
ضمن برنامج “أمل” السعودي.. فريق طبي يجري 95 جراحة قلبية في سوريا
باشر فريق طبي سعودي تنفيذ 95 عملية قلبية معقّدة في سوريا، في إطار حملة تطوعية يشرف عليها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وتشمل عمليات قلب مفتوح وقساطر قلبية لمرضى كانوا يفتقرون إلى الرعاية التخصصية اللازمة منذ سنوات.
وبحسب جمعية “البلسم”، فقد أجرى الفريق 15 جراحة قلب مفتوح و80 عملية قسطرة قلبية، بين 15 و22 أبريل/نيسان الجاري، وذلك ضمن جهود إنسانية متواصلة لتلبية الاحتياجات الطبية الملحّة في البلاد، التي تعاني من نقص حاد في الكوادر المتخصصة والمعدات الطبية بسبب الحرب.
وأعرب المرضى المستفيدون من العمليات عن امتنانهم العميق للسعودية، مشيدين بالمستوى العالي للرعاية الطبية والإنسانية التي قدمها لهم الفريق السعودي، في وقت تستمر فيه المبادرات الإنسانية الخليجية بدعم السوريين ميدانياً وصحياً.
امتداد لحملة واسعة بدأت في فبراير الماضي
وتُعد هذه الحملة جزءاً من برنامج “أمل” التطوعي السعودي لدعم سوريا، الذي أُطلق في فبراير الماضي، وشهد وصول أول قافلة طبية مكوّنة من 61 طبيباً واختصاصياً سعودياً إلى دمشق، حيث باشرت العمل على إجراء عمليات دقيقة، بالتعاون مع وزارة الصحة السورية.
ويشمل البرنامج، الذي يستمر على مدار عام كامل، أكثر من 104 حملات طبية وتطوعية تغطي 45 تخصصاً طبياً وتدريبياً، ويشارك فيه أكثر من 3 آلاف متطوع سعودي، ضمن خطة تهدف إلى تنفيذ ما يزيد عن 218 ألف ساعة عمل تطوعي.
وبحسب مركز الملك سلمان للإغاثة، فإن الحملات تستند إلى تقييم ميداني شامل أجري مطلع العام، كشف عن فجوة كبيرة في الخدمات الصحية، ونقص حاد في عدد من التخصصات، خاصة في جراحة القلب، والأورام، وزراعة القوقعة، ما استدعى إعداد خطة استجابة طبية تغطي الاحتياج ضمن منهجية منظمة.
دلالات إنسانية ودبلوماسية
وتحمل هذه المبادرات بعداً إنسانياً لافتاً في سياق الدعم الخليجي لسوريا بعد سنوات من الحرب، كما تعكس انفتاحاً مدروساً من الرياض على الداخل السوري عبر قنوات إنسانية وطبية بعيداً عن التجاذبات السياسية، مع التركيز على دعم الاستقرار المحلي وتحسين الظروف المعيشية للسكان.
ويُنظر إلى القطاع الصحي كأولوية في مرحلة ما بعد الحرب، حيث تُعد هذه المبادرات نموذجاً لما يمكن أن تسهم به الدول الإقليمية في التخفيف من آثار الحرب، وتثبيت بيئة إنسانية مستقرة، خصوصاً في ظل ازدياد الحاجة إلى التخصصات الدقيقة، مثل جراحة القلب، وندرة الكوادر الطبية.