الأخبار أخبار سورية أخبار عربية أخبار دولية
١٢ ديسمبر ٢٠٢٥
"الشيباني" ونظيرته الكندية يبحثان هاتفياً تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون

أجرى وزير الخارجية والمغتربين أسعد حسن الشيباني اتصالاً هاتفياً مع وزيرة خارجية كندا أنيتا أناند، بحث خلاله الجانبان آخر مستجدات العلاقات الثنائية وسبل توسيع مجالات التعاون بين البلدين في المرحلة المقبلة.

وخلال الاتصال، عبّر الوزير الشيباني عن تقدير سوريا للمساعدات التي قدمتها الحكومة الكندية للشعب السوري على مدى الأعوام الماضية، مؤكداً أن المرحلة الجديدة التي تمرّ بها سوريا تتطلب تعزيز الشراكات الدولية الداعمة لإعادة الإعمار، وتحقيق التعافي الاقتصادي، وتهيئة الظروف لعودة اللاجئين. كما وجه الشيباني دعوة رسمية للوزيرة أناند لزيارة دمشق في العام المقبل، باعتبارها خطوة مهمة لفتح آفاق تعاون أوسع بين البلدين.

من جانبها، أثنت أناند على التقدم الذي حققته الحكومة السورية خلال العام الماضي، وأكدت حرص كندا على دعم الاستقرار في سوريا والمشاركة في جهود التعافي الإنسانية والاقتصادية، مشيرة إلى أهمية الحفاظ على زخم التعاون بين البلدين. كما أعربت عن تطلعها لزيارة دمشق في الوقت المناسب، واستمرار التشاور والتنسيق بين الجانبين بما يخدم مصالح الشعبين.

وتركز النقاش على تطوير التعاون في مجالات الاقتصاد، وإعادة الإعمار، والعدالة الانتقالية، ودعم برامج العودة الطوعية الآمنة للسوريين في الخارج، إضافة إلى تعزيز الروابط مع الجالية السورية في كندا والدور الذي يمكن أن تقوم به في المرحلة القادمة.

وأكد الوزير الشيباني في ختام الاتصال أن سوريا ماضية في توسيع شراكاتها الدولية، وتعزيز حضورها الدبلوماسي، بما ينسجم مع مصالحها الوطنية وجهودها لإرساء الاستقرار والتنمية، مرحباً بأي دور إيجابي يمكن لكندا أن تلعبه ضمن هذه المسارات الجديدة.

اقرأ المزيد
١٢ ديسمبر ٢٠٢٥
برنية: التوقيع على الوثيقة الأخيرة لمشروع إصلاح خطوط الربط الكهربائي

​أعلن وزير المالية  محمد يسر برنية يوم الخميس عن التوقيع على الوثيقة الأخيرة لمشروع إصلاح خطوط الربط الكهربائي مع البنك الدولي، وأكد برنية في منشور عبر منصة فيسبوك أن هذا المشروع يعد الأول للبنك الدولي في سوريا منذ نحو أربعة عقود وأوضح أن التمويل سيتم عن طريق منحة بقيمة وليس بقرض.

و​يهدف المشروع، الذي وافق عليه مجلس المديرين التنفيذيين للبنك الدولي، إلى مساعدة سوريا في استعادة إمدادات كهرباء موثوقة وبأسعار ميسورة، وبالتالي دعم التعافي الاقتصادي.

 وفي هذا الإطار، سيسهم المشروع في دعم جهود الدولة السورية، وتحديداً وزارة الطاقة، لتحسين توفير الطاقة الكهربائية التي يحتاجها الاقتصاد، وعلى صعيد التنفيذ، يشمل المشروع الطارئ للكهرباء إعادة تأهيل خطوط النقل والمحطات الفرعية للمحولات الكهربائية المتضررة. 

ويتضمن ذلك إعادة تأهيل خطي توتر عاليين رئيسيين للربط الكهربائي بطاقة 400 كيلو فولط، كانا قد تضررا خلال سنوات الصراع، الأمر الذي سيؤدي إلى معاودة الربط الإقليمي مع الأردن وتركيا.

​إضافة إلى ذلك، سيعمل المشروع على إصلاح المحطات الفرعية المتضررة بالقرب من مراكز الطلب في المناطق الأشد تضرراً التي تستضيف أكبر عدد من اللاجئين العائدين والنازحين داخلياً، فضلاً عن توفير قطع الغيار ومعدات الصيانة الضرورية. كما سيوفر مساعدة فنية في إعداد الاستراتيجيات والإصلاحات المتعلقة بقطاع الكهرباء.

​وبحسب بيان سابق  للبنك الدولي صرح فيه أن سنوات الصراع أدت إلى شلل في الشبكة الوطنية للكهرباء في سوريا، مما خفض الإمدادات إلى ساعتين إلى أربع ساعات يومياً. 

وكان  المدير الإقليمي لدائرة الشرق الأوسط في البنك الدولي، جان كريستوف كاريه،قد أكد أن إعادة تأهيل قطاع الكهرباء استثمار حيوي لتحسين الظروف المعيشية ودعم عودة اللاجئين.

​وأشار الوزير برنية إلى وجود مشاريع أخرى عديدة يجري التحضير لها مع البنك الدولي في قطاعات مختلفة ستموَّل بمنح، وسيتم الإعلان عنها خلال العام القادم. كما قدم الشكر للجهات المتعاونة، معرباً عن أمله بأن يمهد هذا المشروع الطريق "لبرنامج دعم شامل" لسوريا. 

ويذكر أن قطاع الطاقة في سوريا شهد  خلال السنوات الأخيرة انهياراً عميقاً ترك آثاراً ممتدة على مختلف جوانب الحياة، حيث تسبّبت آلة الأسد العسكرية ، إلى جانب العقوبات ونقص الوقود وتراجع الكفاءات، في تدمير بنية القطاع وعجزه عن تلبية الحد الأدنى من احتياجات البلاد. وتبرز أزمة الطاقة اليوم كأحد أكبر التحديات التي تعيق التعافي الاقتصادي وتحسين الظروف المعيشية، ما يجعل إعادة تأهيل هذا القطاع الحيوي خطوة جوهرية لا غنى عنها في أي مسار نحو الاستقرار وإعادة الإعمار.

اقرأ المزيد
١١ ديسمبر ٢٠٢٥
تكنولوجيا: الذكاء الاصطناعي يمنح ذوي الإعاقة صوتاً جديداً ووجهاً قادراً على الابتسام

أطلقت مؤسسة سكوت مورغان، بالتعاون مع شركات عالمية مثل لينوفو وElevenLabs وD-ID، ثورة تكنولوجية غير مسبوقة في مجال تمكين ذوي الإعاقات الشديدة من التواصل، مستلهمة التجربة الشهيرة للعالم الراحل ستيفن هوكينغ. فبعد أكثر من أربعين عاماً على استخدام هوكينغ لحاسوب ينطق بالإنابة عنه، بات اليوم بإمكان المصابين بأمراض مثل التصلب الجانبي الضموري (ALS) والشلل الدماغي استعادة أصواتهم وتعابيرهم عبر "أفاتار رقمي" يحاكي ملامحهم وصوتهم وانفعالاتهم بدقة لافتة.

يعتمد الابتكار الجديد على نظام SMF VoXAI، وهو منصة اتصالات متطورة قائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي، تختلف جذرياً عن الروبوتات الحوارية التقليدية، إذ تُدرّب على شخصية كل مستخدم وتاريخه وأسلوبه في المزاح والتعبير، مما يجعل التواصل أكثر واقعية وعمقاً. ويستخدم النظام صوراً رمزية فائقة الواقعية من تطوير شركة D-ID، ونسخاً صوتية شخصية بتقنية متقدمة من ElevenLabs يمكن إنشاؤها حتى من تسجيلات صوتية ضعيفة الجودة، إضافة إلى تقنية تتبع حركة العين من شركة IrisBond ولوحة مفاتيح دائرية بذكاء تنبؤي يسرّع عملية اختيار الردود.

ويعمل النظام عبر عرض الأفاتار على شاشة مثبتة أمام المستخدم، ليقوم الذكاء الاصطناعي بتحويل حركة العين أو اختيار الفكرة إلى ثلاثة ردود جاهزة خلال ثلاث ثوانٍ فقط، في قفزة هائلة مقارنة بتجربة هوكينغ الذي كان يحتاج نحو خمس دقائق لإكمال جملة قصيرة. هذا التطور يمنح المستخدمين قدرة حقيقية على الاستمرار في المحادثات اليومية بشكل فوري وطبيعي.

وتقول لافون روبرتس، الرئيسة التنفيذية للمؤسسة، إن التقنية الجديدة "تعيد للناس أصواتهم وشخصياتهم التي ضاعت مع المرض"، مشيرة إلى أن كثيراً من المرضى يتمتعون بكامل ذكائهم وروحهم المرحة لكنهم فقدوا القدرة على إظهار مشاعرهم. وتضيف أن النظام "يعيد ابتسامتهم كما كانت"، ويمنحهم فرصة للتواصل مع من يحبون بكرامة ووضوح.

وقد استُلهم جزء كبير من هذا المشروع من تجربة برنارد مولر، رئيس التقنيات في المؤسسة، الذي يعاني نفسه من مرض ALS وفقد القدرة على الحركة، مما جعله واحداً من أبرز الداعمين لتطوير هذا الحل ليخدم أكثر من 100 مليون شخص حول العالم ممن يعانون إعاقات نطق وحركة ناجمة عن الشلل الدماغي أو السكتات الدماغية أو الإصابات الدماغية.

وتتبنى المؤسسة رؤية طموحة لتعميم هذه التكنولوجيا، حيث تخطط لإتاحة البرنامج مجاناً وتطوير أجهزة قابلة للتخصيص حسب قدرة كل مستخدم، إلى جانب عقد شراكات لتوسيع نطاق الإنتاج والوصول إلى أكبر عدد من المستفيدين، في خطوة تهدف إلى "منح صوت لمن لا صوت له" وتقديم ذكاء اصطناعي متاح للجميع.

وتجدر الإشارة إلى أن مؤسسة سكوت مورغان، التي تتخذ من المملكة المتحدة مقراً لها، تُعد من المؤسسات الرائدة في استخدام التقنيات المتقدمة لإعادة صياغة مستقبل الأشخاص ذوي الإعاقات الشديدة، عبر تحويل التكنولوجيا إلى أداة للتمكين والازدهار، لا مجرد وسيلة للبقاء.

اقرأ المزيد
١١ ديسمبر ٢٠٢٥
غرفتا التجارة والصناعة: رفع عقوبات "قيصر" يزيل الخوف ويُؤمن بيئة الاستثمار في سوريا

​أجمع مسؤولون في غرفتي تجارة ريف دمشق وصناعة دمشق وريفها على أن إلغاء العقوبات المفروضة على سوريا بموجب “قانون قيصر” يمثل نقطة تحول حاسمة، مبشّرين بعهد جديد من النهضة الصناعية والتجارية، وتهيئة الأجواء لاستقطاب رجال الأعمال والمستثمرين إلى السوق السورية.

​وشدّد رئيس غرفة تجارة ريف دمشق، عبد الرحيم زيادة، على أن رفع هذه العقوبات، التي كانت مفروضة نتيجة لممارسات النظام البائد، سيُعيد الاطمئنان للمستثمرين، ويشجعهم على المضي قدمًا نحو إقامة مشاريع كبرى ومستدامة. 

وأشار زيادة إلى أن العقبة الأكبر التي كانت تعترض طريق المستثمرين كانت الخوف من عودة العقوبات، مما كان يكبح رغبتهم في الدخول بمشاريع طويلة الأمد خوفًا من خسارة رؤوس أموالهم. 

وأوضح أن قرار رفع العقوبات سيسهل جهود الغرفة في إقناع صناديق الاستثمار والشركات الدولية بالتوجه إلى سوريا، لاسيما وأن البلاد تُشكّل اليوم بيئة استثمارية خصبة قادرة على تحقيق عوائد مجزية، مما يبسّط مهمة جذب الاستثمارات في المرحلة المقبلة.

​من جهته، أكد رئيس غرفة صناعة دمشق وريفها، محمد أيمن المولوي، أن توقيت قرار رفع العقوبات، الذي جاء متزامنًا مع الذكرى الأولى لانتصار الثورة السورية، سيُحدث أثرًا بالغ الأهمية على قطاع الاستثمار.

 وأشار المولوي إلى أن القيود السابقة كانت تمنع المستثمرين من المشاركة في أي نشاط مرتبط بسوريا، بينما يُشكّل رفعها الآن حافزًا قويًا، خاصة للمستثمرين العرب والأجانب، للعمل داخل البلاد بكل أريحية. 

وأضاف المولوي أن سوريا لطالما كانت بلدًا واعدًا للاستثمار، وستصبح الآن أكثر جاذبية بعد رفع العقوبات، إذ أصبح بإمكان المستثمر إدخال أمواله وسحبها دون مواجهة عوائق، بعد فترة عانت فيها الشركات المتعاملة مع سوريا من قيود صارمة.

 وأكد المولوي أن المرحلة القادمة ستشهد تعديلات جوهرية على القوانين المتعلقة بالاستثمار والصناعة، لتعزيز البيئة الاستثمارية وجعل سوريا وجهة واعدة بكل المقاييس.

​وفي سياق متصل، أشار عضو مكتب غرفة صناعة دمشق وريفها، كرم الخجا، إلى أن إلغاء عقوبات قيصر سيجعل البلاد بيئة آمنة للاستثمار، ويدفع بقوة عجلة الإنتاج إلى الأمام. وأوضح الخجا أن هذه الخطوة تُريح المستثمرين الخارجيين في عمليات تحويل وضخ الأموال في السوق المحلية، كما أنها ستُسهّل من عملية تسويق المنتجات السورية في الأسواق الخارجية.

وخلال تعاملات اليوم الخميس شهدت الليرة السورية ارتفاع بسعر الصرف الليرة مقابل الدولار في السوق الموازية وسط تعاملات متذبذبة في حين واصل مصرف سوريا المركزي تثبيت سعر الصرف في تعاملات البنوك، وذلك بعد يوم على تصويت مجلس النواب الأميركي بالأغلبية لصالح إلغاء قانون قيصر ورفع العقوبات المفروضة على سوريا منذ سنوات.

اقرأ المزيد
١١ ديسمبر ٢٠٢٥
بعد الخسارة أمام المغرب.. المنتخب السوري يودع كأس العرب 2025 من ربع النهائي 

ودع المنتخب السوري لكرة القدم بطولة كأس العرب FIFA 2025 المقامة في قطر من دور ربع النهائي، وذلك بعد سقوطه أمام نظيره المنتخب المغربي بنتيجة (0 - 1) في المواجهة التي أقيمت على ملعب خليفة الدولي مساء اليوم الخميس.

​هدف مغربي في الدقائق الأخيرة يحسم المواجهة
​شهدت المباراة سيطرة نسبية للمنتخب المغربي على مجريات اللعب، خاصة في الشوط الأول، إلا أنه واجه صعوبة في ترجمة هذه السيطرة إلى أهداف بسبب افتقاره للدقة في اللمسة الأخيرة ويقظة الدفاع السوري الذي اعتمد على الهجمات المرتدة.

​وفي الشوط الثاني، تواصل الضغط المغربي، وكاد مروان سعدان وأسامة طنان أن يفتتحا التسجيل، لكن الحارس السوري إلياس هدايا كان بالمرصاد وحافظ على نظافة شباكه لفترة طويلة.

​وجاء هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 79 عن طريق اللاعب وليد أزارو، الذي استغل كرة مرتدة من الحارس إلياس هدايا ليضعها في الشباك، مانحًا التقدم للمنتخب المغربي وفوزًا مستحقًا في النهاية.

​طرد مغربي في الوقت بدل الضائع
​أنهى المنتخب المغربي اللقاء بعشرة لاعبين بعد طرد لاعبه محمد مفيد في الوقت المحتسب بدل الضائع ببطاقة حمراء مباشرة.

​مشوار سوريا في البطولة
​كان المنتخب السوري قد وصل إلى الدور ربع النهائي بعد مشوار جمع فيه أربع نقاط في دور المجموعات، حيث تمكن من الفوز على منتخب تونس، وتعادل أمام منتخبي قطر وفلسطين.

وانطلقت مساء اليوم الخميس مباريات الدور ربع النهائي من بطولة كأس العرب 2025 في قطر، حيث شهد مواجهتين تحملان طابع “الحسم” مع سعي المنتخبات الأربعة لخطف بطاقتي العبور نحو الدور نصف النهائي.

ودخل المنتخب المغربي المواجهة كأحد أبرز المرشحين للمنافسة على اللقب بعد تصدره المجموعة الثانية برصيد 7 نقاط، إثر الفوز على السعودية (1–0) وجزر القمر (3–1)، والتعادل مع عمان بدون أهداف.

وخاض المنتخب السوري اللقاء من موقع “الحصان الأسود”، بعد أن جمع 5 نقاط من فوز على تونس (1–0) وتعادلين أمام قطر (1–1) وفلسطين (0–0)، وسيلتقي الفائز من مواجهة المغرب وسوريا مع الفائز من مباراة الجزائر والإمارات المقررة يوم غد الجمعة.

وتتواصل الإثارة على أرض استاد لوسيل — الذي استضاف نهائي كأس العالم 2022 — عند 20:30 بتوقيت السعودية (17:30 غرينتش)، حين يخوض منتخب السعودية مواجهة قوية أمام منتخب فلسطين المتأهل متصدراً عن المجموعة الأولى.

وتأهل المنتخب السعودي بعد حلوله وصيفاً للمجموعة الثانية بـ6 نقاط من فوزين على عمان (2–1) وجزر القمر (3–1)، قبل الخسارة أمام المغرب بهدف دون رد.

أما المنتخب الفلسطيني فدخل الأدوار الإقصائية بمعنويات مرتفعة، بعد فوزه على قطر (1–0) وتونس (3–2)، وتعادله مع سوريا (0–0)، ما منحه صدارة المجموعة الأولى بفارق الأهداف، والفائز من مواجهة السعودية وفلسطين سيضرب موعداً في نصف النهائي مع الفائز من مباراة الأردن والعراق.

اقرأ المزيد
١١ ديسمبر ٢٠٢٥
الصف تحت السيطرة: مواجهة سلوك الطالب الفوضوي بأساليب تربوية

يقع على عاتق المعلم داخل الصف مسؤولية تصحيح السلوكيات الخاطئة التي يعاني منها بعض الطلاب، إذ لا يقتصر دوره على تقديم الدروس وشرحها فحسب، بل يمتد إلى توجيههم نحو العادات الإيجابية وغرس الأخلاق الحسنة. 

السلوك الفوضوي ومظاهره
ومن بين التصرفات غير المرغوبة التي يواجهها المعلم، يبرز السلوك الفوضوي كأحد أبرز التحديات، إذ يتسم صاحبه بقلة الانضباط، ويقاطع المعلم وزملائه أثناء الشرح أو النقاش بطريقة مزعجة، ويشتت الآخرين بحركته المستمرة وحديثه المرتفع. 

غالباً ما يعاني هذا الطالب من ضعف التركيز والانتباه، وقد يظهر أحياناً سلوكاً غير متوقع مثل الغضب المفاجئ أو المزاح المفرط، مما يجعل إدارة الصف مهمة شاقة تتطلب من المعلم استخدام أساليب تربوية مدروسة لتوجيهه نحو الانضباط والسلوك الإيجابي.

دوافع الفوضوية عند الطلاب
قد ينشأ السلوك الفوضوي للطالب عن عدة دوافع، أبرزها شعوره بالملل وحاجته للفت الانتباه بأي طريقة، حتى لو كانت مزعجة. كما قد يعاني بعض الطلاب من صعوبات في التعلم أو ضعف التركيز وصعوبة استيعاب الدروس، ما يجعل سلوكهم غير منظم. 

وقد تلعب المشاكل العاطفية أو النفسية، مثل التوتر أو القلق أو المشكلات الشخصية، دوراً في ظهور التصرفات غير المنظمة داخل الصف. إلى جانب ذلك، تؤثر البيئة المحيطة، مثل وجود نماذج سلوكية غير منظمة في الأسرة، على تصرفات الطالب، كما يمكن أن يسهم ضعف التحكم بالنفس والالتزام بالقواعد الصفية في استمرار هذا السلوك.

استراتيجيات المعلم في التعامل مع الطالب الفوضوي
تؤكد المدرسة كوثر أبو عبد الله لشبكة شام الإخبارية، أن التعامل مع الطالب الفوضوي يتطلب استراتيجيات واضحة ومدروسة. من أبرز هذه الاستراتيجيات وضع قواعد دقيقة للصف تحدد السلوكيات المقبولة وغير المقبولة منذ البداية، مع توضيح العقوبات والمكافآت بشكل عادل. 

كما ينبغي تشجيع السلوك الجيد والمثابرة بدلاً من التركيز على العقاب فقط، عبر كلمات تحفيزية، وتنويع أساليب التعلم باستخدام أنشطة عملية، تعليم جماعي، أو ألعاب تعليمية لتقليل الملل وزيادة التفاعل. ويُعد إعطاء الطالب اهتماماً خاصاً لفهم احتياجاته ومشكلاته والاستماع إليه بطريقة إيجابية من الأمور الجوهرية، إلى جانب توجيه السلوك بشكل هادئ وبناء بعيداً عن التوبيخ أو الانتقاد اللاذع.

 كما يساهم إشراك الطالب في الأنشطة الجماعية والعمل ضمن مجموعات صغيرة في تعزيز الانضباط والمسؤولية تجاه الآخرين، ويظل التواصل المستمر مع أولياء الأمور أمراً أساسياً لدعم الالتزام بالسلوك الإيجابي وتعزيزه داخل المنزل والمدرسة.

ويبقى تعديل سلوك الطالب الفوضوي مسؤولية تربوية مشتركة بين المعلم والأسرة، ويعتمد على الصبر والتوجيه الإيجابي، لضمان بيئة صفية هادئة تساعد الطالب على الانضباط وتحقيق نجاحه الأكاديمي والشخصي.

 

 

اقرأ المزيد
١١ ديسمبر ٢٠٢٥
بين مطالب الإفراج عن المتورطين بالجرائم… وصرخة الضحايا: لن ننسى ما فعلوه بنا

يطالب أهالي جنود النظام البائد الذين اعتُقلوا بعد سقوط الأسد بالإفراج عن أبنائهم، رغم تورّط العديد منهم في انتهاكات موثّقة بحق السوريين خلال سنوات الثورة، وضلوعهم في جرائم ضد الإنسانية ارتُكبت في السجون والبلدات والمدن التي ثار أهلها ضد النظام. 


وخلال الأسابيع الماضية، ظهرت احتجاجات ومطالبات متكررة من عائلات هؤلاء الموقوفين، إلى جانب ظهور عدد من أقربائهم على منصات التواصل الاجتماعي في محاولات لاستدرار التعاطف، معتبرين أن أبناءهم اعتُقلوا بلا ذنب. إلا أن ملفات التحقيق والصور والفيديوهات وشهادات الضحايا تُظهر رواية مختلفة، وتؤكد ضلوعهم في جرائم موثّقة.

في المقابل، يتمسّك أهالي الضحايا والناجون من السجون بضرورة محاسبة جميع المتورطين، ويشدّدون على أن العدالة لا يمكن أن تتحقق ما لم يُحاسَب كل من شارك في التعذيب والقتل والقصف وترويع المدنيين. فهؤلاء العناصر كانوا جزءاً من آلة القمع التي دعمت الإرهابي الفار بشار الأسد، ومارست أبشع الانتهاكات ضد السوريين، ووثّق كثير منهم جرائمه بالفيديو، وتباهى بمشاركته في القتل والتنكيل ونبش القبور.

ويرى متابعو مواقع التواصل الاجتماعي أن المقارنة بين معاناة أهالي معتقلي النظام البائد وبين مأساة عائلات معتقلي الثورة غير منصفة. فأهالي عناصر النظام يعرفون أين يوجد أبناؤهم، ويستطيعون زيارتهم أو توكيل محامٍ للدفاع عنهم، كما أنهم غير مهددين أمنياً لأن أبناءهم يخضعون لإجراءات قضائية رسمية في الدولة الجديدة.

أما أهالي معتقلي الثورة، فقد عاشوا سنوات طويلة لا يعلمون فيها ما إذا كان أبناؤهم أحياء أم أمواتاً، ولم يكن يجرؤ أحد منهم على السؤال خوفاً من الاعتقال. آلاف العائلات دفعت مبالغ طائلة بحثاً عن معلومة واحدة حقيقية، ولم يصلها أي رد. كثير منهم لم يتسلم حتى الآن إلا صوراً لجثامين أحبّتهم، من بين آلاف الصور التي سربها “قيصر”، أو شهادات ناجين تحدثوا عن التعذيب، والتجويع، والإذلال، والاغتصاب، والحرمان من العلاج، وكلها انتهاكات موثّقة تُدين القتلة وتكشف فظاعة ما جرى داخل السجون.

إن الفارق بين الحالتين ــ كما يؤكد السوريون اليوم ــ يعكس حجم المأساة التي خلّفها نظام الأسد البائد، ويؤكد أن العدالة الانتقالية لا يمكن أن تبدأ إلا بالاعتراف بالجرائم ومحاسبة مرتكبيها، وصون كرامة الضحايا، وعدم خلط أوراق الجلاد بالضحية. فالمجتمع السوري الذي عانى طويلاً يدرك أن بناء المستقبل يتطلب إنصاف الذين ظُلموا، لا تبرئة من شارك في الظلم.

اقرأ المزيد
١١ ديسمبر ٢٠٢٥
وزارة العدل تُعلن إنجاز خطوات إصلاحية واسعة في الجهاز القضائي

​أعلنت وزارة العدل السورية، اليوم الخميس، عن خطوات إصلاحية واسعة في الجهاز القضائي، تؤكد الالتزام التام بإعلاء شأن حقوق الإنسان وتطبيقها عمليًا في جميع مؤسسات الدولة، وتأتي هذه الخطوة في إطار السعي لإصلاح المؤسسة القضائية وتحريرها من آثار المرحلة السابقة.

وفي تصريح لـ "سانا" ​أكد وزير العدل، مظهر الويس، أن الوزارة اتخذت قرارًا حاسمًا بـ إلغاء المحاكم والأحكام الاستثنائية التي كانت تُعرف بارتباطها بانتهاك حقوق وحريات المواطنين خلال السنوات الماضية.

وشدد الويس على أن هذا الإلغاء يمثل جزءًا أساسيًا من التزام الدولة الجديدة بضمان حق التقاضي للجميع وفق محاكمات عادلة ومنصفة.

​ولفت الوزير إلى أن الوزارة قد بدأت بالسير الفعلي في ملف العدالة الانتقالية، مؤكدًا أن هذا التوجه يهدف إلى ضمان محاسبة كل من انتهك القانون وارتكب جرائم بحق الشعب السوري، مع الحفاظ على حقوق الضحايا وإحقاق العدل.
 
وقد تضمنت الإجراءات المتخذة في هذا السياق الرقابة على السجون وتأسيس المكاتب القانونية لتأمين وضمان حقوق السجناء.

ومن الجدير بالذكر​ أن هذه الإعلانات تعكس التزام الدولة بتعزيز حقوق الإنسان، حيث أوضح الوزير الويس أن انعقاد الاحتفالية الأولى في تاريخ سوريا باليوم العالمي لحقوق الإنسان يوم أمس الأربعاء، بالتنظيم المشترك بين وزارة الخارجية والمغتربين ومكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان، يعد إشارة مهمة. 

وأكد أن توقيت الاحتفالية، الذي جاء بعد يومين من "عيد التحرير والنصر"، يشير بوضوح إلى أن يوم سقوط النظام هو بداية جديدة لـ "إعلاء شأن حقوق الإنسان في سوريا".

ولأول مرة في تاريخها، احتفلت سوريا باليوم العالمي لحقوق الإنسان، بتنظيم مشترك بين وزارة الخارجية والمغتربين ومكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان، وبحضور وزراء وسفراء وشخصيات أممية وممثلين عن منظمات المجتمع المدني، وذلك في قصر المؤتمرات بدمشق.

اقرأ المزيد
١١ ديسمبر ٢٠٢٥
وزير الإعلام يشارك في منتدى طرابلس للاتصال الحكومي ويؤكد مركزية الإعلام في بناء الثقة 

شارك وزير الإعلام حمزة المصطفى، في أعمال “منتدى طرابلس للاتصال الحكومي”، الذي يُعد أحد أبرز المنصات العربية المعنية بتطوير استراتيجيات الإعلام الرسمي وتعزيز أدوات الاتصال بين الحكومات والجمهور، وذلك ضمن فعاليات “أيام طرابلس الإعلامية” التي تستضيفها العاصمة الليبية بمشاركة وزراء ومسؤولين وخبراء من مختلف الدول العربية.

ويُعد المنتدى—الذي انطلق عام 2021—أكبر تجمع عربي متخصص في الاتصال الحكومي في شمال أفريقيا، ويهدف إلى مناقشة السياسات الاتصالية الحديثة، وبناء جسور تعاون مهني بين المؤسسات الإعلامية الرسمية، وتطوير مهارات العمل الإعلامي في ظل التحولات السياسية التي تشهدها المنطقة. ويركّز المنتدى سنوياً على ملفات محورية مثل الأمن الإعلامي، إدارة الأزمات، خطاب الدولة، مواجهة الأخبار المضللة، ودور الإعلام في استقرار المجتمعات.

وخلال مشاركته، حضر الوزير المصطفى عدداً من جلسات المنتدى التي تناولت تحديات الاتصال الحكومي وسبل بناء الثقة بين المؤسسات الرسمية والجمهور، إضافة إلى أهمية الاتصال الاستراتيجي في تعزيز استقرار الدول، في لحظة تُعيد فيها المنطقة صياغة أدوار الإعلام ومسؤولياته.

وشارك الوزير في جلسة حوارية بعنوان “الإعلام العربي ومركزية القضية الفلسطينية”، حيث قدّم قراءة نقدية لخطاب النظام البائد تجاه القضية الفلسطينية، موضحاً كيف تم استخدام الشعارات بديلاً عن المواقف الفعلية، وتحويل فلسطين إلى أداة لتبرير القمع الداخلي. وشدّد المصطفى على ضرورة تحرير الخطاب العربي من الاستخدامات السياسية الضيقة، وإعادته إلى جوهره الحقيقي كوسيلة دعم للشعوب وحقوقها العادلة.

وتأتي مشاركة سوريا في المنتدى ضمن توجه وزارة الإعلام لتعميق التعاون العربي، وتبادل الخبرات التقنية والمهنية، والاطلاع على التجارب الحديثة في إدارة المحتوى الاتصالي وتطوير السياسات الإعلامية، وبما يتوافق مع المرحلة الجديدة التي تمر بها البلاد بعد التحرير، خاصة في ما يتعلق بإعادة بناء المؤسسات الاتصالية وترسيخ الثقة بين الدولة والمجتمع.

وتشكّل مشاركة سوريا في هذا الحدث الدولي تأكيداً على حضورها المتجدد في الفعاليات الإعلامية الإقليمية، وعلى رغبة وزارة الإعلام في الانفتاح على التجارب العربية والاستفادة من الخبرات المشتركة لدعم التحول الإعلامي الجاري داخل البلاد.

اقرأ المزيد
١١ ديسمبر ٢٠٢٥
بين الفقر والتطرف.. نيويورك تايمز: مخيم الهول "عالم معزول" يهدد بإعادة إنتاج العنف

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" في تقرير موسّع إن شمال شرقي سوريا ما يزال يحتضن واحدة من أخطر التركات التي خلّفتها سنوات الحرب، حيث تنتشر في سهوب الحسكة القاحلة معسكرات احتجاز ضخمة تضم عشرات الآلاف من عائلات مقاتلي تنظيم الدولة "داعش"، وفي مقدمتها مخيما الهول وروج. 


وترى الصحيفة أن وجود أكثر من 27 ألف امرأة وطفل داخل هذين المخيمين يشكّل تحدياً أمنياً وإنسانياً وسياسياً بالغ التعقيد، في وقت يقبع نحو 8 آلاف من مقاتلي التنظيم في سجون قريبة، ضمن مشهد يضع ضغطاً غير مسبوق على الحكومة السورية الجديدة، بالتزامن مع بدء الانسحاب التدريجي للقوات الأميركية.

وبحسب التقرير، فإن هذه المخيمات تُعد من الإرث الثقيل للحرب التي مزّقت سوريا على مدى 13 عاماً، إذ تحوّلت إلى موطن قسري لعشرات الآلاف، جرى احتجازهم خلال المعارك التي خاضتها قوات سوريا الديمقراطية بدعم أميركي لاستعادة الأراضي من التنظيم.

 ومع تراجع الدور العسكري الأميركي، تقول مراسلة الصحيفة أليسا روبن إن الحكومة السورية تواجه معضلة صعبة تتعلق بدمج قوات "قسد" في الجيش السوري وإدارة المخيمات، بينما تضغط واشنطن لتحميل دمشق مسؤولية هذه السجون الشاسعة. غير أن هذه الخطوات تواجه مخاوف كردية عميقة من الحكومة التي يقودها إسلاميون سابقون، وسط اتهامات بأنها قد تُفرج عن بعض مقاتلي التنظيم أو تُهمل الملف.

وترى نيويورك تايمز أن انضمام الحكومة السورية الشهر الماضي إلى التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة جاء وسط تصاعد هجمات التنظيم داخل الأراضي السورية، بما في ذلك استهداف كنيسة في دمشق وقوات تابعة للنظام السابق، وهو ما يعكس قدرة التنظيم على إعادة تنظيم صفوفه رغم خسائره.

ونقلت روبن مشاهد من داخل مخيم الهول تُظهر أطفالاً يتحركون داخل مساحات ضيقة، ونساء يرتدين البراقع يهمسن باتهام الزائرين بـ"الكفر"، وأمهات يشتكين من الجوع وغياب التعليم والرعاية الصحية. 


وأشارت إلى أن كثيراً من الأطفال وُلدوا أو نشأوا داخل المخيم، ما يجعلهم عرضة لتكوين وعي مشوّه داخل بيئة ما تزال حاضنة للأفكار المتشددة، خصوصاً بين النساء الأكثر ولاء للتنظيم، القادمات من دول كروسيا وطاجيكستان وفرنسا. وتمثل هذه الفئة نحو 60% من سكان المخيمات، معظمهم دون 18 عاماً.

وتقول الصحيفة إن الأوضاع الإنسانية تدهورت بشكل حاد بعد قرار إدارة الرئيس دونالد ترامب وقف تمويل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، مما أدى إلى انقطاع الخدمات الطبية والتعليمية وخدمات حماية الأطفال، والاكتفاء لاحقاً بتوزيع الماء والخبز. 


ومع هذا التراجع، تزايدت الاحتجاجات وحوادث العنف ومحاولات الهرب، حيث تشير شهادات مسؤولي المخيم إلى عمليات تهريب منظمة تتم عبر مئات السيارات التي تدخل لنقل الإمدادات، ويُستخدم بعضها لتهريب الأفراد.

ونقلت روبن عن مديرة مخيم الهول، جيهان حنان، قولها إن "الناس يهربون كل يوم، ويبدو أنها عملية منظمة"، مؤكدة العثور على أماكن للاختباء داخل خزانات المياه. وفي مشهد آخر وثّقته المراسلة، توسلت امرأة عراقية مسنة تُدعى لُطف النسان للحصول على علاج لمرض القلب بعد نفاد دوائها، بينما لم يعرف مسؤولو المخيم لاحقاً ما إذا كانت قد عادت إلى العراق.

وأشارت الصحيفة إلى أن المخيمات شهدت هجمات خطرة، أبرزها إقدام زوجين على ارتداء سترات ناسفة محلية الصنع وتهديدهما بالتفجير، قبل أن يُقتلَا على يد قوات سوريا الديمقراطية. ورغم التزام كل من العراق وسوريا بإعادة مواطنيهما، يبقى آلاف النساء والأطفال عالقين، إذ أعاد العراق نحو 19 ألفاً من مواطنيه، في حين لم تُعد سوريا سوى بضع مئات، بينما ترفض دول أخرى استعادة رعاياها بسبب المخاوف الأمنية، مخلفة مصيراً مجهولاً لنساء مثل البلجيكية إيفلين دي هيردت، التي فقدت زوجها وابنتها في الصراع وتعيش حالة انتظار لا نهاية لها.

وتختتم نيويورك تايمز تقريرها بالتأكيد أن مديري مخيمي الهول وروج يرون في تخفيض عدد المحتجزين خطوة ضرورية لنزع فتيل "قنبلة موقوتة" تهدد بالانفجار في أي لحظة داخل الصحراء السورية.

اقرأ المزيد
١١ ديسمبر ٢٠٢٥
كاريكاتير “الثورة السورية” يثير جدلاً وإشادة بموقف رئيس التحرير: اعتذار وحذف الرسم

أثار كاريكاتير نشرته صحيفة "الثورة السورية" الرسمية، في عددها الصادر اليوم موجة انتقادات واسعة، بعد اعتباره مسيئاً ومشوِّهاً لمطالب الشفافية والدولة المدنية، قبل أن يبادر رئيس التحرير، نور الدين الإسماعيل، إلى الاعتذار العلني وحذف الرسم، في خطوة لاقت إشادة من صحفيين وكتّاب سوريين، بينهم الصحفي الذي أثار القضية نفسه، محمد السلوم.

وقال السلوم في منشور على صفحته في "فيسبوك" إن الكاريكاتير قدّم صورة “تحمل إساءة واضحة”، إذ بدا كأنه يصف المطالبين بالشفافية والدولة المدنية بأنهم “جرذان خرجوا من عباءة وبقايا النظام السابق”. 

واعتبر السلوم أن هذا الطرح “يتناقض تماماً مع ما أعلنته الصحيفة عند انطلاقها” بوصفها منبراً لقيم المهنية والموضوعية، وفق ما جاء في تصريحات وزير الإعلام عند إطلاقها قبل أيام، وأضاف منتقداً: “كان يمكن للكاريكاتير أن يتناول موضوعات كالحديث عن الانفصال أو الدولة المستقلة، أما أن تصبح شفافية ودولة مدنية مطالب مزعجة أو فلولية فهذا غير منطقي”.

وشدّد السلوم على أهمية أن تحافظ الصحيفة على هويتها الجديدة، داعياً إياها إلى “سحب الكاريكاتير والاعتذار” كي لا تتحول إلى منبر يكرر ممارسات إعلام السلطة القديمة في “تجريم كل معارضة”.

وبعد ساعات، أصدر رئيس تحرير الصحيفة، نور الدين الإسماعيل، بيان اعتذار في "فيسبوك" قال فيه: “نشرنا اليوم رسماً كاريكاتيرياً لم يكن موفقاً في إيصال الفكرة، وفُهم في غير سياقه. وبصفتي رئيس التحرير أتحمل مسؤولية النشر، وأعتذر للسوريين عن أي خطأ غير مقصود”. وأعلن أيضاً حذف الرسم من منصات الصحيفة.

وردود الفعل على الاعتذار جاءت إيجابية، إذ وصف الروائي والصحافي السوري إبراهيم الجبين خطوة الإسماعيل بأنها “موقف شجاع ومهني يعبّر عن تحرّر حقيقي من عقد الإعلام القديم”، موضحاً أن الرسام كان يقصد فئات محددة من فلول الأسد والقوى المرتبطة بقسد والشيخ الهجري، ولا يستهدف التيار المطالب بالدولة المدنية.

أما الإعلامي سعيد غزول، فأثنى على الاعتذار وعدّه “تأكيداً على أن فلول الأسد، مهما حاولوا التسلل إلى المشهد الجديد، سيبقون بعيدين عن موقع من ضحى وناضل من أجل سوريا حرة”، معتبراً أن الاعتذار يعكس وعياً جديداً في إدارة الصحيفة.

وعقب حذف الرسم، أعاد محمد السلوم نشر الاعتذار معلقاً: “سعيد بهذه الاستجابة وهذه الشجاعة. لم أتواصل مع أحد من الزملاء رغم صداقتي بهم، لأن الموضوع أصبح عاماً، وبالتالي النقد سيكون عاماً. وأقدّر تفهّمهم الكامل لهذا الموقف”. وأضاف أنه يأمل أن تبقى الصحيفة عند هذا المستوى من المسؤولية المهنية.

وتُعد هذه الحادثة من أولى الاختبارات المهنية التي تواجه صحيفة الثورة السورية بعد انطلاقها بصيغتها الجديدة، وقد تحولت سريعاً إلى نقاش وطني حول حدود النقد، ودور الإعلام الجديد في سوريا، والعلاقة بين حرية التعبير والمساءلة المهنية.

اقرأ المزيد
١١ ديسمبر ٢٠٢٥
مقتل شاب وإصابة ثلاثة بإطلاق نار قرب دوار العمران في السويداء

شهدت مدينة السويداء مساء الأربعاء 10 كانون الأول/ديسمبر 2025 حادثة إطلاق نار كثيف قرب دوار العمران، أدّت إلى مقتل الشاب نورس ناصر متأثراً بإصابته بطلق ناري في الرقبة، فيما نُقل ثلاثة شبان آخرون إلى المشفى بحالات متفاوتة الخطورة.

وأكدت مصادر طبية أن أحد المصابين أُدخل العناية المركزة، بينما حُوِّل آخر إلى مشفى الحكمة لتلقي العلاج وتحدث شهود عيان عن سيارة مدنية من نوع كيا ريو صفراء اللون، مزودة بصفارة إنذار تشبه صفارات الأجهزة الأمنية، قامت بإطلاق النار باتجاه الكتيبة 164 التابعة للحرس الوطني في المنطقة مرجّحين أنها السيارة نفسها التي شاركت في حادثة دوار العمران، دون صدور تأكيد رسمي حتى الآن.

وفي أعقاب الحادثة، أعلنت قيادة الحرس الوطني فصل أحد عناصرها بشكل فوري بعد ثبوت تورطه في إطلاق النار خارج إطار القانون والواجب، مؤكدة إحالة العنصر إلى الجهات القضائية المختصة لمتابعة التحقيق ومحاكمته وفق القوانين النافذة.

وكانت أصدرت ميليشيا الحرس الوطني التابعة لحكمت الهجري بيانًا جديدًا حمل لهجة تصعيدية لافتة، جاء على لسان الناطق الرسمي باسمها، النقيب طلال عامر، وهو ضابط سابق من بقايا نظام الأسد البائد.

واستهل البيان بمهاجمة الدولة السورية عبر اتهامات مباشرة بالعمل على "تجنيد عملاء داخل السويداء" مقابل مكاسب وأموال، في خطوة تعكس توجه الميليشيا نحو توسيع خطابها التحريضي خلال الأسابيع الأخيرة.

ورغم كثرة الادعاءات الواردة في البيان، فقد غابت عنه الأرقام الدقيقة، إذ تحدث عامر عن "القبض على مجموعة من المتورطين من دون الكشف عن عددهم أو السياقات التي جرت فيها عمليات الاعتقال.

واتهم الموقوفين بالتنسيق مع الدولة السورية عبر لقاءات واتصالات رقمية، والعمل على تنفيذ سلسلة تفجيرات في مناطق عامة وحيوية داخل المحافظة، تشمل الأسواق الرئيسية والمباني الرسمية والعسكرية، إضافة إلى دور العبادة من كنائس وجوامع ومجالس دينية.

وذهب البيان إلى أبعد من ذلك عبر الحديث عن "مؤامرة ومخطط متكامل" يتضمن لاحقًا تنفيذ عمليات اغتيال تطال رموزًا دينية وشخصيات رسمية بعدة وسائل، بالتزامن مع هجوم مباغت من المحورين الشمالي والغربي بهدف السيطرة على السويداء، مع الإشارة إلى خطة موازية لاختراق صفحات إخبارية محلية واسعة الانتشار بهدف التأثير على الرأي العام.

وادعى الناطق الرسمي أن الحرس الوطني تمكن من "كشف خيوط المؤامرة كاملة" وتحديد العدد الأكبر من المتورطين، مضيفًا أن عمليات دقيقة نفذت لاعتقالهم وأنهم اعترفوا بالمخطط خلال التحقيقات الأولية من دون تقديم أي توثيق أو دلائل يمكن التحقق منها.

وفي سياق آخر، تطرّق عامر إلى المقطع المصور الذي انتشر خلال الأيام الماضية ويوثق إهانة وتعذيب الشيخ رائد المتني على يد عناصر من الميليشيا. واعتبر هذا السلوك لا يعبر عن نهج الحرس الوطني معلنًا توقيف عنصرين قال إنهما متورطان بالحادثة، في محاولة لاحتواء ردود الفعل الشعبية الغاضبة التي شهدتها المحافظة.

أما فيما يتعلق بوفاة المعتقلين رائد المتني وماهر فلحوط، فقد قدّم البيان رواية بدت بعيدة عن منطق الأحداث وفق مصادر أهلية، حيث قال إن تقارير الطب الشرعي أثبتت أن وفاة المتني كانت نتيجة تناوله جرعة كبيرة من دواء الضغط الخاص به، فيما توفي فلحوط إثر نوبة قلبية.

وزعم عامر أنه لا علاقة لوفاتهما بظروف التوقيف، وهي رواية اعتبرها ناشطون محاولة لتخفيف الضغط الشعبي بعد تداول شهادات ومقاطع مصورة تؤكد عن تعرض الموقوفين للتعذيب داخل مقرات الحرس.

هذا ويعكس البيان، بمضمونه وطريقة صياغته مرحلة جديدة من التصعيد الخطابي لدى الميليشيا، ويطرح أسئلة واسعة حول الغاية من توسيع دائرة الاتهامات، وغياب الأدلة، واعتماد لغة تضخيمية تتقاطع مع محاولات فرض سلطة أمر واقع في المحافظة، وسط حالة توتر أمني مستمرة وتخوّف من انعكاسات هذه البيانات على استقرار السويداء.

اقرأ المزيد
7 8 9 10 11

مقالات

عرض المزيد >
● مقالات رأي
١١ ديسمبر ٢٠٢٥
الحق ينتصر والباطل ينهار: مفارقة "المذهان" وداعمي الأسد أمام العدالة
سيرين المصطفى
● مقالات رأي
٤ ديسمبر ٢٠٢٥
سوريا الجديدة تستقبل مجلس الأمن: سيادة كاملة واعتراف دولي متزايد
أحمد نور الرسلان
● مقالات رأي
١ ديسمبر ٢٠٢٥
من يكتب رواية السقوط؟ معركة “ردع العدوان” بين وهم التوجيه الدولي وحقيقة القرار السوري
أحمد ابازيد - رئيس تحرير شبكة شام
● مقالات رأي
٢٦ نوفمبر ٢٠٢٥
قراءة في مواقف "الهجري وغزال" وتأثيرها على وحدة سوريا
أحمد نور الرسلان
● مقالات رأي
٢٥ نوفمبر ٢٠٢٥
بين القمع الدموي في 2011 وحماية التظاهرات في 2025: قراءة في التحول السياسي والأمني
أحمد نور الرسلان
● مقالات رأي
٦ نوفمبر ٢٠٢٥
"أنا استخبارات ولاك".. حادثة اختبار مبكر لهيبة القانون في مرحلة ما بعد الأسد
أحمد نور الرسلان
● مقالات رأي
٣ نوفمبر ٢٠٢٥
فضل عبد الغني: عزل المتورطين أساس للتحول الديمقراطي في سوريا
فضل عبد الغني