بعد 13 عاماً من الغياب.. بصرى الشام تستقبل أولى المجموعات السياحية 
بعد 13 عاماً من الغياب.. بصرى الشام تستقبل أولى المجموعات السياحية 
● أخبار سورية ١٧ أغسطس ٢٠٢٥

بعد 13 عاماً من الغياب.. بصرى الشام تستقبل أولى المجموعات السياحية 

تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لمجموعات سياحية تتجول في المدرج الروماني بمدينة بصرى الشام بمحافظة درعا، في مشهد غير مألوف منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011 وما تبعها من حرب شملت مختلف المناطق وأبعدت هذه المدينة الأثرية عن الخارطة السياحية العالمية لأكثر من عقد.

عودة الزوار إلى المواقع التاريخية
وبحسب وكالة الأنباء السورية "سانا"، استقبلت المدينة خلال الأسبوع الحالي 57 سائحاً وسائحة من دول أوروبية وآسيوية وأميركية، حيث عبّروا عن إعجابهم بالتنوع الحضاري والمعماري الذي تحتضنه بصرى. 


وأشاد بعضهم بالمسجد العمري و"مسجد مبرك الناقة"، الذي ارتبط في الموروث الديني بوصول أول نسخة من القرآن الكريم إلى بلاد الشام، إلى جانب إعجابهم بالقلعة والمسرح الروماني وطرق بنائهما المقاومة للزلازل.

تداخل حضاري ودعوات للحماية
لفت السياح إلى التداخل الديني والمعماري الفريد في المدينة، حيث تجاور كنيسة بصرى المسقوفة الوحيدة عالمياً المسجد الفاطمي، في دلالة على التعايش بين الحضارات المتعاقبة، كما دعا أكاديميون ومعماريون من الصين وبريطانيا والولايات المتحدة، ضمن الوفد، إلى حماية بصرى الشام من التوسع العمراني العشوائي وصون مواقعها الأثرية المسجلة على قائمة التراث العالمي في اليونسكو.

خسائر الحرب وإرث المدينة
تضم بصرى أكثر من 45 موقعاً أثرياً، تعرّض قسم منها للتدمير خلال سنوات الحرب التي استمرت أكثر من 14 عاماً، نتيجة القصف الأسدي الذي ألحق أضراراً بمعالم بارزة منها "سرير بنت الملك" وعدد من المساجد القديمة. ورغم ذلك ما زالت المدينة تحتفظ بكنوز أثرية تعكس عمقها التاريخي.

المدرج الروماني: أيقونة باقية
يُعد مدرج بصرى الشام من أبرز المعالم الأثرية في سوريا، وأحد أفضل المدرجات الرومانية المحفوظة في العالم. وقد شُيّد في القرن الثاني الميلادي في عهد الإمبراطور الروماني تراجان، وكان جزءاً من المدينة الرومانية القديمة بصرى التي كانت عاصمة لمقاطعة العربية البترائية. 

ويتميز المدرج ببنائه من الحجر البازلتي الأسود الذي تشتهر به المنطقة، ويتسع لنحو 15 ألف متفرج، مع تصميم هندسي يضمن رؤية مثالية وصوتيات متميزة. وخلال العصور الإسلامية أضيفت إليه تحصينات حولته إلى قلعة، وهو ما ساهم في بقائه بحالة جيدة حتى اليوم. وقد أُدرج المدرج ومدينة بصرى القديمة على قائمة التراث العالمي لليونسكو عام 1980.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ