
مع ارتفاعه إلى أكثر من 90 دولاراً.. شباب سوريا يواجهون "جنون الذهب" بروح فكاهية
في ظل استمرار ارتفاع أسعار الذهب في سوريا، تجاوز سعر غرام الذهب حاجز 90 دولاراً، ما أثار موجة من التفاعل الواسع بين فئة الشباب، خاصة المقبلين على الزواج، الذين لجأوا إلى التعبير عن واقعهم الصعب عبر منشورات وتعليقات كوميدية في مواقع التواصل الاجتماعي.
تعليقات ساخرة تعبّر عن واقع مرير
مع كل إعلان عن تسعيرة جديدة، تتدفق مئات التعليقات التي تمزج بين السخرية واليأس، في محاولة للتخفيف من وطأة الواقع المعيشي القاسي. إحدى الصفحات كتبت: "لقد صمنا عن الزواج دهراً وأفطرنا على طبق العزوبية، سجل يا زمان... يمكن ما نتزوج إلى يوم القيامة!"، مرفقة بسعر الذهب الجديد.
وتنوعت التعليقات بين الشكوى والتهكم، فقال أحدهم: "بطلنا نزوج تمام"، فيما كتب آخر: "الفضة ما بتشكي من شي"، وعلّق متابع بسخرية على محادثة خيالية بين عريس ووالد العروس: "عمي ما خرجي جيب دهب، بيمشي الحال بلا دهب؟"، "لأ، تعال خذ غراضك!"، "طيب... سلام".
يشاركن على طريقتهن
لم يقتصر التفاعل الفكاهي على الشباب، بل شاركت الفتيات أيضاً بالتعليقات، رغم أن تكلفة الذهب عادةً تقع على العريس في العادات السورية. فكتبت إحداهن: "يصير 100 ويخلصنا!"، وأخرى أضافت: "الله يصطفل فيك يا دهب!"، فيما علّقت متابعة بلهجة ساخرة: "نسبة العنوسة ترتفع... يلا يا متزوجات كل وحدة تزوّج زوجا!".
أثر اقتصادي يتجاوز المقبلين على الزواج
لم تقتصر تداعيات ارتفاع أسعار الذهب على من يخططون للزواج فقط، بل شملت أيضاً فئة المتاجرين بالمجوهرات، حيث باع كثيرون ما لديهم من ذهب عند حاجز 80 دولاراً أملاً بانخفاض قريب، لكن الأسعار واصلت الصعود بشكل متسارع، ما وضعهم في موقف حرج بين احتمال الشراء بأسعار مرتفعة أو الانتظار دون ضمانات.
أمل بمستقبل أفضل بعد التحرير
وسط هذه الموجة من الارتفاعات، يعيش الشباب السوري حالة من الترقب، آملين أن تُسهم المرحلة الجديدة بعد سقوط نظام الأسد في معالجة التدهور الاقتصادي، وتوفير فرص عمل تضمن كرامة العيش، وتضع حداً لحالة العجز التي فرضتها سنوات طويلة من الفساد والانهيار الاقتصادي.
وبين المزاح والمرارة، تبقى تعليقات السوريين نافذة تعبّر عن معاناة حقيقية، تأمل أن تجد حلاً في وطن بات اليوم بأمسّ الحاجة لإعادة بناء اقتصاده وحماية أحلام شبابه من الضياع.