تمكنت إدارة الأمن العام من إلقاء القبض على الشبيح "جميل قزلو"، أحد أبرز عناصر ميليشيا "الدفاع الوطني" والناشط كمراسل حربي ضمن صفوفها، وذلك خلال عملية أمنية جرت في حي التضامن بالعاصمة دمشق.
مصادرة معدات وذخائر
وأسفرت عملية التوقيف عن ضبط كمية من الذخائر والجُعب العسكرية ودرع واقٍ للرصاص، بالإضافة إلى معدات تصوير احترافية، كانت بحوزة قزلو أثناء القبض عليه.
سجل دموي ومشاركة في حصار بلدات دمشق
ويُعرف "جميل قزلو"، بعمله كمراسل ميداني في إذاعة المدينة إف إم، حيث شارك في تغطية العمليات العسكرية للنظام البائد، لا سيما في حصار مناطق ببيلا ويلدا بريف دمشق، وكان يوثق هذه الانتهاكات بشكل دعائي عبر وسائل إعلام موالية.
كما شارك قزلو في اقتحام بلدات الغوطة الشرقية عام 2018، وهي العمليات التي أدت إلى تهجير واسع للسكان المدنيين، وقدّم خلالها تقارير تحريضية تصف الثوار بالإرهابيين وتشرعن استخدام العنف بحقهم.
ارتباطات أمنية وتشبيحية
وشغل "قزلو"، سابقًا موقعًا في المكتب الإعلامي لاتحاد شبيبة الثورة بدمشق، ويُعرف بكونه نجل حاتم قزلو، أحد الشخصيات المحسوبة على الأجهزة الأمنية، والمتهم بارتكاب انتهاكات جسيمة بحق أهالي حي التضامن.
اتهامات بتصفية مدنيين ودفنهم تحت الأنقاض
وتشير مصادر محلية إلى أن والد "جميل قزلو" ايضا متورط بتصفية عدد من المدنيين في حي التضامن، ودفنهم تحت الأبنية التي كان يتم تفجيرها عمدًا لإخفاء الجثث، في واحدة من أبشع الجرائم التي ارتكبتها الميليشيات الموالية للنظام البائد.
ويحمل والد "قزلو" صفة "محلل سياسي وعسكري" على بعض المنصات الإعلامية التابعة للنظام، وهو ما استخدمه لتبرير سياسات القمع والترويج لروايات النظام الأمنية.
وكانت أكدت وزارة الإعلام عبر معرفاتها الرسمية، على إخضاع جميع الإعلاميين الحربيين ممن شاركوا في حرب النظام المجرم الساقط ضد الشعب السوري، لمحاكمة عادلة.
ولم يعجب القرار الإعلاميين المتلونين ممن دعموا نظام الأسد البائد، نظرا إلى دورهم المفضوح في مساندة النظام حتى اللحظات الأخيرة من سقوطه على يد الثوار، وحتى الأمس القريب كان عدد من الإعلاميين الموالين من أشد المدافعين عن نظامهم عبر صفحاتهم الرسمية.
وذكرت وزارة الإعلام أن "جميع الإعلاميين الحربيين الذين كانوا جزءاً من آلة الحرب والدعاية لنظام الأسد الساقط، وساهموا بشكل مباشر أو غير مباشر في الترويج لجرائمه ومجازره ضد الشعب السوري".
وشددت على أن "الإعلاميين الحربيين"، سيخضعون للمحاكمة العادلة ضمن إطار العدالة الانتقالية، التي تهدف إلى تحقيق الإنصاف ومحاسبة كل من تورط في انتهاكات جسيمة بحق أبناء الشعب السوري.
وتجدر الإشارة إلى أن جميع الإعلاميين العاملين في مؤسسات النظام سابقا كانوا يعلنون الولاء له وسط تشبيح منقطع النظير، ومع انتصار الثورة السورية بدء عدد منهم محاولة ركوب الموجة، وهناك أسماء بارزة عرفت بدعم نظام الأسد والمشاركة في سفك الدم السوري، مثل "كنانة علوش، صهيب المصري، شادي حلوة" وغيرهم.
طالبت عائلات الضباط الكُرد المنشقين عن نظام الأسد، قيادة حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) بالكشف عن مصير أبنائها المختطفين، والإفراج الفوري عنهم، ومحاسبة المتورطين في احتجازهم خارج إطار القانون.
وجاء في بيان صادر عن العائلات، نشره موقع "باسنيوز"، أن اليوم يصادف "الذكرى السنوية الثانية عشرة لاختطاف مجموعة من الضباط الكُرد المنشقين ومرافقهم المدني، أثناء توجههم نحو إقليم كوردستان عبر الحدود السورية–العراقية، دون أي معلومات مؤكدة عن مصيرهم منذ لحظة الاختطاف حتى اليوم.
دعوات للمؤتمر الكردي والجهات الدولية للتحرك
وفي ظل الحديث عن مؤتمر مرتقب لتوحيد الصف السياسي الكردي في سوريا، ناشدت العائلات اللجنة التحضيرية للمؤتمر وجميع القوى المشاركة، إدراج ملف المختطفين كقضية أساسية والعمل على الضغط للإفراج عنهم.
وأكد البيان: "نحمّل حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة، ونطالب بالكشف عن مصيرهم فوراً، وضمان تقديم المسؤولين عن احتجازهم إلى العدالة".
مناشدة للتحالف الدولي ودول فاعلة
كما وجّهت العائلات نداء إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وفرنسا، وقوى التحالف الدولي، بوصفهم أطرافاً مؤثرة في الملف السوري، خاصة فيما يتعلق بتوحيد الموقف السياسي الكردي، للضغط على قيادة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) للكشف عن مصير المختطفين وضمان الإفراج عنهم.
قائمة الضباط المختطفين:
وضمّت قائمة المختطفين التالية أسماؤهم:
1. العميد الركن محمد خليل العلي – من مدينة الباب
2. العقيد محمد هيثم إبراهيم – من مدينة عفرين
3. العقيد حسن أوسو – من ناحية أبين / عفرين
4. العقيد محمد كوله خيري – من مدينة عفرين
5. المقدم شوقي عثمان – من مدينة عفرين
6. الرائد بهزاد نعسو – من مدينة عفرين
7. النقيب حسين بكر – مواليد 1976 من ناحية الشيخ حديد / عفرين
8. الملازم أول عدنان البرازي – من مدينة كوباني
9. المدني راغب محمود – المرافق للضباط
خلفية التشكيل العسكري ودورهم في الثورة
وكان الضباط المختطفون قد شاركوا في تأسيس "المجلس العسكري الكردي المشترك" عام 2012 في مدينة حلب وريفها الشمالي، وشاركوا في معارك ضد قوات النظام السوري، وتمكنوا من السيطرة على أجزاء واسعة من أحياء الشيخ مقصود، الأشرفية، والهلك، كما ساهموا في طرد قوات النظام من مدن وبلدات متعددة في ريف حلب.
واختُتم البيان بمناشدة حقوقية وإنسانية تطالب بإنهاء معاناة العائلات المستمرة منذ أكثر من عقد، مؤكدة أن ملف المختطفين يجب أن يبقى حاضراً في كل مفاوضات تتعلق بمستقبل سوريا والعدالة الانتقالية.
أكدت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل في الحكومة السورية، "هند قبوات"، أن التحديات التي تواجه الوزارة في المرحلة الراهنة "متوقعة وطبيعية" في بلد أنهكته الحرب وعبثت بمقدراته عقود من الفساد والاستبداد، لكنها شددت على أن العزيمة لا تزال حاضرة، والقدرة على تجاوزها "ممكنة ومستمرة".
وفي حوار خاص مع الجزيرة نت، كشفت قبوات عن ملامح خطة الوزارة للمرحلة المقبلة، والتي تتركّز على محورين أساسيين: عودة النازحين وتعزيز السلم الأهلي والتعايش، مشيرة إلى أن ذلك يشكل أرضية لأي عملية تعافٍ مجتمعي واقتصادي حقيقي.
وأوضحت الوزيرة أن الوزارة تعمل على تطوير برامج خاصة تستهدف الفئات الأكثر هشاشة في المجتمع السوري، عبر مسح شامل للواقع الاجتماعي، يهدف إلى توجيه الدعم بكفاءة وعدالة وضمان وصوله لمن هم في أمسّ الحاجة إليه.
شراكات دولية من أجل التعافي
وعن التعاون الدولي، قالت قبوات إن الشراكات مع دول أوروبية، مثل فرنسا وهولندا، تلعب دورًا مهمًا في دعم جهود التعافي، من خلال المساهمة في إعادة الإعمار، وتمكين الفئات الضعيفة، وتهيئة الظروف المناسبة لعودة النازحين بشكل آمن وكريم.
وأضافت: "ناقشنا مع مبعوثين دوليين آليات خلق فرص عمل جديدة وتطوير قطاع العمل، في إطار دعم الاستقرار والتمكين المجتمعي".
المرأة والشباب.. في قلب الخطة
وأشارت قبوات إلى أن الحكومة تُولي اهتمامًا خاصًا بتمكين المرأة وتعزيز دورها في سوق العمل، معتبرة أن مشاركة النساء "ليست ترفًا، بل ضرورة وطنية لبناء مجتمع متوازن".
كذلك، شدّدت على دور الشباب، مؤكدة أن الوزارة تطلق برامج تدريب وتأهيل تهدف إلى إشراكهم في قيادة عملية النهوض الاقتصادي.
قرار إعادة الموظفين.. وتوضيح رسمي
وحول قرار إعادة الموظفين الحكوميين الذين كانوا في إجازات مدفوعة الأجر، أوضحت قبوات أن القرار لا يعني إلغاء وقف العمل، بل إنهاء الإجازات وعودتهم لأداء مهامهم، استجابةً للمصلحة العامة، دون أن يشكل ذلك عبئًا إضافيًا على ميزانية الدولة.
رسالة الختام للسوريين
في ختام حديثها، وجّهت قبوات رسالة للسوريين في الداخل والشتات، دعتهم فيها إلى طي صفحة الألم والبدء ببناء مستقبل يليق بتضحياتهم، مؤكدة أن "سوريا بحاجة إلى كل أبنائها"، وأن "النهضة لن تتحقق إلا بتكاتف الجميع".
بأجواء مفعمة بالمحبة والوفاء، نظّمت مديرية التربية في محافظة السويداء حفلاً لتكريم المعلمين المتقاعدين، تقديراً لعطائهم الطويل في خدمة قطاع التعليم، وذلك بحضور حاشد من الكوادر التربوية والمهتمين بالشأن التعليمي.
واستُهل الحفل بعرض غنائي قدّمه كورال بإشراف مدرّسات التربية الموسيقية وقيادة الأستاذ كرم الشاطر والآنسة سناء الشعار، على خشبة مسرح مديرية التربية، ضمن فعالية احتضنتها دائرة المسرح المدرسي.
فقرات فنية وتراثية تعبّر عن الامتنان
وفي كلمته خلال الحفل، أشار رئيس دائرة المسرح المدرسي، الأستاذ نورس الملحم، إلى أهمية هذه المبادرة في ترسيخ ثقافة الوفاء للمعلم، لافتاً إلى تقديم لوحات فنية من الفنون الشعبية والتراث المحلي، بإشراف الأنسة ناهد درويش، تعبيراً عن عمق الانتماء للهوية الثقافية.
تقدير رمزي لعطاء طويل
وشهد الحفل توزيع "شهادات تقدير ومبالغ مالية لأكثر من مائة معلم ومعلمة من المتقاعدين"، في بادرة رمزية تحمل رسالة شكر لكل من أمضى سنوات في خدمة الأجيال، وغرس قيم العلم والمعرفة في نفوس الطلاب.
وفي تصريح خاص لموقع "السويداء 24"، أكد الأستاذ الملحم أن "هذا التكريم يمثل لفتة رمزية بسيطة أمام حجم التضحيات التي قدّمها المعلمون طوال سنوات خدمتهم، وهو خطوة أولى نحو مزيد من المبادرات التي تهدف إلى تعزيز مكانة المعلم في المجتمع".
أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، عن "تنسيق عربي لدعم مشاريع إعادة الإعمار في كل من سوريا وقطاع غزة"، مؤكداً وقوف الجامعة إلى جانب سوريا في مرحلة انتقالية وصفها بـ "الصعبة والمعقدة".
وجاءت تصريحات أبو الغيط خلال كلمته في افتتاح أعمال الدورة السابعة والخمسين للجنة التنسيق العليا للعمل العربي المشترك، التي عُقدت في العاصمة التونسية، بمقر المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "ألكسو".
دعم عربي لمرحلة ما بعد النزاعات
وأوضح أبو الغيط أن الظروف الإقليمية المتأزمة تفرض على الدول العربية تحديات غير مسبوقة، تتطلب تنسيقاً جماعياً لتقديم الدعم للدول التي أنهكتها النزاعات، وعلى رأسها سوريا وفلسطين. وأكد أن دور منظمات ومؤسسات العمل العربي المشترك في دعم مشاريع الإعمار ما بعد الصراع بات محورياً، مشيراً إلى أن هذه الملفات تحتل موقعاً متقدماً على جدول أعمال الاجتماعات الحالية.
ودعا الأمين العام إلى بذل كل أشكال الدعم الممكنة لسوريا وفلسطين، إلى جانب الدول الأخرى المتأثرة بالصراعات مثل السودان ولبنان وليبيا والصومال، محذراً من أن استمرار الأزمات يعمّق الأعباء الإنسانية والسياسية والاقتصادية في المنطقة.
مشهد إقليمي معقد ومهام كبرى أمام الجامعة العربية
وأكد أبو الغيط أن جامعة الدول العربية تواجه تحديات مضاعفة بفعل تدهور الأوضاع في عدد من الدول الأعضاء، موضحاً أن التعامل مع التداعيات السياسية والاجتماعية والإنسانية للأزمات الراهنة، يشكل اختباراً حقيقياً لمدى قدرة الجامعة ومؤسساتها على الاستجابة والتنسيق.
مناقشات موسعة حول الإعمار والتنمية والذكاء الاصطناعي
وتضمن جدول أعمال الدورة السابعة والخمسين للجنة التنسيق مناقشة عدد من الملفات، من بينها تقارير تنفيذ قرارات الدورة السابقة، واستعراض مخرجات اللقاء الذي عُقد في فبراير الماضي حول الذكاء الاصطناعي في العالم العربي، إلى جانب بحث خطط المنظمات العربية المتخصصة والمنصة الرقمية للتنمية المستدامة.
كما ناقش المشاركون دور العمل العربي المشترك في دعم الدول الخارجة من النزاعات، مع تركيز خاص على تعزيز جهود إعادة إعمار سوريا وقطاع غزة، ومناقشة مستقبل سوريا في مجال الإعلام والاتصال الفضائي ضمن الخطط الإقليمية للتكامل في هذا القطاع الحيوي.
أعلنت الوكالة الفيدرالية الروسية للتعاون الإنساني الدولي، عن تعليق مؤقت لقبول الطلاب السوريين الجدد في الجامعات الروسية، وذلك بسبب الأوضاع السياسية واللوجستية المتدهورة في سوريا.
وقال نائب رئيس الوكالة، "بافيل شيفتسوف"، في تصريحات لوكالة "نوفوستي" الروسية، إن القرار يشمل العام الدراسي الجاري فقط، موضحاً أن الطلبة السوريين الموجودين حالياً في روسيا سيواصلون دراستهم دون تغيير، مع ضمان مقاعدهم ضمن الحصة الحكومية الروسية.
أسباب التعليق: الوضع السياسي وغياب الوثائق الرسمية
وأوضح شيفتسوف أن قرار التعليق يعود إلى الظروف السياسية الراهنة في سوريا وتعطّل عمل العديد من المؤسسات الحكومية، الأمر الذي أدى إلى صعوبات فنية في إصدار الوثائق الرسمية، خصوصاً جوازات السفر، وهو ما أعاق استكمال إجراءات السفر والتسجيل الأكاديمي.
وأضاف: "كنا مستعدين لتقديم الدعم من جانبنا، لكن تعقيدات المشهد الداخلي في سوريا حالت دون ذلك، ما دفعنا إلى اتخاذ هذا القرار الاستثنائي لهذا العام على الأقل".
استمرار التعاون رغم إغلاق "البيت الروسي"
وفي السياق ذاته، أشار المسؤول الروسي إلى أن "البيت الروسي" في العاصمة دمشق لا يزال مغلقاً لأسباب أمنية، إلا أن الوكالة الروسية للتعاون الإنساني ("روس سوترودنستشيستفو") تواصل تنسيقها مع الشركاء المحليين في سوريا عبر القنوات الرسمية، بما في ذلك السفارة الروسية.
وكان رئيس الوكالة، يفغيني بريماكوف، قد أعلن في يناير الماضي أن "البيت الروسي" سيبقى مغلقاً في الوقت الراهن، في ظل المساعي للحفاظ على الحد الأدنى من التمثيل الروسي الثقافي والتعليمي في سوريا، من خلال السفارة والبعثات الدبلوماسية.
ويُعد هذا التعليق أول خطوة من نوعها منذ سنوات، في وقت تسعى فيه سوريا لإعادة بناء منظومتها التعليمية والمؤسساتية بعد سقوط النظام السابق، وسط تحديات اقتصادية وأمنية مستمرة.
أعلنت مؤسسة الخطوط الجوية السورية أنها بصدد استئناف رحلاتها الجوية المباشرة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، بعد انقطاع دام لسنوات.
وذكرت المؤسسة في بيان نُشر عبر صفحتها الرسمية على موقع "فيسبوك"، أنها تعمل حالياً على استكمال الإجراءات الفنية واللوجستية الضرورية، وذلك بالتنسيق مع الهيئة العامة للطيران المدني في سوريا، ونظيرتها في الإمارات.
وأكدت الخطوط الجوية السورية أن الإعلان عن جدول الرحلات الرسمي سيتم قريباً، مشيرة إلى أن التفاصيل المتعلقة بمواعيد التشغيل الأولى والوجهات ستُعلن فور الانتهاء من بروتوكول التشغيل واستكمال الموافقات التنظيمية النهائية.
وأفادت وكالة أنباء الإمارات (وام)، بأن الهيئة أوضحت في بيان رسمي أنها تعمل حاليًا على التنسيق مع الجهات المعنية لاستكمال كافة الإجراءات الفنية والتنظيمية اللازمة لإعادة تشغيل الرحلات الجوية بين البلدين.
وأكدت الهيئة أن هذه الخطوة تأتي في إطار جهود مشتركة لتعزيز الحركة الجوية بين الإمارات وسوريا، بما يسهم في دعم وتنشيط حركة المسافرين، وتسهيل عمليات الشحن الجوي والتبادل التجاري.
ويأتي الإعلان بعد أن كانت الخطوط الجوية السورية قد أصدرت في 8 يناير/كانون الثاني الماضي تعميمًا أعلنت فيه تعليق الرحلات الجوية من وإلى دولة الإمارات، دون الإشارة إلى أسباب التوقف في حينه.
ويُتوقع أن تسهم عودة الرحلات في دعم الروابط الاقتصادية والإنسانية بين البلدين، في ظل مرحلة الانفتاح العربي المتسارع تجاه دمشق بعد التغيرات السياسية التي شهدتها سوريا مؤخراً.
وتتمثل أبرز هذه التحديات:
- العقوبات الدولية: إذ فرضت الدول الغربية عقوبات على سوريا منذ بداية الحرب في عام 2011، شملت حظر الطائرات السورية من الهبوط في المطارات الأوروبية، إضافة إلى تجميد الأصول المالية لشركات الطيران السورية، كانت هذه العقوبات تهدف إلى الضغط على نظام الأسد وتقييد الحركة الجوية المدنية السورية.
- الضربات الجوية: حيث تعرضت المطارات السورية لعدة ضربات من الطيران الإسرائيلي والضربات الجوية الأخرى، ما أدى إلى تدمير جزئي للبنية التحتية لمطار دمشق الدولي ومطارات أخرى، مما أثر بشكل كبير على قدرة البلاد في التعامل مع حركة الطيران الدولية.
- التحديات الاقتصادية: إذ تسببت الحرب الدائرة في البلاد في تدمير جزء كبير من الاقتصاد السوري، بما في ذلك انخفاض الإيرادات الناتجة عن قطاع السياحة والطيران. إضافة إلى ذلك، فقد تأثرت شركات الطيران السورية بتقليص عملياتها في ظل الظروف الصعبة التي فرضتها الحرب والعقوبات.
- النقص في الطائرات والكوادر الفنية: شهدت شركات الطيران السورية نقصًا في الطائرات الحديثة، حيث توقفت العديد من الطائرات عن العمل نتيجة للعقوبات وصعوبة الحصول على قطع غيار. كما تأثرت الكوادر الفنية من حيث التدريب، إذ كان من الصعب الحصول على التدريب المناسب بسبب الحصار وغياب الدعم الدولي.
- التحسينات البطيئة: فبالرغم هذه التحديات، استمر نظام الأسد في العمل على استعادة نشاط الطيران الداخلي والدولي بشكل تدريجي. قامت الدولة بتشغيل بعض الرحلات الجوية الدولية، ولكن ضمن نطاق محدود للغاية مقارنةً بما كان عليه الوضع قبل الأزمة.
ومع سقوط الأسد في ديسمبر 2024، تُعتبر عودة الحياة للطيران المدني السوري مع إدارة جديدة خطوة هامة في محاولة لاستعادة علاقات الطيران مع الدول الأخرى ورفع العقوبات المفروضة على القطاع، ولعل إعادة إحياء الطيران المدني السوري بعد سنوات من الحرب وتدمير البنية التحتية يتطلب جهودًا شاملة على عدة مستويات أبرزها وفق مراقبين:
- إعادة تأهيل البنية التحتية للمطارات: من خلال الصيانة والتجديد، إذ يجب البدء بإصلاح وصيانة المطارات المتضررة مثل مطار دمشق الدولي ومطار حلب الدولي. يشمل ذلك إعادة بناء المدارج، تجديد أجهزة الملاحة، والصيانة الوقائية للمرافق.
كذلك التطوير التقني من خلال تحديث أنظمة المراقبة الجوية والمعدات المستخدمة في المطارات، بالإضافة إلى تحسين التقنيات لضمان السلامة الجوية.
- إصلاح أسطول الطيران: ويتم ذلك عبر شراء طائرات جديدة، لإعادة بناء الأسطول الجوي من خلال استئجار أو شراء طائرات جديدة أو مستعملة تتناسب مع الاحتياجات الاقتصادية للمرحلة الحالية، إضافة إلى إصلاح الطائرات القديمة، إذ أن العديد من الطائرات السورية قديمة وقد تكون بحاجة لصيانة أو إصلاحات ضخمة لتعود للعمل بأمان وكفاءة.
- التدريب والتأهيل البشري: من خلال تدريب الطيارين والملاحين الجويين عبر استعادة برامج تدريب الطيارين وفنيي الطيران لضمان مهارات عالية وفعالة، كذلك التدريب على معايير السلامة الجوية عبر تطوير معايير تدريب متوافقة مع المعايير الدولية للسلامة الجوية.
- الضغط على رفع العقوبات الدولية: ويتم من خلال المطالبة برفع العقوبات الاقتصادية، والعمل على إقناع المجتمع الدولي بضرورة رفع العقوبات المفروضة على الطيران المدني السوري، خاصة تلك التي تضر بالقدرة على شراء قطع الغيار للطائرات أو تأجير طائرات جديدة، مع مشاركة مع دول شقيقة في تعزيز التعاون مع دول في هذا المجال للحصول على الدعم اللوجستي والفني.
- التعاون مع شركات الطيران الدولية: عبر فتح المجال لشركات الطيران الدولية، وتشجيع شركات الطيران الدولية على العودة إلى السوق السوري، بما يمكن أن يعزز الثقة في الطيران المدني السوري ويحفز الرحلات الدولية، كذلك تشجيع الاستثمارات في الطيران، من خلال فتح المجال للاستثمارات الخارجية في قطاع الطيران، مثل الشراكات مع شركات دولية لإنشاء خطوط طيران جديدة.
- تحسين البيئة الاقتصادية: وذلك من خلال تعزيز الاقتصاد المحلي وتحسين البيئة الاستثمارية قد يؤدي إلى نمو الطلب على السفر الجوي داخل وخارج سوريا، علاوة عن دعم السياحة وإعادة بناء قطاع السياحة سيعزز حركة السفر الجوي، ما يزيد من جدوى الاستثمار في قطاع الطيران المدني.
- تعزيز سياسات السلامة والأمان: عبر التزام بالمعايير الدولية من خلال تطبيق معايير منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO) لضمان أن الطيران المدني السوري يتبع المعايير العالمية في مجال السلامة والأمان، وفحص الأمان الدوري عبر إجراء فحوصات دائمة للطائرات والمعدات لضمان أمان الرحلات الجوية.
بحث رئيس الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية في سوريا، قتيبة بدوي، مع وزير التجارة التركي عمر بولاط، خلال اجتماع رسمي عُقد في دمشق، سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، وفتح آفاق جديدة للتعاون الاستثماري في المرحلة الانتقالية.
وأكد الجانبان في الاجتماع على أهمية "التنسيق العالي في القضايا الاقتصادية"، وتطرقا إلى عدد من القضايا الجوهرية، من بينها تعزيز التبادل التجاري، مناقشة التعرفة الجمركية، الاستثمار التركي في المناطق الحرة السورية، وتنشيط حركة عبور السيارات والشاحنات بين البلدين، بما في ذلك إعادة فتح معبر كسب الحدودي أمام حركة الشحن التجارية الصغيرة.
خارطة طريق لتعميق التعاون الاقتصادي
وشهد اللقاء الموسّع الذي جمع الوفد التركي بمسؤولي الهيئة السورية، مناقشات مفصلة حول تطوير العلاقات الاقتصادية الثنائية، وتذليل العقبات التي تعترض تدفق السلع، إلى جانب وضع خطة لتوسيع الصادرات المتبادلة ورفع مستواها بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين.
وأعرب قتيبة بدوي عن شكر سوريا العميق للدولة التركية قيادةً وحكومةً وشعباً، مشيداً بالمواقف التركية الداعمة للشعب السوري منذ انطلاق الثورة وحتى تحقيق النصر على النظام البائد، مشيراً إلى تشكيل لجان تركية متخصصة لتقديم الدعم للحكومة السورية في مختلف القطاعات بعد سقوط النظام.
كما أكد البدوي أن الحكومة السورية اتخذت سلسلة من الإجراءات الجمركية منذ بداية العام الجاري تهدف إلى رفع حجم التبادل التجاري بين الجانبين، موضحاً أهمية تأهيل البنى التحتية في المعابر والموانئ، وخاصة فيما يخص أجهزة الفحص (السكانر)، لدعم انسياب البضائع وتعزيز قطاع النقل المشترك والسياحة.
بولاط: تركيا ملتزمة بدعم سوريا وشعبها
من جانبه، شدد وزير التجارة التركي عمر بولاط على أن زيارة الوفد التركي، والتي ضمت نخبة من رجال الأعمال وممثلي غرف التجارة والصناعة في تركيا، تأتي في سياق تعزيز التعاون مع الحكومة السورية الجديدة. ولفت إلى عمق الروابط التاريخية بين الشعبين السوري والتركي، مؤكداً أن **أنقرة حريصة على الوقوف إلى جانب دمشق في مرحلة البناء والتنمية**.
وقال بولاط: "منذ انطلاق الثورة، وقف الشعب التركي مع أشقائه السوريين، واليوم نحتفل بانتصار الحق والعدالة، ونثق بأن سوريا الموحدة ستواصل السير نحو مستقبل مزدهر"، مضيفاً أن **تركيا تدعم خطط النهوض بالاقتصاد السوري وتعتبر استقراره أولوية استراتيجية**.
دعم تركي لتأهيل المعابر وتنظيم المعارض
وخلال الاجتماع، أعرب عدد من أعضاء الوفد التركي عن استعدادهم للمساهمة في إعادة تأهيل المعابر البرية المشتركة وميناءي اللاذقية وطرطوس، وتقديم الدعم في مجال تكنولوجيا المعلومات، فضلاً عن اهتمام بعض الشركات المتخصصة بتنظيم معارض دائمة للمنتجات التركية في سوريا.
وفي ردّه على مداخلات الوفد، أوضح بدوي أن الهيئة أجرت تعديلات على الرسوم الجمركية استناداً إلى اقتراحات عملية تهدف إلى توحيد الأنظمة في المنافذ البرية والبحرية، وحماية المنتج المحلي، وتوفير السلع للمواطنين بأسعار مناسبة.
وأشار رئيس الهيئة إلى أنه تم الاتفاق على إقامة منطقة حرة سورية – تركية مشتركة، يتم فيها إنشاء مصانع من الطرفين، وتُمنح منتجاتها إعفاءً جمركياً، بما يعزز قدرتها التنافسية في الأسواق الإقليمية والدولية.
عقدت الحكومة السورية اجتماعاً مشتركاً مع وفد من البنك الدولي، في إطار مسار التعاون الفني والاقتصادي بين الطرفين، وذلك بمشاركة وزارات الخارجية والمغتربين، والاقتصاد والتجارة الخارجية، والطاقة، والصناعة، والمالية، إلى جانب حاكم مصرف سورية المركزي.
وجرى خلال الاجتماع مناقشة عدد من الملفات الاقتصادية المحورية، أبرزها آليات التخفيف من آثار العقوبات الاقتصادي، وسبل تيسير التحويلات المالية لدعم الاستقرار النقدي، إضافة إلى تفعيل أدوات الدعم الموجّه نحو القطاعات الإنتاجية والاستراتيجية كجزء من خطة تعافي الاقتصاد السوري.
خريطة طريق مشتركة واستعداد لاجتماع أبريل
واتفق الجانبان على إعداد خريطة طريق مشتركة تحدد أولويات العمل الفني والاقتصادي للفترة المقبلة، على أن تشكل الأساس للنقاش في الاجتماع الموسع المرتقب عقده في شهر أبريل الجاري. ومن المقرر أن يشكل الاجتماع المقبل منصة مركزية لإطلاق حزمة من البرامج الاقتصادية الموجهة لدعم جهود التعافي في سوريا.
تأكيد سوري على السيادة وربط التعافي بتحسين المعيشة
وخلال اللقاء، شددت الحكومة السورية على ضرورة تبني مقاربة واقعية تستند إلى احترام السيادة الوطنية، مؤكدة أن أي عملية تعافٍ اقتصادي لا بد أن ترتبط بتحسين الظروف المعيشية للمواطنين وتلبية احتياجاتهم الأساسية.
من جانبه، أعرب وفد البنك الدولي عن استعداده لمواصلة التعاون ضمن الأطر المتفق عليها، وتقديم الدعم الفني بما يتوافق مع أولويات المرحلة، مشيراً إلى أهمية التنسيق مع المؤسسات الحكومية السورية لضمان فعالية برامج الدعم وتحقيق أثر ملموس على أرض الواقع.
وجرى اللقاء في مبنى وزارة المالية بدمشق، حيث ناقش الطرفان الجوانب الفنية والتقنية المتعلقة بتطوير البنية المالية، وآليات رفع كفاءة العمل المصرفي، بالإضافة إلى الخطط المقترحة لتحديث آليات العمل داخل الوزارة، بما يتناسب مع التطورات المتسارعة في النظام المالي العالمي.
تركيز على التعافي وتجاوز آثار المرحلة السابقة
وخلال الاجتماع، أكد الوزير برنية حرص الحكومة السورية على تعزيز التعاون الاقتصادي والمالي مع البنك الدولي، بما يخدم مصلحة الشعب السوري ويدعم جهود إعادة البناء، مشيراً إلى التحديات التي يواجهها القطاع المالي نتيجة ممارسات النظام البائد، إضافة إلى العقوبات الدولية التي خلّفت آثاراً سلبية عميقة على الاقتصاد الوطني.
وفد رفيع من البنك الدولي يشارك في المباحثات
وضم وفد البنك الدولي شخصيات اقتصادية بارزة، من بينهم رئيس العمليات لمشروع سوريا ماتياس ماير، والخبير الرئيسي في الاقتصاد الكلي نوربيرت فيس، والخبير الرئيسي في المالية العامة رولان لوم، إضافة إلى الخبير في القطاع الاجتماعي جاد مزاهرة، والاستشاري الاقتصادي المعروف في البنك الدولي سمير العيطة.
وتُعد هذه الخطوة المرتقبة، في حال تنفيذها، أول دعم مالي مباشر تقدّمه الرياض إلى دمشق منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد العام الماضي، في تحوّل يُشير إلى بدء تحقّق الدعم الخليجي العربي الموعود على أرض الواقع، بعد تعثّر مبادرات سابقة مثل الخطة القطرية لتمويل رواتب موظفي الدولة، التي اصطدمت بحالة الغموض المرتبطة بالعقوبات الأميركية.
ووفقًا للمصادر ذاتها، فإن الوفد السوري سيجري لقاءات جانبية على هامش الاجتماعات مع ممثلي الإدارة الأمريكية، بالإضافة إلى وفود من مؤسسات مالية دولية ودول عربية وأوروبية مشاركة في المؤتمر.
وتكتسب هذه الزيارة أهمية سياسية واقتصادية بالغة، إذ تُعتبر بمثابة اختبار دبلوماسي مهم للحكومة الانتقالية الجديدة برئاسة الرئيس أحمد الشرع، وفرصة لترسيخ حضور سوريا في المحافل الدولية بعد سنوات من العزلة.
كما تعكس الزيارة، بحسب مراقبين، تحوّلًا نوعيًا في مسار العلاقة بين دمشق والمؤسسات الدولية، وتفتح الباب أمام نقاشات محتملة حول مسارات دعم إعادة الإعمار، وتخفيف القيود المالية، والتعاون في ملفات الإصلاح الاقتصادي ضمن بيئة ما بعد الحرب.
كشف موقع "زمان الوصل" عن وثيقة رسمية صادرة عن وزارة الخارجية السورية بتاريخ 4 نيسان/أبريل 2022، تسلّط الضوء على "سياسة ممنهجة اعتمدها النظام السابق في توظيف ضباط من جيشه ضمن بعثاته الدبلوماسية الخارجية"، في خطوة أثارت تساؤلات حول "مصداقية التمثيل الخارجي ومعايير التأهيل الدبلوماسي في النظام البائد".
وتحمل الوثيقة توقيع السفير السابق "عماد مصطفى"، بصفته مدير المعهد الدبلوماسي، وهي موجهة إلى وزارة الدفاع، تطلب منح أربعة ضباط من وحدات عسكرية فاعلة، إذناً بالمشاركة في "دورة التأهيل الدبلوماسي"، تمهيداً لإلحاقهم بالسلك الدبلوماسي.
وتنتمي هذه الأسماء إلى "تشكيلات عسكرية شاركت بفعالية في قمع الانتفاضة الشعبية" منذ عام 2011، أبرزها "الفرقة 25 مهام خاصة" و"الفرقة الثامنة دبابات"، ما يعزز الشبهات حول استخدام التمثيل الدبلوماسي كغطاء لتدوير شخصيات أمنية مثيرة للجدل على الساحة الدولية.
أسماء الضباط الأربعة ومواقع خدمتهم العسكرية
1. محمد فراس نيولاتي – الفرقة 25 مهام خاصة
أحد أبرز الأسماء الواردة في الوثيقة، ويشغل حالياً موقعاً في البعثة السورية الرسمية لدى الأمم المتحدة في نيويورك. وقد خدم سابقاً في "الفرقة 25 مهام خاصة" بقيادة سهيل الحسن، وهي وحدة اتُّهمت بارتكاب انتهاكات جسيمة في إدلب وحلب، وتُعد من أكثر التشكيلات دموية في جيش النظام السابق.
2. أسامة محمد منصور – الفرقة الثامنة دبابات
شارك في مهام عسكرية ضمن محيط دمشق ودرعا، وتحوّله إلى المجال الدبلوماسي يُعد نموذجاً للدعم الأمني الممنوح له من مؤسسات النظام، خصوصاً أن فرقته لعبت دوراً مباشراً في قمع الاحتجاجات جنوب سوريا.
3. فائز شعبان شاهين – الإدارة العامة لوزارة الدفاع
يُعتقد أنه شغل مهاماً إدارية داخل وزارة الدفاع، لكن انتماءه لسلك عسكري في جهاز أمني متورط في الانتهاكات، يطرح تساؤلات حول معايير اختيار الدبلوماسيين في النظام السابق، ومدى حيادية أدوارهم.
4. إياد مخلص أبو حمود – الفرقة الثامنة دبابات
ينتمي إلى ذات التشكيل الذي خدم فيه أسامة منصور، وشارك بشكل واسع في العمليات العسكرية في أرياف درعا وحمص. ورغم عدم توفر معلومات مؤكدة حول مشاركته الميدانية المباشرة، إلا أن **الانتماء لتشكيل متورط بالانتهاكات** كافٍ لإثارة الشكوك حول مدى أهليته لتمثيل سوريا خارجياً.
وثيقة تدعو إلى تدقيق دولي في السلك الدبلوماسي للنظام السابق
أشار تقرير "زمان الوصل" إلى أن هذه الوثيقة تأتي ضمن سياق تحقيق أوسع حول شبكة التوظيف الخارجي للنظام السوري السابق، وخصوصاً تحويل ضباط أمنيين إلى ممثلين سياسيين في الخارج. واعتبر الموقع أن هذه الممارسات تتطلب تدقيقاً دولياً عاجلاً في خلفيات الأشخاص العاملين في البعثات السورية حول العالم.
دعا التقرير إلى مراجعة جميع ملفات من تم توظيفهم في السلك الدبلوماسي منذ بداية الثورة السورية، وتحديد مدى ارتباطهم بجرائم الحرب والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك محاسبة المتورطين وفق القانون الدولي.
في ظل استمرار ارتفاع أسعار الذهب في سوريا، تجاوز سعر غرام الذهب حاجز 90 دولاراً، ما أثار موجة من التفاعل الواسع بين فئة الشباب، خاصة المقبلين على الزواج، الذين لجأوا إلى التعبير عن واقعهم الصعب عبر منشورات وتعليقات كوميدية في مواقع التواصل الاجتماعي.
تعليقات ساخرة تعبّر عن واقع مرير
مع كل إعلان عن تسعيرة جديدة، تتدفق مئات التعليقات التي تمزج بين السخرية واليأس، في محاولة للتخفيف من وطأة الواقع المعيشي القاسي. إحدى الصفحات كتبت: "لقد صمنا عن الزواج دهراً وأفطرنا على طبق العزوبية، سجل يا زمان... يمكن ما نتزوج إلى يوم القيامة!"، مرفقة بسعر الذهب الجديد.
وتنوعت التعليقات بين الشكوى والتهكم، فقال أحدهم: "بطلنا نزوج تمام"، فيما كتب آخر: "الفضة ما بتشكي من شي"، وعلّق متابع بسخرية على محادثة خيالية بين عريس ووالد العروس: "عمي ما خرجي جيب دهب، بيمشي الحال بلا دهب؟"، "لأ، تعال خذ غراضك!"، "طيب... سلام".
يشاركن على طريقتهن
لم يقتصر التفاعل الفكاهي على الشباب، بل شاركت الفتيات أيضاً بالتعليقات، رغم أن تكلفة الذهب عادةً تقع على العريس في العادات السورية. فكتبت إحداهن: "يصير 100 ويخلصنا!"، وأخرى أضافت: "الله يصطفل فيك يا دهب!"، فيما علّقت متابعة بلهجة ساخرة: "نسبة العنوسة ترتفع... يلا يا متزوجات كل وحدة تزوّج زوجا!".
أثر اقتصادي يتجاوز المقبلين على الزواج
لم تقتصر تداعيات ارتفاع أسعار الذهب على من يخططون للزواج فقط، بل شملت أيضاً فئة المتاجرين بالمجوهرات، حيث باع كثيرون ما لديهم من ذهب عند حاجز 80 دولاراً أملاً بانخفاض قريب، لكن الأسعار واصلت الصعود بشكل متسارع، ما وضعهم في موقف حرج بين احتمال الشراء بأسعار مرتفعة أو الانتظار دون ضمانات.
أمل بمستقبل أفضل بعد التحرير
وسط هذه الموجة من الارتفاعات، يعيش الشباب السوري حالة من الترقب، آملين أن تُسهم المرحلة الجديدة بعد سقوط نظام الأسد في معالجة التدهور الاقتصادي، وتوفير فرص عمل تضمن كرامة العيش، وتضع حداً لحالة العجز التي فرضتها سنوات طويلة من الفساد والانهيار الاقتصادي.
وبين المزاح والمرارة، تبقى تعليقات السوريين نافذة تعبّر عن معاناة حقيقية، تأمل أن تجد حلاً في وطن بات اليوم بأمسّ الحاجة لإعادة بناء اقتصاده وحماية أحلام شبابه من الضياع.
نفت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) صحة التقارير التي تحدثت عن بدء انسحاب عسكري أميركي من سوريا، مؤكدة أن ما يجري هو "إعادة توزيع اعتيادية للقوات استجابة للمتغيرات العملياتية".
وقال متحدث باسم البنتاغون، في تصريحات نقلتها وكالة "نوفوستي" الروسية، إن وزارة الدفاع الأميركية "تعيد تموضع قواتها بانتظام وفقاً للحاجات التشغيلية والظروف الطارئة"، مشيراً إلى أن هذه الخطوة "لا تعني انسحاباً، بل تعبّر عن مرونة السياسة الدفاعية الأميركية وقدرتها على الانتشار السريع في مواجهة التهديدات المتغيرة".
أنباء عن انسحاب جزئي من قاعدة كونيكو في دير الزور
رغم النفي الأميركي، أفادت مصادر مقربة من "قوات سوريا الديمقراطية"، بأن الجيش الأميركي بدأ بالفعل إخلاء قاعدة حقل كونيكو في ريف دير الزور الشرقي. وبحسب المصادر، غادرت القاعدة خلال الأيام الماضية قافلتان كبيرتان تضمان أكثر من 200 آلية، بينها معدات ثقيلة وناقلات.
وأوضحت المصادر أن منطاد المراقبة التابع للقاعدة لم يُشاهد فوقها منذ أكثر من أسبوع، وأن الرتل الأميركي الأخير توجّه إلى أربيل في إقليم كردستان العراق، وأكدت مصادر أميركية لرويترز أن واشنطن تدرس خفض قواتها في سوريا إلى النصف، لتصل إلى نحو ألف جندي فقط، ضمن مراجعة أوسع لاستراتيجيتها العسكرية في المنطقة.
تقارير إسرائيلية: انسحاب أميركي تدريجي خلال شهرين
وفي سياق متصل، كانت كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن مسؤولين في البنتاغون أبلغوا نظراءهم الإسرائيليين بعزم الولايات المتحدة تنفيذ انسحاب تدريجي من سوريا خلال الشهرين المقبلين، ما أثار قلقاً واسعاً داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية.
وحذرت وزارة الدفاع الإسرائيلية من أن الانسحاب الأميركي قد يمنح تركيا موطئ قدم استراتيجي في مناطق حساسة مثل مطار تي فور ومدينة تدمر، وهو ما اعتبرته تل أبيب تهديداً مباشراً لأمنها القومي ولسلاح الجو الإسرائيلي.
أنقرة تستعد لملء الفراغ ولقاءات تركية - إسرائيلية في باكو
التقرير الإسرائيلي أشار إلى أن تركيا تسعى لاستغلال أي فراغ أميركي لتعزيز حضورها العسكري في شمال وشرق سوريا، لاسيما مع تصاعد نفوذها في المشهد السوري بعد سقوط نظام الأسد.
وفي خطوة دبلوماسية لاحتواء التصعيد، عُقدت اجتماعات فنية الأسبوع الماضي في العاصمة الأذربيجانية باكو بين مسؤولين عسكريين أتراك وإسرائيليين لمناقشة آلية لتفادي الاشتباك في سوريا، لكن التوتر تجدد سريعاً بعد تصريحات هجومية أطلقها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وصف فيها إسرائيل بـ"الدولة الإرهابية" واتهمها بمحاولة "إجهاض الثورة السورية".
إسرائيل تحذّر دمشق وتحملها مسؤولية أمن الحدود
التقرير الإسرائيلي حذّر من أن أي تمركز تركي دائم في العمق السوري، خاصة في مواقع مثل تدمر، "يشكل خطاً أحمر" من منظور تل أبيب، وسيُعد تهديداً مباشراً لقدراتها العسكرية في المنطقة.
وأكدت تل أبيب في رسائل مباشرة أنها ستحمل الحكومة السورية الجديدة، برئاسة أحمد الشرع، المسؤولية الكاملة عن أي نشاط عسكري يجري انطلاقاً من الأراضي السورية، مشيرة إلى أن فشل دمشق في ضبط الوضع الأمني "قد يؤدي إلى رد عسكري إسرائيلي مباشر".
توازنات إقليمية جديدة وسط تغيّر المشهد السوري
يرى مراقبون أن التصريحات المتضاربة بين المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين، مقابل النفي الرسمي من البنتاغون، تعكس حجم التعقيد الذي يكتنف مستقبل الوجود الأميركي في سوريا. كما يعكس التوتر الإقليمي الناجم عن انسحاب محتمل مدى ترابط الملف السوري بمصالح إقليمية كبرى تشمل تركيا، إيران، إسرائيل، والولايات المتحدة.
ويأتي ذلك في ظل تحوّلات جذرية تشهدها سوريا بعد سقوط النظام السابق، وسط جهود حثيثة لإعادة تشكيل الخارطة العسكرية والسياسية، فيما تبقى معركة النفوذ الإقليمي مفتوحة على احتمالات متعددة، أبرزها: صعود الدور التركي، وعودة التوتر الأمني على حدود إسرائيل الشمالية، والتنافس على ملء فراغ القوة الأميركية.