المعلمون.. صمود وتضحيات بين وعود لم تُنفذ وأجور متواضعة
المعلمون.. صمود وتضحيات بين وعود لم تُنفذ وأجور متواضعة
● أخبار سورية ٢٣ أكتوبر ٢٠٢٥

المعلمون.. صمود وتضحيات بين وعود لم تُنفذ وأجور متواضعة

لم يتغير وضع المعلمين في إدلب من ناحية الأجور، رغم وعود الجهات المعنية بتحسينها. هذه الوعود لم تتحقق بعد، ليواصل المعلمون مواجهة صعوبات متزايدة، خصوصاً في ظلّ الغلاء وارتفاع تكاليف المعيشة، إضافة إلى الالتزامات التي تُفرض عليهم لإعالة أسرهم وعوائلهم.

الصعوبات التي تعرض لها المعلمون في إدلب 
عانى المعلمون في إدلب وريفها خلال سنوات الثورة السورية صعوبات جمة، إذ فقدوا فرص عملهم ومصادر رزقهم بعد أن فصلهم نظام الأسد بسبب مواقفهم الثورية ورفضهم العمل ضمن مؤسساته. 

كما تأثروا بشكل مباشر بظروف الحرب، حيث تعرضت منازلهم وقراهم ومدنهم للقصف، وفقدوا مساكنهم ومواردهم المالية، ما دفعهم لمواجهة تحديات اقتصادية قاسية نتيجة النزوح، ورغم هذه الظروف الصعبة، استمروا في التدريس لفترات طويلة بشكل تطوعي وبدون أجر، حفاظاً على استمرار العملية التعليمية وإنقاذ مستقبل الطلاب وسط ظروف حياتية مليئة بالتحديات.

وقفة احتجاجية للمطالبة بالحقوق
وسبق ووجه المدرسون في إدلب وريفها نداء إلى الجهات المعنية للمطالبة بحقوقهم، وفي هذا السياق، شهدت محافظة إدلب قبل أيام قليلة وقفة مماثلة أمام مديرية التربية والتعليم رفع خلالها المعلمون لافتات تطالب الحكومة بالانصاف والنظر إلى وضعهم المهني والمعيشي وتحسين رواتبهم.

أكد المعلمون خلال الوقفة أن الرواتب التي يتقاضونها منخفضة جداً مقارنة بالجهود الكبيرة التي يبذلونها، وبالأوضاع المعيشية الصعبة التي يواجهونها، وبالاحتياجات الأساسية التي يتحملونها على المستوى الأسري والاجتماعي.

المعلم ركيزة أساسية في بناء الدولة
وشدد المعلمون خلال الوقفة على أن المعلم هو الركيزة الأساسية في بناء الدولة، وأنه من يربي الأجيال ويعلّمها، مؤكدين أن مهنتهم تستحق اهتماماً أكبر وأجوراً أعلى، ليس كصدقة، بل تقديراً لعطائهم الكبير والظروف القاسية التي تحملوها سابقاً.

وخلال الاحتجاج، برزت العديد من القصص المؤثرة للمعلمين الذين عاشوا تجارب النزوح والتنقل من مكان إلى آخر. ورغم الأعباء الثقيلة والظروف الصعبة، حافظوا على عملهم في مهنة التعليم، أحياناً برواتب منخفضة جداً وأحياناً بشكل تطوعي دون أجر. 

وعلى الرغم من تداعيات الحرب، اختاروا الاستمرار في تعليم الطلاب وحماية مستقبلهم من الضياع، مؤكدين التزامهم العميق بدورهم في بناء الأجيال، وبمهنتهم التي أخذت من عمرهم سنوات طويلة وشغلت حيزاً في قلوبهم واهتمامهم.

نُبل مهنة التعليم
تُعد مهنة التعليم واحدة من المهن النبيلة ذات الرسالة الإنسانية العالية، التي تمنح صاحبها احتراماً ومكانة معنوية في المجتمع، خاصة أن المعلم يربي الأبناء ويعلمهم، ويقضي معهم وقتاً طويلاً لدرجة أنه يصبح بمثابة الأب أو الأخ الكبير للكثير من الطلاب.

مسؤوليات المعلم
 إلا أن هذه المهنة تحمل صعوبات جمة؛ إذ يتحمل المعلم مسؤولية ثقيلة تشمل تعليم الأبناء، وغرس الصفات النبيلة فيهم، إلى جانب شرح الدروس، ويضطر للبقاء نشطاً طوال الوقت، يجيب على الأسئلة، يتنقل بين الطلاب، يتحقق من فهمهم، ويسعى قدر الإمكان لتلبية احتياجاتهم التعليمية.

المعلم يستحق راتب أفضل
لذلك، يستحق المعلم اهتماماً أكبر من الجهات المعنية، وأجوراً أعلى، خاصة أن الرواتب الحالية، بحسب وصف المعلمين الذين التقينا بهم، لا تكفي لتغطية متطلبات الحياة الأساسية. ومن هنا، يبرز الحاجة الملحة لمنح المعلمين رواتب تليق بجهدهم الإنساني، وبالتضحيات التي قدموها خلال السنوات الماضية.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ