالت إن خطة الحكومة تتضمن إقامة حكومة وحدة بعد الانتخابات البرلمانية من القوى المؤيدة للنظام وبمشاركة كبيرة نسبيا من معارضين غير ممثلين حاليا في السلطة.،وأضاف التقرير أنه رغم الاختلافات السياسية بين دمشق وموسكو، فإن الطرفين وبقية الحلفاء أشاروا أمس الأحد في بيان إلى اقتراب التصعيد العسكري لاستعادة مدينة حلب،"وول ستريت جورنال:رغبة موسكو في عدم نقض نتائج حملتها العسكرية بسوريا، والمصالح المتعارضة لموسكو وطهران، وخوف الغرب من اللاجئين وتنظيم الدولة، كلها تصب في مصلحة الأسد"،وأشارت الصحيفة إلى أن حملة استعادة حلب مهمة للغاية بالنسبة لروسيا، التي إذا لم تساعد في استعادتها فستخاطر بهدم كل جهودها منذ تدخلها العسكري لإنقاذ الأسد نهاية سبتمبر/أيلول الماضي،ونقلت عن رئيس المجلس الروسي للسياسات الخارجية والدفاع فيودور لوكيانوف قوله إن روسيا حاولت ممارسة ضغط على الأسد حتى يتعامل مع محادثات السلام بجدية أكثر، وذلك بسحب بعض قواتها من سوريا الشهر الماضي، مضيفا أن "الهدف من السحب الجزئي للقوات الروسية هو إقناع الأسد بضعفه وإرسال إشارة إليه بأننا لن نتخلى عنه، لكن إذا فكر في استخدامنا لنجاحه الشخصي، فهذه ليست وظيفتنا"،وأشارت الصحيفة إلى أن الحل المتوقع تقديمه من دمشق لن توافق عليه المعارضة السورية، كما أنه يتعارض مع خارطة الطريق لإنهاء الحرب السورية، التي وضع خطوطها العريضة مجلس الأمن الدولي في ديسمبر/كانون الأول الماضي بدعم روسي،وقالت إن الأسد والمسؤولين السوريين الآخرين يرفضون تماما فكرة الحكومة الانتقالية التي تضمنتها خريطة الطريق الأممية، ويرفضون أي إشارة إلى نقل السلطة من الأسد،ونقلت عن بول سالم نائب رئيس معهد الشرق الأوسط للسياسات والأبحاث بواشنطن قوله إن روسيا عالقة في الأسد حاليا، فهي تخشى من انهيار كامل للدولة السورية إذا تمت إزاحته، وأضاف أن "روسيا رهينة لبقاء الأسد الذي يستطيع مقاومة عدم رضا موسكو وانزعاجها، كما أنه لا يشعر بأنه مجبر على تقديم تنازلات كبيرة"،كذلك تحدث التقرير عن المصالح والأجندة المتعارضة لموسكو وطهران، قائلا إن ذلك ربما يصب في مصلحة الأسد، ونسب إلى بول سالم قوله إن بقاء النظام السوري قضية وجودية بالنسبة لإيران، مشيرا إلى التورط المتزايد لها مؤخرافي الحرب السورية وإلى تزايد عدد قتلاها هناك،كما أشار إلى قلق الغرب من اللاجئين وتهديد تنظيم الدولة بوصفه سببا لاحتمال قبول الغرب في نهاية الأمر باستمرار الأسد في الحكم، وقال إن مجموعة من أحزاب اليمين المتطرف الفرنسية زارت دمشق والتقت الأسد الشهر الماضي.
•نشرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية تقريرا تحدثت فيه عن سعي جبهة النصرة لإنشاء إمارة في محافظة إدلب، على غرار محافظة الرقة التي اتخذها تنظيم الدولة عاصمة له في سوريا.
وقالت الصحيفة إن طموحات جبهة النصرة في سوريا أصبحت تشكل تهديدا حقيقيا للخيارات السلمية للثورة السورية، حيث تسعى الجبهة إلى تكريس مؤسسات الحكم الذاتي في محافظة إدلب، التي تسيطر عليها منذ أكثر من سنة تقريبا، تمهيدا لإعلان "إمارة إسلامية"،وذكرت الصحيفة أن أول ظهور لجبهة النصرة في محافظة إدلب كان في بداية شهر آذار/ مارس سنة 2015، عندما لاقت سيطرة جيش الفتح الذي يضم عديد الألوية العسكرية المعارضة للأسد، بما في ذلك جبهة النصرة، ترحيبا من غالبية الأهالي في المحافظة السورية، حيث كانوا يعتقدون أن دور هذه القوات سيقتصر على الجانب العسكري، بينما تُترك عملية تسيير الشؤون المدنية في المحافظة للأهالي،وأضافت الصحيفة أن جبهة النصرة كشفت تدريجيا عن وجهها الحقيقي بعدما انسحبت من ائتلاف جيش الفتح، وعملت على فرض خياراتها المتطرفة بطريقة فردية، وهو ما تجسد من خلال إنشاء عدد من المؤسسات التابعة لها في المحافظة، ومن بينها "إدارة المناطق المحررة" التي تُعهد إليها مهمة تسيير الشؤون الإدارية، كجمع الضرائب وتحصيل فواتير الماء والكهرباء، في المناطق التي تقع تحت سيطرة الجبهة في محافظة إدلب، مثل أريحا وجسر الشغور،وذكرت الصحيفة أن هذا النظام الذي تسعى جبهة النصرة لتكريسه في محافظة إدلب-يحاكي النظام الذي وضعه تنظيم الدولة منذ تأسيسه في سنة 2014، والذي يقوم على الترويج لفكرة الدولة، من خلال تكريس نظامه الجبائي الخاص، إلى جانب مؤسساته الذاتية،وذكرت الصحيفة أن جبهة النصرة تواصل عملياتها العسكرية دون أن تهمل البعد السياسي في إدارة المناطق التي تقع تحت سيطرتها، لكن يبدو أن العمل الميداني يشهد انتكاسة حقيقية بالنسبة لعناصر الجبهة في سوريا، خاصة بعد مقتل المتحدث الرسمي باسم الجبهة، أبي فراس السوري، بالإضافة إلى 20 عنصرا خلال غارة نفذتها الطائرات الأمريكية يوم 4 نيسان/ أبريل الجاري،وأضافت الصحيفة أن الضربات الموجعة التي تلقتها جبهة النصرة لم تمنعها من تحقيق انتصارات ميدانية، آخرها نجاح حركة أحرار الشام المتحالفة معها في إسقاط طائرة تابعة للنظام السوري في بلدة العيس، التي سيطرت عليها جبهة النصرة منذ أسبوع تقريبا بعد معارك شرسة مع مقاتلي حزب الله اللبناني،وفي الختام قالت الصحيفة إن جبهة النصرة تقاتل في سوريا على جبهات مختلفة ضد النظام السوري وحلفائه من جهة، وضد جماعات الجيش السوري الحر التي رفضت الخضوع لوصايتها من جهة أخرى، وهو ما "تهدف جبهة النصرة من خلاله إلى إفشال التهدئة؛ بسبب خوفها من الدخول في عزلة سياسية في حال أدت الحلول السياسية إلى الخروج من الأزمة الحالية".
•تساءل محرر شؤون الشرق الأوسط في صحيفة "ديلي تلغراف" ريتشارد سبنسر عن "الجيش العربي السوري"،وكتب تقريرا نشرته صحيفة "صندي تلغراف" تحت عنوان "أين هم السوريون في الجيش العربي السوري،ويقول الكاتب: "يظهر شريط الفيديو الهجوم على مدينة تدمر، المدينة التاريخية التي استعادها نظام بشار الأسد من تنظيم الدولة، ويظهر فيه رتل من الجنود وهم يتوجهون في وسط الصحراء، وفي الخلفية تعليق جندي قائلا: (رغم وقوع العديد من الضحايا، إلا أنهم يتقدمون للأمام)"،ويشير التقرير إلى أنه مع هروب مقاتلي تنظيم الدولة ودخول الجيش السوري إلى مدينة تدمر، سارع الجميع من النظام الروسي إلى السياسيين البريطانيين المحافظين إلى تهنئة الأسد على إعادة تدمر مرة أخرى إلى المدنية،ويلاحظ الكاتب الدور الروسي في التحضير للهجوم على تدمر، فقد كان هذا التحالف المضاد لتنظيم الدولة، الذي وعد به الروس بداية تدخلهم العسكري العام الماضي، لكنه كان بطيئا في تحقيق المكاسب،ويقول سبنسر إن تحليلا للصور والتقارير الإعلامية السورية والروسية والإيرانية يظهر أن العملية في تدمر قادتها الطائرات الروسية، وأن الجهد البري الأكبر بذله المقاتلون الأفغان، الذين جندتهم إيران، وبمساعدة من المليشيات الشيعية العراقية، مشيرا إلى أن هؤلاء كلهم عملوا تحت إمرة الحرس الثوري الإيراني،وتكشف الصحيفة عن أن الصور القادمة من تدمر تظهر لأول مرة أن القوات الروسية الخاصة لم تشارك فقط في المعركة، لكن شاركت أيضا قوات مرتزقة متصلة بشكل مباشر مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث تكشف صورة وضعها تنظيم الدولة على الإنترنت عن أنواع غير عادية من المتفجرات اليدوية، وحدد نوعيتها فريق من شركة أبحاث التسلح بأنها من نوع "أم آي بي"، وهي قنبلة يدوية روسية تستخدمها القوات الروسية الخاصة،ويلفت التقرير إلى أنه منذ ذلك الوقت، ظهرت تقارير لم يتم نفيها في صحيفة "فونتانكا" الصادرة في سانت بطرسبرغ، حيث قالت إن شركة خاصة للمرتزقة الروس شاركت في الحرب السورية، وسقط بعض أفرادها في المعارك، وقيل إن بعض عناصرها شاركوا في معركة تدمر، مشيرا إلى أن الشركة تعرف باسم "واغنر" ومقرها في بلدة مولكينو، وهي المقر الرئيسي للكتيبة العاشرة من وحدة استخبارات القوات الخاصة، وخسرت الشركة عناصر لها في كل من أوكرانيا وسوريا، وقام الرئيس الروسي بوتين بتكريم أفرادها، رغم تحريم التعهدات الأمنية في روسيا،وتذكر الصحيفة أن الطائرات الروسية قامت بقيادة الهجوم على تدمر، مستدركة بأن الدفع بالقوات جاء بعدما تدفق المقاتلون الإيرانيون، في محاولة أخيرة بعدما توقفت المعركة، حيث إن الجيش السوري استبدل وبشكل كبير من المليشيات الشيعية العراقية وحزب الله ومن الأفغان،ويبين التقرير أن استعادة تدمر تكشف اعتماد نظام الأسد على الإيرانيين بشكل كبير خاصة في حالة قرر بوتين سحب قواته بالكامل من سوريا،ويشير الكاتب إلى أن إيران قد أعلنت الأسبوع الماضي نشر قوات مارينز في سوريا، لافتا إلى أن هذه هي المرة الأولى التي تنشر فيها قوات خارج إيران منذ الثورة الإسلامية، وتجد في هذا تصعيدا كبيرا ويطرح أسئلة فيما إذا كانت إيران تعمل بتنسيق مع بوتين من أجل تمكين الأسد من السيطرة على كامل سوريا، أو أنها تقوم بالرد على إعلانه المفاجئ وقف الغارات الجوية.
وتذكر الصحيفة أن بوتين أعلن عن استعداده لدعم الأسد حتى النهاية ووضع ثقله وراء محادثات جنيف، مستدركة بأن جنرالاته لا يرغبون بالتورط في حرب طويلة في سوريا، ويسخرون ليس فقط من قدرات الجيش السوري، ولكن من حلفاء دمشق الإيرانيين،وتختم "صندي تلغراف" تقريرها بالإشارة إلى قول الدبلوماسي الروسي السابق في إيران نيكولاي كوزانوف: "في الوقت الحالي هناك مصلحة لكل من الروس والإيرانيين بنجاة الأسد"، ويستدرك قائلا: "لكنهم سيركزون على أمور مختلفة عندما يتعلق الأمر بمستقبل سوريا على المدى البعيد، وهناك احتمالية لتصادم المصالح".
•قالت مجلة ناشيونال إنترست الأميركية إن الفرصة الآن مواتية لأميركا للخروج من أزمتها في سوريا، وذلك بدعم المعارضة السورية "المعتدلة"، وإقناعها بضرورة طرد تنظيم الدولة من الأراضي التي يسيطر عليها حاليا قبل التركيز على إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد،وأوضحت في مقال للخبير في شؤون الشرق الأوسط بجامعة جورج تاون روس هاريسون أن استيلاء المعارضة السورية "المعتدلة" على الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم الدولة من شأنه تعزيز الثقة فيها من قبل الشعب السوري، كما سيكون ذلك قابلا للترجمة إلى معارضة أقوى على الأرض لنظام الرئيس السوري، وخلق أفق سياسي للمعارضة والشعب لأول مرة خلال السنوات الخمس الماضية،وقال هاريسون إن المظاهرات التي نظمها السوريون في كثير من المدن عقب بدء الهدنة الحالية تظهر أن أغلب الشعب السوري لا ترى في الأسد ولا في تنظيم الدولة ولا جبهة النصرة مستقبلا لهم، رغم هيمنة الثلاثة على أرض المعارك في الحرب،وأضاف أنه يرى أن الوضع الراهن يوفّر فرصة للولايات المتحدة يجب أن تغتنمها، وهي تعزيز المعارضة المسلحة "المعتدلة" لهزيمة تنظيم الدولة أولا واستخدام ذلك للضغط من أجل انتقال سياسي لبلادهم،وأشار إلى أنه في الوقت الذي دعمت فيه أميركا الأكراد بكثافة في معاركهم ضد تنظيم الدولة، لم تقدم دعما مماثلا للمعارضة السورية "المعتدلة" التي تكافح لتخليص البلاد من قبضة الأسد، مضيفا أن الأكراد لا يستطيعون "تحرير" المناطق السنية من تنظيم الدولة، خاصة الرقة ودير الزور،وأوضح أن دعم المعارضة "المعتدلة" في الحرب ضد تنظيم الدولة سيكذّب ما يروّج له الأسد من أنه هو الجهة الوحيدة لحماية سوريا من الوقوع كلها في قبضة تنظيم الدولة وجبهة النصرة، ويخفف التوتر بين الولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين، خاصة تركيا التي ترى في الأكراد تهديدا لها.
•نطالع في صحيفة الغارديان تقريراً لروبرت أف ورث بعنوان " الجهادي المتردد". وقال كاتب التقرير إنه " عندما التحق أبو علي بتنظيم الدولة الإسلامية، اعتقد أنه ليس هناك أي شيء يخسره، إلا أنه عندما عبر الحدود إلى سوريا، لاحظ بسرعة أنه آخر مكان يود أن يتواجد فيه"،وفي مقابلة أجراها كاتب التقرير مع أبو علي، يقول الأخير إنه وصل إلى سوريا عبر تركيا في منتصف يناير/كانون الثاني عندما كان تنظيم الدولة الإسلامية في أوجه، وبمساعدة عامل نظافة دفع له مبلغ يقدر بـ 75 ليرة سورية، أرشده إلى فجوة في السياج الحدودي، إلا أنه تردد باجتياز رغم أنه قطع مسافة طويلة"،وأضاف كاتب المقال أنه أعطي اسم جديد وحياة جديدة، فأصبح اسمه "أبو علي"، وانه كشأن جميع الجهاديين المنضمين لتنظيم الدولة الإسلامية ،فإن "أراد أن يُخلق من جديد"،وأشار كاتب المقال إلى أنه "التقى أبو علي في قرية عفرة على الحدود التركية - السورية أي بعد ثلاثة شهور على هروبه من تنظيم الدولة الإسلاميةبمساعدة بعض المهربين أسوة ببعض المتعاطفين من الناشطين"،وأردف كاتب المقال أن" التحاق أبو علي بالتنظيم قوبل ببعض الفكاهة، لأن التنظيم اعتاد تهريب المهاجرين إلى الداخل، أما أبو علي ، فقد وصل وحده، كما أنه لم يكن مهيأ للانضمام الفعلي للتظيم"،ويروي أبو علي أنه عندما أسند أحد القادة في تنظيم الدولة الإسلامية مهمة لبس حزام ناسف لتنفيذ مهمة انتحارية، إلا رفض لبسه، قائلاً " لماذا لا تلبسه أنت، فأنت تريد الذهاب إلى الجنة أكثر مني".
•نشرت صحيفة ديلي تلغراف مقالا تتحدث فيه عن التطور الميداني في النزاع السوري، بعد الانتصارات الأخيرة التي حققتها القوات السورية الحكومية والقوات الموالية لها،ويقول كون كوغلين إن الكثيرين كانوا يتوقعون رحيل الرئيس السوري، بشار الأسد، في بداية الانتفاضة السورية عام 2011، وكان حينها يخبئ الأموال في بنما،ولكن الانتصارات التي حققتها قواته في الفترة الأخيرة، تشير إلى أنه متمسك بالسلطة عكس غيره،ويضيف كوغلين أن الصفقة التي توسطت فيها واشنطن وموسكو ودخلت حيز التنفيذ في أواخر فبراير/ شباط تنص على وقف الأعمال العدائية بين القوات الموالية للنظام والمعارضة من غير تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة وهو ما جعل القوات الموالية للحكومة تواصل هجماتها على هذين التنظيمين، إذ لم تكن دمشق ولا روسيا ولا إيران تستهدفهما قبل اتفاق وقف الأعمال العدائية، حسب كاتب المقال، بل كانت تقاتل المعارضة التي يدعمها الغرب،وأشار كاتب المقال إلى مقابلة أجراها الرئيس الأسد في فبراير/ شباط يتعهد فيها باستعادة جميع الأراضي السورية، ويقول إن هذه الطموحات لم تعد بعيدة المنال اليوم،ويرى كوغلين أن قضية رحيل بشار الأسد من الحكم لم تعد في برنامج المحادثات، بينما كانت مطلبا للمعارضة وللدول الغربية من قبل وعليه أصبح عسيرا على المعارضة الوصول إلى هدفها الأساسي وهو تشكيل حكومة انتقالية لا يشارك فيها بشار الأسد،ويقول كاتب المقال أن المعارضة من حقها اتهام حلفاء الغربيين بالخيانة، لأن قدراتها على مواجهة النظام تقهقرت لعدة أسباب أهمها دعم الطيران الروسي، وما دام هذا الدعم متوفرا ليس هناك ما يدعو بشار الأسد للقلق.
•نشرت صحيفة تايمز تقريرا عن مدينة تدمر الأثرية في سوريا بعدما استعادتها القوات الحكومية من تنظيم "الدولة الإسلامية"،وتقول بيل ترو إن المدينة الأثرية لم تتعرض لتدمير كبير مثلما كان يعتقد الكثيرون، ولكنها تركت مزروعة بالألغام،وينقل عن علماء آثار تأكيدهم أن 80 في المئة من معالم المدينة لا تزال قائمة، وهو ما يبدد المخاوف من أن تنظيم "الدولة الإسلامية" يكون دمر تراثا عالميا خلال سيطرته على المدينة مدة 10 أشهر،ويعتقد الخبراءأن أجزاء من المدينة تعرضت للحفريات من قبل عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" بحثا عن الذهب،وأضافت على لسان مأمون عبد الكريم، مدير وكالة الآثار السورية، أن تقييم الوضح بحاجة إلى بعض الوقت، وأن العديد من المواقع تم تلغيمها،وقالت ترو إن تدمر تعرضت للهجوم مرات عديدة خلال النزاع المسلح في سوريا، قود نهبها جنود الجيش الحكومي قبل أن يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية، الذين فجروا تماثيل فيها اعتقادا منهم أنها أصنام تعبد من دون الله،وكانت السلطات السورية نقلت 400 قطعة من التحف والآثار من المدينة قبل سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية عليها، في مايو/ أيار الماضي، و70 في المئة من القطع التي تركت تم تدميرها.
•علّق الكاتب روبرت فيسك بصحيفة إندبندنت على ما وصفه بالمفارقات والمظالم التي لا تزال قائمة واستعداد بعض المراسلين والمصورين للمخاطرة بالإشارة إلى هذه المظالم في أزمة اللاجئين الحالية،وأشار إلى كتاب جديد للصحفي الألماني ولفغانغ باور والمصور التشيكي ستانيسلاف كروبار، بعنوان "عبور البحار: مع السوريين في الخروج إلى أوروبا" واصفا إياه بالقاتم، لكنه يكشف بعمق عملية المتاجرة باللاجئين، وكم الغضب الذي فيه،ويشير الكاتب إلى أن أوروبا لم تفعل شيئا لإنهاء المذابح في سوريا، وأن "معظم الحكومات الأوروبية قالت إن منطقة حظر الطيران والتدخل العسكري ستزيد الوضع سوءا، وهناك مئات الآلاف من الناس أتوا إلينا عبر البحر وعبر البلقان، والآن وزراء داخلية الاتحاد الأوروبي يريدون إغلاق الحدود، ولم يستقيل منهم أحد، بالرغم من غرق الآلاف في البحر المتوسط بعد هذه الأخطاء التي ارتكبوها"،ويضيف الكاتب أن كل أولئك الذين قادت إستراتيجياتهم إلى أكبر كارثة منذ الحرب العالمية الثانية "لا يزالون يضعون إستراتيجيات للشرق الأوسط"،وأشار فيسك في مقاله إلى حديث ولفغانغ عن أهوال هجمات باريس العام الماضي وبروكسل مؤخرا، بأن "وطأتها يتحملها السوريون في كل يوم كئيب يمر عليهم، لكننا لم نهتم أبدا بمعاناة السوريين، وكان اهتمامنا بمعاناتنا نحن فقط". وختم فيسك بقوله "لا عجب أننا نرتدي أقنعة الوجه".
•أشارت مجلة ذا ناشونال إنترست الأميركية إلى الحرب التي تعصف بسوريا منذ سنوات، وقالت إن البلاد التي انزلقت في المستنقع بحاجة لقوات حفظ سلام، بغض النظر عن أي شكل ينتهي به الصراع،فقد نشرت المجلة مقالا اشترك فيه الكاتب مايكل أوهانلون والكاتب سين سيغلار، حيث دعيا فيه المجتمع الدولي للاستعداد لنشر قوات حفظ سلام في سوريا،وأشار الكاتبان إلى أن مثل هذه القوات قد تحسن فرص السلام، وتجعل المجتمع الدولي وأطراف النزاع في سوريا أكثر واقعية بشأن شكل السلام الممكن وبشأن الخطوات اللازمة لإحلاله، بما في ذلك إرسال مساعدات عسكرية للمعارضة السورية،وأضافا أن جميع المتغيرات الحالية في سوريا توحي بأن الصراع في البلاد سيشتعل مرة أخرى، وذلك ما لم يتواجد كيان خارجي تحت رعاية الأمم المتحدة أو حلف شمال الأطلسي (ناتو) وجامعة الدول العربية،وأوضح الكاتبان أن حجم قوات حفظ السلام المطلوبة يعتمد على طبيعة وتصميم التسوية المحتملة، التي قد تكون على شكل نموذج كونفدرالي ومناطق حكم ذاتي، بينما تركز قوات حفظ السلام عملها على المناطق المتداخلة،وقالا إنه بما أن تنظيم الدولة الإسلامية سيبقى يشكل مصدر تهديد حتى بعد أي اتفاق، ولأن المفسدين سيحاولون عرقلة أي اتفاق، فإن هناك حاجة لقوة يكون تعدادها بآلاف الجنود لمكافحة الإرهاب بدعم ومشاركة أميركية،وأشارا إلى أن الولايات المتحدة تحتاج إلى إستراتيجية جديدة تتضمن استعدادها للإسهام بقوات عسكرية كبيرة في فترة ما بعد الحرب بسوريا، وذلك لتحقيق الاستقرار في البلاد وردع أي خطر على أمن المنطقة.
•قال عميل سابق بوكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي.آي.أي)في صحيفة ديلي تلغراف البريطانية إن الرئيس باراك أوباما رفض خططا كثيرة عرضت عليه للإطاحة بنظام الأسد، وكان العميل دوغلاس لوكس ضمن فريق مكلف بإيجاد سبل توضع موضع التنفيذ لما أكده أوباما في أغسطس/آب 2011 من أن "الوقت قد حان لتنحي الرئيس الأسد" وذلك وفقا لمذكرات ينشرها لوكس ،وانتهى الأمر بـ "سي.آي.أي" التي كان على رأسها آنذاك ديفد بترايوس، بإدارة برنامج لتسليح الثوار من "غير الجهاديين" الذين يمثلهم الجيش السوري الحر، لكنها لم تصل أبدا إلى الحجم الذي يتفوق على النظام المدعوم من إيران ومليشيا حزب الله اللبناني،ويقول لوكس إن الأمر كان على هذا النحو لأن الخطط الأكثر تفصيلا التي وضعها ودعمها بترايوس ووزيرة الخارجية (هيلاري كلينتون) ووزير الدفاع (ليون بانيتا) رفضت جميعها من قبل أوباما،وأكد العميل السابق في مقابلة مع قناة "أن.بي.سي" الأميركية "لقد توصلنا إلى خمسين خيارا جيدا، وكانت خطط تشغيلها واضحة المعالم، لكن القيادة السياسية لم تعطنا إشارة البدء في تنفيذ خطة واحدة"،واعتبرت الصحيفة رواية لوكس هي الأكمل حتى الآن في محاولات "سي.آي.أي" ومؤيديها بالإدارة الأميركية للمضي قدما في خطط الإطاحة بالأسد، وذلك تمشيا مع سياسة أوباما الظاهرة،وكان أحد عناصر الخطط المختلفة رشوة أعوان نظام الأسد لدفعه للتنحي. لكن التفاصيل الكاملة لم توضع بالمذكرات التي لابد من فحصها بدقة من قبل "سي.آي.أي" قبل نشرها، وهي القاعدة المتبعة للمسؤولين السابقين بالوكالة.
•قالت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأميركية إن الأيام القليلة الماضية شهدت اشتباكات جديدة في سوريا تهدد بإجهاض اتفاق "وقف الأعمال العدائية" الهش بين الحكومة السورية والمعارضة المسلحة هناك،وأشارت الصحيفة في تقرير لها من بيروت إلى أن هذه الاشتباكات أثارت شكوكا عما إذا كانت دورة جديدة من المحادثات المقرر عقدها نهاية الأسبوع المقبل ستنعقد أم لا.
وذكر التقرير أن جبهة النصرة نفذت هجوما على قرية العيس جنوب غرب حلب على طريق إمدادات يربط بين محافظتي حماة وحلب، مشيرا إلى أن هذه القرية تقع بمكان إستراتيجي يطل على طريق دمشق حمص حلب السريع، وهو من أهم الطرق البرية في البلاد،وأوضحت الصحيفة أن جبهة النصرة غير مشاركة في المحادثات ولا في "اتفاق وقف الأعمال العدائية"، لكن ما يخرق هذا الاتفاق هو أن مجموعات من المعارضة المسلحة -مثل جيش الإسلام والجيش الحر المشاركة في محادثات جنيف والمتحالفة مع جبهة النصرة- أطلقت نيرانا مكثفة من قذائفها فتحت الطريق لمسلحي النصرة للتقدم للاستيلاء على القرية،وأوردت أن هذا الهجوم على القرية جاء بعد أن أغارت قوات النظام السوري الخميس الماضي على دير العصافير التي تسيطر عليها قوات المعارضة بريف دمشق وقتلت 33 شخصا،وأشارت لوس أنجلوس تايمز إلى هجوم المعارضة المسلحة على جبل الأكراد بمحافظة اللاذقية واستعادتها عددا من القرى والبلدات التي فقدتها عقب قصف روسي نهاية العام الماضي،وقالت إن مركز التنسيق الروسي الذي يراقب الالتزام باتفاق وقف الأعمال العدائية ونظيره الأميركي بالعاصمة الأردنية عمان أكدا أن هناك انتهاكات كبيرة للاتفاق.
•أبرزت صحيفة "الشرق" إدانة المملكة ودول العالم كافة للمجزرة التي قام بها النظام السوري في غوطة دمشق الشرقية دير العصافير ، حيث ذهب ضحيتها عشرات الأطفال والمسنين من المواطنين السوريين،واعتبرت المجزرة دليلاً على استمرار هذا النظام في قتل وتهجير الشعب السوري بكافة أطيافه وتنوعاته العرقية والمذهبية،وتابعت قائلة: إن هذه المجزرة تنضم إلى بقية المجازر التي ارتكبها النظام السوري منذ بداية الحرب قبل خمس سنوات حتى يومنا هذا ، حيث يقذف شعبه بالبراميل المتفجرة ، وتارة أخرى عبر القصف الجوي وقذائف الهاون ، مستخدماً أبشع صور القتل،وأوضحت أن المملكة ودول العالم الإسلامي تقف اليوم وقفة واحدة أمام كل هذه المجتمعات مُدِينة لتلك المجازر ، ومطالبة الدول العظمى إنهاء هذا النزاع والدخول في دولة التوافق والتحالف التي تنهي هذه المعركة وتذهب إلى معركة البناء السوري الذي يجب أن يهتم بالمواطن، وإعمار الأرض التي أحرقها النظام السوري وحلفاؤه خلال الخمس سنوات الماضية.
•في جريدة الغد الأردنية يتساءل فهد الخيطان عن قدرة الجيش السوري على الاستمرار في حربه ضد داعش عقب تحرير تدمر، فيقول "ثمة من يعتقد أن النظام السوري يمضي في معركته مع داعش مدفوعا برغبة روسية وليس برغبته، فالقضاء على داعش في هذه المرحلة ربما يجرد النظام السوري من حجة طالما تذرع بها كأولوية على المفاوضات والحل السياسي".
•ينتقد داود البصري في جريدة السياسة الكويتية "تزايد الوحشية المفرطة للنظام السوري أخيراً في ضرب المدنيين ومحاولة قضم المناطق التي تسيطر عليها المعارضة بدعم تعبوي واستراتيجي واضح وصريح من الحليف الروسي والإرهابي الإيراني والجماعات الطائفية، هي تحركات الهدف منها إظهار قوة النظام المتلاشية، ومحاولة يائسة منه للعبور نحو ضفة إعادة التسويق وإعادة عقارب الساعة للوراء".
•ذكرت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية أن الرئيس السوري بشار الأسد يواجه تحديا جديدا، حيث وزعت مجموعة من زعماء الطائفة العلوية التي ينتمي إليها وثيقة تطالب بتغيير في علاقتها بالنظام و"انفصالها" عن قيادته ،وأشارت الصحيفة إلى أن الوثيقة التي يقول معدوها إنه تم تعميمها على عدد كبير من شيوخ الطائفة في سوريا قد تم تهريبها إلى خارج البلاد وسط تكتم شديد. وحصلت الصحيفة وبعض الصحفيين الأوروبيين على نسخة منها،وقال معدو الوثيقة الذين يتحركون بطريقة سرية خوفا على سلامتهم حال عودتهم إلى البلاد إنهم اضطروا لهذا الأمر بسبب الخطر الداهم الذي تواجهه الطائفة الآن على خلفية الخسائر الفادحة بين شباب الطائفة الذين كانوا في طليعة القوات المقاتلة بالجيش والمليشيات المحلية،كما يخشى الكثير من العلويين الثأر الجماعي منهم إذا تمكن "الجهاديون" في النهاية من طرد الأسد، لأنهم يعتبرونهم مرتبطين ارتباطا وثيقا بالنظام والمجازر التي ارتكبها. وأضاف شيوخ الطائفة أنهم أرادوا صياغة علاقة جديدة مع الأغلبية السنية في سوريا وتمكنوا من التواصل مع ممثليهم،وذكرت الصحيفة أن الوثيقة تحاول إعادة تعريف العقيدة الأساسية للعلويين، والتي غالبا ما تعتبر هجينا غامضا من الإسلام الشيعي وتزعم أنها فرع من الإسلام منفصل عن الشيعة والسنة،وتأتي أهمية هذا الأمر لأن دعم النظام من إيران يفسر جزئيا على أساس العلاقات التاريخية بين المذهبين، وتشير الوثيقة إلى ضرورة تخلي الطائفة عن عقدة اضطهادها الأبدية،ومع ذلك تشير الوثيقة ضمنيا إلى النظام بأنه "شمولي"، وتصف الثورة ضده بـ"مبادرة غضب نبيلة"، وتقول إن المستقبل الوحيد لسوريا هو كدولة علمانية وتعددية وديمقراطية،ومما ورد في الوثيقة أن "السلطة السياسية الحاكمة أيا كان من يجسدها- لا تمثلنا ولا تشكل هويتنا". واعتبرت الصحيفة هذا الكلام تصريحا مهما، بالنظر إلى أن هيمنة العلويين في النظام أدت إلى أن أصبح أفراد أسرة الأسد وكبار مسؤوليه مترادفين في أعين العالم،وأضافت الوثيقة "كما أننا -نحن العلويين- لا نبرر هذه الهيمنة أو ندعم سلطتها، فشرعية النظام يمكن اعتبارها فقط وفقا للمعايير الديمقراطية والحقوق الأساسية"،وقال أحد المحللين المختصين في شؤون الطائفة إن الوثيقة قد تكون نقطة تحول، وإنها "قد تشكل أيضا ضربة قاصمة للأسد". وأضاف أن اعتماد النظام المتزايد على إيران وروسيا ربما أثار بعض زعماء الطائفة الذين كانوا يدركون منذ زمن طويل أن النظام عرضهم للخطر باللعب بورقة الطائفية.
•أشارت مجلة فورين أفّيرز الأميركية إلى معاناة الشعب السوري في الحرب المستعرة منذ سنوات، وخاصة ما يعانونه جراء الحصار الذي يفرضه عليهم النظام وأطراف أخرى في النزاع، وقالت إن الأمم المتحدة متورطة مع النظام في حصار بعض المدن السورية،ونشرت المجلة مقالا لـ آني سبارو قالت فيه إن أطراف الصراع في سوريا وأبرزهم النظام الحاكم يستخدمون إستراتيجية محاصرة المدنيين وقطع المواد الغذائية والمستلزمات والوقود عنهم، وإن هذه الأفعال تعتبر بمثابة جرائم حرب،وأشارت الكاتبة إلى أن المكتب الأممي لتنسيق الشؤون الإنسانية في دمشق أبلغ مكتب الأمين العام للأمم المتحدة أواخر العام الماضي أن هناك ما يقرب من 394 ألفا من المدنيين المحاصرين، بينما صرح مركز "مراقبة الحصار" أن عدد المحاصرين داخل المدن يتخطى المليون شخص،وأوضحت أن هذا الاختلاف في عدد المحاصرين ربما ينبع من رغبة مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في البقاء بدمشق، وهو ما يتطلب أن يكون المكتب على علاقة جيدة مع نظام الرئيس بشار الأسد،وأضافت سبارو أنه يمكن ملاحظة تواطؤ المكتب الأممي مع نظام الأسد من خلال التغييرات التي أدخلها مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2016، حيث قام المكتب بمراجعة الحكومة بشأن هذه الخطة، وأن المكتب حذف كل ما يشير إلى "الحصار" ووضع بدلا منها السكان "المحاصرين"،وأوضحت أن المكتب الأممي من فندق "الفصول الأربعة" ذات الخمس نجوم بدمشق قرر تصنيف مناطق في سوريا على أنها "يصعب الوصول إليها" بدلا من "محاصرة". وأضافت أن المرء لا يحتاج إلى السفر بعيدا عن دمشق كي يميز بين منطقة "يصعب الوصول إليها" ومنطقة "محاصرة"،ويحاصر النظام السوري -وفق ما جاء بالمقال- أكثر من تسعمئة ألف إنسان، وخاصة مناطق مثل الغوطة الشرقية ودوما، وأن تنظيم الدولة الإسلامية يحاصر نحو 180 ألفا في دير الزور شرقي البلاد،وأضافت الكاتبة أن المعارضة توصلت مع النظام في سبتمبر/أيلول الماضي لاتفاق يسمح بتمرير المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة، لكن مليشيات حزب الله قامت بعد الاتفاق بأيام بزرع نحو 4500 لغم أرضي غربي بلدة مضايا بريف دمشق الغربي لمنع فقدان النظام لنفوذه أو هروب المدنيين،وأشارت سبارو إلى أن الحزب زرع مطلع العام الجاري نحو خمسة آلاف لغم أرضي على حدود مضايا، وأنه زرع معظم الألغام بطريقة تصعب إزالتها من جانب من ليس لديهم الخبرة، وأن خيار المدنيين في مضايا كان إما الموت البطيء جوعا أو بسبب الأمراض أو الموت سريعا بالألغام،وقالت أيضا إنه مهما تكن الفائدة المرجوة من مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بدمشق، فإن تلاعب الحكومة به يجعله يكون متماشيا مع إستراتيجيات الأسد في الحرب ضد المدنيين،وأشارت الكاتبة إلى أن الوقت قد حان لتجديد الجهود ومواجهة الحصار والألغام الأرضية، في ظل تزايد أعداد السوريين الذين يموتون جوعا أو يصبحون مقعدين.
•قال محلل الشؤون العربية في صحيفة "هآرتس"، تسفي برئيل، في مقال له نشره، الاثنين، إن المفاوضات السياسية حول سوريا "وصلت إلى طريق مسدود"، مضيفا أن "موضوع انهيار وقف إطلاق النار بات مسألة وقت"، متوقعا في حال وقوع ذلك عودة روسية إلى الأراضي السورية،وأوضح برئيل في مقال تحت عنوان "تجدد إطلاق النار وانهيار الهدنة في سوريا"،و أن الأيام الأخيرة لم تبشر بخير حول مستقبل وقف إطلاق النار في سوريا، كاشفا أن دمشق وواشنطن وموسكو بدأتا بعدّ الأيام، إن لم يكن الساعات، حتى انهيار وقف إطلاق النار الجزئي،ولفت إلى أن الهدف الآن بالنسبة لهم هو الحفاظ على وقف إطلاق النار، على الأقل حتى الجولة المقبلة من المفاوضات السياسية في جنيف، التي يتوقع أن تتم في 9 نيسان/ أبريل المقبل،ولكنه أشار إلى أن المناطق السورية شهدت استمرار الاشتباكات في أغلب الجبهات، إذ شهدت حلب تقدما لجبهة النصرة وتنظيمات أخرى، إلى جانب مقتل عدد من جيش النظام السوري، والمليشيات الداعمة له، واستمرار طائرات النظام بقصفها دمشق، ما أدى إلى مقتل العديد من المدنيين، بالإضافة إلى استمرار المعارك بين المعارضة وجيش النظام في درعا،ولكن برئيل يرى في الوقت ذاته أن بعض المعارك مثل قصف قريتين والمناوشات مع جبهة النصرة في تل العيس تعدّ "شرعية"، معللا ذلك بالقول إن "داعش وجبهة النصرة لم يشملا في اتفاق وقف إطلاق النار. لكن المشكلة هي أن قوات جبهة النصرة متداخلة مع قوات مليشيات أخرى، مثل أحرار الشام وجيش الإسلام، اللذين انضما للاتفاق"،ولفت إلى أن المعارضة مصرة على أن جيش النظام السوري يستغل قصف جبهة النصرة وداعش من أجل الهجوم على جماعات أخرى مسلحة محسوبة على المعارضة. أما ممثلو النظام فيزعمون أن المعارضة هي التي تخل بالتهدئة،وعن المفاوضات المحتملة قال برئيل إنه "ليس مضمونا أن يرسل الأسد مبعوثيه. وقال في مقابلة مع وكالة روسية للأنباء إنه لا يرى أي مشكلة في إقامة سريعة لحكومة انتقالية، يشارك فيها جميع ممثلي المعارضة"،وأشار إلى أن الأسد يعتقد أيضا أنه يمكن صياغة دستور جديد خلال أسابيع، إلا أن المعارضة السياسية والعسكرية تتمسك بمواقفها بعدم إقامة حكومة انتقالية يكون للأسد فيها دور مركزي،ونقل المحلل الإسرائيلي عن المتحدث باسم المجلس الأعلى للمفاوضات، الذي يمثل معظم الجماعات السورية الكبيرة المقاتلة ضد النظام في جنيف، قوله في نهاية الأسبوع، إنه غير متفائل لأنه "لا يرى أن الأطراف، ولا سيما الولايات المتحدة، تريد التوصل إلى حل سياسي"،وتشتكي المعارضة السورية من غياب الشفافية، وإخفاء المعلومات عنها، في كل ما يتعلق بالحوار بين روسيا والولايات المتحدة،وقال برئيل إن هذا الأمر قد يستمر لسنوات طويلة، وهذا التوقع المتشائم يوجد لدى الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، إذ تُعلق الآمال على حل من إنتاج روسي،وأضاف: "إلى حين توصل روسيا والولايات المتحدة إلى تفاهم حول مستقبل الحكومة الانتقالية، فإن مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي مستورا، يستمر في توزيع التفاؤل الحذر، وليس واضحا ما هو مصدره"،لكن برئيل ذهب إلى أن دي مستورا نفسه ليس على يقين من أنه يمكنه جمع الأطراف في التاسع من نيسان/ أبريل. وهو يعترف بأنه لا يملك الأدوات من أجل إلزامهم بالتفاوض، أو إرسال قافلات المساعدة الإنسانية للمواطنين، في المناطق المحاصرة،وأضاف أن النظام السوري قد يتوصل دون خطة واضحة أو صيغة متفق عليها لاستمرار المفاوضات السياسية، إلى استنتاج أنه لا حاجة إلى استمرار وقف إطلاق النار الذي لا يؤدي إلى الحل السياسي،وقال: "إذا كان هذا هو الاستنتاج فإن المعارك قد تتجدد على جميع الجبهات. ومن هنا، فإن الطريق قصيرة للتدخل الروسي الجديد في سوريا، وتأجيل الصراع المشترك ضد داعش"، مضيفا أنه في المقابل، فإن استئناف المعارك لا يشكل ضمانة للحل السياسي.
•نشرت صحيفة "الشرق" صباح اليوم تحت عنوان (مجزرة دير العصافير)ولايمكن فصل مجزرة دير العصافير التي ارتكبها طيران بشار الأسد الخميس والجمعة الماضيين عن سياق النهج العسكري والسياسي لهذا النظام المجرم. منذ بدأت الهدنة الأخيرة في الـ 27 من فبراير الماضي بتوافق دولي؛ تصرُّ قوات النظام على انتهاكها بصفة دائمة.ونتيجةً لذلك يرتفع عدد الضحايا من المدنيين. حدث ذلك في عددٍ من المواقع التي ليس للتنظيمات الإرهابية، «داعش» و«النصرة»، وجودٌ فيها. وآخر هذه المواقع بلدة دير العصافير القريبة من دمشق،وأوضحت: طيران الأسد شنَّ غارات مكثفة على البلدة التي تؤوي 2700 أسرة يوم الخميس الماضي. كان القصف إجرامياً واستهدف المدنيين وموقعاً للدفاع المدني ومركزاً طبياً. وأظهرت صور مدنيين وهم غارقون في دمائهم وأناساً يدفنون ذويهم،وعبرت: هذه المجزرة البشعة تؤكِّد مُجدَّداً أنه لا نية لدى الأسد في الحل السياسي، فهو يواصل قصف المدنيين بالمقاتلات والمدفعية وينتهك الهدنة المدعومة من قِبَل المجتمع الدولي، فضلاً عن عدم إبدائه الجدية اللازمة في مسار المحادثات في جنيف، فوفده يماطل ويرفض إلى الآن الدخول في صلب الموضوع وهو الانتقال السياسي،وعرجت: المحادثات ينبغي أن تلتزم بأمرٍ واحدٍ أكدت عليه المعارضة مراراً وهو تشكيل هيئة حكم انتقالية تحظى بصلاحيات كاملة ولا مكان فيها للأسد وأعوانه.
•أشارت ذي أتلانتك الأميركية إلى الحرب التي تعصف بـ سوريا منذ سنوات، وقالت إنه لا يبدو أن نهاية هذه الحرب الكارثية تلوح في الأفق،في هذا الإطار نشرت المجلة مقالا لـ دومينيك تيرني تساءل فيه عن إمكانية انتهاء الحرب، في ظل وقف إطلاق النار الجزئي ومحادثات السلام الجارية في جنيف،وقال الكاتب إن القوى العظمى تمتلك المفتاح لصفقة يكون من شأنها وضع حد للحرب، ولكن هناك عقبات تحول دون التوصل لاتفاق نهائي، وهناك احتمالات كبيرة للعودة إلى حرب غير مقيدة،وأضاف تيرني أن فرص السلام بسوريا لا تزال ضئيلة، وأنه ليس من الصعب معرفة السبب وراء ذلك: فكيف يفترض بمجموعات تتقاتل منذ سنوات أن تضع أسلحتها جانبا وتحكم معا،وأشار إلى أن مفاوضات جنيف تبدو غير مجدية وأنه من السهل أن تتبدد الآمال في التوصل لاتفاق عن طريق التفاوض، وذلك لأن طلبات كل الأطراف تبدو مستحيلة، ولأن الحكومة السورية ترفض حتى التحدث بشكل مباشر مع المعارضة،وأوضح الكاتب أن المجتمع الدولي قد يكون بصدد الانتهاء من المرحلة الأولى من الحرب التي سعت فيها جميع الأطراف لتحقيق نصر حاسم، وأن التركيز في المرحلة القادمة سينصب على كيفية مواجهة كل من تنظيم الدولة وجبهة النصرة،وأشار إلى أن العالم قد يلحظ بدايات اتفاق رسمي لانتقال السلطة السياسية وربما لعزل الرئيس بشار الأسد، وبالتالي احتمال استقرار الأوضاع في سوريا.
•نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية رسالة من مهاجرة سورية إلى الاتحاد الأوروبي مفعمة بالمشاعر الجياشة باللغة العربية مصحوبة بترجمة بالإنجليزية، وروت المهاجرة التي اكتفت الصحيفة بنشر اسمها الأول وهو ليلى، نزولا عند رغبتها قصة هروبها هي وأسرتها من موطنها بمدينة الحسكة شمال شرقي سوريا، وما واجهوه من صعاب حتى وصلوا عبر تركيا إلى مخيم إيدوميني اليوناني على الحدود مع مقدونيا،وقالت ليلى (39 عاما) إنها كردية من الحسكة، فرت هي وعائلتها من هناك عندما دخل تنظيم الدولة الإسلامية المدينة التي كانت "تعيش تحت رحمة القوات الكردية حياة صعبة جدا"،وأردفت قائلة إنهم هربوا من الحرب في بلدهم، لكن الاتحاد الأوروبي يشن عليهم الآن "حربا نفسية" عبر شائعات بأنه سيُسمح لهم بدخول أوروبا ثم سرعان ما ينبري القادة الأوروبيون بقتل ذلك الأمل،وأشارت المهاجرة السورية برسالتها إلى أن لها ستة إخوة وأخوات يقيمون بألمانيا وتريد أن تلتحق بهم، مضيفة أن الاتحاد الأوروبي يريد أن يبقيهم منفصلين بتوزيعهم بين بلدانه،وقالت أيضا "في بلدنا رفضنا أن يُفصل بيننا. هل سنقبل بذلك هنا؟ الجميع في إيدوميني لا يريدون سوى أن يلتحقوا بعوائلهم، وإلا لما جازفوا بهذه الرحلة الحافلة بالمخاطر من أجل لم شملهم بعوائلهم"،وفي لهجة مستعطفة قالت ليلى وهي مصففة شعر "أريد من جميع القادة بأوروبا أن يسمعوني: إذا كان أي منهم يوافق على الانفصال عن ابنه أو أخيه أو أخته أو أبناء وبنات أعمامه وأخواله، فسأفعل الشيء ذاته".
•نشرت صحيفة "سلايت" الفرنسية؛ تقريرا حول مساندة برلمانيين فرنسيين لبشار الأسد، والسعي لإعادة العلاقات الدبلوماسية معه الأسد، ضمن نسق جديد من التحالفات،وتحدثت الصحيفة عن تواصل بث هذه "المسرحية" الفرنسية حتّى يوم عيد الفصح، حيث توجّه جمعٌ من البرلمانيين إلى دمشق للاحتفال مع الأسد،وقالت الصحيفة إن إعجاب فرنسا والعديد من الدول الأوروبية، بالسياسة التي ينتهجها بشار الأسد في الشرق الأوسط يبدو واضحا،وكان رئيس لجنة الصداقة الفرنسية السورية في البرلمان الفرنسي، النائب الاشتراكي جيرار بابت الذي كان من ضمن الوفد البرلماني الذي قام بزيارة دمشق، قد قال في شباط/ فبراير 2015، إنه "يطمح إلى إعادة بناء علاقات جديدة مع الدولة السورية"، لكنه لم يذكر اسم بشار الأسد في حديثه،وفي المقابل كان رئيس الوزراء الفرنسي السابق مانويل فالس يصف بشار الأسد بـ"الجزار"،واعتبرت الصحيفة أن التقرب من بشار الأسد خطأ فادح يرتكبه العديد من النواب الفرنسيين. واعتبر الرئيس السابق نيكولا ساركوزي؛ أن المبادرة البرلمانية التي قام بها تييري مارياني وجناح "المهرجين" الذي يتبعه، هي مبادرة لأقلية تعارض السياسة الرسمية لفرنسا،وأضافت أن النائب فاليري ديبور أثناء رثائه لانهيار العلاقات مع نظام الأسد في جلسة برلمانية، طرح مسألة إعادة تنظيم التحالفات الفرنسية السورية، التي اعتبر أنها تعبير عن الآراء السائدة في بعض الأوساط السياسية والفكرية.
وذكرت الصحيفة أن هذه الوفود السياسية تعارض مدرسة كاملة من الدبلوماسيين والباحثين، الذين وضعوا آمالهم في الاحتجاجات المعارضة في سوريا وفي "الربيع العربي"،وقطعت العلاقات الدبلوماسية مع النظام السوري في عام 2012، بعد قرار فرنسا بإغلاق سفارتها في دمشق احتجاجا على قمع النظام ضد المتظاهرين السلميين. ومنذ ذلك الحين تشدد فرنسا على رحيل الأسد.
وأشارت الصحيفة إلى المنتقدين لقرار قطع العلاقات مع النظام السوري؛ يرون أنه سيعرقل عملية التعاون الوثيق بين أجهزة الاستخبارات في البلدين، لا سيما لتبادل المعلومات بشأن "الإرهابيين"،وقالت الصحيفة إن المجموعة المؤيدة للأسد هم أنفسهم من نددوا بالعقوبات التي فُرضت على روسيا، بعد ضم شبه جزيرة القرم، وهم يرون في بوتين حليفا في محاربة الإرهاب وتنظيم الدولة، حيث أشادوا بالقصف الروسي في سوريا، الذي ساعد أخيرا؛ قوات النظام السوري، ومعها الحرس الثوري الإيراني وحزب الله والمليشيات الشيعية، في استعادة تدمر من يد تنظيم الدولة،لكن الصحيفة رأت أن هذا التوجه لليمين المؤيد للأسد لن يصمد طويلا، وسيكتشفون أنهم حالمون. فهم يتحدثون عن فشل الاسترتيجية الغربية التي تديرها أمريكا، ويدعون بدلا من ذلك للتحالف مع روسيا والأسد. ويقولون أيضا إن بشار الأسد ربما لا يكون حملا وديعا، لكنه "يمثل الدولة السورية".
•نشرت صحيفة “ناشيونال إنتيريست” الأمريكية مقالاً تحليلياً للكاتب نيكولاي باكوموف، قال فيه إن قرار الانسحاب العسكري الروسي من سوريا ما هو إلا تحقيق للمصالح الروسية بالتعاون والتنسيق مع دول في الشرق الأوسط والجهات الإقليمية الفاعلة الرئيسية،ويشير الكاتب إلى أنه ومنذ انطلاق الحملة الروسية في سوريا منذ أكثر من خمسة أشهر حدثت أمور غير متوقعة، فرغم التقارب الروسي الإيراني الذي بات معروفاً للجميع، ورغم الدعم الروسي لنظام بشار الأسد، فإن ذلك لم يمنع روسيا من إقامة علاقات مع الأكراد السوريين، تلك العلاقات التي تحسنت بشكل ملحوظ، يفهم فيها كل طرف دوافع الطرف الآخر واستعداده للمساومة وعقد الصفقات،ويوضح الكاتب بأن نهج روسيا “يهدف إلى تحقيق المصالح، بالاحتفاظ بالعديد من قنوات الاتصال المفتوحة دولياً، فعلى سبيل المثال يمكن للمرء أن يفترض أن المملكة العربية السعودية هي بعيدة جداً عن دعم الرئيس الأسد أو تصرفات روسيا في مساعدته، ولكن الرئيس بوتين والملك سلمان يبحثان الوضع في سوريا، ووفقاً للكرملين، يمكن للبلدين أن يضعا خلافاتهم جانباً، كما أن الملك سلمان أعرب عن استعداده للعمل مع روسيا لتنفيذ خطة وقف إطلاق النار، وهي خطوة قد تتطلب انسحاب القوات الروسية والتي سوف تساعد الجهود الدبلوماسية بشكل أكبر”،ويلفت الكاتب إلى أنه من السابق لأوانه إعلان الخاسرين والفائزين في الحرب في سوريا، وأن منطقة الشرق الأوسط لا تزال مكاناً مضطرباً وخطيراً، لكن قوة وتوقيت الإعلان عن انسحاب القوات الروسية، أظهرت روسيا مرة أخرى كقوة فاعلة في المنطقة.
•كتبت صحيفة "اليوم" عن أزمة اللاجئين السوريين، فتساءلت: ما الذي يعمله التضامن الدولي مع أزمة اللاجئين السورين، غير دعوات للاستيعاب، وزيادة في الاعداد في الدول المستضيفة، وزيادة في المعاناة والموت، والاتهامات غير البريئة لهم بالإرهاب،وهل هذه مهمة الامم المتحدة بعدما فقدت دورها كمنظمة مسؤولة في الدفاع عن حقوق الشعوب، وحقوق المظلومين والمشردين،ورأت أن الحل لن يكون بفتح المخيمات لاستقبال الشعب السوري، وترك الأسد وميليشياته يعملون على تفريغها من المواطنين، واثارة الدول الغربية بأنها ستدفع الثمن غالياً ما لم تعترف به حاكماً لسوريا، رغم المجازر التي ارتكبت وترتكب كل يوم،وتابعت قائلة: إن الحل الحقيقي في أن تحترم دول المجتمع الدولي ارادة السوريين، وأن تحترم مفقوديه ومشرديه وقتلاه الذين تاهوا في العراء والرفض والذين تاهوا في عرض الدنيا وطولها، بلا مأوى وبلا مستقبل، وأن يقال للأسد كفى إرهاباً واستخداماً ومتاجرة بدماء السوريين.
•نقل موقع "أن آر جي" عن جنرال إسرائيلي كبير في سلاح الجو -رفض كشف هويته- أن الروس لم يقوموا بانسحاب حقيقي كامل من سوريا، بل أعادوا انتشارهم التكتيكي هناك، مشيرا إلى أن عدد الطائرات المروحية القتالية التي تركتها موسكو ما زال جوهريا، كما حلت طائرات هجومية روسية جديدة في المنطقة بدل تلك التي عادت إلى روسيا،وأوضح أن إنهاء الوجود الروسي في المنطقة سيأخذ وقتا طويلا، وسيتخلله نشر دائم لمنظومات دفاعية جوية من الطرز الأكثر تقدما، من بينها "أس400" التي وضعت حاليا للدفاع عن الأجواء السورية قرب حدود تركيا، ومن الواضح أنها وضعت لتبقى،واستبعد الجنرال الإسرائيلي أن تقدم المنظومات الدفاعية الروسية مساعدات أمنية لحزب الله وإيران في مواجهة إسرائيل، لأنها مخصصة لمنع أي مواجهات مستقبلية مع تركيا،وختم بالقول إن التقييم الإسرائيلي للوجود الإيراني في سوريا أنه يعود للخلف، فقد أعادت إيران إلى حدودها عددا جوهريا من قواتها، واستبدلت بهم أعدادا محددة من عناصر الحرس الثوري، ورأى أنه في حالة استمرار النزاع السوري فقد يقرر الإيرانيون أنه لا فائدة من التورط أكثر في المستنقع السوري رغم رغبتهم القائمة حاليا بمد نفوذهم هناك وتوسيعه، وفق قوله.
•أعلن موقع إخباري إسرائيلي أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو سيلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو الشهر المقبل لبحث الملف السوري، بينما قلل مصدر عسكري إسرائيلي من أهمية الانسحاب الروسي "المحدود" من سوريا، معتبرا أن قواتها هناك ما زالت فاعلة،وقال مراسل موقع ويللا الإخباري عومري نحمياس إن نتنياهو سوف يسافر إلى موسكو للقاء بوتين في الـ21 من أبريل/نيسان القادم، في زيارة تستمر يوما واحدا فقط، بناء على طلب الأخير للتباحث في الملف السوري،وكان نتنياهو وبوتين قد اجتمعا في سبتمبر/أيلول الماضي واتفقا على إقامة جهاز تنسيق أمني عملياتي لسلاحي الجو في بلادهما داخل الأراضي السورية، وجاء ذلك اللقاء قبل عشرة أيام من التدخل العسكري الروسي هناك، كما التقيا في قمة المناخ بباريس في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وتحدثا هاتفيا أواخر الشهر الماضي مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا حيز التنفيذ.
•كتبت صحيفة "اليوم"السعودية عن أزمة اللاجئين السوريين وتساءلت: ما الذي يعمله التضامن الدولي مع أزمة اللاجئين السورين ، غير دعوات للاستيعاب ، وزيادة في الاعداد في الدول المستضيفة ، وزيادة في المعاناة والموت ، والاتهامات غير البريئة لهم بالإرهاب؟ وهل هذه مهمة الامم المتحدة ، بعدما فقدت دورها كمنظمة مسؤولة في الدفاع عن حقوق الشعوب، وحقوق المظلومين والمشردين،ورأت أن الحل لن يكون بفتح المخيمات لاستقبال الشعب السوري ، وترك الأسد وميليشياته يعملون على تفريغها من المواطنين ، واثارة الدول الغربية بأنها ستدفع الثمن غالياً ما لم تعترف به حاكماً لسوريا ، رغم المجازر التي ارتكبت وترتكب كل يوم،وتابعت قائلة: إن الحل الحقيقي في أن تحترم دول المجتمع الدولي ارادة السوريين ، وأن تحترم مفقوديه ومشرديه وقتلاه الذين تاهوا في العراء والرفض والذين تاهوا في عرض الدنيا وطولها ، بلا مأوى ، وبلا مستقبل ، وأن يقال للأسد كفى إرهاباً واستخداماً ومتاجرة بدماء السوريين.
•يؤكد نصري الصايغ في صحيفة السفير اللبنانية: "اثنان فازا في سوريا: بوتين، عبر تدخّله العسكري الحاسم، وأوباما الذي رفض التدخل العسكري في سوريا. الخسارة حصة الباقين جميعاً".
•ينتقد فريد أحمد حسن في جريدة الوطن البحرينية الأسد لثنائه على الدور الذي تلعبه روسيا وإيران وحزب الله في بلاده، مؤكداً أنه يريد إعطائهم نصيباً من "الكعكة السورية"،ويضيف حسن: "القصة هي أن روسيا وإيران وحزب الله لا يريدون تقاسم الكعكة السورية فقط، ولكن تقاسم كعكات أخرى أيضاً، ولأن دولاً أخرى منها الولايات المتحدة لن تقبل بمثل هذا الأمر، لذا فإن مشكلات كل دول المنطقة تتعقد يوماً بعد يوم ويبدو فيها الحل صعب المنال".
•يلفت ماهر ابو طير في جريدة الدستور الأردنية النظر إلى مطالبات الرئيس الأمريكي باراك أوباما المتكررة للأسد بالرحيل، قائلاً "ها هو الرئيس اوباما يستعد للرحيل فيما الأسد باق، حتى الآن، وجملة اوباما الشهيرة 'على الاسد أن يرحل' تبخرت في الهواء، فقد رحل هو"،ويضيف ابو طير: "يرحل اوباما وما يزال الأسد في السلطة، وبينهما خربت سوريا، وارتاحت اسرائيل. هذه هي الخلاصة".
•شنت صحيفة المستقبل اللبنانية في افتتاحيتها هجوماً حاداً على تصريحات الأسد، مؤكدةً أن الرئيس السوري "بات غارقاً مستغرقاً في حالة انفصام جذري عن الواقع بلغت قمتها وذروتها بالأمس مع اعتباره أنّ العقوبات الغربية على سوريا تقف وراء هجرة ونزوح السوريين"،وتمضي الصحيفة في توجيه سهام النقد للأسد حيث تقول: "يسوّل له انفصامه عناء التحايل والالتفاف على هيئة الحكم الانتقالي متفاصحاً بحلول سياسية للأزمة السورية ! وهو يجسد بشخصه ونظامه لبّ هذه الأزمة وجوهر نشأتها وأسس إطالة عمرها... مجرم كيماوي كبشار الأسد يحاضر بالعفة منصّباً نفسه كأحد أركان 'الوحدة السورية'، وهي لن تكون إلا برحيله القادم لا محالة".
•نشرت صحيفة "بيلد" الألمانية تقريرا على أثر استعادة قوات النظام السوري لمدينة تدمر، ذكّرت فيه بأن بشار الأسد كان منذ عام تقريبا على وشك الانهيار؛ لولا تدخل القوات الروسية والمليشيات الشيعية، واعتبرت أنه يبقى غير مؤهل لحكم سوريا لأنه المتسبب بالدمار والمجازر التي شهدتها البلاد،وقالت الصحيفة إن الأسد كان في وقت سابق جاثيا على ركبتيه، لولا تدخل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإعطائه جرعة من الحياة، حيث مكن تدخل روسيا؛ الأسد من استعادة توازنه، بعدما منحت القوات الروسية قوات النظام السوري جرعة من الأكسجين، ومكنتها من تحقيق بعض المكاسب التي تكتسي أبعادا رمزية أكثر منها استراتيجية، على غرار تمكنها من إخراج تنظيم الدولة بشكل كامل من مدينة تدمر الأثرية،وتساءلت الصحيفة حول ما إذا كان الوقت قد حان لإيقاف بشار الأسد، خاصة أنه خلال خمس سنوات من الحرب كان المسؤول الأول عن معظم الدمار الذي لحق بسوريا، وعن هجمات البراميل المتفجرة التي تعرض لها المدنيون، والغارات الجوية العشوائية التي استهدفت المناطق السكنية والمستشفيات، وهو ما أدى لوقوع أكثر من 250 ألف قتيل، بالإضافة إلى جريمة استخدام الغازات السامة ضد المدنيين،وانتقدت الصحيفة كل من يعتبر أن الأسد يمكن أن يكون جزءا من الحل، وأشارت إلى أن "الديكتاتور السوري" لا يسيطر على أكثر من ثلث البلاد، بالرغم من دعم روسيا وإيران والمليشيات الشيعية.
واعتبرت الصحيفة أن كل ما فعله بشار الأسد خلال السنوات الخمس الماضية هو شن حرب بلا هوادة ضد شعبه؛ لأنه غير قادر على استعادة مناطق هامة في البلاد، فمدينة الرقة الواقعة في شمال سوريا لا تزال منذ ثلاث سنوات تخضع لسيطرة تنظيم الدولة، الذي أعلنها عاصمة له، وهي تضم 200 ألف نسمة يعيشون حاليا تحت رعب هذا التنظيم،أما حلب التي كانت سابقا العاصمة الاقتصادية لسوريا، فهي تشهد منذ منتصف سنة 2012 مواجهات بين عدة أطراف، وحتى الغارات الجوية الروسية المكثفة لم تمكن قوات الأسد من تحقيق إنجازات واضحة أو السيطرة على كامل المدينة، التي لا تزال فصائل المعارضة تسيطر على أغلب أجزائها،وأضافت الصحيفة أن منطقة السخنة الواقعة في محافظة حمص، لا تزال تحت سيطرة تنظيم الدولة منذ سنة، بالرغم من أنها تكتسي أهمية بالغة، حيث إنها تقع في موقع استراتيجي على الطريق بين دير الزور وتدمر،ونقلت الصحيفة عن الباحث في جامعة "كينغز كوليج" في لندن، بيتر نيومان، ، قوله: "إن أغلب المتابعين للشأن السوري مقتنعون بأنه لا مستقبل لهذا البلد في ظل حكم بشار الأسد، حيث إن رأس النظام السوري لم يكن باستطاعته كسب الحرب الدائرة، ولذلك فإنه من الأفضل إرسال قوات برية من تركيا والمملكة السعودية لحسم المعارك"،ورأت الصحيفة أن تمسك الأسد بالسلطة يشكل عقبة كبيرة أمام التوصل لاتفاق بين الفرقاء السوريين، حيث إن المفاوضات السورية تعطلت في منتصف شهر آذار/ مارس الماضي، بسبب الاختلاف حول مصير بشار الأسد،وتعتبر فصائل المعارضة أن هذا الديكتاتور الذي استعمل الغازات السامة ضد شعبه وتسبب بتهجير ملايين الناس، لا يمكن التفاوض معه، ولذلك هم يقولون بكل وضوح إنه لا مستقبل لسوريا مع بشار الأسد. أما ممثلو النظام فإنهم يتمسكون ببقائه في السلطة بأي ثمن، وقد جاءت استعادة مدينة تدمر في الأيام الأخيرة لتمثل ورقة جديدة يستعملونها للتباهي بقوة النظام،وفي الختام قالت الصحيفة إن الشيء الأكيد في الوقت الحاضر؛ هو أن دولة سوريا التي كانت موجودة قبل الحرب لن تعود إلى سالف عهدها أبدا، حيث يشير أغلب الخبراء إلى أن نهاية الحرب ستشهد انقسام البلاد إلى أجزاء،ونقلت في هذا السياق عن بيتر نيومان قوله: "إن سوريا سوف تنقسم في المستقبل القريب إلى عدة مناطق ذات حكم ذاتي، تجمع بينها دولة مركزية تكون ضعيفة وتلعب دورا هامشيا، على غرار ما حدث في البوسنة".
•نشر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني تقريرا اعتبر فيه أن نظام الأسد رغم استعادته مدينة تدمر الأثرية ونجاحه في الظهور بمظهر المحارب للإرهاب، فإنه ما يزال يعاني من تبعية كاملة لدعم القوى الأجنبية، وارتهان مصيره للقرار الروسي،وقال الموقع إن العالم شعر بالارتياح بعد أن استعاد النظام السوري مدينة تدمر الأثرية من سيطرة تنظيم الدولة. وبعد أن ظلت الآثار الهامة التي تحتويها هذه المنطقة تحت خطر التدمير من قبل مقاتلي التنظيم، باتت الآن بين "أياد آمنة"، باعتبار أن نظام الأسد لن يفوت الفرصة للتباهي بكونه الحامي للآثار والتراث الإنساني،لكن التقرير أشار في المقابل إلى أن سيطرة النظام السوري على هذه المدينة لا يمثل خبرا سعيدا بالنسبة للسكان المحليين، وفي هذا السياق يقول محمد الخطيب المتحدث باسم فصائل المعارضة في تدمر، "إن المدينة لم يتم تحريرها، بل هي فقط انتقلت من دكتاتورية إلى دكتاتورية أخرى ومن سيطرة عدو إلى سيطرة عدو آخر"،وذكر التقرير أن استعادة بشار الأسد لتدمر تثير بعض المسائل الهامة، حيث إن نجاحه بمساعدة حلفائه في تحقيق بعض الانتصارات يحيي أطماعه في الانتصار على فصائل المعارضة واستعادة المناطق التي خسرها، وهو ما يعني أنه لن يكون مهتما بمفاوضات السلام وإنهاء الصراع الدائر،ونقل التقرير في هذا السياق رأي المحلل السياسي شارلز ليستر، الذي قال في تغريدة على تويتر: "بشار الأسد كان وما يزال غير معني بمفاوضات جنيف وعملية نقل السلطة، والآن يأتي انتصاره في تدمر ليعمق من شعوره بأنه غير مجبر على مناقشة أي انتقال سياسي"،وأضاف التقرير أن هذه التطورات الأخيرة تساعد بشار الأسد أيضا على الظهور أمام العالم بمظهر المحارب للإرهاب، وهو ما شجع بعض المسئولين في الدول الغربية على تغيير مواقفهم تجاهه، والتلويح بإمكانية القبول ببقائه في السلطة كحل لمواجهة خطر تنظيم الدولة، على غرار وزير الخارجية الإسباني خوسي مانويل، الذي قال إن الأسد "أهون الشرّين"، ونظيره البريطاني فيليب هاموند الذي دعا للإبقاء عليه في السلطة في المرحلة الانتقالية،وأشار التقرير إلى أن بشار الأسد رغم تزايد ثقته بنفسه بعد استعادة تدمر، فإنه لا يمكنه أن يخفي بعض الحقائق المحرجة بالنسبة له، حيث أظهرت المعارك الأخيرة مرة أخرى درجة اعتماد قوات النظام على الدعم الروسي خلال ستة أشهر الأخيرة، التي دونها لم يكن ممكنا تحقيق أي نجاحات،كما ذكر التقرير أن روسيا التي تدرك جيدا حجم تبعية الأسد لها، تمارس عليه ضغوطا حتى يلتزم بما اتفقت عليه مع الولايات المتحدة، حيث قامت موسكو في بداية هذا الشهر بالإعلان عن سحب جزئي لقواتها المتمركزة في سوريا، وهو ما اعتبره المراقبون طريقة للضغط على الأسد؛ حتى ينخرط جديا في المحادثات مع المعارضة، وحتى يكون واضحا بالنسبة له أن روسيا هي المتحكم الحقيقي في خيوط اللعبة،ونقل التقرير في هذا السياق عن المحلل السوري الذي يستخدم اسم إدوارد دارك، قوله: "الروس قاموا بعملية ليّ ذراع لبشار الأسد؛ لإجباره على الالتزام بالقواعد التي تم تحديدها، حيث هددوه بوقف دعمهم له، كما أن الولايات المتحدة أيضا قامت بالأمر ذاته مع بعض فصائل المعارضة، وطالبتها بالالتزام بالتهدئة"،كما نقل التقرير عن حسن حسن الباحث في معهد "شاتام هاوس"، قوله إن "نظام الأسد ما يزال غير قادر على استعادة مدينة الرقة، إلا إذا أرسلت إيران المزيد من مليشياتها المسلحة، وصمدت الهدنة مع المعارضة بشكل يجعل الأسد مطمئنا إلى أنه يستطيع تسخير قدراته لمدة شهر لاستعادة هذه المدينة"،وأضاف حسن حسن: "سيطرة النظام على مدينة تدمر واستعادته ثقته بنفسه وتباهيه بوقوفه ضد تنظيم الدولة، هي مفارقات تدعو للسخرية، بالنظر إلى أن المعارضة كانت في السابق الطرف الأقدر على طرد مقاتلي هذا التنظيم من عدة مناطق في سوريا في سنة 2014". كما اعتبر أن "المعارضة عندما كانت تقاتل تنظيم الدولة، كانت تقوم بذلك بشكل عفوي، على عكس التمثيلية التي تدور الآن".
•قالت واشنطن بوست إن قوات برية روسية ساهمت بشكل فعّال في استعادة مدينة تدمر من تنظيم الدولة الإسلامية إلى جانب قوات النظام السوري والمليشيات الإيرانية ومليشيا حزب الله اللبناني،وأوضحت الصحيفة أن وجود القوات البرية الروسية في أرض المعارك السورية ليس جديدا، مضيفة أنه ومنذ وصولهم إلى سوريا في سبتمبر/أيلول الماضي استخدم الروس مشاة الأسطول لحماية ميناء طرطوس ومحيط أحد المطارات في اللاذقية، لكن القوات الروسية الخاصة التي تعمل في خطوط القتال ظلت بعيدة عن الأضواء،وأضافت واشنطن بوست أنه وبعد استعادة تدمر لم يعد إخفاء القوات الروسية الخاصة أمرا ضروريا، فقد أعلن المسؤولون الروس الاثنين الماضي أن تدمر "تم تحريرها بمشاركة قوات سبتسناز والمستشارين العسكريين"،وقال الباحث المحلل في معهد دراسات الحرب في أميركا كريس كوزاك إن القوات الروسية الخاصة برزت إلى السطح في قصة الوجود الروسي بسوريا لأن معركة تدمر تصب مباشرة في مصلحة روسيا التي كانت تبرر تدخلها العسكري هناك بمكافحة "الإرهاب"،وأضاف كوزاك أن مشاركة الروس في تدمر تبدو جيدة مقابل مشاركتهم في القتال ضد المعارضة في حلب واللاذقية التي لم تكن ملائمة قط مع ما تعلنه موسكو من أهداف لوجودها بسوريا،وقالت واشنطن بوست رغم أنه ليس من المعروف بالضبط تاريخ بدء القوات الروسية الخاصة نشاطها في سوريا، فإن من المعلوم أن القوات الروسية عموما ظلت لسنوات تساعد وتدرّب القوات السورية، ونقلت عن المحلل المختص بالعمليات العسكرية الروسية مايكل كوفمان أن موسكو لديها في سوريا حاليا عدد من الوحدات الخاصة، ومنها وحدات "زاسلون" و"كي أس أو" ومجموعات من فرق الاستطلاع،وأوضح كوفمان أن وحدات "زاسلون" جزء من جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي، وهي قوات سرية للغاية توكل إليها أحيانا مسؤوليات أمنية في مناطق شديدة الخطورة، أما "كي أس أو" فهي المعادل لقيادة العمليات الخاصة المشتركة الأميركية وقد تم إنشاؤها قبل سنوات قليلة،وأضاف كوفمان أن القوات الروسية الخاصة حددت أغلب أهداف الغارات الروسية، كما ساعدت كثيرا في إدارة العمليات العسكرية لجيش النظام السوري،وأشارت واشنطن بوست إلى أن القوات الخاصة الروسية ليست كمعظم القوات الخاصة الأميركية التي تقدم النصح والإرشاد في العراق وسوريا من خلف خطوط القتال على مستوى كتيبة ولواء، فهي تشارك في القتال جنبا إلى جنب القوات السورية على المستوى التكتيكي، كما أنها هي التي ساعدت الجيش السوري على أن يقاتل بوصفه جيشا قادرا،وقال كوفمان إن من الصعب إحراز تلك الإنجازات العسكرية بذلك العدد القليل من الطائرات رغم المعدل الكبير لغاراتها، بل إن وراء ذلك دورا كبيرا لعبته القوات الروسية الخاصة في مساعدة قوات الأسد على استعادة أراض فقدها لسنوات.
•نطالع في صحيفة الديلي تلغراف مقالاً لمراسل الشؤون الشرق أوسطية راف سانشيز بعنوان "صفقة سوريا السرية مع تنظيم الدولة الإسلامية للحفاظ على تدمر"،وقال كاتب المقال إن " نحو 80 في المئة من الآثار في مدينة تدمر ما زالت في حالة جيدة، إلا أن أعمال الترميم لبعض الآثار المتضررة ستحتاج لمدة خمس سنوات على الأقل"،وأضاف كاتب المقال أن "المدير العام للآثار والمتاحف في سوريا مأمون عبد الكريم أكد أن النظام السوري عمل بشكل سري على إقناع تنظيم الدولة الإسلامية بعدم تدمير مدينة تدمر الآثرية"،ونقلاً عن مأمون فإن "النظام السوري عمل بشكل سري مع حوالي 45- إلى 50 شخصاً داخل المدينة لإقناع التنظيم بعدم محو معالم تدمر الآثرية خلال سيطرتهم على المدينة التي استمرت نحو عشرة شهور"،وأضاف أن " تنظيم الدولة الإسلامية رأى أنه سيكون هناك ثورة ضدهم في حال دمر جميع الآثار في تدمر"، مشيراً إلى أن "التنظيم لم يسرق أو يبيع أي من الآثار في تدمر"،ويعتقد عبد الكريم أن " عملية الترميم الآثار في مدينة تدمر تحتاج إلى 5 سنوات في حال تلقت سوريا تمويلاً من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو)"،وأكد للديلي تلغراف أن " القلق اعترى الجميع عندما شن الجيش السوري عملية لاستعادة تدمر من أيدي تنظيم الدولة الإسلامية ، إذ ساد تخوف من احتمال تفجير التنظيم لجميع الآثار قبيل مغادرتهم المدينة"،وختم كاتب المقال بالقول إن "الجيش السوري منهمك بتفكيك العبوات الناسفة والمتفجرات والألغام التي زرعها التنظيم قبل إجباره على الانسحاب من المدينة التي احتلها لمدة عشرة شهور".
•أشارت مجلة ذي ناشونال إنترست الأميركية إلى التدخل العسكري الروسي في الحرب التي تعصف بسوريا منذ سنوات، وقالت إن الحملة الروسية زادت فعالية القوة الجوية عبر توفيرها فرصا لاختبار الطائرات الحربية الجديدة،فقد نشرت ذي ناشونال إنترست مقالا للكاتب ديف ماجومدار قال فيه إن روسيا تستخدم الخبرة الواقعية التي اكتسبتها في الحملة الجوية بسوريا لتحسين طائراتها الحربية،وأضاف أن الحرب الجوية التي شنتها موسكو في سوريا عززت الأهداف السياسية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الساحة الدولية، وأن التدخل الروسي منح موسكو فترة كافية لتقييم واختبار القدرة التشغيلية لأحدث طائراتها الحربية بالذخيرة الحية،وأضاف الكاتب أن الحملة الروسية في سوريا أظهرت حاجة بعض الطائرات الحربية الروسية إلى تحسينات طفيفة وبعض التعديلات، وذلك بما يخص أنظمة السيطرة والمحركات، وأن هذه التعديلات تعد أمرا طبيعيا، خاصة في الطائرات الجديدة،وأشار إلى أن مغامرة بوتين في سوريا منحت الفرصة للقوة الجوية لبلاده لاختبار هذه القوة، ومن ثم القيام بتطويرها،وأضاف أن أداء الطائرة الروسية من طراز سوخوي 34 كان الأفضل من بين الطائرات الروسية الأخرى التي شاركت في القتال بسوريا، وأنها شنت العدد الأكبر من الضربات باستخدام صواريخ موجهة بدقة.
•يقرّ داود البصري في جريدة السياسية الكويتية بالدور الروسي في استعادة تَدمُر، ولكنه يحذر الروس من ما أسماه الغرق في "الرمال السورية الساخنة"،ويقول الكاتب: "يبدو من واقع تحليل معطيات التحرك السياسي والعسكري أن الروس قرروا التورط والانغماس المباشر في معركة يعترف النظام السوري علنا بعدم قدرته على إدارتها فضلا عن تحقيق نتائج إيجابية تحقق أهدافه الاستراتيجية"،ويضيف: "معركة تدمر ليست سوى معركة صغيرة قياسا بحجم هزائم النظام، واستعادتها لا يعني أن الوضع قد استقر، فحرب العصابات لها مفهوم وأسلوب مختلف بالكامل عن حروب الجيوش التقليدية، المهم أن الروس باتوا وعلنا في وسط المعمعة السورية".
•يقول مازن حماد في جريدة الوطن القطرية إن تنظيم الدولة الإسلامية "يفقد أعصابه وثباته" بعد استعادة الجيش السوري لمدينة تَدمُر الأثرية بمساعدة الطيران الحربي الروسي،ويضيف الكاتب: "تحرير تَدمُر من قبل الروس والقوات السورية يضع الولايات المتحدة في موقف حرج للغاية بعد أن ثبت فشل آلاف الغارات الجوية الأمريكية على مواقع داعش خلال العامين الأخيرين في تحقيق ما أنجزته موسكو ودمشق في ثلاثة أسابيع فقط".
•نشرت صحيفة “ديلي تلغراف” البريطانية مقالاً بعنوان “برافو للأسد، إنه طاغية مستبد إلا أنه أنقذ تدمر من أيدي تنظيم الدولة الإسلامية”،وأشار المقال إلى ان “النظام بمساعدة روسيا، نجح في الوصول إلى أهدافه بعكس الغرب”، موضحاً أنه “من المؤسف الإحساس بالفرح للإنجاز الذي حققه أشرس الأنظمة على الأرض، إلا أنه لا يمكننا إلا أن نعبر عن فرحنا لاستعادة مدينة تدمر من أيدي تنظيم “داعش” الارهابي”،وأكد : “الرئيس السوري بشار الأسد هو وحش وديكتاتور ومحب للعنف”.
•جاء في التقرير المنشور بصحيفة لوس أنجلوس تايمز أن المعارك بين تلك المجموعات احتدمت خلال الشهرين الماضيين مع استمرار تبادل النار بين الوحدات المسلحة من قبل "سي آي أي" وتلك المدعومة من البنتاغون في المناطق المتنازع عليها في ريف حلب الشمالي،وقالت الصحيفة إن قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من البنتاغون تمكنت في منتصف فبراير/شباط الماضي من دحر مليشيا فرسان الحق المدربة من قبل "سي آي أي" في بلدة مارع التي تبعد 32 كلم إلى الشمال من حلب،وقال الرائد فارس بيوش أحد قادة فرسان الحق في مقابلة إن "أي فصيل يهاجمنا سنقاتله مهما كانت الجهة التي تدعمه". وتحدث مقاتلون من المعارضة المسلحة عن اشتباكات مماثلة وقعت في مدينة أعزاز التي تشكل نقطة عبور رئيسية للمقاتلين والمؤن بين حلب والحدود التركية، وفي حي الشيخ مقصود بحلب،وتحدث هذه الصدامات بين المجموعات المدعومة من الولايات المتحدة في خضم القتال العنيف الدائر في سوريا، مما يعكس حجم الصعوبات التي تعترض الجهود الأميركية في التنسيق بين عشرات المجموعات المسلحة التي تسعى في آنٍ واحد للإطاحة بحكومة الرئيس بشار الأسد ومحاربة تنظيم الدولة الإسلامية وقتال بعضها بعضا،ووصف النائب الديمقراطي في لجنة الاستخبارات بمجلس النواب الأميركي آدم شيف الاشتباكات بين الفصائل المدعومة أميركيا بأنها تشكل "تحديا عظيماً" و"ظاهرة جديدة تماماً"،وقال مسؤول أميركي للصحيفة لم يكن مخولا بالحديث علنا عن الموضوع "نحن نعرف أننا بحاجة إلى شريك على الأرض. ولأننا لا نستطيع هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية من دون الطرف الآخر من المعادلة، ولذلك لا ننفك من محاولة تأسيس مثل تلك العلاقات"،ووسط انتكاسات نشرت وزارة الدفاع الأميركية في وقت متأخر من العام الماضي قوة خاصة قوامها 50 جنديا في المناطق الخاضعة لسيطرة الأكراد في شرقي سوريا للتنسيق بشكل أفضل مع المليشيات المحلية لتفادي اندلاع قتال بين جماعات المعارضة المسلحة مع بعضها بعضا،وساهمت العام الماضي في تشكيل تحالف عسكري جديد تحت اسم قوات سوريا الديمقراطية بهدف إعداده لاسترداد مناطق من سيطرة تنظيم الدولة في شرقي سوريا وتوفير معلومات تساعد في شن غارات جوية أميركية،وهيمنت جماعات كردية تُعرف باسم وحدات حماية الشعب على قوات سوريا الديمقراطيةغرد النص عبر تويتر في حين انضمت إليها مجموعات عربية قليلة للحؤول دون أن تبدو كأنها جيش كردي غازٍ.
•علق المحلل في شؤون الشرق الأوسط في جمعية هنري جاكسون كايل أورتين في تقرير نشره موقع "ميدل إيست آي"، على مساعدة الأكاديميين الغربيين في نشر البروباغندا التي يروج لها النظام السوري، وجاء تقرير أورتين ردا على ما جاء في مقالات لعدد من الأكاديميين والصحافيين الغربيين الذين يروجون لتضليل نظام الأسد،ويقول الكاتب: "بالنسبة لنظام الأسد، فإنه يجد مساعدة عندما يقوم أكاديميون وسياسيون ومحللون مستقلون وصحافيون بنشر روايته، وليس هو ذاته أو المتحدثون باسمه"،ويضيف أورتين: "منذ بداية الحرب السورية قام النظام السوري، الذي لقي مساعدة من إيران وروسيا، بحرب إعلامية مدروسة، تقوم على تصوير نفسه بأنه ضحية لمؤامرة دولية، وأنه العدو الوحيد للإرهابيين من تنظيم القاعدة والجماعات الخارجة عنه، التي تم استخدامها من دول أجنبية، أي دول الخليج وتركيا وإسرائيل والولايات المتحدة؛ من أجل الإطاحة بدولة في محور المقاومة"،ويتابع الكاتب بأن "الجزء الثاني من استراتيجية إرسال الرسائل، والموجهة تحديدا إلى الغرب، الذي يتهمه الأسد بدعم الإرهاب السلفي الجهادي، فهي تقول إن الأسد هو البديل الوحيد عن الإرهاب، وعليه، فإنه يجب على الغرب دعمه، ورغم كونه مجرم حرب، إلا أنه يزعم حماية الأقليات التي يهددها؛ لأنه بدأ حربا طائفية ضد الغالبية السنية، وعزز التكفيريين داخل حركة التمرد لتشويه الحركات المسلحة التي يمكن التحاور معها داخل المعارضة كلها"،ويستدرك التقرير بأنه مع أن تفوق قوات الأسد البرية يأتي من كونها مشكلة من حركات طائفية وجهاديين شيعة أجانب، يعملون تحت إدارة إيران، وبعضهم عراقيون مسؤولون عن مقتل ربع الأربعة آلاف أمريكي، الذين قتلوا أثناء الغزو الأمريكي للعراق من عام 2003 إلى 2011، مشيرا إلى أن هؤلاء الجهاديين مندمجون في الشبكة الإرهابية التي تديرها الدولة، حيث قاموا بضرب أهداف يهودية وغربية حول العالم،ويجد الموقع أن وجود أصوات غير صوت النظام تقوم بنشر دعاية النظام، يعطيها مصداقية، مشيرا إلى مثالين حاضرين في لعبة النظام الدعائية: الأول هو الصحافي المخضرم ستيفن كينزر، الذي عمل في صحف مثل "نيويورك تايمز"، والذي كتب في "بوسطن غلوب"، وجيفري شاس، وهو أكاديمي واقتصادي الذي يعمل في جامعة كولومبيا، الذي كتب في "هافنغتون بوست"، جامعا بين نظريات المؤامرة والحقائق المبتورة والأكاذيب الحقيقية والتضليل، حيث قام كل من كينزر وساش بتقديم نسخة من رواية النظام،ويرى أورتين أن الجزء المهم في ما كتبه كلاهما من تضليل هو أن الولايات المتحدة راغبة بشكل كبير بالإطاحة بنظام الأسد، لافتا إلى أنه عندما اندلعت الثورة السورية "وجدت المخابرات الأمريكية والجبهة المعادية لإيران، إسرائيل والسعودية وتركيا، الفرصة سانحة للإطاحة وبشكل سريع بالأسد، وبالتالي تحقيق نصر جيوسياسي"، كما جاء في مقال ساش،ويقول الكاتب إن "القائمة التي وردت في مقال ساش ضمت الدول التي وقفت ضد الأسد، ويمكن المغفرة لساش عندما يفكر بهذه الطريقة، ففي عام 2011 كانت الدول التي تدعو إلى احتواء إيران هي التي تدعو إلى الإطاحة بالأسد، خاصة أن سوريا هي بوابة إيران إلى العالم العربي، وشريان الحياة لحزب الله، ووكيل إيران قرب دولة هي عضو في حلف الناتو، إلا أن السياسة الأمريكية كانت عكس ذلك تماما"،ويشير التقري، إلى أنه في الوقت الذي قال فيه الرئيس الأمريكي باراك أوباما في آب/ أغسطس، إن على الأسد الرحيل ورسم الخط الأحمر بشأن استخدام السلاح الكيماوي في آب/ أغسطس وكانون الأول/ ديسمبر 2012، فإنه لم يكن ينوي فرض أي منهما، لافتا إلى أن الهدف الرئيس كان هو البقاء بعيدا عن سوريا،ويذكر الموقع أنه في كانون الأول/ ديسمبر، قال أوباما لرئيس الوزراء العراقي في حينه نوري المالكي، الذي تعود علاقته بالمخابرات الإيرانية إلى عقود طويلة: "ليست لدينا نية بالتدخل عسكريا في سوريا"، مشيرا إلى أن دعاية النظام نجحت، فقد كانت الولايات المتحدة تعبر عن قلقها من الثورة السورية بالطريقة ذاتها التي كان يعبر فيها النظام في بداية عام 2012، وأصبح الحديث فيما بعد عن بقاء الأسد جزءا من تعديل السياسة الأمريكية،ويؤكد أورتين أن أوباما جاء للمنصب مصمما على التقليل من بصمات أمريكا في الشرق الأوسط، الذي استثمرت فيه الولايات المتحدة بشكل كبير، بحسب ما تحدث مستشار الأمن القومي السابق توماش دونيلون، حيث كان الرئيس يحاول التقارب مع إيران كونه وسيلة لتحقيق هذا الهدف،وينوه التقرير إلى أنه من خلال احترام مصالح إيران في المنطقة، كان أوباما يحاول العثور على مصالح مشتركة، مثل محاربة تنظيم الدولة، "مع أن هذا الهم المشترك يظل وهما"، وبهذه الطريقة كان الرئيس الأمريكي يأمل بخلق توازن يحمي نفسه، بوجود أمريكي ضمن الحد الأدنى، حيث كان الاتفاق النووي كفيلا بتسهيل عمليات تقارب بين الولايات المتحدة والإيرانيين، ويعطي لطهران فرصة للاستفادة من المصادر المتاحة، كي تواصل مصالحهما المتداخلة،ويستدرك الموقع بأنه "رغم أن هذا التفكير كان فانتازيا، إلا أن له تداعيات عملية، حيث إن لدى إيران قوات القدس، وغيرها من الأدوات، بشكل يعني أن أي محاولة "لموازنة" القوى بين إيران وجيرانها ستكون لصالح إيران، فقد رأت إيران في تخفيض الولايات المتحدة وجودها في المنطقة محاولة لبناء هيمنتها، وكانت في الطريق لتعزيز وجودها بدعم روسي، ولأن الولايات المتحدة كانت تريد اتفاقا على الورق، وليس التأكد من نزع سلاح إيران، فقد كانت الميزات في الاتفاق النووي تميل لصالح إيران، وعنت أن إيران يمكنها الحصول على تنازلات، وتهدد بالخروج من المفاوضات إن لم تحصل عليها،ويذهب الكاتب إلى أن أوباما أعطى سوريا لإيران؛ كي تكون مجال نفوذها في المنطقة، مقابل الحفاظ على اتفاقه النووي ومفهومه للنظام الجديد في المنطقة، مشيرا إلى أنه تم تبليغ إيران مقدما قبل أن تبدأ الولايات المتحدة غاراتها الجوية على تنظيم الدولة، وتم إبلاغ الأسد أنه لن يتعرض لهجمات، ما يعني ضمانا أمريكيا أمنيا، ومن هنا قامت إيران بتحويل القوات الأمريكية إلى رهائن، ما أعطى الإدارة فهما بعدم إغضاب إيران في سوريا،ويجد أورتين أن الإطار الذي كتب فيهما المقالان لم يكن صحيحا، وهو يعود إلى التحليل السيئ، واعتماد كبير على التصريحات العامة ورسائل الإدارة الأمريكية، بدلا من التركيز على الأفعال،ويتحدث التقرير في السياق ذاته عن فكرة تقديم الأسد كونه منقذا، مشيرا إلى تشريد روسيا 35 ألف سوري من سكان ريف حلب باسم حماية النظام، وما مجموعه 120 ألف نسمة ممن تم تشريدهم، إما مباشرة أو بطريقة غير مباشرة جراء القصف الروسي، الذي سمح لعمليات النظام والقوات الموالية له بالتقدم،ويوضح الموقع أنه خلال أيام من التقدم سمح الطيران الروسي لقوات النظام والجماعات الموالية لها بقطع خطوط الإمدادات من تركيا إلى شرق حلب، وهو ما أدى إلى رحيل حوالي 70 ألفا من السكان؛ خشية أن يفرض عليهم حصار، كما فرض على 49 بلدة ومدينة، لافتا إلى أن من بقي في حلب كان من الذين تشردوا في السابق، ولم يكن لديهم ما يكفي من مصادر تعطيهم القدرة على الرحيل.
ويشير الكاتب إلى الجرائم التي ارتكبها الروس، بحسب ما أوردت منظمة "أمنستي إنترناشونال" والغارات المتكررة على المدنيين، واستهداف قوات الدفاع المدني السورية أو "الخوذ البيضاء"، الذين أنقذوا حياة عشرات الآلاف من المدنيين، وكيف استهدف الروس البنى التحتية المدنية من مدارس ومستشفيات،ويقول أورتين إن "الأسد الذي تلقى الدعم في كل مرة من الروس والإيرانيين، يتحمل مسؤولية الضحايا الذين سقطوا في الحرب كلهم، فقد حول احتجاجات سلمية إلى حرب دينية، وتفوق على تنظيم الدولة من ناحية القتل والتعذيب، حيث تحولت جرائمه إلى جبال من الوثائق، وشملت على تصفية 11 ألف سجين، واعتقال حوالي 200 ألف شخص في ظروف لا إنسانية، وتسبب النظام بوفاة السجينات؛ من خلال تركهن ينزفن حتى الموت، وإدخال الجرذان الميتة في أعضائهن الخاصة"،ويضيف الكاتب أنه "في الوقت الذي حرق فيه تنظيم الدولة طيارا أردنيا وهو حي، فإن إيران تدير مليشيا الدفاع الشعبي، التي حرقت عائلات كاملة في بيوتها، وهذا كله قبل أن يتبنى النظام الحرب الشاملة والبراميل المتفجرة والقصف العشوائي والسلاح الكيماوي وصواريخ سكود وتدمير المدن، وهذا كله لا يحتاج إلى معرفة، لكن كينزر يكتب عن إمكانية احتلال مدينة حلب (في هذا الشهر حصل أهالي حلب على بصيص أمل)، فيما كتب ساش عن الروس الذين يستخدمون المحادثات من أجل تغطية تقدمهم على جبهات القتال في حلب، وعلى أمل اعتراف المجتمع الدولي بأن (سياسة الولايات المتحدة، منذ كلينتون حتى وقت قريب، كانت تغيير النظام أولا، ومن ثم وقف إطلاق النار لاحقا"،ويواصل أورتين قائلا إن "محاولة كل من ساش وكينزر تقديم الأسد كونه ضحية يعني تحميل طرف آخر مسؤولية الكارثة السورية، حيث إن الطرف الملام، وبناء على دعاية النظام، هو الولايات المتحدة، وبناء على هذه الرؤية يحمل ساش أمريكا مسؤولية انهيار وقف إطلاق النار، الذي عقده كوفي عنان عام 2012، ويقول كينزر الكلام ذاته: (في عام 2012 انضمت وزيرة الداخلية هيلاري كلينتون، وبجهد ناجح إلى السعودية وتركيا وإسرائيل، لقتل خطة السلام التي اقترحها كوفي عنان؛ لأنها تتكيف مع إيران وتبقي الأسد في السلطة)، وهو كلام غير صحيح، فقد انهار اتفاق وقف إطلاق النار عام 2012؛ لأن النظام قام بقصف الزبداني، وحولها إلى أنقاض، وارتكب نظام الأسد، وبشكل مقصود، مذبحة طائفية في الحولة في 25 أيار/ مايو 2012، وقتل فيها 100 مدني"،ويفيد التقرير بأنه كان من الواجب على ساش وكينزر تشويه سمعة المعارضة المسلحة، التي هي "تمرد تقوده (سي آي إيه)"، كما يقول ساش، وحيث "تم إرسال المرتزقة للإطاحة بنظام الأسد، الذين هم أنفسهم متشددون جهاديون"، حيث يقول ساش دون أن يقدم دليلا واحدا: "لو تمت معرقة الحقيقة، فإن الفضيحة ستنافس بالتأكيد فضيحة ووتر غيت، التي هزت المؤسسة الأمريكية"، ويشير كينزر إلى المقاتلين السوريين باعتبارهم "متشددين عنيفين"، وهم من سيطر على حلب، و"بدأوا موجات من الاضطهاد"،ويكشف الموقع غن أن ساش وكينزر اتهما الإعلام الغربي بالتغطية على ما يجري في سوريا، حيث يتساءل ساش: "أين هي مؤسسة الإعلام من هذه المهزلة"، وكتب كينزر أن "معظم الإعلام الأمريكي يقوم بنقل عكس ما يجري في الواقع"، لافتا إلى أنه في الوقت الذي يثني فيه كينزر على مراسلي الحرب، إلا أنه يقول إن تقاريرهم المصورة عادة ما تضيع في التفاصيل، و"تتغلب عليها لغة الإجماع في واشنطن، التي تتلقى تعليماتها من النخبة الحاكمة والكذب"،ويقول الكاتب إن "كينزر، الذي لم يذهب نفسه للتغطية الإخبارية، يحاول أن يشوه من يعارضون رؤيته، فمن الصعب أن تجد أحدا يتبنى رواية النظام من ماري كولفين إلى أوستين تايس وجيمس فولي وسام داغر ومايك غيغليو إلى رانيا أبو زيد، مثلما تبناها كل من ساش وكينزر"،ويعتقد أورتين أن كلا من مقالي كينزر وساش يعبر عن أجندة وأوهام تقوم على نظريات مؤامرة، حيث يقول كينزر: "لا توجد لدينا معلومات عن المقاتلين"، مع أن سفير الولايات المتحدة السابق في سوريا وضح في منتصف عام 2014 أن الولايات المتحدة كانت تعرف من هم المقاتلون منذ البداية، ومع ذلك يقول كينزر إن الأسد وحلفاءه هم فقط من يقاتلون تنظيم الدولة، ويترك كينزر دون توضيح أن حلفاء الأسد هم جماعات طائفية جهادية، أي فيلق القدس وحزب الله اللبناني وكتائب حزب الله العراقي.
وينقل التقرير نصا حرفيا من مقالة كينزر، التي يدافع فيها عن النظام وحلفائه الإيرانيين، و"يشوه الجماعات المعتدلة التي يربطها بجبهة النصرة، ويقول فيها إن السعودية قامت بتمويل تنظيم الدولة، وهو غير صحيح، بالإضافة إلى مزاعم أخرى عن دعم تركيا للجهاديين"،ويعلق الموقع بأن "تنظيم الدولة على خلاف تنظيم القاعدة، تجنب الاعتماد على المتبرعين الخارجيين، حيث لا تشكل هذه التبرعات سوى نسبة 5% من ماليته، ولو أراد كينزر البحث عن مصادر تمويل تنظيم الدولة، فما عليه إلا أن يبحث عن علاقته بالنظام الذي يشتري منه البترول، ويوفر له الطاقة الكهربائية، ولا تختلف نبرة ساش واختلاقه الأكاذيب عن نبرة زميله"،ويخلص أورتين إلى أن "التغطية الإعلامية للحرب في سوريا عانت من مظاهر قصور، فمحاولة النظام وتنظيم الدولة تقديم ما يجري هناك على أنه خيار بينهما، أدى إلى حملة تشويه ضد الإعلام المستقل، فعندما انسحب النظام السوري عام 2012 من شمال البلاد، قام عملاء تنظيم الدولة بملء الفراغ الذي كان شاغرا، وأول شيء فعله التنظيم هو اختطاف الصحافيين، ما جعل من الصعوبة بمكان على الصحافيين العمل فيها، وهو ما نتج عن احتكار النظام والإيرانيين والروس وتنظيم الدولة لما يجري من أحداث هناك، وكان المقاتلون مشغولين بدرجة كبيرة حتى يغطوا الحرب، فهم واجهوا حربا على ثلاثة محاور: النظام ووكلاء حزب العمال الكردستاني وتنظيم الدولة".
•أكدت صحيفة معاريف الإسرائيلية أن ملك الأردن عبد الله الثاني التقى مؤخرا رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي لتنسيق مواقف مشتركة بشأن الوضع في سوريا،ففي مقال نشره بالصحيفة كشف الخبير الأمني الإسرائيلي يوسي ميلمان أن الملك الأردني التقى رئيس جهاز الموساد لتنسيق مواقفهما المشتركة بشأن النشاط الجوي الروسي في سوريا، من دون تحديد موعد دقيق أو مكان هذا اللقاء السري،ولم يوضح الخبير الأمني ما إذا كان الملك الأردني التقى رئيس جهاز الموساد الجديد يوسي كوهين أم سلفه تامير باردو الذي غادر المنصب أواخر العام الماضي.
ونوهت الصحيفة بأن إسرائيل والأردن تجمعهما علاقات أمنية وثيقة، وأشارت إلى أنه قبل عدة أشهر نفذت طائرات من سلاح الجو في الجانبين طلعات جوية مشتركة، وانخرطا في تدريبات عسكرية أقيمت في الولايات المتحدة،وأوضحت معاريف أن اللقاء السري بين ملك الأردن ورئيس الموساد جاء على خلفية تنسيق المواقف الأردنية الإسرائيلية بشأن التدخل الروسي في سوريا.
وقالت الصحيفة إن اللقاء تم عقب اقتراب طائرات روسية من مثلث الحدود السورية الإسرائيلية الأردنية المشتركة، حيث فوجئت بتواجد طائرات إسرائيلية وأردنية تحلق على الحدود.
وأضافت أن هذا الحادث دفع روسيا وإسرائيل والأردن إلى إقامة جهاز أمني للتنسيق العملياتي بينها.
•تساءلت صحيفة "الجزيرة" تحت عنوان (انسحاب روسيا غريب أم شخصية بوتين؟)،بداية هل هو انسحاب كامل أم جزئي أم تكتيكي؟ لا أحد يعلم بالضبط ولا حتى المخابرات الأمريكية التي صرح مسؤولها أكثر من مرة: «سننتظر ونرى!»، ولاسيما أن بوتين قال بعد إعلان الانسحاب بيومين: أن الدعم بالسلاح للحكومة بدمشق مستمر،قال بوتين أيضا: باستطاعتنا العودة عسكرياً لسوريا خلال ساعات إذا لزم الأمر.. فيما أوضح الكرملين أن روسيا ستقلّص وجودها وستُبقي بعض القوات في سوريا. أما القاعدتان العسكريتان اللتان أنشأتهما روسيا مؤخراً فستظلان باقيتين. أمام هذا الوضع المزدوج، كيف نحلل حالة الانسحاب المفاجئ الذي بدأ بتدخل لا يقل مفاجأة،وألمحت: في غمرة التحليلات عن أسباب الانسحاب الغريب للقوات للروسية، ذهبت الاستنتاجات شذر مذر وتعقدت.. بعضهم أكد أن انخفاض سعر النفط خلال العام الماضي الذي أدى إلى انكماش اقتصاد روسيا بنحو أربعة في المئة هو السبب الرئيسي. آخرون فضلوا الاستنتاج السلمي بأن روسيا انسحبت من أجل الوصول إلى حل سياسي بقيادة الأمم المتحدة حسب الاتفاق بين أمريكا وروسيا. هناك من أشار لمسألة جيوسياسية مهمة بأن قرار الرئيس الأمريكي بنشر ألوية قتالية دائمة في دول البلطيق وأوروبا الشرقية على طول الحدود الروسية، شكل قلقاً مزعجاً لروسيا مما دعا بوتين للانسحاب من سوريا من أجل تركيز القوات الروسية تجاه القوات الأمريكية على الحدود بين الناتو وروسيا،وعرجت: لكي نسهل مهمة التحليل ينبغي العودة للأساسيات، فلمعرفة سبب الانسحاب لا بد أن نعرف أسباب التدخل من الأساس. يقول بوتين: إن سبب انسحاب القسم الرئيسي للقوات المسلحة الروسية هو أنها قد حققت أهدافها. فما هي أهدافها؟ هناك أهداف معلنة، وأخرى غير معلنة إلا نادراً في القنوات أو اللقاءات الروسية المحلية التي تكون بعيدة عن أنظار المحللين. أهم هدف معلن رسمياً هو هزيمة داعش باعتبارها تشكل تهديدا لأمن روسيا بما أن هناك نحو ستة آلاف روسي انضموا إلى داعش حسب تبريرات الكرملين.. بينما أغلب المصادر تؤكد أن الرقم أقل كثيراً من ذلك. هذا الهدف المعلن ليس فقط لم يتحقق بل إن التهديد الداعشي للأمن الروسي الذي كان افتراضياً أصبح فعليا.. فتنظيم داعش بدأ يستهدف بالفعل مدنيين روسا انتقاماً للتدخل الروسي المباشر في الحرب الدائرة في سوريا،وتابعت: يبدو جلياً أن هذا الهدف المعلن غير جدير بالتصديق، فالغالبية العظمى من الغارات الجوية الروسية في سوريا قد شُنت ضد المعارضة السورية والثوار الذين يقاتلون نظام بشار الأسد، وليست ضد تنظيم داعش،ورأت الصحيفة: إذن، هناك أهداف غير معلنة. أهم الأهداف غير المعلنة تتمثل في حماية النظام السوري الذي كان على وشك السقوط، ووضع قواعد عسكرية روسية في سوريا لاستعادة نفوذ روسيا «السوفييتية» في المنطقة بعدما فقدتها. بوتين نفسه قال لعدد من الجمهور الروسي المحلي حسب سي إن إن: «إن الهدف كان المحافظة على السلطة الشرعية»، وهو نظام بشار الأسد وفقا له. وفي ظل الغياب الأمريكي تظهر روسيا اللاعب رقم واحد في المنطقة وتستعيد نفوذها القديم.
وختمت: إذا كان إنقاذ الأسد وتأمين مصالح روسيا هما الهدفان الحقيقيان للتدخل العسكري المباشر في سوريا، فهل تحققا؟ نعم، ولكن نسبياً ومؤقتا. فالنظام السوري نجا من السقوط لكنه لا يزال مترنحاً، والبقاء الروسي تحقق فعلاً في المنطقة لكن تكلفته عالية في ظل الأزمات الاقتصادية التي تعانيها روسيا.
•قال الخبير العسكري الإسرائيلي عمير ربابورت في صحيفة "مكور ريشون" إن انسحاب القوات الروسية من سوريا جاء بغرض إظهار موسكو على أنها الدولة العظمى في الشرق الأوسط.
واعتبر ذلك دليلا جديد على أن روسيا قد تتوقف عن دعم طرف واحد في المنطقة والدخول إليها كقوة عظمى، في حين أن الولايات المتحدة لم تعلن ردها على هذه الخطوة ربما بانتظار الرئيس الجديد،وأضاف "بينما شكل قرار روسيا بالتدخل العسكري في سوريا مفاجأة للغرب جاء قرار انسحابها ليشكل مفاجأة جديدة، وهو بالذات ما أراده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين"،ورأى ربابورت أن دخول القوات الروسية إلى سوريا منع سقوط الأسد الذي يحظى بحماية إيران وحزب الله، لكن بوتين خرج مبكرا قبل إتمام الحسم العسكري لصالح الرئيس السوري، في وقت واصل فيه سلاح الجو الروسي طلعاته الجوية بالتنسيق الكامل غير المسبوق مع نظيره الإسرائيلي، حسب ما قال المتحدث ذاته،ونقل ربابورت عن المسؤول السابق لوحدة التنصت المركزية في جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الجنرال حنان غيفان أن القرار الروسي بالانسحاب من سوريا ترك كل الأطراف المنخرطة في القتال داخل سوريا في حالة ذهول بالنظر للآثار المترتبة لهذا الانسحاب على دول المنطقة،وأضاف "استغلت روسيا حالة الفراغ التي تركتها الولايات المتحدة في المنطقة ونجحت في جمع كل الأطراف المتقاتلة في سوريا على طاولة المفاوضات، بينما ظهر الأميركيون كطرف ثانوي في العملية كلها بعد أن فقدوا العديد من نقاط القوة لهم في الشرق الأوسط، مما تسبب بمخاوف جدية لدى زعماء المنطقة".
•أشار المحلل السياسي الإسرائيلي عاموس جلبوع بمقاله في صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، إلى أن أسبابا كثيرة ربما دفعت موسكو لترك سوريا، ومنها الصراع مع تركيا والناتو ومواجهة العالم السني وذكريات أفغانستان الأليمة، بالإضافة إلى انخفاض أسعار النفط.. لكن إعلان بوتين عن تحقيق كل أهداف التدخل في سوريا ربما يكون المشكلة، لأن هذه الأهداف بالأصل لم تفصل، بل إن الانسحاب كان لسبب جوهري وهو بحسب كل المؤشرات في الميدان يعود إلى أن القوة الروسية لم تحقق أهدافها وتركت المهام غير منتهية، وهي تغادر سوريا بالذات في توقيت ليس جيدا من ناحية نظام الأسد،ولفت إلى أن كل الأحاديث عن مسيرة التسوية السياسية في جنيف "أقوال عابثة للسخرية" في أفضل أحوالها، وليس في الميدان أي مكان لذرة تفاؤل.. على الأقل ليس في السنوات القريبة القادمة،وأوضح أنه "صحيح أنه لا شك في أن التدخل الجوي الروسي المكثف أنقذ على ما يبدو نظام الأسد لفترة زمنية وأكسبه عددا من الإنجازات الإقليمية، ولكنه لم يحقق بأي شكل الحسم أو يغير بشكل واضح الوضع"،وأضاف أن "قسم مدينة حلب الواقع في يد الثوار لم يحتل على الإطلاق، بل ولم يطوق. والقوة العسكرية للأسد ومرتزقته لم تنجح في الوصول إلى حدود تركيا؛ كل منطقة إدلب في شمال غرب سوريا، التي تهدد اللاذقية، العاصمة العلوية"،وقال إن الثوار بقيت سيطرتهم على أغلب مناطقهم ولم يتنازلوا عن هدفهم في إسقاط النظام العلوي لبشار، وصحيح أن الثوار "المعتدلين" تضرروا، ولكنهم لا يزالون في الميدان وبالذات "المنظمات المتطرفة، مثل جبهة النصرة وداعش"، فإنها بالكاد تضررت من القصف الروسي،وقال جلبوع: "صحيح أن قوة روسية غادرت سوريا، لكن الصواريخ المضادة للطائرات الحديثة وعدد من طائرات القصف وبعض العناصر الأخرى ستبقى، بالإضافة للسيطرة الروسية في قواعد البحر والجو الخاصة بها في الشاطئ السوري، لكن قوة الدمار الجوي الروسية تغادر.. هذه هي القوة التي دمرت في الأشهر الخمسة تقريبا حتى الأساس مدنا وبلدات وعشرات القرى في سوريا".
•كتبت غولدكلينغ في موقع "إن آر جي" أنه ليس واضحا كيف سيؤثر قرار الرئيس الروسي بسحب قواته من سوريا على إسرائيل، لكن المؤكد -حسب غولدكلينغ- أن تل أبيب ليس لديها ما يمكن الاعتماد عليه في حفظ أمنها على الأقل في المرحلة الحالية،وأضافت "خمس سنوات مرت على اختراق الربيع العربي لحدود سوريا دون أن تقدم الولايات المتحدة دافعا قويا لحسم المعركة فيها حتى لو كانت في مواجهة تنظيمات مسلحة، في حين أن روسيا أظهرت نفسها كما لو كانت مجنونا بدون ضوابط وغير ملتزم بقواعد اللعبة"،بيد أن غولدكلينغ اعتبرت قرار الانسحاب الروسي "المفاجئ" من سوريا وإبقاء بعض قواتها هناك بمثابة رسائل أخيرة يبعثها الكرملين لنظام الأسد،وقالت الباحثة غولدكلينغ إن الحرب بسوريا أثبتت عدم صحة التوقعات الإسرائيلية بشأن سقوط نظام الأسد واعتبار ذلك مسألة وقت وهو ما لم يتم فعلا، مشيرة إلى أن 40% من مساحة سوريا ما زالت تخضع لسيطرة تنظيم الدولة،وعبرت عن اعتقادها بأن اللاجئين السوريين باتوا يرون أن الخدمات التي تقدمها المنظمات المسلحة أكثر جاذبية من تلك الخدمات الأوروبية، وهو ما جعل تنظيم الدولة في نظرهم ليس الجنون بل الحل لمشاكلهم.
•رأت صحيفة "اليوم"السعودية أن اتفاق الهدنة في سوريا على ما فيه ، يعد أمراً إيجابياً لحقن دماء السوريين ، في وقت ينظر العالم بألم كبير الى المشكلات الإنسانية التي تولدت بفعل استخدام القوة المسلحة والغازات السامة ، والتهجير القسري ، وتدمير المدن وجعلها حطاماً ، إلا أن الأسد، لا يزال يتجاوز كل تلك الحقائق ، والقرارات الدولية ، ويمني النفس ، بالبقاء رئيساً على جماجم السوريين ، رغم إيمان السوريين بأن ثمة ضوءاً في آخر النفق،وأوضحت أن محاولات النظام السوري الفاشلة، بفرض أجنداته على مفاوضات جنيف ، واستهتاره بالجهود الدولية ، ودعوته لانتخابات ، وحكومة ائتلافية ، ما هو الا محاولة بائسة لتجاوز قرارات الشرعية الدولية ، وتجاوز تفاهمات الدول الكبرى ، ومساندة الدول الإقليمية ، كي تبدأ مراحل الحل السياسي الانتقالي ، معرضاً بذلك هذه الجهود للتوقف ، والعودة مرة أخرى الى المربع الاول،ولفتت الانتباه إلى أن التدخل البري في سوريا لمحاربة الإرهاب، ما زال أمراً قائماً ، في حال سقوط الهدنة ، وفي حال إفشال النظام مفاوضات "جنيف" ، حيث لم تعد هناك فرص أخرى ، وعليه ، فإن على الدول الكبرى المعنية بالأزمة السورية ، وضع حد لمثل هذا الاستهتار.
•يرى عمرو عبد السميع في صحيفة "الأهرام" المصرية أن هناك توافقاً "لا يجب لأحد أن ينكره بين روسيا والولايات المتحدة حول التسوية في سوريا والانسحاب الروسي يخدمه".
ويتحدث الكاتب عن "اتفاق موسكو وواشنطن على تقاسم المهام كي تحرر روسيا مدينة تدمر وتحرر أمريكا مدينة الرقة، وهو ما يبدو أن موسكو أرادت التخفف منه لصالح الجيش النظامي السوري"،كما يرى الكاتب أن روسيا "تقايض بملف الانسحاب على موقف أمريكا برفع العقوبات عن روسيا والتي فُرضت بسبب قضايا أوكرانيا".
•يقول موسى شتيوي في صحيفة "الغد" الأردنية: "إن الدوافع الحقيقية لسحب القوات الروسية هو أن هدف التدخل قد تم تحقيقه، فلم يعد وجود النظام في خطر، لا بل إن النظام حقق مكاسب كبيرة على الأرض"،ويضيف الكاتب: "يتضمن هذا الانسحاب رسائل عدّة للدول الإقليمية، بأن روسيا ليس لديها النية للدخول في مواجهة عسكرية معها، وهي رسالة تطمين أيضاً للقوى الدولية بالتزامها بالحرب على الإرهاب، وأن روسيا دولة يمكن العمل معها سياسياً على حلّ المشاكل في مناطق أخرى من العالم، وبخاصة في أوكرانيا".
•يرى يوسف مكي في صحيفة "الخليج" الإماراتية أن قرار الانسحاب العسكري الروسي من سوريا لم يكن سوى نوع من الضغط على نظام بشار الأسد بهدف "تعديل الموقف السوري وجعله أكثر مرونة"، وذلك لإنجاح مؤتمر جنيف وتحقيق مصالحة وطنية وإيجاد حل نهائي للأزمة،كما يرى الكاتب أن الخطوة الروسية جاءت بالشراكة مع الإدارة الأمريكية وذلك "لفك الحصار الاقتصادي الذي تعانيه روسيا وبناء علاقة جيدة مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي"،وفي نفس الصحيفة تتحدث انتصار البناء عن دور روسيا المحتمل في المنطقة بعد انسحابها من سوريا.
وتقول الكاتبة: "تطلع روسيا إلى رسم شخصية خاصة لها في المنطقة، وتأسيس دور مستقل لها في قضايا الشرق الأوسط ينطلق من مصالحها بشكل أساسي ولا ينجرف خلف طموحات حلفائها أو مصالحهم"،وتضيف: "روسيا قد حصدت العديد من المكاسب المبدئية، فقد أعادت تموقعها العسكري في قواعد قوية على الأراضي السورية وانتزعت اعترافاً إقليمياً بتواجدها في المنطقة وفي قدرتها على التأثير وتغيير الموازين السياسية والاقتصادية كذلك".
•في صحيفة "العرب" القطرية يتهم أحمد الكبيسي روسيا بعدم الثبات على مبادئها، حيث يقول: "بصورة مفاجئة دخلت روسياالى سوريا، وبصورة مفاجئة أيضا خرجت روسيا من سوريا هذا هو دأب كل الأنظمة البوليسية التي يتحكم فيها مزاج الحاكم ونزواته الشخصية، والتي تميل دائما إلى استعراض القوى وجلب الأنظار"،ويضيف الكاتب: "لقد أثبت الروس دائما أنهم ليسوا أصحاب مبادئ، ولا يلتزمون حتى مع أقرب حلفائهم، وهم لا يتورّعون عن الدناءات السياسية والمتاجرات الرخيصة، والابتزاز المفضوح الذي لا يتناسب مع الدول المحترمة فضلا عن كونها دولة عظمى".
•قال محرر افتتاحيات صحيفة واشنطن بوست بالإنابة جاكسون ديل إن تكلفة سياسة الرئيس باراك أوباما تجاه سوريا باهظة جدا وواضحة للجميع إلا هو، مشيرا إلى أن هذه التكلفة تشمل التدهور المريع للأوضاع في الشرق الأوسط، وتنمر الصين وروسيا،وذكر ديل أنه وعندما اختار أوباما عام 2013 ألا ينفذ وعيده ويهاجم سوريا بشأن استخدام السلاح الكيميائي ويعقد صفقة للتخلص من مخزون هذه الأسلحة، كان يعتقد -أي الكاتب- أن الرئيس تعثر في انتصار تكتيكي، لكنه بدّل اعتقاده ذلك بعد أن استمع لعشرات وزراء الخارجية وغيرهم من كبار المسؤولين حول العالم من حلفاء الولايات المتحدة حول فداحة ذلك التراجع،وأوضح أنه سمع من يابانيين وكوريين وسنغافوريين ومن مسؤولين هنود بأنهم على قناعة تامة بأن تراجع أوباما عن تنفيذ تهديده لنظام الرئيس السوري بشار الأسد في أغسطس/آب 2013 كان سببا مباشرا في تنمر الصين وبروز نزعتها العدوانية بشأن النزاعات الحدودية في بحر جنوب الصين،وأضاف أن البولنديين والليتوانيين والفرنسيين قالوا نفس الشيء عن روسيا فيما يتصل بغزو أوكرانيا، وقال العرب السنة والأتراك أيضا إن قرار أوباما سرّع تفاقم الكارثة في سوريا والشرق الأوسط ككل، بالإضافة لتسببه في أزمة اللاجئين بأوروبا وفي تعزيز وضع الأسد وتنظيم الدولة.
•كتب محرر الشؤون الدبلوماسية في صحيفة "الغارديان" باتريك وينتور تقريرا عن محادثات السلام السورية التي تجري في جنيف، قال فيه إن فرص التوصل إلى تسوية دستورية في سوريا تبدو بعيدة في وقت يختلف فيه المشاركون في جنيف حول الإجراءات،ويقول الكاتب إن المعارضة السورية صبت جام غضبها وإحباطها على وفد نظام الأسد لمحادثات جنيف، واتهمت أفرادها بالمماطلة، وتجنب الحوار الجوهري، والتركيز على الإجراءات،ويضيف وينتور أن الغضب يشير إلى أن نجاح المحادثات يعتمد على استعداد روسيا لوضع ضغط على نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ومنع حصول انسداد في المحادثات،ويشير التقرير إلى أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري سيقوم هذا الأسبوع بزيارة موسكو؛ لمعرفة المدى الذي سيعبر فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن استعداده لاستخدام نفوذه على الأسد، بعد قراره المفاجئ سحب قواته من سوريا،وتنقل الصحيفة عن كبير مفاوضي وفد المعارضة محمد علوش، قوله إن الحكومة رفضت حتى الآن الدخول في مفاوضات مفصلة، وبدلا من ذلك فإنها تواصل تجويع السوريين وتركيعهم،ويلفت الكاتب إلى أن المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا حاول تقديم صورة متفائلة عما أنجزه الأسبوع الأول من المفاوضات، وقال إن "نظام المحادثات التقريبية أسهم في استمرار المحادثات دون أن يخرج منها وفد، أو يؤدي إلى انهيارها"،ويفيد التقرير بأن الدبلوماسيين يعترفون بأنه لم يتم تحقيق إلا تقدم بطيء على الموضوعات الثلاثة المترابطة التي تهدف لبناء الثقة، وهي وقف الأعمال العدائية، والإفراج عن المساجين، وفي المسألة الجوهرية وهي الانتقال السياسي، اعترف دي ميستورا بوجود مسافة بعيدة بين الطرفين، وقال إن هدفه هو البحث عن مناطق رمادية يمكن من خلالها دمج موقفي الطرفين،وتعلق الصحيفة بأن "المخاطر التي تواجه دي ميستورا هي أن تفقد المحادثات زخمها، فيما ستدفع الموضوعات الخارجية، مثل بطء وصول المواد الإغاثية للمناطق المحاصرة، وفد المعارضة والهيئة العليا للمفاوضات، إلى أن تفقد الأمل، وجاءت الهيئة العليا للمفاوضات، التي شكلت في الرياض وبرعاية سعودية العام الماضي، واثقة من إمكانية نجاح المحادثات، وجددت ثقتها بدي ميستورا، لكنها شعرت بالاستياء من موقف الحكومة الرافضة لمناقشة أي موضوع باستثناء المبادئ العامة"،وينوه وينتور هنا إلى القضايا الرئيسة، مثل السماح بدخول المواد الإنسانية للمناطق المحاصرة، حيث اشتكت الأمم المتحدة من عدم السماح لها بالدخول إلى ست بلدات محاصرة تضم دوما وحرستا وداريا، ووصلت المساعدات الإنسانية إلى 260 ألفت في المناطق المحاصرة، إلا أن الأمم المتحدة ترغب بوصولها إلى 1.1 مليون في نهاية نيسان/إبريل،ويذكر التقرير أن المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة في ضواحي دمشق لم تحصل على دواء أو طعام أو ماء منذ عام 2013، مشيرا إلى أنه لم يتم نقل المواد الغذائية إلى دير الزور بسبب عدم وجود مظليات كافية، وبالإضافة للمواد الطبية، فإن الاختصاصيين يمنعون من دخول عدد من المدن،وتورد الصحيفة نقلا عن منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية يان إيغلاند، قوله: "لا أعرف لماذا لم يمنحوا أذونات، إن منعنا من الذهاب هو خرق للقانون الدولي". ويضيف أن عددا قليلا من الأطفال السوريين حصلوا على لقاحات ضد الجدري وشلل الأطفال، وهو ما وصفه بـ"الوصفة لانتشار الوباء بين الملايين"، لافتة إلى أن من الأشياء الإيجابية وصول الأمم المتحدة إلى 150 ألف سوري في المناطق المحاصرة، و110 آلاف في المناطق التي يصعب الوصول إليها، فقد وزعت قافلة من الصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر السوري المساعدات على مضايا والزبداني والفوعة وكفريا،ويقول الكاتب: "إذا أخذنا بعين الاعتبار تعقيدات وقف إطلاق النار، الذي بدئ به في 27 شباط/ فبراير، فإن هناك عددا من اللاعبين استثنوا من الاتفاق، مثل تنظيم الدولة وجبهة النصرة، إلا أن الاتفاق أدى كما قال دي ميستورا إلى (هدوء) مثير للدهشة، مع أنه لم يصف هذا بالموجة"،ويضيف وينتور أن قوة المهام الخاصة الأمريكية الروسية، التي يديرها المسؤول الألماني فولكر بيرثز، عملت على تنسيق عسكري كبير، مشيرا إلى أن خروقات الهدنة تتناقص كل يوم، حيث لا يزال الأمريكيون، وبدرجة أقل الروس، يشنون هجمات ضد تنظيم الدولة وجبهة النصرة، ويقوم الروس مثلا بشن غارات ضد تنظيم الدولة في تدمر، وهناك عدد من الإشارات المبدئية إلى أن جبهة النصرة تتعرض لضغوط بسبب الغارات اليومية، وكذلك من المدنيين، الذين عبروا عن استعدادهم للتظاهر وبشكل يومي،ويكشف التقرير عن أن الهيئة العليا للمفاوضات تحاول طرح موضوع المعتقلين السياسيين، وتحاول رفع مستوى أهمية الموضوع لأهمية المساعدات الإنسانية ذاتها، لافتا إلى أنه في محاولة للتوعية بالموضوع، قامت الهيئة بتنظيم معرض "صور قيصر"، وهي صور مئات الآلاف من المعتقلين في السجون السورية، وحضر المناسبة عدد من الدبلوماسيين والمدافعين عن القضية السورية،وتورد الصحيفة نقلا عن الهيئة العليا قولها إن 50 معتقلا يتم إعدامهم كل أسبوع، مستدركة بأن أساس هذه المعلومات غير واضح، وترى الأمم المتحدة أهمية في طرح موضوع المعتقلين، ويقول إيغلاند: "هؤلاء هم مدنيون أبرياء ويجب الإفراج عنهم، ولا شيء أهم من الإفراج عن عدد منهم، خاصة الضعفاء والمرضى والنساء والأطفال"، ولا توجد أرقام مثبتة عن المعتقلين السوريين، لكن المعارضة قدمت في محادثات سابقة قائمة بـ 47 ألف معتقل عدتها الحكومة مزيفة،ويبين الكاتب أن الهدف الرئيسي للمحادثات هو تشكيل حكومة انتقالية في غضون ستة أشهر بسلطات تنفيذية حقيقية تقوم بالاتفاق على دستور، والسماح بانتخابات برلمانية ورئاسية في مدى 18 شهرا، ويقول دي ميستورا إنه يرغب بحكومة انتقالية في مدى ستة أشهر، لكنه اعترف بأن هذا الأمر يسير بوتيرة بطيئة،وينقل التقرير عن عضو الهيئة العليا للمفاوضات بسمة قضماني، قولها إن جانبها قدم مذكرة فيها رؤية للمرحلة الانتقالية، وعبر دي ميستورا عن إعجابه بعمق التحضير الذي قامت به الهيئة العليا، لكنه ألمح وبقوة إلى أن الحكومة السورية لم تبد تعاونا مماثلا،وبحسب الصحيفة، فإن رئيس وفد حكومة النظام السوري والسفير في الأمم المتحدة بشار الجعفري، أكد أن طرفه متعاون، وقال إنه قدم رؤيته في ورقة من ثماني نقاط تسمح "بحوار سياسي جدي داخلي دون تدخل أجنبي"، مبينة أن الدبلوماسيين الغربيين يخشون من أن هذا البيان يعني رفض الأسد لصيغة الأمم المتحدة، ورفضه لشروط مسبقة يعني أنه ليس مجبرا على التنحي عن السلطة في نهاية المرحلة الانتقالية،ويرى وينتور أن التحديات التي تواجه دي ميستورا كثيرة، فعلى صعيد الحكومة الانتقالية فإن التقدم لا يزال بطيئا، وكما تقول قضماني: "قد يقول البعض عند نقطة محددة أنه لا يوجد شريك للتفاوض معه"،ويذهب التقرير إلى أن مشكلات دي ميستورا لم تتوقف على عقد محادثات بين النظام والهيئة العليا للمفاوضات، بل عليه أن يدعو مجموعة موسكو- القاهرة من الجماعات المؤيدة لروسيا والوفد الذي يعرف باسم مجموعة حميميم على اسم القاعدة الجوية الروسية قرب اللاذقية، لافتا إلى أن الهدف هو تقويض شرعية الهيئة العليا للمفاوضات، باعتبارها الطرف الوحيد المخول للتفاوض مع النظام وتنحية الأسد،وتذكر الصحيفة أن دي ميستورا يواجه تعقيدا آخر، وهو دعوة حزب الاتحاد الديمقراطي إلى المحادثات، وهو ما ترفضه تركيا، خاصة بعد إعلان الجماعات الكردية عن منطقة حكم ذاتي داخل سوريا،وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن فرص التوصل إلى تسوية دستورية قليلة، خاصة أن طرفي المحادثات لا يزالان يتماحكان على الإجراءات، مشيرة إلى أنه إذا قرر بوتين عدم ممارسة نفوذه على الأسد، فإن التفاؤل الذي رافق بداية الأسبوع الأول من المفاوضات سيختفي.
•أعرب ديل عن دهشته لقول أوباما مؤخرا لمجلة أتلانتيك الأميركية إنه فخور بقراره ذلك حول سوريا، ووصف الكاتب عبارة الرئيس تلك بأنها "مجرد عجرفة للدفاع عن النفس" وتشير أيضا إلى "جهل أصيل" مصاب به أوباما أو "حالة نكران لنتائج قرار من المؤكد أن يعتبره المؤرخون لاحقا واحدا من أخطائه المصيرية الحاسمة"،وقال أيضا إن الدول الحليفة لأميركا مقتنعة بأن الأخيرة دمرت قدرتها الولايات المتحدة على الردع وشجعت النزعات العدوانية لدى الخصوم، وإن هؤلاء الحلفاء بدؤوا يفكرون في تعديل سياساتهم وفقا لذلك،وأضاف بأنه ليس مهما أن يحاجج أوباما بأن بكين وموسكو لم تتنمرا بسبب سياسته تجاه سوريا، بل المهم هو أن كل قادة الدول الحليفة لأميركا وكذلك المفكرين بمراكز البحث الأميركية مقتنعون بذلك، وأنه هو وحده يخالف الجميع،واختتم ديل مقاله بأن نتيجة ذلك القرار أن أوباما حاليا ملزم بمحاربة تنظيم الدولة وهجماته المتزايدة بمنطقة الشرق الأوسط دون أي أمل في وجود دولة قابلة للاستمرار قادرة على أن تحل محل تنظيم الدولة، وأن الرئيس الأميركي القادم سيرث مستنقعا عميقا تغوص فيه البلاد دون حلفاء ودون إستراتيجية للخروج.
•يستبعد سامي كليب في جريدة "النهار اللبنانيةأن تفضي المحادثات إلى نتائج فاعلة، قائلا: "الواضح أن هذا النوع من "اللا- مفاوضات" في جنيف لن يُفضي الى شيء، وإن هو حقق أي إنجاز، فسيكون مجرد مبادئ عامة، لا بد من تمرير ما بقي من عهد باراك أوباما بأقل حرائق ممكنة"،ويضيف: "لو أن مفاوضات جنيف جدية لتم اختيار لها رجل أكثر دهاءً من ستيفان دي ميستورا، فالديبلوماسي الإيطالي المولود في السويد قبل 69 عاماً أختير أصلا لتمرير مرحلة وإبقاء الأمم المتحدة حاضرة في الملف السوري والحفاظ على الخيار السياسي".
•في جريدة "الإتحاد" الإماراتية يشير طيب تيزيني إلى أن المحادثات يجب أن تحقق "نقاط تضبط العمل السياسي"، متمثلة في: "لا لتقسيم سوريا أرضاً وشعباً، ولا للطائفية كحل سياسي أو مسلك اجتماعي وفكري، ولا للثأرية في مواجهة الفعل السوري، وخصوصاً بصيغة الانتقام، بل نعم لسيادة الآلة الاجتماعية والمساواة الإنسانية. وفي هذا السياق، نقول لا للإرهاب والتطرف، بل نعم لتعددية ديمقراطية مفتوحة".
•نشرت صحيفة لوموند الفرنسية تحقيقا تضمن شهادات أحد عناصر الجيش السوري الحر ووثائق، تؤكد أن الاستخبارات الأمريكية كانت على علم بتحركات تنظيم الدولة في سوريا، وكانت قادرة على استهدافه في عدة مناسبات، ولكنها امتنعت عن ذلك بشكل غير مبرر. ويطرح التحقيق تساؤلات حول "العلاقة الخفية" بينها وبين هذا التنظيم،وقالت الصحيفة في تقريرها إن المعلومات الجديدة التي ظهرت؛ تبرز القصة المأساوية للثورة السورية خلال السنوات الخمس الماضية، حيث إن الشعب السوري الذي ثار ضد حكم بشار الأسد في سنة 2011، شاهد ثورته وهي تضيع بين مطرقة النظام وسندان "المنظمات الإرهابية"، على غرار تنظيم الدولة وجبهة النصرة،واعتبرت الصحيفة أن الأسباب التي أدت لهذ التحول غير المرغوب لمسار الثورة السورية، وانتشار التشدد والعنف، هي بالأساس وحشية قوات الأسد والقمع الدموي الذي مارسته ضد الشعب، وتعمدها نشر الفوضى لتمهيد الطريق للمجموعات المتطرفة، بالإضافة إلى الأدوار المعقدة التي أدتها القوى الخارجية المتدخلة، وضعف المعارضة المعتدلة التي ارتكبت عدة أخطاء،وأضافت الصحيفة أن هذه العوامل الثلاثة يجب أن يضاف إليها عامل رابع على ضوء المعلومات التي تم كشفها مؤخرا، حيث إن معارضين سوريين أكدوا أن الاستخبارات الأمريكية كانت تتلقى معلومات دقيقة حول تحركات تنظيم الدولة، إلا أنها كانت في كل مرة تقوم بتجاهلها،وذكرت الصحيفة أن التحقيقات التي قامت بها لعدة أسابيع في تركيا، وخاصة في غازي عنتاب التي تمثل معقل المعارضة السورية في الخارج، مكنتها من جمع عدة وثائق وشهادات في هذا السياق، وهي تكشف أمرين مهمين، أولهما أنه منذ منتصف سنة 2013 كانت الأجهزة الاستخبارات الأمريكية تجلس متفرجة على صعود تنظيم الدولة شيئا فشيئا، حيث كانت تحصل على المعلومات من داخل المعارضة السورية. والأمر الثاني هو أن واشنطن لم تستعمل هذه المعلومات للتحرك بشكل إيجابي حتى بعد انطلاق حربها ضد تنظيم الدولة في سوريا في أيلول/ سبتمبر 2014، وهو ما مثّل خيبة أمل لقوى المعارضة المعتدلة التي كانت تأمل أن تستفيد من التدخل الدولي ضد الإرهاب،ونقلت الصحيفة شهادة أحد أبرز رجال "مخابرات" الجيش السوري الحر، الذي أكد أنه في عدة مناسبات، وعلى امتداد سنتين، أرسل تقارير مفصلة إلى وكالة الاستخبارات الأمريكية "سي آي إيه"، جمعها عن طريق شبكة من المخبرين في الميدان، وقد تضمنت هذه التقارير منجما من المعلومات والخرائط والصور وإحداثيات "جي بي أس" وأرقام الهواتف،ونقلت الصحيفة عن هذا الرجل الذي أشارت إليه بحرف "م"، قوله: "منذ أن كان تنظيم الدولة يضم 20 شخصا إلى أن أصبح يضم 20 ألفا، كنا في كل مرة نحذر الأمريكيين، ولكنهم لم يحركوا ساكنا، وعندما كنا نسألهم عما يفعلونه بهذه المعلومات، كانوا يقدمون لنا إجابات غامضة، ويقولون إن تلك المعلومات كان يتم إيصالها إلى "صناع القرار"،وأكدت لوموند أنها اطلعت على بعض هذه الوثائق، وتضمنت إحداها خريطة بمواقع مكاتب تنظيم الدولة في الرقة، ونقاط التفتيش التي أقامها ومركز عملياته. كما تضمنت هذه الوثائق خطة سرية تم تجهيزها في صيف سنة 2014 بالتشاور مع واشنطن، كانت ستمكن من دحر تنظيم الدولة من مواقعه في محافظة حلب، إلا أن الأمريكيين قاموا بتأجيل هذه العملية مرارا وتكرارا ثم تمّ إلغاؤها نهائيا، وتركوا الجيش السوري الحر يواجه مصيره في هذه المحافظة،وذكرت الصحيفة أن واحدا من أهم المخبرين الذين عملوا ضمن هذه الشبكة، كان موظفا في مكتب الشؤون المالية لتنظيم الدولة في منبج في ريف حلب الشرق، غير بعيد عن الحدود التركية. وقد كشف هذا المخبر عن وثائق تثبت أن عضو مجلس الشعب السوري وحزب البعث، رضوان حبيب، كان يرسل مبالغ مالية ضخمة لشقيقه علي، وهو أمير تنظيم الدولة في بلدة مسكنة في ريف حلب،كما نقلت الصحيفة عن الشاهد "م" قوله إن مخبري الجيش السوري الحر نجحوا في تجهيز ملف كامل حول معسكر لتدريب مقاتلي تنظيم الدولة الأجانب في شمال محافظة اللاذقية، تضمن إحداثيات "جي بي أس" وصورا، بالإضافة إلى أرقام هواتف قياديين في التنظيم والأرقام التسلسلية لأجهزة الاتصال بالأقمار الصناعية وعناوين الإنترنت التي كانوا يستعملونها، إلا أنه لم يتم قصف هذا الموقع،وذكرت الصحيفة أنها التقت شخصا آخر عمل أيضا كهمزة وصل بين الجيش السوري الحر وأجهزة المخابرات الغربية، في مدينة غازي عنتاب، تحدث عن كيفية سقوط تدمر في يد تنظيم الدولة في تموز/ يوليو 2015،ويقول هذا الشاهد: "كنت في ذلك الوقت في ميناء إسكندرون، وقد اتصل بي بعض معارفي الموجودين في منطقة السخنة في شرق تدمر، ليقولوا لي إن رتلا من سيارات الجيب التابعة لتنظيم الدولة كان يتجه نحو تدمر، وقد أخبرت وكالة الاستخبارات الأمريكية والبنتاغون، وقالوا لي إنهم هم أيضا كانوا بصدد مشاهدة هذا الرتل، إلا أنهم برروا عدم قصفهم بالقول إن قائد الطائرة القريبة منهم أشار لوجود بعض الأطفال على متن إحدى الشاحنات، وهو ما أثار استغراب هذا الشاهد الذي قال لهم: وماذا عن بقية السيارات،وتساءل هذا الشاهد حول الأسباب التي دفعت بالولايات المتحدة للامتناع عن قصف رتل سيارات تنظيم الدولة لمنعه من السيطرة على تدمر، رغم أن الجميع كان يعلم مكان هذا الرتل ووجهته، وكان من السهل قصفه في تلك المنطقة الصحراوية المكشوفة. وقد أثارت هذه الحوادث المتكررة شكوك المعارضة السورية، حول النوايا الحقيقية للولايات المتحدة في سوريا.
•قال موقع ويلا الإخباري الإسرائيلي إن روسيا وإسرائيل لديهما مصلحة مشتركة في سوريا، بعدم وقوع إشكاليات بينهما فيها، بجانب المصالح الاقتصادية المشتركة، دون أن يكون ذلك بديلا عن التحالف مع الولايات المتحدة، معتبرا أن الانسحاب الروسي من سوريا يشكل مصلحة لإسرائيل،واعتبر المراسل العسكري بالموقع أمير تيفون أن قرار الانسحاب الروسي المفاجئ من سوريا، يشكل مناسبة جيدة لإسرائيل أن تعرف مكانتها الحقيقية لدى موسكو، وهل أن العلاقات بينهما تحسنت في الآونة الأخيرة؟ أم أن الأمر يتعلق بتنسيق سطحي فقط،ونقل تيفون عن وزير الاستخبارات السابق دان مريدور أن الروس لديهم مصالح حقيقية في علاقات إيجابية مع إسرائيل، وهم في ذروة تدخلهم العسكري بالشرق الأوسط، وإسرائيل لها مصلحة في التقارب مع روسيا، دون أن يكون ذلك على حساب العلاقة مع الولايات المتحدة،ورفض مريدور ما يتردد في إسرائيل من القول إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قوي، ونظيره الأميركي باراك أوباما ضعيف، وروسيا قوية والولايات المتحدة ضعيفة، معتبرا أن العكس هو الصحيح "لكن لاشك أن أوباما ارتكب أخطاء، وأحسن بوتين استغلالها، لتحسين موقع روسيا بالمنطقة".
•ب المحلل العسكري للقناة الإسرائيلية العاشرة ألون بن دافيد بصحيفة معاريف أن الرئيس الروسي أراد إظهار زعامة حقيقية حين قرر دخول سوريا والخروج منها بناء على رغبته الشخصية، رغم الأضرار التي لحقت بروسيا في العالم السني بسبب قتلها للسوريين، لكنه في النهاية حقق ما أراده منذ البداية، وهو تحديد مستقبل سوريا،وقال إن بوتين نجح بدخول سوريا دون أن يتوقع أحد، وأوقف عملية سقوط النظام السوري، ثم فاجأ الجميع مجددا بالإعلان أن المهمة قد انتهت، وبدأ بإعادة قواته إلى بلاده "وهو ما أخفق فيه الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش عام 2003 في العراق، وفشلت إسرائيل بتنفيذه عام 1982 في لبنان، عقب طرد منظمة التحرير منه"،واعتبر أن عودة الطائرات الروسية إلى بلادها، ومغادرة الشرق الأوسط، بما فيها منظومة الدفاع الجوي "إس 400" هي أخبار سارة لإسرائيل "لأن إيران التي أبقت سبعمئة فقط من كوادرها في سوريا، لا تبدو كما لو كانت في بداية الحرب السورية، وكذلك حزب الله الذي يبقي في سوريا سبعة آلاف من مقاتليه يقاتلون بجانب الأسد"،وختم حديثه بالقول إنه في ظل الواقع القائم في سوريا، فإنه ليس لدى الجيش الإسرائيلي مشكلة عملياتية بإرسال فرقة عسكرية أو كتيبة ميدانية إلى العمق السوري لتنفيذ مهمة ما، مضيفا أنه وبعد مرور خمس سنوات على الحرب في سوريا، فإن الدرس الأهم أمام إسرائيل أن أي نظام ليس محصنا من الثورات.
•قال الكاتب والصحفي الأردني فهد الخيطان رفع المبعوث الأممي المكلف بالملف السوري ستيفان دي ميستورا جلسات المداولات في جنيف بين طرفي النزاع السوري إلى الأسبوع المقبل.
لم تحقق جولة المفاوضات الأخيرة اختراقا جوهريا. لكنها، في المقابل، لم تسجل انتكاسة. نتائج المداولات جاءت ضمن سقف التوقعات المتواضعة أصلا،وإنالتطور الإيجابي هو الاتفاق على موعد اللقاء المقبل قبل انفضاض جولة المفاوضات. مثل هذا الأمر الإجرائي كان متعذرا في وقت سابق،ولم يشأ أحد على طرفي الأزمة أن يقر علانية، لكن تأثير القرار الروسي بالانسحاب "الجزئي" من أرض المعركة كان حاسما لجهة امتثال الطرفين لقواعد العملية السياسية كخيار لا بديل له لتسوية الأزمة،وفد النظام السوري بدا مكابرا لا يريد أن يعترف أنه بات تحت ضغط الموقف الروسي الحاسم. فيما وفد المعارضة حاول إظهار ثقة زائدة بالنفس لا فضل للروس فيها،وساهم إعلان كرد سورية ومن طرف واحد، تبني النظام الفيدرالي في المناطق الكردية، في إدراك الطرفين لحجم المخاطر التي تنتظر سورية في حال استمر الصراع من دون حل سياسي. وكان لافتا بحق اتفاق الطرفين، وللمرة الأولى، على موقف مشترك حيال شأن استراتيجي يخص مستقبل سورية،لكن يبقى الموقف الروسي وما يقال عن تفاهم أميركي روسي مشترك، هو العنصر الحاسم في المرحلة المقبلة. وإذا كان التدخل العسكري الروسي قد أنهى آمال المعارضة السوري بإمكانية إسقاط النظام السوري، فإن قرار بوتين المفاجئ بالانسحاب، جعل الحل السياسي الخيار الوحيد المتاح أمام النظام، مبددا بذلك أوهام الحسم العسكري التي سادت بعد عاصفة "السوخوي"،ليس ممكنا بالطبع توقع المسار المقبل لمفاوضات جنيف، ثمة عقبات كبرى ما تزال جاثمة في طريق الحل السياسي، ومواقف الطرفين ما تزال متباعدة. لكن اللاعبين الكبيرين؛ موسكو وواشنطن، لم يتركا خيارا للمتحاربين غير المفاوضات،وفي الجولة المقبلة ربما يتمكن الوسطاء من تقريب وجهات نظر الطرفين للاتفاق على جدول أعمال للمفاوضات. هذه خطوة مهمة وأساسية، سيترتب عليها الكثير من الخطوات في المستقبل،أما العامل الحسم في تقدير فرص النجاح أو الفشل، فهو مدى الالتزام بقرار وقف إطلاق النار. حتى الآن، هناك قدر عال من الالتزام يفوق توقعات الجميع. ومع مرور الوقت من دون وقوع اختراقات كبرى، يصبح من الصعب على أي طرف المغامرة بكسر الهدنة وتحمل نتائج هكذا خطوة. وحتى على المستوى الشعبي في سورية، فإن ملايين السوريين الذين تنفسوا الهدوء لأول مرة سيواجهون في الميدان كل من يحاول إعادتهم إلى زمن البنادق والخنادق،وليس ثمة شيء مؤكد بعد لكن الدلائل المتوفرة حاليا تشير إلى أننا نقترب من نقطة التحول في سورية؛ لحظة كانت حتى أسابيع قليلة بعيدة جدا، بل ومستحيلة، لكن القرار الروسي قلب كل التوقعات، وأحيا الآمال بقرب نهاية الأزمة الدامية في سورية.
هل بات الحل وشيكا؟ ربما. لكننا لا نعلم بعد شكل سورية عقب عملية جنيف.
•في صحيفة "النهار" اللبنانية قال إلياس الديري إن أكراد سوريا لم يضيِّعوا الفرصة وسارعوا "في التوقيت المناسب إلى فتح باب "الفَدْرَلَة" على مصراعيه"،ويقول الكاتب: "أوَّل الغيث قطرة. وأوَّل المسيرة في اتجاه التغيير خطوة. وأوَّل القرارات التاريخيَّة كلمة. وأوَّل الانفصال إعلان الزواج من اللامركزيَّة متوأَمةً مع الفيديراليّة. وأوَّل الفيديراليات السوريَّة كرديٌّ بكل تفاصيله وتطلّعاته ... لا بدَّ أن تنفتح شهيّات فئات متعدَّدة داخل سوريا، وربما داخل دول عربيّة أخرى، على التشبُّه بالأكراد، والإقدام على مثل ما أقدموا عليه".
•ى عريب الرنتاوي في "الدستور" الأردنية أن أكراد سوريا تسرعوا بإعلان هذه الخطوة التي اعتبرها "قفزة في المجهول"،ويقول الكاتب: "لقد أحيا القرار الكردي المنفرد والمتسرع، المخاوف من وجود "أجندة خفية" لديها، انفصالية بامتياز، وسوف يدفع هذا القرار مختلف الأطراف، إلى إعادة قراءة وتقيم السياسات الكردية"، مضيفًا أن هذا التطور المفاجئ قد يجعل الأكراد يعرضون "مكتسبات سنواتهم الخمس الفائتة للخطر والتهديد، فيصح فيهم القول: من استعجل الشيء قبل أوانه، عوقب بحرمانه".
•تحت عنوان "الانفصاليون في سوريا" كتب المعارض السوري ميشيل كيلو في البيان الإماراتية يقول إن الأكراد ماضون في عملية تكريد للأراضي التي يحررونها من قبضة المسلحين.
يقول كيلو: "كلما تقدمت قوات حماية الشعب لتطهير منطقة من المناطق من الشعب الذي تحميه، أدقق في الصور علني أجد العلم الذي يذكر بانتمائها الوطني إلى سوريا، أو أقرأ كلمة واحدة تؤكد أنها قوات سورية وديمقراطية تدافع عن قضية مشتركة هي حرية السوريين، جميع السوريين، بعربهم وكردهم، وكلما دخلت هذه القوات إلى مدينة أو قرية انتظر الاسم الكردي الذي ستطلقه عليهما، ويكون غالبا ترجمة لاسمها العربي، الذي تلغيه وتمحوه من كل مكان وتجعل من الخيانة ذكره على أي لسان"،ويضيف كيلو: "بهذه السياسة التي محت كل ما هو عربي في المناطق التي قررت ضمها إلى ما تسميه منطقة الحكم الذاتي في «غرب كردستان»، تبدو قوات الحماية وكأنها تنتقم ليس فقط من الناس، بل كذلك من التاريخ، وأنها تسعى إلى تأسيس تاريخ جديد ومختلف في ما تسميه منذ قرابة عامين «روج آفا»".
•في الوطن القطرية حذر أحمد منصور من أن إقامة منطقة فيدرالية للأكراد في سوريا سيكون بداية لتقسيم المنطقة، قائلا إن سياسة الولايات المتحدة والدول الغربية تجاه المنطقة بعد الحرب العالمية الثانية تقوم على محورين "الأول هو أمن إسرائيل والثاني هو نفط العرب"،وقال منصور إنه منذ أن "أصبح أمن إسرائيل مكلفا بالنسبة لهم في ظل استراتيجية الولايات المتحدة للانكماش والانسحاب من كثير من قواعدها الخارجية وسحب أساطيلها.. لذلك قامت استراتيجيتها منذ سقوط الشاه في العام 1979 على تفتيت دول المنطقة وإشغالها ببعضها البعض وإذكاء الصراعات الطائفية والعرقية واستخدام الأكراد القوميين أداة لتحقيق أهدافهم والتلويح لهم بقرب تحقيق حلمهم الأبدي بإقامة دولة كردية لهم تضم الأكراد في تركيا والعراق وسوريا وإيران".
واختتم مقاله بالقول إن "الاجتماع الذي دعا له الأكراد في ريف الحسكة لإعلان دويلتهم لن يكون سوى بداية لمرحلة جديدة لا تقوم على تقسيم سوريا فحسب وإنما ضرب تركيا وإيران والعراق".
•يتساءل محمد خروب في الرأي الأردنية عن توقيت إعلان أكراد سوريا عن فيدراليتهم، الذي يرى أنه "متسرع" وجاء في وقت "يبدو أنهم لم يحسِبوه جيداً"،ويقول خروب: "يبدو أن كرد سوريا قد وقعوا في الفخ ولم يدققوا جيداً في أبعاد وتبِعات قرارهم المتسرّع هذا، وإلا كيف نفسر هذا الالتقاء في رفض الفكرة بين دمشق وانقرة وموسكو وواشنطن وطهران".
•تقول جريدة الإندبندنت إن نظام الأسد رفض السماح بمرور قوافل الغذاء والمساعدات التابعة للأمم المتحدة الى 6 مناطق تخضع لحصار شامل من قواته ما يفاقم الازمة الإنسانية في سوريا.
وتضيف أن بعض السكان في مدينتي دير الزور وداريا اضطروا لأكل الأعشاب بسبب انقطاع قوافل الإغاثة وعدم توفر أي اطعمة وذلك حسب ما اعلن برنامج الغذاء العالمي التابع لمنظمة الامم المتحدة،ويضيف التقرير الذي أصدره البرنامح ان "كثير من السكان لايجدون حتى وجبة واحدة في اليوم ويرسلون الاطفال للتسول أو الاقتيات على الأعشاب البرية"،وتوضح الجريدة ان دير الزور محاصرة من قبل عناصر تنظيم الدولة الاسلامية بينما تقبع داريا تحت حصار مطبق للقوات الموالية لنظام الأسد،وتقول الجريدة إن الهدنة التى استمرت نحو 3 اسابيع حتى الان بين نظام الأسد وقوات المعارضة المعترف بها غربيا لم تشفع لدى الأسد للسماح بعبور قوافل المواد الإغاثية لدرايا و5 مناطق أخرى محاصرة،وتشير أيضا إلى أن عدم تصور إمكانية إيصال المساعدات لدير الزور عن طريق قوافل برية دفع إلى التفكير في إسقاط المساعدات عن طريق الجو لكن أولى المحاولات باءت بالفشل بسبب اضطرار الطائرات للتحليق على ارتفاع عال وبسرعة كبيرة خوفا من تعرضها للاستهداف بصواريخ ارض جو.
•نشرت مجلة فورين بوليسي الأميركية مقالا كتبته مديرة برنامج الحوار في معهد الشرق الأوسط الأميركي رندا سليم قالت فيه إن روسيا تأمل من خلال انسحابها من سوريا في ترجمة إنجازاتها الأخيرة إلى نصر دبلوماسي،وأوضحت أن الانسحاب الجزئي لروسيا جاء نتيجة للعلاقات المضطربة بين الكرملين والنظام السوري الذي سارع من جانبه لنفي أن يكون الرئيس بوتين قد تخلى عن دعم نظام الرئيس بشار الأسد،وأضافت أن موسكو غاضبة بسبب عدم إبداء الأسد المرونة الكافية في التفاوض مع المعارضة بشأن المستقبل السياسي للبلاد، وترى أن على النظام السوري استثمار المكاسب العسكرية الأخيرة في محادثات السلام الجارية في جنيف،وأشارت إلى أن اختبار قدرة بوتين في لعب دور صانع سلام في سوريا سيكون عبر طريقتين خلال المفاوضات، أولاهما أنه لا بد له من التوصل إلى تسوية مع الولايات المتحدة، والثانية أن عليه إقناع حلفائه في دمشق وطهران بالتخلي عن مواقفهما المتطرفة إزاء الحل السياسي للصراع.
•نشرت مجلة تايم الأميركية مقالا للكاتب إيان بريمير قال فيه إن بوتين يريد إعادة بناء روسيا باعتباره صانع قرارٍ سياسيٍّ مستقل لا ينبغي لأحد الاستخفاف به، وأنه يأمل إقناع الأوروبيين بأن بإمكان روسيا المساعدة في إدارة الأزمة التي أغرقت أوروبا باللاجئين، وهو ما يصب في مصلحة الطرفين،وأضاف أن الرئيس بوتين يريد أيضا أن يذكر حليفه الرئيس الأسد بأن سوريا بحاجة إلى روسيا أكثر من حاجة روسيا إليها،وأشار إلى أن بوتين أنجز هذا الهدف من خلال إظهاره أن روسيا يمكنها تعزيز موقف الأسد عبر تدخلها العسكري بسوريا، وبالتالي فإن الانسحاب يشكل تنبيها روسيًّا للنظام السوري، كما أنه يبطل مقولة الأميركيين بشأن انزلاق بوتين في المستنقع.
•نشرت فورين بوليسي مقالا للكاتب مايكل ريسيند، قال فيه إن مجرد ذكر فكرة الفدرالية يتسبب في تعقيدات دبلوماسية ويعرقل المفاوضات الجارية بين الأطراف السورية، وذلك بسبب ما تحمله الفكرة من تقسيم وتفكيك للبلاد في إطار خلق الشرق الأوسط الجديد،وأضاف أن عملية "الفدرلة" تتضمن رسم حدود لإنشاء وحدات فدرالية، وأن السوريين يخشون أن تكون هذه الوحدات هي نفسها التي تسيطر عليها الأطراف المتصارعة حاليا، مما يسهم في زيادة حدة الصراع ومحاولة الجهات المسيطرة تطهير منطقة للأقليات،وأوضح أن الفدراليات في سوريا تعني رسم الحدود على أسس عرقية أو دينية، وربما خلق نوع من الدولة الطائفية، وهو ما لا يريده معظم السوريين، وهو ما يرفضه أيضا قرار الأمم المتحدة المعني بخارطة الطريق في سوريا،ويستدرك الكاتب أنه لا يتعين على المفاوضين إعطاء أي اسم للحل الذي يجري التفاوض عليه، وأن تمضي الأطراف المتفاوضة قدما في طرح خياراتها للتوصل إلى حل، وذلك بدلا من الحديث عن النظام الفدرالي.
وأشار إلى أنه يجب التوصل لاتفاق سلام يكون مقبولا لدى شرائح واسعة من السوريين، حيث يحدد قرار مجلس الأمن الدولي أن أي اتفاق جديد في سوريا يجب أن يخضع لاستفتاء شعبي في البلاد.
•كتب الخبير العسكري الإسرائيلي رون بن يشاي في صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن روسيا انسحبت بعدما حققت أهدافها المتمثلة بقاعدة عسكرية مقابل ميناء طرطوس السوري على البحر المتوسط، وميناء بحري على شاطئ اللاذقية، ومطار عسكري في قاعدة حميميم شمال اللاذقية، وقاعدة جوية في مدينة حمص، ونفوذ سياسي في الشرق الأوسط،وأضاف أن هذا أقصى ما كان يحلم به الروس، وهو ما لم يحظ به الاتحاد السوفياتي في ذروة قوته قبيل سقوطه، وهذه الإنجازات لم يكن ليحققها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لولا صعوبة ما يمر به الأسد، والضغوط التي مارسها عليه،ووفقا للكاتب فإن سحب بعض القوات الجوية الروسية من سوريا لا يغير كثيرا من الواقع الراهن، لأن إسرائيل لا تعرف كم من الطائرات الروسية سوف تعود إلى بلادها، ومن الواضح أن جزءا منها سوف يبقى داخل الأراضي السورية، بما في ذلك الصواريخ بعيدة المدى ضد الطائرات، مشيرا إلى أن إسرائيل تعتقد أن التنسيق الأمني مع الروس ما زال مهما.
•أوضح زيسر في مقال بصحيفة "إسرائيل اليوم" أنه رغم أن الهدف الذي أعلنته موسكو من وراء تدخلها في سوريا هو مقاتلة تنظيم الدولة الإسلامية، فإن كثيرا من الهجمات الجوية الروسية لم تستهدف التنظيم، بل تركزت على المعارضة السورية الناشطة في غرب سوريا والسوريين الداعمين لها،وذكر أن الخطوة الروسية بالانسحاب من سوريا ترافقت مع خطوات أخرى إضافية، من بينها التعاون الروسي الأميركي للتوصل إلى حل سياسي للأحداث في سوريا، وبدء التلميحات المتزايدة حول تحويلها إلى دولة فدرالية، يبقى فيها نظام بشار الأسد في جزء من البلاد وتمنح الأجزاء الأخرى للمعارضة السورية بالتنسيق مع الولايات المتحدة،ورغم مباهاة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن القوات الروسية حققت أهدافها من التدخل العسكري الذي بدأ في سبتمبر/أيلول 2015، فقد جاء ذلك على حساب الدمار والخراب الذي جلبته على السوريين القوة العسكرية الروسية والإيرانية وحزب الله اللبناني،وختم زيسر -وهو رئيس قسم دراسات الشرق الأوسط بجامعة تل أبيب وخبير في الشؤون السورية- مقاله بالقول "في النهاية فإن قرار بوتين بالانسحاب من سوريا يؤكد فشل الروس في إخضاع المعارضة السورية، رغم الهالة التي أعطوها لأنفسهم، والخشية من تحول سوريا إلى أفغانستان ثانية، ما يعني أن قناعات جديدة توفرت لبوتين بأنه لا يمكن حل كل شيء بالقوة العسكرية.
•قالت صحيفة "الشرق" أن دخول وفد المعارضة السورية في جنيف إلى صلب موضوع الانتقال السياسي، يُفترَض أن يدفع بالمفاوضات إلى مساحة جديدة تتجاوز كل محاولات وفد النظام إلى الإبطاء والتعطيل.المبعوث الأممي، ستافان دي ميستورا، أبدى ارتياحه لما قدَّمته المعارضة من أوراق تتعلق بالعملية السياسية، ودعا وفد النظام إلى الدخول في صلب الموضوع نفسه في إشارةٍ إلى تململه من سلوك مبعوثي بشار الأسد،ولفتت: للتذكير ليست هذه الجولة الأولى من المحادثات. قبل عامين عُقِدَت جولة في جنيف، وانتهت دون نتائج. وآنذاك حمَّل المطِّلعون وفد الأسد المسؤولية عن عدم النجاح، لأنه مارس التعطيل وحاول كسب مزيد من الوقت. وفي الشهر الماضي عقِدَت جولة ثانية في جنيف أيضاً، لكنها لم تبدأ عملياً، والسبب هو نفسه: ميل وفد الأسد إلى المماطلة، وهو تقريباً نفس سلوك الوفود الحوثية التي ذهبت مرتين إلى المدينة نفسها على خلفية محادثات مع الحكومة اليمنية الشرعية برعايةٍ أممية،وأوضحت: وجولة المحادثات السورية الحالية هي الثالثة إجمالاً، والثانية بعد اجتماعَيْ فيينا وقرارات مجلس الأمن الدولي الأخيرة. وتتزامن هذه الجولة مع الذكرى الخامسة لاندلاع ثورة السوريين السلمية ضد النظام الذي فضَّل خيار القمع قتلاً وتعذيباً وتجويعاً. وحديث وفد الأسد عن تشكيل ما يسميها «حكومة موسعة» تعمل تحت مظلة النظام الحالي هو نوعٌ من الاستخفاف الواضح بحجم معاناة السوريين.
•تساءلت صحيفة "عكاظ"أنه يثير قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالانسحاب من المستنقع السوري تساؤلات حول ما إذا كان يشكل انسحابا حقيقيا أم مجرد تراجع تكتيكي؟ وهل يتراجع دعمهما لجزار سورية أم سيستمر بطرق أخرى،وأسهبت: الواقع على الأرض يعكس فشل نظام بشار رغم الدعم الروسي الإيراني في السيطرة على كامل الأراضي السورية، ولعل حلب ثاني أكبرالمدن خير دليل على هذا الفشل، وحسب محلل روسي فإن الخطر كان أكبر من محاولة التورط والدفع أكثر في هذا الاتجاه، ويعتقد أن رسالة بوتين للأسد عبر هذا الانسحاب الذي بدأ مفاجئا هي «أننا لاننوي القيام بكل الأعمال من أجلك». ويقول الخبير في شؤون الشرق الأوسط في معهد الدراسات العربية حاتم النجار إن الانسحاب الجزئي للقوات الروسية محاولة لإعطاء الفرصة لجهود التهدئة والتسوية في جنيف، فيما يرى أن بدء انسحابات مليشيات حزب الله أيضا يفتح الباب للحديث عن «صفقة» بين مختلف الأطراف الفاعلة في الأزمة خصوصا (روسيا، وأمريكا،وإيران). ويضيف النجار أن ثمة مخاوف بدأت تظهر لدى الرأي العام الروسي من احتمالات الغرق في المستنقع السوري على غرار المستنقع الأفغاني، لكنه لا يعتقد أن الروس سيتخلون عن الأسد،ورأت الصحيفة: وفي حال الفشل فإن المحلل السياسي يرى أنه لا يوجد ما يمنع موسكو من إعادة إرسال قواتها الجوية مجددا إلى سورية خصوصا أنها لا تزال تحتفظ بجنود وصواريخ وقاعدتين عسكريتين في اللاذقية وحميميم، ويضيف أن مصير الأسد يشكل نقطة خلاف تبدو صعبة إلا أنها ربما تكون جزءا من «الصفقة»، وفي هذا الإطار فإن قراري بوتين والدجال ربما يمثلان خطوة تكتيكية لتسريع الحل السياسي، وفي حال الفشل فالحرب قائمة.