أكد مصدر في اللواء الثامن لـ”شبكة شام”، أن تصريحات وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة بشأن إعادة هيكلة الجيش ودمج الفصائل المسلحة قد فُهمت بطريقة مغلوطة أو نُقلت بشكل غير دقيق من قبل صحيفة واشنطن بوست، مشددًا على أن التنسيق بين اللواء الثامن والقيادة السورية الجديدة في دمشق يجري على أعلى المستويات.
وكان وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة قد صرّح لصحيفة واشنطن بوست أن الحكومة السورية تعمل على إعادة هيكلة الجيش ودمج كافة الفصائل المسلحة ضمن جيش وطني موحد، مشددًا على أن الجيش الجديد لن يسمح ببقاء التشكيلات العسكرية المستقلة، في إشارة إلى ضرورة تفكيك الفصائل وإدماجها ضمن بنية الجيش.
وأوضح أبو قصرة ان “حوالي 100 من الفصائل المسلحة في سوريا وافقت على الاندماج ضمن وزارة الدفاع، لكن هناك بعض المجموعات التي لا تزال مترددة. من بين هذه المجموعات، أحمد العودة، قائد اللواء الثامن في الجنوب، لم يوافق بعد على الانضمام تحت قيادة الجيش الجديد.”
لكن مصدر اللواء الثامن نفى بشكل قاطع وجود أي خلافات أو تردد، مؤكدًا أن اللواء متعاون بشكل كامل مع القيادة السورية الجديدة، وأنه بصدد فتح مركز تابع للأمن العام في مدينة بصرى الشام، والتي تعد المعقل الرئيسي لتواجد اللواء في الجنوب السوري. كما أشار إلى أن قيادة اللواء بقيادة أحمد العودة وكافة القيادات لا تزال متواجدة في محافظة درعا، نافياً وجود أي توترات مع دمشق.
وأضاف المصدر أن هناك اجتماعات مرتقبة خلال الأيام القادمة بين قيادة اللواء الثامن والمسؤولين العسكريين في دمشق، لوضع اللمسات الأخيرة لعملية الاندماج الكامل في الجيش السوري الجديد، بما يضمن استقرار المنطقة ودمج الفصائل المسلحة تحت قيادة موحدة.
كما كشف المصدر عن مشاركة القيادي في اللواء الثامن، علي باش، في مؤتمر النصر، الذي شهد إعلان تولي أحمد الشرع رئاسة سوريا، في إشارة إلى التزام اللواء بالمسار السياسي والعسكري الجديد في البلاد.
يأتي هذا التصريح في وقت تواصل فيه الإدارة السورية الجديدة جهودها لتوحيد الفصائل المسلحة ضمن جيش وطني موحد، بعد قرارات حل الجيش السابق والأجهزة الأمنية التي كانت قائمة في عهد النظام السابق.
علق الحقوقي السوري "عارف الشعال" على قرار "مجلس نقابة المحامين"، يوم الخميس ٦ شباط، بحل مجالس فروع نقابات المحامين في المحافظات السورية، بناءً على تكليف الإدارة السياسية لمجلس النقابة المركزي، بأنه رغم الارتياح العام، إلا أن إلا أن القرار الصادر عن النقابة المركزية مخالف لقانون تنظيم المهنة.
وأوضح "الشعال" أنه بالرغم من الشعور العارم بالارتياح عقب الخلاص من مجلس فرع المحامين بدمشق الذي قام بتزوير الانتخابات الأخيرة وهي موبقة لا تغتفر، وبسبب قيام قيادة البعث البائد بتنصيب أشخاص ذوي سمعة سيئة (وشاية وكتابة التقارير)، مما اعتبر وجودهم في المنصب النقابي إهانة لتاريخ النقابة المجيد وللمحامين جميعاً!، إلا أن القرار الصادر عن النقابة المركزية مخالف لقانون تنظيم المهنة.
وأكد أن حلّ المجالس بنقابتها وتنصيب بديل عنها محصور بيد مجلس الوزراء، وكان من المفروض أن تسعى النقابة المركزية لاستصدار القرار من تلك الجهة حتى يكتسب المشروعية اللازمة، لا أن تذرع بتكليف الإدارة السياسية لها، لأن التكليف الذي استلمت به النقابة أصلاً، تكليف شفهي غير مكتوب لايعرف مدى سلطتهم به، وفيما إن كانوا يتمتعون بصلاحية خرق القانون بهذا الشكل!!.
وأضاف: "فضلاً عن ذلك فإن القرار مشوب بالارتجال الغريب أيضاً بسبب عدم معرفة المعايير التي اتكأ عليه مجلس النقابة بانتقاء الأعضاء الجدد والتي لاقت انتقاد واسع من شيوخ بالمهنة، ولا سيما تسمية أمين السر المعروف بولائه الشديد للطغمة الأسدية وللبعث البائد، ناهيك عن كونه لا يتمتع بثقة البعثيين أنفسهم حيث رشح نفسه للانتخابات الأخيرة وسقط بالاستئناس الذي أجراه البعث، فعلى أي أساس جرت تسميته؟؟!!".
وكان قرر مجلس نقابة المحامين في الجمهورية العربية السورية، يوم الخميس ٦ شباط/ فبراير، حل مجالس فروع نقابات المحامين في المحافظات السورية، بناءً على تكليف الإدارة السياسية لمجلس النقابة المركزي.
وأعلن المجلس عن تشكيل مجالس فروع جديدة في كافة المحافظات: “دمشق وريفها، حلب، درعا، حماة، حمص، الرقة، السويداء، الحسكة، القنيطرة، دير الزور، طرطوس، اللاذقية”، وتداول ناشطون صورًا توضح قوائم المجالس الجديدة التي تم إقرارها، وحملت توقيع نقيب المحامين في سوريا الأستاذ “أحمد دخان”، وتُعد هذه الإجراءات خطوة استباقية لمحاولات محامين ممن لهم مواقف مخزية من الثورة السورية، لتصدر الواجهة.
وتحدث نقيب المحامين الأستاذ “أحمد دخان”، عن تحديات المرحلة، واستعرض خطة مجلس النقابة، كما أكد على ضرورة ترتيب البيت الداخلي للنقابة، مبينًا أن قانون تنظيم المهنة هو القانون الناظم لعمل المحامين.
ونوّه على عدم القدرة حاليًا على إجراء انتخابات بالنقابة، وهذه القضية متعلقة بالملف السوري عمومًا من قوانين ودستور، وأكد وضع بعض القيود على تنظيم الوكالات العقارية، وفي تصريح سابق، أكد أن الثورة السورية بانتصارها خلعت النظام المجرم، واستلمت إدارة العمليات العسكرية زمام أمور الحياة بكل نواحيها، وتم تسليم قيادة البلاد للحكومة المؤقتة لتسيير الأعمال.
وأضاف أنه بتكليف من الحكومة الحالية وعن طريق الإدارة السياسية، تم تكليفنا في هذه المرحلة بـاستلام النقابة المركزية بشكل مؤقت، بهدف تسيير شؤونها، ريثما تُشكل حكومة انتقالية بعد انعقاد المؤتمر الوطني المزمع عقده.
ووفقًا لقانون تنظيم عمل النقابة في المادتين ١٠٧ و١٠٨، يحق لرئيس مجلس الوزراء حل مجلس النقابة ومجالس الفروع وتعيين مجلس مؤقت لتسيير الأعمال، ريثما يتم الإعلان عن موعد الانتخابات التي يحددها مجلس الوزراء وفق الأصول القانونية المتبعة سندًا لهذه المادة وما بعدها.
وقررت وزارة العدل في الحكومة السورية الانتقالية فرض عقوبة العزل بحق عدة قضاة كانوا يشغلون مناصب كمندوبين خارج ملاك الوزارة خلال فترة حكم نظام الأسد البائد، وجاء القرار في إطار مساعي الوزارة لتعزيز النزاهة وإصلاح القطاع القضائي، ومحاسبة أي شخص ثبت تورطه في تجاوزات أو إخلال بواجباته المهنية.
ويُذكر أن هذه الإجراءات تأتي ضمن خطة أوسع لإعادة هيكلة المؤسسات القضائية وضمان التزامها بالمعايير القانونية والأخلاقية، فيما أبدى معظم القضاة، والبالغ عددهم ٧٢ قاضيًا، منهم ٥ قاضيات، رغبتهم في الاستمرار بالعمل القضائي بعد تجاوزهم سن ٦٥ عامًا، أثناء مقابلات شخصية أجريت معهم في وزارة العدل.
وكانت وزارة العدل أصدرت القرار رقم ٨٨، وشكلت بموجبه لجنة مؤلفة من قضاة يرأسهم القاضي أنس منصور سليمان، رئيس محكمة النقض، والنائب الأول لرئيس محكمة النقض، ومعاون وزير العدل للشؤون القضائية، والنائب العام، والمفتش القضائي الأول، ومستشار في محكمة النقض.
ويُذكر أن مجلس نقابة المحامين المركزية ناقش آلية سير عمل مهنة المحاماة في المرحلة المقبلة، ودراسة بعض الطروحات التي تقدم بها المحامون والمحاميات ورؤيتهم المستقبلية لدور المحامين في بناء مؤسسات الدولة، ولفت المجلس إلى اتخاذ عدة قرارات سيتم إعلانها على المعرفات الرسمية للنقابة المركزية.
أكد وزير الدفاع السوري، مرهف أبو قصرة، أن الحكومة السورية منفتحة على السماح لروسيا بالحفاظ على قواعدها العسكرية في سوريا، طالما أن ذلك يصب في مصلحة البلاد.
وقال أبو قصرة في مقابلة مع صحيفة واشنطن بوست إن العلاقات مع موسكو شهدت تحسنًا ملحوظًا منذ سقوط نظام بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر الماضي، مشيرًا إلى أن دمشق تدرس مطالب روسيا في هذا الصدد.
وأوضح أبو قصرة، الذي كان سابقًا أحد قيادات الفصائل المعارضة، أن السياسة لا تعرف العداوات الدائمة، مضيفًا: “إذا حصلنا على مكاسب لسوريا من هذا الاتفاق، فليس لدينا مانع من استمرار التواجد الروسي”.
ورفض وزير الدفاع تأكيد ما إذا كان الرئيس السوري أحمد الشرع قد طلب رسميًا تسليم بشار الأسد خلال اجتماعه مع المسؤولين الروس، لكنه أشار إلى أن موضوع محاسبة الأسد كان حاضرًا في المباحثات. وأضاف: “عندما قرر بشار الأسد الذهاب إلى روسيا، كان يعتقد أنه من المستحيل علينا التوصل إلى تفاهم مع موسكو، لكن ربما تعود العلاقات بما يخدم مصالح سوريا أولًا وأيضًا مصالح روسيا”.
وفي المقابل، كانت نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف قال ، إن مستقبل الوجود العسكري الروسي في سوريا ما زال قيد التفاوض، مشيرًا إلى أن الوضع لم يتغير حتى الآن، وأن هناك حاجة لمزيد من المشاورات بين الجانبين.
وبينما قامت روسيا بتقليص وجودها العسكري في سوريا، فقد حافظت على قاعدتيها في طرطوس واللاذقية، اللتين تعتبران ذات أهمية استراتيجية كبيرة لموسكو. وكانت الحكومة السورية قد ألغت الشهر الماضي عقدًا مع شركة روسية لإدارة الميناء التجاري في طرطوس، لكن وضع القواعد العسكرية الروسية لا يزال غير محسوم.
وكشف أبو قصرة أن الحكومة السورية تجري مفاوضات حول مستقبل القواعد العسكرية الأمريكية والتركية داخل سوريا، مضيفًا أن اتفاقًا جديدًا مع أنقرة قد يتضمن إعادة انتشار أو تقليص عدد القوات التركية. كما أشار إلى أن مستقبل الوجود العسكري الأمريكي في شمال شرق سوريا ما زال قيد التفاوض.
ومنذ عام 2015، تحتفظ الولايات المتحدة بوجود عسكري في سوريا لدعم قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في مواجهة تنظيم “داعش”، حيث لا يزال حوالي 2000 جندي أمريكي منتشرين في الشمال الشرقي وقاعدة التنف جنوب البلاد.
وأشار وزير الدفاع السوري إلى أن فوز دونالد ترامب بالرئاسة قد يؤثر على موقف واشنطن، حيث تنتظر الإدارة السورية الجديدة رؤية توجهات البيت الأبيض قبل اتخاذ خطوات إضافية.
تعمل الحكومة السورية على إعادة دمج مناطق شمال شرق سوريا تحت سلطتها، حيث تخضع تلك المناطق حاليًا لسيطرة ميليشات قسد المدعومة أمريكيًا. ووفقًا لأبو قصرة، فإن دمشق رفضت عرضًا من قوات “قسد” للانضمام إلى وزارة الدفاع السورية ككتلة موحدة، مؤكداً أن أي تسوية يجب أن تضمن سيطرة الحكومة المركزية على كافة المناطق الخاضعة للإدارة الذاتية، بما في ذلك السجون التي تضم الآلاف من عناصر تنظيم داعش.
وأضاف: “الحل العسكري سيؤدي إلى سفك الدماء، ونحن نفضل الحلول الدبلوماسية، لكننا مستعدون لأي سيناريو”.
وفي تصريحات سابقة، قال الرئيس السوري أحمد الشرع إن دمشق طلبت من أنقرة إتاحة المجال للمفاوضات بدلاً من التصعيد العسكري في الشمال الشرقي. في المقابل، دعت تركيا إلى تحالف مشترك بين سوريا والعراق والأردن لمحاربة “داعش”، ما قد يسهل على الولايات المتحدة إنهاء دعمها لقسد.
أكد وزير الدفاع السوري أن الوزارة تعمل على دمج الفصائل المسلحة ضمن هيكل الجيش السوري الجديد، حيث وافقت نحو 100 مجموعة عسكرية على الانضمام إلى وزارة الدفاع، بينما لا تزال بعض الفصائل، مثل قوات أحمد العودة جنوب البلاد، ترفض الخضوع للقيادة الجديدة.
وأوضح أبو قصرة أن جميع الفصائل المسلحة التي ستنضم إلى الجيش السوري سيتم حلّها نهائيًا وإعادة دمج مقاتليها داخل التشكيلات العسكرية الرسمية.
وختم أبو قصرة حديثه بالقول إن إعادة بناء جيش موحد لسوريا تعتبر تحديًا كبيرًا بعد أكثر من عقد من الحرب، لكنه شدد على أن دمشق مصممة على تحقيق الاستقرار والسيادة الوطنية دون تدخلات خارجية.
أكد الناطق الرسمي باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن موسكو تواصل الحوار مع السلطات السورية الجديدة بشأن مجموعة من القضايا، بما فيها مصير القواعد الروسية في سوريا.
وتملك روسيا قاعدتين في الساحل السوري: الأولى بحرية في طرطوس، التي تأسست كنقطة دعم مادي وفني للأسطول السوفييتي عام 1971، وقامت موسكو بتطويرها في السنوات الأخيرة إلى قاعدة بحرية متكاملة.
أما الثانية فهي جوية في مطار حميميم في محافظة اللاذقية، التي أنشأتها موسكو مع بدء تدخلها العسكري المباشر لدعم نظام الأسد في نهاية سبتمبر 2015. وفي عام 2017، اتفقت موسكو مع نظام الأسد على مرابطة القوات الروسية في هاتين القاعدتين مجانًا لمدة 49 عامًا.
وكان وصل إلى العاصمة السورية دمشق، يوم الثلاثاء 28 كانون الثاني، أول وفد رفيع المستوى من وزارة الخارجية الروسية، برئاسة ميخائيل بوغدانوف، المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وإفريقيا ونائب وزير الخارجية، عقب سقوط نظام الأسد، والتقى الوفد مع رئيس الإدارة السورية أحمد الشرع ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني لإجراء مباحثات حول العلاقات بين البلدين.
وسبق أن قالت الإدارة السورية الجديدة، في تعليق على زيارة وفد روسيا الاتحادية برئاسة ميخائيل بوغدانوف، المبعوث الخاص للشرق الأوسط إلى دمشق، إن استعادة العلاقات يجب أن تعالج أخطاء الماضي وتحترم إرادة الشعب السوري وتخدم مصالحه.
وأوضحت الإدارة أن المناقشات تركزت خلال الاجتماع على قضايا رئيسية، بما في ذلك احترام سيادة سوريا وسلامة أراضيها، ولفتت إلى أن الجانب الروسي أكد دعمه للتغييرات الإيجابية الجارية حاليا في سوريا، وسلط الحوار الضوء على دور روسيا في إعادة بناء الثقة مع الشعب السوري من خلال تدابير ملموسة مثل التعويضات وإعادة الإعمار والتعافي.
ولفتت إلى أن الجانبان شاركا في مناقشات حول آليات العدالة الانتقالية التي تهدف إلى ضمان المساءلة وتحقيق العدالة لضحايا الحرب الوحشية التي شنها نظام الأسد، وأكدت الإدارة السورية الجديدة التزامها بالتعامل مع جميع أصحاب المصلحة بطريقة مبدئية لبناء مستقبل لسوريا متجذر في العدالة والكرامة والسيادة.
قال نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، إن المباحثات التي أجراها الوفد الروسي في دمشق مع رئيس الإدارة السورية، أحمد الشرع، كانت بناءة وإيجابية، مشيراً إلى أن اللقاء استمر أكثر من ثلاث ساعات وشهد حضور عدد من المسؤولين السوريين، من بينهم وزير الخارجية أسعد الشيباني ووزير الصحة ماهر الشرع.
أثار تبدل الموقف الروسي وكثير من الدول الداعمة لنظام الأسد، حالة من الاستغراب في أوساط أبناء الحراك الثوري السوري، بعد نجاحهم في إسقاط حكم الطاغية "بشار الأسد"، لتحاول تلك الدول في مقدمتها روسيا تبديل مواقفها وإظهار وجه آخر تجاه الشعب السوري، وهي التي مارست شتى أنواع القتل والتدمير وساهمت في "تثبيت الديكتاتور" حتى لحظة سقوطه.
لم تكتف روسيا بجرائم الحرب التي ارتكبتها في سوريا منذ تدخلها في 2015 لإنقاذ حكم "بشار الأسد"، بل عملت على حمايته بعد سقوطه من خلال منحه وعائلته وكبار ضباطه والمقربين منه حق اللجوء الإنساني، وسط تصريحات متبدلة تحاول فيها الخروج من مسؤوليتها على جرائم الحرب المرتبكة، دون أن تبادل حتى لتسليم الديكتاتور للمحاكمة العادلة.
يصادف يوم الأربعاء الـ 30 من شهر أيلول لعام 2015، الذكرى السنوية لـ "التدخل الروسي" في سوريا، والذي جاء حاملاً معه الموت والدمار للشعب السوري، لتحقيق هدف واحد في بادئ الأمر متمثلاً في "تثبيت الديكتاتور بشار"، سرعان ماتحول للهيمنة على مقدرات الدولة وثرواتها وتملك القرار العسكري والسياسي فيها وبناء قواعد عسكرية روسيا في حميميم ومرفأ طرطوس، وتثبيت أسطولها قبالة السواحل السورية.
في تقريرها السنوي الثامن عن أبرز انتهاكات القوات الروسية منذ بدء تدخلها العسكري في سوريا في 30/ أيلول/ 2015، تشير إحصائيات "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" إلى تورط روسيا بمقتل 6954 مدنياً بينهم 2046 طفلاً و1246 حادثة اعتداء على مراكز حيوية مدنية على يد هذه القوات.
ووفق الشبكة الحقوقية، تسببت القوات الروسية بمقتل 6954 مدنياً بينهم 2046 طفلاً و978 سيدة (أنثى بالغة)، وما لا يقل عن 360 مجزرة، وأظهر تحليل البيانات أن العام الأول للتدخل الروسي قد شهد الحصيلة الأعلى من الضحايا (قرابة 52 % من الحصيلة الإجمالية). فيما شهدت محافظة حلب الحصيلة الأعلى من الضحايا (قرابة 41 %) بين المحافظات السورية، تلتها إدلب (38%).
كما وثق التقرير قتل القوات الروسية 70 من الكوادر الطبية، بينهم 12 سيدة، جلهم في محافظة حلب، وكانت الحصيلة الأعلى لهؤلاء الضحايا في العام الأول، إضافةً إلى مقتل 44 من كوادر الدفاع المدني، نصفهم في محافظة إدلب التي سجلت الحصيلة الأعلى بين المحافظات، وكانت الحصيلة الأعلى من الضحايا في العام الأول من التدخل العسكري الروسي (قرابة 35 %) وفق ما أورده التقرير. وسجل مقتل 24 من الكوادر الإعلامية جميعهم قتلوا في محافظتي حلب وإدلب.
وطبقاً للتقرير فقد ارتكبت القوات الروسية منذ تدخلها العسكري حتى 30/ أيلول/ 2023 ما لا يقل عن 1246 حادثة اعتداء على مراكز حيوية مدنيَّة، بينها 223 مدرسة، و207 منشأة طبية، و61 سوق، وبحسب الرسوم البيانية التي أوردها التقرير فقد شهد العام الأول للتدخل الروسي 452 حادثة اعتداء على مراكز حيوية مدنية. كما شهدت محافظة إدلب الحصيلة الأعلى من حوادث الاعتداء بـ 629حادثة، أي ما نسبته 51 % من الحصيلة الإجمالية لحوادث الاعتداء.
كما سجل التقرير ما لا يقل عن 237 هجوماً بذخائر عنقودية، إضافةً إلى ما لا يقل عن 125 هجوماً بأسلحة حارقة، شنَّتها القوات الروسية منذ تدخلها العسكري في سوريا في 30/ أيلول/ 2015.
وجاء في التقرير أنَّ حجم العنف المتصاعد، الذي مارسته القوات الروسية كان له الأثر الأكبر في حركة النُّزوح والتَّشريد القسري، وساهمت هجماتها بالتوازي مع الهجمات التي شنَّها الحلف السوري الإيراني في تشريد قرابة 4.8 مليون نسمة، معظم هؤلاء المدنيين تعرضوا للنزوح غيرَ مرة.
لفتَ التقرير إلى أن السلطات في روسيا تنكر إلى اليوم قيامها بأية هجمات ضدَّ المدنيين، وما زال وزير خارجيتها يصرح مراراً أن التدخل الروسي شرعي؛ لأن هذا التدخل كان بطلب من النظام السوري ولمحاربة تنظيم داعش، ويؤكد لافروف بأنَّ بلاده مُلتزمة بقواعد القانون الدولي الإنساني، إلا أنه يتجاوز فكرة أن روسيا لم تقم بفتح تحقيق واحد حول المعلومات المؤكدة على انخراط القوات الروسية في العديد من الهجمات بانتهاكات ترقى لتكون جرائم حرب بحسب عدد من التقارير الأممية والدولية والمحلية.
ووفق الشبكة، تورط النظام الروسي في دعم النظام السوري الذي ارتكب جرائم ضدَّ الإنسانية بحق الشعب السوري، عبر تزويده بالسلاح والخبرات العسكرية، وعبر التدخل العسكري المباشر إلى جانبه، أوضح التقرير أن روسيا استخدمت الفيتو مرات عديدة على الرغم من أنها طرف في النزاع السوري، وهذا مخالف لميثاق الأمم المتحدة، كما أن هذه الاستخدامات قد وظَّفها النظام للإفلات من العقاب.
وأكد أن السلطات الروسية لم تَقم بأية تحقيقات جدية عن أيٍ من الهجمات الواردة فيه أو في تقارير سابقة، وحمل التقرير القيادة الروسية سواء العسكرية منها أو السياسية المسؤولية عن هذه الهجمات استناداً إلى مبدأ مسؤولية القيادة في القانون الدولي الإنساني.
ألقت الشرطة العسكرية في منطقة عفرين القبض على عدة شبان من المتورطين بالتعامل مع ميليشيا "قوات سوريا الديمقراطية" والمتواجدين في منطقة عفرين، عقب تداول صور توجه فيها التحية للميليشيا من قرى وبلدات المنطقة.
وجاء تداول صور لشعار "قوات سوريا الديمقراطية" عقب مرور رتل لإدارة الأمن العام في مدينة عفرين وريفها، حيث قامت خلية تتبع لـ "قسد" بالترويج لصور ترتبط بها، في حركة إعلامية تريد من ورائها إثبات وجود عملاء لها واختراقها للمنطقة.
ووفق المصادر، اعترف أعضاء الخلية الذين تم تعقبهم ومتابعة أماكن تحركاتهم ضمن مدينة عفرين وتصوير لقطات لشعار "ميليشيا قسد" في المدينة، وتم القبض عليهم، واعترفوا بتصوير المقرات العسكرية والحواجز العسكرية.
وليست المرة الأولى التي يتم فيها القبض على خلايا أمنية تابعة لـ "قوات سوريا الديمقراطية" في مناطق سيطرة "الجيش الوطني السوري"، إذ سبق أن تم القبض على عدد من الخلايا التي أقرت بتورطها بتنفيذ عمليات رصد وتفجير لصالح "قسد"، وأكدت بالأدلة مسؤولية الميليشيا عن التفجيرات التي وقعت في المنطقة وأزهقت أرواح المئات من المدنيين.
وفي وقت سابق، أعلنت "إدارة الأمن العام" وبالتنسيق مع جهاز الاستخبارات العامة في سوريا عن كشف سيارة مفخخة كانت قادمة من مناطق سيطرة "قسد" إلى مدينة حلب، ولفتت إلى أن الفرق المختصة قامت بتأمين السيارة المفخخة وتفكيكها دون حدوث أي خسائر بشرية، وأكدت أنها ستظل في حالة تأهب في مواجهة أي محاولات تهدد أمن المدنيين وممتلكاتهم.
وتجدر الإشارة إلى أن مدينة منبج شهدت تفجيرات دامية مؤخرًا، وعقب التفجير الإرهابي الأخير وردت عدة إدانات وردود منها من "رئاسة الجمهورية العربية السورية"، و"وزارة الخارجية القطرية"، و"رابطة إعلاميي سوريا"، وكذلك "المجلس الإسلامي السوريّ" الذي دعا الحكومة السورية لطلب النفير العام واستعادة كافة الأراضي السورية من الانفصاليين.
أكد مدير جمرك المنطقة الحرة في مدينة الزرقاء الأردنية، ركاد العيسى، أن عدد المركبات المعاد تصديرها من المنطقة الحرة في الزرقاء باتجاه سوريا عبر معبر جابر ارتفع إلى 1564 مركبة منذ 18 كانون الأول/ ديسمبر 2024، مشيرًا إلى أن حركة إعادة التصدير إلى سوريا تشهد ازديادًا مستمرًا.
وأوضح أن جميع التسهيلات الجمركية تُقدَّم لإنجاز عمليات التصدير دون تأخير، مع استعداد كوادر الجمارك للتعامل مع ارتفاع حجم الطلب على المركبات المصدّرة إلى سوريا.
من جانبه، كشف نائب رئيس هيئة مستثمري المناطق الحرة الاردنية، شرف الدين الرفاعي، أن 800 مستثمر تقدموا بطلبات استثمار في المنطقة الحرة المشتركة بين الأردن وسوريا، بانتظار الحصول على الموافقات اللازمة، مؤكدًا أن هذه المنطقة ستسهم في تسهيل الحركة التجارية بين البلدين، ليس فقط في قطاع المركبات، بل في مختلف القطاعات الاقتصادية.
ورغم ازدهار حركة تصدير المركبات، أبدى أحد الاشخاص والذي يعمل في تجارة السيارات في الأردن مخاوفه من استغلال بعض التجار السوريين للوضع الحالي في سوريا.
وقال أحد التجار الأردنيين لشبكة شام أن تجار سوريون يشترون سيارات تعاني من مشاكل تقنية أو تعرضت لحوادث دون إبداء اهتمام بجودتها.
وأكد التاجر لشبكة شام أن تجار سوريون يقولون إن “الوضع في سوريا يسمح بدخول أي شيء”، محذرًا من أن ذلك قد يؤدي إلى إغراق السوق السورية بسيارات رديئة أو معطوبة، ما يسهل التلاعب بإصلاحها وإخفاء عيوبها قبل بيعها للمستهلكين على أنها بحالة جيدة.
وأشار التاجر إلى أن العديد من هذه السيارات يتم شراؤها من المنطقة الحرة في الزرقاء، حيث تتوفر أعداد كبيرة من المركبات المعروضة للبيع، وهو ما قد يشكل تحديًا جديدًا لسوق السيارات السورية في ظل ضعف الرقابة الفنية على الواردات.
ومع استمرار تدفق المركبات المستوردة من الأردن، يبقى التساؤل مطروحًا حول إمكانية فرض رقابة صارمة على المركبات الداخلة إلى سوريا لمنع انتشار السيارات غير الآمنة، وضمان عدم تكرار أخطاء السوق السابقة التي شهدت دخول مركبات غير مطابقة للمواصفات، مما أثر سلبًا على سلامة مستخدميها في الطرق السورية.
كشف ناشطون سوريون عن سجل تشبيحي جديد هذه المرة يوثق معلومات عن المدعوة "زينب عبد الستار خولا"، التي سبق لها أن حازت على مقعد في "مجلس الشعب" المنحل الذي كان من أركان حكم عهد النظام المخلوع.
وتشير معلومات موثقة عن "خولا" بأنها لا تزال تنشط في مناطق حلب وحماة داعين إلى ضرورة محاسبتها بعد التحقيق معها بخصوص اتهامات تنص على أنها أوقعت بالكثيرين بتقاريرها الكيدية وتسببت باعتقالهم.
ونظراً إلى مدى تشبيحها ونفوذها في النظام البائد، وجدت لنفسها فسحة كبيرة في ممارسة الفساد والإفساد حيث استولت بالابتزاز والتهديد على معامل بالليرمون في حلب مستغلة قربها من قادة في ميليشيات مدعومة من إيران وقتذاك.
وتربط "خولا" علاقات مع ضباط وقادة عسكريين من ميليشيات الأسد البائد، إضافة إلى أسماء الأسد وحسن بري وفارس الشهابي، وأيضاً لها علاقات مع بعض الضباط على الأرض، وشغلت منصب رئيس مجلس إدارة في جمعية يداً بيد لدعم ذوي الاحتياجات الخاصة.
نشرت صفحة "محافظة حماة" الرسمية يوم الخميس 23 كانون الثاني/يناير، مشاهد من اجتماع عقدته مديرية السياحة في المحافظة، وأثار ظهور مديرة السياحة في عهد النظام البائد خلال الاجتماع جدلاً واسعاً كونها صاحبة سجل تشبيحي لصالح النظام المخلوع.
وقالت المحافظة إن مديرية السياحة بحماة اجتمعت مع مكتب الشؤون السياسية ورئيس غرف السياحة السورية وعدد من أصحاب المنشآت السياحية من فنادق ومطاعم، لمناقشة سبل تطوير الواقع السياحي في المدينة والنهوض به في المستقبل، وذلك بحضور نائب المحافظ.
واستنكر ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي ظهور البعثية "يارا شرتوح" خلال الاجتماع الرسمي المعلن، وتتولى منصب مديرة سياحة حماة بقرار من حكومة النظام المخلوع منذ عام 2021 حتى إسقاط النظام البائد في 8 ديسمبر 2024.
يذكر أن "شرتوح" تنحدر من مدينة سلمية شرقي حماة، وحاصلة على شهادة الهندسة الميكانيكية والكهربائية من جامعة حمص، ولها سجل تشبيحي لصالح بشار الأسد الهارب، وظهرت في عدة تصريحات تدعم نظام الأسد الساقط، وقامت بالمشاركة في عدة فعاليات تدعمه.
واشتهرت بعدة مواقف داعمة للنظام المخلوع، منها منشورات عبر حسابها الشخصي في فيسبوك الذي قامت بإغلاقه لاحقاً، ولم تخفِ دعمها لميليشيات النظام البائد في عدة مناسبات وحرضت ودعت إلى مواصلة العمليات العسكرية ضد الشعب السوري حيث قالت إن على "الجيش والميليشيات الرديفة استعادة كل شبر".
وقال متابعون إن الشبيحة "شرتوح" كانت تهلهل للبراميل وتمجد عصابات بشار الأسد وتشمت بقتل السوريين فيما باتت اليوم تتصدر المناسبات الثورية وهي تبحث عن منصب جديد، وسط دعوات لاحترام تضحيات الشعب السوري وملاحقة هؤلاء ومنعهم من أن يتصدروا المشهد.
وخلال الأيام الأخيرة، وجه ناشطون انتقادات حادة إلى الإدارة السورية الجديدة بسبب السماح لعدد من الشخصيات الاقتصادية المرتبطة بالنظام المخلوع بالعودة إلى المشهد لا سيما الواجهات الاقتصادية المعروفة.
هذا وأثارت بعض التعيينات بغطاء الانتخابات سخط وامتعاض لدى السوريين لا سيما الفعاليات التجارية والصناعيين الأحرار، حيث تم إعادة تدوير شخصيات تشبيحية وموالين للنظام المخلوع وإعطائهم فرصة غير مستحقة لتسلق المؤسسات الحكومية بدلاً من محاسبتهم، حيث أنهم ضالعون بالتحريض والتجييش على قتل السوريين، والفساد على كافة الأصعدة.
انطلقت فعاليات معرض خان الحرير النسيجي التخصصي "ربيع وصيف 2025" بنسخته السادسة على أرض مدينة المعارض في دمشق، بمشاركة 88 شركة وطنية، تحت رعاية وزارة الاقتصاد والموارد، ومن تنظيم غرفتي صناعة حلب وصناعة دمشق وريفها.
أكد وزير الاقتصاد المهندس باسل عبد العزيز عبد الحنان في تصريح للصحفيين أن إقامة هذا المعرض تعكس حالة التعافي التي تشهدها الصناعة السورية، وبدء عجلة الإنتاج بالدوران، خاصة في ظل المؤشرات الاقتصادية الإيجابية التي تتجلى في الزيادة بالحركة التجارية وزيادة معدلات التصدير.
وأشار الوزير عبد الحنان إلى جهود غرفتي صناعة حلب ودمشق وريفها في إقامة هذا المعرض، والذي يمثل بداية سلسلة من المعارض القادمة التي تهدف إلى تعزيز مكانة الصناعة الوطنية.
من جهته، لفت رئيس غرفة صناعة دمشق وريفها المهندس محمد أيمن المولوي إلى أن معرض خان الحرير يعد أول حدث اقتصادي مهم بعد التحرير، ويعد بمثابة نقطة انطلاق لاستعادة مكانة صناعة الألبسة والنسيج في سوريا، والتي شهدت تطورًا مستمرًا لمواكبة أحدث صيحات الموضة. وأضاف المولوي أن المنتج السوري يحظى بسمعة طيبة لدى الزبائن داخليًا وخارجيًا.
بدوره، أكد عضو مجلس إدارة غرفة صناعة حلب ورئيس لجنة المعارض محمد زيزان أن المعرض سيكون نواة لسلسلة من المعارض المقبلة، بهدف الترويج والتسويق للمنتج الوطني الذي يعد منافسًا للبضاعة المستوردة. وأشار زيزان إلى الحضور الجيد في يوم المعرض الأول، حيث شهد المعرض زيارات من رجال الأعمال والتجار من العراق والأردن ولبنان، كما من المتوقع أن يستقطب زوارًا من الكويت في الأيام القادمة.
من جانبه، قال رئيس غرفة تجارة دمشق باسل حموي إن المعرض يهدف إلى إعادة إحياء وتطوير صناعة الألبسة والنسيج في سوريا، وتعزيز حضور المنتجات السورية في الأسواق الخارجية، خاصة بعد التحديات الكبيرة التي واجهتها هذه الصناعة خلال السنوات الماضية. وأوضح حموي أن المعرض يوفر منصة لتبادل الخبرات والتواصل بين المنتجين والمستوردين، مما يفتح آفاقًا جديدة للتعاون التجاري والاستثماري في "سوريا الجديدة".
يستمر المعرض في الصالة 26 حتى الثامن من شباط الجاري، ويُفتح أبوابه من الساعة 11 صباحًا وحتى 8 مساءً، بينما يكون يوم الجمعة من الساعة 2 ظهرًا وحتى 9 مساءً. كما يتم توفير خدمة النقل المجاني من أمام فندق الشام، حيث تبدأ الرحلات من الساعة 10:30 صباحًا وحتى 7:30 مساءً.
أعلنت مصادر رسمية سورية عن تحرير عنصرين من القوات الأمنية، كانا قد اختطفا في وقت سابق أثناء تنفيذ حملة أمنية في قرية حاويك الحدودية مع لبنان، وذلك بهدف مكافحة عمليات التهريب، والتي تخللتها اشتباكات مع مجموعة من المطلوبين.
وأكد المكتب الإعلامي في محافظة حمص أن "إدارة أمن الحدود نجحت في تحرير العنصرين المختطفين من قبل مجموعة من المطلوبين المتورطين في تهريب الأسلحة والممنوعات عبر الحدود السورية اللبنانية". وأضافت المصادر الأمنية أن الحملة تأتي في إطار الجهود المستمرة لضبط الحدود وإغلاق منافذ تهريب الأسلحة والممنوعات.
أشارت المصادر إلى أن الاشتباكات التي نشبت بين قوات أمن الحدود وعدد من المطلوبين أسفرت عن اختطاف العنصرين أثناء قيامهما بواجبهما، موضحة أن عددًا من المطلوبين المتورطين في عمليات التهريب تم توقيفهم، كما تم ضبط كميات من الأسلحة والممنوعات بحوزتهم.
في سياق متصل، نشبت مواجهات عنيفة بين "إدارة العمليات العسكرية" وميليشيا "حزب الله" اللبناني، التي كانت تحاول تهريب أسلحة وذخائر ومخدرات عبر الحدود. وقد تم إحباط المحاولة، ما أدى إلى نشوب اشتباكات عنيفة مع إدارة العمليات العسكرية في المنطقة.
كما أفادت التقارير بأن صفحات وحسابات تابعة لأشخاص من آل زعيتر وآل جعفر دعوا إلى الاستنفار، مما دفع إدارة العمليات العسكرية إلى إرسال تعزيزات كبيرة إلى المنطقة. تم دخول قرية حاويك السورية وسط اشتباكات مع أفراد من عشيرتي تهريب الممنوعات.
تأتي هذه التطورات بعد محاولة ميليشيا حزب الله تهريب أسلحة، حيث قوبلت هذه المحاولة بالتصدي من قبل قوات الإدارة العسكرية، ما دفع عناصر الحزب إلى قصف القرى القريبة من الحدود السورية اللبنانية، وتحديدًا من قرى ذات غالبية شيعية مثل "الهرمل" و"القصر"، مما استدعى تدخل إدارة العمليات العسكرية السورية.
فيما أكدت مصادر ميدانية أن تعزيزات عسكرية قد وصلت إلى المنطقة لتأمين الشريط الحدودي، وسط عملية تمشيط واسعة تشمل قرى حاويك، بلوزة، الفاضلية، أكوم، والجرود وصولًا إلى الحدود اللبنانية. تهدف العملية إلى طرد عناصر وميليشيات حزب الله اللبناني من المنطقة وتأمين الحدود بشكل كامل.
وفي إطار هذه العمليات، تم أسر مجموعة من عصابة نوح زعيتر بعد اقتحام قرية حاويك، كما لا تزال عمليات التمشيط مستمرة بحثًا عن أسيرين سوريين تم اختطافهما عند الحدود.
تجدر الإشارة إلى أن هناك ستة معابر رسمية بين سوريا ولبنان، بينما يوجد 124 معبرًا غير شرعي كان يُستخدم في عمليات التهريب خلال فترة سيطرة النظام البائد وميليشيات حزب الله، ويتركز معظمها قرب مدينتي القصير وتلكلخ في ريف حمص.
يذكر أن رئيس هيئة الأركان اللواء "علي النعسان" قد عقد اجتماعًا مع مدير مكتب التعاون والتنسيق في الجيش اللبناني العميد "ميشيل بطرس" لمناقشة آلية ضبط الحدود بين البلدين.
أكد رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، أن بلاده تنسق مع سوريا لتأمين الحدود المشتركة، مشددًا على ضرورة أن تتخذ دمشق موقفًا صريحًا فيما يتعلق بمحاربة تنظيم داعش والتوغل الإسرائيلي في الأراضي السورية.
وقال السوداني، في مقابلة مع وكالة الأنباء العراقية الرسمية، إن بغداد مستعدة لتقديم الدعم لسوريا، مشيرًا إلى أن العراق لا يريد أن تكون سوريا ساحة للصراعات الخارجية، بل دولة مستقرة تساهم في أمن المنطقة.
تأتي هذه التصريحات في وقت تواصل فيه الحكومة العراقية جهودها لتأمين الحدود مع سوريا، خاصة بعد التغيرات السياسية التي شهدتها الأخيرة منذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024، وسيطرة الفصائل السورية على دمشق ومدن أخرى.
ومع تشكيل الحكومة الانتقالية في سوريا بقيادة أحمد الشرع، برزت الحاجة إلى تعزيز التنسيق الأمني مع العراق، لا سيما في ملف محاربة تنظيم داعش، الذي لا يزال يشكل تهديدًا مشتركًا لكلا البلدين.
إلى جانب ملف داعش، شدد السوداني على أهمية الموقف السوري تجاه التوغل الإسرائيلي في الأراضي السورية، حيث استغلت تل أبيب الفراغ الأمني بعد سقوط النظام السابق، ووسعت نطاق احتلالها في هضبة الجولان والقنيطرة، قبل أن تنسحب لاحقًا من عدة مناطق بعد أن دمرت البنية التحتية في هذه المناطق.
وكان الرئيس السوري أحمد الشرع أنه ناقش مع نظيرة التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة ضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي التي دخلتها مؤخراً وفقاً لاتفاق فض الاشتباك عام 1974".
وقال أردوغان، أنه ناقش مع الشرع الخطوات التي سيتم اتخاذها ضد المسلحين في شمال شرق سوريا، وأن أنقرة على استعداد للمساعدة في المعركة أمام المسلحين الأكراد وتنظيم "داعش" في سوريا.
في ظل التحولات التي تشهدها سوريا، تبقى الملفات الأمنية والعسكرية في صدارة الاهتمامات الإقليمية، حيث تسعى بغداد إلى ضمان عدم تحول الحدود العراقية-السورية إلى مصدر تهديد أمني، سواء عبر تنظيم داعش أو التوسع الإسرائيلي، في وقت تستمر فيه الضغوط الدولية لإنهاء الوجود العسكري الإسرائيلي غير الشرعي في سوريا.
لأول مرة وعبر قناة "الجزيرة" القطرية، كشف البطل السوري المعروف باسم "قيصر" دولياً، عن هويته وهو المساعد أول "فريد المذهان" رئيس قلم الأدلة القضائية بالشرطة العسكرية في دمشق وينحدر من مدينة درعا.
وقال"قيصر" الذي كشف عن هويته للمرة الأولى في برنامج "للقصة بقية" على قناة "الجزيرة"، إن أوامر التصوير وتوثيق جرائم النظام يصدران من أعلى هرم السلطة للتأكد من أن القتل ينفذ فعلياً.
وأكد "قيصر" المعروف بـ "الشاهد الملك" أن قادة الأجهزة الأمنية كانوا يعبرون عن ولائهم المطلق لنظام الأسد عبر صور جثث ضحايا الاعتقال، وبين أن أول تصوير لجثث معتقلين كان بمشرحة مستشفى تشرين العسكري لمتظاهرين من درعا في مارس ٢٠١١.
وأكد المساعد أول "فريد المذهان" أن الموقوف بمجرد دخوله المعتقل يوضع رقم على جثته بعد قتله، وبين أن أماكن تجميع وتصوير جثث ضحايا الاعتقال كانت في مشرحة مستشفيي تشرين العسكري وحرستا.
ولفت "قيصر" إلى تحويل مرآب السيارات في مستشفى المزة العسكري لساحة تجميع الجثث لتصويرها مع ازدياد عدد القتلى، وقال إنه في بداية الثورة السورية كانت عدد الجثث من ١٠ إلى ١٥ يوميا لتصل إلى ٥٠ في اليوم.
وأوضح أن النظام كان يكتب أن سبب وفيات من قتلهم هو توقف القلب والتنفس، وكشف عن عمليات ابتزاز ممنهجة مورست ضد الآلاف من أهالي المعتقلين دون الحصول على أي معلومات.
ارتبط اسم "سامي" و"قيصر" بملفات التعذيب البشعة في سجون نظام الأسد المهزوم في سوريا، وذلك منذ عام 2014، بعد أن استطاع ضمن فريق لم تكشف هويتهم طيلة سنوات ماضية، ليكشف اليوم عن هويته الحقيقية بعد سقوط نظام الأسد، والذي لعب دوراً بارزاً في نقل صور التعذيب للعالم المنظمات الدولية، وفضح جرائم النظام البشعة، والتي كانت سبباً في فرض القيود والعقوبات الدولية التي ساهمت بتقويض سلطته ومحاصرته دولياً
استُخدمت الصور التي نقلها "سامي وقيصر" في محاكم بدول غربية لإدانة ضباط سوريين بتهم التعذيب وارتكاب انتهاكات خلال فترات عملهم في سوريا وقبل فرارهم منها، ليكشف اليوم سامي أو مايعرف باسم "الشاهد التوأم" مع قيصر، عن شخصيته في مقابلة مع صحيفة "الشرق الأوسط".
"سامي" الذي تردد اسمه طويلاً، هو المهندس المدني "أسامة عثمان" الذي يرأس اليوم مجلس إدارة منظمة "ملفات قيصر للعدالة"، كان يعمل مهندساً مدنياً عندما اندلعت الثورة السورية عام 2011، وله قريب عرف باسم "قيصر" كان يعمل في مناطق سيطرة قوات النظام، بمهمة توثيق الوفيات في أقسام أجهزة الأمن السورية
كان دور "قيصر" توثيق جثث ضحايا التعذيب بكل بشاعتها بعد وصولها من الأفرع الأمنية، جثث عراة تحمل أرقاماً، تضمنتها آلاف الصور لنساء ورجال وأطفال، بأبشع مارأته البشرية في تاريخها، دفعت تلك الجرائم كلاً من "سامي وقيصر" إلى العمل معاً لتوثيق ما يحصل في السجون والمعتقلات السورية، وتحديداً في دمشق حيث كان يعمل "قيصر" والذي كان يوثق أحياناً موت ما لا يقل عن 70 شخصاً يومياً.
وبدأ الرجلان التعاون في جمع وثائق التعذيب في مايو (أيار) 2011. كان "قيصر" يهرب الصور عبر محرك أقراص محمول (يو أس بي) ويعطيها لسامي في مناطق المعارضة، وأثمرت جهود الرجلين "سامي وقيصر" تهريب عشرات آلاف الصور لجثث ضحايا التعذيب إلى خارج سوريا.
وكُشف عن الصور للمرة الأولى في العام 2014 بعدما صارا خارج سوريا، واليوم باتت الصور التي هرباها جزءاً من "لائحة الاتهام" ضد الأجهزة الأمنية التابعة لنظام الأسد، مشدداً على ضرورة "المحاسبة" في سوريا اليوم بعد إطاحة النظام السابق،
وقال: "في هذا اللحظات الحاسمة التي تمر بها سوريا مع الاستعداد للدخول في مرحلة جديدة بعد ما يزيد على خمسة عقود من حكم عائلة الأسد، ندعو الحكومة (الجديدة) إلى العمل الجاد لتحقيق العدالة ومحاسبة مرتكبي الجرائم وضمان كرامة حقوق الإنسان كأساس لبناء مستقبل أفضل يحلم به جميع السوريين".
وأضاف: "لقد شهدنا خلال الأيام الماضية، وما سبقها من أحداث متسارعة، تزايداً ملحوظاً في احتمال انتشار الفوضى الناتجة عن مخلفات النظام السوري. لقد أدى الدخول العشوائي للمواطنين إلى السجون وأماكن الاحتجاز إلى إتلاف أو فقدان وثائق وسجلات رسمية مهمة للغاية تكشف انتهاكات منذ عشرات السنين".
وأكد أن "المسؤولية الكاملة عن تلف الأدلة وضياع حقوق المعتقلين والناجين تقع على عاتق مسؤولي الأجهزة الأمنية للنظام السابق الذين غادروا والذين مازالوا قائمين على مهامهم ومسؤولياتهم، إضافة إلى القوى الحالية التي تتحضر لتسلم السلطة في دمشق".
ورغم اعتبار ما يحصل الآن حالة متوقعة بعد تحرير البلاد من النظام السوري، إلا أنه أكد أن التدخل العاجل بات ملحاً في جمع الأدلة والوثائق من الأرشيف السابق للمؤسسات الأمنية والوزارات والمؤسسات الحكومية الأخرى، وهذا ما يثير قلقنا من استمرار موظفي النظام في العمل مما يمكنهم من طمس وإتلاف الملفات ذات الأهمية في كشف جرائم النظام البائد".
ويرى سامي أن "جميع مؤسسات النظام السابق تحوي ملفات على جانب كبير من الخطورة، سواء منها الأمنية أو المدنية أو العسكرية، ولا نغفل قلقنا من طمس الملفات في فروع وملحقات حزب البعث كافة والتي يعلم جميع السوريين أنها كانت مؤسسات أمنية بامتياز مارس القائمون عليها كل أشكال الترهيب الجسدي والمعنوي بحق أبناء شعبنا العظيم طوال سنوات الثورة".
وأضاف: "نأمل بأن تتم هذه الخطوة بمشاركة المنظمات الحقوقية ذات الصلة بمتابعة القضايا المرتبطة بالبحث والتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان، إن تأخّر الكشف عن أماكن الاحتجاز الرسمية والسرية المحتمل وجودها في المناطق المحررة أو المناطق التي لم تصلها القوى المسلحة للمعارضة السورية، إضافة إلى شهادات ومعلومات متداولة حول نقل معتقلين من سجون مختلفة إلى أماكن مجهولة قبيل سقوط النظام، وعدم توفير المساعدات الطبية والإنسانية اللازمة للناجين الذين أفرج عنهم في الأيام الماضية، يعكس استهتاراً بأرواح هؤلاء الأفراد".
ودعا سامي السلطات الحالية إلى "اتخاذ خطوات فورية وشفافة للكشف عن مصير المعتقلين والضحايا الذين قضوا تحت التعذيب في السجون السورية وتوقيف جميع المسؤولين عن إدارة السجون وتشغيلها للبدء بشكل عاجل وفوري بتقديم الوثائق التي توضح أسماء وأعداد الضحايا لضمان حق العائلات في معرفة مصير أحبائهم".
وشدد على أن من حق الشعب السوري في الوصول إلى الحقيقة لا يمكن التهاون فيه وهو واجب على جميع الجهات المعنية، وأن التسامح مع مرتكبي الجرائم تحت أي ذريعة يشكل انتهاكاً صريحاً للمعايير الإنسانية والقانونية ويعطي الضوء الأخضر لإعادة انتاج أدوات القمع والانتهاكات التي كانت تمارسها الأجهزة الأمنية التي لا تزال قائمة حتى الآن.
وشدد الناشط الحقوقي السوري على أن "تحقيق العدالة يتطلب مساءلة كل من تورط في الجرائم المرتكبة بحق الشعب السوري كما أن تحقيق السلام والاستقرار في سوريا يعتمد على العدالة الانتقالية كمبدأ أساسي في هذه المرحلة، داعياً إلى مصالحة وطنية قائمة على مبادئ العدالة والمساءلة تضمن حقوق جميع مكونات الشعب السوري في بيئة آمنة ومستقرة تحترم كرامتهم وتلبي احتياجاتهم مع ضمان عدم الافلات من العقاب تحت أي مسمى".
ووجه سامي انتقادات إلى أطراف في المعارضة السورية من دون أن يحددها، متحدثاً عن "إخفاقات" مرت بها، وقال "في ظل الإخفاقات السياسية السابقة من المعارضة التي فُرضت على الشعب السوري، نشدد على ضرورة الإدلاء بتصريحات فورية مطمئنة حول رؤية وكيفية إشراك الشعب في اتخاذ القرارات والبدء بعملية بناء المجتمع بطريقة تحترم إرادة الشعب السوري وتضمن حقه في تقرير المصير".
ودعا السلطة الحالية إلى "توطيد وتسهيل عمل جميع مؤسسات المجتمع المدني العاملة في الداخل السوري والخارج كما ندعو جميع هؤلاء إلى دعم جهود تحقيق العدالة الانتقالية في سوريا بشكل فعال وإشراك الشعب السوري في التطورات بشكل دوري، والمساهمة في تقديم الدعم الإنساني والطبي للناجين من الاعتقال والاختفاء القسري، وضمان محاسبة جميع المتورطين في الجرائم وعدم السماح بالافلات من العقاب".
وطالب بـ "نشر وتعميم أسماء الضباط المسؤولين عن الجرائم والمعروفين على مستوى الشعب السوري ومراقبة المعابر الرسمية وغير الرسمية، ودعوة المؤسسات الإعلامية الرسمية السورية التي طالما ساهمت في قهر السوريين وقلب الحقائق وتمجيد القتلة، إلى عودتها إلى وظيفتها الطبيعية كأداة ترسخ ثقة المواطن بمؤسسات الدولة ومصدر للمعلومات الصحيحة، فما يؤلمنا أن نرى أهلنا يبحثون عن أسماء أحبائهم المفقودين على صفحات التواصل الاجتماعي في حين يغيب إعلام الدولة عن أداء مهمته التي ما وُجد إلا لأجلها كمؤسسة خدمية غير مسيسة".
وأكد سامي أن "الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الإبادة الجماعية لا تسقط بالتقادم ولا يمكن التسامح معها تحت أي ظرف. سوريا التي نحلم بها هي سوريا الحرة التي تقوم على العدالة والمساواة. إن العدالة الانتقالية التي تسبق المصالحة الوطنية الشاملة هي السبيل الوحيد لبناء سورية المستقبل. كلنا أمل أن تكون سوريا الآن بخير. سوريا التي تركها فريقنا قبل 11 عاماً رفقة آلاف الوجوه المعذبة والأجساد المشوهة. مئات المحاجر التي فارقتها عيون كانت تحلم أن تكون بيننا اليوم".
وأضاف: "في وجه من تلك الوجود كنت أرى صورة أبي وأمي واخوتي وأصدقائي. في عتمة الليالي الطويلة تمعنت في وجوههم وعاهدتهم أن ننتصر"، وعدد رفاقه الذين قتلهم النظام يحيى شوربجي (ناشط حقوقي)، وغياث مطر، وعبدالله عثمان، برهان غضبان، نور الدين زعتر، قائلاً: "إلى كل هؤلاء، من عرفتهم ومن لم أعرفهم، عليكم رحمة الله. لقد انتصرنا. انتصرت دماؤكم وسقط الأسد. عليكم رحمة الله وعلى الأسد لعنة التاريخ".
ورفض "سامي" تقديم معلومات عن طريقة مغادرته و"قيصر" سوريا ووصولهما إلى دول الغرب. لكنه اكتفى بالقول، رداً على سؤال: "أنا أسامة عثمان، مهندس مدني من ريف دمشق. كثيرون يعرفونني حتى وإن اختفيت تحت اسم (سامي). كان لابد من أن اتخذه درعاً يحميني أثناء فترة العمل الشاق على هذا الملف المعقد الذي ساهم في صنعه الكثير من الأبطال المجهولين".
وأشار إلى أنه "لست الوحيد. هناك الكثير من الأبطال المجهولين الذين ساهموا في وصولنا إلى هذه المرحلة. ملف قيصر احتاج جهوداً جبارة في أوروبا عبر المحاكم وفي الولايات المتحدة عبر منظمات سورية بذلت الكثير حتى استطاعت أن تدفع الإدارة الأميركية لإصدار ما يسمى بقانون قيصر أو قانون حماية المدنيين وهو أحد مفرزات ملف قيصر".
قرر مجلس نقابة المحامين في الجمهورية العربية السورية، يوم الخميس ٦ شباط/ فبراير، حل مجالس فروع نقابات المحامين في المحافظات السورية، بناءً على تكليف الإدارة السياسية لمجلس النقابة المركزي.
وفي التفاصيل، أعلن المجلس عن تشكيل مجالس فروع جديدة في كافة المحافظات: “دمشق وريفها، حلب، درعا، حماة، حمص، الرقة، السويداء، الحسكة، القنيطرة، دير الزور، طرطوس، اللاذقية”.
وتداول ناشطون صورًا توضح قوائم المجالس الجديدة التي تم إقرارها، وحملت توقيع نقيب المحامين في سوريا الأستاذ “أحمد دخان”، وتُعد هذه الإجراءات خطوة استباقية لمحاولات محامين ممن لهم مواقف مخزية من الثورة السورية، لتصدر الواجهة.
وتحدث نقيب المحامين الأستاذ “أحمد دخان”، عن تحديات المرحلة، واستعرض خطة مجلس النقابة، كما أكد على ضرورة ترتيب البيت الداخلي للنقابة، مبينًا أن قانون تنظيم المهنة هو القانون الناظم لعمل المحامين.
ونوّه على عدم القدرة حاليًا على إجراء انتخابات بالنقابة، وهذه القضية متعلقة بالملف السوري عمومًا من قوانين ودستور، وأكد وضع بعض القيود على تنظيم الوكالات العقارية.
وفي تصريح سابق، أكد أن الثورة السورية بانتصارها خلعت النظام المجرم، واستلمت إدارة العمليات العسكرية زمام أمور الحياة بكل نواحيها، وتم تسليم قيادة البلاد للحكومة المؤقتة لتسيير الأعمال.
وأضاف أنه بتكليف من الحكومة الحالية وعن طريق الإدارة السياسية، تم تكليفنا في هذه المرحلة بـاستلام النقابة المركزية بشكل مؤقت، بهدف تسيير شؤونها، ريثما تُشكل حكومة انتقالية بعد انعقاد المؤتمر الوطني المزمع عقده.
ووفقًا لقانون تنظيم عمل النقابة في المادتين ١٠٧ و١٠٨، يحق لرئيس مجلس الوزراء حل مجلس النقابة ومجالس الفروع وتعيين مجلس مؤقت لتسيير الأعمال، ريثما يتم الإعلان عن موعد الانتخابات التي يحددها مجلس الوزراء وفق الأصول القانونية المتبعة سندًا لهذه المادة وما بعدها.
وقررت وزارة العدل في الحكومة السورية الانتقالية فرض عقوبة العزل بحق عدة قضاة كانوا يشغلون مناصب كمندوبين خارج ملاك الوزارة خلال فترة حكم نظام الأسد البائد، وجاء القرار في إطار مساعي الوزارة لتعزيز النزاهة وإصلاح القطاع القضائي، ومحاسبة أي شخص ثبت تورطه في تجاوزات أو إخلال بواجباته المهنية.
ويُذكر أن هذه الإجراءات تأتي ضمن خطة أوسع لإعادة هيكلة المؤسسات القضائية وضمان التزامها بالمعايير القانونية والأخلاقية، فيما أبدى معظم القضاة، والبالغ عددهم ٧٢ قاضيًا، منهم ٥ قاضيات، رغبتهم في الاستمرار بالعمل القضائي بعد تجاوزهم سن ٦٥ عامًا، أثناء مقابلات شخصية أجريت معهم في وزارة العدل.
وكانت وزارة العدل أصدرت القرار رقم ٨٨، وشكلت بموجبه لجنة مؤلفة من قضاة يرأسهم القاضي أنس منصور سليمان، رئيس محكمة النقض، والنائب الأول لرئيس محكمة النقض، ومعاون وزير العدل للشؤون القضائية، والنائب العام، والمفتش القضائي الأول، ومستشار في محكمة النقض.
ويُذكر أن مجلس نقابة المحامين المركزية ناقش آلية سير عمل مهنة المحاماة في المرحلة المقبلة، ودراسة بعض الطروحات التي تقدم بها المحامون والمحاميات ورؤيتهم المستقبلية لدور المحامين في بناء مؤسسات الدولة، ولفت المجلس إلى اتخاذ عدة قرارات سيتم إعلانها على المعرفات الرسمية للنقابة المركزية.
ضجّت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، بإعلان تشكيلات تمثل “الطائفة العلوية”، وكان آخرها ما نشره المدعو “باسل الخطيب”، حيث جدد حالة الانقسام والتشرذم وتبادل الاتهامات والتخوين، وعدم اعتراف جهات من الطائفة بهذه المجالس.
وأعلن “الخطيب” تشكيل “المجلس الإسلامي العلوي الأعلى في سوريا والمهجر”، المؤلف من مجلسين، أولهما ديني، والثاني تنفيذي، وبحسب البيان التأسيسي، فإنّ المجلس الديني يترأسه الشيخ غزال غزال، بوصفه “مفتي اللاذقية”.
ويتألف المجلس من 130 شيخًا: 30 من طرطوس، و30 من اللاذقية، و30 من حمص، و30 من حماة، بالإضافة إلى 10 من محافظتَي دمشق وريف دمشق، على أن يهتم هذا المجلس بالأمور الدينية، ويعقد اجتماعه الأول لاحقًا.
أما المجلس التنفيذي، فسيضمّ مكاتب عدة، هي: مكتب السياسة والعلاقات العامة، والمكتب الإعلامي، والمكتب الاقتصادي، ومكتب الإغاثة، والمكتب القانوني، بالإضافة إلى مكتب التنسيق، ومكتب التوثيق التاريخي، وفق تعبيره.
ولفت البيان إلى أن هذا المجلس سيكون فعّالًا حتى انتهاء المرحلة الانتقالية، وإنشاء دولة يحكمها الدستور، وتتمثل أهدافه في تأكيد أن الطائفة العلوية جزء أصيل من نسيج سوريا، وأن أبناءها يعملون يدًا بيد لبناء مستقبل أفضل للبلاد، من خلال تعزيز التآخي بين مكوّنات المجتمع السوري.
وذكر “حسن حرفوش”، أحد مستشاري المجلس الإسلامي العلوي، أن أهمية هذه الخطوة تكمن في كونها ستجمع صفوف أبناء الطائفة العلوية عبر ممثليهم في المحافظات السورية، وتلغي حالة التشرذم والانقسامات التي عمّقتها سياسة النظام السابق حيال الطائفة.
وأعلن أطراف من الطائفة أن تسرّع نظراء من الطائفة، على رأسهم المدعو باسل الخطيب، مع قلة من الأشخاص، في إصدار بيان يعلن فيه تأسيس المجلس الإسلامي العلوي في سوريا والمهجر، وشددوا على رفض هذا العمل واستنكروا إصداره.
هذا، ولاقت هذه الخطوة اعتراضًا من أبناء الطائفة العلوية في سوريا، إذ اعتبرت إحدى الناشطات أن تشكيل هذا المجلس يعكس الرغبة لدى القائمين عليه في التعاطي مع أبناء الطائفة عن طريق رجال الدين فقط، واختصار تمثيلها بهم.
وفي سياق متصل، صدر بيان عن رجال دين من الطائفة الإسلامية العلوية، ردًا على قيام مجموعة من الشخصيات من نفس الطائفة بتشكيل ما يسمى “المجلس الإسلامي العلوي”.
وكان عدة وجهاء من الطائفة العلوية في الساحل السوري قد أصدروا بيانًا مصورًا، حول الأحداث التي شهدتها عدة مناطق بريف اللاذقية، والتي تحمل دعوات طائفية تقوض السلم الأهلي، مؤكدين رفضهم لمثل هذه التصرفات الصادرة عن بعض الشخصيات الملطخة أيديها بدماء السوريين إلى جانب النظام البائد.
وقال الشيخ “عيسى بهلول”، رئيس شعبة أوقاف القرداحة في الطائفة العلوية في سوريا: “ندين قيام العصابة المسلحة باختطاف عناصر من الأمن العام، وندعو إلى محاسبة كل من تورط في جرائم ضد الشعب السوري.”، ونفى وقوع أي استهداف لأبناء الطائفة لأنهم علويون، مشددًا على أن الإدارة الجديدة تمثل سوريا دولة وحكومة.
هذا، وجاء البيان عقب انتشار مقطع فيديو لضابط سابق في جيش النظام البائد، يدعى “صالح منصور”، وهو يتحدث خلال تشييع شاب من الطائفة العلوية في جبلة في حادث مجهول الأسباب، وزعم خلال الفيديو أن الطائفة العلوية تطالب بتدخل فرنسا لحمايتهم.