قالت "ليندا توماس غرينفيلد" سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، خلال لقائها مع رئيس منظمة "الدفاع المدني السوري" (الخوذ البيضاء) رائد الصالح في نيويورك، إن الولايات المتحدة ملتزمة بالاستجابة الإنسانية للشعب السوري.
وشددت غرينفيلد، على ضرورة قيام مجلس الأمن الدولي في تموز المقبل، بتمديد وتوسيع آلية إدخال المساعدات عبر الحدود إلى شمال غرب سوريا لمدة 12 شهراً، وأشادت بـ "الشجاعة الدؤوبة" لعناصر الخوذ البيضاء، والعمل المنقذ للحياة الذي يقومون به، بما في ذلك عملهم عقب الزلازل المدمرة في شباط، وفق بيان بعثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة.
وناقشت غرينفيلد مع الصالح، مدى توافر الاحتياجات الفورية للمساعدات والإمدادات، والمشاركة مع الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الأخرى، لمواصلة تقديم الدعم للفئات الأكثر ضعفاً في سوريا.
وأطلعت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة الصالح، على جهود الولايات المتحدة للعمل من أجل استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي، يوسع آلية الأمم المتحدة، لتقديم المساعدة عبر الحدود إلى شمال غرب سوريا.
وكانت طالبت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، كلاً من "الولايات المتحدة والدول الغربية"، بتجديد الإعفاءات الإنسانية المتعلقة بالاستجابة لكارثة الزلزال من العقوبات المفروضة على حكومة دمشق، بهدف تسهيل إيصال المساعدات للمتضررين.
ودعت المنظمة، الكيانات التي تفرض العقوبات على سوريا، إلى تمديد غير مقيد للإعفاءات، قبل انتهائها الشهر المقبل، مطالبة دول الغرب بتنسيق الإعفاءات الإنسانية الجزئية والمتباينة عبر أنظمة العقوبات وإجراءات مكافحة "الإرهاب" وضوابط التصدير.
وسبق أن قال "رائد الصالح" مدير الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء"، إن غياب الإرادة الدولية عن المحاسبة هو ما يعيق تحقيق العدالة والسلام في سوريا، وإن الإفلات من العقاب يفتح الباب أمام مزيد من الجرائم.
وأكد الصالح خلال مشاركته في فعالية حول استخدام الأسلحة الكيمائية في سوريا، على هامش مؤتمر بروكسل، أنه في الماضي لم يكن أحد ينتقد روسيا على جرائمها في سوريا بل الكثيرون كانوا يعتبرونها شريكاً في الحل.
استهدف الطيران الحربي الروسي اليوم الأحد، سوقا شعبياً على أطراف مدينة جسر الشغور في ريف إدلب الغربي، مسجلاً سقوط العديد من الضحايا وإصابة العشرات من المدنيين، في ظل تصعيد جوي غير مسبوق على مناطق ريف إدلب، بات يتجلى بشكل واضح في الساعات الأخيرة.
وقال نشطاء، إن طيران الاحتلال الروسي، استهدف بعدة غارات، سوق البندورة، قرب منطقة معمل السكر شرقي مدينة جسر الشغور، في ظل ازدحام كبير للباعة والتجار في السوق، خلف عدة ضحايا، وعشرات الإصابات التي نقلت للمشافي الطبية في المنطقة.
وبالتوازي، استهدف طيران الاحتلال الروسي، عدة مناطق بريف إدلب، سجل تنفيذ غارات على أطراف مدينة إدلب الغربية أوقعت جرحى وضحية، كما سجل غارات جديدة على أطراف جبل الأربعين جنوبي المحافظة وغارة شمالي قرية بينين، في ظل استمرار عمليات التحليق المكثف لعدة طائرات في وقت واحد في الأجواء.
وصعدت روسيا خلال الأيام الماضية، من قصفها الجوي على مناطق ريف إدلب، تزامن مع انتهاء الجولة الـ 20 من اجتماعات صيغة "أستانا" والتي لم تتوصل لأي اتفاق على غرار جميع الاجتماعات السابقة، لتكرر روسيا ذات السياسية في التصعيد العسكري ضد المدنيين.
وكانت قالت مؤسسة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء"، إن الهجمات الإرهابية التي تستهدف الأسواق والمزارع والأحياء السكنية في شمال غربي سوريا، تهدد استقرار المدنيين وهي سياسة ممنهجة تهدف لنشر الرعب بين المدنيين الآمنين ومنعهم من عيش حياتهم الطبيعية، وعلى المجتمع الدولي وضع حد لهذه الهجمات الإرهابية القاتلة ومحاسبة مرتكبيها.
ولفتت المؤسسة إلى مواصلة الطائرات الروسية وقوات النظام هجماتها الإرهابية على قرى وبلدات شمال غربي سوريا مخلفةً ضحايا مدنيين في ريف إدلب، وتأتي هذه الهجمات في وقت ما يزال فيه السكان يكافحون لمواجهة آثار الزلزال المدمر، بعد 12 عاماً من حرب النظام وروسيا عليهم، وأزمة إنسانية غير مسبوقة.
زعمت وزارة النفط والثروة المعدنية في حكومة نظام الأسد زيادة المخصصات مادة البنزين خلال فترة العيد لتقليص مدة وصول الرسالة لأصحاب المركبات وتسهيل أمور الراغبين بالتنقل والسفر، وفق تعبيرها.
وحسب الوزارة فإنها شددت على توفر مادة البنزين اوكتان 95 على مدار الساعة في المحطات المتنقلة العائدة لشركة محروقات والموزعة في المدن وعلى الطرقات الرئيسية في كافة مناطق سيطرة النظام.
وقال عضو المكتب التنفيذي المختص بقطاع التجارة الداخلية وحماية المستهلك في اللاذقية إنه واعتباراً اليوم الأحد، سيتم زيادة عدد طلبات البنزين الواردة إلى المحافظة بمعدل طلبين وذلك لمدة أسبوع.
وأضاف أن بمناسبة عيد الأضحى المبارك طلبت وزارة النفط من شركة محروقات تعزيز المخصصات من البنزين وزيادتها خلال فترة العيد لتلبية احتياجات المواطنين وتقليص مدة وصول الرسالة لأصحاب المركبات فيما يخص التنقل والسفر بنفس الوقت.
وأعلن رئيس مجلس محافظ ريف دمشق "إبراهيم جمعة" زيادة عدد كميات البنزين الواردة إلى محطات المحافظة، وبذلك ستنخفض مدة وصول الرسالة لجميع المواطنين، فبعد أن كانت تصل الرسالة كل 12 يوماً ستنخفض إلى 10أيام وذلك لمدة أسبوع.
وكانت زعمت شركة المحروقات عن زيادة كميات المازوت والبنزين الموزعة بمناطق سيطرة النظام منذ بداية العام 2023، وكشفت وسائل إعلام تابعة لنظام الأسد عن وصول ناقلتي غاز ومازوت إيرانيتين إلى ميناء بانياس في طرطوس غربي سوريا.
وقدّرت وسائل إعلام نظام الأسد، وصول الكميات الموزعة عبر شركة محروقات، إلى أكثر من 5 مليون ليتر من المازوت و3 مليون ليتر من البنزين يومياً بنسبة 75 بالمئة تقريباً.
وادّعى أن زيادة الكميات الموزعة ما أدى إلى تحسن ملحوظ بواقع مختلف القطاعات الاقتصادية والخدمية والتحسن مستمر مع انتظام التوريدات واستمرار عمل المصافي واستقرار إنتاجها.
ونقل موقع موالي عن مصدر في مصفاة بانياس قوله إن إحدى الناقلتين محملة بنحو 2000 طن غاز منزلي، فيما تبلغ حمولة الأخرى 8 آلاف طن مازوت، وأضاف أن المصفاة استقبلت منذ بداية العام الحالي 3 نواقل غاز، وناقلة نفط محملة بمليون برميل نفط خام.
وزعم مدير التشغيل في شركة سادكوب في مناطق سيطرة النظام مضاعفة كميات الفيول لمحطات التوليد وتسريع وصول رسائل البنزين والغاز خلال الفترتين الحالية والقادمة، وستنعكس على واقع التقنين الكهربائي.
وطالما تبرر حكومة النظام بأن أزمة المحروقات بسبب الظروف التي يشهدها سوق المشتقات النفطية تعود إلى الحصار والعقوبات الاقتصادية والظروف التي أخّرت وصول توريدات النفط، فيما ينعكس ذلك على كافة الفعاليات الاقتصادية ومناحي الحياة اليومية والمعيشية للسكان في مناطق سيطرة النظام.
وتشهد مناطق سيطرة ميليشيات النظام أزمات متلاحقة في مختلف المشتقات النفطية، حيث غلب مشهد طوابير المنتظرين للحصول على حصتهم سواء من البنزين أو الغاز وغيرها، في الوقت الذي يعزوا فيها المسؤولين قلة الكميات إلى ظروف الحصار الاقتصادي ونقص توريدات المشتقات النفطية.
اتهم "أوليغ غورينوف"، نائب رئيس مركز المصالحة الروسي، كلاً من "هيئة تحرير الشام والحزب الإسلامي التركستاني"، برمي ست عبوات ناسفة بطائرات مسيرة على مناطق في اللاذقية وحماة، في وقت لم يصدر أي تبني رسمي من الجهتين المذكورتين.
وقال في موجز صحفي: "في 23 يونيو، قام مسلحون من الجماعتين جبهة النصرة والحزب الإسلامي التركستاني، باستخدام طائرات بدون طيار لإلقاء ست عبوات ناسفة على مناطق القرداحة ودير شميل وتل سحلب في محافظتي اللاذقية وحماة".
وتحدث "غورينوف"، عما أسماه استمرار الانتهاكات المنهجية والمتركزة والفظة لبروتوكولات منع المواجهة والمذكرة الثنائية لسلامة الطيران في سوريا من قبل ما يسمى "التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب" بقيادة الولايات المتحدة.
وفي ٢٣ يونيو ٢٠٢٣، قالت وسائل إعلام تابعة لنظام الأسد، إن انفجارات هزت مدينة القرداحة بريف محافظة اللاذقية ناجمة عن هجوم بواسطة طيران مسير، كما تعرضت بلدة دير شميل وسلحب بريف حماة لقصف مماثل.
وتحدثت صفحات موالية للنظام عن استهداف محيط مدينة القرداحة بقذيفتين عبر طائرة مسيّرة ما أسفر عن مقتل شاب و أضرار مادية في احد المباني، واتهمت ما وصفتها "المجموعات المسلّحة" بتنفيذ الهجوم، وفق تعبيرها.
وسبق أن تحدث العميد أوليغ غورينوف، نائب رئيس ما يسمى بـ"المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف المتحاربة في سوريا"، عن تصاعد "وتيرة الهجمات الإرهابية ضد العسكريين والمدنيين في سوريا" -حسب وصفه- خلال تصريح نقلته وكالة سبوتنيك الروسية.
هذا وقدر المسؤول الروسي أن "في حزيران/ يونيو الحالي كان هناك 47 انتهاكا لوقف الأعمال العدائية"، وتابع غورينوف: قائلا: "خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية رصدنا 18 انتهاكا يتعلق بطائرات مسيرة ومقاتلات التحالف بقيادة الولايات المتحدة" وفق تعبيره.
وصعدت روسيا خلال الأيام الماضية، من قصفها الجوي على مناطق ريف إدلب، تزامن مع انتهاء الجولة الـ 20 من اجتماعات صيغة "أستانا" والتي لم تتوصل لأي اتفاق على غرار جميع الاجتماعات السابقة، لتكرر روسيا ذات السياسية في التصعيد العسكري ضد المدنيين.
قتل وجرح عدد من قوات الأسد بريف درعا الغربي في هجوم مسلح شنه مجهولون استهدف سيارة عسكرية.
وقال نشطاء لشبكة شام أن سيارة عسكرية تابعة لقوات الأسد تعرضت لإطلاق نار كثيف من قبل مجهولين أدى لمقتل 4 من عناصر الأسد وإصابة أخر بجروح خطيرة، تم نقلهم إلى مستشفى مدينة درعا.
وأشار نشطاء أن السيارة العسكرية تعرضت لإطلاق نار بالقرب من دوار الجمل على طريق بلدة المزيريب بريف درعا الغربي.
واعترف نظام الأسد عبر وسائل إعلامه بمقتل الأربعة عناصر حيث قال أنهم من عناصر الشرطة المكلفين بحراسة المراكز الامتحانية في مدينة طفس.
وتجدر الإشارة أن محافظة درعا تشهد منذ توقيع اتفاق التسوية الأول عام 2018 بين الجيش الحر وروسيا، حالة من الفلتان الأمني المستمرة، إذ باتت مدن وبلدات المحافظة تشهد بشكل يومي عمليات تفجير واغتيال وقتل تستهدف بمعظمها قوات الأسد وعملائه، في حين أن هناك عمليات تستهدف عناصر سابقين في الجيش الحر ووجهاء المحافظة.
جدد الطيران الحربي الروسي صباح اليوم الأحد، غاراته الجوية على مناطق ريف إدلب، ضمن حملة تصعيد واضحة تستهدف المنطقة، مسجلاً غارات جديدة على أطراف مدينة إدلب الغربية، أوقعت جرحى بين المدنيين.
وقال نشطاء، إن طيران حربي روسي، استهدف بعدة غارات عنيفة، المزارع الغربية لمدينة إدلب، تسببت بحالة هلع كبيرة للمدنيين في مدينة إدلب ومحيطها، والمخيمات القريبة منها، أسفرت وفق إحصائيات أولية عن تسجيل عدة إصابات.
وبالتزامن، شن طيران حربي تابع للقوات الروسية، غارات جوية على مناطق ريف اللاذقية الشمالي، وذلك بعد غارات عنيفة ليلاً سجلت بريف اللاذقية وفي منطقة جبل الأربعين جنوبي إدلب.
وكانت قالت مؤسسة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء"، إن الهجمات الإرهابية التي تستهدف الأسواق والمزارع والأحياء السكنية في شمال غربي سوريا، تهدد استقرار المدنيين وهي سياسة ممنهجة تهدف لنشر الرعب بين المدنيين الآمنين ومنعهم من عيش حياتهم الطبيعية، وعلى المجتمع الدولي وضع حد لهذه الهجمات الإرهابية القاتلة ومحاسبة مرتكبيها.
ولفتت المؤسسة إلى مواصلة الطائرات الروسية وقوات النظام هجماتها الإرهابية على قرى وبلدات شمال غربي سوريا مخلفةً ضحايا مدنيين في ريف إدلب، وتأتي هذه الهجمات في وقت ما يزال فيه السكان يكافحون لمواجهة آثار الزلزال المدمر، بعد 12 عاماً من حرب النظام وروسيا عليهم، وأزمة إنسانية غير مسبوقة.
وقتل شابان شقيقان، بغارات جوية روسية، ظهر يوم السبت 24 حزيران استهدفت مزرعتهما، في قرية بسبت في ريف جسر الشغور غربي إدلب، كما استهدفت الغارات منزلهما في المزرعة نفسها ما أدى لدمار كبير فيه ولحريق في الأراضي الزراعية، كما تعرضت الجبال المحيطة في قرية بكفلا في الريف نفسه لغارة جوية مماثلة.
وشنّت طائرات حربية روسية يوم الثلاثاء 20 حزيران، عدة غارات جوية استهدفت مزرعة فيها بناء سكني طابقي، وأخرى فيها منزل سكني، وتجمع لأبنية غربي مدينة إدلب، ما أدى لدمار كبير في الأبنية واندلاع حريق بأعشاب يابسة قرب مزرعة لتربية الدواجن، تبعها غارات جوية مماثلة استهدفت مناطق جبلية في منطقة الشيخ بحر شمالي إدلب.
واستجابت فرق الدفاع المدني السوري لـ 297 هجوماً منذ بداية العام الحالي حتى يوم 23 حزيران شنتها قوات النظام وروسيا وهجمات من مناطق سيطرة مشتركة لقوات النظام وقوات سوريا الديمقراطية وهجمات بطائرات مسيرة وانفجارات، في شمال غربي سوريا منها 240 هجوماً مدفعياً وصاروخياً و4 هجمات جوية روسية، وأدت هذه الهجمات والانفجارات لمقتل 22 شخصاً بينهم 5 أطفال، كما أصيب أكثر من 90 شخصاً بجروح بينهم 32 طفل و20 امرأة.
أعلنت كلاً من "مجلس سوريا الديمقراطية وهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي"، الاتفاق على وثيقة، تتضمن جملة من المبادئ، بعد عقد اجتماعات مشتركة لممثلي الطرفين، للبحث عن كيفية حل الأزمة الموجودة في بنية النظام، والخروج من الأزمة الوطنية التي ترتبت عن الاستبداد وخياراته الأمنية والعسكرية وعن عدم اعتراف النظام بحقيقتها وطبيعتها واخطارها ورفضه لكل الدعوات الداخلية والخارجية للحل السياسي.
وقالت الوثيقة إن سوريا تتعرض اليوم لأخطار وأزمات متفاقمة ومتلاحقة، نتيجة السياسات المدمرة التي انتهجها نظام الاستبداد ومرتكزاته الأمنية، وأوصلت البلاد إلى وضع مقلق ينذر بمصادرة مستقبلها وتفتيت وحدتها أرضاً وشعباً.
ولفتت إلى أن حجم الدمار الهائل، وغياب مؤسسات الدولة والانهيار الاقتصادي وبوادر تمزق النسيج الوطني وفقدان مقومات الحياة الاساسية، كل ذلك وغيره من حالة تردي الأوضاع، يتطلب تعبئة جميع طاقات سورية الوطن والشعب في مهمة تغيير وإنقاذ للانتقال من حالة الدولة الاستبدادية والأمنية إلى حالة الدولة الوطنية الديمقراطية.
وعزت ذلك، لتتمكن سورية من تعزيز استقلالها ووحدتها وليتمكن شعبها من الإمساك بمقاليد الأمور وادارة شؤونه بحرية، وشعوراً منا بأن اللحظة الراهنة تفرض موقفاً وطنياً ومسؤولاً يخرج البلاد من الحالة الكارثية التي تعيشها ويجنبها مخاطر وجودية تلوح في الأفق، جعلت سورية في أمس الحاجة بأن تتضافر جهود أبناءها جميعا في مواجهة تحديات الحرب والسلام.
وأعلنت "مسد وهيئة التنسيق"، الاتفاق على جملة من المبادئ أولها أن التأسيس لبناء جبهة وطنية ديمقراطية سوريّة عريضة لقوى الثورة والمعارضة السورية تتبنى مشروع التغيير الوطني الديمقراطي والتحول من الاستبداد إلى الديمقراطية، يمثل الْيَوْمَ ضرورة ملحة لإخراج سورية من الكارثة التي تمر فيها.
ورأى الطرفان أن نجاح مسار الحل السياسي الوطني للأزمة السورية يتم بمشاركة القوى السياسية الوطنية الديمقراطية في العملية السياسية دون اقصاء وفق القرار ٢٢٥٤ لعام ٢٠١٥ وجميع القرارات الاممية ذات الصلة، بما يكفل تحقيق الانتقال السياسي والعدالة الانتقالية وإنهاء نظام الاستبداد ومولداته، والقضاء على الإرهاب بكافة أشكاله.
كذلك المساهمة بإنجاز التغيير الوطني الديمقراطي، وبناء الدولة الديمقراطية التعددية سياسياً ذات النظام اللامركزي الذي يتوافق عليه السوريون في دستور المستقبل وعلى كامل الجغرافيا السورية، الدولة الديمقراطية الحديثة، دولة القانون والمؤسسات المنتخبة وفصل السلطات والتداول السلمي للسلطة.
وشددت على أهمية أن تكون الدولة حيادية اتجاه الأديان والمذاهب والمكونات وجميع الفئات الاجتماعية والتي تحقق المواطنة الحرة المتساوية في الحقوق والواجبات لكل أفراد ومكونات الشعب السوريّ دون تمييز أو إقصاء على أساس القومية أو الدين أو المذهب أو الفئة أو الجنس أو الاتجاه السياسي.
وأكدت على ضرورة أن تلتزم بمضامين الشرعة الدولية لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني هذه الدولة ذات السيادة والاحتكام فيها للشعب هي الدولة القادرة على مواجهة جميع التحديات، واسترجاع سيادتها ووحدة وسلامة أراضيها، وتأمين متطلبات الحياة الحرة الكريمة للسوريين وفق دستور وطني جديد.
وأعلنت "هيئة التنسيق الوطنية ومجلس سوريا الديمقراطية"، تبني المشروع الوطني الديمقراطي الذي يكفل المحافظة على وحدة سورية الجغرافية والسياسية، ويرفض كافة المشاريع والمحاولات التقسيمية والانفصالية التي تهدد وحدة سورية أرضاً وشعباً، والعمل على خروج كافة الفصائل المسلحة والميلشيات غير السورية، والقوى الأجنبية المتواجدة على الأرض السورية، مؤكدين على عدم الاستناد إلى أية جهة خارجية.
وأكدت أن الحل السياسي الوطني للأزمة السورية هو الحل الوحيد الذي يجنب بلادنا المخاطرَ، ويحقق تطلعات الشعب باعتباره الطريق المأمون لصيانة وحدة وسيادة البلاد، وانسجاماً مع هذا الموقف، ينبغي وقف الحرب وانهاء العنف بكافة أشكاله والعمليات العسكرية على الأراضي السورية وفي مقدمتها الحلُّ الأمني والعسكري الذي يقوده النظام ضد الشعب السوري.
وشددت على ضرورة أن يترافق هذا الإجراء مع إطلاقِ سراح جميع معتقلي الرأي في سجون النظام وغيرها من السجون على كامل الأراضي السورية، وإلغاء جميع أنواع ملاحقات السياسيين داخل سورية وخارجها، ومعرفةِ مصير المقتولين تعذيباً، والمغيبين والمختفين قسراً في المعتقلات والسجون.
وأكدت الوثيقة على رفض كافة أشكال التغيير الديمغرافي والبدءِ باتخاذ الإجراءات التي تكفل العودة الآمنة والطوعية لكل المهجّرين والنازحين داخل سورية والمهجرين قسراً خارجها إلى مناطق سكناهم الأصلية.
وأشارت إلى محاربة الفساد بكافة أشكاله، والتأكيد على النهوض بالاقتصاد الوطني، واعتبار الثروات الوطنية ملكا للشعب السوري، من أجل حياة أفضل للمواطن، والعمل على تسيد العدالة واستقلال القضاء بما يحفظ حقوق الناس وكراماتهم، وتمكين المرأة من ممارسة دورها في الدولة والمجتمع، ودعم الشباب للقيام بدور قيادي في الحاضر والمستقبل.
قالت مؤسسة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء"، إن الهجمات الإرهابية التي تستهدف الأسواق والمزارع والأحياء السكنية في شمال غربي سوريا، تهدد استقرار المدنيين وهي سياسة ممنهجة تهدف لنشر الرعب بين المدنيين الآمنين ومنعهم من عيش حياتهم الطبيعية، وعلى المجتمع الدولي وضع حد لهذه الهجمات الإرهابية القاتلة ومحاسبة مرتكبيها.
ولفتت المؤسسة إلى مواصلة الطائرات الروسية وقوات النظام هجماتها الإرهابية على قرى وبلدات شمال غربي سوريا مخلفةً ضحايا مدنيين في ريف إدلب، وتأتي هذه الهجمات في وقت ما يزال فيه السكان يكافحون لمواجهة آثار الزلزال المدمر، بعد 12 عاماً من حرب النظام وروسيا عليهم، وأزمة إنسانية غير مسبوقة.
وقتل شابان شقيقان، بغارات جوية روسية، ظهر يوم السبت 24 حزيران استهدفت مزرعتهما، في قرية بسبت في ريف جسر الشغور غربي إدلب، كما استهدفت الغارات منزلهما في المزرعة نفسها ما أدى لدمار كبير فيه ولحريق في الأراضي الزراعية، كما تعرضت الجبال المحيطة في قرية بكفلا في الريف نفسه لغارة جوية مماثلة.
ومع ساعات المساء تعرضت مدينة جسر الشغور لقصف صاروخي استهدف الأحياء السكنية، ما خلف أضراراً مادية وحالة ذعر بين الأهالي في المدينة المكتظة بالسكان، وخاصة بعد الزلزال المدمر ولجوء الكثير من العائلات المنكوبة إليها بعد أن دمرت منازلها.
ويوم الخميس 22 حزيران قتلت امرأة وأصيبت 5 نساء بجروح، بقصف صاروخي لقوات النظام وروسيا، استهدف الأحياء السكنية ومحيط مدرسة ومسجد، في مدينة سرمين شرقي إدلب، كما أدى القصف لتهدم جدار منزل في المدينة أصيب على إثره فتى بجروح طفيفة، وجددت قوات النظام وروسيا بعد ساعات قصفها الصاروخي على المدينة مستهدفةً الأحياء السكنية والسوق الشعبي دون وقوع إصابات.
كما استهدفت قوات النظام وروسيا يوم الأربعاء 21 حزيران قرىً في ريف حلب الغربي وريف إدلب الشمالي الشرقي، بالقذائف المدفعية ما أدى لمقتل 3 مدنيين بينهم طفل وإصابة 11 آخرون بينهم طفلان وامرأة واستهدف قصف مدفعي مماثل أطراف مدينة الأتارب وقرية القصر في ريف حلب الغربي دون وقوع إصابات بالتزامن مع تحليق لطائرة استطلاع روسية فوق المنطقة، وحركة نزوح للمدنيين من بلدة كفرنوران هرباً من القصف الممنهج.
وشنّت طائرات حربية روسية يوم الثلاثاء 20 حزيران، عدة غارات جوية استهدفت مزرعة فيها بناء سكني طابقي، وأخرى فيها منزل سكني، وتجمع لأبنية غربي مدينة إدلب، ما أدى لدمار كبير في الأبنية واندلاع حريق بأعشاب يابسة قرب مزرعة لتربية الدواجن، تبعها غارات جوية مماثلة استهدفت مناطق جبلية في منطقة الشيخ بحر شمالي إدلب.
واستجابت فرق الدفاع المدني السوري لـ 297 هجوماً منذ بداية العام الحالي حتى يوم أمس 23 حزيران شنتها قوات النظام وروسيا وهجمات من مناطق سيطرة مشتركة لقوات النظام وقوات سوريا الديمقراطية وهجمات بطائرات مسيرة وانفجارات، في شمال غربي سوريا منها 240 هجوماً مدفعياً وصاروخياً و4 هجمات جوية روسية، وأدت هذه الهجمات والانفجارات لمقتل 22 شخصاً بينهم 5 أطفال، كما أصيب أكثر من 90 شخصاً بجروح بينهم 32 طفل و20 امرأة.
ادلب::
شن الطيران الروسي غارات جوية استهدفت قرية بسبت بريف إدلب الغربي أدت لإستشهاد مدنيين وإصابة أخرين، كما أغارت أيضا على بلدتي بداما وبكفلا بالريف الغربي وعلى بلدة بزابور بالريف الجنوبي، وتعرضت مدينة جسرالشغور وبلدات الناجية لقصف مدفعي وصاروخي عنيف من قبل قوات الأسد.
استهدف فصائل الثوار بقذائف الهاون والمدفعية الثقيلة مواقع قوات الأسد في محيط مدينة سراقب وقرية الدوير بالريف الشرقي.
اللاذقية::
استهدف فصائل الثوار مواقع قوات الأسد على جبهة جبل أبوعلي بالريف الشمالي.
شن الطيران الحربي الروسي غارات جوية استهدفت جبل التركمان بالريف الشمالي.
درعا::
مقتل شاب في بلدة المزيريب بالريف الغربي برصاص مجهولين قاموا بإطلاق النار المباشر عليه.
ديرالزور::
مقتل شاب في بلدة أبو حمام بالريف الشرقي حيث قام مجهولين بإطلاق النار المباشر عليهم ما أدى لمقتله على الفور.
الرقة::
استهدفت المدفعية التركية مواقع ميلشيات قسد في محيط بلدة عين عيسى بالريف الشمالي.
أعلن "الكرملين" في بيان رسمي اليوم السبت، إسقاط الدعوى الجنائية ضد قائد قوات مجموعة فاغنر العسكرية الروسية يفغيني بريغوجين الذي سيغادر إلى بيلاروسيا، وذلك بعد قرار بريغوجين إعادة مقاتليه إلى قواعدهم "حقنا للدماء" ووقف تقدمه نحو العاصمة الروسية موسكو، بناء على اتفاقه مع رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو على وقف تقدم قواته نحو موسكو
وقال بيان الكرملين، إنه لن يتم اتخاذ إجراءات قضائية ضد المقاتلين الذين شاركوا في التصعيد العسكري ودخلوا الأراضي الروسية، ولفت إلى أن روسيا تقدر بشدة جهود وساطة الرئيس البيلاروسي لإنهاء التمرد الذي قامت به قوات فاغنر.
وفي وقت سابق قال بريغوجين، في رسالته صوتيه "تجنبا لسفك الدماء الروسية قررنا ونحن على بُعد 200 كيلومتر من موسكو إعادة المقاتلين إلى معسكراتهم"، وأكد أنه لم تسفك قطرة واحدة من دماء مقاتلي فاغنر خلال مسيرة العدالة، وفق تعبيره.
وقالت وكالة نوفوستي الروسية إن قوات فاغنر بدأت تنسحب من مقاطعتي روستوف وفورونيج جنوب روسيا. كما أعلنت سلطات مقاطعة ليبيتسك رفع القيود المفروضة على التنقل وفتح حركة المرور على الطرق السريعة.
وقبيل دقائق من إعلان الاتفاق، نقلت رويترز عن مصادر مطلعة أن قافلة عسكرية من مقاتلي شركة فاغنر تضم نحو 5 آلاف مقاتل بقيادة ديمتري أوتكين تقترب من ضواحي العاصمة الروسية موسكو.
وقالت الرئاسة البيلاروسية إن قائد قوات مجموعة فاغنر العسكرية الروسية يفغيني بريغوجين وافق على مقترح الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو بشأن توقف تقدم قواته نحو موسكو، ولفتت إلى أن لوكاشينكو قدّم لبريغوجين مقترحا لحل الأزمة يشمل منح ضمانات أمنية لمقاتلي فاغنر.
وشددت على أن محادثات لوكاشينكو مع بريغوجين استمرت طيلة اليوم وتمت بالتنسيق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مؤكدة أن الأخير توجه بالشكر إلى رئيس بيلاروسيا بعد إقناعه قائد فاغنر بالتراجع عن اقتحام موسكو.
وكان موقع ريبار العسكري الروسي قال إن 4 أرتال عسكرية لقوات فاغنر قوامها ما بين 150 و400 عربة مسلحة تتقدم بأقصى سرعة على طريق "إم 4" (M4) بين روستوف وموسكو. وسبق أن قصفت مروحيات تابعة لوزارة الدفاع هذه القوات أثناء حركتها على الطريق.
وصباح السبت، أعلن قائد قوات مجموعة فاغنر العسكرية الروسية يفغيني بريغوجين أن قواته سيطرت على المنشآت العسكرية في مقاطعة روستوف (جنوبي البلاد) وهدد بالتوجه للعاصمة موسكو، وذلك في تحرك يستهدف الإطاحة بقيادة وزارة الدفاع التي يتهمها بقصف قواته في أوكرانيا.
وقال حاكم مقاطعة ليبيتسك (400 كيلومتر جنوب موسكو) إن قافلة تابعة لقوات فاغنر عبرت أراضي المقاطعة، مؤكدا أن السلطات تتخذ الإجراءات الضرورية لضمان الأمن، وفي سياق متصل، أعلن فيلق المتطوعين الروس المعارض أنه شجع تحرك بريغوجين، مؤكدا أن "النظام الدموي في الكرملين" لن يُقهر إلا بالقوة العسكرية.
وأضاف الفيلق -الذي يقاتل إلى جانب القوات الأوكرانية- أن قواته موجودة داخل روسيا ومستعدة للمساعدة في القضاء على نظام الرئيس فلاديمير بوتين، وفي محاولة لإجهاض تحركات فاغنر، أصدرت الحكومة الروسية عدة قرارات في مقدمتها الدفع بقوات أحمد الشيشانية الخاصة إلى مشارف مدينة روستوف التي تسيطر عليها فاغنر. كما أعلنت نظام "عملية مكافحة الإرهاب" في العاصمة موسكو.
وتسيطر فاغنر على المطار العسكري وعلى كامل المنشآت العسكرية في مقاطعة روستوف، بالإضافة إلى سيطرتها على مرافق حيوية وعسكرية في مقاطعة فورونيج، وأفادت وكالة تاس بأن السلطات حجبت الصفحات الإلكترونية التابعة لمجموعة باتريوت الإعلامية المملوكة لبريغوجين مؤسس شركة فاغنر.
وكانت حذرت النيابة العامة في موسكو الأحزاب ووسائل الإعلام من تشويه المعلومات الرسمية المتعلقة بنظام مكافحة الإرهاب، وقال بافيل كراشينينيكوف رئيس لجنة التشريع في الدوما (البرلمان) إنه لا يزال بإمكان مقاتلي فاغنر نزع أسلحتهم وتجنب المعاقبة، مؤكدا أن بوتين وقّع قانونا يسمح باحتجاز من ينتهك الأحكام العرفية 30 يوما.
وفي وقت سابق، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن ما يجري تمرد مسلح سيتم الرد عليه بشكل قاس، ووصف -في كلمة عبر التلفزيون- ما يحدث بأنه خيانة داخلية وطعنة في الظهر.
ورفض قائد قوات فاغنر اتهامات بوتين له بالخيانة والتمرد. وقال -من مقره في مدينة روستوف- إن الرئيس بوتين مخطئ بشكل كبير في ما يخص خيانة الوطن، وأكد قائد فاغنر أنه ورجاله لن يسلموا أنفسهم بناء على طلب الرئيس أو جهاز الأمن الفدرالي أو غيرهما.
صعد الطيران الحربي الروسي خلال الأيام الماضية، وحتى لحظة نشر هذا التقرير ليلاً، من ضرباته الجوية على مناطق ريف إدلب الجنوبي والغربي، في ظل قصف مدفعي أرضي متواصل، يطال عدة مناطق بأرياف حلب وإدلب، تسبب التصعيد بسقوط ضحايا مدنيين، ضمن مرحلة جديدة من القتل والإجرام.
وقال نشطاء في إدلب، إن الطيران الحربي الروسي نفذ ليلاً عدة غارات جوية عنيفة على مناطق جبل الأربعين في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، كما نفذ عدة غارات في ريف اللاذقية الشمالي، وسط تخوف كبير يسود المنطقة من تصاعد القصف وتوسعه لمناطق جديدة.
وكان استشهد مدنيان، بقصف جوي روسي اليوم السبت، على قرية بسبت بريف إدلب الغربي، بعد استهداف الطيران الحربي الروسي للمنطقة بعدة غارات عنيفة، في ظل تصعيد من قبل النظام وروسيا بدا واضحاً مع بدء الجولة الأخيرة من اجتماعات أستانا.
وقال نشطاء، إن الطيران الحربي الروسي استهدف بعدة غارات منازل مدنية في قرية بسبت بريف إدلب الغربي، طالت عمال يعملون في جني محصول القمح، تسبب بسقوط شهيدين مدنيين، عملت فرق الدفاع المدني على الوصول للمنطقة وانتشال الشهداء.
وسبق أن أكد "الائتلاف الوطني السوري"، في بيان له، أن الشعب السوري يواجه وحيداً الآلة الحربية الروسية التي تدعم نظام الأسد، وأن هذا الشعب ما زال يُقتل ويُقصف منذ أكثر من 12 عاماً دون جهود حقيقية لإيقاف شلال دماء السوريين وردع نظام الأسد والعمل على محاكمته.
ولفت إلى أن نظام الأسد وحلفاءه لا يؤمنون بأي حل سياسي يخلص سورية من مأساتها، وهم مستمرون بالنهج العسكري وذلك في غياب ارادة بتطبيق القرارات الدولية المتفق عليها، وعلى رأسها القرار 2254، وتحقيق الانتقال السياسي، ومحاسبة نظام الأسد على آلاف الجرائم التي ارتكبها.
وكان جدد نظام الأسد وروسيا استهداف المناطق المحررة بصواريخ الطائرات الحربية والقذائف المدفعية مستهدفين مناطق من إدلب وحلب، بالتزامن مع مباحثات جولة أستانا الـ 20، ما يشكل تهديداً لحياة ملايين السوريين في تلك المناطق على الرغم من الوضع الإنساني المتردي لمعظم العائلات.
وشن الطيران الحربي الروسي صباح يوم الثلاثاء 20 حزيران، غارات جوية عنيفة استهدفت أطراف مدينة إدلب، في تصعيد متواصل بين الحين والآخر، مع عودة الطيران الروسي للقصف وضرب المناطق المأهولة بالسكان.
وفي أواخر شهر مايو السابق، جدد الطيران الحربي الروسي، غاراته الجوية على مناطق ريف إدلب الجنوبي، مسجلاً قصفاً جوياً جديداً على المنطقة، في ثاني ضربة جوية على المنطقة، بعد غياب الطيران الحربي عن تنفيذ الضربات لعدة أشهر.
وأبدى نشطاء، تخوفهم من عودة روسيا للتصعيد في المنطقة عبر الضربات الجوية، علماً أن القصف المدفعي للنظام لايتوقف على المناطق المدنية القريبة من خطوط التماس بأرياف حلب وحماة وإدلب، بهدف منع عودة الأهالي للمنطقة.
هذا وتكرر روسيا عبر مركز "المصالحة" في حميميم بين الحين والآخر الاتهامات للفصائل في إدلب، بالتصعيد ضد القوات الروسية والسورية، وتقدم تبريرات للتصعيد في كل مرة، وسط حالة تخوف كبيرة من تكرار السيناريوهات السابقة في القصف والتهجير لأهالي المنطقة لمرة جديدة.
كشفت صحيفة "يني شفق" التركية، اليوم السبت، عن أربعة مطالب قدمتها أنقرة خلال الجولة 20 من اجتماعات "أستانا" الأخيرة، لقبول التطبيع مع نظام الأسد، ولم تؤكد المصادر التوصل لأي خطوات ملموسة في السياق.
وتحدثت الصحيفة نقلاً عن نصادرها، أن أنقرة تتوقع "رسائل مرضية" من حكومة دمشق بشأن مطالب تشمل (التعديل الدستوري، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة، والعودة المشرفة والآمنة للاجئين، والتعاون في مكافحة "الإرهاب).
ولفتت مصادر الصحيفة إلى أن الجانب التركي طرح سؤالاً عن الطرف الذي سيضمن أمن المنطقة في حال انسحاب القوات التركية من شمال سوريا، دون أن يحصل على إجابة من دمشق، وبينت أن دمشق غير مرتاحة لسيطرة "وحدات حماية الشعب" الكردية، المكون الأساسي في "قسد"، على شمال شرقي سوريا، بسبب "سرقة النفط والحبوب" من المنطقة.
وفيما تعلق بملف عودة اللاجئين، بين المصدر أن أنقرة تريد التزاماً مكتوباً من دمشق يضمن عودة السوريين إلى بلدهم بأمان وكرامة، على أن يعودوا إلى مناطق آمنة، ثم يمكن لمن يريدوا العودة إلى مناطقهم الأصلية.
وسبق أن أعلن "ألكسندر لافرينتيف" المبعوث الخاص للرئيس الروسي للتسوية السورية، أن سوريا وتركيا وإيران اتفقت على صيغة "خارطة الطريق" التي أعدتها روسيا للتطبيع العاجل للعلاقات بين دمشق وأنقرة.
وقال لافرينتيف، إن "جميع الأطراف وافقت بشكل عام على صيغة خارطة الطريق لدفع عملية التطبيع، وعبرت عن وجهات نظرها ومقترحاتها، والآن يجب التنسيق لتطبيق هذه الخارطة".
ولفت المسؤول الروسي إلى أن هذه العملية ستستغرق بعض الوقت، معتبراً أن "الشيء الأكثر أهمية هو أن عملية التطبيع تمضي قدما... نحو الأمام. لا يجب المماطلة، والجميع متفقون على ذلك".
وسبق أن حذر "ديمتري بيسكوف" المتحدث باسم قصر الرئاسة الروسية (الكرملين)، من رفع سقف التوقعات السياسية من الجولة 20 لمباحثات "أستانا" حول سوريا، التي اختتمت أعمالها يوم الأربعاء، في و قت سبق أن أشاد "ألكسندر لافرنتييف" المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا، بـ "صيغة أستانا" وقال إنها "أثبتت فعاليتها وستتواصل".
وذكر البيان، أنه منذ اجتماع رؤساء وزارات خارجية الدول الأربع في موسكو الشهر الماضي، بدأ المشاركون مناقشة عناصر "خارطة الطريق" لاستعادة العلاقات السورية- التركية، بالتنسيق مع الأعمال التي تنفذها وزارت الدفاع والخدمات الخاصة.
وركزت "خارطة الطريق" التي اقترحتها موسكو، على تأمين الشريط الحدودي بين سوريا وتركيا، إضافة إلى مكافحة "الإرهاب"، وملفات عدة أخرى على رأسها توفير الظروف الملائمة لعودة اللاجئين السوريين، خصوصاً من تركيا.
وكان ذكر "لافرنتييف"، في معرض تعليقه، على نتائج الجولة الـ20، أن آراء روسيا وتركيا وإيران بشأن التسوية في سوريا تتوافق إلى حد كبير، ولفت إلى أنه يوافق تقييم الزملاء من كازاخستان الذين وصفوا الاجتماع في أستانا بالمثمر.
وأضاف أن المشاركين في الاجتماع أكدوا ضرورة مواصلة العمل الدؤوب على تعزيز الاستقرار في سوريا، واعتبر أن عودة سوريا إلى الجامعة العربية في غاية الأهمية وتساعد على تعزيز الاستقرار في المنطقة، معربا عن قلق أطراف صيغة أستانا إزاء ردود الفعل الأمريكية والأوروبية على عودة سوريا إلى الصف العربي.
وأشار لافرينتييف إن "صيغة أستانا" ناجحة وستستمر وأكدت حيويتها ونجاعتها، وبين أن "صيغة أستانا" ليست مرتبط بمكان معين وأنه سيتم لاحقا تحديد مكان جديد لمواصلة الاجتماعات حول سوريا، معربا عن شكره وامتنانه لسلطات كازاخستان على استضافتها 18 من أصل 20 جولة من المحادثات على مدى أكثر 6 سنوات.